روايات

رواية القلب وما يهوى الفصل الثامن 8 بقلم أسماء محمود

رواية القلب وما يهوى الفصل الثامن 8 بقلم أسماء محمود

رواية القلب وما يهوى البارت الثامن

رواية القلب وما يهوى الجزء الثامن

القلب وما يهوى
القلب وما يهوى

رواية القلب وما يهوى الحلقة الثامنة

خرجت شغف بصمت وكانت قد إرتدت دريسا بنصف كم يصل إلى ما بعد الركبة وصففت شعرها على هيئة كعكة متساوية جعلت يونس يقف مذهولا أمامها
يونس : إيه ده؟
شغف بهدوء : معنديش هدوم أطول من كدا
حاول يونس أن يتحكم في إنفعلاته وهو يتخيل رد فعل عائلته بالأسفل حينما ترى زوجته ترتدي هذه الملابس خارج غرفتها
شغف : يونس!
يونس : خير؟
شغف : خير إيه؟ سرحان في إيه؟
تنهدت وهي تحاول أن تضغط على نفسها وهي تتعامل مع كل شخص في هذه العائلة التي منذ أن جائت هنا ولم ينصرها أحد
يونس : بفكر في موضوع لبسك ده اللي مجاش في البال، وبصراحة خايف عليكي من أي إحتكاك تحت لو شافوكي كدا
حاولت أن تكون هادئة ولكن خانتها نبرة صوتها وهي تسأله ساخرة : خايف عليا؟ دا من إيه دا إن شاء الله؟
يونس محاولا الهدوء :وبعدين معاكي يا شغف؟
شغف : وفر خوفك يا يونس تشكر عليه لكني مش حساه ومش عايزاه، في عز ما كنت محتاجاه ملقتوش فمش محتاجاه
يونس : شغف، والله
قاطعته شغف بحدة خفيفة : يونس يلا ننزل
زفر بضيق من تلك العنيدة التي حتما ستفقده هدوئه مهما حاول ألا يفعل ذلك
يونس : إستني يا شغف
وقفت شغف وهي تزفر بقلة صبر وحزنها يسيطر على أعصابها لذا فأعصابها متوترة وهي لا تريد شفقة من أحد
وقف أمامها يونس : هخرج دقايق بس خليكي هنا
شغف : هتروح فين؟
يونس : راجع يا شغف
وتابع بتحذير : حذاري تخرجي بمنظرك يا شغف، هتخرجي الغول اللي جوايا من تاني
خرج وأغلق الباب خلفه وقلدته بغيظ ودبت الأرض بقدمها بغيظ : يا لهوي على السجن ده
تنهدت بأسي : يارب خلصني من السجن ده، وهون عليا كل اللي أنا فيه
خرجت للبلكونة تتنسم هواء الصباح لعله ينعش رئتيها
بدأت تراقب بعينيها الحياة الريفية من بعيد
كان منزل العائلة كبيرا مترامي الأطراف لم تتوقع أنه بهذا الحجم والحراس يحيطونه بحرفية وقد فهمت هنا لم لم تنجح خطة هروبها من هذا المنزل ولقد تأكدت أن هروبها من هنا مهمة شبه مستحيلة
لكن بداخلها والجزء العنيد يرفض الإعتراف بذلك لأنه في قانونها لا مكان للمستحيل ولكن كله سيحدث مع الصبر، عقلها رافض تماما أن يقبل وجودها هنا للأبد
ذهنها يعيد لها ذكرى الثلاثة أيام التي قضتهم هنا في هذا المكان ومعاملة عائلتها لها بعد لقاء سنوات طوال
تنهدت وهي تتحدث كأنها تتحدث مع نفسها : بجد لو الظروف مختلفة كنت وقعت في عشق البلد دي، بجد الريف حلو أوي
تابعت بسخرية : بس الناس فيها ميعرفوش يعني إيه إنسانية، كلهم عبيد لأسياد القوة، محدش فيهم عارف قيمة نفسه وبيريحوا نفسهم ويقدموا فروض الولاء من غير ما يفكروا، ودا طبعا اللي خلي اوروبا متقدمة عن هنا كتير
لم تنتبه لوجوده خلفها ولكنها إنتفضت حينما لمس يدها فصرخت بفزع : خضتني
إبتسم وهو ينظر لها : سلامتك من الخضة
نفضت يدها منه وتركته ودلفت للداخل بغضب
دلف خلفها بحزن : وبعدين معاكي يا شغف؟
شغف بهدوء : آسفة، كدا حلو؟ تكفيك الكلمة دي ولا تحب أنزل وأبوس جزمتك عشان ترضى…. وعيلتك كمان ترضى وتحل عن سمايا؟
كانت تلمح بكلامها على طريقة والدتها معها
كاد أن يجيبها لولا الطرق على الباب وكانت أمل : صباح الخير، ممكن أدخل؟
يونس : أدخلي يا أمل
دخلت أمل وهي تحمل عددا من الملابس في يدها
إبتسمت أمل في وجه شغف : صباح الخير يا قمر؟
إبتسمت شغف : صباح الخير
يونس :طيب أنا هسبقكم وأنزل، متتأخروش
شغف لم ترد وردت أمل : حاضر يا سي يونس
خرج يونس وبقيت أمل مع شغف التي إبتسمت لها وهي تقترب منها : أنا أمل يا شغف بنت عمك ياسر، مش فاكراني؟
تنهدت شغف : صراحة مش فاكرة أي حد هنا و
قاطعتها أمل : أنا عارفة إنتي بتفكري في إيه؟ بس والله أنا غيرهم وزيي زيك مكتوب كتابي من وأنا بنت صغيرة زيك بس إنتي محظوظة عشان اتعلمتي وحلمتي وحققتي حاجات كتير حلوة في حياتك أنا لا
نظرت لها شغف بحزن وتابعت أمل : بقولك إيه سيبك من كل ده، أنا عكس كل اللي هنا، إعتبريني صحبتك، ونسك في البيت ده
شغف نظرت لأمل وكأنها ترى فيها شغف الصغيرة بطريقة أخرى، شغف الطفلة التي لم تريد أن تغادر هذا المكان، التي حزنت لفراق عائلتها، رأت نفسها في أمل لو كانت قد بقيت هنا وتربت بينهم
زفرت بضيق مجرد التخيل يجعلها تنفعل يجعلها لا لا كل هذا لم يحدث
أمل : مالك يا شغف؟
شغف بحزن : ينفع أعيط؟
أمل بإستغراب : ينفع طبعا
وضمتها أمل وكل منهم في أفكارها، شغف مضطربة المشاعر وأمل حزينة عليها وعلى نفسها
بقيت شغف في أحضانها مدة لم تعرف ان تحددها
أمل : كفاية كدا، هناخد مخالفة
إبتسمت شغف من بين دموعها وشعرت بالراحة الكبيرة بعد هذا البكاء وهذا الدعم، شعرت أنها أفضل من ذي قبل بكثير
أمل بضحك : دا على كدا فاطمة ملاك جنبك
نظرت لها شغف بعدم فهم فتابعت أمل بضحك : بنتي فاطمة، دي بتعشق النكد زي عنيها، زي اللي خلفتها، متقلقيش مسيرك هتتعرفي على إولاد العيلة
ضحكت شغف وكأنها لم تكن تبكي منذ قليل وتذكرت صديقاتها وأحبت أمل وأخيرا وجدت ونيس لها هنا في هذا المنزل يفهمها ويقدر ألمها
أمل : يا شغف يلا تعالي معايا هنا مش عايزين ننتص كلمتين أبوس إيدك
تابعت بمرح : أني إتعودت، خايفة عليكي إنتي
إبتسمت شغف : طيب يلا، لاحسن انا عندي حما بتموت لو مغلستش عليا
ضحكت أمل وهي تمشي معها عند الدولاب : طيب وطي صوتك لأحسن البيت هنا مكهرب متعرفيش العصفورة اللي بتنقل الكلام بتقف فين؟
نظرت لها شغف بعدم فهم فرددت أمل : أيوة يا شغف، إوعي تدي سرك لحد هنا، هتخسري وهتتعبي، أحشري في قلبك ولا تفضفضي مع أي حد حتى لو كانت ستي، كلهم هنا مش هيفهموا داخلياتنا
شغف : بس مش للدرجادي
أمل بحزن : أكتر يا شغف، عيلة الإمام دي صعبة متفهميهاش إسأليني أنا، سرك هو جوزك،
كانت تعرف ما بينها وبين يونس لذا تابعت : حتى لو مش بطيقوا بعض بس الميزة الحلوة في ولاد العيلة إنهم بيقدروا ستاتهم حتى لو بينهم إيه؟ عمره ما هيطلع سرك لحد، وحتى إنهم مش بيستحملوا حد يغلط فيكي
لاحت إبتسامة على شفاه شغف تظهر لأول مرة وهي تتذكر دفاع يونس عنها بإستماته أمام والدته، رغم أنها كارهة له لكنها تعجبت فعلا من دفاعه عنها فقد سمعت ما دار بينه وبين والدته
في الأسفل
كان الجميع يتناولون طعام الإفطار بهدوء لكن هناك من لم يستطيعوا منع جرعة النكد مع أهم وجبة في النهار
فاطمة : هي مراتك غابت كدا ليه يا يونس؟
يونس : معلش يا ستي لسه جديدة على عوايدنا.
فاطمة بضيق : هي متعرفش عوايدنا بس أمل تعرف عوايدنا
نظرت لمحمود : مراتك بقت بتتمايع يا محمود، إنت مش ظابطها ولا إيه؟
شرق محمود والطعام في فمه حينما تحول دفة الحديث عنه هو وزوجته
ناوله يونس( وهو أقرب له) كوب الماء
ابتلع الطعام : إزاي بقي يا ستي؟ أمل عمرها ما تخرج عن طوعي
فاطمة : أومال مالها؟ هي إتعدت من الخوجاية ولا إيه؟
نظر محمود ليونس الذي بدوره نظر هو الاخر له وهمس له : ربنا يستر
فاطمة: أني مش عاجبني اللي بيحصل ده، البيت دا طول عمره هادي وماشي بنظام، من يوم ما الإبن خالف العادات والتقاليد والهدوء فارقنا
كان الحديث موجها لزوجة إبنها الصامتة وتبتلع الإهانات بصمت
أمسك حسين بيد زوجته من أسفل طاولة الطعام وهو يغمز لها ويطمئنها بعينيه
إبتسمت كأنه لم يحدث شئ
تحمحم يونس : طيب أنا هطلع أشوفهم إتأخروا ليه؟
وهرب من الحصار وكاد يصعد السلم لولا أنه لمح طيفها
توقف وهو يردد بصدمة : إنتي بتعملي إيه هنا؟
إبتسمت بخبث : حلوة صدمتك دي، ولسه مش هنقف عند الصدمة
إقترب منها بغضب : عايز إجابة، بتنيلي إيه هنا؟
أمسكت يده بهدوء وهو متعجب من جرأتها ووضعتها أسفل بطنها وتستئلت بخبث : قولي بقي حاسس بإيه يا سي يونس؟ ولا أقولك يا أبو الواد؟
نظر لها بصدمة وهو غير مستوعب لأي شئ الأن وكأن سقط على رأسه دلوا باردا في ليالي الشتاء القارصة……..
وكانت تلك هي أول فرصها لإسترداد حقها الذي سلبه هو منها بكل برود وكأنه لم يفعل شئ
تفاجأوا بصوت خلفهم : إيه اللي بيحصل هنا ده؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القلب وما يهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *