روايات

رواية هذا المصير الفصل الحادي عشر 11 بقلم مريم السيد

رواية هذا المصير الفصل الحادي عشر 11 بقلم مريم السيد

رواية هذا المصير البارت الحادي عشر

رواية هذا المصير الجزء الحادي عشر

هذا المصير
هذا المصير

رواية هذا المصير الحلقة الحادية عشر

←الحلقة الحادية عشر.
←هذا المصير <في حبك أدمنت>
-مريم السيِّد.
عنوان الحلقة <وقعَ في المأذق الذي شك فيه>
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (。◕‿◕。) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكتبُ لكَ في كل مكان لعلّك تراني أبوح بأحرفي،
لكن ماذا عن قلب كلما طلبت هواه..
رفضني، وكلما إبتعدت يرفض إبتعادي!
><><><><><><><><><>
وفي حينَ ردفت جملتها قائلة:
“أنــــت عـــــارف كلامك إيه يا عُدَيّ، يعني إيه هتخطب وإنّه امك الّي عرضت عليك ومصرّة!!! طيّب وحبّنا؟!”
لم يعلم بماذا يجيب؟، لكنّه تنهّدَ قليلاً ثم عقّبَ على حديثها بنبرة إحتلت جوفهُ بغضب، أخفض صوته قائلاً:
-حبّنا؟.. مش أنتِ إلّي كنتِ رافضة فكرة الجواز؟.. مش أنتِ إلّي كل ما أكلمك تقوليلي “أنتَ ليه مستعجل يا عُدَي” مستعجل إيه؟ كده أبقى مستعجل علشان عاوزك تكوني معايا بدل ما إحنا بنتقابل مره في الإسبوع، كل إلّي بيحصل لينا دلوقتي بسببك يا نانسي، بسبب غرورك وعقلك إلّي ماشي ورا صحابك.. و…
“كـــفـــاية!!”
قاطعت حديثة بكلمة جعلت نبرته وصوته يصمت كليًّا، أضافت على حديثهُ وهي تردف بضيق زائف:
-دلوقتي بقيت أنا السبب يا عُدَي أنا إلّي كنت برفض وأنا إلّي كنت بأجّل، أما عنّك أنتَ فأنت البرئ إلّي دايمًا صح في كل كلامك!!
أحب أريحك يا عُدي ونقفلها لحد هنا، أنا لا شبهك ولا انتَ شبهي، أنتَ عاوز واحده تطوعك وتبقى تحت أوامرك، واحده تقولك أنا تحت أمرك يا سي عُدَيّ!!… لا يا عُدي انا مش كده ولا هبقى كده، إسمع كلام أمّك يحبيب أمّك وأخطب بنت عمّك!!
أيعقل أن تتفوهين بهذه الأقاويل، ايعقل بأن هذه حقيقتك!، لقد كنت مغفل جدًّا وأنا لا أرى وجهك الحقيقي، أن هذه السنين وأنا لا أرى من أنت، الجميع حظرني وأنا كنت المدافع عن حبنا، أنتِ تسيرين خلف احلامك الطائشة، وأنا أسير خلف قلبي الذي أحبّك!
هذا ما تفوّه بهِ مع نفسهِ عندما دلفت للخارج راحلة، أمّا عنهُ فظلّ ينظر في اثرها بخيبة امل، بقلب قد كُسِر للتو، قلبٌ أحب قلبٍ خادع لكنّهُ… لكنّهُ أحب!
حلّ الليل على الجميع، وكل منهم في حياته الخاصّة، منهم من يتشجّع على المقابلة غدًا، ومنهم من يحاول التخطّي بالوقوع بالإعجاب بهذه الشخصيّة، ومنهم من يحاول تهدئة الأمور بينهم، في حينَ دلفتُ اطرق على باب غرفتهُ، لكنّي لم اجد أية إيجابه منهُ، شعرتُ بالضيق وشبه أن أبكي بعد قليل، بعد محاولات في طَرْق الغرفة، دلفت للداخل دونَ إستئذانهُ، وجدتّه يضع بعض السماعات الإلكترونيه فيما تعرف بـ <إير بودز> ويفعل التمارين الرياضة <الضغط> بطريقة سريعة جدًّا، كإنّه يتصارع في سباق خوفًا من أنّ أحد يفوز بهذا السباق، توقّف عن التمارين ونظر لي من أسفل إلى أعلى بضيق قد ظهر على ملامح وجهه، نهض من الأرضية وتوجّه ناحية المرحاض يغسل وجهه، دلفت خلفهُ قائلة، بــ أسف شديد ظهر على ملامح وجهي قائلة:
– أنا اسفة على كل كلمة قولتها النهاردة!
لم يبالي إلى بالطبع غاضب جدًّا، بالطبع الحق معهُ، لقد تفوّهت ببعض الأقاويل التَرَحة، عدتُّ إلّى غرفتة خلفهُ، قائلة بحزن:
-لو جينا على إلّي يزعل فهتبقى انا يا محمد، لإنّك مش واثق فيّا، لسّة في عقلك الحكاية ومش قادر تتخطاها… و…
“أنا عمري ما فكرت في كده”
قالها بنبرة صادقة فعلاً، نبرة يوجد بها عتاب شديد، نظر لي بيأس ظاهر قائلاً:
-أنا إلّي وجعني يا مريم إنّك فكرتي فيّا التفكير ده!!، فكّرتي فيّا إنّي مبتمناش الخير ليكي، رغم إنّي إتخلّيت عن قسم التصوير ودخلت قسم الرسم علشانك، ضحّيت بحاجة بحبها علشانك، رغم إنّه علاقتنا مكنتش لطيفة… بس شوفت إنّي لازم أبقى معاكي… وبمجرد خوف عليكي من الّي بره ظنيتي بيّا إنّي بغير منّك، وإنّي متمناش ليكي الرضا… مكنتش أتوقع بجد إنّك ممكن تفكري فيا؛ لإنّي خايف عليكي.
بالطبع حديثة قد غلب مشاعري الجافة وإهتزت لهُ، غلبتني الدموع ولم أعد أستطيع حبسُها، تغيّرت ملامح وجهه من عبث إلى لين وقال بعدما رأى قطرات دموعي، نظرَ لي بنظرة ودودة:
-أنا مش عارف أنتِ بتعيطي ليه؟… إحنا يا بنتي مش بنتكلم عادي ومفيش حاجه!!
أومأت رأسي بنفي ثمّ أردفت وأنا امسح دموعي:
-لا في… في إنّك زعلان مني وبتعمل ضغط وبتسارع نفسك، وكإنّي أذيتك جامد بكلماتي!!
اردف بضيق زائف:
-هو فعلاً أذيتيني أوي يا مريم، مكنتش أتوقّع إنّك تجرحيني وتجرحي قلبي إلّي حبّك، مكنتش أتوقع إنّي اشوف الغل الّي في قلبك، هيجرى إيه لو بقينا احباب، بدون معاتبة ولا كلام يجرح الغرام، خلّينا أصحاب بما إنّك بقيتي شيطان!!
وكزتهُ في كتفهِ ثمّ أردفت وأنا أفرد دراعاتي قائلة:
-محمد البيلي، أخو أميرة البيلي!!..
نظرت لهُ بخبث قائلة:
-يا ابني دي اميره البيلي قالت بمشاعر واحاسيس وأنتَ من وقت الإكس بقيت جاف العواطف!!
“عواطف خالتك ولا عمتك”
هتف بها ضاحكًا نظرت لهُ بضيق ثمّ أردفت قائلة:
-على فكرة أنا بردوا لسّه زعلانه وعاوزاك تصالحني!
رفع حاجبهُ الأيسر ثمّ هتف ببرود قائلاً:
-غريبة الدنيا دي بقى الغلطان بقي هو إلّي يزعل!
إقترب منّي ثم أحتضنني وهو يربت على ظهري قائلاً بحب قد لمس قلبي، شعرت بهِ بنبضات قلبهُ الهادئة بعدما كانت متسارعة، كإنّها وجدت الأنتصار فهدئت:
-حقّك عليا في حاجة أنتِ الغلطانه فيها، ممكن نكون مش من بطن واحده يا مريم ولا من أب واحد، بس من شخص واحد رضّعنا، أنتِ اختي وبنتي إلّي هي قدّي بس محتاجه الأمان، وأنا الأمان ليكي من بعد باباكي وربنا، هبقى سندك في أي وقت،خلّيكي عارفة وواثقة إنّه معاكي أخ لو الدنيا كلّها هزمته قدّام نظرة منّك بتحسسيني إنّي انتصرت بإكتسابي لأخت زيّك!
أبتعد عنّي وهو يضع يديه على أكتافي قائلا بحب وإبتسامه جميلة الذي تجعل عيناه «smile eyes» والتي انا مدمنه برؤيتي بها، اردفَ قائلاً:
-مش هوقف في طريق حلمك، ومش هقولك انّي واثق فيكي، لإنّي فعلاً مطمن أنّك قويّة ومستحيل تكرري الغلطة إلّي علمتك، أنا معايا ست الستات وبميت راجل وسط الرجّالة، بس أنا بجد مش عاوزك تمشي، أنا…
بعد ثواني قال بتنهيدة قويّة قائلاً:
-أنا مش عاوزك تبعدي يا مريم أنا إتعوّدت على وجودك!…. بس علشان أنا بحبك وعارفك انّك هتوصلي للي أنتِ بتحبيه كمّلي في تركيا، بس عاوزك تبقي قويّة وفي أي وقت تحتاجيني كلميني وهتلاقيني في أول طيّارة عندك!!
ضحكت على آخر جملته قائلة:
-مش للدرجادي يعني أنتَ فاكر مصاريف الطيّارة رخيصه، دي ضعف مصاريف رحمة بتاعت الثانوية!!
تفوّهت بإسمها وأنا أغمز بأحد عيناي، فرك في شعرهِ بخجل قائل:
-على فكرة أنا مش هكرر غلطتي ماهو أنا مش عبيط للدرجادي،وروحي تركيا مش عاوزك!!
ضحكت على حديثهُ وأنا قلبي إطمئن على حديثي معهُ، جعلني أشعرُ بالأمان، يستطيع إصلاح الكثير ما في قلبي ليس السبب فيه، جعلني أتعلّق بهِ بدون مجهود منهُ، لكن ماذا لأفعالة!!، لقد أثبتت لي إنّه يستحق أن يكون الأخ الوفي.
<><><><><><><><><><><><><><><>
في اليوم التالي يوم جديد يوم يملئهُ البهجة في بيت آل “مرتضى” حيثُ يقومون بالتجهيزات الأفراحية البسيطة للإستعداد ليوم كهذا، دلفت “رحمة” غرفة “خديجة” وفي يدها فستان لونه بيج فاتح، واسع عند الصدر قماشتهُ من السيتان ويوجد بهِ حزام عند الخصر، ومن الخصر حتّى القدم يشبه فساتين الأميرات من السيتان،فوقة قماشة تشبة الشبكة فيما تعرف بـ “الشيفون” مطرزه من الأعلى إلّى أسفل باللؤلؤ الأبيض، وعند الصدر بالفراشات البيضاء،طالعت “خديجة” نظرة إلّي الفستان بتفاجئ من بساطة وجمال الفستان، حتّى تفوّهت بنظرة مبهرة قائلة:
-بجد بجد تحفة يا رحمة، مكنتش اتوقع إنّه زوقك حلو اوي كده!
نظرت “رحمة” إلّي نفسها بغرور قائلة:
-يا بنتي أنا مش اي حد بردوا، أنا رحمة فاشون يغالية.
إبتسمت “خديجة” على حديث أختها ثمّ تفوّهت بنظرة رجاء قائلة:
-رحمة ممكن بجد تبطلي تكلمي مريم كلام يضايقها، أنتِ عارفة مريم أكتر حد قريب منّي بلاش تضايقيها بكلامك علشان خاطري ممكن!
هتفت “رحمة” قائلة بضيق:
-بقولك إيه انا مزاجي رايق النهاردة مليش مزاج أنكد على حد ولا أتكلم مع حد في حاجة تضايقه.
ثمّ أكملت وهي تخرج من الغرفة بضيق شديد:
-وبعدين يا ام قلب حنين متقلقيش مش هتكلم مع الغالية مريم!
دلفت للخارج واغلقت الباب خلفها بضيق، شعرت “خديجة” بنبرة صادقة خرجت من فم أختها، حقًّا فإنّها صادقة على ما تفوّهت بهِ.
مرّت ساعات حتّى إقترب موعد ” الماذون ” وأجتمعت العائلة باكملها، في مجلس النساء حيثُ جميعهم كانوا يتحدثّون بحب صادق، تحت نظرات الخبث من أحد الأشخاص إلّى فردٌ من العائلة…
شعرتُ بالضيق في حينَ وجدتُّ إبنة عمّي “رحمة” ووالدتها “يّسريّة” يتطالعون إلَيّ بنظرات خبيثة، دلفتُ إلى غرفة “خديجة” محيتُ ملامح وجهي الضائقة، وإبتسمتُ بصدق وفرح على فرحُها، جلستُ بجانبها قائلة:
-بجد مبسوطة أوي يا ديجة.. كُنت مستنيّة اليوم إلّي أشوفك فيه عروسة قمر تشبه الأميره.
ضغطتُّ على يدها عندما وجدتّها ترتجف،اردفت بإطمئنان قائلة:
-متقلقيش يا حبيبتي خالد إنسان كويس ومحترم وهيعوضك عن كُل إلّي مريتي بيه والله، ربنا كريم ورحيم ورزقه واسع، هيرزقك بحبه ليكي وهيكرمكم والله وربنا هيرزع المحبه بينكم ان شاء الله.
إبتسمت لي ثمّ عقّبت على قولي قائلة:
-إن شاء الله يا حبيبتي… وحقّك عليا لو حد ضايقك هنا.
قهقهتُ على حديثها قائلة:
-يا ستّي ده روتين اتعودت عليه خلاص وبعدين متقلقيش النهارده كتب كتاب القمر بتاعنا فـمش وقته نكد بقى وكده!
كادت أن تجيب على حديثي إلّا أن قطع حديثنا “نبيل” قائلاً بــ بسمة خارجة من القلب قبل الفم:
-يلاّ يا عروسة المأذون وصل.
تمّ عقد القرآن بسلام والجميع في قلبه السعاده لها…
خديجة؟..
فتاةٌ كإنّها خلقت من ضوء الشمس المضئ المبهج.. فتاةٌ بريئة ليستُ مثلهم ولا تشبههم، فتاةٌ اهربُ إليْها كإنّها الملجئ لي من هذه العائلة، فتاةٌ جميلة ودودة، أتاها الله بما يشبهها.
في ركن آخر كانَ يسودها الخجل، في حينَ ردفَ بحب قائلاً:
-شكلك جميل اوي يا خديجة النهارده!
اشتد خجلها حتّى إحمرّت وجنتيها، كانت تبستم وهي تنحي راسها للأسفل، رفعت رأسها حينَ هتف قائلاً بمشاكستها:
-لا بقولك إيه؟… أنا مش كاتب كتابنا علشان تفضلي تبصّي على الأرض كده!!
اكملَ وهو يشغابها:
-ماهو أنا مش فاضي بقى لمحاكم ونفقة وقايمة وحاجات ما يعلم بيها ربّنا!
جحظت عيناها حينما ردفَ بهذه الأقوال، فاكمل وهو يضحك:
-بعيدًا عن برّيقك الي يخوّف بس عسل والله و…
قاطعت حديثه بخجل قد إحتلّها، فاردفت بتوتّر قائلة:
-خا… خالد بجد كفاية!
استجاب ليها فتحدّث بجدّية قائلاً:
-تمام يا ستّي نتكلم جد وهقولك كلمتين يا خديجة وأعرفي كويّس راجل الي قدّامك بيقولها مش عيّل مراهق!…
إنتبهت لهُ وهي تستمع بكل تركيزها، فاكمَلَ هو:
-أنا بحبك..
صدمت عن ما تفوّه بهِ، اليوم هو يوم غريب، يوم تكتب على إسم رجل بسرعة غريبة، واليوم امامها يعترف لها، فاكملَ هو قائلاً بنبرة صادقة خرجت من جوفهِ:
-أه متستغربيش أنا فعلاً بحبك، وكنت كل يوم برتب إزّاي اجيلك، في البداية مكنتش بطيقك ولا بطيق وجودك..
نظرت لهُ بضجر لكن حينها قلبها أبتسم حينما سمعتهُ وهو يكمل:
-بس فجأة لقيت نفسي بتشددلك ومبتفارقيش بالي، قولت لا يخالد مبقاش ينفع الحال ده، انتَ لا عارف تشتغل ولا عارف حتّى تطولها، فضلت شهور بالطريقة دي لحد ما قررت وإتأكدت من مشاعري وجيتلك يا بنت الناس اطلبك، مش عاوز اشمعنى أنا؟ وكل البنات حواليك حلوة والكلام الفارغ ده!؟، أنا حبّيتك علشان ده.
شاور بإصبعه إتجاه من تحرّكت مشاعره إتجاه هذا الشخص الذي يملك طول ضعف طولي بكثير، هذا ما تفوهت بهِ “خديجه”، بينما اكمل “خالد” قائلاً:
-لإنّه حنين وطيّب رغم سواد الدنيا ووحاشتها؛ إلاّ إنّه لسه زي ما هو في طيبته وحنيّته، مش هقولك إنّي مش هزعلك لإنّه لازم الزعل والخلاف يبقى موجود بين أي إتنين متزوجين، بس الي اوعدك بيه إني هفضل احبك وعمري ما هنيمك زعلانه وبيت اهلك ده هترجعيه وانتِ زياره مش زعل بينا!
بالكاد قد إحتلت كلماته قلبها وشعرت بالأمان، كيفَ لها ان تعارض هذا الأمان، والحنان باكلمه معها الآن، والآن بعد معاناة كثيرة، وقراءة القرآن واللح على الخالق بأن يجبر بقلبها على ما عانت بهِ فلقد جعلها حقًّا لها، وكما ذكر في القرآن الكريم في سورة يوسف:
“بــــــســـــم الله الرحمن الرحيم……{وقد جعلها ربّي حقًّا} ….. صدق الله العظيم”
وفي نفس التوقيت كان هو يتفحص هاتفهُ حينَ كنتَ اجلس بجانبهُ أرى ما يحدث، ولكن كالعادة يبعدهُ عنّي، في حينَ كان “محمد” يبعث في هاتفهُ جاءتهُ رسالة يعلم راسلها جيّدًا حينَ وجد مصدر الرسالة “الأوت فيت تحفة يا محمد، مكنتش اعرف إنّه زوقك تحفة اوي كده؟! ”
زفر بضيق ظهر في ملامح وجهه فأجاب معلّقا قائلاً:
-رحمة لو حد من اهلك عرف ممكن توديني وتودي نفسك في ستين داهيه، ياريت كفاية بجد!
أغلقَ هاتفه وفي الجانب الآخر، اردفَ “نبيل” متعجّبًا من تصرفات أخته الصغيره، فاقترب منها وهي تعبث في هاتفها قائل:
-انتِ مش على بعضك ليه يا رحمه؟
إهتزت نبرتها فعقّبت قائلة بخوف من داخلها لكنها ثبتت على وضعها قائلة:
-ل.. لا مفيش عادي قاعده على الفون… هو خالد هيمشي إمتى أنا زهقت وعاوزة ادخل أنام بقى!!
لم يصدّقها، حينها أخذ هاتفها وخرج من الغرفة الذي يتواجد بها جميع اطراف عائلة العروسة بعدما رحلوا عائلة “خالد”… بعد قليل عاد وهو ينظر إليهِ وإليها بتوعد، مرّ عدة دقائق ثمّ دلف للرحيل خالد، في حينَ رحل وقف نبيل قائلاً بغضب وهو ينظر إليهما بضيق ونظرات حادّة لو كانت تقتل لكانت مزقت إلّي من ينظر إليهم إربًا:
-لمّا إحنا نعمل لعيّل مراهق طرف من العيلة ونعتبره قريّب مننا رغم إنّه قربة بعيده، يبقى ليه الحق إنّه يحترم حريم البيت مش يحاول يتكلم معاهم!!
تمتم الجميع حولهم وهم لا يدرون باي شئ، ثمّ اكمل نبيل والغضب يتطاير من عينيهِ:
-لو هو بقى مترباش أنا اربيه ولا أيه؟
نظرَ إليهِ بخبث وهو يبتسم بسخريّة ثمّ اكمل:
-عندك رأي تاني يا محمد؟
زادت نبضات قلبهُ فهو الآن يعلم ما حدث، وحدث ما كان يفكّر فيه، لكنّه تظاهر بعدم فهم شئ، ثمّ أضاف” يعقوب “قائلاً بتعجب:
-ما تفهمنا يا إبني في إيه بدل ما أنتَ عمال ترمي كلام كلّه ألغاز!!
اردفَ نبيل قائلاً وهو يهتف صائحًا بضيق:
-في إنّه متختم على قفانا والأستاذ محمد بيكلم رحمة!
_____________________
تواسيني رؤيتك، انا الذي ما عَهِدت إلا الخوف والألم.
> فؤاد سامح
_____________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هذا المصير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *