روايات

رواية مزيج العشق الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم نورهان محسن

رواية مزيج العشق الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم نورهان محسن

رواية مزيج العشق البارت الثالث والأربعون

رواية مزيج العشق الجزء الثالث والأربعون

مزيج العشق
مزيج العشق

رواية مزيج العشق الحلقة الثالثة والأربعون

(إحتفال لهيبى) مزيج العشق
العشق مثل الهزة الأرضية ، تأتي بشكل مفاجئ ومرعب ، وبمجرد أن تمر اللحظة الحرجة ، تعرف كم أنت محظوظ!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءًا يوم عرض الأزياء
داخل غرفة مكياج كبيرة وتغيير ملابس مليئة بالفتيات
كانت نسمة تنسق بعض الأمور مع الفتيات ، ثم أدارت رأسها لترى كارمن واقفة وعيناها على الهاتف ، وتبدو مستاءة.
اقتربت منها وقالت بينما وضعت يدها برفق على كتف كارمن : مالك يا كوكي!!
ابتسمت كارمن لها ، وقالت بصوت منخفض : متوترة شوية يا نسمة وادهم رن عليا كذا مرة وماكنتش مركزة مع الموبايل
أومأت إليها نسمة بتفاهم قبل أن تقول بإبتسامة هادئة : اهدي كدا و ماتتوتريش .. سيبي اللي باقي عليا .. احنا خلاص جاهزين انتي روحي شوفي استاذ ادهم .. دقيقتين بالظبط والبنات هتخرج بالدور
تنهدت بارتياح قائلة بإمتنان : تمام يا حبيبتي تسلمي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في إحدى الصالات الضخمة بأحد الفنادق الفخمة
خرجت كارمن من القاعة ، واتجهت نحو الصالة الكبيرة بزخارفها الرائعة التي أعطت لأجواء العرض الكثير من الفخامة والرفاهية.
تفاجأت بعدد الناس الكثيرة الموجودة في المكان ، فإزداد التوتر داخلها أكثر.
رأت أدهم واقفا مع بعض الناس ، فذهبت إليه مسرعة ، بينما هو رآها قادمة إليه حتى استأذن من المدعوين بوقار ، ومشى إليها.
ابتسمت كارمن عندما وقف أمامها ممسكًا بيدها بحنان ، وقالت بهمس : حبيبي
قال ادهم بإبتسامة متسائلاً : ايه يا روحي برن عليكي و مابترديش!؟
تنحنحت كارمن بحرج ، ثم قالت بإبتسامة مضمومة : معلش ماسمعتش الموبايل من الدوشة وكمان انا مرتبكة و خايفة اوي يا ادهم
ضاق أدهم عينيه ، محدقا بها ، وقال متسائلاً : ليه حصلت حاجة معاكي!!
أومأت كارمن برأسها في نفي ، قائلة بصوت خافت : لا كل حاجة تمام .. اطمنت علي البنات هيطلعو دلوقتي ونسمة معايا خطوة بخطوة بس معرفش ليه قلقانه!!
هدأ قلق أدهم قائلا بإبتسامة جذابة : اطمني كل شئ ممتاز وانا جنبك
قالت كارمن بعفوية : مطمنة طول ما انا وياك
أدارها أدهم برفق حتى التصق ظهرها بصدره ، وأشار إليها بإيماءة صغيرة بإصبعه ، بينما تحدقه بنظراتها الحائرة محاولة فهم ما يفعله حتى سمعته يقول بثقة : عايزة تتأكدي أنه كلو تمام بجد .. تابعي نظرات الموجودين علي الموديلات لو لاقيتي لمعان و اندهاش في عيونهم و ابتسامة من الودن دي للودن التانية علي وشهم .. اعرفي انك نجحتي
أدارت رأسها لتنظر إليه من ورائها ، وأنوفهم قريبة جدًا من بعضهم البعض ، ثم همست بإعجاب و تقدير : خبرة انت مافيش كلام
نظر أدهم إليها ، وعيناه تلمعان بلطف مع ابتسامة هادئة ، ثم اقتنص منها قبلة صغيرة علي وجنتها المتوردة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مراد
وقف أمام المرآة الطويلة في غرفته الواسعة بأثاثها الراقي الذي يتناسب مع شخصيته المتغطرسة.
كان على وشك الانتهاء من ارتداء الزي التنكري الذي اختاره لحضور الحفلة ، بعدها ظهرت ابتسامة مغرورة على شفتيه ، حقًا كانت تليق به.
تحدث حاتم من خلفه ، وهو يدخل الغرفة : تعرف أنها لايقة عليك الهدوم دي
استدار مراد بتلك الهيئة المخيفة قليلاً ، وقال ساخرًا : لا والله..
إبتسم حاتم قائلاً بتهكم : ناوي تخطف مين يا عم القرصان؟
لوى مراد فمه عبثا متظاهرا بالتفكير ، ليقول بسماجه : هخطفك انت يا ميتو
تمتم حاتم بإشمئزاز : يا سخافتك
تبدلت نبرة مراد قائلا بجدية : ما تيجي معايا يمكن يعجبك الجو
جلس علي طرف الفراش أمامه ، وهو يقول بقلق : لا روح انت وانبسط بس علي الله ماترجعيش بمصيبة كعادتك
صمت برهة يزم شفتيه ، ثم قال بثقة : عيب عليك دا العادي يعني
صمت حاتم على مضض ، لأنه مهما كان عمره لا يتغير أبدا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
انتهى العرض ، تلاه تصفيق حار من الجمهور بإعجاب ودهشة للأفكار المذهلة التي أحدثت ضجة حول العرض.
نزل أدهم وكارمن من المنصة بعد أن وجهوا كلمة شكر للمدعوين.
قالت مريم التي عانقتها بلطف عندما وصلوا إليهما ، وهي ممسكة بيد أدهم بابتسامة جميلة على وجهها : الف مبروك يا حبايبي ربنا يوفقكم دايما
أدهم بهدوء : الله يبارك في عمرك يا احلي روما
هتفت يسر في حماس بإبتسامة سعيدة وهي تقبل خدها : كنتي تجنني بجد
همست كارمن بإبتسامة واسعة : الله يبارك فيكو..
أردفت بحب نحو يسر : تسلمي يا قلبي انتي اللي قمر
قالت يسر بدلع ، بينما تزجر زوجها بإمتعاض متصنع : خمسة مووواه دايما مدلعاني .. مش زي ناس عارفة نفسها
ناظرها مالك بصدمة قائلا بغرابة : يا خرابي عليا هو انا نطقت دلوقتي
لوت فمها بإستياء ، وقالت بسخرية : اللي علي راسه بطحة ما هو النصيبة يا اوختشي أنه بطل ينطق
همست كارمن في أذن يسر بصوت سمعه الجميع : بيتقي شر لسانك يا ياسو اهدي علي الراجل لا يتجوز عليكي
برزت عيناها للأمام بذهول ، وتمتمت ، وهي تنظر نحو مالك بشر : يانهارو كحلي طب يوريني نفسه و يعملها انا سانة السواطير في البيت ومجهزة الأكياس
تمتم مالك ، وهو يحدق فيها فاغرا فمه ، ثم إبتسم برومانسية ، قائلا بحذر متصنع : يا ساتر .. لا وعلي ايه هو حد يبقي معه الجوهرة الرقيقة اللي كلها عقل دي ويبص برا
كان أدهم يطالعهم بصمت ، بينما ابتسمت ليلي علي مزحتهم بحب قبل أن تربت علي كف كارمن بمحبة ، وقالت بحنان : مخليني علي طول فخورة بيكي يا كوكي ربنا يحميكي
ثم أضافت ، وهي تنظر نحو أدهم : ويحميك يا حته من قلبي الف مبروك عليكم
ابتسم مالك بسماجة ، وقال مازحا بعد أن عم الهدوء على المكان : جرا ايه يا عم انت وهي .. ارحمونا من نظراتكم لبعض هنفضل واقفين سنه كدا
كانت كارمن محرجة منهم لذا رفعت يدها ، وفركت رقبتها بينما أحمرت وجنتاها بعد أن حنت رأسها بخجل ، لكن النظرة الثاقبة من أدهم كانت كافية لإسكات مالك.
همس مالك بتبرم : خلاص بهزر يا جدع
ثم أردف بفخر : انتو كسرتو الدنيا الناس مبهورة بجد
جاء بعض المدعوين نحوهم يهنئون بعبارات لطيفة ، ومن بينهم امرأة في العقد الثالث من العمر بدت امرأة من مجتمع راقي للغاية ، وقالت بابتسامة : مبروك يا مدام كارمن .. مبروك يا ادهم بيه
قال أدهم برزانة : ميرسي الله يبارك فيكي
بينما أومأت كارمن برأسها بابتسامة هادئة على وجهها ، وقالت بمجاملة : كلك ذوق ميرسي لحضرتك
ثم قال أحد العملاء الواقفين بجانب السيدة الأنيقة بنبرة رصينة : أهنيك يا أدهم بيه الديفليه كان رائع ووجود كارمن هانم بإبداعها ميزكم أكتر بالتوفيق
بينما هتفت سيدة تبدو في العقد الرابع من عمرها ، قائلة بإنبهار : فعلا كنت مخبيها فين .. العرض جنان انتو علي طول مميزين بشغلكم لكن لمسات مدام كارمن كانت قنبلة الموسم دا
قالت كارمن بإبتسامة خجولة : ميرسي
كانت خديها ورديتين للغاية من الخجل ، ولكن بداخلها كانت تشعر بسعادة بالغة لأنها حققت أحد أحلامها ، وذلك بفضل عائلتها الصغيرة الذين يقفون الآن بجانبها وأمامها ، كما يهنئها الناس ويفخرون بها.
تدخل أحد المدعوين موجهاً كلماته إلى أدهم ، بينما كانت عيناه مركّزة على كارمن التي إنذهل بجمالها الأنثوي الفاتن : كانت مفاجأة حلوة وجود مدام كارمن بتصاميمها المميزة .. انت دايما ذوقك عالي في كل حاجة يا ادهم بيه
اشتعل قلبه بغضب الغيرة ، حينما سمع مديحه ، ولاحظ نظراته الغير بريئة إليها ، وذلك إرتسم بوضوح على وجهه المقتضب من خلال إرسال نظرة حادة زجره بها.
لاحظها الآخر عندما التقت عيناهما ، وسرعان ما أدار نظراته بعيدا عنها ، وهو يتمتم بخوف وارتباك من تلك النظرة الحارقة التي جعلت الدماء تفر هاربة من عروقه ، موضحًا عبارته بصيغة أخري ، وهو يلعن في نفسه ذلك الشرود الذي كاد يوقعه حتما بمأزق كبير : انا قصدي أقول انك بتبهرنا في كل مرة بأفكار الجديدة
أجاب أدهم بنبرة حادة واثقة ، بينما لف جسدها الملاصق له في احتواءً وحماية أكبر بذراعه : من ذوقك متشكر لرأيك واكيد قصدك واضح
قام بتقبيل شعرها بلطف ، وهو يشدد من انغمار جسدها إلي صدره أمام الجميع ، في حين كان ذلك الرجل محرجًا جدًا بعد أن لاحظ نظرة الإحتقار من الجميع إليه ليغادر بهدوء ، بينما كانت تلاحظ ردود أفعال جسد زوجها الذي لا يزال مضطرب من الغضب ، الذي كان يحاول ردعه بالضغط بقوة على قبضته حتي هربت الدماء من أطراف أصابعه بعد أن قال ذلك الشخص كلماته التي لم تكن تستحق الغضب ، لكن نظراته الشاردة بها أستفزت أدهم بقوة.
شعر براحة يدها تتحرك على ظهره من الخلف بنعومة ، وهي تنظر إليه بنظرات مليئة بالحنان ، مما جعله يهدأ قليلا ويبادلها الإبتسامة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في سيارة مراد
يجلس في الخلف مرتديًا ملابسه التنكرية ، بينما يجلس السائق في المقدمة متجهًا نحو الحفلة.
التقط مراد شاشة الهاتف من جواره ، وشاهد عرض الأزياء الذي يقام الآن من خلال تسجيل فيديو قام به احدى رجاله.
ظهرت ابتسامة منبهرة على شفتيه ، وهو يرى جمال ورقي هذا الحفل المميز.
همس مراد لنفسه بإبتسامة : طلعتي فنانة فعلا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الحفل
جاء أدهم من خلف كارمن بعد أن بدأ يمل من التهاني التي لا تنتهي ، وقال بشوق بجوار أذنها : وحشتيني
ضاقت عيناها ببراءة مرهقة بعد أن ابتعدت الأضواء التي كانت تصورها عنها ، وقالت بهدوء رقيق : وانت وحشتني
لف خصرها بإحدى ذراعيه من الجانب ، وقال بابتسامة جذابة : حبيبي كانت سرحانه في ايه
تمتمت كارمن ببحه مغرية : فيك بحمد ربنا انك في حياتي يا ادهم
همس بهدوء بينما يشعر داخله براحة وسعادة كبيرة : انا فخور جدا جدا بيكي .. وشك حلو عليا اتحجزت تقريبا المجموعة كلها..
خرجت منها الصعداء وقالت بفرح : الف مبروك يا روحي
ظل صامتًا للحظة ، يحدق فيها بنظرة شغوفة ، وبعض الأفكار تدور في خلده ، بعدها هتف وعيناه تتألقان بحماس : يباركلي فيكي يارب .. اسمعي عندي كلام كتير عايز اقولهولك و محضرلك مفاجأة
عبست كارمن قليلا قائلة ببراءة : بس انا مبحبش المفاجأت
همس بنبرة مثيرة متلاعبة بينما نظراته أصبحت داكنة للغاية : مني انا هتحبيها
تنحنحت كارمن بخجل قبل أن تتساءل باندفاع : ماشي ايه هي!!
اخذ يربت علي شعرها بحنان واضعا أياه خلف أذنها وقال بإبتسامة : مش هقولك عليها دلوقتي يلا حبيبتي يادوب تحضري نفسك للحفلة من غير ما حد ياخد بالو
قطبت بين حاجبيها بتفكير في كلماته ، لكنها قالت بطاعة : حاضر بس الاول هتصل بنسمة اشوفها فين و هنطلع نغير هدومنا
رد عليها بهدوء وهو يغمز بعينه : ماشي يا عمري
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد مرور ساعة
داخل صالة فسيحة يتوسطها ساحة رقص كبيرة ، والمكان مزدحم بينما تملأه الأضواء الملونة بطريقة مذهلة.
وقفت نسمة في إحدى الزوايا بعيدًا قليلاً عن التجمعات ، وبدت مرتبكة قليلاً ، لأنها كانت منزعجة حقًا من كثرة الأشخاص الذين هنأوها على العرض ، وفي داخلها ضحكت عليهم كثيرًا بسبب عدم إدراكم لها.
كانت ترتدي فستانًا جعلها أقل ما يقال عنها ، إنها أميرة في إحدى القصص الخيالية.
فستان سماوي فاتح ضيق من الصدر ثم ينزل بتوسع من الخصر الى الاسفل ، ومزين بنقوش على شكل ورود وكما يوجد علي الخصر فيونكة اعطته رونقا رائعا ، بينما أكمامه من الشيفون الشفاف تصل إلى المرفقين ، و شعرها مزين بتاج دائري من الورود ، وتخفي وجهها خلف قناع رقيق أنيق بلون السماء الرائع ، وشعرها الطويل ينسدل بنعومة خلف ظهرها، وتلك هي المرة الأولي التي تجعله حر.
أتت إليها كارمن بطلة ملائكية في قناعها الفضي المذهل ، وفستانها الفضي الناعم للغاية الذي يناسب جسدها الرشيق ، قائلة بتساؤل هادئ : قلبي واقفة لوحدك ليه!
شكرت ربها في داخلها أنها جاءت ، لإنها في حيرة من أمرها قليلا وقالت : متوترة شوية يا كارمن
نظرت كارمن إليها بإنشداه ، لتقول بإعجاب : ليه بس انتي طالعة تجنني اهو
أجابت نسمة بإنزعاج لطيف : كل ما حد يشوفني يفتكرني انتي و يباركلي .. انا معرفش عقلي كان فين لما سمعت كلامك!!
ضحكت كارمن بمرح وقالت بعفوية : دي كانت فكرة ادهم و بصراحة انا مبسوطة و منطلقه بالقناع دا
سرعان ما قوست شفتيها مردفة بأسي : ماتزعليش بالله عليكي انا عارفة انها انانية مننا اللي عملنا فيكي
إبتسمت نسمة وهي تقول بتنهيدة : ربنا يهنيكو يا قلبي وبعدين الحفلة جميلة وانا متسلية جدا بالكابلز الغريب اللي بيرقصو مع بعض دول
نظرت كارمن حيث كانت نسمة تشير إلى رأسها ، ووجدت شخصًا متنكرًا في زي روبوت مع فتاة ترتدي ملابس هارلين ، صديقة الجوكر.
خرجت منها ضحكة مرحة قائلة بدهشة : بس شكلهم حلو مع بعض .. لسه شايفة واحد عامل افتار معرفش ازاي داهن نفسه بويه زرقه كدا بس خطير
قالت نسمة بضحكة خافتة : اه شوفته وجه طلبني للرقص مرتين اومال انا هربت علي هنا ليه خوفت ارقص معه تسيح البويه عليا
ضحكت كارمن على مزحتها المضحكة ، ثم أضافت نسمة بعد أن هدأت كلتاهما من موجة الضحك التي دخلاها ، وهي توزع نظراتها على المكان : المصلحة الوحيدة اللي نفعتني من كل دا .. ان لحد دلوقتي يوسف معرفنيش والاضاءة المظلمة دي فادتنا جامد .. مخليه الوان العيون مش واضحة والا كنا انكشفنا
أومأت كارمن بخفة وقالت بتأكيد : معاكي حق .. هو مافيش جديد معه!
قالت نسمة بنفي غير مبالي : لا جديد ولا قديم انا دايما مصدرة له الوش الخشب واحساسي ناحيته اختفي ليه معرفش؟
تمتمت كارمن بإستفهام : ازاي يعني!!
نظرت نسمة إليها وأجابت بتفكير : يعني كنت شايفة انه انسان هادي ولطيف وطموح وحنون دا اللي عجبني فيه .. طلع حنين فعلا بس مع كل الناس ياااختي
وضعت كارمن راحة يدها على فمها لكتم ضحكها ، وقالت بصوت مكتوم : يخربيتك اسكتي هنفجر من الضحك
صاحت نسمة بلا وعي بعد أن تحمست ، ونظرت إليها في سخط : اقولك علي حاجة انا غيرت رأيي في مواصفات الانسان اللي هحبه عايزة يكون واحد شرس و مغرور حتي بارد كمان بس مايبقاش خاين
ثم ضحك الاثنان على مزحتها الطريفة التي لم تقصدها على الإطلاق.
قالت كارمن بأنفاس متهدجة من كثرة الضحك : ياخبر ابيض عليكي هموت من الضحك .. عقلك فوت يا حسرة عليكي
انقطع حوارهما معا بقدوم أدهم ، بأناقته المعتادة ، بينما علي وجهه القناع الخاص به ، وقال بابتسامة : معلش مضطر اقطع الحديث الشيق بتاعكم .. واطلب المدام بتاعتي للرقص
ابتسمت نسمة بأدب و قالت بهدوء : اكيد اتفضلو
قالت كارمن ، وهي تربت على يديها بلطف قبل أن تبتعد هي وزوجها إلى ساحة الرقص : هرجعلك تاني
أومأت إليها نسمة ، وقالت بهدوء : خدوا راحتكم
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
اصطحبها أدهم إلى ساحة الرقص ، ثم رفعت ذراعيها حول رقبته لتحيطها بهم ، بينما كان يلف ذراعيه حول خصرها المنحوت برفق قبل أن يسألها باستفسار : تعبتي انتي انهاردة جامد؟
قالت وهي تحدق فيه بإبتسامة : اه اوي
همس لها قائلًا وهو يحرك جسده معها بسلاسة ، وانسيابية على الألحان الرومانسية التي أعطتهم شعورًا بالرضا والسعادة وهم يرقصون عليها : ماتقلقيش شوية و هنخلع من هنا
ضحكت برقة وهي تقول بأسي : ياريت بس صعبانة عليا المسكينة نسمة الصحافة هريتها تصوير انا يدوب اتصورت كام صورة دوخت وعيني وجعتني
شاركها الضحك قائلا بهدوء : هي متعودة علي الجو دا اكتر منك وانتي اصلا بتتعبي بسرعة لولا انها رضيت بالموضوع .. انا ماكنتش وافقت علي الحفلة دي عشان عارف الازعاج اللي هيحصلنا فيها
لمعت عيناها بسعادة مردفة بلطف : بس بجد الحفلة حلوة اوي
همس بعشق جارف وهو يتأملها بشغف : انا شايفها حلوة لانك معايا وفي حضني
ضمت شفتيها بابتسامة خجولة زادت من تألقها وجمالها في عينيه ، قائلة في همس : ماتفوتش فرصة انت ابدا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في الناحية الأخري
عند مراد
ضاق عينيه عليهم ، ولم يفهم كيف أخطأ رجاله عندما أخبره أنها كانت ترتدي ثوبًا سماويًا ، لكنه لم يخطئ في تخميناته وحدسه فهو قوي الملاحظة.
من يقفون أمامه في ساحة الرقص هم أنفسهم أدهم وكارمن ، وليست من تقف بعيدًا عنه في زاوية وحدها.
إذن من هي تلك الفتاة؟
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند أدهم و كارمن
أوقفها ادهم برفق عن الرقص وقال بهمس : حبيبي
همهمت بخفوت وهي تضع رأسها علي كتفه : عيوني
ربت ادهم علي شعرها بحنو وقال : يلا عشان نتحرك
تطلعت له بإنشداه وتسائلت : دلوقتي..
قاطعها أدهم بهدوء : دا انسب وقت
هزت كتفيها بإستسلام وقالت بسرعة : ماشي لحظة اجيب الشال والشنطة واجيلك
إبتسم إليها وهو يؤمي بالموافقة وقال : مستنيكي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند نسمة
هتفت نسمة بعفوية : الو .. ايوه يا بابي
أردفت نسمة وهي تنظر حولها ، وعيناها تشعان بالسعادة : ماتقلقش اطمن الحفلة هنا خيالية اخر حاجة
ضحكت نسمة برقة وقالت بمرح : دي لغة العصر يا عم شاهين
أومأت برأسها ببراءة كأنه يراها ، ثم استطردت حديثها : مش هتأخر اطمن هكلمك قبل ما اتحرك
ثم أضافت بتحذير لطيف : بس عشان خاطري أوعي تنسي تتعشي و تاخد الدواء .. حاول ترتاح وانا اول ما اوصل هصحيك اطمنك عليا
أمالت نسمة رأسها قليلا قائلة بعبوس لطيف من إرشاداته المتكررة : حاضر يا بابا
ودعته نسمة بلطف : مع السلامة يا بابي
في ذلك الوقت ، كان أحدهم يستمع إلى المكالمة وهو مبتسم ، ولا يدري سبب إعجابه بصوتها العذب وكلماتها البريئة وأسلوبها الحنون للغاية ، حينما اقترب منها قبل لحظات بفضول.
كان يعتقد في البداية أنها كارمن عندما لاحظ أن بعض المدعوين يرحبون بها ، فكانت عيناه عليها ، لكن الوقوف بمفردها لفترة طويلة جعله يشك بها ، والآن بعد الاستماع إلى صوتها تأكد من أنها خدعة ذكية تلعبها.
ظهرت ابتسامة غامضة على فمه ، وعيناه الزرقاوان تومضان بمكر ، لكن تلك الابتسامة سرعان ما اختفت حالما رأى هذا المنظر أمامه.
★★★
عند نسمة
بعد أن أنهت المكالمة مع والدها ، وقفت شاردة الذهن في الذين يرقصون بشكل رومانسي في حركات هادئة وسلسة على حلبة الرقص ، بينما انفرجت شفتيها بابتسامة لطيفة.
قال بلباقة : مدام كارمن تسمحيلي بالرقصة دي!!
بكل تأكيد تعرف صاحب هذا الصوت ، وكيف لا تعرفه وتميزه ، وهي كانت تستمع اليه يوميًا.
اختفت ابتسامتها تدريجياً ، وظلت مولية ظهرها له محاولة أن تستجمع شجاعتها للرد عليه ، بينما كان يقف خلفها في انتظار موافقتها أو حتى الرفض ، لكنه لم يتلق جوابًا إلا الصمت.
قاطع أفكارهم وقوفه أمامهما بحضوره الطاغي ، وبكارزمتهِ العظيمة ، وجاذبيته بلا منازع ، قائلا بهدوء بارد ، بينما عيناه الزرقاء تبعثان شرارات لهيبة من وراء قناعه موجهًا نحو يوسف الذي يقف خلفها : للأسف أنا سبق وطلبت الرقصة دي من مدام كارمن ووافقت
ليحدق في نسمة بلطف متسائلا بإبتسامة صغيرة : مش كدا؟
لا تعرف كيف نطقت تلك الحروف ، لكن ما شعرت به بعد نطقها هو أنها لن تندم لتتخلص من المأزق الذي وقعت فيه ، أو هكذا اعتقدت : ايوه
اتسعت ابتسامته بعد أن أجابت بالموافقة حيث مد يده نحوها ، لتنظر إليها وعقلها تائه قليلاً ، لكن دون أن ترهق نفسها في التفكير أكثر ، وضعت يدها في يده ليضغط عليها برفق ، ثم ساروا معًا إلى ساحة الرقص ، تحت نظر يوسف المذهول لما حدث للتو أمامه دون أن يفهم.
في ذلك الوقت
كانوا يرقصون بهدوء على نغمات رقصة سلو ، وكانت تحاول وضع مسافة بينهم أثناء رقصهم بينما عقلها مشتتًا بالارتباك الواضح ، لكنها حاولت الاندماج ، ونسيان أي شيء يزعجها.
لم تستطع نسمة حتى رفع رأسها إليه ، لأن مظهره الصارم بهذا التنكر المريب جعلها تشعر بالتوتر لدرجة كبيرة حتي سمعته يهمس ببرود : اشكريني
رفعت نسمة رأسها إليه ، ونظرت إليه في حيرة ، ولاحظت أنه كان يحدق بها بقليل من الحدة ، لكنها همست بدهشة : افندم!!
قال مراد بنفس الهمس ، وهو يحدق فيها بإبتسامة عابثة : بعد ما انقذتك المفروض تقوليلي شكرا
رمشت نسمة في ارتباك وحيرة أكبر ، حالما سلط إحدي الأضواء علي عيناها بقوة فبان لونهما بوضوح ، وهو يحركها برفق مع الموسيقى بين ذراعيه ، قائلة بعفوية : مش فاهمة حضرتك بتتكلم عن ايه!!
اتسعت عيناه بالتزامن مع قلبه ، الذي زادت دقاته بشكل ملحوظ ، ولا يعلم أنه سقط أسيراً لخضرتها ، بل ابتسم ببرود وهو يسحبها نحو جسده بقسوة أكبر ، حيث إنصدمت منها كثيرًا وحتى هو لا يعرف سبب هذا التصرف منه ، قائلاً بهدوء جليدي : لو كان الشاب الامور اللي طلب انك ترقصي معه من شوية رقص معاكي .. أكيد كان عرف انك مش كارمن
اتسعت عيناها الخضرتان بصدمة واضحة ، وهي تحاول الرد ، لكن فمها دمدم ينفتح ويطبق دون أن يصدر صوت ، وكأنها نسيت طريقة نطق الحروف.
أما بالنسبة له ، فقد سلط عينيه على حركات شفتيها ، غير مدرك ما حدث له ، لكنها استفزته بشفتيها الوردية بإرتجافتها الواضحة.
مضت ثوان قبل أن تتغير سماء عيناه للأزرق الداكن ، وهو ممسكا يدها بقوة ، مستشعر دقات قلبها الذي كان ينبض بدلاً من صدرها في راحة يدها بسبب التوتر الشديد الذي تفاقم داخلها بسببه.
أضاف مراد بإستخفاف ، وابتسامة غريبة على شفتيه : ببساطة ست متجوزة واقفة لوحدها من أول الحفلة ورافضة الرقص مع أي حد وعيونها هتطلع علي الناس اللي بترقص دا غير ان عيونها لونهم خضره مش زرقاء يعني سهل أوي إنك تنكشفي
ثم أردف مراد بنبرة متلاعبة ، ورفع حاجب واحد بينما كان يميل رأسه قليلا بجانب أذنها : عشان كدا ادخلت في الوقت المناسب وانقذتك ابقي استاهل الشكر ولالا!!
ارتجف جسدها من لهجته الجليدية ، واندلع الغضب والإزدراء بداخلها بسبب عجرفته المفرطة ، فوجدت نفسها تحاول الإبتعاد وتريد الهروب من أمامه في أسرع وقت ممكن ، قائلة بإنزعاج : ابعد ايدك عني لو سمحت مايصحش ك…
قاطعها بهدوء ، لكن نبرته خرجت آمرة للغاية : انا مابحبش حد يتجاهل كلامي ردي عليا
قطبت حاجبيها بتجهم من غريب الأطوار ذلك الذي لا تعلم من أين ظهر لها ، فقالت بصوت هامس مستنكر ، حتى لا تلفت الانتباه إليه وتسبب مشكلة في عملها ، لكنها إتكئت علي حروفها بقوة من فرط تكدرها : انت فاهم غلط وكمان انا مش مضطرة ابررلك أي حاجة ولا طلبت منك تنقذني يا عم العوامة انت .. أوعي ايدك عني وخليني امشي
حاولت إزاحته عنها من خلال الدفع بيدها علي صدره ، لكن ذراعيه إزدات صلابة حول خصرها بقسوة ألمتها ، وقد أصبح العناد هو سيد الموقف الآن.
لم يعد بإمكانه أن يكتم غضبه اللهيبي أكثر ، ومد يده الأخري يزيل قناعها عن وجهها في غمضة عين ، لكن للحظة تسمرت عينيه بصدمة ، وهو يحدق في ملامحها البريئة ، تمامًا مثل صوتها ، لكنه تدارك نفسه في ثوان ، وأختفت لمعة الإفتتان التي ظهرت في عيناه.
همس بصوت يشبه الفحيح قائلاً بحزم : لسانك الطويل دا أوعدك اني هقصه بطريقتي
حدقت فيه بعيون منفرجة علي وسعهم في دهشة وصدمة من مباغتته لها ، وقد لاحظت نظراته الجريئة لها.
قالت بحدة مشوبة بالخجل الواضح من إحمرار وجنتاها : أنت انسان وقح وقليل الذوق وحشري كمان .. انت دخلك ايه بيا وتطلع مين عشان تكلمني كدا؟؟
تحرك فمه بابتسامة جانبية قبل أن يمد يده نحو وجهه ، ويرفع القناع الذي كان يغطيه به ليكشف عن ملامحه الوسيمة والقاسية قليلاً ، قائلاً بطريقة غامضة جعلت الرعب يدب في أوصالها : ماتستعجليش هتعرفي انا مين قريب اوي!
في غمضة عين وجدت نفسها تقف في منتصف ساحة الرقص وحدها لأنه إبتعد عنها وغاب وسط الإزدحام ، فلم يعد هناك أي أثر له.
أما هو فقد غادر سريعا من المكان بأكمله قبل أن يترتكب فعلاً قد يندم عليه أثناء غضبه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في سيارة أدهم
نظرت كارمن من خلف نافذة السيارة ، ربما تعلم إلى أين سيأخذها زوجها ، لكن لم يتبين أمامها أي شيء مألوف ، فسألت بهدوء : ممكن تقولي احنا رايحين فين؟
قال أدهم بمرح بينما نظراته مسلطة علي الطريق أمامه : قولتلك حضري نفسك لمفاجأة كبيرة
ضحكت كارمن بنعومة وقالت : ماشي
تمتم بعفوية : انا قولتلك قبل كدا أن ضحكتك دي بتخطف قلبي
توردت وجنتاها خجلا من الإطراء الرقي الذي يغمر وجدانها به ، من حين لآخر دون أن يكل أو يمل ، فاقتربت منه بشكل تلقائي ، وطبعت أسفل فكه قبلة ناعمة قبل أن تتظاهر بالذعر قائلة : أوعي تكون خطفني
رفع حاجبه ناظرا اليها من زاوية عينه وتساءل : انتي خايفة ولا ايه!!
قالت بتنهيدة : صراحة انا اتوترت شوية
ناظرها أدهم وقال بضحكة : بجد
أومأت كارمن بإبتسامة وقالت برقة : ايوه لاني هبقي لوحدي معاك
قال أدهم بعدم تصديق : لا والله
ضحكت كارمن وقالت بعفوية ، بينما أدارت جسدها تجاهه ، وضمت كلتا يديها إلى صدرها : انت عارف اني كنت مسمياك دراكولا من كتر اللبس الاسود اللي دايما كنت تلبسو .. وكنت اتوتر جامد من بصتك ليا
خرجت منه ضحكة قوية من حديثها الذي شعر منه بمدى قسوة تعامله معها في الماضي ، ليستفسر بغيظ : طيب ودلوقتي لسه دراكولا
ضمت كارمن شفتيها بإبتسامة محرجة ، قائلة بشقاوة : لا دلوقتي اتغيرت جدا بقيت دراكولا رومانسي
ادهم بتمتمة بينما علي شفتيه شبح إبتسامة : لا والله
نطقت بنبرة بسيطة وصادقة : ايوه وفي كل الحالات عجبني اصلا
حدق فيها بإبتسامة واثقة قبل أن يقول برضا : ايوه كدا اعدلي كلامك لاني كنت علي وشك افتراسك حالا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مراد
داخل الصالة الرياضية
كان مراد واقفًا ونصفه العلوي عاريًا ، والعرق يتدفق من جميع أنحاء جسده العضلي القوي من مجهوده أثناء لعب الملاكمة أمام كيس الرمل الذي يدعي السند باج ، حتى أفرغ شحنة الغضب التي شعر بها ، وتلك عادة من عاداته التي يلجأ إليها منذ الصغر عندما يصاب بالغضب الشديد حتي أتقنها بمهارة.
هتف حاتم الذي كان جالسًا على أحد المقاعد القريبة منه بضحك صاخب ، وهو يريح جسده إلى الوراء في استرخاء ومرح : هو مافيش مرة تستر في مكان ابدا .. انا لحد دلوقت مش متخيل انها هزقتك كدا ياريتني روحت معاك عشان اشوف اللقطة دي
تمتم مراد بغضب من بين أنفاسه السريعة ، ولا يزال يلكم الكيس الرملي بقوة : حقك تضحك انا الغلطان عشان حكيتلك وانا عارف انك هتفضل تتريق عليا للصبح
حاول حاتم كبح موجة الضحك التي انخرطت فيها رغماً عنه ، بينما انهمرت الدموع من عينيه من الضحك المفرط وقال : خلاص روق و اهدا
توقف مراد عما يفعله ، وقال بسخط : انسانة غريبة كانت في حجم العصفورة قدامي بس سبحان من صبرني علي طولة لسانها اللي عايز قطعو
حدق حاتم فيه بنظرة ارتياب ، وتمتم : واضح انها دخلت دماغك
تطلع إليه بعيون مفتوحة على مصراعيها قبل أن يحاول تنظيم أنفاسه ، لتهدئة نبضاته التي زادت رغماً عنه ، قائلا بتكبر يشوبه الإستنكار : بتقول ايه .. هي تطلع مين اصلا عشان ادخلها في دماغي!!
هتف حاتم بتأكيد ، وهو يطلق ضحكه قصيره بغلاظة : اهو مش ملاحظ من ساعة ماجيت وانت ماسكتش عن الكلام عنها و كل شوية توصف فيها .. شوية تقول ملامحها بريئة و جميلة وكل حاجة فيها تجنن و زي القمر و شوية تقول انها قطة برية عصبية ولسانها متبري منها
احتدت عيناه بنظرة قاسية نحو حاتم ، وصر علي أسنانه بعنف شديد حتى كاد أن يكسرها عندما سمعه يكرر حديثه عنها خلال فورة انفعاله.
ابتسم حاتم قبل أن يردف بسخرية منه : و حاليا بتطلع دخان من ودانك من كتر عصبيتك الفظيعة دي .. اللي مستغرب منه انك ماجبتش سيرة كارمن خالص ولو بكلمة!!
زفر مراد بقوة بينما يحك ذقنه بتفكير ، وقال ببساطة : بيني وبينك انا مهمنيش خالص لما شوفتها بترقص مع جوزها
تسائل بإستفسار : قصدك يعني انها مابقتش مهمه في نظرك وزهقت من الحوار
رد بنبرة عادية : مش كدا انا معجب جدا بشغلها حقيقي بهرتني ..
أصبحت نبرته أكثر حدة قليلا ، وهو يتذكر كلمات تلك الفتاة التي كانت أول من تجرأ علي التحدث معه بهذه القوة والتحدي : بس انا دلوقتي مابفكرش غير في البت اللي تجاوزت حدودها معايا وناوي أربيها
إبتسم حاتم قائلا بعبث ماكر : مش بقولك انها شغلتك عيب دا انا اللي مربيك
رد بإقتضاب بارد متجاهلًا كلماته أو ربما يحاول الهروب من التفكير بها ، وهو يلتقط أغراضه ويتجه للخارج : انا طالع اخد دوش وانام
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند ادهم و كارمن
في مكان بعيد قليلا عن المدينة و الضوضاء
توقفت السيارة أمام بوابة فيلا بحديقة صغيرة ولكنها رائعة ، ثم ظهر رجل عجوز فتح لهم البوابة لدخول السيارة ، ثم بعد أن حيا أدهم ذلك الرجل وأمره بالذهاب للنوم.
نزلت كارمن من السيارة برفقته أمام باب المنزل ، وهي تحدق حولها بدهشة مما رأته من جمال هادئ.
تقدم أدهم يتجاوزها نحو المدخل ، ثم أدار مفتاحه في الباب ودفعه قليلاً ليدخل ، ثم تبعته بخطوات بطيئة ، تتأمل ذلك المنزل بأرضياته الخشبية وأثاثه البسيط والأنيق للغاية.
همست كارمن بتساؤل وسط تأملاتها : ايه المكان دا!!
التفت إليها أدهم بعد أن خلع معطفه وسترته ووضعهما على أحد الكراسي ، ثم سألها بابتسامة : ايه رأيك فيه الاول؟
ردت كارمن بعفوية : جميل اوي
إتسعت إبتسامته وهو يقترب منها قائلا بتفسير : دا بيتي السري محدش عارفو .. بجي فيه لما بكون عايز افضل لوحدي
تمتمت كارمن بتعجب : يعني محدش جه هنا قبل كدا
وضع أدهم يده في جيب بنطاله ، مستقيمًا ظهره بشموخ ، وقال في نفي : لا ابدا مفيش غير الحارس اللي شوفتيه برا بينظف البيت وبس
سارت في أرجاء المنزل وهي تقول : عجبني اوي البيت و دافي اوي كمان
سار أدهم خلفها حتى أصبح بجانبها ، وأمسك راحة يدها بين يديه ، وهو يسحبها برفق ورائه لإدخالها في إحدى الزوايا قائلا : تعالي
همست كارمن بإنشداه : دفايه كمان
رد ادهم مردفًا : خليت عم ابراهيم شغلها قبل ما نوصل
قالت كارمن بفرح وهي تقف أمامها تتأمل النيران المشتعلة التي تضفي على المنزل لمسة من الراحة والدفء : تحفة يا ادهم
قال أدهم بلطف وهو يشد خصرها ويسحبها نحو صدره ، فتمسكت بقميصه بقبضتها : أنتي لسه ماشوفتيش حاجة .. شوفي بقي أول حاجة هنعملها نقفل موبايلتنا ونفصل عن الدنيا خالص
جعدت حاجبيها وهزت رأسها برفض قائلة بنعومة : مينفعش يا دومي مامتي ومامتك هيقلقو افرض احتاجونا
أجابها أدهم ببساطة : ماتقلقيش من حاجة كل الامور تمام
عضت كارمن علي شفتيها بتفكير قبل أن تقول : طب ممكن قبل ما اقفل الموبايل اطمن علي نسمة !!
أدهم بإبتسامة هادئة : ماشي حبيبي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مزيج العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *