روايات

رواية مزيج العشق الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم نورهان محسن

رواية مزيج العشق الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم نورهان محسن

رواية مزيج العشق البارت الثاني والأربعون

رواية مزيج العشق الجزء الثاني والأربعون

مزيج العشق
مزيج العشق

رواية مزيج العشق الحلقة الثانية والأربعون

(هدوء قبل العواصف) مزيج العشق
ستبقى الأوقات التي أقضيها معك مميزة ، وستظل النار التي نضيئها في الظلام مشتعلة ، وسأستمر في البحث عن اللهب حتى لا تطفئه الرياح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
أمام مطار القاهرة الدولي
فتح حاتم ذراعيه على مصراعيه وصرخ فرحًا : ألف حمدلله علي سلامتك يا حبيبي
عانقه مراد بشوق و قال : الله يسلمك يا حاتم
غمز له حاتم بعينه قائلا بمرح : وشك منور
ابتسم مراد ابتسامة جذابة وقال بحماس : حاسس اني اتولدت من جديد مش متخيل انا حاسس بإيه كأن انسان مختلف رجع غير اللي سافر من شهرين
ارتاح حاتم كثيرا بسبب كلماته التي تدل علي أن مزاجه رائع وقال : الحمدلله يا حبيبي طمني عليك ايه الاخبار
غمغم مراد بتهكم ، وهو يتطلع حوله : و احنا هنتكلم هنا يا حاتم فين العربية؟
اطلق حاتم قهقهة من حديثه اللاذع ، فهو دائمًا لا يفوت شيئا مهما كان صغير : علي رأيك تعالي اهي هناك في الطريق احكيلي كل حاجة
توجهوا معًا إلى حيث توقفت السيارة ، ثم ركبوا حتى يتولى حاتم القيادة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة البارون
خرجت من غرفة الاجتماعات ، وهي تشعر بصداع طفيف بسبب الحديث الصاخب الذي كان بداخلها ، لكن كل هذا لا يهم ، الأهم أنها أنجزت كل ما يطلبه العمل منها وتنتظر العرض بفارغ الصبر.
في ذلك الوقت كان أدهم أنهي إجتماعه مع أحد العملاء ، ثم لمحها تمشي في الممر دون أن تلاحظ وجوده ، رغم نداءه عليها كما توجد ابتسامة بلهاء على شفتيها.
إرتسمت ابتسامة شيطانية على شفتيه ، واقترب منها ببطء و خفة بعد أن تأكد من عدم وجود أحد في الممر.
خرجت شهقة قوية من شفتيها ، فجأة حالما امتد ذراعا قويتان حول خصرها ، ثم اصطدم ظهرها بصدره ورفعها للأعلي ، لم تستطع نطق كلمة واحدة ، لأنها وجدت نفسها في غمضة عين داخل غرفة فارغة.
همس أدهم بمكر ، وهو يدفعها على الباب خلفها لتتكئ عليه ، ويحتجزها بين ذراعيه : الجميل اللي ماكنش بيرد عليا ايه اللي شاغل عقله
تنفست كارمن الصعداء ، وهي تضع يدها علي قلبها تحاول تهدئته ، قائلة بخوف : حرام عليك يا ادهم والله كان قلبي هيقف من الخضة
أردف أدهم بهمس بجوار اذنها ، بينما يفرك يدها الباردة بين يديه الدافئة : الف بعد الشر عنك يا روح قلبي انتي
عادت الدماء تندفع في وجنتاها من الخجل ، وقالت بحب : اخ منك ومن كلامك .. معلش حبيبي كنت سرحانه شوية ومانتبهتش عليك
رفع ادهم حاجب واحد ناظرا اليها ، وقال بتحذير : لو سرحانه فيا هسامحك لكن غير كدا هعاقبك عقاب شديد
زمت كارمن شفتيها ، وقالت بذكاء : علي فكرة ممكن اكذب واقول اني بفكر فيك عشان افلت من العقاب
قهقه ادهم علي إجابتها التي أذهلته ، وقال بلؤم أكبر : مش لما تعرفي العقاب الاول ابقي خدي القرار
تغنجت كارمن قائلة برقة ، وهي تميل بجسدها نحوه : عرفني ايه هو!!
تلامس شفتيها الناعمة بابهامه متمتماً بخبث : لو كنتي بتفكري فيا هكافئك بأربع بوسات ولو بتفكري في حاجة تانية هعاقبك بعشر بوسات وعلي أقل من مهلي
اتسعت عيناها بصدمة ، ثم نظرت حولها يمينا و يسارا ، وعضت شفتها وقالت بصوت خفيض : يا خبر ابيض .. ادهم حبيبي انت مش واخد بالك احنا واقفين فين؟
تمتم ادهم بعدم إكتراث : عادي وفيها ايه احنا ساندين علي الباب محدش يقدر يدخل علينا
كانت كارمن على وشك البكاء بسبب هذا الموقف المحرج ، وكالعادة هو لا يبالي بأحد ، ثم قالت بنبرة لينة ورقيقة للغاية ، محاولة أن تستعطفه : والنبي اعقل و بلاش تهور و لما نروح البيت عاقبني زي ما تحب
صاح بها ادهم بزمجرة مزيفة : ماشي هعديها المرة دي .. بس لو سرحتي في اي حاجة غيري انتي حرة
ثم أردف بنظرات إعجاب : قوليلي ايه بقي الجدية دي كلها في الاجتماع !!
إتسعت عينان كارمن بإنشداه ، وقالت بإبتسامة : انت شوفتني!
اومأ أدهم إليها برأسه، وقال بثقة : طبعا كنت متابع كل حاجة
عدلت كارمن ياقة قميصها ، وقالت بغرور كاذب : احم طبيعي انا هنا مديرة و لازم اكون جدية قدامهم عشان ينفذو اوامري
غمز إليها بعيون تلتمع بشغف ، وهو يقبل وجنتها بحب وقال : ادوب انا فيك بجديتك دي
ابتسمت إليه كارمن ، وقالت برقة مغرية للغاية : ممكن اطلب منك حاجة
قال ادهم بإبتسامة سلبت عقلها : انتي تأمري امر
وضعت كارمن يدها على صدره ، متكئة عليه ، بينما تسللت خفقات قلبه المرتفعة لها من قربها الخطير منه ، ممَ جعل قلبها تزداد نبضاته أيضًا وقالت بغنج : نمشي بدري انهاردة ونروح نتغدي برا مع بعض لوحدنا
لفت كارمن ذراعيها حول رقبته بلطف ، حينما همس لها بهدوء : غالي والطلب رخيص يا عيوني .. خلصي اللي وراكي اوام ولما تكوني مستعدة تعاليلي ونخرج مع بعض
انفرجت شفتا كارمن بابتسامة تظهر أسنانها ، وقالت بسعادة : بحبك يا قلبي
سند أدهم جبهته ضد جبهتها ، وقال بشغف : وانا اكتر يا كارميلتي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
بعد قليل في سيارة حاتم على الطريق السريع
صاح عليه حاتم بغضب وعدم تصديق ، بينما عيناه كانت على الطريق أمامه : معقولة يا مراد مفيش فايدة فيك!!
ضحك مراد بخشونة رجولية جذابة قائلا بإستمتاع : ماكنتش هستريح لو فضل عايش حتي لو اتسجن .. واللي حصل كان في مصلحتي
زجره حاتم بنظرة حارقة ، وقال بتعنيف : مصلحة ايه يا مجنون كان ممكن تفقد حياتك في لحظة
أجاب مراد بعدم إكتراث : ما انا قدامك اهو زي الفل مافيش فيا خدش حتي .. هو اللي عاش و مات خسيس كان مرمي علي الارض قدامي .. لولا ان الشرطة ادخلت و مسكتني كنت خلصت عليه
أضاف بإشمئزاز و هو ينظر للخارج من النافذة بجانبه متذكرا ما حدث : بس الغبي مافيش احقر منه .. مد ايده علي مسدس جنبه و صوت نحيتي لكن رصاص الشرطة كان في دماغه قبل مايضرب بلحظة واحدة
زفر حاتم بحنق مما يسمعه ، وهو يختلس نظرة نحوه بإستسلام من جنونه المستمر قبل أن تعود حدقتيه علي الطريق ، وقال بنبرة هادئة قليلا : المهم انك بخير و رجعت بلدك بالسلامة .. مابقاش في داعي لمسلسلات الاكشن بتاعتك دي تاني
نظر إليه بطرف عينه ، وقال نافيا بهدوء ، بينما يحاول كبح ضحكته المرتجفة علي فمه : لا خلاص مفيش علي الاقل حاليا
ساد الصمت لبضع ثوان ، قبل أن يقطع تساءل مراد هذا الصمت : طمني علي كارمن اخبارها ايه!!
تمتم حاتم ببرود : اطمنك ليه مش كل اخبارها بتوصلك
حدق به مراد بغيظ ، وقال بإنزعاج : بطل رخامة يا حاتم انت فهمني كويس
تحدث حاتم بتنهيدة : البنت مبسوطة في حياتها يا مراد بلاش تخرب حياتها بتهورك و جنانك .. مش كفاية لعبتك قلبت جد و اتعلقت فعلا بها بعد ما كانت مجرد تمويه للجواسيس المزروعه في فندق الغردقة بتاعك
ثم أضاف بغضب من تفكير مراد الشيطاني : كل دا عشان تثبتلهم انك انسان مهوس بالسا**ة والتملك
ثم حملق فيه بنظرة ساخرة مردفا بضيق : وأخرتها بقيت معين حراسة 24 ساعة عليها و بتحميها منهم
نفخ مراد خديه قائلا بنفاذ صبر : يوووه يا حاتم عكرت مزاجي دا مش وقت تأنيب نهائي انت شايفني روحت اخدها بالقوة يعني .. اقفل علي السيرة دي دلوقتي لحد ما ارتب اموري الاول
صمت حاتم علي المضض ، ثم قال بجدية بعد لحظات : قبل ما نقفل السيرة انا رأيي ان مابقاش له داعي وجود الحرس اللي انت مدورهم وراها
جز مراد علي أسنانه بقوة ، ثم هتف فيه بزمجرة ونبرة غبر قابلة للنقاش : لا يا حاتم كل حاجة هتفضل زي ما هي ماتوقفش حاجة مفهوم
قال حاتم بضحكة متهكمة : طب هدي اعصابك عليا شوية عشان بخاف
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في اليوم التالي
في الصباح داخل شقة صغيرة بالإسكندرية
استيقظت روان بنشاط ، وابتسامة سعيدة على شفتيها ، ثم نهضت وركضت مسرعة إلى نافذة الغرفة المطلة مباشرة على البحر ، متأملة بمنظر البحر الساحر أمامها.
تثاءبت وهي تفكر فيما حدث بالأمس عندما وصلوا إلى هنا بعد غروب الشمس ، وتناولوا العشاء معًا ، ثم أمضوا الليلة في مشاهدة فيلم أجنبي ثم ناموا ، وهي تنظر بفارغ الصبر نزولها للسير على الشاطئ.
ابتعدت عن النافذة بعد أن اشتنشقت الهواء العليل ، واستدارت نحو السرير الذي كان نائم عليه زين موليا ظهره إليها ، لتضع يدها على خصرها بابتسامة شيطانية.
لقد أصبحت بارعة في إفزاع زوجها حتي يقوم من نومه الثقيل والمتعب عليها.
اقتربت ببطء من السرير ، وقفزت عليه بحركة مفاجئة ، ومدّت يدها لتدلك كتفه بلطف لإيقاظه من غفوته ، قائلة بصوت ناعم : قوم يا زوز .. اصحي بقي يا حبيبي
نفخت خديها بملل منه لا ينفع به اللطف واللين إطلاقا هذا المخلوق ، ثم كتمت ضحكتها وهي تقترب جدا من أذنه ، ثم همست بخبث : يلا قوم يا زوز عايزة ألحق انزل البحر من أول اليوم
قام الأخر من نومه بغضب ، بعد سماع ما تفوهت به ، ناظرا إليها بعيون واسعة جدا من الذهول ، وضم شفتيه في خط مستقيم ، ثم زمجر بغضب : نعم يا روح امك تنزلي فين!!
إرتعبت روان خائفة قليلاً من هجومه المفاجئ ، ثم سرعان ما انفجرت ضاحكة على طريقة حديثه وحدقتيه التي برزت من مكانها ، ومنظره الفوضوي بشعره المشعث ، قائلة بمرح من بين ضحكاتها : انا كدا عرفت كلمة السر اللي هصحيك بيها كل يوم
أمسك زين الوسادة من جانبه ، وألقى بها على وجهها متمتما بغيظ : عبو شكل رخامتك علي الصبح يا بنت الشناوي
التقطت الوسادة قبل أن تصل إلى وجهها ، وهي ترفعها بيديها للأعلي قائلةً بغضب مصطنع وهي تنحني عليه بوجه مقتضب : نعم نعم مالها بنت الشناوي يا دالعاااداي
شدها زين من خصرها ، حتي مالت على جسده أكثر ، هامسا أمام شفتيها بحب ، بينما تلفح أنفاسه الحارة وجهها الصغير ، ممَ جعل نبض قلبها يعلو بخجل : مالهاش جننت اهلي بس
احمرت وجنتاها ، بينما ابتسامة عاشقة واسعة إرتسمت علي شفتيها ، ثم همست بدلال وهي تلقي الوسادة ، وتحيط رقبته بكلتا يديها : انا بحسب حاجة تانية ..
أردفت روان ، وهي تطبع علي شفتيه قبلة سطحية : يلا قوم عشان تفسحني .. ولا انت جايبني هنا عشان تقضيها نوم و ارجع البلد اقولهم ايه كان نايم .. هسوء سمعتك انا مجنونه و…
أُنجبرت على التزام الصمت حالما وضع راحة يده على فمها لمنعها من الثرثرة ، وهو يتمتم بضجر : هششش افصلي يخربيت شيطانك اتهدي لينا جيران هنا هتصحيهم بالراديو اللي في بوقك .. بطلي تبوظي اللحظة الرومانسية زي كل مرة ها قوليلي عايزة تروحي فين يا قدري
اتسعت عيناها عسليتين من حديثه بصدمة ، وهي ترفع يدها لتبعد يده عن فمها ، وقالت بأنفاس متلاحقة : اوعي ايدك .. هكلم ازاي وايدك الضخمة دي كلها علي بوقي
وأضافت بغرور مزيف وهي تطير شعرها الطويل المبعثر حولها إلي خلف ظهرها : اعتبر نفسك من دلوقتي المرشد السياحي بتاعتي وفرجني علي كل حته في اسكندرية
جعد زين حاجبيه ، وقال في استياء ، وهو يعض علي شفته بغيظ : بترفعيلي مناخيرك لفوق يا بت .. بقي دكتور محترم زيي هيبقي مرشد سياحي ليكي يا مفعوصة .. انا هوريكي تعالي هنا
باغتها بإمساك جسدها بيديه ، وجعلها تستلقي على السرير بقوة ، وإشرف عليها بسرعة ، فإنتفض جسدها بعد لحظات من كثرة الضحك بسبب دغدغته لها على خصرها وبطنها ، وفي أي مكان أصابعه تمر به.
هتفت روان بصوت متقطع ، وقد تجمعت الدموع في عينيها من قوة ضحكتها : خلاص .. كفاية ..
قال زين بعناد وهو يضحك : مش هبطل قبل ما تعتذري
قالت روان بإستسلام من بين ضحكتها ، وهي تتلوى في كل الاتجاهات : اس.. اسفة يااازين .. يخربيتك صوابعك حرام علييييك
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
داخل مكتب أدهم في شركة البارون
كان أدهم جالسًا خلف مكتبه ينظر إلى بعض الأوراق بعناية قبل أن يرفع عينيه ، حالما سمع صوت كارمن الرقيق ، وهي تقترب من مقعده خلف مكتبه ، لتقول بهدوء : حبيبي انا هروح ابص علي الشغل و اجي
أمسك بإحدى ذراعيها قبل أن تفكر في الابتعاد عنه ليسحبها نحوه ، فمالت عليه بنصفها العلوي ، بينما إستندت عليه بكلتا يديها ، ونظرت إليه بإستغراب من مباغتته لها هكذا حتى قال بابتسامة : الحلوة مستعجلة علي الشغل اوي من اول اليوم انا بدأ الموضوع دا يستفزني
ردت كارمن عليه بابتسامة لطيفة : انت مكبر القصة علي فكرة الوقت ضيق و الشركة كلها فوق بعضها
خرجت منه تنهيدة ، وهو يدفع كرسيه للخلف قليلاً بينما كان يمسك بيدها على صدره ، ثم نهض ليستقيم أمامها بطوله الفارع ، قائلاً بضجر وضيق : انا اللي جبته لنفسي ولازم اسكت غصب عني…
بترت عبارته بينما كانت تحيط خديه بكفيها ، لتهمس بصوت دافئ : يا حبيبي خلاص باقي يوم واحد علي الديفليه لازم نستعدلو وخصوصا انا .. لازم استعد نفسيا كويس وبعده هلزقلك لحد ما تزهق مني
شدد أدهم عناقه لخصرها أكثر حتى إلتصقت بجسده ، قائلا في إنكار ماكر : غبية مابزهقش من العسل انا بموت فيه
إكتست وجنتاها بإحمرار لطيف ، بينما ارتسمت ابتسامة خجولة على شفتيها وهي تغلق عينيها.
أختلطت أنفاسهما ، حينما إقترب من شفتيها للغاية بغرض تقبيلها ، ليقاطع عليهما تلك اللحظة طرق خافت على الباب.
حاولت التملص منه بلطف ، فترك خصرها بابتسامة ملتوية على شفتيه من مظهرها الخجول ، قائلا بهدوء يحسد عليه : ادخل
تحدث مها بإبتسامة مهذبة : اسفة علي المقاطعة يا فندم .. الانسة اسراء طلبت تكلم مدام كارمن
سارت إسراء صوب كارمن بهدوء ، قائلة باحترام بعد أن غادرت مها إلى مكتبها بهدوء : استاذة كارمن دي نماذج دعوات العرض بقت جاهزة زي ما حضرتك طلبتي
ثم وجهت حديثها إلى أدهم بعد أن أخذت كارمن البطاقات منها وبدأت تنظر إليها ، بينما قالت هي بجدية ، لكن في داخلها مضطربة قليلا من وقفتها أمام صاحب الشركة بشخصيته الصارمة والباردة نوعا ما : اتصلت بالفندق يا ادهم بيه واطمنت ان كل شئ جاهز وهنروح نتأكد بنفسنا من كل حاجة زي ما طلبت
أومأ أدهم برأسه وهو يجعد حاجبيه بتلقائية ، ثم قال بصوت جاد : تمام يا اسراء لو في حاجة محتاجة تعديل عرفينا وبالنسبة لمكان الحفلة بعد العرض اتاكدي انه كمان اتحضر
هتفت إسراء بحماس عفوي رغما عنها : هو جاهز فعلا احنا لسه راجعين من هناك و اتأكدنا منه
تمتم أدهم وهو يتكئ بيده على المكتب المجاور له ، ولا يرفع عينيه عن كارمن التي كانت تنظر إلى البطاقات باهتمام متصنع ، حتي لا يلاحظ أحد إضطربها من قربه منها منذ قليل : كويس اوي
طرقت مها باب المكتب ثم دخلت مجددا ، وخلفها أحد موظفي الفريق التي قالت بهدوء : استاذة كارمن الفساتين اتغلفت و هتروح للاوتيل دلوقتي .. تحبي تشوفيهم قبل ما نتحرك
هزت كارمن رأسها بالإيجاب قائلة بجدية بعد أن سيطرت على توترها ، ثم سلمت البطاقات لإسراء : اكيد هشوفهم اتفضلي وانا جاية وراكي
بعد أن غادر الجميع ، بقيت هي وأدهم فقط ، فاقتربت منه بعفوية ، ليضع يده على خصرها وجذبها إليه ، لتستند عليه قائلاً بعبوس : مالحقناش نفضل مع بعض شوية
طبعت قبلة صغيرة على وجنته ، وقالت بابتسامة على مظهر حواجبه المعقودتين بعبوس لطيف للغاية : هخلص بسرعة و ارجعلك
أسدل يديه عن خصرها ، وقال بقلة حيلة ، بينما تتألق عيناه بحب : طيب هسيبك بس ماتطوليش عليا
نبرته الدافئة ونظرة الحب الصادقة في عينيه اللامعتين جعلتها تشعر بالإشتياق إليه وهو أمامها ، فتمتمت بخفوت ، بينما ينبض قلبها بصوت عالٍ : ادهم لو سمحت بطل تبصلي بالطريقة دي عشان وقتها مش هقدر امشي من هنا اصلا
انحنى أدهم عليها وقبل وجنتها المتوردة بلطف ، قائلا على مضض : ماشي
اقتربت كارمن منه كثيرًا ، لتهمس في أذنه بدلال قبل أن تغادر بسرعة : بحبك
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة مراد
كان يجلس مراد في مكتبه الواسع بديكوراته المميزة متكئ بظهره على الكرسي الجلدي الاسود الخاص به ، و موليا ظهره بالكامل نحو النافذة الزجاجية الخلفية في غرفة المكتب.
قاطع شروده رنين الهاتف في جيبه ، فأخرجه ثم أجاب ، بعد أن وضع الهاتف على أذنه وقال بهدوء : ايوه يا حمدي
حمدي بإحترام : اهلا اهلا يا مراد بيه حمدلله علي سلامتك
مراد ببرود : الله يسلمك كل الامور عندك تمام
أومأ حمدي برأسه كما لو أنه كان يقف أمامه وأجاب : ايوه يا فندم انا اتصلت عشان اسلم علي حضرتك و عندي خبر عايز ابلغك به
قال مراد بإستفهام : ايه خير
اجاب حمدي بتفسير : حفل الازياء لشركة البارون بعد يومين و زي ما حضرتك امرتني عرفتلك كل المعلومات عنه و كمان قدرت اخد دعوة لحضرتك اذا حابب تحضر وكمان دعوة للحفلة التنكرية المعمولة بعد الديفليه علي طول بنفس الليلة
مراد بإبتسامة صغيرة : حلو اوي ابعتلي المعلومات اللي عندك و الدعوات في اسرع وقت
حمدي بطاعة : تمام تأمرني بأي حاجة تانية
أدار مراد كرسيه لتتسع عينيه بذهول ، لكنه قال بتنهيدة : لا متشكر يا حمدي .. يلا انت سلام
ثم أردف مراد بسخرية : ايه يا حاتم مش هتبطل عادتك دي .. واقف من امتي كدا؟
خطي حاتم داخل المكتب وقال بهدوء : من اول المكالمة يا مراد
مراد ببرود : ماشي كويس وفرت عليا الشرح
جلس حاتم امامه وقال بإزدارء : بلاش البرود دا معايا عايز تروح الحفلة دي ليه
مط مراد شفتيه بلا مبالاة ، ليقول ببرود : فضول و اغير جو شوية ايه المشكلة
هتف حاتم فيه بسخط : انت نفسك مشكلة يا بني خرجها من دماغك كفاياك تتعلق بوهم .. انت مش صغير واللي كنت موقف حياتك بسببهم خلاص غارو .. ليه ما تدورش علي بنت الحلال وتخلف زي اي انسان طبيعي
تنهد مراد وهو يشرد في كلمات حاتم ، ثم قال بهدوء : صدقني انا مش عايز اخرب حياتها .. بس انا من يوم ماشوفتها بجد جوايا احساس مش قادر اوصفه .. بحس براحة و بألفه يمكن عجباني براءتها .. لكن الاكيد ان سفري كان له مصلحة عشان أهدي و افكر بعقل في الموضوع
واضاف : المهم سيبك من دا كلو واطمن يا حاتم خلاص مش هحضر الديفليه ..
ثم ظهرت علي شفتيه ابتسامة لعوبة مردفا بحماس : بس هروح الحفلة التنكرية اغير جو واتسلي
تشدق صدغ حاتم بسخرية : و هتلبس ايه يا عم المتنكر!!
ابتسم مراد بغموض ، بينما تومض عيناه الزرقاوان بخبث ماكر.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في توقيت ما بعد الظهر في الإسكندرية ، داخل مطعم أسماك بجانب البحر
نظر زين بإبتسامة الي روان وقال بهدوء : عجبك الاكل يا قلبي
قالت روان بهمهمة مسرورة من المذاق اللذيذ للمأكولات البحرية الرائعة : تحفة بجد
قال زين بحب : بألف هنا و عافية علي قلبك
ابتسمت روان بخجل وقالت برقة : تسلملي حبيبي
تساءل زين بعد أن وضع شوكته بهدوء بجانب طبقه دون أن يصدر صوت طقطقة : ايه رأيك نطلع نتمشي شوية بعد ما تخلصي اكل
لقد أحبت الفكرة حقًا لذا أومأت بسرعة وقالت بحماس : الحمدلله انا شبعت ياريت نتمشي
صمتت روان عندما نادي زين علي النادل ودفع الحساب ، ثم نهضوا وقال زين : يلا بينا
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في ذلك الوقت بداخل قصر البارون
اجتمع الجميع بعد تناول الغداء معًا
قال مالك بإمتنان لكريمة التي أحضرت لهم مشروبات مختلفة بين بارد وساخن ، برفقة بعض الخادمات الجدد ، بعد إصرار ليلي على تغيير بعض الفتيات اللاتي لم ترتاح لهن ، وكان ذلك بمساعدة كريمة التي اختارت الفتيات بحذر وتأنى : مش عارف اشكرك ازاي يا دادة لولا مساعدتك انا كنت اتمرمطت
ابتسمت كريمة في وجهه وقالت بود : ولا يهمك يا ابني دي حاجة بسيطة
ثم اردفت بصدق : المهم ربنا يقوم ست يسر بالسلامة وربنا يفرح قلوبكم بالنونو الجديد
يسر بإبتسامة جميلة : تسلمي يا دادة و بجد شكرا الرنجة كانت تجنن
اتسعت ابتسامة كريمة قائلة بإحترام : العفو يا حبيبتي عن اذنكم
استدارت يسر متسائلة بحيرة : اومال فين ياسين يا مالك؟
مط مالك شفتيه دلالة علي عدم معرفته و أجاب : والله ماعارف احنا اكلنا من هنا وهو جري معرفش بيعمل ايه!!
جاءت كارمن من ورائهم وقالت بابتسامة : اطمنو هو برا في الجنينه مع ملك بيلعبو لسه جاية من عندهم
قالت يسر بخوف : برا دلوقتي يمكن يبردو
اجابت كارمن بنفي ، وهي تجلس بجانب ادهم : ماتقلقيش الجو حلو دلوقتي برا
ثم اضافت بتساؤل رقيق موجهة حديثها الي زوجها : حبيبي احطلك حاجة حلوة
لف ذراعه حول كتفها ونظر إليها بشغف قائلا بهمس : وانتي جنبي يا كارميلتي .. هحتاج اي حاجة حلوة .. ازاي يعني!!
صاح مالك الذي كان يتابع هذا المشهد أمامه بعيون واسعة بعدم تصديق وصدمة قوية وقال بسؤال أحمق : الله اكبر عليك يا روميو من امتي الرومانسية دي كلها طلعت مش ساهل ابدا
زجره ادهم بنظرة حارقة ليقول بتهكم : خليك في مراتك لو سمحت .. بدل ما اطردك انت وابنك اللي لازق لبنوتي في الجنينه
لكزته يسر في كتفه بقبضتها ، وهتفت بغيظ : ماتسيبو يعبر عن شعوره يا سي مالك وركز انت هنا شوية و لا مش عاجباك انا يعني
غمغم مالك وهو يقرص وجنتها بلطف : ازاي يا روحي انتي الخير و البركة
حدقته يسر بصدمة وصرخت بغضب : يا نهارك مش فايت وخليتني بركة كمان
رفع مالك عينيه الي السقف بضجر ، و قال بحسرة : يارب صبرني اهي زي ما انتو شايفين اللماضة و النرفزة بيطلعو في لحظة واحدة
قالت مريم بهدوء : اهدي يا حبيبتي هو يعني مش قصده وانت يا مالك استحمل شوية ما انت عارف الهرمونات يا بني
أومأ مالك برأسه ، وقال بابتسامة مغتاظة : انا مركز دلوقتي في الاتنين اللي بيتوشوشو هناك دول ولا معبرنا
غمغم أدهم في استياء وهو يلتفت إليه ، وقال بنفاد صبر : اللهم طولك ياروح .. لو قومتلك هرميك برا
رجع مالك للوراء وهو يلتصق في يسر ممسكا يدها ، ويقبلها قائلاً بخوف مصطنع : خلاص يا ابو الشباب خد راحتك دا انا بهزر
صدح بعدها أصوات ضحك الجميع عليه.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
وقت غروب الشمس على كورنيش البحر الأبيض المتوسط ​
وقف كل من مالك وروان يشاهدان هذا المشهد المبهر في صمت ، ثم قاطع زين هذا الصمت بعد لحظات ، قائلاً بصوت هامس : حبيبتي
غمغمت روان بصوت خافت ، وهي تستند رأسها على كتفه : نعم
قال زين بهدوء وهو نظراته شاردة نحو البحر : في حاجة عايز اقولك عليها !!
رفعت رأسها وهي تنظر إليه بقلق ، لتقول بإنزعاج : زين لو سمحت انت عارفني بقلق من مقدماتك ياريت تتكلم علي طول
سألها زين وهو يضحك ، بينما يضع ذراعه على ظهرها ، ويتحرك معها إلى الأمام : مش عارف انا ليه انتي بتتوتري كدا .. اهدي كدا شويه و اطمني
تنهدت روان بنفاذ صبر : مطمنة يلا احكي
جلس زين معها على أحد المقاعد ، وسألها بتروي : ايه رأيك لو عيشنا في القاهرة؟
عقدت روان حاجبيها بدهشة ، وقالت بعدم إستيعاب : القاهرة مش فاهمه .. ليه فكرت في كدا!!
أخذ زين نفسًا عميقًا قبل أن يقول بهدوء ، وهو يمسك يديها بين يديه : روان انتي عارفه ان مستقبلي الطبي هيكون افضل في القاهرة
همست روان بتفكير : ايوه عارفه بس..
بتر زين جملتها قائلا بتفاهم : عارف اللي بتفكري فيه اهلك واهلي
نظرت إليه وهي تومئ بالايجاب ، قائلة بإضطراب : صح انا عمري مابعدت عنهم
قال زين بتنهيدة وهو يسحب شعره بيده الذي تبعثر بفعل الريح : مقدر كلامك صدقيني .. بس في مصر الابواب هتكون اوسع دا هيفيدني جدا وانا كنت ناوي علي كدا بس ماحبتش بعد جوازنا نسافر علي طول
كانت صامتة ولم تستطع الرد على حديثه ، حيث بدا أنه اتخذ قراره و إنتهي الأمر.
مد يده الكبيرة ورفع ذقنها ليجعلها تنظر إليها وقال بإبتسامة : روان بصيلي هنا .. خدي وقتك في التفكير مابقولكيش تقبلي الوضع دلوقتي فكري علي مهلك خالص
نظرت روان إليه بحب وقالت بإبتسامة هادئة : مش محتاجة تفكير يا زين امي قالتلي نصيحة يوم جوازي هي قديمة شوية و كنت بسمعها في المسلسلات بس كانت مظبوطة .. قالتلي بلدك مكان مايروح جوزك
أمسكت بيده الباردة من التوتر الذي كان يشعر به وحاول كبحه طوال حواره معها ، بينما كانت تفرك يده بين يدها الدافئة قليلاً قائلة بابتسامة جميلة : وانا مكاني جنبك في اي مكان هتروحو رجلي علي رجلك
ابتسم بإتساع وهو ينظر إليها بنظرات عشق تتفاقم كل لحظة في قلبه تجاهها ، وقال لها بجدية يتخللها حب عميق : فكريني لما نرجع الصعيد ابوس علي راسها انها خلفت احلي واعقل واجن بنوته عشان تكون ليا انا وبس
قالت روان تقلد نبرة صوته الأجش بطريقة طريفة : كل دول .. وبعدين حيلك حيلك انت ممنوع تبوس اي حد غيري يا دكتور حتي لو امي البوس دا ليا انا وبس
قال زين وهو يقهقه علي اسلوبها الظريف وتعبيراتها اللطيفة : ماشي يا لمضة
اردف بجدية : عموما ماتتوتريش مش هننقل الا بعد امتحاناتك ولما تطلع النتيجة هنقلك ورقك للجامعة في مصر واكون رتبت اموري هناك
قالت روان بسعادة وحماس ، وهي تصفق بكلتا يديها ، وتنظر إليه ببراءة : انا مش متوترة بالعكس تصدق انا فرحانه اني هبقي قريبة من كارمن ماكنتش في فرصة نقعد مع بعض براحتنا
قرص انفها برفق وقال بعبوس مزيف : يا بكاشة فرحانه عشان بنت عمك ماشي صحيح زي القرع بتمدي لبرا
ضحكت روان بشقاوة ، وقالت بنظرات مترجية : يعني مش لبرا اوي .. بس اوعدني انك هتخليني اورحلها علي طول
نظر إليها من زاوية عينيه ، محاولًا إخفاء الابتسامة الماكرة على شفتيه من غضبها بعد ما سيقوله للتو : انا كنت عامل حسابي علي كدا .. اهو اخلص شوية من الدوشة بتاعتك
كانت روان فاغرة فاهها بدهشة من حديثه ، ثم ضاقت عينيها عسليتين وتمتمت بغيظ ، وهي تنهض من جنبه : دوشتي طب يلا بقي خلينا نروح عايزة اتابع المسلسل قرب يجيي
أمسك بذراعها ليمنعها من الحركة ، وقال في بعدم تصديق ساخراً منها : تعالي هنا في وحدة عندها مخ تضيع خروجة علي البحر عشان حلقة مسلسل
مددت له لسانها في حركة طفولية وقالت بعناد : اه انا
أشار زين لها للتحرك أمامه ، وهو يتمتم بحنق متصنع : مجنونة ولبستك امشي قدامي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
حل المساء سريعا
في منزل نادين
يجلس قاسم على الأريكة بمفرده ، بينما تجلس ميرنا ونادين على كرسيين منفصلين.
قالت ميرنا بإستنكار متساءل : يعني ايه الكلام دا يا قاسم؟!
قال قاسم بجدية : زي ما بقولك الرجالة بدوا بمراقبة كارمن .. وهي مابتخرجش لوحدها ابدا يا معها ادهم او الحرس
نظرت نادين بلوم إلي ميرنا ، وقالت بسخرية : شوفتي ان كلامي كان مظبوط .. ما انا قولتلك كدا يا ميرنا من الاول صعب تستفردو بيها بالساهل
تجاهلت ميرنا حديثها وهي تشيح بنظرها عنها وقالت : خلاص يا قاسم خليهم يستمروا بمراقبتها ولما تيجي فرصة ينفذو فورا
ابتسم قاسم بتهكم وقال بإبتسامة لا تصل إلي عينيه : بس دا مش ببلاش محتاجين فلوس اكتر .. دي عطلة ليهم
تأففت نادين بحنق وقالت : يوووه كلو بحسابو يا قاسم انت بس ثبتهم لحد ما نخلص
تمتم بسخرية لاذعة : دول ماينفعش الكلام دا معاهم يا ماما دول كلا*ب فلوس وانتي مشبعاهم تعرفي تسيطري عليهم .. لو جاعوا و مارمتيش لو عظمة ليهم هياكلوكي حية
قالت نادين وهي تبسط راحة يديها بقلة حيلة : اعمل ايه انا مامعييش اي فلوس دلوقتي؟
هتفت ميرنا بإنزعاج منهما : خلاص منك ليها .. انا هدفع و نبقي نتحاسب بعدين
نظر قاسم إليها بفتور وقال ببرود : ماشي تمام كدا انا هنزل و لو في جديد هتصل بيكو سلام
ميرنا و نادين : باي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مزيج العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *