رواية مراوغة عشق الفصل الخامس 5 بقلم ملك ابراهيم
رواية مراوغة عشق الفصل الخامس 5 بقلم ملك ابراهيم
رواية مراوغة عشق البارت الخامس
رواية مراوغة عشق الجزء الخامس
رواية مراوغة عشق الحلقة الخامسة
– سبحان الله ، دا انت شبه مهند بتاع نور اوي
عقد يونس حاجبيه بدهشة لا يعلم بمن تشبهه.
خرجت والدة فرح من المطبخ وهي تبتسم عند رؤيتها لـ يونس ثم اقتربت منه وهي تشير له بيدها قائلة.
– نورتنا، انا عملت الاكل ده كل عشان خاطر عيونك الحلوة
كتم يونس ضحكته وهو يشعر بالراحة الكبيرة مع هذه السيدة البسيطة الحنونه.
تحدث اسلام مع خالته بفضول.
– هي فرح طالعة على اخرها ليه كده ؟!
تحدثت عزة براحة مطمئنة ان يونس لا يسمع.
– اصلها مضايقه عشان ماما عزمت صحبك على الفطار
ثم اضافة بمرح.
– شكلها مش طيقاه خااالص
قاطعها اسلام سريعًا.
– احـــم، اومال عيالك فين ياعزة، مش هيفطروا معانا ولا إيه ؟
تحدثت عزة بدهشة.
– العيال بيلعبوا جوه في البلكونه هدخل انادي عليهم
ثم اتجهت إلى الشرفة وتركت اسلام يقف امام يونس ينظر إليه بخجل بعد ما قالته عزة عن شعور فرح اتجاهه، وكان يونس يقف بجواره شاردًا يضغط على شفاه بغضب وغيظ من فرح.
بعد لحظات قليلة استمعوا الى صوت صراخ عزة من داخل الشرفة ويليه صوت فرح المرتفع بالشارع بالاسفل والكثير من الاصوات المرتفعه حولها.
خرجت عزة من الشرفة وهي تتحدث الى والدتها واسلام بفزع.
– الحقو ، فرح ماسكه ناصر برقوقه تحت في الشارع وماسكة جذمتها وعايزة تضربه بيها والناس بيحشوها عنه بالعافية
تحدث اسلام بتلقائية.
– تاااني
ثم ركض سريعًا وخرج من الشقة متجهًا الى الاسفل وركضت خلفه عزة.
نظر يونس امامه بدهشة كبيرة لا يستوعب ما تفعله هذه الفتاة.
تنهدت والدة فرح بتعب قائلة بقلة حيلة.
– ربنا يهديكي يا فرح يا بنتي، دا ناصر ده بلطجي ومش هيَّسيبها فـ حالها غير اما يتجوزها حتى لو بالغصب، ربنا يبعده عن طريقك ويبعد عنك ولاد الحرام يارب
نظر اليها يونس بصدمة بعد معرفته ان هذا البلطجي يريد الزواج من فرح، فهل ما تفعله فرح معه الان هو ردًا منها على طلبه الزواج منها!، ازدادت حيرته كثيرًا وازداد فضوله اكثر لمعرفة كيف تفكر هذه الفتاة العنيده الشرسة.
اتجهت والدة فرح الى الشرفة لترىٰ ما تفعله ابنتها بهذا البلطجي بالاسفل، انضم اليها يونس ينظر إلى الاسفل بفضول، لكنه صعق من هذا المشهد.
بالاسفل.
كانت فرح تقف وهي تحمل حذائها بيدها وتريد ضرب صابر به بعد ان قطع عليها طريقها وقام بمغازلتها اثناء ذهابها الى عملها مثل ما يفعل كل يوم ويكون ردها عليه دائمًا ان توبخه وتسبه وترفع حذائها عليه واهل المنطقة يتجمعون حولهم ويحاولون فض هذا الشجار.
وقف اسلام وسط الناس يحاول السيطرة على غضب فرح ووقفت عزة تحاول اخذ الحذاء من يدها ومنعها من ضرب صابر.
صرخة فرح بصوتها المرتفع وهي تتوعد إلى صابر امام الجميع وهم يحاولون ابعدها عنه.
– والله يا برقوقه انت لو وقفت قدامي تاني ولا اتعرضتلي في طريق، لاكون عصراك مطلعه منك برقوق صغير
كتم اسلام ضحكته وهو يحاول السيطرة على حركتها ومنعها من ان تقترب من صابر.
تحدث صابر بترحاب وابتسامة سمجه.
– البرقوق الصغير ده انتي اللي هتخلفيهولي لما نتجوز يا فروحتي
جن جنون فرح وحاولت تخليص يدها من قبضة يد اسلام حتى تقترب من صابر وتقوم بضربه بحذائها، قائلة له بعنف.
– اتجوزك قطر يا بعيد ، بقى انا على اخر الزمن اتجوزك انت يا بلطجي يا رد السجون
ابتسم لها صابر قائلاً ببرود.
– الراجل ميعبوش الا جيبه ، وانا جيبي عمران والحمدلله
شهقت فرح بسخرية قائلة.
– وهو فين الراجل ده يا عديم الرجوله
ثم صرخة بوجه اسلام كي يتركها تتقترب منه وتقوم بضربه.
حاول اسلام منعها والسيطرة على حركتها القوية العنيفة.
تابع يونس من الاعلى شرستها وقوتها وهي تتوعد الى من يهابه الجميع بهذه المنطقة و تهينه بدون ان يطرف لها رمش امام الجميع.
جذبها اسلام بعيدًا عن صابر بالقوة وطلب من بعض رجال المنطقة ان يأخذوا صابر ويدخلوه ورشته ويبعدوه عن وجهها الان ، ثم جذبها من يدها بقوة كي يقوم بالذهاب معها واخذها الى عملها بالمشفى.
وقفت تلتقط انفاسها بغضب ثم ذهبت مع اسلام إلى عملها.
خرج صابر برقوقه من ورشته بعد ذهابها لـ يفض التجمع من حوله بصراخه القوي في وجوه الواقفين يتابعون ما فعلته به فرح امامهم كما تفعل به كل يوم.
صعدت عزة الى شقة والدتها بالاعلى وهي تنادي على والدتها بعلو صوتها.
تركت والدتها الشرفة واتجهت الى داخل الشقة.
اقتربت منها عزة وتحدثت معها بهدوء.
– اطمني يا امي، اسلام خدها وراح يوصلها لحد المستشفى بنفسه
استمع اليها يونس وهو يقف بالشرفة، دخل اليهم الشقة، يريد ان يسألهم متى يأتي اسلام حتى يأخذه ويذهبون من هنا ، لكنه لا يستطيع الحديث امامهم الان وكشف خدعته هو واسلام لهم، بعد ما تحدثوا امامه براحه وثقة، لا يستطيع ان يخذل ثقتهم وفضَّل ان يظَّل صامتًا ينتظر قدوم اسلام كي يأخذه ويخرجه من هذه المنطقة.
نظرت اليه والدة فرح وربتت على ظهره بحنان قائلة.
– تعالى يا ابني عشان تفطر ومتقلقش اسلام زمانه جاي
نظر اليها بابتسامة وجلس بجوارها بصمت ينتظر قدوم اسلام.
.رواية مراوغة عشق بقلمي ملك إبراهيم.
عند اسلام وفرح.
وقف اسلام مع فرح امام المشفى وهو يحاول تهدأتها، واثناء وقوفهم معًا رن هاتف اسلام برقم زميلته بالجريدة.
رد اسلام بهدوء.
– صباح الخير يا هدير
تحدثت زميلته “هدير” بصوت مرتفع غاضب.
– انت فين من امبارح يا اسلام وتليفونك مقفول ليه ؟!
ثم اضافة بتحذير.
– دا رئيس التحرير هيطلع عينك ، بعد ما كل الجرايد نشروا عن الاقتحام والتفجير اللي حصل امبارح في المؤتمر والوزير الفرنسي اللي الإرهابيين خطفوه وانت ولا حس ولا خبر
نظر اسلام إلى فرح بصدمة وهو يستمع إلى حديث هدير زميلته بالجريدة، بعد ان اشارة إلى خبر اختطاف الوزير الفرنسي من قِبل الإرهابيين، تحدث إلى هدير بارتباك قائلاً.
ـ هو مين اللي قال ان الإرهابيين خطفوا الوزير؟!
تحدثت هدير بثقة.
ـ كل الجرايد نشروا الخبر لان الوزير اختفىٰ من وقت التفجير امبارح ومش لاقينه
همس اسلام بصدمة.
ـ ينهار اسـود، دا انا كده روحت في داهيه
تحدثت هدير بتأكيد.
ـ انت فعلاً روحت في داهيه يا اسلام عشان رئيس التحرير مصمم يخربيتك بسبب الموضوع اللي انت مبعتوش للمطبعه امبارح
ضرب اسلام على رأسه بصدمة وقد تذكر انه لم يرسل الخبر للجريدة بالامس، نظرت اليه فرح بدهشة وعدم فهم لما يحدث، تحدث اسلام بارتباك مع هدير.
– مهو انـا.. انا كنت من المصابين اللي اتصابوا في المؤتمر يا هدير وكنت هموت امبارح
شهقت هدير بصدمة ووقفت من مكانها تتحدث معه بقلق ولهفة.
– نهارك اسود انت من المصابين يعني ايه ؟، ايه اللي حصلك يا اسلام ، وانت فين دلوقتي ؟
نظر اسلام حوله بارتباك يفكر سريعًا في اي حديث يأكد به خدعته الجديده كي يحمي وظيفته، جائت عينيه على اسم المشفى التي تعمل بها فرح وتحدث سريعًا مدعي التعب.
– انا في المستشفى دلوقتي يا هدير
نظرت اليه فرح بدهشة، تحدثت هدير بجنون.
– يالهوي وكمان مستشفى ، طب حالتك ايه يا اسلام طمني؟
نظر اسلام حوله بحيره ثم نظر الى ذراعه وتحدث بعد ان جائته الفكره.
– انــا.. انا دارعي اتكسر يا هدير
شهقت فرح بعد سماعها لخدعته، صرخة هدير بجنون وهي على وشك البكاء قائلة بلهفة.
– انت في انهي مستشفى يا اسلام انا جيالك دلوقتي
تحدث اسلام سريعًا بارتباك.
– لا تيجي فين انا خارج من المستشفىٰ دلوقتي و جي على الجريدة متقلقيش
اغلق الهاتف سريعًا ووقف يلتقط انفاسه براحه ، ثم نظر الى فرح وتحدث معها برجاء.
– فرح بنت خالتي ابوس ايدك انقذيني انا مستقبلي هيضيع
نظرت اليه فرح بسخرية قائلة.
ـ مهو انت لو مبطلتش الكدب بتاعك دا اكيد مستقبلك هيضيع وهتروح في داهيه كمان
تحدث اسلام برجاء.
ـ يا فرح انا ممكن اترفد من شغلي عشان نسيت ابعت الموضوع الجريدة
تحدثت فرح بسخرية.
ـ وليه تنسىٰ ان شاءالله؟
تحدث اسلام مدعيًا الحزن.
ـ بسبب اللي حصل مع يونس امبارح والعيال اللي اتهجموا علينا وكانوا هيقتلوا يونس، امبارح انشغلت بيونس وجرحه ونسيت شغلي
ثم اضاف بطريقة دراميه كي يكسب تعاطفها معه.
ـ بقىٰ اللي يعمل خير في الزمن دا يترفد من شغله ويتبهدل كدا، هو دا العدل يا ناس، هو دا العدل يا حكومه
ضحكت فرح على طريقة حديثه الدراميه ثم تنهدت قائلة.
– طب المطلوب مني ايه دلوقتي؟، اكسرلك دراعك بجد؟
ضم اسلام ذراعه بحمايه قائلاً.
ـ تكسريلي ايه حرام عليكي عايزة تضيعي مستقبلي
زفرت فرح بضيق قائلة.
ـ اومال عايزني اعملك ايه خلصني انا اتأخرت على شغلي
تحدث اسلام برجاء.
– تجبسيلي دراعي كدا وكدا يعني
نظرت اليه بصدمة قائلة.
– اجبسلك دراعك كدا وكدا ازاي وهو سليم ؟!
تحدث اسلام ببساطه.
– عادي يا فرح ما انتي شغاله في المستشفى وكلهم زمايلك وحبايبك جوه وانتي هتعملي جميل في ابن خالتك يعني
نظرت اليه فرح بتفكير، تحدث اسلام برجاء.
– يلا بقى يا فروحه والنبي اخوكي هيروح في داهيه
تحدثت فرح بغيظ.
– والله لو روحت في داهيه يبقى تستاهل بسبب كدبك ده يا اسلام
تحدث اسلام بتشجيع.
– طب يلا بقى يا فروحه جبسيلي دراعي بسرعه والنبي
زفرت فرح بضيق وتحدثت معه بنفاذ صبر.
– اتفضل تعالىٰ معايا
ابتسم اسلام بسعادة وذهب معها الى داخل المشفى.
.رواية مراوغة عشق بقلمي ملك إبراهيم.
عند يونس في شقة والدة فرح.
جلس يونس بجوار والدة فرح وهي تشاهد احد مسلسلاتها التركيه المفضله وهو ينتظر عودة اسلام حتى يأخذه من هنا.
اقتربت عزة من والدتها ووضعت امامها الملوخيه الخضراء وتحدثت معها بهدوء.
– الملوخيه اهي يا امي اتسلي فيها وقطفيها وانتي قاعدة كده ، لحد ما اروح اودي احمد وجنه الدرس بتاعهم ومش هتأخر
ردت والدتها بابتسامة.
– ماشي يا حبيبتي وخلي بالك على العيال
ثم اضافة وهي تقوم بأخراج “عشرة جنيهات” من ثيابها وتعطيها الى ابنتها.
– وخدي العشرة جنيه دي معاكي عشان لو العيال عايزين يجيبو حاجة حلوة زي اصحابهم
لمعت عين عزة بالدموع واخذتها من يد والدتها وتحدثت بابتسامة وهي تقترب من يد والدتها تقبلها.
– ربنا يخليكي لينا يا امي يا رب
ابتسمت والدتها قائلة.
– يلا يا بت روحي عشان العيال ميتاخروش على الدرس
اخذت عزة اولادها وذهبت.
نظر يونس الى هذه السيدة البسيطه الحنونه التي اضاعت عمرها في تربية بناتها وحملت مسؤليتهم بمفردها وحتىٰ بعد زواج واحده منهم مازالت امها تحمل همها وتحاول ان تخفف عنها.
نظرت والدة فرح الى يونس وهو يجلس شاردً بجانبها وتحدثت معه بابتسامة رغم انها تعلم انه لا يسمع ولا يتكلم لكنها كانت تتحدث معه بعفوية وبطيبة قلبها وكأنه يستمع اليها ولا تعلم انه حقًا يستمع اليها جيدًا.
بدأت بتقطيف اوراق الملوخيه وهي تحكي معه عن حياتها وعن بناتها ومشاكلهم وهو يستمع اليها بصمت وبدون ملل.
.رواية مراوغة عشق بقلمي ملك إبراهيم.
في المساء.
عادت فرح من عملها بالمشفى ودخلت شقتهم وهي تتحدث بصوت مرتفع مرح.
– انا جعانه يا بشر و ريحة الملوخية جايبة اخر الشارع
ثم تجمدت مكانها عندما وجدت يونس يجلس بجوار والدتها وينظر اليها بعيونه التي تسحرها وتربكها كثيرًا.
اقتربت منهم تنظر اليه باحراج ثم تحدثت مع والدتها بارتباك.
– هو هنا بيعمل ايه ؟!
تحدثت والدتها بابتسامة وسعادة.
– دا معانا هنا من الصبح ، الواد اسلام من ساعة ما مشي معاكي الصبح يوصلك مرجعش
تذكرت فرح امر اسلام قائلة.
– اه دا اسلام كان هيروح في داهيه النهاردة
شهقت والدتها وتحدثت بقلق.
– يقلب امك يا بني ، بعد الشر عليه ، ايه اللي حصل؟
جلست فرح وتحدثت بسخرية.
– الموكوس نسي يبعت خبر كده للجريدة بتاعه عشان ينشروه ولما الجريدة كلموه ، قالهم ان دراعه اتكسر وانا جبستهوله في المستشفى عندنا
تحدثت والدتها بفزع.
– ودراعه اتكسر ازاي ؟
تحدثت فرح مع والدتها بغيظ.
– يا امي بقولك كدب على الجريدة بتاعته وقالهم ان دراعه اتكسر وهو زي القرد مفيهوش حاجة
خرجت عزة من المطبخ وهي تضحك بمرح قائلة.
– اسلام ده مش هيبطل شغل الكدب والحوارات بتاعته دي غير لما يروح في داهيه بجد
نظرت فرح الى يونس وتحدثت بطريقة فظه وهي مطمئنه انه لا يسمع.
– وصحبه ده هيفضل هنا كتير ولا ايه ؟
نظر اليها بغضب عند استماعه لطريقة حديثها الفظه عنه، تقابلت عينهما لحظات قليله، اطلق بداخل عينيها سهام نظراته الناريه كي تخترق قلبها وتنثَّر الرعب بداخلها، حتىٰ شعرت انه استمع إلى حديثها وانتفضت من مكانها بخوف.
__________________
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مراوغة عشق)