روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الحادي والعشرون

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الحادي والعشرون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الحادية والعشرون

خطت بقدميها التي ترتجف داخل المنزل وأنسحبت الدماء من وجهها حتى اصبح شاحبًا باهتًا اللون، لاتزال تلك الذكريات تهاجمها وتحاوطها رافضة الخروج من عقلها، كانت تراها وكأنها تعاد أمامها مرة ثانية، ذاك الشبه وتلك الملامح القاسية الباردة التى تحفظها جيدًا وتدرك صاحبها قاسي القلب عديم الرحمة الذي ذاقها العذاب ألوانًا….
جلست على الأريكة بجسد مرتجف، لاحظت سارة أرتجافه فقطبت جبينها بأستغراب متعجبة من تلك الحالة
-أنتي كويسة يا خالتي
لم تستمع إليها صباح ولم تنتبه لحديثها كل ما يدور بخلدها الآن هو ذاك الشاب الذي أعاد أحياء ماضيها الذي دفنته من زمن طويل، سعلت سارة علها تلفت أنتباها وكان لها ما أرادت فنظرت لها صباح بأعين مشتته تائهه
-أنتي كويسة يا خالتي تحبي أخدك لدكتور حساكى تعبانة
نفت صباح برأسها وهتفت بهدوء لم تعتاده سارة
-هو انتوا أتعاملتوا مع جاركم ده
ضيقت سارة جبينها وبدأت الشكوك تثاورها وتجمع بينهم فهذه الحالة حدثت لها بعد رؤيتها لزوج شهيرة، ضيقت عينيها وأجابتها بشك
-لا أول مرة أشوفه كان أنهاردة، هو ومراته لسه ناقلين جديد أساسًا
أؤمات لها صباح وحدقت أمامها بنقطة ما فأسترسلت سارة
-هو انتي تعرفيه يا خالتي، حساكي مش على بعضك من ساعة ما شوفتيه
طالعتها صباح سريعًا والتوتر يكسيها قائلة بتلعثم وجبينها بتكوين حبيبات من العرق
-اعرفه!! وأنا هعرفه منين يعني
أجابتها كانت كفيلة لتجعل الشكوك تتزايد بقلب سارة، ابتلعت صباح ريقها وقالت وهى تنهض
-الحمام منين!!!
أشارت لها سارة تجاه الحمام فهرولت صباح تجاهه تريد الأنفراد بنفسها وأستجماع قوتها مرة آخرى، أما سارة فقالت بخفوت وهى تحرك راسها بيأس
-مش مصدقاكي يا خالتي وحاسة انك مخبية حاجة
أما داخل المرحاض
ما أن أغلقت الباب حتى أسرعت تستند على الحائط وجلست على حافة (البانيو) قائلة بنبرة مرتجفة مذعورة
-أكيد ابنه أكيد، ما هو الشبه ده مستحيل يبقى صدفة أنا حسيت أني شيفاه قدامي
صمتت قليلًا ونهضت من مكانها وغسلت وجهها لعل تلك المياة الباردة تطفئ نيرانها وتخمدها وبعد ثوانً نظرت لنفسها بالمرآة الصغيرة قائلة بنبرة قوية حاولت بها بث الطمأنينة بنفسها وتهدئه روعها
أهدي يا صباح أنتي دلوقتي مش زي الأول أنتي دلوقتي صباح القوية اللي محدش يقدر عليها مش صباح العيلة الصغيرة
***********
انتهوا من طعام الأفطار، فخرج صوت هيام متسائلًا قائلة
-هنعمل ايه دلوقتي، هنخرج ولا هننزل الماية ولا هنعمل ايه
كاد ثائر أن يجيبها ولكن سبقته رنا قائلة بايماءة
-أكيد هننزل الماية احنا منزلناش لحد دلوقتى
-مش هتنزلي يا قلبي، مفيش نزول ماية
قالها مالك بابتسامة مقتضبة، فأردف ثائر هو الآخر بسخرية
-ألحق دول فاكرين نفسهم هينزلوا الماية، دول بيحلموا
أتسعت عين هيام واقتربت منه بلهفة قائلة
-أنت بتهزر يا ثائر أومال أحنا جايين ليه أنا عايزة أنزل البسين انا عمرى ما نزلته
-مش بهزر يا هيام بكلم جد ماية ومفيش نزول ماية انسي، عندك البانيو فوق املية واقعدي فيه
-بانيووو!!!
قالتها بصدمة سرعان ما تحول لغضب طفولي ضاربة الأرض بقدميها، وهى تراهم يتحركان امامهم متجهين صوب حمام السباحة متجاهلين رغبتهم بالاستمتاع بالمياة
فقالت هيام بغضب مكتوم
-شوفتي بيقولي إيه، بقى البسين قدامى واقعد فى البانيو بقى ده كلام يا ناس انا هتشل
ارتفع احدي حاجبى رنا قائلة
-طب تعالي بس دلوقتي عشان هما بيتلككوا اصلًا ونشوف آخرتها معاهم إيه
تحركا خلفهم وجلسا أمام حمام السباحة وعينيهم تراقب تلك الفاتنات المتواجدين بحمام السباحة، خلع ثائر سترته أولًا وعقبه مالك بفعلته قافزين بالمياة تاركين إياهم يشتعلون من افعالهم
-بقى احنا ملناش نزول وهما ينزلوا عادي
ابتسمت رنا بسخرية مغمغمة
-انتي أتجننتي عايزاهم يخلونا ننزل معاهم ونقطع عليهم اللحظة الحلوة، حبيبتي لو كنا نزلنا كنا هنبقى عزول
كادت هيام أن تتحدث ولكن منعها رؤيتها لذلك الرجل الذي يجلس بالجهه المقابلة وبرفقته فتاة يلقي عليها كلمات الغزل بلهجته المحببة، لكزت هيام رنا قائلة وهى تشير براسها تجاه بدر
-ألحقي ده شكله مقطع السمكة وديلها
حدقت رنا به فعلمت من ملامح وجهه وتلك الأبتسامة التي تحتل ثغر الفتاة انه يغازلها بكلماته الوقحة فقالت
– الراجل ده غريب فيه حاجة مش مضبوطة
مطت هيام شفتيها رفعت يديها تحك ذقنها بتفكير مصطنع قائلة
-فعلا معاكي حق انا شايفة لو دقنه كانت أخف كان هيبقى أحلى
أستدارت رنا تنظر لها وابتسامتها تتسع قائلة
-دقن إيه يخربيتك فصلتيني مش قادرة، انا بكلم في إيه وأنتي بتكلمي في إيه
زفرت هيام قائلة
-طب بذمتك مش لو دقنه أخف شوية كان هيبقى احلى
حدقت رنا بـ بدر وقالت بأعجاب غير منتبهين لأزواجهم الذين لمحوا نظراتهم وتحديقهم بذاك الشاب متعدد الجنسيات فخرجا من حمام السباحة والغضب ثالث لهم
-يختي كدة قمر وكدة قمر
-معاكي حق هو فعلًا قم
كادت ان تكمل كلماتها لولا رؤيتها لهم يقفون خلف رنا فأبتلعت ريقها قائلة وهى تحدق بـ ثائر
-ثائرررر
أقترب منها ثائر وانتشل التيشيرت الخاص به بعصبية واضحة وجذبها من يديها، أما رنا فلم تظهر خوفها أمام مالك الذي جلس امامها وبيديه المنشفة يجفف جسده قائلًا بجمود و برود
-هو أنتي متعرفيش أن اللي بتعمليه ده حرام وأنه مينفعش تبصي لأي راجل سواء متجوزة او لا والمفروض أن تغضي بصرك، البصة اللي بتبصيها دي حرام وكلامك ده حرام، وأديني عرفتك اهو قبل ما تقولي أنك متعرفيش بس زي ما قولتلك يا رنا في حاجات كتير اووي هتتغير
لمست كلماته قلبها مما جعله يخفق بشدة حتى شعرت بأن قلبها سيخرج من جسدها، وبدون مقدمات قالت بهدوء
-أنا عايزة ارجع انا مش شايفة قاعدتنا هنا ليها لازمة
كز على اسنانه واضعًا المنشفة جواره
-مينفعش لو عملنا كدة يبقى بتنهى شهر العسل بتاع أختك لو حبه كدة انا معنديش مانع
رآت روز تقترب منهم فقلبت عينيها بملل ونهضت من مكانها مغادرة إاه وهى تقول بنيرة يشوبها الغيرة
-قطتك السيامي جت انا هطلع بقى الاوضة وخليك أنت معاها وانبسط ها انبسط
***********
ولجا الغرفة فتأوهت من قبضته ومن دفعه لها على الفراش وقالت بأسلوب حاد
-أنت زودتها أوي يا ثائر، وانا كل ده ساكتة ومش عايزة أكلم بس اسلوبك وطريقتك دى مفيش واحدة تستحملها، وكل شوية تزعل ولا كأنك عيل صغير، ولو أنه المفروض العكس وانا اللى اعمل كدة بس مش عارفة مالك في إيه، حتى الصبح قلبت عليا من غير اى مبرر، انا عايزة اعرف طريقتك دي هتتغير امتى
-تتغير!!!!
قالها مضيقًا عينيه لا يصدق كلماتها التى قالتها للتو تملكته الدهشة كليًا و شعر بوخزة بقلبه
-دلوقتي مبقتش عاجب صح!!! اسمعي بقى هى دى طريقتى وهو ده أسلوبى وعمرهم ما هيتغيروا
صرخت به قائلة بنفاذ صبر
-لا يا ثائر لازم يتغيروا أنت بتزعل من أققل حاجة، بتحكم رأيك في حاجات غريبة، انا مش عايزاك تندمني على حبي ليك وجوازي منك بلاش تدمر جوازنا اللي انا عايزة احافظ عليه عشان كدة بقولهولك دلوقتي يا ثائر
أزدادت ضرباته و وتيرة أنفاسة نتيجة لغضبه من حديثها فعن أي طريقة وأي اسلوب تتحدث، فخرج صوته مستنكرًا
-أنتي بتقولي إيه، انتي بتقوليلي الكلام ده واحنا لسه فى شهر العسل، يعنى أنتي عجيك طريقتك معايا الصبح قايلك ومحذرك بدل المرة مليون أني مبحبش لسانك يطول عليا، لو سبته يطول دلوقتى هتتعودى على كدة ومش بعيد تعمليها قدام الغريب ومش هيبقى قصدك هتطلع تلقائي قوليلى هتعملي ايه وقتها ها
زاغت عينيها واطرقت راسها بندم بعدما أستمعت لسبب عضبه الذى لم تجد له مبررًا ولكن سريعًا ما نفضت ندمها وقالت بشراسة
-طيب بلاش اللي عملته الصبح، معناها ايه انك مش عايزني انزل الماية معأنك نزلت عادي، هو أنت بتضايقني ولا بتسعدني انت بتعمل إيه بضبط
اقترب منها وبلحظة مفاجأة قبض على ذراعيها وقال بغيرة ملكته من رأسه لأخمص قدميه
-مش تحكم مني قد ما هو غيرة عليكي، مش عايز حد يبص عليكي، أنتي عارفة أنك لبسك هيبقى لازق على جسمك ومحدده عايزة حد يبص عليكي، يبص على ملكيتي لو انتي حابة ده يحصل فأنا لا، ولآخر مرة بقولك هو ده أسلوبي وهى دى طريقتي يا هيام، وحضري نفسك عشان هنرجع انا مش هقعد هنا اكتر من كدة، وهعرف مالك عشان يجهزوا ونرجع انهاردة
**********
في المساء
وعلى طاولة الطعام بمنزل شهيرة وآسر
كان يجلس معها يتناول لقيمات صغيرة وفكره شاردًا بصغيرته و زوجته التى أشتاقها حد الجنون وذلك الشعور الذى يشعر به منذ سفرها لرؤية أهلها يزعجه، فهو يفتقدها حد الجنون وفى بعض الأوقات كان يخطر بذهنه السفر إليها ويحظى ببعض الوقت معها، دفع المعلقة من يديه بعنف بعدما سيطر الأنزعاج عليه فهى عقله يرفض التفكير بغيرها
لامست شهيرة يديه وقالت بخفوت
-مالك يا آسر في إيه
كز على أسنانه وجذب يديه من يديها وقال معاودًا تناول وجبته مرة آخرى
-مفيش، كملي أكلك
أماءت له وشرعت بتناول طعامها مرة آخرى ولكن رنين هاتفه منعها واوقفها وهى تراقب ملامحة المتلهفة، وسرعان ما نهض من على الطاولة و ولج الغرفة مغلقًا الباب من خلفه مجيبًا على معشوقتة الصغيرة التي لا تعلم شئ عن مشاعره تجاهها
حاول تنظيم أنفاسة المتسارعة واجابها بصوته الغليظ
-ألو
أجابته بصوتها الناعم مما جعله يغمض عينيه مستمتعًا بتلك اللحظة فمنذ ان غادرت لم تهاتفه ورغم رغبته الملحة للاتصال بها والاطمئنان عليها لكنه سيطر على تلك الرغبة
-أزيك!؟
أبتسم بوجع فكم رغب بتلك اللحظة أخبرها بأنه ليس جيدًا، أنه يشتاقها، يشتاق لرؤية عيناها السوداء الواسعة والتي تتهرب منه كلما تقابلت عينيهم، يشتاق لملامسته لها أمام عائلته التى تظنه زواجًا حقيقيًا غير عالمين بحقيقة تلك الزيجة فبعدما وافق اهله على الزواج بتلك الفتاة التى تصغرة كثيرًا ففارق العُمر بينهم يتخطى العشر سنوات فهى تبلغ من العُمر واحد وعشرون عامًا أما هو فأصبح فى منتصف الثلاثينات، آتت هى وبعدما سرقت قلبة ما أن وقعت عينه عليها، ورفضته….
رفضت أن تصبح زوجته فعليًا مخبرة إياه برفضها لتلك الزيجة وأجبارها على الموافقة مما جعله يتراجع ويكتم رغبته واشتياقة لها ولملامستها، ظل يحتفظ بعشقه داخل اضلعه وكلما مر يوم زاد عشقه وهوسه بها ورغم مرور عام كامل على زواجهم فأنه حتى الآن لم يلمسها وزواجهم حتى الآن صوريًا فقط مما جعله يتزوج بشهيرة التي دائمًا ما تمنت نظره منه متصنعة عشقها له…
-تمام وأنتي
أبتسمت ناظرة لوالدتها التي تراقبها وقالت بحب أجادت أتقانه
-الحمدلله بقيت أحسن بعد ما سمعت صوتك، مش ناوي تيجي ولا ايه هو انا موحشتكش
ابتسمت لها والدتها وربتت على ذراعيها مغادرة الغرفة تاركة أبنتها تحادث زوجها، فتنهدت براحة قائلة
-وأخيرًا، ماما كانت جمبي عشان كدة اتكملت كدة، هو انت عارف انى لسه قاعدة شوية
عض على شفته السفلى وقال ببرود
-أيوة عارف
-طب كويس بابا لو كلمك قوله عندك شغل وأنك مشغول ومش هتقدر تيجي تمام
-تمام
-ماشي انا هقفل بقى سلام
أغلقت معه دون أن اعطائه فرصة حتي يجيبها فرفع رأسه لأعلى زافرًا بوجع لا يعلم كيف يتخلص من ذاك الشعور الذي يغمره
ولجت شهيرة الغرفة منادية عليه فأخفى وجعه ذاك وحل مكانه برود وجمود وقال
-في إيه!!
اقتربت منه وهى تتعلق برقبته قائلة بدلال
-كل ده يا آسر بتكلم الآكل برد
نزع ذراعيها وابعدها عنه قائلًا
-أنا ماشي
-ماشي!!! انت مش قلت هتبات انهاردة ايه اللى غير رأيك
-اهو بقى يلا سلام
**********
أقتربت منه والدته بعدما استمعت لصوت سيارته وقالت
-ممكن اعرف كنت فين يا أستاذ
-لا مش ممكن
صرخت به والدته مديحة قائلة
-هو إيه اللي لا مش ممكن هو انت نسيت أنى والدتك ولا إيه
تأفف آسر وقال
-عايزة إيه يا ماما
عقدت ذراعيها أمام ذراعيها وقالت
-السنيورة مراتك هترجع أمتى
-لسه قاعدة شوية
وسرعان ما وضع يديه على فوه قائلًا
-لا متقوليش أنها وحشتك
-لا أطمن، قولي أتعشيت ولا اخليهم يحضروا العشا
-لا اتعشيت
قالها صاعدًا درجات الدرج متجهًا لغرفته التى ما ان دخلها حتى وصل لانفه رائحتها فاغمض عينيه يتخيلها امامها تتحرك بخفة كالفراشة، فتح عينيه وتحرك تجاه الفراش واستلقى عليه ملتقط الوسادة الخاصة بها محتضنًا إياها يتخيلها بين أحضانه وبين ذراعيه
-وحشتيني يا رقية، وحشتيني
***********
وبأحدى السيارات بطريق صحراوي
كان كل من مالك وثائر يستلقيان بجوار بعضهم ومالك يتولى القيادة وبالخلف كانت تجلس هيام ورنا، وكل منهم شاردًا بحاله وما الذي سيحدث معهم، فرنا لا نعلم ماذا ستكون رد فعلها إذا علمت بأن مالك مدركًا لكل شئ، أما مالك فكان يخطط ويرتب أفكاره حتى يصلح من حال زوجتة، أما ثائر وهيام فكل منهم يفكر بالآخر غير مدركين لما ينتظرهم من مصائب وخطط شيطانية قد تؤدي لهدم زواجهم وانهاء قصة عشقهم فما يتم تخطيطة سيفعل بهم الأفاعيل وسيقلب حالهم رأسًا على عقب

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *