روايات

رواية التل الفصل السابع والعشرون 27 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الفصل السابع والعشرون 27 بقلم رانيا الخولي

رواية التل البارت السابع والعشرون

رواية التل الجزء السابع والعشرون

التل
التل

رواية التل الحلقة السابعة والعشرون

هكذا زفت البشرى إليها
وخرجت توليب وهي لا تصدق أن برائتها ظهرت أخيرًا
نظرت بكل الحب الذي تحمله بداخلها إلى جواد الذي فتح لها باب السيارة وقال بحب
_ اركبي.
لم تسأله إلى أين فقد سلمت له أمرها وليفعل كما يشاء.
صعدت للسيارة وهي تنظر إليه نظرة يملؤها الرضا
وأخذ هو مقعده وتولى القيادة بعد أن تحدث إليها بحنو
_ لو تعبانة نامي شوية لأن المشوار جدامنه طويل بعدها هتبقى سهرة للصبح.
لم تسأله بل تركت له زمام حياتها يديرها كيفما يشاء وتمتمت بنعاس وهي تتثائب
_ انا فعلًا مجهده اوي وعايزة أنام.
أغلق نوافذ السيارة وفرد المقعد الذي تجلس عليه كي يجعلها تستريح وتحدث بروية
_ نامي براحتك وارفعي النقاب العربية متفيمة
ابتسمت وهي تنظر إليه بهيام وتمتمت بخفوت
_ ارفعها شوية لإني عايزة اتملى منك شوية قبل ما أنام.
أومأ لها وقام برفع المقعد قليلًا كي تستطيع النظر إليه بأريحية وظلت على ذلك الحال حتى غلبها النعاس ونامت.
_________________
في غرفة مراد
كان مستلقيًا في فراشه عندما بعث إليه جواد يخبره بما تم وأنه سيغلق هاتفه فترة كي لا يقلق عليه
أغلق مراد الهاتف بحبور وتطلع إلى سلمى التي خرجت من المرحاض وقال
_ مرات جواد خرجت النهاردة.
_ بجد؟ طيب خليني اكلمها
وضع هاتفه على المنضدة ونهض قائلاً
_ بلاش دلوقت لما يرجعوا ابجى روحو باركو ليها
تركها ودلف المرحاض فتبحث سلمى عن هاتفها فلم تجده
أخذت هاتف مراد كي ترن عليه فتتفاجئ بتلك الخلفية التي وضعها على هاتفه ولم تكن سوى صورة آسر الصغير
مما جعلها تشعر بالقهر على حالها
هي تعلم جيدًا مدى اشتياقه لطفلٍ له وربما ذلك يعد سببًا آخر لزواجه من نور.
تركت الهاتف من يدها عندما انفتح باب المرحاض وابتسمت مرغمة كي لا يشعر بشيء وسألته
_ هتروح المستشفى النهاردة
وقف امام المرآة يمشط خصلاته ورد باقتضاب
_ لأ.
اومأت له وخرجت من الغرفة بعد ان ابدلت ملابسها
أما هو فقام بالاتصال على المشفى كي يطمئن على طفله ثم خرج من الغرفة..
تطلع إلى غرفة نور وتساءل هل مازالت نائمة أم باتت بنوم متقطع كما حدث معه
طرق على غرفتها بخفوت كي لا يزعجها إذا كانت نائمة
انتظر لحظة واحدة وهم بالذهاب لكنه توقف عندما انفتح الباب وخرجت له وهي تحكم حجابها حول وجهها الذي زاده الحجاب جمالاً وجاذبية فتمتم بابتسامة
_ صباح الخير.
بادلته الابتسام بأخرى يغلفها الخجل
_ صباح النور.
لم يجد مراد كلمات يبرر بها رغبته برؤيتها وتمتم بثبات
_ انا قلت تنزلي تفطري معانا بدل ما تفطري لوحدك.
اومأت له بصمت فأومأ بدوره ونزل للأسفل وهو يشعر بقلبه يرفرف بسعادة لم يختبرها من قبل.
دف غرفة الطعام فيجد سلمى وسهر توضب الطاولة ووالدته جالسة على مقعدها
القى عليهم السلام ثم تقدم من والدته ليقبل يدها
_ كيفك يا ست الكل؟
ردت آمال بابتسامة
_ بخير طول ما انت بخير ياولدي.
جلس على مقعده وقال مؤيد لزوجته
_ ياريت يا سهر تبعتي لنور تفطر معانا بلاش تفطر لوحدها.
قاطعه مراد بثبات
_ خليها، هي نازلة دلوقت.
تطلعت سهر لسلمى التي تظاهرت بعدم الاهتمام رغم نيران الغيرة التي بدأت تزداد بداخلها.
دلفت نور والتي لم تسترد عافيتها بعد لكنها لم تريد رفض الرجاء الذي رأته بعينيه.
_ صباح الخير.
رد الجميع صباحها وساعدتها سهر لتجلس على المقعد المقابل لمراد وجلست سلمى بجواره
ابتسمت آمال بترحيب وربتت على يدها قائلة
_ حمدلله على سلامتك يا بنتي.
ردت نور بحب
_ الله يسلمك ياطنط.
قامت آمال بوضع بعض الأطعمة في طبقها لكن مراد منعها
_ أمي بلاش الاكلات دي الله يرضى عليكي احنا ما صدجنا.
تطلع إلى نور وقال بحزم
_ التزمي بالتعليمات اللي جولتلك عليها لحد ما تستردي صحتك زين.
اومأت له بصمت شرعت في تناول الطعام الذي سمح لها به وسلمى تضغط على شفتيها كي تهدئ من نيرانها.
_________________
فتحت توليب عينيها لتجد أن السيارة توقفت وعيني جواد ترمقها بولع
ابتسمت وهي تنظر إلى عينيه بشغف وسألته بصوتها الناعس
_ وصلنا؟
أومأ لها وهو مازال يتأمل ملامحها
_ من نص ساعة.
اتسعت ابتسامتها وسألته
_ وليه مصحتنيش؟
مد يده ليملس على وجنتها بولع
_ كنت بملي عينيه منيكي، كنتي وحشاني جوي.
شعرت بالسعادة لكلماته وتابع بهمس
_ كنت بتمنى أجوم من النوم ألقي وشك اللي كيف الجمر ده جدامي ومصدجت لجيت الفرصة
تحولت نبرته لمكر
_ ينفع أضيعها؟
هزت راسها بدلال
_ تؤ مينفعش
أخذ هاتفه ليضعه في جيب سترته وهو يقول بخبث
_ بما إنك وافجتي يبجى اتحملي
ترجل من السيارة وتوجه ناحيتها ليفتح لها الباب ويساعدها على الخروج فتجد نفسها أمام فندق كبير في مدينة شرم
انبهرت حقاً بالمكان ونظرت إليه بتساؤل
_ احنا جايين هنا ليه؟
أجاب بتروي وهو ينظر لعينيها بعشق
_ انتي ناسية وعدي ليكي؟
ضيقت عينيها متسائلة بمزاح
_ اي وعد فيهم انت وعدتني بكتير الصراحة.
_ احنا فينا من اللوع، بس ماشي يا ستي خلينا ننفذ اول وعد فيهم هتعرفيه دلوجت أما التاني هو شهر عسل بس هنختصره شوية نخليهم اسبوعين.
لم تجد الكلمات التي تصف بها مدى ولعها به فتمتمت بصدق
_ حتى لو يومين هيكونوا بالنسبة لي عمر بحاله.
راقته برقتها وكلماتها التي اخترقت قلبه منذ أول كلمة نطقت بها فأراد أن يتذوق تلك الشفاة التي تخرج تلك الكلمات المحبه لكنه زم فمه باستياء وتمتم
_ انا بجول نخلي الكلام ده فوج احسن لأني مش جادر استنى أكتر من إكدة.
أخذ يدها ودلف للداخل
توجه إلى موظفة الاستقبال
وقال برتابة
_ مفتاح الجناح لو سمحتي.
نظرت الموظفه إلى توليب بابتسامة واعطت جواد المفتاح وهي تقول
_ ألف مبروك يا آنسة توليب.
رغم دهشة توليب إلا إنها ردت بتهذيب
_ متشكرة.
أخذ جواد المفتاح وأمسك يد توليب وسار بها ناحية المصعد وسألته توليب بحيرة
_ هي بتقول مبروك على أيه؟
رد جواد بغرور
_ على إنك متجوزة واحد زيي أكيد بتحسدك وهتموت وتكون مكانك.
زمت فمها بغيظ وغمغمت بتوعد
_ ماشي لما ندخل اوضتنا.
ازداد مكره وهو يسألها
_ هتعملي أيه؟ اعملي بروڤا دلوقت وعرفيني.
توقف المصعد قبل أن تجيبه وانفتح الباب فتتفاجئ بذلك الكم الهائل من الورود المتناثرة بكل مكان.
نظرت إلى جواد بعدم استيعاب وغمغمت بحيرة
_ ايه الورود دي كلها.
تابع جواد مكره وهو يخرج بها من المصعد
_ مش عارف باين في فرح هنا في الفندق.
لم تصدقه وسألته بمكر مماثل
_ والعروسة بتحب ورد التوليب برضه؟
وقف جواد أمام باب الجناح وهو يجيبها
_ عادي يعني.
فتح الباب وتنحى قليلاً ليسمح لها بالولوج ثم أغلق الباب خلفهم وقد وقفت توليب تنظر إلى المكان الذي أضيئ بشموع معطرة بكافة الألوان
وصوته الدافئ يهمس بجوار أذنها
_ أول وعد إني اعملك فرح محدش حلم بيه قبل كدة.
استدارت لتنظر إليه ومازالت لا تستوعب ما تراه عيناها وسألته
_ فرح؟
أومأ لها بحب فقالت بحيرة
_ بس احنا عملنا فرح فـ…..
قاطعها جواد
_ بس أهل أبوكي ميعرفوش ولا اصحابك وجيرانك لازم كل اللي شك لحظة واحدة في براءتك يتأكد إنك أنقى بنت في الدنيا.
لم تجد الكلمات التي تصف بها مدى تأثرها بحديثه وهمت باحتضانه لكنه منعها بلهجة رجاء
_ لأ أرجوكي أني مانع نفسي بالعافية ادخلي اجهزي واني هدخل الأوضة التانية هغير فيها
تطلع في ساعته وتابع
_ جدامك نص ساعة بالكتير وتكوني چاهزة، كل حاچة هتحتاجيها موچودة جوة.
أومأت له بتفاهم ودلفت الغرفة لتجد فستان أبيض محتشم موضوع على الفراش وحجاب مع نقاب
اغمضت عينيها بسعادة ثم دلفت المرحاض كي تأخذ حمامًا دافئ وتبدل ملابسها.
جلس جواد على الأريكة ينتظر خروجها وهاتفه لم يكف عن الرنين
_ وبعدين بقا.
نهض كي يطرق بابها يستعجلها فيتفاجئ بها تخرج من الغرفة بذلك الثوب الأبيض وتخفي وجهها بالنقاب
لم يظهر منها سوى شموسها ورغم ذلك استطاعت أن تجعل قلبه يسقط صريع دفئهما وكأنها علمت مدى تأثيرها عليه إذ تقدمت منه لتدعس بلا رحمة على قلبه الذي هدر بعنف وكلما تقدم منه كلما اشتدت وتيرته حتى رفع راية الاستسلام أمام سطوها الغازي
وقفت أمامه وعينيها تنظر إلى من ملك القلب بنظرة واحدة
هو حبيبها من غنى القلب باسمه وتهادى الهوى بعشقه
لا حبيب روح سواه
ولا مالك قلب غيره
بيد واهنه مد يده ينزل نقابها فيظهر أمامه وجهها الملائكي بابتسامتها التي أنهت على ما تبقى من ثبات وثارت مشاعره تطالبه بروي ظمأه من شهدها فيلبي تلك الرغبة ويميل على شفتيها يأخذها بقبلة حانية كأنه يخشى عليها من حدة مشاعره فيزداد عطشه لأكثر وأكثر وكلما ارتوي كلما ازدادت رغبته بالمزيد والمزيد.
ابتعد مرغمًا وتطلع بعيونها الساحرة وتمتم بوله
_ مش قادر أبعد بس مضطر عشان الناس اللي مستنيانا تحت وأوعدك إني أعوضك عن كل ثانية بعدتيها عني.
خرجت معه من الجناح ودلفوا المصعد للدور العلوي
وعند خروجها وجدت توفيق ينتظرها وحيدًا
_ بابا.
قابلها توفيق بابتسامته الحانية وفتح ذراعيه لها فتسرع إليه تحتضنه بحب تحت انظار جواد الممتعضة فقد أصبح حقًا شديد الغيرة عليها
_ ألف مبروك يا حبيبتي.
ابتعدت توليب قليلاً وردت بحب
_ الله يبارك فيك يا بابا كنت فاكرة إني هلاقيك مستنيني قدام النيابة
تطلع إلى جواد وقال بغيظ
_ اعمل ايه في جوزك اصر أننا نسبقه على هنا وجايبين الناس معانا من بدري.
المهم يلا بقا عشان اتاخرنا عليهم.
دلفت توليب للقاعة فوجدت الجميع في انتظارها
أهل والدها واصدقاءها وجيرانها وكل من تعرفه
كما وعدها حفل أسطوري رفع به من شأنها أمام الجميع
واختار لها أنشاد اسلامي كي لا يضايقها
كانت سعادتهم لا توصف ولم يعد شبح الخوف يسيطر عليهم
كانت ياسمين تنظر إلى باب القاعة تنتظر قدومه لكنه لم يأتي
كيف ذلك وقد سمعت جواد وهو يطلب منه المجئ وقد وافقه.
ماذا حدث له؟
وكأنها علم بها إذ وجدته يدلف من الباب ببدلة سوداء لاقت به كثيراً فدق قلبها بعنف عندما وجدته يتقدم منها فتزدرد لعابها بصعوبة وشهقت رغما عنها حينما وجدته يمر من أمامها ليصافح والدها.
رمشت بعينيها تحاول الثبات امامه وعدم اظهار مدى شوقها له
أما آدم فقد ظل طوال الوقت ينظر إليها بين الحين والآخر ويعلم أنها مازالت غاضبة منه لكنه لن ييأس وسيظل يطلب العفو حتى تغفر له.
واصل عامر عتابه
_ بس المفروض كنت تاچي وتخبرني بكل شيء مكنش ينفع اللي انت عملته.
تنهد آدم وتمتم بجدية
_ زي ما جولت لجواد جبل إكدة أني مكنتش رايد حج ولا غيره بس كنت رايد أخد حق أبويا اللي حسان جتله جدام عينيه بس اللي معملتش حسابه وجعت فيه وده اللي خلاني اسمع حديت جواد واتراجع.
عقد عامر حاجبيه بحيرة وسأله
_ ايه هو؟
رد آدم بجدية مقتضبة
_ ياسمين.
_____________
لم يعد جواد يستطيع الانتظار اكثر من ذلك وأنهى ذلك الحفل وأخذ عروسه وصعد غرفتهما بعد أن ودع الجميع
فتح جواد الغرفة وهمت توليب بالدخول فتشهق بفزع عندما وجدت قدميها في الهواء وصوت جواد يقول بخبث
_ اول مرة عديناها لكن المرة دي لأ.
دلف بها وأغلق الباب بقدمه وأخذ يلتف بها بسعادة لم يشعر كلاهما بمثلها من قبل
كانت ضحكتها تملئ الغرفة وأخيرًا انزلها لتستقر قدماها على الأرض لكنه لم يتركها بل حاوطها بتملك ورفع نقابها وألقاه بأهمال على المقعد تلاها حجابها ليسترسل شعرها بخصلاته البنيه على ظهرها وكتفها في هالة تخطف الانفاس
ابعد خصلاتها التي حاوطت وجهها ووضعها خلف اذنها وهو يتمتم بهيام
_ انا مش عارف انتي عملتي فيا ايه؟
علقتيني بيكي بجنون من غير ما اعرف حتى ملامحك وفضلت سنتين بتعذب ليل نهار لحد ما ظهرتي في حياتي من تاني
كانت تستمع إليه بحب وقلبها يخفق بوله وتابع حديثه
_زي ما يكون كنت عايش من غير قلب ورجعلي برجوعك من تاني
مال عليها يطبع قبله على عينها
_ كنت راسمهم بقلبي وروحي وخيالي، عمرهم ما فرقوني لحظة واحدة
طبع أخرى على وجنتها وتابع
_ متعرفيش انا اتعذبت في بعدهـ…….
وضعت توليب يدها على فمه تمنعه من تكملة حديثه وقالت بوله
_ بلاش نفكر فـ اللي راح خلينا في النهاردة
قبل أناملها الموضوعة على فمه ثم وضعها على قلبه وتمتم بحشرجة
_ من النهاردة أنا ليكي انتي وبس
مال على ثغرها يقبله بشوق ولهفة كي يروي ظمأه
لكنه كلما ارتوى كلما شعر بالظمأ اكثر وأكثر
وهي مستسلمة بين يديه بل سعيدة بتلك المشاعر التي خاصتها به وحده
كان يضمها إليه بحنو كأنه يخشى عليها من حدة يديه
لكن لم يدوم طويلاً وبدأ ينثاق إلى مشاعره التي لم تكف ولم تهدئ بل طالبت بالمزيد والمزيد حتى استكانت بعد فترة طويلة على الفراش ونامت على كتفه وذراعيه تحيطها بتملك عاشق..
___________________
استيقظت توليب لتجد نفسها وحيدة في الفراش وقد حل الليل ليعم الظلام الغرفة إلا من ضوء خافت
فتحت الاضاءة التي بجوارها ونهضت بتكاسل لتتفاجئ بزهرة التوليب الحمراء موضوعة بجوارها وتحمل ورقة صغيرة مكتوب بها
“هتلاقي شنطة في الضلفة الأولى فيها فستان البسيه وتعالي في الصالة مستنيكي”
طوت الورقة بين أناملها وقلبها يخفق بقوة
قربت الزهرة من فمها لتشم عبيرها ويتغلغل داخلها بنشوة ثم استقامت لتدلف المرحاض.
خرجت بعد قليل وتقدمت من الخزانة لتفتح ضلفتها الأولى فوجدت ثوب معلق بها بلون فيروزي بالكاد يصل لركبتها وباكتاف عارية تماماً كثوب الزفاف.
لكنه يسلب الأنفاس برونقه
وحذاء مشابه له
وقفت أمام المرآة وهي تنظر إلى هيئتها بإعجاب
وقد اظهر ذلك الثوب قدها الممشوق وتناسب لونه مع بشرتها ناصعة البياض
وشعرها الغزير الذي رفعته لأعلى برابطة أحكمت حريته واصبح أسيرًا لديها
وضعت احمر شفاه قاني اكتفت به فقط ونظرت برضا لصورتها بالمرآة ثم وقفت على الباب وقلبها يخفق بشدة
وضعت يدها على المقبض ولم تستطيع فتحه
لا تملك الجرئة لذلك
تذكرت بأنها لم ترتدي الحذاء
عادت لتضع قدمها به لتجد صعوبة بالسير به فهي لم تعتاد ذلك النوع من الأحذية عالي الكعب فشعرت بأنها على وشك السقوط.
استطاعت بعد عناء تنظيم سيرها حتى وصلت للباب
خرجت من الغرفة لتجده واقفًا أمامها ببذلته السوداء كسواد ليل عينه الحالك وشعره القاتم
سلب انفاسها بوسامته الطاغية والتي تسلب العيون إليه أينما ذهب
لكن تلك المرة اشد وأقوى وقد أضفى عليه ضوء الشموع بضوءها الخافت سحر خاص وكأنه خارج من إحدى كتب الأساطير اليونانية
تهادت اليه بخطوات جاهدت أن تكون ثابتة وهو أصبح كالمسحور ينظر إلى هيئتها بأنفاس لاهثة
وتمتم بعينيه الهائمة”رفقًا بي صغيرتي”
لكنها واصلت تعذيبه وتقدمت منه لتقف أمامه وهي مأخوذة بسحر اللحظة
ازدرد لعابه بصعوبة وغمغم بحشرجة
_ يبجى فكريني اجطع الفستان ده بعد ما تخلعيه.
ابتسمت بغرور من تأثيرها عليه وسألته بدهاء
_ ليه بس التبذير ده! ده باين عليه غالي أوي.
أيد حديثها
_ من جهة غالي فهو غالي جوي بس تأثيره ممكن في مرة يوجف جلبي.
اخذ هاتفه من على الأريكة وقام بتحميل اغنية إليسا مكتوبة ليك.
امتعض وجهها لسماع الأغاني لكنها لم تشاء احزانه وتركته يفعل ما يشاء
لف خصرها بيديه ليقربها منه ويرقص معها على انغام تلك الأغنية
كانت عينيه تحتوي عينيها بتملك وتتناغم خطواتهم مع نغم الأغنية قبل ان تضع رأسها على صدره لتسمع نبضات قلبه الرتيبة ويكتمل كل شيء من حولهما
وبعد انتهاء الأغنية أبعدها عنه قليلًا كي ينظر إليها ثم مد يده ليحرر خصلاتها من ذلك الأسر ويغزو تلك الرابطة التي اصبحت عدوه اللدود فتثور خصلاتها مهللة بتحررها
ويسقط على اكتافها فتكتمل تلك اللوحة التي اتقن الخالق رسمها.
“انتِ لي..
نقطة على أحرف كلماتي لم تكتب لأحد من قبلك…
لاكون لكِ كلمات تكتب بحروف من لؤلؤ ونقاط من ذهب
لا تقال إلا لكِ وما مرت علي مسامع وهمسات العاشقين..
انتِ لي…
نوراً يضئ ظلماتي ويشع نور طرقاتي وينشلني من عتمات أيامي وحزن ليالي…
لأكون لك قمر وضياء وشمسا تضيئ وتزهو لياليكي وأيامك..
انتِ لي…
حديث بلا صوت يحادث قلبي وقلبك..
لا يفهم أحرفه وكلماته وعشقه سوا همسات قلبي ونبض دقاتك..
قلبا ودفأ وأمانا وسكنا وطمأنينة لروحي وحنين وعشقا..
أكن لكي همسا وحديثا وعالم لم تدسه خيالاتك ولا أفكارك..
كوني لي…
دربا بغير إنتهاء أكن لكي صاحبك الذي خلق معك لهذا السفر..
فلو كان الواقع أنهارا وبحورا تبعدك عني..
جعلت لكي من الخيال والكلمات جسورا من الحب والهوى تلتقي
بها طرقاتنا ونسير معا في أدربها..
كوني لي…
عشقا وسكنا أكن لكي حياه وأمانا..
فأنا أحبكي وأعشق حروف إسمكي..
ولا أتغنا إلا بكلماتك وهمسك لي….
خاطرة بقلمي Rasha Saber”
طرق الباب ليخرجهم من تلك اللحظات الساحرة فابتعد عنها مرغمًا وهو يقول
_ ادخلي چوه دلوجت.
اطاعته بتفاهم ودلفت الغرفة مغلقة الباب خلفها وهي لا تصدق السعادة التي تعيشها معه.
فتح الباب بعد قليل وهو يمد يده لها
_ تعالي.
تشابكت ايديهم وهم يتقدمون من طاولة الطعام التي شملت كل الأصناف التي تفضلها
نظرت إليه بحيرة وسألته
_ عرفت ازاي اني بحب الأصناف دي؟
ابتسم بحب وهو يرفع يدها ليقبلها وتمتم بحبور
_ تقصدي السلطة الخضار اللي من غير طماطم؟ ولا البوريك التركي بالكاتشب
هزت رأسها بغنج
_ تؤ دول درجة تانية إنما الدرجة الأولى المشويات اللي على الفحم دي.
جذب يدها وأجلسها على المقعد وهو يقول بتروي
_ طيب اهدي كدة وبلاش الدلع ده لأني ميت من الجوع.
جلس قبالتها وأمسك الشوكة ليغرزها في قطعة اللحم وقربها من فمها
_ دوجي وجولي رأيك.
أخذت القطعة بأسنانها ثم مضغتها بتلذذ وتمتمت بمرح بلهجته الصعيدي
_ حلو جوي جوي جوي ما دام من يدك يا جواد بيه.
ضحك رغماً عنه وتحدث بحدة مصطنعة
_ بتتريجي على لهچتي يا بنت المدن انتي.
هزت كتفيها بنفي
_ لأ مش تريقة بس احيانًا كتير مش بفهمها
_ بس لهچة المنيا سلسة كتير عن لهچة المحافظات الجبلية.
_ واحنا ليه ما نخلينا في السلاسة كدة
هز رأسه بيأس منها
_ سلاسة؟ ماشي يا ست نمشيها في السلاسة.
اخذت شوكتها ووضعتها في قطعة البوريك وقربتها من فمه
_ طيب دوق دي بقا من أيد بنت المدن زي ما بتقول.
نظر لليد التي تحمل الشوكة وغمغم بمكر
_ بس دي شوكة مش أيد.
زمت فمها بغيظ منه وتركت الشوكة من يدها والتقطعت القطعة بأناملها لتقربها من فمه لكنه ظل ثابتًا مكانه ولم يدنوا منها
رمقته بغيظ وغمغمت
_ قرب.
رفع حاجبيه يتصنع الاندهاش
_ ايه قرب دي ما تجربي انتي أومال أنا جيبلك الكعب العالي ليه
_ انا لو قربت عن كدة هقع على الأكل.
_ وماله نجيب غيره، ولا اقولك قومي أحسن وتعالي اكليني وارجعي تاني.
تركت القطعة من يدها عندما لاحظت مكره وتمتمت
_ خلاص كل لوحدك.
تمتم جواد بمكر وهو ينظر لثغرها
_ واهون عليكي انا جعان جوي وعايز اول حاجة أكلها تكون من يدك.
تنهدت بيأس منه ثم نهضت وأخذت القطعة بيدها ودنت منه لكنها في لحظة وجدت نفسها تجلس على ساقيه وتمتم بوله وهو ينظر لعينيها برغبة
_ كدة الأكل هيكون أحلى بكتير
اخذ ثغرها في قبلة بث فيها مدى ولعه بها الذي لم يهدئ ولن يهدئ بل يزداد ويزداد حتى أصبح غير محتمل
وكلما فكر في الابتعاد يجد نفسه يعود إليها كأنها هواءه الذي لا يستطيع الامتناع عنه
بعد وقت طويل وضع جبيبنه على خاصتها وتمتم بانفاس متقطعة
_ مش عارف انتي عملتي فيا أيه.
كانت تستمتع أيضًا بسحر تلك اللحظة وردت بتيه
_ انت اللي عملت فيا أيه؟ انا بقيت مسلوبة الإرادة تمامًا.
ابعد رأسها عنه قليلًا لينظر لشموسها الذهبية وتمتم باحتواء
_ كنت فاكر إن لما نتجوز اللهفة دي هتهدى شوية بس لجيتها بتزيد كل يوم عن اللي جبله
بحبك يا توليب ومش عايز أي حاجة بعد إكدة من الدنيا غير وجودك جانبي.
نظر للطعام وتابع
_ يلا بقا نكمل أكل عشان فعلاً جبت أخري
شرع في اطعامها وكذلك هي ولم يكف عن كلمات الغزل التي تجعلها تبتسم بحياء ثم أخذها في جولات عشقه اللامتناهي
كانت تهاتف يزن وياسمين كل يوم مكالمة فيديو كي تطمئن عليه وهو يبكي ويطلب منهم العودة فتهدئه وتوعده بالعودة باسرع وقت
في الصباح استيقظت توليب قبله ليتثنى له النظر إليه وهو نائم
كانت ملامحه هادئة مطمئنة وكأنه راحة بعد إرهاق
تعيش معه اجمل لحظات يدونها التاريخ
لكن ما يؤرقها هو تحفظه بالنسبة لقدمه
يظل يخفيها عنها بكل الطرق ولا يتركها لمرمى عينيها
لكن لما؟
ذلك الأمر لم يشكل عائقًا أمامها مطلقًا
بل لم تبالي به وأحياناً أخرى تتناسى ذلك الأمر
مدت أناملها ترسم خطوط وجهه وتمتمت بهمس
_. لو تعرف بحبك اد ايه مكنتش فكرت لحظة واحدة إن حاجة زي دي تكون عائق في حياتنا.
أخذت يده تقربها من فمها وتقبلها بوله ثم تابعت
_ بحبك يا جواد بحبك أوي.
رمش جواد بعينيه قبل أن يفتحها وتتهادى له صورة محياها فتلوح ابتسامة رضا على وجهه وتمتم بنعاس
_ هي الساعة كام دلوجت؟
ردت بابتسامة وهي تضع قبلة أخرى على يده
_ طول ما انا جانبك مش ببص فيها إلا عشان وقت الصلاة وخلاص.
رفع يده لينظر بساعته وغمغم بضيق
_ اتأخرنا جوي….
عقدت حاجبيها مندهشة
_ اتأخرنا على ايه؟
رد بابتسامة عريضة
_ هتعرفي بس جومي جهزي نفسك الأول.
اومأت له بتفاهم لعلمها بحاجته للانفراد كي يتحرك بحرية دون أن تراه بقدمه.
دلفت الحمام وأخذت حمامًا سريعًا ثم لفت المئزر حولها وخرجت من المرحاض بعد أن أصدرت صوتًا يدل على قدومها
عند خروجها وجدته يرتدي منامته القطنية ويحمل ملابس الخروج ليرتديها بالداخل ودلف المرحاض بعد أن طبع قبلة على خدها
انتهت من ارتداء ملابسها ثم خرج جواد وهو بأبهى صورته يرتدى قميص أبيض وبنطال مماثل له وأخذ يمشط خصلاته التي عكست بياض ملابسه وبشرته الخمرية
نظر لانعكاس صورتها في المرآة وسألها
_ بتبصيلي كدة ليه؟
ردت بابتسامة اصبحت لا تفارق وجهها
_ خايفة امشي معاك البنات تخطفك مني.
استدار لينظر إليها وتقدم منها يحتويها بذراعيه يقربها منه وهو يداعب وجنتها بأنامله
_ تعرفي إني بحمد ربنا إنك منتقبة؟
قطبت جبينها بحيرة
_ ليه بقا؟
همس بجوار أذنها
_ لأن مكنتش هقبل أبدًا إن واحد غيري يشوف الجمال ده، الجمال ده ليا لوحدي.
يلا بقا ننزل لأننا إتأخرنا فعلاً عايزين نبدأ اليوم من اوله.
جذبها وخرج بها من الغرفة وهي تسأله
_ طيب عرفني بس احنا رايحين فين؟
_ هتعرفي كل حاجة بس اصبري.
________________
عاد مراد من المشفى فيجد نور جالسة في حديقة المنزل في وجوم
تقدم منها ليلقى السلام ثم جلس على المقعد المقابل لها وهو يسألها
_ مالك شكلك مضايجة.
تنهدت نور بتعب وتمتمت بألم
_ بصراحة تعبت، عايزة اشوف ابني وانت مانعني اروح له.
صحح لها مراد
_ انا مش مانعك بس عارف إنك لو شوفتيه مش هتجدري تبعدي وتسبيه انا نفسي لما بشوفه بيبجى صعب عليا جوي اسيبه وامشي واني مش رايد تعيشي اللحظة دي.
ابتسم لها وهو يتابع
_ وبعدين متجلجيش الدكتور طمني وجال أنه ممكن يخرج في خلال اليومين الچايين دول.
لم ينتهي عبوسها وعلم حينها بأنها لن تهدئ حتى تراه
فقال باستسلام
_ بس لو مصرة جوي معنديش مانع جومي غيري هدومك ويلا نروح.
تهلل وجهها وتمتمت بفرحة
_ بجد؟
اومأ لها بتأكيد
_ بجد يلا بجا جبل ما اغير رأيي.
هزت راسها بسرعة ثم نهضت لتسرع لغرفتها تبدل ملابسها
خرجت من الغرفة فتصتدم بسلمى التي كادت تسقط
_ ايه يا بنتي في ايه براحة.
اعتذرت منها نور
_ اسفة مأخدتش بالي بس مراد وافق إني اشوف آسر وعشان كدة خرجت بسرعة.
حاولت سلمى الابتسام رغم حزنها واخذت تنظر إلى نور وهي تسرع بالذهاب مع زوجها
لأول مرة تنطق اسمه وكأنها اعتادت عليه
نزلت للأسفل كي تشغل نفسها بعيدًا عن ذلك الألم
_______________
على شاطئ البحر الأحمر
توقفت سيارة جواد على جانب الطريق ونظر إلى توليب التي نظرت إليه بحيرة
_ احنا جايين هنا ليه؟
رفعت اصبعها في وجهه وقالت بتحذير
_ أوعى تقول هننزل البحر أنا بخاف منه.
لاحت ابتسامة اخفى خلفها حزن دفين وتحدث بنفي
_ لأ متخافيش مش هننزل بس خلينا نتمتع به ولو من بعيد
ترجل من السيارة وفتح لها الباب لتترجل بمساعدته وساروا حتى وصلوا أمام يخت فاخر فاشار له الحارس
_ اتفضل يا بيه اليخت جاهز زي ما أمرت
أومأ له وأخذ منه المفاتيح وساعد توليب في الصعود إليه وقد ظهر الخوف عليها من رؤية الماء
تنفست الصعداء عندما وصلت للأعلى وهي تقول
_ انا مش عارفة ليه جبتنا هنا انا بخاف اوي من البحر
صعد بها عند عجلة القيادة وقال مطمئنًا اياها
_ متخافيش طول ما انا معاكي
اشار لها على الدرج وقال بهدوء
_ انزلي الاوضة اللي تحت هتلاقي شنطة على السرير فيها فستان البسيه وتعالي.
وافقته دون اعتراض وترجلت للأسفل فوجدت غرفة نوم صغيرة
وحقيبة موضوعة على الفراش فتقدمت منها وقامت بفتحها فتجد بها ثوب وردي اللون بحمالات وقصير
اندهشت كيف يطلب منها أن ترتدي مثل ذلك الثوب وتخرج به
تحرك اليخت مما جعلها تفهم مبتغاه وقامت بتبديل ملابسها وتمشيط خصلاتها وانتظرت قليلًا حتى يتوغل أكثر داخل البحر ثم صعدت إليه
كان واقفًا أمام عجلة القيادة يحركها بحرفية
فتقدمت منه وهي مأخوذة بسحره وعندما لاحظ اقترابها ابتسم بوله وهو يتأمل ذلك الثوب الذي طغى بكل جبروت على قلبه الذي لم يعد باستطاعته التحمل
كانت النسمات تداعب خصلاتها فيتطاير حولها في هالة تسلب الأنفاس فلم يجد كلمات تصف بها شعوره تجاهها فقام بجذبها وأوقفها أمامه واضعًا رأسه على كتفها وتمتم بجوار أذنها
_ بتجنيني.
اسلبت انفاسه مرة أخرى بضحكتها فأخذ يدها ليضعها على عجلة القيادة ويحيط هو خصرها مستمتعًا بخصلاتها التي تتطاير حولهما.
تمتم بهمس
_ جلت نجضي يوم ميتنسيش في البحر قبل ما نرجع بكرة.
نظرت إليه تسأله برقة
_ يعني خلاص اسبوعين العسل خلصوا؟
جذبها أكثر لأحضانه وتمتم بتجويف عنقها بعد أن طبع قبلة عليه
_ ايامنا كلها عسل بس انتي وشطارتك.
هزت كتفيها بنفي
_ بس العكننه بتكون من الراجل مش الست.
طبع قبلة اخرى في تجويف عنقها وتمتم بعشق
_ وهي العكننة هتيجي مادام برجع من شغلي الاقيكي في اوضتي ومستنياني وانتي زي الجمر إكدة.
اوقف جواد اليخت ولفها إليه وتابع
_ طول ما انتي بتحبيني زي ما بحبك إكدة عمر الحزن ما هيدخل بينا.
وضعت ذراعيها حول عنقه وتمتمت بشغف
_ وانا عمر حبك جوايا ما هيقل ابدًا هيفضل في ازدياد لحد أخر يوم في عمري
رد على كلماتها المعسولة لكن بطريقة أخرى
طريقة لا يعرفها سوى العشاق
لم يترك اسر شفتيها إلا عندما لاحظ حاجتها للتنفس فابتعد عنها مرغمًا ووضع جبينه على جبينها يلتقط انفاسه بصعوبة
_ انتي ناوية على ايه معايا؟
مسحت وجهها في صدره وتمتمت بانفاس متقطعة
_ ناوية اخليك متبعدش عني لحظة واحدة.
_ انتي جد الكلمة دي؟
اومأت برأسها دون النطق بشيء فتمتم بتوعد
_ يبجى تتحملي بجا
حملها بين يديه ونزل بها للاسفل ليعيش معها جولة حب أخرى من جولاتهم العاشقة….
وقفت تستند بيديها على حافة اليخت وهي تتأمل المنظر من حولها
انتبهت تلك الأنامل التي احاطت عنقها بقلادة رقيقة تحتوي على قلب من الأحجار الكريمة باهظة الثمن
انتهى جواد من غلقها ولفها إليه لينظر إلى جيدها وتمتم باحتواء
_ مكنتش اعرف أنه هيكون بالجمال ده عليكي.
نظرت إلى القلادة بانبهار وقالت بحب
_ جميلة أوي بصراحة ذوقك راقي أوي.
_ أكيد مادام اخترتك يبجى ذوقي عالي جوي.
ابتسمت إليه بوله
_ بس دي غالية أوي.
هز رأسه بنفي
_ مفيش حاجة تغلى عليكي المهم تكوني مبسوطة.
ضمت نفسها إليه وتحدثت بصدق
_ بس انا سعادتي مش في الهدايا دي أنا سعادتي في حبك ليا مش أكتر.
ملس بانامله على خصلاتها وتمتم بحبور
_ يبقى هتعيشي حياتك كلها سعادة.
امسكت يده لتنظر إلى الساعة وقالت بقلق
_ جواد احنا كدة اتاخرنا أوي، ساعة بالكتير والليل…..
قاطعها جواد
_ احنا مش هنمشي غير الصبح، انا عامل حسابي إننا هنبات هنا الليلة والصبح إن شاء الله هنرجع على البلد
ارتبكت قليلاً وهي تنظر للخلاء حولهم
_ بس أنا خايفة.
رفع حاجبيه يتصنع الاندهاش
_ هتخافي وانا معاكي؟
هزت راسها بنفي وتمتمت باستنكار
_ لأ مش قصدي بس ….
قاطعها بلهجة بثت في الأمان
_ مبسش انا مأمن كل حاجة كويس مستحيل اخاطر وانتي معايا
في المساء
استلقت توليب على ذراع جواد الذي فرده لها كي تضع رأسها عليه وأخذت تحدثها عن قصص تلك النجوم
نظر إليها بشك
_ إزاي واحدة في تدينك زيك وتعترف بالكلام الفاضي اللي بيقولوه الناس ده.
_ ومين قالك إني بعترف بيه؟
_ اومال جمعتي المعلومات دي بناءً على ايه؟
هزت كتفيها ببساطة
_ دي شوية هلس كدة بسلي نفسي بيهم
ردد كلمتها بعدم استيعاب
_ كمان هلس، وايه كمان يا هانم
_ ولا حاجة سيبك من كل ده يزن وحشني أوي وكمان الخيل اول ما نوصل تكمل درس ركوب الخيل اللي بدأناه مع بعض.
تغيرت ملامح جواد مما جعلها تقلق وسألته
_ مالك وشك قلب كدة ليه، اوعى تقول مش هنرجع بكرة.
اخذ نفس عميق وأخرجه وهو يقول بهدوء
_ لأ هنروح بكرة.
قطبت جبينها بحيرة
_ اومال في ايه؟
سحب ذراعه من اسفل رأسها وجلس ينظر للافق البعيد أمامه
_ لأننا مش هنرجع المزرعة
زاد من حيرتها وتابع
_ هنرجع القصر…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية التل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *