روايات

رواية سارقة العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم سحر أحمد

رواية سارقة العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم سحر أحمد

رواية سارقة العشق البارت الثاني عشر

رواية سارقة العشق الجزء الثاني عشر

سارقة العشق
سارقة العشق

رواية سارقة العشق الحلقة الثانية عشر

داخل سيارة جمال كانت مكة تجلس بجوار جمال فى طريقهم لى القاهرة منذ ساعات وهم فى السيارة والان على وشك الوصول الى الفيلا الخاصة بجمال ام خالها حسن فى سيارة اخرى حيث اصر جمال ان مكة لن تكون الا بسيارته ورغم معارضة حسن الا ان جمال لم يوافق ان تكون مع احد غيره
فى احدى الاماكن الراقية الهادئة تدلف سيارة جمال لتقف امام بوابة ضخمة ثوانى قبل ان تفتح البوابة على مصرعيها ليظهر من خلف البوابة الضخمة روعة المكان الذى اشبه بالحلم بالنسبة لمكة حيث يشبه قطعة من الجنة اشجار كثيفة وزهور ذات اشكال والوان مختلفة
توقفت السيارة ليخرج السائق ويفتح الباب للجمال وايضا مكة التى تخرج من السيارة وهى متردة كثيرا حيث تشعر بمشاعر كثيرة متخبطة ومتضاربة لا تستطيع ان تحدد شعورها هل هو خوف او رهبة او قلق
شعرت بيد جمال تمسك يدها لكى يحاول ان يبث بها الطمائنية فهو يعلم انها خائفة الان من الذى تراها وايضا منبهرة من حجم وجمال المكان
جمال: يالا مكة تعالى
نظرت لها مكة بغباء: اجى فين
نظر لها جمال بابتسامة هادئة: بيتك
لم يعطى جمال لمكة فرصة للرد حيث انها كانت فى حالة من التعجب والذهوال التام لذلك امسك جمال بيدها وهو يحثها على التقدم الى الامام حيث بدئت مكة تتقدم بخطوات مترددة
وبمجرد دخولها من باب الفيلا ذو التصميم الرائع رات عالم اخر رات مكان اشبه بقصور الاحلام خاصتها رات روعة واناقة تفوق العقل حيث اللوحات الرائعة التى تزين المكان وتعطيها رونق خاص به كل ذلك جعل مكة تنظر الى المكان بانبهار واعجاب واضح فى عيونها جدا
فاقت من هذا الذهول على صوت سمية وهى تسالها بنبرة حادة : عجبك البيت
التفت مكة الى سمية وهى تبتسم بكل ود ومحبة لترد على سمية بترحاب شديد: خالتو سمية واحشتينى
نظرت لها سمية باقتضاب : وانتى كمان بس اية رايك عجبتك الفيلا
لاحظ جمال اقتضاب وجه عمته ولذلك حاول ان يلطف الجو ليقول بهدوء: براحة عليها ياسمية هى لسه واصالة بس نرتاح وهى هتتفرج على كل حاجة
بينما مكة ارادت الرد على سمية : جميل جدا ياخالتو و……….
وقبل ان تكمل مكة قاطعتها سمية وهى تقول بلهجة امرة : كويس ان عجبك اظن انك تعبانة هخلى حد من الشغالين يوديك اوضتك
اومئت مكة بصمت وهى تؤمى بالموافقة على قول سمية
لتنادى سمية على احد العمالين بالمنزل وتطلب منه ان ياخذ مكة الى الغرفة التى اعدت لها خصيصا
وقبل ان تذهب مكة مع الخادمة التفت الى جمال وهى تشعر باقلق من المكان : مش هتاجى معاى
شعر جمال بمدى قلق مكة لذلك اراد ان يبث فيها الطمائنية فهو يعرف انها تشعر بالخوف من المكان وقلق من الحياة التى تراها امامها فشتان بين الحياة فى منزل جدتها الصغير والحياة فى القصر الضخم لابد ان تشعر بالتخبط والريبة
ولكن قبل ان يرد جمال كانت سمية اسرع منه بالرد على مكة لتقول بنوع من الحدة : اطلعى انتى ارتاحى وجمال هيفضل معاى هنا اصله واحشنى
ادرك جمال ان عمته تريد الحديث معه بعيدا عن مكة لذلك فضل ان لا يعترض كلام سمية ابدا بالاضافة ان اشار الى مكة بعينيه انه سوف يصعد اليها بعد الانتهاء من حديثه مع سمية صعدت مكة الدرج المودى الى غرفتها مع الخادمة وما ان اختفت عن نظر جمال وسمية حتى التفت جمال الى سمية ليقول لها بهدوء وهو يجلس على احد الكراسى الفخمة الموجودة بالمكان : مالك ياسمية فى اية بتعاملى مكة كده ليه
عبست سمية بوجهها قليلا لترد : اتجوزتها ليه
كان جمال متوقع هذا السوال من عمته فهو يعرفها جيدا لن تهدء الا اذا اتى لها بسبب مقنع لذلك رد عليها بهدوء ظاهرى: اظن ان جوزك قالك ليه وقفت سمية وهى تتحدث بعصبية : انا عايزة اعرف منك انت السبب الحقيقى مش السبب الاهبل اللى انت ضحكت بيه على حسن وعلى لناس التانية وبلاش شغل حاميته من الفضيحة والكلام ده
نظر لها جمال بعدم اكتراث : سمية هو ده اللى حصل ومعنديش غيره وبعدين انتى مالك زعلانة كده ليه مش كنتى واجعة دماغى اتجوز اتجوز تهو ادينى سمعت الكلام واتجوزت
سمية: اتجوزت طفلة منتفعكش
غضب جمال للغاية من لهجة سمية الحادة فى الكلام ليرد عليه بلهجة غاضبة: الفرق بينا مش كبير اوى لدرجة دى انا احسن ولا الراجل اللى عنده اربعين سنة
سمية بعصبية: ومين قال انى بتكلم على السن ده اخر حاجة انا بتكلم عن المستوى الاجتماعى بتكلم عن الحياة اللى هى كانت عايشها واللى انت عايشه بتكلم عن بنت برئية مشفتش حاجة فى حياتها وعنك انت عملت اية صح فى حياتك علشان تتجوز واحدة نقية وبرئية زيها
وقف جمال وهو يتحدث بنبرة صوت مرتفعة: ليه انتى وجوزك شايفين قذر كده
سمية: لانك وحش فعلا كل التربية اللى كنت بربيها وكل حاجة حلوة كنت بزرعه فيك كانت بتروح وتختفى مع اول ما رجلك تختطى بيت جدك كنت تروح هناك تنسى كل حاجة مع الاسف جدك علمك الانانية وحب النفس والتملك علمك لو عايز حاجة يبقى طلب جمال زيدان امر لازم ينتقد ومفيش حد يقدر يخالف الامر ده شربت سجاير وخمرة وستات وعلاقات زبالة من ايام ما كنت فى الجامعة ومحدش كان يقدر يكلمك وكل ما كنت اقولك كده غلط تسمع كلامى وتبعد وبعد ترة ترجع تانى انت ضعيف جدا ياجمال وشيطانك اقوى منك
نظر جمال الى سمية وعينيها تطلق شرارت من كثرة الغضب ولكن رد على سمية بمنتهى الحدة والغضب: ايوة انا شيطان سيبنى يمكن هى تقدر تغيرنى سيبنى يمكن تكون هى بذرة الصالح لي
جلست سمية على المقعد وهى تلتقط انفاسها : ياريت بس انا اكتر واحدة عارفة انك مش عاوزها علشان كده انت عاوزاها علشان مش قدرت توصلها فقلت اتجوزها احكمها بنت برئية متعرفش حاجة هتفضل تحت جناحى العمر كله تسمع الكلام وتقول حاضر ونعم وطيب وتخلف الاولاد يعنى انت عايز جارية مش انسانة ياجمال
صرخ جمال فى سمية بعصبية مفرطة: كفاية بقى كفاية انا مش هو انا مش هو انا جمال زيدان مش حماد زيدان ارحمينى بقة ارحمينى
سمية: هتطلقها ياجمال
جمال بنبرة مرتفعة: مش هطلق
سمية: انا بقول هتطلقها
تحدث جمال بنبرة مخيفة الى سمية: هقتلها بايدى قبل ما تتطلق منى هى ملكى انا وبس ولحد ماتموت هتفضل ملكى
خرج من البيت بسرعة رهيبة وفائقة قبل ان يفتك بسمية او ربما يفتك بنفسه لن يطلقها لو ماتت امامه ى له لاخر العمر هو لن يفرط فى شى يملكه هى ملك لجمال زيدان لاخر عمرها
كانت مليكة تجلس امام البحر مكانها المعتاد التى تذهب اليها عندما تشعر بالوحدة هناك فقط تجد نفسها امام البحر تحكى له همومها ووجعها وحزنها من البشر وجعها من الناس كافة
شعرت مليكة بالفرحة والقوة وشعور الانتصار انها لم ترضخ لمصطفى ابدا ولم تستلم له ولكن ككل مرة امها تحطم احلامها وواقعها بكلامها الجارح هى لم تعد ترغب بالحياة التى قست عليها لاقصى الحدود حياة تحاول ان تجعل منها مسخ لل لإنسانة ذو مشاعر واضحة وراقية
تذكرت عندما دخلت عليها امها الغرفة وعرضت عليها هذا العرض المغرى جدا
جيهان: مليكة ياحبيتى فكرى ده عرض مفيش زيه
تطلعت مليكة الى وجه امها باسى واضح : انتى ازاى عايزينى اعمل كده
تحدثت جيهان بهدوء: يابنتى دى عملية مضمونة جدا الكل دلوقتى بقى يعمل عمليات التجميل دى كل الحكاية ان الدكتور بس هيكبر شوية حاجات وكام حقنة كده علشان البشرة تبقى افتح انا روحت اتكلمت معها وهو اكد لى انه الموضوع مضمون
شعرت مليكة للحظة انها عبارة عن عروسة بلاستيك يريدون تغيرها اجراء تادية جراحة لا قيمة لها وانها بسيطة وهشة للغاية يريدون منها ان تتغير وتكره خلق الله له لا يعلمون ان خلق الله اعظم من افضل الاشياء الذين يفعلونه ويشوهون خلق الله العظيم
ردت مليكة بحزن واسى على امها : بس انا مش هعمل كده انا مش عايزة اتغير اللى عايز يتجوزنى علشان انا مليكة وبس مش مجرد جسم او بياض هيستمتع بيه لحظات ويبعده عنه انا مش عايزة كده
ردت عليها جيهان بفتور: حرام عليك بقه حرام انا تعبت ليه مش عايزة تسمعى الكلام زى كانى عدوتك مش امك ليه عايزة تعذبينى ليه مصرة انى اموت بحسرتى بسببك ليه كل حاجة واخدها عناد
ردت عليها مليكة باسى وحزن: وانتى ليه مصرة تفكرينى انى وحشة ليه دايما بتشوفى الوحش مش بتشوفى الحلو اللى فيا ابدا ليه انا مجرد جسم مش انسانه ليه
جيهان: مش انا اللى شايفة انا شايفاكى احلى واحسن واحدة فى الدنيا لكن الناس مش شايفة كده الناس وحشة اوى يابنتى وحشة لدرجة مش تتخليها انا نفسى وبحاول انى اخليكى تتجوزى واحد من سنك مش ياجى اليوم اللى تتجوزى واحد عمره خمسين او ستين سنة علشان تهربى من الوحدة
رددت مليكة الكلمة بحيرة: وحدة
جلست جيهان على الكرسى وهى ترد بحزن: ايوة وحدة انا فى يوم انا وابوكى هنروح من الدنيا هتعيشى مع مين رد عليا هتعيشى مع مين هتلاقى نفسك فجاة لوحدك من غير حد حتى اختك ملك وجوزها رغم انهم كويسين جدا وزياد راجل بمعنى الكلمة ويمكن ياخدك تعيشى معاهم تقدرى تقوليلى هتعيشى هناك ازاى انتى هتمنعى عنهم كل لحظة حلوة ممكن يعيشوها وبما انك موجودة مش هيعرفوا جوز اختك هيقدر ياخد راحته فى بيته وانتى موجودة لا طبعا هتردى تقوليلى هعيش لوحدى هقولك لو ناس سابت كفى حالك لانك بنت عايشة لوحدها هيعدى يوم واتنين وسنة والتانية وهتبقى وحيدة محتاجة لحد يؤنسك محتاجة لحد ياخد بايدك
رات مليكة وجه امها الحزينة للغاية فردت عليها بهدوء: وليه تقولى كده انتى تعرفى القدر يمكن انا اموت قدامكم
ردت عليها جيهان سريعا: بعد الشر
مليكة: ارجوكى كفاية ياماما انا مش عايزة اتوجع تانى بلاش كل شوية سيرة الجمال والاناقة والنحافة والتخن وكل الكلام ده انا تعبت وارجوكى انسى موضوع الجواز انا ليه نصيب يوم ماربنا يكتب لى النصيب هياجى ابعدت جيهان دموعها بيدها لتقول باسى: ماشى انتى حرة اعملى اللى انتى عايزاه يابنتى انا مش هتكلم تانى ولا هيجيب سيرة كل ده تانى بس عايزة اسال سوال مهم يامليكة
تطلعت مليكة اليها باهتمام وهى تؤمى لها براسها ان تسال
جيهان: انتى مش نفسك تكونى ام فى يوم من الايام ولا ده كمان مش مهم
القت عليها جيهان السوال وخرجت دون الاستمتاع الى اجابة مليكة وبعدها مليكة ظلت شاردة طلية الوقت وها هى امام البحر تفكر فى اجابة لهذا السوال حقا هى لاتريد ان تكون ام فى يوم من الايام حقا من الممكن ان تظل بقية عمرها بدون اطفال حقا سوف تعيش وحيدة بدون ونيس
لهذه الدرجة سوف تكون الدنيا ظالمة لها هل عاشت طيلة عمرها وحية لكى تقضى الباقية ايضا وحيدة لن تجد من يواسيها لن تجد من يحنو عليها لن تجد الحب التى لم تجربه حتى فى ايام المراهقة لن تعيش مثل باقى الفتيات وياتى لها حبيها بباقات الزهور لن تعيش الحب ايام الخطوبة ولن تتحدث لخطيبها بساعات فى الهاتف دون ان تدرى بالوقت سوف تحرم من كل هذا بدون سبب بدون وجه حق فقط لانها ليست انثى
كان مصطفى يسير على البحر شارد الفتاة التى قال عنها تميمة حظه اصبحت الان تميمة الشقاء بالنسبة له هذه الفتاة جعلته يدرك كما هو مخطى فى حق نفسه اولا ولكن كانت هى اول شرارة فى هذا الشعور بعد ماقبلته مع مليكة ورغم يقينه انها كل كلمة قالتها هى محقة فيها الا ان الشيطان كان اقوى منه ذهب مصطفى الى احد الاماكن وظل يشرب هناك الخمر كثيرا حتى سكر للغاية وطلب له النادل الذى يعمل بالمكان سيارة اجرة لكى توصله الى بيته ولم يكن مصطفى بمفرده بل كان معه فتاة ليل ذهبت معه ما ان صعد الى بيته بخطوات مترنحة حتى وجد امه فى انتظاره فهى قلقت عليه للغاية
ما ان خطى مصطفى داخل البيت حتى تقدمت منه امه وهى تتسند على العصا الخاصة بها : مصطفى انت جيت
ردت فتاة الليل وهى تقول بلغتها الخاصة: مين دى يا اخوى انت جيبنى عند امك
وضع مصطفى اصابعه على فمه وهو يعمل اشارة صمت الى الفتاة: اسكتى امى هتسمعنا
تساءلت زينات بحيرة فهى سيدة كفيفة لا ترى : مين دى يا مصطفى انت معاك مين هنا
ردت الفتاة بفجور: اها انتى عامية ولا اية
ارتفع صوت زينات وهى تصرخ بمصطفى: مصطفى رد عليا
خطى مصطفى خطوات مترنحة وهو يستند على جدار : مش قولتلك اسكتى هتسمعنا
ثم تقدم من امه : وهو يقول انا معرفهاش
لترد الفتاة: نعم ياعمر متعرفنيش بقى كده
ثم التفت الى امه وهى تقول: لا يعرفنى ياست الحاجة كان جايبنى يقضى معاى الليلة دى واهى انضربت بوشك ده يالا مليش نصيب
صرخت زينات فى وجه الفتاة: اطلعى برة بيتى بره
الفتاة: طالعة يااختى قال بتطردنى من بيت الرياسة حتى بيت معفن وقديم
ثم اشارت الى مصطفى وهى ترسل له قبلة فى الهواء: سلاموز ياقمر
ثم ضحك ضحكة خليعة وخرجت من المنزل ام مصطفى فهو رقد على الاريكة ونام من كثرة الافراط فى الشرب فهو لاول مرة يشرب بهذه الكمية الكثيرة
اقتربت منه زينات وهى شتى انواع الغضب على وجهها ولكن وجدته نام
فى الصباح استقيظ مصطفى وهو يمسك راسه من شدة الصداع لذى يفتك به وهو يتالم فراى امه جالسه على الكرسى المقابل له: صباح الخير يازوتى
ردت عليه زينات بفتور: صحيت
مصطفى: اه بس حاسس راسى مصدعة اوى
زينات بوجه خالى من اى تعبير: اطلع برة
مصطفى: والله مصدع يازوتى مش فايق للهزار
وقفت زينات وهى تشد مصطفى من ذراعه: وانا مش بهزر اطلع برة انا من النهاردة ابنى مات فاهم مات وبعد شوية هعمله جنازة واخد فى العزاء كمان اطلع برة
امسك مصطفى يد امه وهو يقول بنبرة متوسلة: اهدى بس يا امى قوليلى مالك وانا زعلتلك فى اية علشان خاطرى متبكيش انا اسف على اى حاجة زعلتك منى
ابعدت زينات يدها عن يد مصطفى ثم ضربت مصطفى على وجهه وهى تقولك متلمسنيش من النهاردة امك ماتت
ثم ضربت مصطفى قلم اخروهى تقول: وده علشان انا معرفتش اربيك
ثم ضربت مصطفى قلم ثالث وهى تقولك وده علشان ابنى اللى موته وبقيت واحد معرفهوش
ثم ضربت مصطفى القلم الرابع وهى تقولك وده علشان الفلوس والشهرة والشبع اللى حسيت بيه بعد ماكنا فقره مش لقينا غير اللى يكفينا دلوقتى بقيت تكفر بنعم ربك وبدل ما تشكر لا بترتكب المعاصى اطلع برة ومش تخلينى اشوفك تانى وحتى يوم ما اموت جنازتى متميش فيها ولا قبرى تبكى عليه انا ابنى مات منك لله منك لله
لاول مرةتنزل دموع مصطفى وتغرق وجهه وهى يردف لامه بنبرة متوسلة: انا اسف يا امى اسف بس اسمعينى علشان خاطرى
ولكن زينات لم تسمعه والقت به خارج المنزل واغلقت الباب ومصطفى يدق الباب والجرس وهى لا ترد عليه بل هو يبكى ويتوسل وهى تبكى ندما على عمره الذى ضاع فى تربية ابن غير صالح بالمرة كان لابد من القسوة يمكن يكون اخر امل فى اصلاحه
بعد مشاجرة جمال مع سمية خرج الى الشركة وبقى هناك ينجز بعض الاعمال الفائتة والمتراكمة واثناء العمل لكى يقلل من فرط عصبيته من كلام سمية شرب بعض الخمر ولكن لم يفرط به ثم ذهب الى المنزل وبعد ان كان ينوى ان يذهب لمكة لكى يطمئن عليها رجع عن الفكرة وذهب الى غرفته وخلع فقط جاكيت البدلة وايضا الحذاء الخاصه به ولم يكمل باقى ملابسه ونام على السرير
اما مكة فظلت تنتظر جمال وعندما يئست انا ياتى نامت وقبلها ظبطت المنبه لكى تستقيظ وتصلى الفجر وعند اذان الفجر رن المنبه فاستيقظت مكة وتوضت وارتدت اسدالها ولكن لم تعرف اى جهة قبلة وكيف تصلى وهى لا تعرف فلذلك فكرت ان تذهب وتسال جمال وايضا تكسب ثواب فى انا تجعله يستقيظ ويصلى الفجر
خرجت مكة من الغرفة بخطوات بطيئة جدا ولكنها وقفت حائرة من كبر هذا القصر للغاية فهى لاتعرف اى اوضه جمال ولكن تذكرت ان جمال ليس معه فى نفس الطابق بل فى الطابق الاعلى حيث رات الخدم يأخذون ثيابه الى اعلى لذلك صعدت السلم المؤدى الى الطابق الاعلى المخصص لجمال كله ولكن وجدت العديد من الغرف لذلك فكرت ان تفتح جميع الغرف حتى تصل لغرفة جمال وبالفعل قامت بذلك وبينما هى تفتح الغرفة الثانية كانت غرفة جمال الذى نسى اضاء الخافتة مشتعلة بالغرفة ولم ينتبه لكى يغلقها تقدمت مكة من جمال النائم فى السرير واقتربت منه بهدوء وتمعنت النظر فى حاجبى جمال المنعقدين بغرابة تدل على عبوسه فاتسالت مكة فى صمت ماذا راى فى احلامه حتى منزعج للغاية
تقدمت مكة ومدت يدها وهى ترتب عليها بحنوك ابيه جمال اصحى
مرة ومرة حتى استجاب جمال اخيرا وما ان راى مكة حتى ابتسم وامسك يدها اجلسها على السرير: انتى هنا بجد
ردت مكة بهدوء: ايوة قوم بقى
ولكن جمال اغمض عينه لكى ينام مرة اخرى فنادت عليه مكة
ليعتدل جمال بسرعة وهو يقول بنبرة خائفة وهو يمسك وجه مكة بيده: مكة فى اية انتى كوسة
استغربت مكة من نبرة جمال الخائفة: انا كويسة
جمال: فيه اية طيب مصحينى ليه دلوقتى
مكة: يالا علشان تصلى الفجر
نظر جمال لها نظرة استغراب وبلاهة : اعمل ايه
ردت مكة ببراءة عليه: هنصلى الفجر يالا بقى قوم انت كسلان اوى
ابعد جمال يد مكة وهو يقول لها: طيب روحى انتى وانا هنام واصلى بكرة
نظرت مكة فى عدم فهم: اية هو اللى تصلى بكرة ابيه جمال ركز احنا هنصلى دلوقتى يالا بينا
جمال: بكرة بقى وبطلى زن انا منمتش ساعتين على بعض بقى
نظرت مكة له وهو يبدو عليه التعب: طيب خلاص ابقى صلى الصبح بس قولى الاول القبلة من فين
جمال: ها
مكة: اية القبلة منين
وضع جمال يده على عنقه وهو يردد كلمة مكة فى عقله: بصى روحى اسالى سمية انا معرفش
مكة ببراءة: ام انت بتصلى فى الجامع علشان كده متعرفش برافو عليك ياابيه جمال
نظر جمال لها ببلاهة : طيب روحى بقة انتى وابيه بتعتك من هنا خلينى انام
مكة: تصبح على جنة ياابيه
خرجت مكة من الغرفة وجمال شد الغطاء عليه لكى ينام وهو مغتاظ للغاية من براءة هذه الفتاة التى سوف تجعله يلقى حتفه قريبا
ما ان خرجت مكة من الغرفة واغلقت الباب حتى وجدت سمية تمسك ذراع مكة بقوة مفرطة وهى تصرخ بها: بتعملى ايه هنا
شهقت مكة للغاية ونظرت الى سمية بخوف وقلق وردت عليها بتلعثم: انا انا يعنى
لم تجعلها سمية تكمل كلامها للنهاية فصرخت بها: مشفكويش هنا فى الدور ده خالص انتى فاهمة ولا تقربى من الاوضة دى وده انزار ليكى واواعى الغلطة دى تكرر تانى عقابى مش هيعجبك فاهمة
اؤمئت مكة براسها بالموافقة وهى الدموع تملى عيينها
سمية بلهجة غاضبة: يالا انزلى
وقبل ان تنزل مكة فتح جمال باب غرفته ليخرج ويمسك يد مكة التى استدرات لكى تغادر وهو يزيل عنها الدموع خلاص بطلى عياط
ثم التفت الى عمته وهو يقول بعصبية: بتزعقليها ليه
سمية: انا قولتلها كلمة ماشفهوش هنا تانى فى اوضتك ياجمال
جمالك كانت جاية علشان
قطعته سمية قائلة: خلص الكلام وهى بنت شاطرة وهتسمع الكلام
ثم نظرت الى مكة : مش كدة يامكة
اؤمئت مكة بالموافقة بهدوء ثم غادرت الى اسفل الى حيث غرفتها تبكى فى صمت اما جمال نظر الى سمية بغضبك سمية ملكيش دعوة بمكة اللى هيفكر بس يزعلها انا ممكن اقتله وبلاش نزعل من بعض انا وانتى انتى عارفة معزتك عندى
سمية: كلمتى هى اللى هتمشى ياجمال مشفكش معها فى اوضة واحدة
جمال: مراتى ياسمية انتى اتجننتى ولا علشان سمعت كلامك وخليتها فى اوضة تانية هتتحكمى فيا انا من دلوقتى ممكن اخليها تفضل معاى هنا وكمان اخليها مراتى بجد فبلاش تستفزيني احسن
سمية: انا كلامى خلص
ثم التفت سمية لكى تغادر تاركة جمال يضرب بقبضته فى الحائط وهو على وشك الانفجار
بعد قليل ذهب جمال الى غرفة مكة بعد ان هدء وكانت مكة جففت دموعها وادت صلاة الفجر دون ان تعرف اين القبلة وطلبت من ربها ان يسامحها لانها لا تعرف القبلة اين انهت الصلاة وازالت سجادة الصلاة ثم طرق الباب وسمحت للطارق بالدخول فكان جمال
دخل جمال وامسك يدها وجلس معها على السرير وهو يقول لها بحنو: متزعليش يامكتى من سمية هى طيبة اوى بس مش عاييزة حد يقول عنك حاجة وحشة يعنى علشان الشغالين وكده ميعرفوش انك مراتى
مكة بهدوء: انا مش زعلانة هى معاها حق ياابيه جمال
نظر لها جمال بغضب: لا كده انا اللى هزعل
ردت مكة بسرعة: ليه بس
جمال بغضب ظاهرى: علشان كلمة ابيه احنا مش اتفقنا نبطلها
مكة: لا مش اتفقنا انا بحب اقوالك كده
جمال: يابنتى ياحبيتى مينفعش لو حد عرف ان مراتى بتقولى ابيه صورتى هتبقى وحشةيرضيك كده
مكة: لا طبعا
جمال: حلو يبقى قوليلى اى حاجة تانية
صمتت مكة قليلا ثم رفعت نظرها الى جمال وهى تقول بفرحة فى عيونها وفى وجهها جعلت جمال يظن انها سوف تقول له حبيبى ولكن سرعان ما ان تحطمت احلامه عندما قالت مكة: اية رايك اقوالك بابا
لم يتحدث جمال ابدا مما جعل مكة تقلق للغاية فنظرت له بريبة: ابية جمال هو انت عامل كده ليه وفاتح بقك كده له انت فرحان صح خلاص هقولك يابابا جمال

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سارقة العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *