رواية المشوه الفصل الخمسون 50 بقلم الشيماء محمد
رواية المشوه الفصل الخمسون 50 بقلم الشيماء محمد
رواية المشوه البارت الخمسون
رواية المشوه الجزء الخمسون
رواية المشوه الحلقة الخمسون
ليلى بعد ما ادهم مشي قعدت مكانها تعيط بهدوء وافتكرت اول ما وصل ودخلت المطبخ تجهز الغدا
فلاش باك
سابته ودخلت بسرعة المطبخ واخدت موبيلها تكلم هالة : ادهم هنا !
هالة باستغراب : هنا فين !
ليلى : هنا عندي في البلد ، في البيت ، بره مع العيال
هالة ابتسمت : طيب اهدي اكيد محتاج يشوف عياله ده طبيعي يعني
ليلى : ايوه ماشي بس بيقولي انتي لسه مراتي اقوله ايه ؟
هالة : انتي قولتيه ايه !
ليلى : قولتله نشوف الموضوع ده بعدين بحجة ان العيال قاعدين .. اتعامل معاه ازاي؟
هالة : زي ما انتي ! المفروض انك زعلانة ومسافرة زعلانة مفيش حاجة اتغيرت
ليلى بشوق : بس هو واحشني وانا نسيت كنت زعلانة ليه ..
هالة ابتسمت : زعلانة علشان داليا اللي بيرتاحلها،، اللي شوفتيها معاه في بيتك .. زعلانة علشان هو حملك كل مشكلة حصلتله في حياته .. زعلانة علشان طردك من المستشفي لما ابنك كان تعبان .. زعلانة علشان كتير قوي يا ليلى
ليلى كشرت : انتي شرانية قوي على فكرة
هالة : لو اتصالحتي معاه دلوقتي ادهم مش هيخرج من بيتك
ليلى بعدم فهم : طيب ماهو ده شيء كويس
هالة : لا طبعا ادهم اخد خطوات كبيرة في علاجه ولو اتصالح معاكي ورجع بيته مش هيكمل علاجه ودي خطوة مهمة يا ليلى .. لو بتحبي ادهم لازم يمشي من عندك ولازم يكمل مواجهة ماضيه علشان يبطل يعيش محاصر فيه .. طبعا انا مقدرش اجبرك تمشيه بس انا واثقة في حبك له وحبك هنا هيكون في بعده عنك .. طول ماهو فاكر انه خسرك هيحاول يعمل المستحيل علشان يرجعلك
ليلى : ولو زعل مني وطلقني وما رجعش ؟
هالة : انتي سامعة نفسك بتقولي ايه ! ليلى ادهم اللي عندك بره ده حالته نفس حالتك واكتر والشوق واللهفة اللي جواه هما اللي خلوه يحاول يتعالج ويصلح من نفسه علشان يرجعلك فارجوكي خلي السبب ده موجود
ليلى كشرت : حاضر هفضل بعيد وهمشيه من عندي .. ( غيرت لهجتها بتوسل ) طيب يبات النهاردة وبكرة امشيه !
هالة بتهديد : ليلى !
ليلى : يووووه خلاص هيتغدى ويمشي ..
قفلت وهيا مخنوقة ومش عارفة هتمشيه ازاي من عندها …
اهي عرفت تمشيه مجروح من عندها وقلبها موجوع يمكن اكتر منه كمان .. لحد امتى هيفضلوا في الوجع ده ! وامتى هيرجعوا لبيتهم ولحياتهم المستقرة .. تعبت بقى من كل حاجة بتحصل .. تعبت وبس ..
أدهم مشي من عندها مخنوق وحاسس انه قرب يفيض بيه من مراته .. ازاي تطرده من عندها بالشكل ده ! ازاي ما شافتش شوقه لها واحتياجه ! ازاي عرفت تتخلى عنه ؟ معقولة بسبب داليا ! لا هيا جواها عارفة كويس ان داليا ما تعنيش اي شيء له ده موضوع منتهي وهيا فاهمة ده كويس فليه طردته بالشكل ده !! بدأ يفتكر كل خناقاته ولومه لها الفترة اللي فاتت واتهامه لها مرة بعد مرة انها فاشلة في كل ادوارها .. نفخ بضيق وحس انه تايه اكتر من الأول .. حس ان كل حاجة بتضيع من بين ايديه .. قرر انه لازم يكمل مشواره مع هالة مع انه حاسس ان مفيش حاجة بتتعدل ولا حاجة بتفرق بس معدش قدامه غير الطريق ده ولو ده طريق بيته الدافي هيمشيه للاخر ..
ادهم استمرت جلساته مع هالة وكلامها في الماضي ورفضها انه يتكلم عن علاقته بليلى الا لما يخلص كل الماضي الأول .. وكتير بيزهق منها ويسيبها ويمشي مخنوق وعنده احساس شنيع انه نفسه يقتلها ..
في واحدة من جلساته بيزعق قصادها وواقف قصاد مكتبها عايز لو يلف لعندها ويقتلها : وبعدين معاكي ! احنا محلك سر .. مش فاهم بنتكلم في الماضي ليه ماهو انتهى وخلص .. حياتي بتضيع من ايدي ومستقبلي بيضيع وانتي مصرة نتكلم برضه عن اللي فات .. شكلك اصلا فاضية وعايزة تتسلي بتتعلمي فيا وبس !
هالة : أدهم اهدى واقعد
ادهم اتنرفز : ياما كلمة اهدى دي بتعصب فعلا !
هالة اخدت نفس طويل : خلاص ما تهداش .. اقعد من غير ما تهدى ..
ادهم قعد بغضب وبيهز رجله بتوتر وايده على دقنه وباصصلها بغضب : اتفضلي اديني اترزعت
هالة بهدوئها المعتاد اللي بيعصب ادهم اكتر واكتر : اولا يا ادهم انا دكتورة من اكتر من عشرين سنه وعمري تخطى الخمسين وخبراتي الحمد لله كتيرة ومر عليا حالات كتيرة
أدهم بغيظ : بتقوليلي الكلام ده ليه !
هالة : علشان بتقولي شكلك فاضية وبتتسلى وبتعلم فيك فبوضحلك بس اني ولا فاضية ولا بتسلى ولا بتعلم فيك
أدهم استقر في قعدته واعتذر : سوري ما اقصدش المعنى ده بس فعلا انا متنرفز اوكي
هالة : عارفة ان سيادتك متنرفز
ادهم : ولما عارفة ان سيادتي متنرفز ليه ما نتكلمش في اللي انا عايز اتكلم فيه ! علاقتي بليلى حاليا اهم من اي حاجة تانية واهم من اي حد تاني خلاص ؟
هالة : عارفة ده كويس بس علشان علاقتك بليلى تتصلح لازم تصلح كل حاجة الاول يا ادهم .. صدقني علاقتك بيها هتتصلح تلقائي
أدهم : ولو هيا زهقت مني ! واصرت فعلا على الطلاق واكتفت مني !
هالة ابتسمت بينها وبين نفسها ان الاتنين خوفهم واحد وهو انهم يخسروا بعض
هالة : انت سامع انت بتقول ايه ! ليلى اللي حبت أدهم المشوه ووقفت قدام أبوها والمجتمع والناس كلها ممكن تزهق وتسيبك ؟ انت متخيل ان ممكن ليلى تكتفي من ادهمها ومن حبها !
ادهم بتردد : هيا اكتفت فعلا وسابتني ومشيت
هالة بتصحيح : انت طردتها مش هيا اللي مشيت بلاش نخلط الامور
ادهم بمغالطة : طردتها من المستشفى مش من بيتي هيا اصلا ما جاتش بيتي
هالة : انت لو هتفضل تغالط نفسك كده مفيش حاجة هتتصلح .. انت طردتها من حياتك وحملتها كل اللي حصل فوق دماغها وقولتلها محتاج لمساحة زعلان بقى دلوقتي انها احترمت رغبتك وعطتك المساحة ؟
ادهم : مين فينا اللي بيغالط دلوقتي ! سيادتها ما بعدتش علشان تديني مساحة سيادتها بعدت علشان طالبة الطلاق وحتى لما روحلتها البيت طردتني من عندها وقالتلي ليك عيالك وبس
هالة : وده ليه يا سيادة المقدم المبجل ؟ هاه ؟
ادهم بهروب : معرفش
هالة بتأنيب : لا سيادتك عارف كويس .. هيا كانت رايحالك بعيالها بيتك او راجعة بيتها وهناك اتفاجئت بواحدة مكانها
ادهم قاطعها باعتراض : بلاش والنبي الكلام اللي مالوش لازمة ده ليلى مفيش حد ممكن يكون مكانها والمفروض انها عارفة ده كويس
هالة : كانت عارفاه مع جوزها القديم اما الشخص الجديد ده ! اللي ما بيديش لاي حد فرصة يتكلم او يسمع لاي حد ! اللي لاول مرة يروح لحد بره بيته يفضفض معاه ! اللي بيهجم على الكل ! اللي عمال يتهمها مرة بعد مرة انها فاشلة في كل أدوارها ! الشخص ده هيا مش واثقة فيه ومش فاهمة تفكر ازاي معاه ! فكان لازم تطمنها وتاخدها في حضنك وده علشان يحصل لازم انت كمان تكون مستقر وترجع لطبيعتك ولحياتك وساعتها كله هيرجع تباعا..
ادهم زمجر بصوت قلة الصبر وهو مش طايق نفسه ولا اللي بيحصل حواليه ولا داخل دماغه كلام هالة ومفيش في دماغه غير ليلى ورجوعها لحضنه ..
هالة بصتله : المهم دلوقتي
ادهم بصلها : ايوووة المهم .. ايه هو المهم !
هالة بصت لساعتها وبصتله : خلينا نسيبنا شوية من علاقتك بليلى ونركز في علاقاتك انت ! هينضم معانا حد النهاردة
ادهم بتوتر : مين ! لو ابويا هقوم امشي .. انا مش عايز اتكلم معاه
هالة بتفهم : لسه ابوك شوية بس لازم هتتواجه معاه
ادهم : مش عايز
هالة : مش مستعد بس هيجي الوقت ما تقلقش وتستعد .. الموضوع وقت مش اكتر
الباب خبط وادهم بصلها : امال مين هينضملنا النهاردة ؟
هالة ابتسمت وقالت بصوت عالي : اتفضل !
ادهم عنيه معلقة بالباب واتفاجىء بأخوه أحمد داخل بارتباك وبصوا الاتنين لبعض كتير لحد ما هالة : اتفضل اقعد باشمهندس احمد قصاد اخوك
احمد بتوتر : حاضر .. ( بص لاخوه ) ازيك !
ادهم بلهجة عادية : الحمد لله وانت !
احمد بتوتر : كويس … كويس
الاتنين بصوا لهالة منتظرينها هيا تتكلم وهيا ساكتة وبصالهم هما الاتنين
أدهم بنفاذ صبر : وبعدين هنفضل احنا التلاته نبص لبعض كده وساكتين !
هالة بهدوء : طيب اتكلموا !
ادهم باستغراب : نتكلم نقول ايه ! انا معنديش حاجة اقولها
هالة بصت لأحمد فجاوب : وانا معنديش حاجة أقولها ! حضرتك كلمتيني وطلبتي مني اجي وانا اهو جيت !
أدهم : طيب بما اننا كلنا معندناش حاجة نقولها استأذنكم أنا
قام وقف بس هالة اتكلمت : اقعد يا أدهم في كلام كتير لازم يتقال واكتر منه يتسمع
أدهم وهو واقف : ماهو انا معنديش واحمد قالك معندوش يبقى ايه بقى ؟
هالة بصتله : يعني مش عايز مثلا تلوم أخوك على اللي حصل لزياد ودخوله لمكان عقابك على اساس انه مكانك المفضل ! انت لومت ليلى واتهمتها بالاهمال على الرغم من ان كلنا كأمهات عيالنا مش قدام عنينا ال ٢٤ ساعة فمش عايز تلوم احمد !
ادهم سكت وما ردش فهالة بهدوء : اقعد يا ادهم الكلام كتير جدا واللي هيتقال صدقني اكتر اقعد .. اقعد
أدهم قعد وسكت اما هالة بصت لأحمد منتظرة منه توضيح ولما استمر سكوته سألته : طيب انت يا احمد مش عايز توضح اللي حصل ده كان ليه ! ليه قولت لزياد ان ده مكان أبوه المفضل !
أحمد فضل كتير ساكت ولما هالة فقدت الأمل انه يتكلم فاجئها بكلامه : يمكن لانه مكاني المفضل … او مكان أحلامي !
أدهم بصله باستنكار : المكان ده مكانك المفضل ؟ ليه ؟ علشان كنت بتعذب فيه ؟
أحمد بصله ووضح : لا طبعا
أدهم بغضب : امال ايه ! تقصد ايه بالحركة دي !
أحمد : معرفش ليه بالظبط بس ده مكاني المفضل فعلا يا ادهم .. اكتر مكان قعدت فيه
ادهم بغيظ : انت ! انت يا احمد عمرك ما دخلته ده كان مكاني انا ولا شكل الادوار لبست في دماغك ؟
أحمد بتوضيح : تعرف ان انا اللي فرشته علشانك !
أدهم بصله بعدم تصديق وهو كمل : انت كنت فاكرها ماما وانا سيبتك تتخيل ده بس كنت انا وقولت علشان لما نلعب مع بعض اخر الليل نلاقي حاجة تشغلنا.. محبتش اعرف حد اصلا اللي في بالي ايه !
أدهم بعدم تصديق : انت متخيل اني هصدق التخاريف دي ! مين دول اللي يلعبوا مع بعض ؟ وامتى ! انت عمرك ما حاولت حتى تتكلم معايا كبني ادم !
أحمد اخد نفس طويل وبص لأخوه : كنت بلعب معاك وبتكلم معاك وبنحكي وبنهزر وكنا اكتر من اي اخوات في الكون
ادهم اتنرفز جدا وزعق : ده امتى ان شاء الله التخاريف دي ! امتى كنا اخوات ! وانا بشيل عنك مصيبة بعد مصيبة ! ولا وانا بتضرب بدالك مرة بعد مرة ! ولا لما اتجلدت زي العبيد ! ولا لما اتشوهت بسببك ! ولا لما اطردت من البيت ! فهمني بس امتى !
احمد بصله بأسف : طول الوقت يا ادهم ! طول الوقت كنت اخويا
ادهم وقف بعصبية وبص لهالة : انا شكلي هسيبكم وامشي الحكاية مش ناقصة تأليف
فهالة اتدخلت : وضح يا احمد تقصد ايه بكلامك !
ادهم انتظر يسمع شرح اخوه اللي سكت شوية وبص للارض وبعدها اتكلم بوجع : في احلامي !
ادهم دور وشه باستنكار ان معندوش استعداد يسمع الكلام ده واحمد كمل بصوت مهزوز : طول الوقت يا ادهم كنت بتخيل اننا اخوات طبيعين ! اننا بنلعب وبنحكي وبنتكلم ! اننا بنحب بعض اكتر من اي حد ! طول الوقت كنت بدخل المكان ده واتخيل اننا مع بعض بنلعب ! كام مرة يا ادهم دخلت لقيت لعبة جوه ! او كتاب او مجلة ! كنت متخيل مين بيحطهم ! كنت بحاول اتواصل معاك بانك تشاركيني حاجتي المفضلة
ادهم افتكر الحاجات اللي كان بيلاقيها بس طول الوقت كان متخيل ان حنان اللي بتحطهم علشان يعرف يقضي وقت فراغه واستغرب انها بتختار حاجات فعلا بتعجبه !
أحمد كمل : ادهم يمكن انت اتعاقبت جسديا واتعذبت بس انا كان ليا نصيبي من العذاب ده . واتوجعت يمكن زيك ويمكن
قاطعه ادهم بغضب : يمكن ايه ! اكتر ! ليه ! جربت تكون مشوه وكل واحد يدور وشه يشتم فيك وفي شكلك ! جربت تسمع من كل واحد انك مسخ ! جربت ان الناس تستعيذ من شكلك كل ما تشوفك او يبصولك باشمئزاز وقرف ! جربت كره ابوك وامك ! جربت تعيش في مكان انت منبوذ فيه ! جربت تحس انك عالة على كل اللي حواليك ! جربت انك تكون متربط ومتبنج وحاسس بسكاكين بتقطع في جسمك وانت مش قادر حتى ترمش او تمنعم وتقولهم كفايا ارحموني شوية ! جربت انك لما تحب الكل يستكتر عليك ده ويلوموك ازاي جالك عين تحب ! جربت ان كل حياتك تكون واقفة على شكلك !لا مجربتش وطالما مجربتش حاجة من كل ده يبقى تسكت خالص يا احمد تسكت
احمد وقف قصاد اخوه وهالة عرفت ان دي لحظة المواجهة وكل واحد هيقول اللي جواه
احمد اتكلم بوجع : لا مجربتش يا ادهم كل اللي انت بتقوله ده بس مش ده العذاب الوحيد اللي ممكن الانسان يتعذبه .. انا وعيت على الدنيا مع جدتك الله يرحمها ولاّ يسامحها وعلى طول كانت في خلاف مع ماما وبتتمنى تبعدها لحد اللي حصل ده كانت فرصتها وانا كنت عيل يدوب ابن اربع ولا خمس سنين واقنعتني ان وجودك هيخليهم يطردوني من البيت واني لازم اخلي بابا يصدق انك مش ابنه والا انا هكون مكانك وهيمشيني انا وعلشان كنت عيل صدقت ونفذت كلامها مكنتش فاهم ايه اللي هيحصل وايه اللي هيتم وانت كنت مجرد بيبي وحسيت ان كلامي مش بيعمل حاجة بس جدتي كانت بتقنعني ان ده الصح واني بكده هفضل في البيت وكبرت على الخوف ده والجبن ده وبدأت افهم واشوف ان كل خناقات بابا وماما كانت عنك انت وبس وحسيت انك انت محور اهتمامهم وان انا ماليش لزوم في البيت وبعدها ماتت جدتي ووصتني قبل ما تموت اني لازم اخلي بالي وافضل في البيت والا هيطردوني وهيا لما تموت مش هيكون عندي حد اروحله وهروح الشارع وبعدها ماتت فعلا والخوف اللي جوايا اتحول لرعب وطول الوقت خايف اني فعلا اكون في الشارع لو غلطت ولقيت اني كل ما بقول انت بابا بيصدق وحسيت ان دي طريقة اقدر احافظ بيها على وجودي كنت عارف انها غلط بس كنت خايف .. كنت بتمنى نكون اخوات .. بس معرفتش اعمل ده لان حتى بابا بقى يهددني اني ما العبش معاك ولا اتكلم معاك والا هكون زيك وخوفي زاد .. كنت ديما عايش مرعوب .. مرعوب من كل حاجة .. كنت زيك بالظبط ديما لوحدي .. بتقول انك عمر ما كان عندك ام او اب او اصحاب قولي امتى انا كمان كان عندي حاجة منهم ! امك كرهتني يمكن انت كنت حاسس بحبها لكن انا كانت بتكرهني وزي ما ابوك كان بيقولك انه بيكرهك امك كانت بتقولي انها بتكرهني .. اما ابوك فكان مشغول بيك انت وبعقاب ماما عن طريقك تقدر تقولي امتى كان اب ليا ! فأنا زيك بالظبط ولا اب ولا ام ولا مسموح يكون عندي اخ .. واصحاب ؟ معرفتش اكون اجتماعي ويكون عندي اصحاب .. الحفلات اللي بتتكلم عنها كنت بعلن عنها والعيال كانت بتيجي تلعب وتاكل لكن عمر ما كان حد فيهم صاحبي واكيد انت عارف ده كويس .. ادهم انا كنت مخفي في البيت ولحد النهاردة أنا مخفي .. محدش بيحس بيا .. محدش بيشوفني .. انا عشت نفس وحدتك تماما بخلاف جزء الضرب فقط .. نفس الحرمان اللي انت عشته انا عشته بل بالعكس انت كنت عارف ان امك بتحبك وهيا مجبورة لكن انا لأ .. الاتنين اتشغلوا بخناقاتهم عليك لدرجة انهم نسيوا ان عندهم ابن تاني حتى آية اختنا حبتك انت ومحبتنيش وكأن هيا كمان كانت عارفة اني جبان .. حاولت كتير اكلمك بس انت كنت بترفض وتقولي لو بابا جه وشافك هتتعاقب وكنت بتهرب مني … كنت بحاول اكلمك وانت بترفض .. بعد ما كبرت .. شربت! حد فيهم حس بيا ؟ ولا همهم ! صاحبت اسوأ ناس ولا فرق معاهم ! بعدها اطردت انت من البيت وقولت يمكن يشوفوني بس بالعكس امك قفلت على نفسها وانسحبت من الحياة كلها وابوك رمى نفسه في شغله وفضلت انا برضه لوحدي .. قررت اني لازم اذاكر يمكن الفت نظره .. ( ضحك بوجع ) تخيل ان انا جبت امتياز .. انا احمد الفاشل جبت امتياز وكنت فرحان وقولت اخيرا هيشوفني واخيرا انا جبت زي ما ادهم كان بيجيب بس سمعني وهز دماغه وقالي كويس ومشي ده كان رد فعله كلمة كويس .. اتخرحت بتقدير عالي ماهموش .. مسكت الشركة معاه وحاولت اكون زيه او اثبتله اني ابنه واني ناجح زيه بس برضه ولا فرق معاه … مهما اعمل انا مخفي يا ادهم .. انت الاساس .. انت محور حياتهم .. ولما ظهرت من تاني رجعت برضه محور حياتهم .. تعرف لما عرفوا اني مبخلفش كان عادي جدا ولا همهم .. انت لما شافوا عيالك ومن غير ما يعرفوا انهم عيالك حبوهم .. واول ما اتأكد انك ابنه اول حاجة قال هكتبله كل حاجة باسمه وارجعله حقوقه وساعتها عملت اللي عملته .. مش فارق معايا الفلوس بس نفسي اكون انا مرة محور تفكيرهم .. مهما اعمل مش بيشوفوني .. ابوك وقع واتشل وكل تفكيره انك تسامحه طيب انا .. ليه محدش شايفني ؟ ليه محدش حاسس بوجعي ! ليه محدش حاسس بوحدتي ! ليه مهما اعمل ما بتحسوش بيا ! وديته دار المسنين وقولت يمكن يحس بيا حتى لو بالكره المهم يحسوا بيا بس ساعتها انت انقذت الموقف واخدتهم عندك وبقيت برضه انت محور حياتهم وانا برضه زي ما انا لوحدي .. جيتلك بيتك وقولتلك نفسي في اللي عندك .. ( دموعه كانت نازلة ) ولحد النهاردة يا ادهم نفسي في اللي عندك ! نفسي في حبهم ! نفسي يحسوا بيا ! نفسي امك في مرة تضمني ! مرة واحدة تضمني بحب ! انت بتقول اتحرمت من حضنها .. امتي حضنتني ! عمرها .. اديك اهو رجعت لحضنها بس لحد النهاردة هيا لسه بتلومني .. مش قادرة تفهم اني كنت عيل اتلعب بيه .. كان المفروض تاخدني في حضنها وتطمني انها على طول هتكون امي وعلى طول هتحبني لكن هيا استسلمت لشر جدتي وسلمتني لها فبتلومني انا على ده ؟؟ انا عايش في وجع مستمر ما بينتهيش ! حد فيكم حس بده ؟ حد فيكم حس ان ورى رخامتي دي وجع بحاول اداريه ! حد فيكم لاحظ ان نفسي يكون عندي عيال زي زياد وآية ؟ حسيت انت اني بحب عيالك انا وسهر؟
اتهمتني لما قولت لزياد على المكان ده اني عايز انتقم منك مثلا او عايز اعيد الماضي ولو ما اتهمتنيش مباشرة نظراتك كانت بتتهمني! حاولت تسألني ليه عملت كده ! بس اتهام صامت .. لو كنت سألتني كنت هقولك اني اتمنيت نكون انا وانت مع بعض ويكون ده مكانا السري ولما معرفتش احقق ده معاك حققته مع ابنك وده كان مكانا السري .. هو فرشه وساعدته في انه يكون مريح بكل طريقة واسأله هيقولك اننا كنا بنلعب فيه مع بعض انا وهو .. اسف يا ادهم اعذرني اني عشت مع ابنك اللي معرفتش اعيشه معاك انت .. اعذرني بس الكلام معاك صعب جدا ومرهق جدا .. حاولت اقرب منك ولحد دلوقتي ولحد اللحظة دي بحاول اقرب منك بس انت فعلا صعب جدا .. مش عارف اقرب منك .. فقربت من ابنك .. ولو عايزني ابعد عنه هبعد .. اللي انت عايزو انا هعمله .. اللي يرضيك هعمله ..
أحمد قعد مكانه بتعب وبيحاول يوقف دموعه ويسيطر على اعصابه لانه اول مرة يتكلم مع حد في كل الامور دي واول مرة يفتح قلبه لحد ! لحظات صمت كتيرة عدت على الاتنين وادهم واقف هو كمان عنده ذهول من اللي بيسمعه وعقله بيحاول يحلل الأمور دي ويفكر فيها ويفكر في لمحات من الماضي ..
هالة بتنقل نظراتها بين الاتنين ومحترمة سكوتهم لانها عارفة انهم هما الاتنين لازم يوصلوا لبعض بنفسهم ..
ادهم بصوت مبحوح : اخدت سنين كتيرة بره ليه محاولتش توصلي بره !
أحمد بيحاول يتكلم بطريقة طبيعية وبدون ما صوته يتقطع : سافرنا بره فترة طويلة ولما رجعنا حاولت كتير اوصلك بس كنت بتبقى مسافر وبعدها كنت شخص له وضعه وله اسمه وحسيت ان ممكن دخولي لحياتك يأذيك بسبب بابا ففضلت بعيد
ادهم فضل ساكت شوية وقعد مكانه قصاد اخوه مش عارف يتكلم وحاول يقول اي حاجة : بس انت لك وضعك في البيت مين قال ان انت مخفي ولا محدش بيشوفك .. بيتهيألك !
احمد بصله : تحب اثبتلك ؟ طيب انا مش هرجع البيت وهكلم سهر تروح عند باباها يومين وتعال نشوف امتى ابوك او امك هياخدوا بالهم اني مش موجود ..
ادهم باصرار : هياخدوا بالهم
احمد : مش قبل يومين ده لو لاحظوا
هالة اتدخلت : احنا مش هنا علشان نعمل تحديات احنا هنا علشان توصلوا لبعض
ادهم بصلها : انتي كنتي عارفة كل اللي حصل ده ؟
هالة : طبعا لا بس كنت عايزة اسمع منه هو ليه بعد عن اخوه الصغير .. سمعت مراتك وسمعت والدتك وسمعتك فكنت عايزة اسمعه لاني واثقة ديما ان كل حكاية فيها طرفين وكل حكاية اصلها حكايتين .. فكنت عايزه اسمع الحكايتين ..
ادهم : ودلوقتي ايه المفروض يتم ! نقول حصل خير ونقوم نسلم على بعض ! ايه ! منتظرين مني اعمل ايه ! بعد سنين طويلة كل واحد بيجي يقولي غصب عني ! المفروض انا اعمل ايه ! مش عارف انتو منتظرين مني ايه !
احمد اتكلم بخنوع : محدش منتظر منك حاجة اللي يريحك اعمله
ادهم وقف بنرفزة : وايه هو اللي يريحني ! هاه ! ( ادهم غمض عنيه ) انتو بتتكلموا في اكتر من عشرين سنه عذاب .. المفروض الواحد ينساهم ازاي ؟ يتجاهلهم ازاي ! انا اتعذبت وانت اهو بتقول اتعذبت طيب ايه العمل دلوقتي ! ( بص لهالة ) قوليلنا انتي المفروض نعمل ايه ؟
هالة : محدش طلب منك تعمل حاجة يا ادهم ! انت كان مطلوب منك تسمع وبس .. تفهم .. تحس .. اما دلوقتي مش مطلوب منك اي حاجة !
ادهم بجمود : كويس لاني مش مستعد اعمل اي حاجة غير اللي سبق وعملته .. سماح وسامحت الكل اكتر من كده مش هقدر .. ( بص لاخوه ) مش هقدر يا احمد الغي السنين اللي فاتت دي كلها واعتبرها مفيش ..
هالة : محدش طلب تلغيها بس تقدر تفتح صفحة جديدة .. انت بقيت انسان جديد فإبدأ حياة جديدة .. خد وقتك وابدأ من جديد .. أما انت يا احمد ابدأ عيش حياتك وبطل تنتظر التقدير من اللي حواليك عيش لنفسك مش لغيرك .. دلوقتي بقى عندك بيتك ومراتك اللي بتحبك فعيش ليهم وعلشانهم .. ابوك وامك بيحبوك بس للاسف اتشغلوا بخلافاتهم عنك بس ده مش معناه ابدا انك مش مهم او انك مش موجود بدليل انك اول ما تعبت كلهم كانوا جنبك وابوك حاول يشتريلك الكبد ولا نسيت ! لدرجة انه راح لاكتر شخص بيكرهه وطلب منه ووافق علشانك يعمل صفقة من اصعب ما يكون ( نظراتها كانت علي ادهم ) .. حتى اخوك كان ممكن ما يتبرعش وده كان المتوقع منه بس لانك اخوه اتبرع .. فانت محبوب يا احمد من الكل انت بس محتاج تهتم بأحمد شوية وتبطل تستنى تقدير اللي حواليك .. السنين اللي فاتت كانت صعبة على الكل والكل اتجرح والكل اتوجع بس جه الاوان بقى نقفل الجروح دي .. قوموا يالا روحوا .. كفاية النهاردة ..
الاتنين خرجوا وكل واحد فيهم مشي من طريق واحمد راح لعربيته ودخل ودورها بس فضل مكانه شوية وبعدها سند على دركسيون العربية وعيط من قلبه ..
ادهم راح لعربيته ودورها واتحرك وبعدها لمح أحمد في عربيته في وضعه ده فمشي وبعدها وقف ورجع لاخوه خبط على قزازه واحمد رفع دماغه باستغراب واتقاجىء بأدهم واقف فمسح دموعه بسرعة وفتح قزاز العربية وحاول يكون طبيعي : خير ؟
ادهم بيحاول هو كمان يكون طبيعي : انت كويس ؟
أحمد ابتسم : كويس .. عادي يعني !
ادهم بعد ما كان هيمشي بصله : تعال معايا
احمد باستغراب : فين !
ادهم : البيت ! اقفل عربيتك وتعال
ادهم مشي ومعطالوش فرصة يرد واحمد اتردد بس بعدها قفل عربيته ونزل ركب مع اخوه واتحرك بيهم للبيت
احمد وهو باصص لقدامه : هنروح فين ؟
أدهم بدون ما يلتفتت ناحيته : البيت عندي .. انا لوحدي وانت لوحدك خلينا نفضل مع بعض يمكن نعرف نقرب من بعض
احمد سكت وشوية واتصل بسهر وطلب منها تروح لبيت باباها وتبلغ حنان انها ماشية وتعرفها انها استأذنت جوزها وبس وما تقولهاش حاجة تانية ..
ادهم بصله : على فكرة هتتصل بيك ، وتسألك على الاقل مراتك مشيت ليه !
احمد ضحك بوجع : تسألني هههه ده انا طلقت مراتي ما سألتنيش اطلقنا ليه ! على العموم هنشوف
ادهم : هنشوف
وطلعوا مع بعض على البيت في صمت وقعدوا قصاد بعض
احمد اخيرا اتكلم : عيالك عاملين ايه !
ادهم بهدوء : كويسين
أحمد : ليه خليتهم يمشوا ؟
أدهم هز اكتافه : مش انا .. هما مشيوا ..
أحمد : ليلى بتحبك !
ادهم : عارف ومش الحب مشكلتنا
احمد باستغراب : امال ايه مشكلتكم !
أدهم سكت شوية وبعدها بصله : اننا اغبيا
احمد مفهمش بس سكت وبعدها اتكلم : حاول ترجعهم .. ( كمل بوجع ) حاول تكون اب لعيالك غير الاب اللي احنا اتربينا معاه .. ما تخليش عيالك بعيد عن حضنك
ادهم بنرفزة : اكيد مش بمزاجي
احمد : مراتك بتحبك وانت بتحبها يبقى مفيش حاجة اسمها مش بمزاجي .. شوف ايه اللي يرجعكم لبعض واعمله مهما يكون !
ادهم معرفش يقوله ايه فبصله : ما تخليك في حالك !
احمد بص للارض : حاضر هخليني في حالي
قام وقف يمشي فادهم اتكلم : انا ما قولتلكش تمشي
احمد بصله : وده مش معناه اقعد
ادهم : اووووف .. بص اقعد بس ما تتكلمش عن مراتي ولا عيالي .. ولا تتكلم عن اللي فات ..
احمد ابتسم بوجع : مش هتكلم حاضر
ادهم شاور بدماغه : تشرب ايه !
احمد : اي حاجة
ادهم دخل وعمل قهوة بس خرج كان اخوه على الكنبة ونايم فابتسم وسابه وشرب هو قهوته وهو بيفكر في اللي حصل وعنيه على اخوه بيحاول يتخيل لو كان سمح لاحمد يقرب منه هل كان في حاجة اختلفت !
قام يعمل اي حاجة ياكلها وقلب في الفريزر يشوف يعمل ايه ! بس قفلها ونزل يشتري اي حاجة من تحت .. اشترى كل حاجة محتاجها ورجع على البيت واقف في المطبخ وفرش الحاجة اللي اشتراها مش عارف يبدأ منين ويعمل ايه ! قدامه كبدة وفلفل اخضر وليمون وبصل اخضر وعيش .. طيب يبدأ بإيه ؟
اخيرا قرر يستعين بصديق وطلع موبيله وطلب المساعدة ..
قاعدة في بيتها واستغربت رنة موبيله واترددت كتير ترد عليه ! ياتري عايز ايه منها بعد اللي حصل بينهم اخر مرة ! وبعد مصارعة مع نفسها قررت ترد عليه : الو !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية المشوه)