روايات

رواية غرام آسر الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة الحلفاوي

رواية غرام آسر الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة الحلفاوي

رواية غرام آسر البارت الخامس عشر

رواية غرام آسر الجزء الخامس عشر

غرام آسر
غرام آسر

رواية غرام آسر الحلقة الخامسة عشر

صحيت على إيد حنونة بتلمس على كتفها، و صوت جدها العميق بيتغلغل لأذنيها، صحيت و إبتسمت إبتسامة باهتة و هي بتقول:
– جـ .. جدو!!
– قومي يا حبيبتي! نايمة على الأرض كدا ليه!
قال بخضة عليها، و بإيدُه التانية ماسك تليفونه اللي على ودنُه، و بيقول للطرف التاني بهدوء:
– هي كويسة يا آسر متقلقش!!!
– آسر!!
قالت بلهفة، و في لحظة كانت بتخطف منُه التليفون و لسه هتتكلم سمعت صوته و هو بيقول بعتاب:
– إيه اللي منيمك على الأرض!!
متكلمتش، بصِت في الأرض بترسم دواير وهمية على الأرض فـ كمل بهدوء:
– ليلى! متقلقنيش عليكي أنا ميت من القلق لوحدي! إتصلت عليكي كتير مردتيش فـ بعت لـ جدك ييجي يشوفك و يقعد معاكي!
– متقلقش .. أنا كويسة! وصلت لفين!
– لسه موصلتش، إحتمال معرفش أكلمك باقي اليوم!
غمضت عينيها و نزلت دموعها بصمت، إلا إنها قالت بهدوء مُغاير لبراكين بتولـ.ع في قلبها:
– تمام..
أخد نفس عميق و قال بحنان:
– تصبحي على خير يا حبيبتي!
– و إنت من أهل الخير يا حبيبي!!
قال بعشق! و قفلت معاه .. بصت لجدها نظرات مطولة فـ خدها في حضنه و هو بيقول بإبتسامة بيحاول يرفّه عنها:
– تعالي يا حبيبتي .. مكُنتش أعرف إن حفيدتي الصغننة بتحب جوزها للدرجة دي! ده أنا كإني شايف حُب أمك لأبوكي الله يرحمهم، بتحبيه للدرجة دي يا ليلى!!
كان جوابها بُكاء بحُرقة، فـ ربت على شعرها و هي ساندة راسها على رجلُه، و قال برفق:
– إهدي يا بنتي! جوزك راجل!! و ظابط يعني دي مش أول ولا آخر مهمة ينزلها، متقلقيش والله هيرجعلك أحسن من الأول!!
– يارب يا جدو!!!
إبتسم و قال:
– يلا قومي بقى يا بنت بلاش النكد ده!! بقى أنا جاي أقعد معاكي تنكدي عليا كدا! قومي يلا إعمليلي حاجه أكُلها!!
مسكت إيدُه باستها و قالت بإبتشامة صافية متخلطة بدموعها:
– حاضر يا جدو حالًا و هتلاقي أحلى سُفرة قُدامك!
– ربنا يخليكِ ليا يا بنتي، يارب ما تشوفي حاجه وحشة في حياتك تاني أبدًا!
– يارب!!
قالت بهدوء و قامت فعلًا راحت المطبخ بتحاول تشغل نفسها مع الخدم لإنها تعمل الأكل لجدها!!!
• • • • •
مر يوم .. يومين من غير إتصال واحد منُه، قاعدة في أوضتها حاسة إن القلق بينهش في روحها، قاعد قدامها رياض بيقولها بعقلانية:
– القلق ده كله ليه يا ليلى! يا حبيبتي جوزك مش رايح يتفسح ده رايح يأدي مُهمة لبلدُه، يعني طبيعي ميمسكش تليفونه!
نفت براسها و هي بتقول بصوت بيترعش:
– مش طبيعي .. مش طبيعي يا جدو، يعني أخر الليل قبل ما ينام مش بيمسك تليفونه يطمني عليه! مش بيقكر في اللي قاعدة بعيد عنه قلبها بياكلُه القلق عليه!
أول ما خلصت كلامها تليفونها رن، جريت عليه و أول ما شافت إسمه ردت و هي ماسكة التليفون بإيديها الإتنين و بتتكلم بصوت مُتقطع:
– آسر .. آسر!!!
سمعت صوته بيقول بهدوء:
– وحشتيني .. يا عيون آسر!!!
قالت بحُزن:
– لو كنت وحشتك .. كنت كلمتني!!!
– غصب عني .. حقك عليا!!!
قال و هو بيبُص في المراية لـ الجرح العميق اللي واخد كتفُه اليمين كلُه! فـ قالت بألم:
– إنت كويس؟ قولي فيك إيه يا آسر!!
قال بهدوء:
– ششش أنا زي الفل! إهدي إنتِ عارفة جوزك يا ليلى!!
– قلب ليلى! وحشتني أوي .. تعالى بقى!!!
– إنتِ اللي وحشتيني يا حبيبتي!!!
و إتنهد و تمتم بحنان:
– هجيلك .. قريب والله!!
– طيب قبل ما أقفل .. مُمكن متفضلش كل ده متكلمنيش؟
قالت بحُزن حقيقي، فـ غمغم بلُطف:
– حاضر!!!
• • • • •
مرّ الإسبوعين و هو بيتواصل معاها شِبه يوميًا على إتفاقهم، و كانت المكالمة منها بحماس شديد و هي بتسأله هيوصل إمتى، عشان يثبط هو كل حماسها و هو بيقول بهدوء:
– المدة إتمدت و هقعد يومين كمان!!
لسه فاكرة عياطها على التليفون و هي بتقولُه بقهر:
– يومين!! ده أنا بعِد في الأسبوعين دول بالساعةو الثانية مش باليوم، ده أنا مصدقت إنك جاي النهاردة .. تقولي أسبوعين يا آسر!!
– غصب عني يا حبيبتي!
قال بأسف! فـ قال بغضب الدنيا في صوتها:
– تصبح على خير يا آسر!!!
و قفلت السكة! عيطت على السرير .. حتى جدها مشي من عندها النهاردة عشان عارف إن آسر جاي، و بقت قاعدة لوحدها تمامًا و حتى الخدم أجازة النهاردة! و لإنها بتخاف تقعد لوحدها قامت فتحت الدولاب، و خدت قميص من قمصانه، شمتُه بعشق بتدخل ريحته لأعماق أنفاسها، خدته في حضنها و نامت على السرير في وضع الجنين! و بعد ساعتين .. دخل على أطراف صوابعه، وضع مفاتيحه وعلبة سجايرُه على جنب، وقف للحظة بيتأملها بشوق مش طبيعي و هي لابسة (قميص نوم) قُصير مفصّل جسمها، إبتسم بحُب لما لاقاها ماسكة في قميصُه، قعد جنبها و ميّل عليها و إبده بتمشي على دراعها العاري و راسه مدفـ.ونة في عنقها بيشم ريحتها اللي إشتاقلها جدًا، و بيُقبل نعومة بشرتها، و رغم كل ده لسه مصحيتش، إلا أنها همهمت بصوت ناعم خافت و ناعس:
– آسر!!!
غمّض عينيه بيحاول يتحلى بالصبر و قال بإشتياق:
– قلب آسر
– هتيجي إمتى!!
همهمت و هي لسة نايمة و فاكرة نفسها بتحلم، دفن أنفه بشعرها و همس قُرب ودنها!:
– أنا جيت فعلًا، أنا جنبك!!!
فتحت عينيها بـ بُطئ بتحاول تستوعب الكلام، لحد م إستشعرت وجوده فعلًا و قُربه منها، قامت منتفضة بتبصله فـ إبتسم لما حاوطت وشُه و هي بتقول بصدمة و صوت عالي من كتر الفرحة:
– آســـر!!!!!
و فجأة إنهالت على وشُه بالقُبلات مسابتش إنش في وشه إلا و طبعت قُبلة عليه وسط ضحكاته على برائتها و كم حُبها له!! حضنته من رقبته فـحاوط خصرها بقوة مغمض عينيه بيستشعر قربها منه أخيرًا! يمكن ده أحلى حضن إتحضنُه في حياته، تشبُثها في رقبته و طبطبتها على ضهرُه بالحنية دي خلتُه في دنيا تانية، سمع غمغمات بُكاء خفيف فـ شد على حضنها بيهمس:
– ششش!!
و بعدها عنه و حط إيده ورا رقبتها و هو أخيرًا بيلتقط شفتيها في قُبلة شوق عارمة بادلته إياها من شوقها المتفاقم و لأول مرة يشوف تجاوبها معاه بنفس الإشتياق، مكانش فقط يُقبلها، كان بيمسد على جروحها و لكن بطريقته، كان بيعتذر على غيابه الفترة دي بس بطريقتُه، كان بيحتويها .. بطريقته!!! بِعد عنها لما حس بإحتياجها للأكسچين، و بصلها و قال بخُبث:
– خلي بقى الدكتورة البومة دي تتكلم و أنا أطُخـ.ها عيارين!!!
ضحكت من قلبها فـ بَعد شعرها عن وشها و هو بيسند جبينه على جبينها و بيقول بشوق:
– ضحكتك دي وحشتني بشكل عُمرك ما هتتخيليه، كُل تفصيلة فيكي وحشتني!!
غمضت عينيها و سكتت، فـ بص لبطنها اللي لسه مش عليها أي ملامح للحمل، و قال بجرأة:
– عادي يا ليلى صح؟ و لا هيجرالُه حاجه!!
توردت وجنتيها و قالت و هي بتبصله بخجل:
– الدكتورة قالتلي .. عادي دلوقتي!!!
إلتقط شفتيها في قبلةٍ جامحة و كإنه بيعوض الأيام اللي مكانتش معاه فيها، و أيديه بتمشي على جسمـ.ها بشوق غريب كإن أيديه نفسها كانت وحشاه لمسَها!!!
– شهقة صدمة خرجت منها و هي شايفة كتفُه ملفوف بشاش أبيض باين منها نُقط حمرا دليل على عُمق الجرح، بصِتلُه بصدمة إلا إنه دفن أنفه في رقبته و هو بيهمس:
– ششش .. جرح خفيف!!!
قامت قعدت على ركبتيها و حمدت ربها إنه هو بس اللي مكانش لابس قميصُه، بصِت لـ كتفه و تحسسته و تلقائي عينيها دمعت و هي بتقول مُتلهفة:
– خفيف! خفيف يا آسر! دي رُصـ.اصـ.ـة مش كدا؟!
– كدا!
بصلها بهدوء و هو بيمسك إيديها و بيفتحها عشان يقبل باطنها، حاوطت وشُه و قالت بعينين بتلمع من الدموع:
– يعني كنت هخسرك لولا ستر ربنا!! مكُنتش هشوفك تاني يعني!!!
حاوط وشها و باس راسها و هو بيقول بحنان:
– مُمكن تهدي؟ أنا قُدامك أهو مافيش فيا حاجه!!
حضنته و هي مغمضة عينيها و بتهمس بألم:
– مقولتليش ليه؟ ليه خبيت عليا!
– بحبك يا ليلى!!!
قال و هو بيعتصرها بعناق مشتاق، فـ همست بحُزن:
– أنا بموت فيك .. عشان كدا مكُنتش بتكلمني ساعة اليومين دول!!
– محتاجلك .. أوي!!!
قال و هو بيحاول جاهدًا ينسيها الموضوع، إلا إنه فعلًا كان محتاجها .. و محتاج قُربها منُه!! ليلى سكتت .. و معملتش حاجه غير إنها بعدت عنه و بـ قلة خبرة منها طبعت شفايفـ.ـها على شفتيه برقة و بطريقة خلِته يبتسم و هو بيبدل هو الأدوار و بيُقبلها بشوق حقيقي!!
• • • • •
نايمة في حُضنه عارية تمامًا مش مغطيها غير لحاف، إبتسمت لما لاقتُه بيبُصلها و هو مُطل عليها بكتفُه العريض، كإنه بيحاول يشبع من ملامحها، ساند دراعه العريض جنب راسها لحد ما ميّل براسه على رقبتها بيشم ريحتها، مسحت على شعرُه من ورا و هي مبتسمة مغمضة عينيها، لقِتُه طبع قبلة عميقة على رقبتها و بعد عنها، سند ضهره على ضهر السرير و طلَّع سيجارة من علبة سجايره و إبتدى ينفث دخانها في الإتجاه المخالف ليها، إلا إنها سعلت .. فـ رجّع شعرها لورا و هو بيقول هدوء:
– هطلع البلكونة!!
و قام فعلًا خد علبة السجاير و فتح البلكونة و دخل وقفل وراه، دخن سيجارة ورا تانية و هو مثبت عينه اللي شبه عيون الصقر على نُقطة معينة، لـف لـ ليلى لاقاها مش في السرير فـ إتوقع إنها في الحمام، دخل الغرفة و أول ما دخل سمع صوت آهات خفيفة جاية من الحمام، قلبه إتقبض فـ راح بخطوات سريعة ناحبة الحمام و فتحُه بسرعة لاقاها واقفة بـ قميصُه لابساه و مميلة على الحوض، إستوعب و وقف وراها لمّلها شعرها بإيد و الإيد التانية محاوطة خصرها، و أول ما خلصت فتح الحنفية و من غير ذرة قرف أو إشمئزاز غسلها وشها و فمها كويس، إلتقط المنشفة بإيده و هو ساندها من خصرها، مسحلها وشها و هو بيهمس لها بهدوء:
– أحسن؟
نفت براسها و قالت بشِبه بُكاء:
– بطني، حاسة إنها بتتقطع!!
ميّل عليها و حط إيدها تحت ركبتيها من ورا و شالها بين إيديه، قعد على السرير و خدها في حُضنه و إيدُه موضوعة على بطنها بيربت عليها بلُطف و بإيده التانية مسك تليفونه عشان يكلم دكتورتها، حط التليفون على ودنه و أول ما ردت قالها بجمود:
– بترجّع و بطنها واجعاها!
عرفت الدكتورة إنه آسر الخولي من صوته، فـ إتوترت في الأول من طريقته معاها، إلا إنها قالت بهدوء:
– ده طبيعي عشان في أول الحمل يا آسر بيه! خليها تمشي على الڤيتامينات بس و هي هتبقى كويسة!
– تمام!!
و قفل معاها، حاوط مراته بدراعُه و باس راسها، فـ همست بوهن:
– أنا تقيلة عليك .. خليني أقوم!!!
– ششش مش عايز هبل!
قال بضيق و هو بيضمها لصدره أكتر كإنه منيم على صدره طفلة رضيعة، إبتسمت ليلى غصب عنها إلا إن ألم بطنها رجع زي السكيـ.نة اللي بتقطَّع في أحشائها فـ أنِت بألم رهيب، فـ قال بجزع عليها:
– تعالي أوديكي لدكتورة تانية! أنا شاكك إن دي بهيمة مبتفهمش!!
رفعت عينيها ليه و قالت بتعب:
– لاء .. مش .. مش هينفع!!
بصلها للحظات و قال بضيق من نفسه:
– تقريبًا كدا أنا السبب! أنا إتغابيت عليكي؟
إبتسمت و هي بتحمد ربنا على وجوده في حياتها، و قالت برقة:
– لاء يا حبيبي!
إتنهد بقنوط و قال:
– قولتلك بلاش البيه يشرّف دلوقتي! أهو مطلع عينك من قبل ما ييجي!
– يطلع عيني براحتُه!
قالت بلُطف فـ بصلها و رفع أحد حاجبيه و هو بيقول بضيق:
– لا والله؟
إبتسمتلُه بـ براءة و همست برقة:
– إنت حبيبي والله!
– واضح!!
قال بجمود، و هو حاسس بنار في قلبه من مجرد فكرة التخيُل إنها ممكن تهتم بيه أكتر منُه، أخد نفس عميق بيحاول يبعد الأفكار دي عنه، بس هي كإنها قرأت أفكارُه فـ قالت بحنان و هي بتحاول تطمنُه:
– آسر .. أنا معنديش أغلى منك! إنت مش بس جوزي! إنت جوزي .. و حبيبي، و أبويا و أخويا و إبني!!!
إبتسم على كلماتها اللي كانت زي المية على نار قلبُه، و قال و هو بيتلاعب بغُرتها:
– إبنك! آسر الخولي إبنك؟
إبتسمت و قرصت دقنُه و هي بتقول بغنج:
– آسر الخولي ده برا مع المُجـ.رمين! معايا إنت آسر بس .. أسورتي كمان!!
إتصدم وقالها:
– آ إيه؟!! آسورتك!! لاء دة إنتِ خدتي عليا أوي!!!
ضحكت بشقاوة و تمتمت:
– آخد عليك براحتي! جوزي و حبيبي!!!
غمز لها بخبث:
– طب ما تاخدي عليا في قلة الأدب مدام أنا جوزك و حبيبك!!
– أديك قولت .. قلة أدب، فـ أنا مؤدبة و مش هعمل قلة أدب أنا!!
قالت بطفولية!! فـ إبتسم بمكر و قال بجُرأة:
– كلها سنة و لا إتنين و هتاخدي عليا و مش هعرف ألِمك!!!!
– إنـــســى!!!
قالت بنبرة قاطعة!، و إبتسمت في لحظة إدراك و قالت:
– طب تصدق وجع بطني خف!!
– ده تأثير آسر الخولي!!
قالها بغرور مُصطنع، فـ قالت بضيق زائف:
– نينيني

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية غرام آسر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *