رواية الصندوق الفصل الحادي عشر 11 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الفصل الحادي عشر 11 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق البارت الحادي عشر
رواية الصندوق الجزء الحادي عشر
![الصندوق](https://darmsr.com/wp-content/uploads/2024/06/الصندوق.jpg)
رواية الصندوق الحلقة الحادية عشر
خرج سالم من غرفة الضيافة غاضباً متحدياً تلك المغرورة غير منتبهاً إلي أنه وضع بسمة بين المطرقة و السندان، تلك الحرب التي اشتعلت بينهما أصبحت هي تدفع ثمناً فيها، ادخلها في المعركة ووضعها في المواجهة و الآن يطلب منها إما تقف أمام الموج و تتخطاه و إما تعود و تلغي الرحلة..
وقفت في مكانها كالعامود لا تتحرك فليس أمامها سوي ثمانٍ و أربعون ساعة و هي لا ناقة لها و لا جمل فيما يحدث
فكرت قليلا هل تذهب عنده و تحاول استعطافه ليلغي تلك المواجهة؟؟ لا بالطبع لن يوافق أم هل عليها طلب المساعدة؟؟ نعم و لكن ممن ؟؟ من سيساعدها و كيف ؟؟ ..
تحركت أخيرا لتخرج من القاعة فوجدت أمامها كاريمان التي قالت لها في برودة واضحة : القهوة جاءت في وقتها .. طعمها ممتاز كالعادة .. سلمت يداكِ
وقفت بسمة تتنهد من حالها و ما يحدث ف سيدتها في الماضي تستكثر عليها نعمة الحاضر و زوجها في المستقبل يستنقص أدائها و يقسو عليها لكن حتما هناك حل لذلك المأزق، لن تقبل بالخسارة فبالرغم من انها تعلم جيدا أن السيد سالم لا يراها كزوجة حتي الآن و تعلم أيضا أنها مجرد دفاع عن كرامته لكنها ستتمسك جدا بما منحته لها الحياة، يكفيها ان تكون جزءا و لو ضئيلا من حياته، يكفيها ان تصبح سيدة بجانبه و في كنفه و رعايته و ربما الأيام تجعله يغير مكانتها في داخله …
طرقت باب والدته السيدة بثينة، سيدة خمسينية غير متعلمة لكنها ليست بجاهلة فالحياة مدرسة كبيرة فإذا وضعنا السيدة بثينة في مقارنة صغيرة مع كاريمان هانم ذات العلم و المدارس الأجنبية مع تحييد فارق السن نجد ان السيدة بثينة تفهم في البشر جيداً، علمت ابنها كيف يكون شهما و شجاعا و كيف يؤسس لنفسه عملا و تجارة حتي أنه بعد وفاة والده أدار دفة الأمور جيدا و ضاعف ثروة أبيه و حافظ علي مكانة عائلته بينما كاريمان التي تعلمت في المدارس و أتقنت عدة لغات نجدها عاجزة عن فهم من حولها بداية من سالم مروراً ب إيفان و أخيرا بسمة فهي تحتقرها و تضغطها برغم انها فتاة بسيطة طيبة لا تحتاج فخا ليوقعها بل كتفا يساندها…
دخلت بسمة للسيدة بثينة و نظرت لها بعينين متوسلتين ففهمت ع الفور انها تريد شيئا فقالت لها
السيدة بثينة: تفضلي يا بسمة .. ماذا تريدين؟
بسمة : عفوا منكِ .. انا اعرف انك لا ترينني مناسبة للسيد سالم و لكنني واقعة في ورطة و اريدك أن تساعدينني ان امكن
السيدة بثينة : ورطة ماذا ؟ اشرحي لي الموضوع
بسمة : لن أطيل عليكِ، باختصار قد رآني السيد سالم اقدم القهوة ل كاريمان هانم و هذا اغضبه جدا مني و الآن امهلني يومين اما أن اجعلها تعد لي القهوة و إما تُلغي الخطبة و ينتهي كل شئ
ابتسمت السيدة بثينة و تأوهت في الوقت نفسه لما يحدث : مازالتِ لا تعرفين كيف تتصرفين كسيدة، بالطبع الوضع كله جديد عليكي .. تقولين عليها هانم و تنادين خطيبك بالسيد .. إن حالتك يرثي لها و إن استمريت علي هذا المنوال ستزداد متاعبك اكثر و لن تستطيعي كسب تلك الفرصة الذهبية التي أتت لك مثل الحلم ..
بسمة : أعلم أنني ينقصني الكثير، لكنني سأتعلم و سأحاول بذل قصاري جهدي لكنني بحاجه لمساعدة فهل ستساعدينني ؟؟
السيدة بثينة: نعم .. سأساعدك لكي أمنحك فرصة أخري اخيرة
ابتسمت بسمة بسعادة و قالت : ماذا علي أن أفعل ؟؟
السيدة بثينة : لن تفعلي شئ الآن حتي أقول لكِ .. سأدبر الأمر أولا و لكن لا تتحركي الا مثلما أقول
بسمة : هل سأنتظر فقط ؟
السيدة بثينة : حتي الآن… نعم
بسمة : حسنا .. لساني عاجز عن الشكر
السيدة بثينة : أجلي الشكر حتي نتمم المهمة
انصرفت بسمة و قد تبدل حزنها و كآبتها بعد أن طمأنتها السيدة بثينة
مع الغروب خرجت السيدة بثينة لاحتساء الشاي كالعادة و دعت كاريمان للجلوس معها ليبدأ حوارهما
السيدة بثينة : كاريمان .. وصيفتك هذه أصبح لها جناح خاص و أصبحت تأتي و تذهب امام عيني كثيرا و هذا لا يريحني
كاريمان : و انا مثلك تماما و لكن السيد سالم ابنك هو من تسبب في كل هذه الفوضي فماذا نفعل ؟
السيدة بثينة : أنا بإمكاني أن اطلب منه أن يأخذ لها بيتا آخر و لكنني لا أود احزانه فلو جعلناها هي من تطلب منه سيكون أفضل بكثير
راقت لكاريمان الفكرة فتبسمت و قالت : نعم .. فكرة جيدة لكن كيف؟؟
السيدة بثينة: إنها وصيفتك و تعرفينها جيدا .. الا تعرفين كيف تساومينها؟؟
كاريمان تذكرت الاسورة و اومأت بالموافقة و قالت : بلي أعرف … و سأصل معها لصفقة جيدة
السيدة بثينة: اذن اسرعي فغدا يسافر سالم و غيابه قد يطول و لا أود رؤيتها تحوم حولي كثيرا و انت أيضا … أليس كذلك ؟
كاريمان : نعم .. انتِ محقة
انسحبت السيدة بثينة بعد أن انهت شايها و ذهبت لجناحها ثم اوصل الخادمة بأن تحضر بسمة سراً إليها، عندما دخلت بسمة قالت لها
السيدة بثينة: ستأتي لك أميرة الذكاء تلك بعد قليل لتساومك لكي تطلبي من سالم مغادرة القصر … بذكاء اطلبي منها كوب من القهوة تقدمه لكي أمام سالم ليتأكد أن اعدادك للقهوة كان ع سبيل الصداقة فحسب و يسامحك لانه غضب كثيرا و بالطبع لن تقولي شيئا عن المهلة … قولي لها بالحرف ” أن أعددت لي كوب من القهوة أمامه ففي اليوم ذاته لن نكون معا بنفس المنزل ” لا تزيدي أكثر من هذا .. أفهمت ؟
بسمة : نعم فهمت و لكن هل سأترك البيت حقا ؟
ضحكت السيدة بثينة: لا .. اطمئني و اتركي الباقي لي
دخلت كاريمان مساءاً إلي جناح بسمة بعدما تأكدت ان سالم خرج من البيت، قابلتها بوجه بشوش و جلست بالقرب منها و حاولت اقناعها أن وجودها في بيت خاص سيبعدها عن المشكلات و الاحتكاكات فقبلت بسمة طالبةً كوب القهوة بدون أن تزيد حرفاً ع كلام السيدة بثينة
تفاجئت كاريمان بالطلب فهي أميرة و لم تدخل المطبخ ابدا الا لتعطي تعليمات لمن به و لكنها لا تحتمل وجود تلك السمراء هنا و في جناح أكبر و أفخم من جناحها كأنها السيدة و هي الضيفة، بعد تفكير لعدة دقائق قبلت و اختارت ميعاد الصباح ليكون في حضور سالم …
بعد خروجها من جناح بسمة، صعدت فوق المهد و فوق كل قطع الأثاث و هي ترقص بسعادة حتي انها لم تسمع صوت خطوات سالم او طرقه ع الباب فرأته فجأة ينظر مبتسماً و قال : يبدو أنكِ حققتي تقدما سريعا
بسمة : نعم .. موعدنا غدا صباحا
سالم : جيدا جدا يا بسمة .. لأول مرة تفشلين توقعاتي و لكنه من دواعي سروري .. تصبحين ع خير
_____________________________
جاء الصباح و بسمة مستيقظة منذ الفجر تنتظر كوب القهوة المنقذ، بعد قليل تناولوا طعام الإفطار و حان موعد القهوة، جلست السيدة بثينة و سالم و بسمة في الخارج أمام القصر فيما اعد احد الخدم القهوة و اخذتها كاريمان لتقدمها للجميع في تفاخر بينما داخلها يأكل بعضه أكلا فقد أتي عليهم يوم تقدم به خدمة الضيافة و السبب هو وصيفتها، جلست و ناولت نفسها كوب قهوتها و جلست في صمت ثم نظرت لبسمة و كأنها تقول الآن حان دورك، رأتها السيدة بثينة فقالت لها : ألم يخبرك سالم يا أميرة؟
كاريمان : بم ؟
السيدة بثينة: سنقيم تعديلات في المنزل و سنحتاج جناحك و لكن مكانتك محفوظة بالطبع فقد أعددنا لكي منزل الضيوف في الجهة الاخري.. عذرا يا أميرة و لكنها ظروف طارئة …
امتعضت الأميرة و أدركت اللعبة و لكن بعد فوات الأوان فقد حسم أمر تلك الجولة لصالح بسمة بفضل السيدة بثينة
عندما حاولت كاريمان حشر بسمة في الزاوية قالت لها كما اوصتها السيدة بثينة : قد وعدتك أننا لن نبقي في ذات البيت و ها قد تحقق الوعد 😆😆 ….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)