رواية القلب وما يهوى الفصل الحادي عشر 11 بقلم أسماء محمود
رواية القلب وما يهوى الفصل الحادي عشر 11 بقلم أسماء محمود
رواية القلب وما يهوى البارت الحادي عشر
رواية القلب وما يهوى الجزء الحادي عشر
رواية القلب وما يهوى الحلقة الحادية عشر
في الليل كان الجميع في المستشفى بعد أن تم نقلها للقاهرة
كان يونس يجلس في ركن بعيد عن العائلة، حزين وغاضب في نفس الوقت، حزين عليها وقلبه يتمزق خوفا عليها وغاضب من نفسه ومن وقوعه في فخها، لا يعرف بماذا يفكر الأن وعلى ماذا ينوي، لكن كل ما يهم الأن هي وسلامتها
تنهد بحزن وهو يفكر لماذا وقع في حب تلك الفتاة؟ ولكن ما المانع في حبها؟ فهي زوجته وقدره فلماذا لا يحبها؟ ما ذنبه إن كانت هي لا تصلح لهذا الحب؟
ولكن من يتحدث؟ إنه هو من كان يتلاعب بالفتيات ويواعدهن وهو يعرف أنه لن يتزوج أيا منهن لأنه كان على يقين بوجود زوجة له حتى لو بعيدة عنه، لكنه كان يمتع روحه ويسلي نفسه حتى يرى تلك الجميلة التي تزوجها
ولكن مجرد ان رآها وعرف انها زوجته لم يقترب من إمرأة أخرى حتى ذلك اليوم الذي خرج فيه وعاد يترنح من أثر الثمالة لم يمس إمرأة ولم يكن مخمورا من الأساس بل كانت خدعة لم يشرب سوى كأسا أو إثنين ما لم يجعل متمرس مثله يثمل
بدأ يحبها بدأ يتعلق بها، بدأ يسحر من إبتسامتها، بدأ يفعل ما يحلو لها
إبتسم بسخرية وهو يفكر أنه كان يتراقص على أنغامها، مجرد أن تتعافي سيرد حقه منها ولن يسمح لنفسه أن يتمادى أكثر مع مثلها وسيحقق لها رغبتها حتى لو تلك الرغبة عارضت قوانين العائلة، فدوما هو يحطم القوانين فما الجديد في ذلك؟
كل ما يهمه الأن سلامتها من أجل أن يحقق الإنتقام منها لا شئ اخر هكذا اقنع نفسه مبررا قلقه عليها لانه لن يسمح لنفسه بأن يحبها أكثر من ذلك
كان حسين حزينا على ابنته ويبكي كثيرا عليها وزوجته بجانبه تواسيه وهي أكثر من تحتاج للمواساة
كانت نجلاء تراقب الوضع بضيق وهي تتمنى في داخلها أن تتخلص من شغف وتكون ماتت وإنتهت منها أخيرا لتريح إبنها من هذه الفتاة ونفسها وتشمت في سلفتها وهي تراها تتحسر على إبنتها
كان الجد حزين على حفيدته وخاف أن يخسرها، الخوف من الفقدان شئ صعب ومخيف، فقد جربه قبل ذلك في فلذة كبده فماذا لو جربه الان؟ سيكون أصعب بكثير فالحفيد أغلى من الإبن، صعب أن تفقد أحبائك هكذا، فرغم صرامته وجبروته وإلتزامه بالعادات والتقاليد حتى لو على حساب الأحباء إلى أنه سحب عائلته كثيرا وأكثر من أي شئ في هذه الحياة
وأمل كانت بجانب زوجها تبكي وحزينة على ما حدث في شغف وحظها العثر في هذه العائلة
كان الحزن جليا في عيون أحبائها وهم يراقبون الوقت ينتظرون خروج أحدهم ليطمئنهم عليها
وأخيرا خرج الطبيب فأسرعوا جميعا إليه بلهفة لسماع أخبار عنها……
أما في المنزل فكانت تبتسم بسعادة وهي تتجول في المنزل بحرية يبدو أن أيام سعادتها قادمة ولا أحد سيمنعها من الحصول على هذه السعادة، فلقد إنتهت شغف من أول جولة
إبتسمت ساخرة وهي تتجول بين الغرف لتختار غرفتهم وتدلف وهي تغمض عينيها تتخيل نفسها بين أحضان يونس وإبنهم حولهم حفيد العائلة ويحمل إسمهم ودمهم يجري في عروقه كم تمنت هذا الحلم كثيرا وحلمت به سنوات حتى إقتربت من يونس لتتحطم أمالها بعد خداعه لها
ولكن الأن إنتشلت حقها بيدها ولن تسمح لأحد بأن ينتزع هذا الحق منها
رددت بقوة : ولا حد
بدأت تتجول في الغرفة بحرية، إقتربت من السرير كان كبيرا جدا والدولاب كبير وكل أثاث الغرفة راقي وكبير وكل هذا النعيم لها هي
فتحت الدولاب وتتنسم عطر ملابسه وهي تتمنى وتتخيل لتفتح الجهة الأخرى وتزفر بغضب لان ملابس تلك الغريمة تفقدها أعصابها
ولكنها كانت مبهورة بملابسها والتي كانت ماركات عالمية مثل الملابس التي ترتديها عارضات الأزياء
إختارت فستانا قصيرا وقررت إرتدائه
ثم وقفت أمام المرآة وصففت شعرها بمصفف الشعر الخاص بشغف ووضعت لمسات تجميلية مستخدمة أغراضها بلا حياء حتى إنتهت وإرتدت حذاءا مدببا من أحذيتها ووقفت تترنح كعارضات الأزياء
نظرت لإنعكاسها في المرآة بإعجاب وهي تردد : طول عمري مزة من يومي، والنبي أحلى من المعصعصة اللي اسمها شغف دي، على الأقل كلي منحنيات وتضاريس
ضحكت وهي تمتدح نفسها : طب ما هي دي الحقيقة انا فعلا احلى منها على الاقل على الطبيعة مش اللي علطول ملغمطة نفسها اشي احمر واصفر ومعرف ايه
بلا هم مش عارفة يونس حبيبي اتجوزها على ايه؟
تنهدت وإبتسمت بتخيل : اه يا يونس، انت كنت مبهور بيا وانا طبيعية ما بالك لو شفتني كدا، الله في سماه هتتهوس وما هتسبني أبدا
إبتسمت بتأمل
أتى ذلك الصوت من خلفها بحدة : إيه اللي بيحصل هنا ده؟ إنتي بتعملي إيه هنا؟
تلفتت روحية خلفها بتوتر ووقع قلبها في يدها :……
في المستشفى خرج الطبيب وأسرعوا جميعا حوله ليطمأنوا على شغف
يونس بقلق واضح : طمني يا دكتور ،مراتي عندها ايه؟ وليه طولتوا كدا؟
الطبيب : إطمنوا هي كويسة بس هتفضل هنا لمدة ٢٤ ساعة نطمن عليها بس تحت الملاحظة
تكلم محمود بخوف : ليه يا دكتور َ؟ حفيدتي عندها إيه؟ طمنا يا دكتور الله يخليك
الطبيب : إطمنوا جرح في راسها وقدرنا نسيطر عليه يعني إطمنوا مفيش حاجة تخوف
حسين : أومال ليه هتفضل تحت الملاحظة ليوم تاني؟ متخبيش علينا يا دكتور
الطبيب : يا جماعة إطمنوا ان شاء الله خير
تركهم الطبيب وأسرع يونس خلفه وترك العائلة لتطمئن على شغف ولكن الممرضة منعتهم من ذلك
أما يونس فذهب خلف الطبيب : دكتور إنت نبرتك مريحتنيش طمني شغف عندها ايه؟ ما هو مش معقولة هنقلها من البحيرة لأكبر مستشفى في القاهرة وتغيب في العمليات كل ده وتخرج تقولي كويسة ماعندهاش حاجة، انت مخبي ايه يا دكتور؟
تنهد الطبيب : عندك حق، حالة مراتك مطمنش
صدم يونس بقوة وحاول الوقوف أسنده الطبيب
الطبيب : اهدي يا باشا، يعني انا مرضتش اتكلم أدام العيلة عشان محدش يجراله حاجة، كدا تجبرني مقولكش
حاول يونس التحامل على نفسه وتجاهل صدمته
: اسف يا دكتور، بس بالله عليك متخبي عني حاجة
الطبيب : طيب اتفضل اقعد عشان مضمنش ايه اللي يحصل بعد ما اقولك الحالة
جلس يونس علي المقعد وجلس الطبيب مقابل له
وتحدث بهدوء كي لا يقلقه : للأسف الهبدة كانت قوية وأثرت على دماغها، هي حصلها ايه بالضبط؟
يونس بحزن : وقعت من على السلم واتهبدت على راسها
الطبيب : عشان كدا، الوقعة كانت مؤلمة وأثرت على خلايا المخ و مركز الذاكرة
تصنم يونس بصدمة وهو يبصر الطبيب بلا هدف ولم يكن يفهم ولكن رأسه لفت به عند كلمة الذاكرة
الطبيب : هي هتفضل تحت الملاحظة ٢٤ ساعة لحد ما نتأكد بالظبط من ذاكرتها لان احتمال كبير تكون فقدت ذاكرتها جزئي ولا كلي لان بنسبة كبيرة هي هتفقد السيطره على حياتها وإنفعلاتها
نظر له بصدمة : يعني ايه يا دكتور؟
الطبيب : انا عايزك تكون هادي ومتماسك ومين عالم يمكن تكون مفقدتش ولا حاجة، هي اللي هتوضحلنا دا لما تفوق محدش عالم، بنسبة كبيرة اللي بيوضح للحالات دي هي المريض، هي دلوقتي لسه خارجة من عملية كبيرة فهتفضل هنا لحد ما نطمن وان شاء الله مش اكتر من ٢٤ ساعة
نظر يونس بحزن…..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القلب وما يهوى)