روايات

رواية سارقة العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سحر أحمد

رواية سارقة العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سحر أحمد

رواية سارقة العشق البارت الثالث والعشرون

رواية سارقة العشق الجزء الثالث والعشرون

سارقة العشق
سارقة العشق

رواية سارقة العشق الحلقة الثالثة والعشرون

فى ذلك القصر الكبير فى المساء كان يجلس حسن ومعه سمية عمة جمال يتحدثون فى امور كثيرة وفى اثناء الحديث نظرت سمية بتساؤل الى حيث زوجها حسن القابع على الاريكة الوثيرة تساله بخفوت: كلمت مكة النها ردة ياحسن
رد عليها حسن بهدوء: لا لسه
اعتدلت سمية فى جلستها لتنظر له نظرة غاضبة : ليه بس كده من امتى مش بتكلمها
رفع حسن حاجبه وهويرد عليها باقتضاب: اية يا سمية مالك فى اية انا بكلم البت كل يوم بس النهاردة كلمتها كان تليفونها مغلقة باين كانت فى المحاضرة
امسكت سمية التلفيون وبينما هي تحاول ا تتصل بهاتف مكة ردت على حسن بسرعة: خلاص انا هكلمها دلوقتى واشوف اية اللى حصل وليه مش ردت علينا
طلبت سمية الرقم وانتظرت بعض دقائق حيث فى ذلك الوقت كانت مكة تجلس داخل غرفتها فى المدنية الجامعية تمسك احدة كتبها وتستذكر منه بعض الدروس حين استمعت الى نغمة الهاتف المميزة تدور بجوارها فامسكت الهاتف لكى ترد بسعادة بالغة بعد قراءة الاسم
اما سمية استمعت الى الهاتف يفتح ومكة تلقى عليها التحية بسعادة
لترد عليها سمية بابتسامة: واحشتينى يا مكة
ردت عليها مكة بابتسامة مماثلة : وانتى كمان ياخالتو سمية عاملة اية
ردت عليا سمية بحنان: انا الحمد لله بخر المهم طمينيى عليكى يا حبيبتى
اعتلت البسمة وجه مكة بسبب مكة وهى ترد عليها : انا كويسة جدا الحمد لله ومش ناقصنى غير انى اشوفكم
ردت عليها سمية : واحنا كمان واحشتينا خالص وان شاء الله هجيب المجنونة تالا وناجى نزورك
ضحكت مكة بشدة لترد على سمية: هي لسه مجنونة مش ناوية تعقل بقى
سمية بفتور: تعقل تالا والعقل مستحيل يلتقوا وبعدين انتى مش شافيتها من 3 شهور يعنى ممكن فيهم هتكون عقلت يعنى دى كل مالها ما بتزداد جنان
ردت عليها مكة بهدوء: ان شاء الله هيديها وبعدن انتى عرفة تالا مجنونة لكن شخصيتها جميلة ومرحة ابقى سلمى عليها لما ترجع انا عارفة انها فى الشغل دلوقتى وكمان خالو هو عامل اية
تنهدت سمية بخفوت وهى ترد عليها: اهو جنبي وعايز يكلمك
ناولت سمية الهاتف الى زوجها حسن فأخذه منها بدوره ليضعه على اذنه وهو يتحدث الى مكة بهدوء: مكة عاملة اية واحشتينى
ردت عليه مكة بفرحة: انا كويسة يا خالو انت عامل اية
رد عليها حسن بهدوءه المعتاد : انا الحمد لله كلمتك الصبح مش رديت عليا ليه
ردت عليه مكة بخفوت: كنت فى المحاضرة يا خالو والتلفيون كان مغلق
رد عليها حسن باقتضاب: مكة انتى رجعت الشغل تانى
ابتعلت مكة ريقها بخوف ولكن ردت على خالها بثقة: ايوة انا رجعت و……
قاطعها حسن بصوت غاضب: ليه رجعتى انا مش قولتلك تخليكى فى جامعتك والمذاكرة وبس ملكيش دعوة بالفلوس لو الفلوس اللى ببعتها قليلة انا هزودها من بكرة
تنهدت مكة بخفوت وردت على حسن وهى تتحدث باصرار: ي اخلو انت عارف انى مش بشتغل علشان الفلوس انا بشتغل علشان اثبت نفسى ويكون لى كيان وذات
قال لها حسن بغضب: اموت واعرف بتحاولى تثبتى اية
همست مكة داخل نفسها وهى تتحدث بوجع: بحاول اثبت انى مش ضيعفة ولا بريئة بحاول اكون انا مش لعبة علشان ترضى غرور اى حد وخصوصا هو ”
لم يجد حسن الاجابة من مكة فتنهد بحسرة على حال ابنة اخته وقال لها بحنان: خلاص يامكة خلى بالك من نفسك وانا ان شاء الله قريب هاجى ازورك ونتكلم فى الموضوع ده
اغلق حسن التليفون ثم وضعه بجواره وتطلع الى زوجته بشرود وحزن لتقول له سمية بهدوء: قولتلك سيبها ياحسن خليها تعيش حياتها وتبقى انسانة قوية علشان تعرف تعيش فى الدنيا دى
نظر اليها حسن بحزن ليرد عليها: انا وانتى عارفين انها مهما حاولت تعرف فى الدنيا مكانها واحد وعمره ما هيتغير لانك متاكدة امه لما بيمتلك حاجة مش بيسبها ابدا
ردت عليه سمية بحزن مماثل: عارفة وعلشان كده بقولك خليها تقوى علشان تقدر تواجه وتاخد حقها منه وتكون ند له فى قوته وحضن ليه فى ضعفه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تركت مكة الهاتف من يديها بينما هى تجلس على سريرها فى غرفتها فى المدنية الجامعية تنهدت بحزن وهى تغلق الكتاب وتضعه بجوارها وتتذكر انها لها الان 3سنوات هنا خلال هذه شعرت بمشاعر كثيرة خوف من المجهول
وجع من البعد
حرمان من حضن دافى ويد تزيل دموعها
لحظات ضعف وياس وفشل
كره لقلبها الذى احب
ولكن هى من قررت وعليها تحمل الاختيار هى من خلال لحظة واحدة ودقائق معدودة استمعت لبعض الكلمات اختارت ان تبعد
رات ان النهاية هنا عرفت ان حبها لجمال ما هو الا لعنة سوف تدمر حياتها اختارت وعليها تحمل الاختيار
نزلت دمعة حارة من عيونها على ذلك الاحساس المفاجى بالحزن والاكتئاب كلما حدثت احد من طرفه او شعرت بالحنين له ووجع قلبها يزداد
هنا افاق عقلها وصرخ بها بغضب “اذا انتى اختارتى البعد والهجر هو لم يمنعك هو كان مرحب ببعدك هو كان يريد هذا البعد وما انتى الا اداة نفذت ما يريد”
اغلقت مكة عيونها وهى تتذكر ان حياتها الهادئة باحلامها الوردية والتى كانت مثالية كان اقصى حلم لها ان تنهى جامعتها وتتزوج جمال بعرس كبير وفستان ابيض مثل الاميرات لا تنسى ابدا جملته عندما قال لها ” اميرتى انتى هتكونى أميرتي انا وبس يوم فرحنا”
نعم كانت تريد ذلك وفقط ولكن كل احلامها تدمرت كل حياتها انتهت بلحظات او باخر لقاء لها قبل ان تتدمر حياتها دمار شامل
تجرعت مكة المرارة تحاول ان تغمض عيونها وتنام ولكن عقلها ابى ذلك حيث فكرها باخر لقاء لها بأمها قبل ان يتم اختطافها حيث كانت مكة ذاهبة الى الجامعة فى ذلك اليوم
فى الصباح كان الجميع من بالبيت نائم خرجت مكة فى السابعة والنصف بسبب محاضرة مبكرة لديها لذلك غادرت مبكرا مع السائق ومن ان خرج السائق من بوابة المنزل وقف السائق بسبب وجود امرأه امامه تقف فى الطريق اوقف السائق السيارة ثم نزل منها وكانت السيدة تقترب من مكة وهى فى حالة يرثى لها وثيابها قديمة وباليه للغاية ومن ان فتحت مكة باب السيارة حتى هتفت بذعر: ماما
وقفت مكة للحظات قليلة غير مستوعبة ما ترى مشاعر كثيرة هاجمتها فى تلك اللحظة ولكن الشعور الوحيد الذى طغى على كل تلك المشاعر هو شعور ان من تقف امامها الان امها حتى لو كانت فكرت فى اذيتها فى يوم
خرجت مكة باندفاع من السيارة وهى تجرى على امها التى جلست على الارض بوهن شديد اقتربت منها مكة وهى تجثو على ركبتيها وتحتضن امها باندفاع وتقول لها : ماما واحشتينى انتى كنتى فين
ردت عليها صباح بشعور صادق واحساس امومة طاغى فى هذه اللحظة: وانتى كمان يامكة واحشتينى قوى يابتى
ظلت مكة وصباح للدقائق متعانقين ولم تبتعد أي منهم عن الاخرى والسائق يقف مندهش من ذلك
بعد دقائق ابتعدت مكة عن صباح بحذر شديد وهى تنظر لها وجدت صباح الدموع تملئ عيونها فأمسكت مكة يدها وهى تقول لها بحنان: ماما تعالى معاى نروح البيت ده خالو حسن هيفرح اوى
ردت عليها صباح ودموعها تسبق ردها: لا يابنتى مينفعش خالك اكيد زعلان منى قوى حسن اخوى على قد طيبته وحنيته بس مش بيسامح بسهولة ده غير جوزك اكيد مش هيقبل بيا فى بيته
مدت مكة يدها تزيل دموع امها من على خدها وهى تقول لها : متخافيش خالو حسن مش هيزعل منك ولو على جمال هو مش بيحب يزعلانى فاكيد مش هيكلمك
ردت عليها صباح بحزن: مينفعش يابتى
للحظة تفهمت مكة ان امها تشعر بالخوف والخجل من لقاء اخوها وزوج ابنتها لذلك مدت يدها لكى تسندها تقف عن الارض وهى تقول لها ك طيب زى ما انتى عايزة تعالى معاى فى العربية انا رايحة الجامعة وفى مطعم قريب من الجامعة هناك ممكن تاجى ندخل ونتكلم فيه شوية اية رايك
اؤمئت صباح براسها بالموافقة فركبت صباح مع مكة السيارة وانطلق بهم السائق الى جامعة مكة حيث المطعم هناك
وصلت السيارة امام المطعم فترجلت منها صباح ومعها مكة وهى تقول للسائق ان ينتظرها
دخلت مكة المطعم برهبة شديدة لا نها اول مرة ترتاد مكان مثل ذلك بمفردها ولكن تشجعت ودخلت مع امها التى كانت ترتدى عباية بلون الاسود كسى معظمها التراب وحجاب اسود غير منظم كثيرا
كان المطعم هادى وبسيط الى حد كبير دخلت مكة وجلست هي وامها فى طاولة بعيدة الى حد ما عن الاخرين وطلبت بعض الطعام والعصير من اجل امها ورد عليهم النادل ان طلباتهم سوف تجهز بعد مدة من الوقت
فى تلك اللحظة بعد مغادرة النادل تطلعت مكة الى امها حيث رات لأول مرة نظرة انكسار وحزن وخوف فى عيون امها التى كانت قوية الى حد كبير فيما مضى
شعرت مكة بالحزن لا جل امها فتنتحت بخفوت وهى تقول لها : كنتي فين ياماما
ردت عليها صباح بحزن : كنت معاه يابنتى وانتى عارفة
شعور بالحزن والغضب طغى على مكة وهى تقول لها بخفوت: ومشيتى معاه ليه مفضلتيش معاى ليه
دمعة حارقة نزلت من عين صباح وهى ترد عليها بحزن: كنت بحبه
باندفاع وغضب ردت عليها مكة: بتحبى الراجل اللى شوه سمعة بنتك وكان بيقول عليها مش شريفة
ابتلعت صباح ريقها بصعوبة وهى ترد عليها بانكسار: الحب مش بايد حد يابنتى اه انا حبيته لما اتجوزت ابوكى الله يرحمه كنت صغيرة قوى يدوب بت 19 سنة مكنتش اعرف يعنى اية الحب قوى او يعنى كنت فرحانة بالفستان الابيض وانى هقول قدام البنات البلد انى كبرت واتجوزت
قاطعتها مكة بنظرة غضب: انتى محبتيش بابا انا ذنبى اية بقى
ردت عليها صباح بخفوت: ابوك كان رجل زين يابنتى رجل قوى وكلمته سيف . قاسى وميعرفش اية معنى الحنية حتى . الكلمة يقولها لازم تتنفذ معرفش يخلينى احبه كان جواز والسلام اهو راجل وست وعيال وطلبات للبيت واهى حياة والسلام وكان يوم ما هيزهق هيروح يتجوز واحدة غيرى الراجل يابتى فى ايده يخلى المراة اللى بتكره تبقى عشيقته للعمر كله لو عرف يعاملها ازاى
وده اللى سيد عمله عرف ازاى رغم كله عيوبه وقرفه يخلينى احبه واتمنى رضاه حتى لو على حساب نفسى وحساب اى حد المهم هو وبس
ردت عليها مكة بخفوت: الحب مش مبرر ابدا يخليكى تبيعى بنتك الوحيدة علشان راجل
غامت عيون صباح بحزن وهى ترد عليها بغصة وجع فى حلقها: مكونتيش وحيدة يابتى
اعتلت علامات الاستفهام وجه مكة وهى تسال: يعنى ايه
ردت عليها صباح بحزن: يعنى كنت حامل وقتها
انصدمت مكة للحظات وهى تنظر لها بدهشه كبيرة: كنتى حامل يعنى ايه
تحدثت صباح بوجع وقهر: ايوة كنت حامل لما رجعت من عندك فى الفيلا بعد اللى قاله سيد وبعد ما انتى جوزك جرى بيكى على المستشفى انا روحت البيت وراء سيد اعرف هو ليه قال عليكى كده ايه اللى حصل لقيته بيلم هدومه فى الشنطة ومعاه فلوس المهر اللى خدهها من جوزك ومش بس كده وكمان دهبى وشوية فلوس غيرهم وكان ههرب لما سالته ليه بيلم هدومه قالى انه مسافر ومش راجع تانى وانى لو عايزة اطلق هو هيطلقنى و….
قاطعتها مكة مرة اخرى وهى تقول لها : ومش وافقتى ليه تتطلقى ليه روحت معاه
ردت عليها هذه المرة صباح بغضب وقوة: ولما اطلق ولدى اللى فى بطنى ده مين هريبه ها مين ياترى يوم ما يتولد هيبقى ليه اسمه ولا لا علشان ابوه مش موجود ازاى هيبقى ليه اسم وسط الناس ازاى يعيش وهو طول عمره مش هيشوف ابوه ولا يعرف مين ابوه ازاى عايزانى احرمه من كل ده علشانك انتى لو كنتى صغيرة وقتها يمكن كنت انطلقت وقعدت بيكى انتى واخوكى لكن انتى اتجوزتى بقى عندك جوزك وبعدها عيالك وحياتك لكن ولدى ده كان هيبقى ليه مين ها ردى عليا
ترقرقت الدموع فى عين مكة وهى ترد عليها: يعنى بعيتنى انا علشان طفل لسه مش اتولد
ردت عليها صباح بغضب: انا مبعتكيش فاهمة انا مبعتكيش انا سبتك فى عصمة راجل كل البنات تحلم تتجوزه سبتك عايشة اميرة
تحدثت مكة بغضب وعصبية: لا بعتينى لما سيبتينى زمان علشان تتجوزى راجل تانى
بعتينى لما كنتى عايزة تتجوزينى راجل اكبر منى بضعف عمرى بكتير علشان الفلوس ولولا جمال كان زماني متجوزها وبموت كل ثانية
بعتينى لما كنتى تسيبى جوزك يتحكم فيا ويضربنى وفى الاخر عمل ايه كان بيتحرش بيا وسوء سمعتى واخلاقى
نظرة لها صباح بنظرة صادمة وهى لا تستوعب ما تتفوه به مكة فتحدثت لها بتلعثم: كان اية بيتحرش بيكي ازاى لا مش معقولة
ردت عليها مكة بسخرية: مش معقولة ليه طبعا ماهو ملاك برى طاهر لا يمكن يعمل حاجة زى كده
لم تجيب ولكن صباح وبعد لحظة ردت عليها وهى تبعد وجهها عن وجه مكة وتقول لها : لا ده طلع الشيطان بنفسه
نظرت مكة لها نظرة استفهام دون ان تتحدث
فتحدثت صباح بتوتر وقلق: طلع شيطان يابتى وغير ان الكلمة قليلة عليه بعد ما هربنا من البلد روحنا اول حاجة مطروح قعدنا هناك فى فندق صغير 3ايام وبعدها سافرنا روحنا بورسعيد قعدنا هناك حوالى شهر وكل ما اقوله ليه بنغير المكان يقولى علشان يتعبوا من التدوير ورانا فى كل بلد شوية ومش يعرفوا لينا مكان فضلنا على الحال ده كتير يابتى لحد ما استقرينا فى واجرنا شقة صغيرة على قدنا وفضلنا فيها شوية لكن ربنا حب ينتقم منى على اللى عملته فيكى ومرة كنا بنتخانق انا وهو على الفلوس هو زى ما نتى عارفة كان عايز يروح يشترى حتة حشيش علشان يعدل المزاج وانا كنت رافضة علشان الفلوس لتخللص منا وفى اخر الخناقة ضربنى ورمانى على الأرض ووبعدها على طول سقطت ومات العيل وبعدها قالى انى انا السبب فى موته انى مش عرفت احافظ عليه
قعدنا ايام وليالى فى نكد لحد ما دخل عليا فى يوم بحتة بت زى اللى بيطلعه فى التلفزيون لابسة المحزق والملزق والمكياج اشى احمر واصفر ولما سالته دى مين قالى مراته الجديدة وانا يقبلا عيش خدامة ليها يا اما يطلقنى واطلع من البيت بهدومى دى
تاثرت مكة جدا بمعاناة امها فقالت لها : اتطلقتى
غام وجه صباح بالحزن: لا قعدت خدامة هطلق واروح لمين بس عشت ايام ذل وقرف من مراته ومن هو ضرب واهانة علشان اخدم الهانم ومن غير ما اتكلم نص كلمة حتى وفى الاخر الهانم شافته داخل عندى يسالنى على فلوس افتكرته هيقضى الليلة عندى فامرت انى اترمى فى الشارع ى نص الليل بهدومى دى ومن غير حتى جنيه واحد الوحيد اللى عرفت اطلع بيه وخبيته فى هدومى هو التلفيون بتاعى محسوش بيه اخدته واطلعت فى نصف الليل ادور على مكان انام فيه نمت فى مدخل البيت على السلالم لحد الصبح وبعدها بقيت انام فى الشارع اسبوع كامل وانا بصرف من فلوس الموبايل لما بعته وحمدت ربى انى فاكرة اسم الشارع والعنوان بتاع حسن اخوى لما كان دايما يقول لأمي عليه شوفت الويل علشان اوصل لهنا ولما وصلت خفت يطردنى فاستنيتك انتى يمكن تطلعى او المحك حتى
ذرفت مكة الدموع على حال امها وهى تحاول ان توسيها وعندما طلبت منها مكة ان تاتى معها الى البيت ورغم المحاولات مكة الا ان صباح رفضت خوفا من جمال وحسن وبعد ذلك اعطت مكة كل النقود التى كانت معها لامها وبعد ذلك طلبت منها تنول الطعام ثم غادروا المكان واخذت مكة صباح الى حيث اول فندق قابلتها وحجزت لها غرفة بعد ما اتفقت معها ان تقضى ليلتها هنا ريثما تحكى لجمال وحسن عن ما حدث لها وتاتى وتاخذها
تركت مكة صباح بالفندق وذهبت الى الجامعة وفى الساعة 4 عصرا انهت مكة محاضراتها وجاء السائق لكى ياخذها ولكن بينما هم يمشون على طريق ما كانت هناك سيارة اخرى تراقبهم وقطعت عليهم الطريقة برعونة كانت سوف تؤدى الى حادث نزل منها السائق بسرعة بعد ان اطمئن على مكة لكى يعرف لما فعل ذلك السائق ذلك وعندما اقترب السائق هجم عليه رجل ملثم وضربه على راسه
رات مكة ذلك واحست بالرعب والخوف الشديد وقبل ان تمد يديها لكى تغلق باب السيارة بالزر الإلكتروني كان رجل ملثم اخر يفتح الباب السيارة وهى تصرخ برعب وامسك ذلك الرجل يدها واعطى لها حقنة مخدرة
غابت بها عند الوعى تماما دون ان تدرى ما حدث ومن خطفها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى ذلك الحى القديم حيث الناس هنا يعملون بجد واجتهاد من اجل لقمة العيش كان هو كذلك يعمل فى الورشة الخاصة بالحاج عبد الكريم السالمي ورشة للخراطة الحديد بتلك المنطقة البعيدة نسيبا عن المناطق السكانية ولكن كان الحاج عبد الكريم وجميع الورش المجاورة لهم يديرها سكان من نفس الحى الذى تربى وترعرع به
اكرم ذلك الفتى الصغير الذى كبر فى كنف امه راها وهى تعمل خدامة فى البيوت بالكاد تحاول ان تجد رزق يومها لكى تطعمه ويجد أي طعام تسد به جوعهما معا لم يذهب الى المدرسة يوما لم يكن مثل باقي الاطفال كان الاطفال ينفرون منه لا يريدون ان يعملوا مع ابن الخادمة فى مجتمعنا كلمة خادمة عار على النساء وكان الخادمة لا تعمل عمل شريف تسد به جوعها وجوع ولأودها بالنسبة لمجتمعنا فهى اذا عملت بائعة هوى افضل من كلمة خادمة ياله من مجتمع عقيم
اكرم ابن الخادمة كلمة التصقت به طوال العمر لم يحاول ان يكون له اصدقاء صديقه الوحيد هو ذراعه شكله البربري وملامحه الخشنة الرجولية كثيرا والاقرب الى الوسامة المتقنة
وسامة يمكن تجعل كثيرا من بنات منطقته الاتي يرونه فى ذهابه الى العمل ورجوعه منه بشعره الاسود الحالك السواد وبشرته البرونزية وعيونه المهلكة بلونها المائل الى الاخضر وذلك بسبب تذكره امه له دائما وان والد جدها كان من الحملة الفرنسية وعضلات ذراعيه وقوامه الممشوق بسبب حمل كتل الحديد الضخمة دائما كل ذلك جعل منه جذاب جدا للنساء وللفتيات الصغار
جميع البنات يتمونون نظرة منها ولكن فقط نظرات ممنوع عليهم جميعا ان يحلموا بان يصبح لهم
فابن الخادمة لا يناسب ابناء الاصول وحتى لو كانوا فقراء او متوسطين الحال تاريخ عائلة غير مشرف ليناسبوا ابن الخادمة
كان اكرم فى الصباح الباكر مثل كل يوم فى ورشة الخاصة التى يمتلكها الحاج عبدالكريم رجل متدين جدا ورغم امتلاكه الى عمارة خاصه به وورشتين للخراطة الحديد يعدوا من اكبر الورش فى المنطق الا انه ذو نفس متواضعة جدا واخلاق لا يوجد مثلها حاليا
منذ كان اكرم صغيرا وامه تعمل ببت الحاج عبدالكريم خادمة لكى تساعد زوجته عطف الحاج عبد الكريم على اكرم واخذه معه فى ورشته لكى يعمل بها علمه كل شى عن هذه المهنة ويعرف كل خباياها ولا يخفى عنه شى
وها هو الان فى التاسعة والعشرون من عمره مازال يعمل لدى الحاج عبد الكريم الذى يثق فيه ثقة تامة ومطلقة حيث ان ابن الحاج عبد الكريم لا يحب مجال الورش فاتخذ له مشروع خاص به واصبح اكرم هو المتكم فى كل شى فى الورش بعد اذن الحاج عبد الكريم
كان اكرم يعمل على احدى الماكينات حين نادى عليها لحاج عبد الكريم بصوته الرخيم ليترك اكرم ما بيده ويذهب اليه ويقف امامه وهو يقول : تامر بحاجة يا حاج
رد عليه الحاج بصوت رخيم: ايوة يا اكرم يا بنى معلش خد العربية وروح وصل درة بنتى الجامعة علشان اخوها مش موجود
للحظة حدق اكرم فيه بذهول وهو غير مستوعب انه سوف يذهب للقاء درة قلبه وسوف يراها عن قرب بعد ما كان يتلصص عليها مثل السارق
لم يجد الحاج عبد الكريم رد من اكرم مما جعله يظن بانه قديكون انزعج من ذلك فقال له بهدوء: معلش يااكرم يا ابنى انا عارف انها مش شغلتك بس انت عارف درة لازم تروح المحاضرة وانا راجلى من الصبح مش قادر احركها اوى
ابتسم اكرم فى وجه الحاج وهو يرد عليها: الف سلامة عليك يا حاج انا هروح اخدها واوديها مطرح ما هى عايزة انت تامر بس
اخذ اكرم مفاتيح السيارة من الحاج عبد الكريم بعد ان دعا له الحاج بالصحة والهناء طول عمره
ركب اكرم السيارة وهو يرد على دعاء الحاج فى نفسه من اين لى الهناء وانا اعشق والعشق ما الا عذاب انكتب لى لكى اعيش احترق به
وصل اكرم امام باب العمارة اوقف السيارة على جانب الطريق ونزل منها واقترب اكرم من باب البيت وقرع الجرس فى انتظار الرد لم يكن يتوقع ان عشقه هى من سوف تفتح الباب الخشبى وهى تقف امامه ترمى نفسها بسرعة دون ان تنظر له حتى وتلقى نفسها فى حضنه وهى تقول بنبرة رقيقة مثلها: بابا حبيبى يا قمر شكرا جدا انك هتاخدنى الجامعة
لم ترى من الواقف امامها الان
لم تشعر به حتى
لم تعرف هى رمت نفسها بحضن من
لان الواقف امامها الان هو غير موجود ضمن الاحياء هو فقط جسد بل روح وقلبه توقف عن النبض وعيونه خرجت من مقلتيه لان اكرم لم يكن يحلم فى يوم ان يحدثها وترد عليها والمستحيل بالنسبة لها هو النظرة لعيونها مباشرة
ولكن ها هى احلامها تنجلى كلها مرة واحدة فهو الان وببساطة يحتضن درته الثمينة اميرة البنات

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سارقة العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *