روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الثالث والثلاثون

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الثالث والثلاثون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الثالثة والثلاثون

ألتفتت نحو والدتها التي أجبرتها على ولوج الغرفة مغلقة الباب خلفها بأحكام فأبنتها لا تكف عن الصراخ والأعتراض، فكلما تذكرت حديثهم وكيف سيجبرونها على الزواج من آخر أحتقنت الدماء بعروقها وتزداد ثورتها المشتعلة، رفعت (صباح) يديها علي فمها قائلة بخفوت غاضب
-هشش يا بت أنتِ مش هترتاحي غير لما يجرالي حاجه بسببك مش كدة، أخواتك عايزين مصلحتك و
علقت حنين بمرارة وقهر على حديثها وقالت بصياح هادر ويديها تلوح بالهواء
-بس متقوليش أخواتك، البية اللي عمال يتآمر ومش عجبة حد وعمال يدي في آوامر يروح يشوف مراته اللي عينها من غيره بدل ما يتشطر عليا يتشطر عليها
أتسعت عين (صباح) وأقتربت منها بسرعة الفهد واضعة يديها على فمها تمنعها من حديثها قائلة بأعين متوحشة مريبة
-بس أخرسي إياكي أسمعك بتكلمي في الموضوع ده قدام أخوكي أنتِ سامعة
نزعت (حنين) يديها قائلة بعند وقوة
-لا مش سامعة كل واحد يخليه في حاله انا مش عيلة صغيره عشان يقرروا عني… ومش هتجوز غير ثائر ومحدش هيلمسني غيره و وروني بقى هتجوزوني ازاي وديني لو غصبتوني لهرب وما هتشوفوا وشي تاني أنتِ سامعة
حركت صباح رأسها مشيحة وجهها للجانب الآخر تفكر بحل لتلك المعضلة وبتلك العنيدة الواقفة أمامها
**********
“في حجرة المكتب”
يجلس على المقعد يتكئ مرفقيه على ركبتيه، ويضع راحتي يديه على وجهه بحسرة على ما فعله…. فهو كان على يقين بأن المواجهه بينه وبين ابنه لن تكون بالأمر السهل ولكن المواجهه كانت أصعب مما ظن فهو لا يستطيع النظر بعيناه فكلما حاول وجد عيناه تتهربان منه
أما (آسر) فكان يحافظ على أبتسامته الساخرة وهو يطالع والده يراقبه ويراقب عدم قدرته بمواجهته وأخيرًا أستطاع استجماع جأشة ورفع رأسه وقال دون أن ينظر بعيناه
-عارف أني غلطت أنا ومديحة في اللي عملناه….غلطنا في حقك وفي حق صباح بس اللي حصل كان غصب عننا..كان نفسنا في طفل وكنت بحب مديحة مكنتش عايز اتجوز عليها بس مكنش قدامنا غير الطريقة دي كنت عايز وريث يبقى من لحمي و دمي
رفع عيناه ينظر له مقتربًا بمقعدة منه ممسكًا بيديه
-عارف أن الموضوع صعب تتقبله بذات انك
قاطعة آسر بمرارة ناهضًا عن مقعدة نازعًا يديه من قبضته على اتم الأستعداد للمغادرة
-بذات أني كنت مخدوع طول السنين دي أنا، أنا مش مسماحكم وعمري ما هسامحكم بس هفضل قدام عيونكم وكذلك أمي… كرهتوا وجودها زمان وخلصتوا منها بس انا رجعتها من تاني وهتفضل معايا ولو فكرتوا تأذوها أو تدسولها على طرف هتخسروني…ومظنش أنك عندك أستعداد تخسر وريثك يا كمال بيه ولا إيه
*********
هبط من البناية مهرولًا تجاه سيارته وهاتفه على أذنية يحادث صديق له يستفسر منه عن أفضل المصحات لعلاج الأدمان فأنهي حديثه معه بذات الوقت الذي كاد ان يصعد بالسيارة ويذهب لمقابلة ثائر ويقص عليه كل شئ، لكن أوقفه صوت إياد والذي يعرفه جيدًا
فتهجمت ملامحه منفرًا منه ومن أي شئ يذكره بـ ندى تلك ناكرة الجميل، فأجابه على مضض صاعدًا بسيارته جالسًا بالمقعد المخصص للسائق مديرًا محرك السيارة على أتم الأستعداد للتحرك
-بعدين يا إياد مش فاضي
أطرق إياد رأسه للأسفل وهو يقف بجوار نافذته فكانت هيئته كالطفل المعاقب من والديه مغمغم بخفوت نادم
-مينفعش الموضوع يخص هيام ولازم حضرتك تلحقها قبل فوات الآوان
نظر له خالد والدهشة تعتريه قاطبًا جبينه قائلًا بغموض
-إيه هو الموضوع أتكلم
أزدرد ريقه وقال وهو لا يزال على وضعه مطرقًا رأسه للأسفل
-قبل ما أحكي أي حاجة أنا عايز من حضرتك تسامحنى أنا غلطت بس كان غصب عني و دلوقتي بحاول أصلح غلطي ده وبتمني أنك ت
تطلع خالد أمامه بغضب قابضًا بشدة على المقود وأردف
-قول اللي عندك يا إياد ومن غير مقدمات ملهاش لازمة
زفر إياد زفيرًا مهمومًا وقال بأستحقار من ذاته
-خالتي بتحاول تنتقم منك عشان سبتها وفضلت هبه عليها ومكنش قدامها غير أنها تدمر هيام عشان تحرق قلبك وقلب والدتها عليها
ترجل خالد من السيارة فأبتعد إياد بعفوية عن السيارة ليترك له مساحة أما خالد فكان الشرار يطلق من عينيه كالسهام وأنتشل إياد من قميصه بقوة جعلت بعض أزرار قميصه تسقط أرضًا فصاح خالد مزمجرًا كالأسد
-ده أنتوا عصابة بقى يا ولاد الكلب بس وحياة بنتي عندي لهرجع حقها منكم ما هرحم حد فيكم
أنهى كلماته لاكمًا إياه بوجهه لكمات متتالية وكل منهم لا تقل قوة عن الآخرى مما جعل إياد يترنح بوقفته ويسقط أرضًا، بصق خالد عليه ناظرًا له بأستحقار وكاد أن يعود لسيارته مرة أخرى ولكن كلمات إياد جعلته يتوقف بمكانه
-معاك حق في اللي عملته ولو عايز تموتني أنا مش همنعك بس قبل ما تعملها عندي أستعداد أقف معاك وترجع حق هيام من خالتي، واللي هتطلبه مني هنفذه
********
ظل بالسيارة عدة دقائق يمسح بهم دموعه الذي خانته وهبطت دون أرادته متحررة من مقلتيه لتلفح بشرته الرجولية، حرك المرآة الأماميه قليلًا ونظر بها ورفع يديه يمسح عبراته فها هو خرج من حرب وعلى وشك ولوج آخرى….. آخرى إذا خسرها خسر قلبه…
ترجل من السيارة وتحرك صوب المنزل، قلبه يسوقه لا قدميه يتمنى أن تخضع له ولعشقه، يعلم علم اليقين بأنها عنيدة لكنه أيضا على يقين أنها سترضح له لكن رضوخها لن يحدث بسهولة
فتح باب المنزل وخطى بقدميه داخله فوجد الظلام الدامس يعم المنزل بأكمله، فأعتراه الذهول فما تخيله أنها ستثور عليه ما أن تراه ولكن ما ذاك السكون
أضاء الأنوار وبحث بعينه عنها فلم يجدها، تحرك صوب الغرفة والتي كان بابها مغلقًا والخوف كان ثالثه يخشى الا يجدها ويفقدها، وسرعان ما تبخر خوفه وأغمض عينيه متنهد براحه ما ان وجدها تجلس على الفراش كالقرفصاء دافنة وجهها بقدميها فلعن غبائه وخوفه الشديد من فقدانها فكيف ستهرب بعدما أغلق عليها بأحكام
أقترب منها بعينيه الحمراء أثر بكائه منذ قليل وجلس بجواره هاتفًا بأسمها
-رقية
لم تعره انتباهًا كأنه سراب، تنهد مرة آخرى ورفع أنامله رافعًا وجهها بأنامله وابتسامة بسيطة على وجهه
لكن ابتسامته لم تدم طويلًا فعينيها كانت حمراء كالدم وجفونها منتفخة، أنفها و وجنتيها أصتبغا بلون وردي مميز زادها جمالًا
تقطع قلبه أربًا وهو يرى دموعها وهيئتها فأقترب قليلًا منها وقال بخوف
-أنتِ بتعيطي ليه دلوقتي
تحاشت النظر له وأشاحت بوجهها للجانب الآخر بطريقة طفولية
تبسم وجهه على طفوليتها وقال متناسيًا حزنه فكلما كان جوارها ينسى كل شئ
-كل ده عشان حبستك!!!
أماءت برأسها ونظرت له بتذمر وقالت بنبرة فطرت قلبه
-وأنا فرخة بتحبسها أنا بني آدمة يا بني آدم وأي كان أنت مين مش من حقك تحبسني كدة يا آسر
أغمض عينيه لوهله يتلذذ من سماع أسمه الذي خرج من فوها كنغمة موسيقية
ثم فتح عيناه وأقترب منها مقبلًا وجنتيها بنهم متمتم بهمس
-أنا آسف
أرتجف جسدها من فعلته وأعتذاره، ابتعدت عنه كمن لسعها عقرب ونهضت عن الفراش وقالت بتلعثم
-أهو رجعنا لقلة الأدب اسمع بقى أنت متقربليش تاني وتمشيني من هنا أنا عايزة امشي
نهض هو الآخر وسار تجاها وعينيه تتفحصها بحب ولهفة فأقترب منها وكلما تقدم خطوة عادت هى خطوة للخلف تريد الهرب منه ومن سحره الذي يفرضه عليها فرفعت سبابتها بوجهه وهى لاتزال تعود للخلف وجسدها ينتفض من قربه
-متقربش يا آسر والله لو قربت مني له
صدمت بالحائط من خلفها فتوقفت عن أكمال جملتها فحاصرها بكلتا ذراعيه وعينيه تطالع عيناها فأزدادت وتيرة تنفسها وطالت نظراتهم وكأن الزمن توقف بتلك اللحظة….فهو لا يرغب بالأبتعاد بل اصبح يتوق للمزيد والمزيد
أما هي فترغب بأن يظلا هكذا تنظر لعيناه وملامحة الرجولية الطاغية و رائحة عطره الرجولي تجعلها تشعر أنها ستفقد وعيها بتلك اللحظة الذي طغى بها دفء مشاعرهم…
كان هو أول من قطع سحر تلك اللحظة وتلك النظرات مقتربًا منها هامسًا امام وجهها بنبرة أشبه بالترجي والتوسل
-أنا عايزك يا رقية بحبك ومش بحب غيرك، خلينا نبدء مع بعض من أول وجديد أدي جوازنا فرصة وصدقيني مش هتندمي هعيشك أيام ولا في الأحلام، هنسيكي زعلك مني، بس أرجوكي متبعديش أنا محتاجك أوي
دمعت عيناها ولمعت ببريق عبراتها بفضل كلماته الصادقة والتي لمست قلبها وشعرت بصدقها فصممت تفكر بحيرة فكيف تتقبله زوجًا وآخرى تشاركها به؟
أزدردت لعابها وقالت
-لو كنت بتحبني زي ما بتقول مكنتش أتجوزت عليا أنت أستسهلت وأخترت الطريق السهل وهو انك تجوز
ضرب الحائط من خلفها بقبضته فأغمضت عينيها خوفًا وانكمش جسدها فقال هو بأنفعال
-متنرفزنيش يا رقيه، أنتِ مينفعش تحاسبيني على جوازي أنتِ نفسك قولتيلي أول ليلة أنه جواز صوري واهلك جبروكي عليا وهددوكي بتعلميك، أنتِ اللي رفضتيني في أول ليلة لينا سوا مش أنا يا رقيه، وكان طبيعي أتجوز لو مكنتش اتجوزت مكنتش عارف ايه اللي ممكن يحصل مكنتش هعرف امسك نفسي عنك، انسي كل اللي فات هنبدء من جديد ادي نفسك فرصة تعرفيني وتحبيني أكتر
أقنعتها كلماته ولكن عليها الا تظهر ذلك غير منتبه تقبلها بعشقها له، أما هو فأبتسم فهى لم تعترض على كلماته الأخيرة….ولم تنفي حبها له.
رفعت رأسها وقالت بجمود
-وشهيرة!!!!
أنا مش هقبل ضرة عليا
أنفرجت أساريرة وشعر بسعادة طاغية فاقترب منها وقال
-هطلقها
قالها وهو ينحنى يرغب بتقبيلها بتوق فدفعته بيديها الصغيرة بصدره تمنعه من الاقتراب قائلة بتوتر وخجل
-مش دلوقتي لسة مش جاهزة
أبتسم على خجلها وكبح رغبته بها مقبلًا جبينها بحب متمتم بكذب
-خدي وقتك انا مش مستعجل
********
“في المساء”
بعدما أسدل الليل ستارة كان يجلس بمنزله يشعر بالوحدة وذكريات طفولتهم تعاد أمام عينيه يتذكر غيرته المفرطة عليها والذي لم يستطع ادراك مغزاها….
لمسة يديها الأولى وتلك الرجفة التي سارت بجسده، نظرة عيناها البريئة، صوتها الطفولي، هيئتها الأنثوية، ناره المتأججة كلما رآها بجوار رجل آخر، كل ذلك يدور أمامه وكأنه فيلم يعاد أمامه مرة أخرى……..
نفث دخان سيجاره والذي أصبح لا يستغنى عنه يلازمه ويرافقه بوحدته يصب به كامل غضبه وناره المشتلعه بصدره
تحركت عيناه نحو الباب الذي يطرق متأففًا بضجر، أنزل كلتا قدميه عن الطاولة وتحرك نحو الباب
تهجمت ملامحة بشدة وفارت الدماء بعروقه ما أن رأي أمامه خالد و ذلك البغيض الذي تحداه وأراد سلبها منه..
قبض على ملابسه وقربه من وجهه وقال من بين أسنانه بغل وأعين مشتعلة كأنه وجد ضالته
-جيت لقضاك يا روح أمك تعالالي
انهي كلماته وصفعة قوية تهوى على وجهه إياد الذي ترنح بوقفته فكاد أن يعيد ثائر الكرة مرة أخرى فوقف أمامه خالد ومنعه من لكمه مرة أخرى
-أهدا كدة وأسمعني في حاجات حصلت مع هيام ولازم تسمعها والحيوان ده هو اللي هيحكيلك لانه له يد في اللي حصلها
كظم ثائر غيظه ما أن علم أن الموضوع يخص هيامه فأجبر نفسه ورضخ لحديث خالد…
أشار خالد برأسه لـ إياد وقال
-يلا ادخل
ولج الثلاثة للمنزل فجلس خالد على الأريكة وثائر بجواره وإياد على المقعد المجاور لـ خالد
طالع خالد ثائر فوجده ينظر لـ إياد بغيرة فلو تركه لكان نهض وأفترسه كالأسد الجائع الذي لا يترك فريسته إلا عندما ينتهي منها
ربت على ذراعيه وقال
-أسمع كويس اللي هيقوله وافهم حصل ازاي بس قبل ما إياد يحكي عايزك تعرف أن هيام بتحبك ومحبتش حد قدك واللي حصل كان غصب عنها بس طبعا انت اللي هتقرر بعد ما هتسمع
ظل ثائر ينظر له بذهول فعن أي حب يتحدث فمن يحب لا يؤذي معشوقه ويجرح قلبه بتلك الطريقة القاسية..
قطع أفكاره صوت إياد الكريهه بالنسبة له والذي قال دون مقدمات وهو ينظر لخالد الذي قص له نتيجه فعلتهم، وما فعلته هيام بـ ثائر وجرحها له
-أنا لسه عارف اللي هيام عملته معاك، وأنا متأكد أنك عارف أنها بتحبك بس اللي متعرفوش أنها دخلت مخطط قذر حطته خالتي أم رنا عشان تحرق قلب أمها وأبوها
ثوانِ مرت من الصمت لم تخلو من نظرات ثائر المستفسرة عما يحدث
فصاح بـ إياد الذي صمت والندم يتآكله
-ما تخلص يالا عملتوا إيه أحكي بدل ما خلي أيدي تسقف على وشك
أستجمع إياد جأشه وقال مرة واحدة
-سماح اللي بتشتغل في البيت عندكم كانت بتحطلها بودرة في الأكل والعصير وطبعا بقت مدمنة
أرتخت ملامحه بصدمة وسرعان ما أصبحت غاضبة سوداء ونهض من مجلسه ممسكًا إياد مبرحًا إياه ضربًا وهو ينعته ويسبه ببذائة، فحاول خالد منعه والسيطرة على غضبه لكنه فشل بذلك فشلًا ذريعًا فـ إياد لا يعلم أي وحش خلقه بتلك اللحظة ……
*********
فتحت ندى باب المنزل فظلت عيناها مثبته على ابنتها القاطنة أمامها بنظرة متفحصة من رأسها لأخمص قدميها وبسمة جانبية مرتسمة على وجهها….
أستدرات بظهرها تاركة الباب مفتوح على مصرعيه متجهه صوب الأريكة لتجلس عليها واضعة قدميها فوق الآخرى لتظهر ساقيها أثر ملابسها الفاضحة، مردفة بأستنكار وتهكم وهى تراها تقترب منها تاركة الباب مفتوحًا مثلما كان
-أخيرًا أفتكرتي أن عندك أم وجيتي تسألي عنها
تجاهلت رنا كلماتها اللاذعة وسخريتها المعتادة قائلة بهدوء لكنه يحمل بين طياته جدية مفرطة جعلت أفكارها تتخبط فأبنتها ليست بكل تلك الجدية ولا تتحدث بتلك الطريقة فكيف ومتى أصبحت كذلك
هل يجعلك العشق شخصًا آخر….يجعلك تتبدل وتتحول من شخص أناني لا يفكر سوى بنفسه لآخر لا يفكر سوى براحتك….
-أبعدي عن مالك يا ماما عشان أنا لو خسرته أنتِ كمان هتخسريني، معنديش أي أستعداد أخسره ومتفتكريش أنك بالطريقة دي هتبعدينا وانا وهو بقينا واحد ومفيش حاجة هتفرقنا غير الموت….
صمتت ثوانٍ تلتقط أنفاسها الهادرة وبعدها أكملت بنبرة حاسمة تحمل تهديد و وعيد
-الموت وبس يعني لو فكرتي تخلصي منه تاني وتزوقي عليه شوية بلطجية هتلاقي نفسك في الحبس، المرة دي هعديهالك، وهعمل أعتبار أنك الست اللي خلفتني… مش هقول أمي لأنك مع الأسف متستحقيش لقب أم
أبتسمت ندى بأستفزاز وقالت بقوة رغم شكوكها بأن آمرها قد كشف أمام ابنتها
-لا متربية يا رنا، والله وعرفتي تربي يا ندى
أبتسمت رنا ابتسامة مماثلة لابتسامتها ولم تقل أستفزازًا عنها قائلة
-هو أنا مقولتلكيش…مش أنتِ مربتيش أصلًا، ده أنتِ عمرك ما قولتيلي أعملي كذا ومتعمليش كذا، عمرك ما قولتيلي صلي يا رنا أتقربي من ربنا يا رنا، بلاش سهر يا رنا، بلاش شباب يا رنا، بلاش شرب يا رنا……
الحاجة الوحيدة اللي كنتِ عايزة تحكمي رأيك فيها هو مالك، عايزة تحرميني من الحاجة الوحيدة الصح في حياتي، مالك حب طفولتي ومراهقتي وشبابي ليه عايزة تحرميني منه هتبقى مبسوطة وأنتِ شيفاني بتعذب قدامك
أجابتها ندى بغل
-آه يا رنا هبقى مبسوطة، هبقى مبسوطة وأنا شايفة حسن ونبيلة بيتحسروا على ابنهم، هبقى مبسوطة وأنا شايفة البني آدم اللي رفضني زمان ودلوقتي بيتعذب هو و طليقته…..عايزة أشوف نبيلة مذلولة بتبكي بدل الدموع دم على ابنها
-أبنها يبقى جوزززززززي
صاحت رنا بتلك الكلمات بصوت رج أركان المنزل بعدما أشتعلت عيناها غير مصدقة لذلك الكره والحقد التي تراه بعين والدتها بوضوح
-أحمدي ربنا أن مالك محصلوش حاجة امبارح وأن مخططك باظ والرجالة اللي بعتيهم أعترفوا عليكي، لو كان جراله حاجة مكنتش هسيبك ولا كنت هسامحك عمري كله
أزدادت نيران ندى عندما أدركت فشل مخططها بأختطاف مالك فسبت ولعنت صبري بسرها متوعدة له فما أخذه منها من نقود ليس هينًا….نهضت بعنف من مجلسها وقبضت على ذراع أبنتها بإحكام
-أمشي أطلعي برة مش عايزة أشوفك، أنتِ بنت أبوكي أنتِ لو كنتي بنتي فعلًا كنتي طلعتي زي أمشي غوري من هنا خلي المحروس بتاعك ينفعك غورررري
دفعتها تجاه الباب فكادت رنا أن تسقط لولا ذلك الجسد وتلك اليد التي تلقتها
رفعت عيناها فلم تجد سواه معشوقها الأول..والأخير
فأعتدلت قائلة بقلق وعينيها تجول على جسده بلهفه
-مالك أنت إيه اللي قومك من السرير أنت لسه تعبان
نفى مالك ورفع عينيه رامقًا ندى التى تطالعة بكره بنظرة سريعه رافعًا يديه مربتًا على وجنتيها
-مينفعش تيجي هنا وخصوصًا لوحدك…
عضت ندى على شفتيها وقالت بسخرية وصوت عالي غاضبه من قوله
-ليه هآكلها ولا إيه، دي بنتي يا بن نبيلة
جذب مالك زوجته خلفه بعدما شبك أيديهم وقال بلهجة صارمة شرسة
-بنتك بآمارة إيه ها، ده أنتِ لسه كنتي بترميها برة الشقة
رفعت رنا يديها الآخرى وضغطت على عضلاته قائلة بخفوت مشجعة إياه على الرحيل
-خلينا نمشي من هنا يا مالك الكلام معاها مبيجبش نتيجة
وافق مالك على حديثها وألتفت ناظرًا لها مثبتًا عينه بعيناه وقال بنبرة حنونه دافئة مشيرًا إلى يديهم المتشابكة
-الايدين دي هتفضل تساندك وتقومك طول ما انا عايش أنا سندك وأمك وأبوكي، أنتِ مش محتجالها أنتِ عندك أنا بس هى اللى مصيرها هيجي عليها وقت وهتحتاجك وهتعرف قيمه اللي ضيعته
أبتسمت رنا من حديثه وأرادت بتلك اللحظة أن ترتمي بأحضانه فهو محق فهو ملجائها وأبيها وأمها لا تحتاج لشخص آخر وهو بجوارها
أبتسم له بعشق وأشار برأسه كي يغادروا المنزل وقبل أن يذهبوا ألتفت مالك لـ ندى وقال
-هنسى اللي حصل المرة دي عشان خاطر رنا، بس لو أتكررت تاني مش هسمي عليكي يا حماتي العزيزة
غادر برفقة رنا تاركًا إياها تشتعل من كلماته فأندفعت تجاه باب المنزل الذي تركوه مفتوحًا وقامت بأغلاقة بأنفعال وعصبية شديدة وبعدها بدأت بتحطيم كل شئ تراه عيناها وتجعله يتهشم ليصبح المنزل عبارة عن زجاج متناثر على الأرضية وصراخاتها الغاضبة تدوي بالمنزل بأكمله…..
وبعد دقائق أستطاعت بهم تهدئه روعها ألتقطت هاتفها وهاتفت صبري لكنها وجدت هاتفه مغلقًا ليعود غضبها مرة آخرى، طرق الباب بتلك اللحظة
فتحت الباب بهيئتها المزرية فوجدت أمامها رجل يبدو أنه في أواخر الثلاثينات ويليح على هيئته الأجرام فقالت بأستحقار وهى ترى كدمات وجهه
-أنت مين والبواب بتاع العمارة دي أزاي يسيب أشكال زي دي تدخل العماره هو انا ناقصة قرف
حك فتحى ذقنه وقال بأجرامية
-لا كدة أزعل وبعدين أنا جاي عشان مصالحتك يا هانم تقوم تمسحى بكرامتي الأرض لا مكنش العشم يا مودام
-مودام!!!!!
-اه مدام يعني المهم أنا تبع صبري اللي مش بيرد عليكي وأداكي بومبه وفلسع بعد ما نهب نص فلوس العمليه، ومحسوبك بقى كنت شريكه وكنت بساعده في العمليه وعشان أحنا اللي بوظنا العمليه عندي أستعداد اصلح اللي حصل من تاني قولتي إيه يا مودام
أرتخت ملامح ندى وتطاير غضبها بالهواء وابتسمت مشيرة له لدخول المنزل

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *