روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الخامس والثلاثون

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الخامس والثلاثون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الخامسة والثلاثون

“بعد منتصف الليل”
مستلقى على فراشه بذاك الظلام الحالك، بعد أن جفاه النوم يحك ذقنه بتفكير والشرار ينطلق من عيناه متمتم بسره
-وبعدين يا فتحي هتسيب كل المجوهرات دي.. ده الولية كركوبة هتعمل إيه بكل ده وهى عايشة بطولها كدة حتى بنتها رمياها
زفر بعنف ورغبته بأمتلاك المجوهرات تزداد بعنف، أستقام بجلسته على الفراش ولمعت عيناه ببريق الطمع
-المجوهرات دي حقي أنا… آه حقي أنا أسرقهم ولا من شاف و لا من درى بس الموضوع لازمله تخطيط و تكتيك بدل ما اتمسك و اروح في الحديدة
هنا و أبتسم بتفكير و قال بسخرية من ذاته
-أتمسك إيه بس و من مين!! من الولية العجوزة دي، دي ما تأخدش في أيدي غلوة
أتسعت أبتسامة حتى كشف عن أنيابة الصفراء و قال ناهضًا عن الفراش حتى ينفذ ما يريد
-أنا مش هأجل انا هنفذ و أنهاردة….مش لازم يبقو بعيد عني أكتر من كدة لازم يناموا في حضني أنهاردة و بنتها السنيورة اللي عششت في دماغي هتبقى ليا مش للبأف اللي معاها ده
أبدل ملابسة لآخرى سوداء و و ضع بجيب بنطالة الأسود قناع لكي يغطي وجهه وأجهز حقيبة بها ما قد يحتاجة بتلك العملية و ليضع بها المجوهرات…..ثم خرج من الغرفة بهدوء محاولًا ألا يصدر صوتًا يوقظ صبري شريكة بالمنزل و بعملياته الإجرامية وبعد ثوانٍ أصبح خارج المنزل متنفسًا براحة ممزوجة بسعادة
*********
تسلل داخل البناية وجد حارس البناية جالسًا على المقعد المخصص له ذاهبًا بسبات عميق لا يشعر به، تخطاه بهدوء و أقترب من الدرجات الرخامية لكنه توقف فجاءة عن الحركة و هو يستمع لصوت حارس البناية الذي تململ في نومه وفتح عيناه مثلما أعتاد يلقى نظره سريعة و يعود للنوم مرة آخرى، فوجد ذلك المتسلل المرتدي ملابس سوداء أشبه بملابس اللصوص
نهض مقتربًا من صائحًا بدهشة
-بتعمل إيه هنا يا جدع أنت، أنت مين و طالع لمين أنطق أكلم
أغمض فتحي عيناه بغضب و كز على أسنانه بقوة و بدأت يديه تتسلل لحقيبته المعلقة بصدره مخرجًا منها عصاه خشبية غليظة وما لبث الحارس أن يضع يديه على كتفيه ليرى وجهه حتى وجده يلتفت رافعًا يديه بتلك العصاه ضاربًا إياه بقوة على رأسه جعلته يسقط أرضًا في الحال
أرتفعت وتيرة تنفسة و أزداد توتره فأخرج القناع من جيبه و ارتداه سريعًا و اخد يصعد الدرجات وكأنه في سباق معها حتى وصل أمام المنزل المنشود، فوقف قليلًا يلتقط أنفاسه و جسده بأكمله يتصبب عرقًا ثم أخرج شئ حاد يساعده في فتح ذلك الباب الذي يحجز بينه و بين مجوهراته الغالية
أما بداخل فكان من المفترض أن تكون ذاهبه بنوم عميق لكن ذلك لم يحدث الليلة خاصة بعد تطاول خالد معها و أهانته لها، ألا يكفيه ما فعله معها……لكنها لن تصمت ستجعله يتحسر على أحبائه…لا ليس هو فقط من سيتحسر فهى ستجعل الجميع تعساء مثلها….فكل منهما حصل على من يحب إلا هى…
أبتعد عنها معشوقها لم يبادلها مشاعرها و لو لحظة، تمنت دائمًا أن تدفن بأحضانه فما الذي كان سيحدث إذا فعلها؟
لماذا لم يبادلها ما تشعر به؟ لماذا عشقها كان من طرفًا واحدًا وظل هكذا؟
ازداد حقدها على الجميع و أبتسمت بتلك اللحظة قائلة بتوعد
-ندى كل ده كانت بتلعب معاكم والكلام اللي بجد لسه هيبدء وأنت بقى يا خالد حسابك تقل معايا أووي بس وديني لهحرق قلبك على هبه، ما هو أنا منحرمش من حسن و من حبه، وأنت والهانم تعيشوا في سعادة، مستحيل ده يحصل على جثتي أنه يحصل
تحركت من مكانها قليلًا و أوشكت على ألتقاط هاتفها لكن وصل لأذنيها صوت جعلها تقطب حاجبيها بدهشه تاركة هاتفها بموضعه تتساءل عن سبب ذلك الصوت فهو يأتي من الخارج، أزاحت الغطاء ونهضت من على الفراش منتشلة روب أبيض اللون وأرتدته فوق قميصها وبدأت تتجهه صوب الباب والخوف يتغلل قلبها خوفًا من أن يكون لص، فتحت الباب فتحة صغيرة نظرت من خلالها للخارج فجحظت عيناها وهى ترى جسم عريض البنية مقارنة بجسدها الضئيل، يتلفت حوله وبيديه كشاف يساعدة على الرؤية بحثًا عن شئ ما غير مدركة أنه يبحث عنها يتأكد من مكوثها بالغرفة
أغلقت الباب بهدوء شديد وجسدها يرتجف من شدة الخوف، فلم تجد نفسها سوى وهى تبحث عن شئ فوقعت عيناها على المزهرية الزجاج الموضوع على الكومدينو بجانب الفراش فتحركت صوبها وهى تسير على أطراف أصابعها ملتقطه إياها من موضعها و عادت تقف خلف الباب تنتظر ولوجه
أما بالخارج فكان يبحث عنها وعندما لم يجدها زفر زفيرًا عنيفًا يشجع ذاته على ولوج الغرفة فمن المؤكد أنها نائمة فالمنزل يعمه الظلام، يخلو من أي صوت وأي حركة قد تليح عكس ما يظنه، فالوقت قد تخطى الرابعة فجرًا.. وسرعان ما أتجه صوب الغرفة متمتم بسره
-أنت تسرق المجوهرات بشويش عشان متصحاش و بعدين ولا من شاف و لا من دري
أتسعت ابتسامته ظنًا منه بأن الحياة قد اوشكت على الابتسام له لا يعلم مصيره وما سيحدث…. الآن
فتح الباب بهدوء وحذر شديد وعينيه لا تفارق الفراش الوثير والذي يتوسط الغرفة موجهًا الأضاءة تجاها و سرعان ما أعترته الدهشة عندما لم يجدها بالفراش…
خطى بقدمية للغرفة وعينيه لاتزال تبحث عنها لا يعرف أين هى، أزدرد ريقه وشعر بحركة من خلفه فألتفت سريعًا فوجدها تقف خلفه و يديها معلقة بالهواء متمسكة بتلك المزهرية، أتسعت عيناه و ألتقط يديها المحلقة بالهواء و التي كان على وشك السقوط فوق رأسه
تأوهت من قبضته ومحاصرته ليديها المعلقة بالهواء ساحبًا بيديه الآخرى المزهرية من يديها فصاحت بغضب وصوت جهوري
-خالد اللي بعتك مش كدة يا حيوان فاكرين أنكم هتخلصوا من ندى بسهولة ده انتوا بتحلموا
أزداد توترة و خوفه من صياحها و الذي من المؤكد سيؤدي بحياته للهلاك و يعود للقفص الحديدي من حديد
ألقى المزهرية بعيدًا و اسودت عيناه الظاهره من ذلك القناع و رفع يديه واضعًا إياها على فمها يمنعها من أسترسال حديثها الغاضب
ظلت تتلوى بين يديه لا يعلم ما يفعله معها فما تفعله الآن لم يحسب حسبانه، ظلت تحاول دفعه بعيدًا عنها مزيحة يديه تحاول الصراخ بأعلى صوت رغم ذلك الخوف المتملك منها
أما هو فأحتل الغضب جسده بأكمله و قام بنزع القناع عن وجهه ليكشف عنه أمامها فهدءت ثورتها و أتسعت عيناها متمتمة بصدمة
-فتحي!!!!
رفع يديه ومسح على وجهه بعنف ثم ضرب الحائط من خلفها بغضب أهوج ثم ألقى الكشاف من يديه مضيئًا أضاءة الغرفة وقال
-مكنتش ناوي أذيكي بس أنتِ وباللي عملتيه فتخليني أذيكي متأسف يا ست هانم بس الأتفاق اللي بينا بح، هطلعلي بكام يعني من العمليه دي ها فتافيت طب ما انا ممكن أخد مجوهراتك دي وأعيش مليونير، كل دي مجوهرات يا ولية
أزدردت ريقها و قالت بخوف من لهجته الإجرامية و الطمع الذي يملئ عيناه
-خدهم مش عايزاهم و غور في داهيه
ابتسم بتهكم متحرك صوب الصندوق الذي يحوى على مجوهراتها و قام بتفحصه قبل و ضعه بالحقيبة ممسكًا إياه بيديه، فلمعت عيناه بسعادة وهو يري نفسه رجل أعمال تتهافت عليه النساء، تركع تحت قدميه وهو لا يبالي
وأثناء ذلك ظلت ندى تحاول البحث عن شئ لا تريد أن يأخذهم فهى لا تملك سواهم….
وضع الصندوق بالحقيبة المعلقة برقبته و نظر لها مقتربًا منها فوجد عينيها الباحثة عن شئ ما، فأبتسم بتهكم ينظر لها بشرار واضعًا يديه بالحقيبة
-كان نفسي أسيبك عايشة بس أنتِ اللي حكمتي على نفسك
كانت عيناها مثبته على يديه الموضوعه بالحقيبة فهوى قلبها أرتعابًا فحياتها على وشك الأنتهاء، تحركت من مكانها محاولة الهرب منه قائلة بتلعثم خائف فـ لسانها لا يسعفها للحديث
-سبني عايشة أنت مش خدت اللي أنت عايزة هتستفاد إيه لو قتلتني ها
ابتسم مغمغم بغلاظة
-اسيبك عشان تبلغي عني و ارجع تاني أتحبس مش كدة عبيط أنا صح
ظلت تتراجع بجسدها المرتجف و هو يتقدم منها و أخيرًا حاصرها بأحدى زوايا الغرفة مرة أخرى وخرجت يديه من الحقيبة حاملًا سكينًا صغيرًا…لم يمهلها وقت وفجاءها بطعنها و غرز تلك السكين ببطنها، فأتسعت عيناها و راخت مقاومتها و أبتسامته تتسع رويدًا رويدًا قائلًا دون رحمة وهو يكرر طعنها عدة مرات
-بنتك في عيوني متخافيش عليها يا ندى هانم
سقطت أرضًا و أصطبغ قميصها الأبيض باللون الأحمر وشعرت بأن روحها تفارق الحياة محاولة التنفس وبعد ثوانٍ من مقاومتها غادرت روحها جسدها….
أبتعد عنها و مسح يديه المليئة بالدماء بقميصها و ابتعد عنها سريعًا مغادرًا الغرفة، فتح باب المنزل وغادره هابطًا درجات الدرج، وسرعان ما تسمر مكانه و هو يرى حارس البناية حولة رجلين يقص عليهم ما حدث و ما أن رآه حتى أشار ناحيته بسبابته و يديه الآخرى موضوعه موضع الضربة
-هو ده اللي ضربني، أكيد حرامي
لم يعلم ما يفعله فالرجال أمامه و الدرجات خلفه فحاول الهرب من أمامهم و صعود الدرجات لكنهم لحقوا به و وقع بين يديهم فوجدوا تلك الحقيبة و محتواها فما كان منه سوى الأعتراف بجريمته ليقع في شر أعماله
********
“في صباح يوم جديد”
هبط يوسف من المصعد بعد أن تناول افطاره مع زوجته التي لا تتركه يذهب عمله دون أن تحضر لها طعامه، فكانت الابتسامة على وجهه لكن ما أن رآها تنتظره بمدخل البناية حتى تهجمت ملامحه فتجاهلها كأنها سراب ولكن دون جدوى فظلت تنادي عليه، ألتفت ينظر لها ببرود مميت جعل قلبها يتألم
-نعم!!!!
-يوسف آسر طلقني يعني نقدر نستنى العدة ونجوز
ضيق عيناه ينظر لها بذهول متمتم بصدمة
-نجوز!!!
اتجوزك أنتِ ليه، إيه اللي فيكي عشان اتجوزك عشان حلوة، طب إيه يعني ما الحلوين كتير وعلى قفا مين يشيل، عارفة أنتِ مشكلتك إيه!؟
صمتت قليلًا يتأمل نظراتها المستفسرة عما ينقصها حتى لا يحبها و يبادلها ما تشعر به تجاهه
-أنك واثقة في نفسك زيادة يا شهيرة، طلاقك ميفرقش معايا، قولتهالك و هقولهالك تاني، انا بحب سارة ومش مستعد أني أبص لغيرها فياريت تطلعيني من دماغك
تجمعت الدموع بعيناها واقتربت منه ممسكة بيديه محتضنه إياها قائلة بنبرة متوسلة
-بس انا بحبك يا يوسف، لو أنت خايف أن سارة تعرف انا عندي استعداد جوازنا يفضل بينا ومراتك متعرفش بيه، مش عايزاك تحبني كفاية أنا بحبك يا يوسف متسبنيش انا مش هقدر أعيش من غيرك والله ما هقدر أنا اول مرة أحب
هبطت دموعها من وجنتاها لتلفح بشرتها الناعمه مسترسلة حديثها بعد أن قبلت يديه التي تتمسك به كأنه طوق النجاه تطالع عيناه التي تتابعها دون أي ملامح باديه على وجهه ساحبًا يديه من قبضتها
-أنت أول راجل ميبقاش طمعان فيا و في جمالي، وانا اول مرة اتعلق براجل لشخصه مش لفلوسه، أنا عايزاك يا يوسف
غرز يديه بين خصلاته وقال بحنق
-وأنا مش عايزك أنا آسف و ياريت تطلعيني من حياتك لأن صدي ليكي هيستمر يا شهيرة ولو أنتِ بتحبيني فعلًا زي ما بتقولي هتحبي أن اعيش مبسوط
كاد أن يرحل تاركًا إياها تبكي بحسرة و وجع لكنه التفت لها وقال كلماته الأخيرة التي ظلت تتردد بأذنيها بصدمة
-على فكرة آسر يبقى أخويا وأتمنى الرسالة تكون وصلت
ورغم مشاعرها الصادقة تجاه يوسف لكنه كان صادقًا فيما قاله فلو كانت صادقة بحبها له لتركته، اغمضت عينيها مقررة الرحيل من تلك البلاد فلن تتحمل رؤيته أمامها اكثر من ذلك فلو ظلت لأغرمت به أكثر و أكثر، والآن عليها أنهاء إجراءات طلاقها حتى تستطع الرحيل
*********
“في غرفة المكتب”
أستيقظ من نومه على صوتها الذي يهمس جوار أذنيه متمتمة بأسمه بطريقة مثيرة جعلت أذنيه تعشق أسمه وجسده يطالب بقربها
-آسر، آسر
فتح جفونه فرآها أمامه تجثو على ركبتيها أمام الأريكة التي أقضى ليلته عليها.. مقتربة بطريقة أهلكته كليًا، أزدرد ريقه فهمست بذات النبرة
-صباح الخير
أستقام جالسًا على الأريكة يطالعها بغيظ متذكر ما فعلته معه و منعه من الأقتراب يجعل الماء تفور بجسده
أعترت التقطيبة جبينها قائلة بدهشة مصطنعة
-أنت مش بترد عليا..بقى كدة تصدق أنا الحق عليا أني نزلت أصحيك
أجابها ببرود ناهضًا من أمامها معطيًا ظهره لها مبتسمًا بخبث
-محدش قالك تصحيني وبعدين أنا رجعت البيت وش الصبح يعني ملحقتش أنام
ارتفع حاجبيها مغمغمة بأستغراب وهى تنهض من مكانها و اقفة امامه تري وجهه
-وش الصبح ازاي يعني؟
أنت كنت فين بليل
-كنت عند شهيرة أصلي رديتها لعصمتي
تجمدت مكانها تطالعه فقط…الغيرة تتآكلها تتخيل ما فعله ليلة أمس رفقتها، وسرعان ما نفضت تلك الأفكار و اشتعلت عيناه مقتربه منه وعينيها معلقه بعيناه لا تبتعد عنها غير منتبه لألتصاق أجسدهم
-كداب و كدبتك تفور الدم وبلاش الطريقة دي معايا يا آسر
عض على شفتاه يخفي ابتسامته السعيدة من اقترابهم وقال بمكر ويديه تحاوط خصرها كما تحاوط الأفعى ضحيتها متمتم أمام ثغرها الصغير
-طريقة إيه بضبط!!
وبعدين أنا مش كداب، أصل أنتِ متعرفيش شهيرة كانت بدلعني أزاي عُمرها ما قفلت الباب في وشي مش زي ناس
لفحت انفاسه بشرتها فرفعت يديه تتمسك بيديه المحاوطة لها و بدأت تتلوى بين يديه غير مدركة ما فعلته لمسه يديها بجسده، فأردفت بعصبية وأنفعال
-طيب طلقني يا آسر مش عايزة أقعد على ذمتك ثانية واحدة طلقني بقو
كادت تكمل لولا قبلته التي أطاحت بها مبتلعًا باقي حديثها فأستسلمت لقبلته، وبعد ثوانِ أبتعد عنها متمتم بحب فرحًا بأستسلامها له
-بحبك يا مجنونة، وبحبك غيرتك عليا وشهيرة انا وهى رايحين للمأذون أنهاردة عشان تخرج من حياتي نهائيًا
قالها وهو يعيد الكرة مرة أخرى يتحرك بها تجاه الأريكة مستسلمة له لكنها لن تعترف بمشاعرها الآن فلتعذبه قليلًا بعد
********
وصلت أمام البناية وهى تمتم بكلمات غير مفهومة تسب وتلعن السائق الذي اوصلها بعدما دخلت بشجار معه لا تريد دفع ما طلبه منها، أما هو فلا يتركها تذهب قبل أن تدفع ما طلبه، وبعد شجار دام طويلًا و أجتماع بعض الناس حولهم صاح أحدهم
-خلاص يسطا دي قد والدتك عيب كدة أنا هديك اللي أنت عايزة سيبها تمشي بقى
مصمصت شفتيها قائلة بحقد والجة البناية غير منتبهه لهبه التي كانت تقف بالنافذة تترقب وصولها
-طول عُمرك فقرية يا بت يا سماح، كان هيحصل إيه لو كنت وقعت في راجل زي خالد ها، كان زماني عايشة ملكة بدل ما انا عماله أخدم في البيوت كدة
تحركت هبه من خلف النافذة ناظرة لزوجها الذي أنهى ارتداء ملابسه للتو مردفة بنبرة هادئة و ملامح شبه جامدة
-سماح وصلت يا خالد
أماء لها بعيناه مغادرًا من أمامها متجهًا صوب باب المنزل ثم قام بفتحه راسمًا أبتسامة لم تصل لعيناه تحمل بين طياتها الكثير
خرجت سماح من المصعد فوجدت خالد واقفًا أمام الباب يبتسم لها، فبادلته ابتسامته قائلة مقتربة منه
-صباح الخير يا بيه
أجابها على مضض خافيًا مشاعره المستاءه مما فعلته بأبنته
-صباح النور يا سماح، تعالي شوية لو سمحتي عايز اتكلم معاكي
أماءت بأيجاب رغم ما اعتراها من قلق أن يكون علم ما فعلته بـ ابنته، لكن سريعًا ما طردت تلك الأفكار فلو كان علم بشئ ما كان ابتسم لها و عاملها برفق
-أكيد يا بيه أنت تؤمر
ولجت المنزل برفقته، ثم أغلق الباب من خلفها وأختفت ابتسامته كليًا وهو يلتفت لها
أستدارت تنظر له بابتسامة بسيطة على محياها لكن سرعان ما شحب وجهها وهى تراه ينظر لها بتلك الطريقة المخيفة مقتربًا بخطى هادئة، تراجعت للخلف بظهرها وهى تطالع عيناه المخيفة لأقصى درجة فقالت بنبرة مرتجفة
-في إيه يا خالد بيه أنا عملت حاجة لسمح الله
لم يجيبها هو تلك المرة بل جاء صوت من خلفها مجييًا عن سؤالها
-يعني أنتِ مش عارفة عملتي إيه يا سماح مع بنتي أنتِ و ندى
أستدارت تنظر لهبه و لاح الذعر على وجهها بأكمله تنظر لها تارة و لـ خالد تارة أخرى عالمة بأن كل شئ أنكشف و فضح أمرها وأنكار ما فعلته سيأتي بنتيجة عكسية
أزدردت ريقها متمتمة بترجي
-مش أنا والله ما أنا دي ست ندى هى اللي ورا كل اللي حصل، أنا أنا مكنتش موافقة بس هى اللي جبرتني عشان عارفة أني محتاجة كل قرش وأن بنتي على وش جواز وأبوها مفيش منه رجا رامي حمل جهازها كله عليا، سامحني يا بيه، سامحيني يا هانم
-يعني كمان عندك بنت!! طب ما خوفتيش عليها يحصل فيها اللي عملتيه في بنتي، متعرفيش أن ربنا مش هيسيبك، وداين تدان
أنهمرت الدموع الكاذبة من عيناها محاولة أثارة عكفهم حتى يتركوها قائلة بكذب ردًا على كلمات هبه
-والله يا بيه والله يا هانم كان غصب عني، قلبي كلن بيتقطع وانا بعمل فيها كدة بس اعمل إيه، اللي أيده في الماية مش زي اللي أيده في النار يا ست هانم
جز خالد على اسنانه يفهم ما تحاول ان تفعله فزمجر بها بشراسة مخيفة جعلت بدنها يرتجف
-الشويتين اللي بتعمليهم دول و جو الصعبنيات ميدخلش دماغي، وحياة بنتي اللي ما هحلف بيها كدب لخليكي تشحتي عشان تحرمي تأذي الناس و
أردفت هبه بنبرة صادقة مقاطعة إياه وهى تنظر له
-لا يا خالد أحنا مش زيهم، مش هنأذي زي ما هما أذوا، أنا هراعي ربنا وهسيبهم ليه
حركت رأسها تنظر تجاه سماح التي سعدت بكلمات هبه فقالت هبه مخرجة إياها من تلك السعادة
-أنا هسيبك لـ ربنا اللي احسن من الكل و هو قادر يرجع حق بنتي منك يا سماح وبكرة تحسي باللي عملتيه لما يتردلك في بنتك، و دلوقتي أمشي اطلعي برة مش عايزة اشوف وشك مرة تانية
هرولت من امامهم مغادرة المنزل تنتفس الصعداء ثم قالت براحة غير مدركة ما تخبئة لها الأيام
-الحمدلله عدت على خير، وقال تترد في بنتي قال ده انا بنتي متربية احسن تربية مش زي بنتكم يا عالم يا واطية يا معفنين
بعد رحيلها اقترب خالد من هبه محتضنًا إياها بقوة بادلته إياها بخوف على ابنتها قائلًا
-كل يوم حبي ليكي بيزيد يا هبه ربنا يخليكي ليا انتِ و هيام و رنا يارب
-ويخليك لينا يارب
قاطع تلك اللحظة رنين هاتفه فاخرجة واضعًا إياه على اذنيه فأتاه ما جعله يتسمر مكانه مردد كلمات المتصل بعدم تصديق
-أنت بتقول إيه ندى ماتت!!!!!
*********
“في منزل مالك و رنا”
تقلب بالفراش ويديه تنلمس الفراش بحثًا عنها، فوجد الفراش فارغًا باردًا بجواره، فتح عينيه وجالت عينيه بالغرفة، أزاح الغطاء و غادر الفراش متجهًا صوب المرحاض، طرق طرقتان هاتفًا بصوت متحشرج
-رنا أنتِ في الحمام
أنتظر الأجابة فوصله صوتها على فور
-أيوة يا مالك ثواني وهخرج
أبتعد عن المرحاض وعاد ناحية الفراش مرة أخرى وما لبث أن يستلقي عليه، لكن ألجمته الصدمة… لا يصدق ما تراه عيناه….
أقتربت منه رنا بخطوات متهادية مراقبة رد فعله وملامح وجهه المندهشة مما يراه
ابتسمت بخفة وقالت بصوت هادئ
-إيه مش مبسوط و لا إيه
لم يجيبها ظل يحدق بها وبحجابها الذي زين وجهها و أخفى خصلاتها كليًا….أرتفع حاجبيه مدهوشًا وقال وعينيه لا تفارق حجابها الذي زادها جمالًا
-اللي أنا شايفة ده بجد و لا أنا بحلم، أنتِ فعلا أتحجبتي يا رنا
أزدادت أبتسامتها و حركت كتفيها بعفوية مؤكدة حديثه مرتمية داخل أحضانة مردفة بصدق
-كانت خطوة مش سهلة الموضوع كان في دماغي بقالة فترة يا مالك و كان نفسي اوي أنفذها، وامبارح لقيت نفسي قررت أنفذها وكان لازم أفرحك
خرجت من أحضانه تنظر بعيناه متمتمة بصدق
-عايزة أقرب من ربنا يا مالك، عايزة أكفر عن أي حاجة وحشة عملتها، عايزة اصلي و أنتظم عايزة أتغير يا مالك
لمعت عيناه من حديثها الصادق و الذي جعل الدموع تتجمع بمقلتيه، ابتسم لها متنهدًا بسعادة من رغبتها في التقرب من الله عز وجل
حاوط وجهها بين يديه واردف
-مادام النية موجودة يبقى هيحصل يا رنا وربنا غفور رحيم ودلوقتي هندخل نتوضى ونصلي أنا وأنتِ سوا…
ارتمت بأحضانة مره أخرى دافنة رأسها بصدره
-أنت الحاجة الصح الوحيدة اللي عملتها أنا بحبك اوي يا مالك
لثم أعلى جبينها مغمضًا عينيه يشدد من أحتضانها
-مش اكتر مني يا رنا
قاطع تلك اللحظة طرقات نبيلة على الباب فخرجت رنا من احضانه لا ترغب رؤية نبيلة لهم وهم بذاك القرب
-أتفضل
فتحت نبيلة الباب قائلة بتوتر أثار القلق بنفوسهم غير منتبهة لحجاب رنا
-رنا والدك برة وعايز يشوفك
خرجت رنا من الغرفة فسعدت من رؤيته امامها وأرادت أسعاده هو الآخر من تلك الخطوة التي أتخذتها، فاندفعت نحوة مرحبة به متعلقه برقبته كالطفلة الصغيرة
-وحشتني أووي يا بابا
أغتصب خالد أبتسامة و قال بعدما أزدرد ريقه لا يري شيئًا امامه سوى حالتها عندما تعلم بما حدث مع والدتها وطعنها عدة مرات ادت إلي مصرعها في الحال…
-وأنتِ كمان يا حبيبتي
انتبه كل من رنا و مالك لملامح وجهه الباهته و توتره الغير معهود فبدا الشك يتسلل لقلبها خاصه أنه لم يعلق على حجابها
ابتعدت عنه متمتمة بنبرة قلقة
-خير يا بابا في إيه، هيام كويسة
أماء خالد لها بالإيجاب و قال مشيرًا صوب الأريكة
-تعالي يا رنا نقعد عايز أكلم معاكي
حول مالك أنظاره تجاه والدته التي كانت تطرق رأسها للأسفل بأسف فأقترب منها وقال بخفوت
-في إيه يا ماما
رفعت نبيلة رأسها تنظر له بأسف متمتمة بخفوت
-هتعرف دلوقتي يا مالك
أخذ خالد شهيقًا طويلًا وقال بهدوء شديد
-والدتك في حرامي دخل البيت وسرق مجوهراتها و و و
أرتخت ملامحها…..شعرت بالأختناق….لمعت عيناه بدموع كثيفة أبت الهبوط حتى تسمتع لبقية حديثه….
-البقاء لله يا رنا
أغمضت عيناها عندما تأكدت شكوكها وهبطت دموعها في الحال تبكي حزنًا على فراق والدتها التي كانت تحبها رغم ما فعلته معها فهي ستظل والدتها وما فعلته لن يغير تلك الحقيقة، اقترب منها كل من مالك و نبيلة يهونون عليها، فلم تجد نفسها سوى وهى تصرخ منادية على والدتها وقلبها يتمزق لأشلاء فكم كانت تتمنى ان تحظى بعناق أخير……..
-ماااااماااااااااااا
**********
“أمام أحدى المصحات لمعلاجة الأدمان”
ترجل كل من ثائر و هبه و هيام من سيارة خالد الذي ترك مفتاحها بحوذة زوجته حتى يسوقها ثائر و يأتون بمعادهم لتلك المصحة التي ستساعد أبنته من التخلص من هذا الأدمان، وذهب هو كي يخبر ابنته بما حدث مع والدتها، ورفض رفضًا قاطعًا ذهاب هبه معه، حتى لا يتأجل ذهابها للمصحة مقنعًا إياها انه سيستطيع الأهتمام برنا و سيحاول قدر الأمكان المجئ ومساندة هيام هى الآخرى
حمل ثائر حقيبتها التي أعددتها هبه لها، فطالعها بأعين عاشقة لا يقدر على فراقها و لكن ليس باليد حيلة…
اقترب من زوجته التي كانت داخل أحضان والدتها تلقي على مسامعها كلمات تدعمها وتساندها
-أنا عارفة أنك قدها، وعارفة انك قوية و بأذن الله هنخرج من المحنة دي و أمتحاناتك تدخليها السنه الجاية و تعوضيها
أبتسمت هيام لها، ثم حركت مقلتيها تطالع ثائر، انتبهت هبه لنظراتهم المتبادلة فأبتسمت بحب و أبتعدت قليلًا تاركة له مساحة ليحادث هيامة…
وقف امامها و تمسك بكلتا يديها بيديه الرجولية الخشنة وأنحنى مقبلًا إياهم قبلة طويلة، وما أن اعتدل ينظر لها حتى وجدها على وشك البكاء، فرفع انامله وجفف دموعها
-العيون الحلوة دي مينفعش يعيطوا مش لايق عليهم العياط وبعدين لو عيطي تاني هسميكي عيوطة
ابتسمت على كلماته الأخيره و رفعت يديها تزيح دموعها بطريقتها الطفولية التي هو لها عاشقًا، فأخرج زفيرًا حارًا وقال بغموض
-حسابي معاكي مخلصش، تخلصي فترة علاجك وأستلقي وعدك يا قطة

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *