رواية سراج الثريا الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية سراج الثريا البارت الحادي والثلاثون
رواية سراج الثريا الجزء الحادي والثلاثون
رواية سراج الثريا الحلقة الحادية والثلاثون
بالمشفى
إندهش سراج حين نظر الى وجه حفظي الذي يضع يده فوق وجهه الذي ينزف ربما ليس بغزارة لكن جروح مُتفرقه بوجهه، وبعض منها فوق يده ربما كان يريد اخفاء وجهه لكن أصابتها جروح، نظر نحو جسار الذي جاء خلفه… لوهله إبتسم جسار من منظر وجه حفظي الدامي،لكن خفتت بسمته تصامنًا لحُزن سراج ،لم ينظر الى تلك التى تحتمي خلف سراج،لكن فهم فحوي تلك النظرة جذب يد حفظي الذي فاق من مفاجأة ما فعلته به حنان، تلك المفاجأة التي جعلت عقله غائب للحظات،لم يتوقع أبدًا ذلك وحين إستوعب تفاجئ
بالموجودين بالغرفه كذالك سراج التى تحتمي خلفه تلك الحمقاء… ضغط بقوة على أسنانه الذي سمع كل من بالغرفه صوت صقيقها،، لكن إرتعب من نظرة عين سراج الذي يُلجم غضبه أو ربما ما يراه يشفي القليل من شعورة البائس… كذالك إسماعيل الذي نظر الى آدم النائم شعر بالأسي، قبل فترة قليله كان مُصابًا أيضًا، لكن هدأ قلبه من ناحيته فهو مناضل من صِغره، لكن هنالك من رحل الليله.
أخذ جسار حفظي وغادر بينما نظر سراج نحو حنان قائلًا:
أنا هنا فى المستشفى، هجيب حارس خاص يقف قدام الأوضة.
أومأت له ثم قالت:
البقيه فى حياتك.
أومأ لها قائلًا:
البقاء لله.
غادر بعدها هو وإسماعيل ظلت حنان وحدها بالغرفة مع آدم شعرت بغصه ودت لو كان واعيًا ودافع عن نفسه أمام ذلك الوغد، لكن ربما هذا أفضل الآن، لا تعلم رد فعله حين يعود للوعي ويعلم بوفاة والده الذي توقعها، ربما إمتثل لها حين أصرت أن يُعالج إصابة كتفه كي يفصل عقله لوقت كي يستطيع أن يتدارك ويتحمل ذلك الخبر المقيت.
❈-❈-❈
بغرفة خاصه بالمشفى مُجهزه بأجهزة تبريد
دلف إسماعيل وخلفه سراج، خفق قلب إسماعيل بلوعة وهو ينظر الى ذاك الفراش، بخطوات موجعه سار نحوه بكل لحظه يود أن يكون كابوسًا وينتهي بلحظة رفع تلك الملاءه البيضاء عن وجه ذلك المُمدد فوق الفراش، لكنها الحقيقه السوداء… بيد مُترقبه زاح تلك الملاءة من فوق وجه عُمران، أغمض عيناه للحظه لا يود أن يُصدق، إعتصر عيناه ودمعه تحجرت وهو يفتح عيناه مره أخري، أول صدمة بالعمر أمامه
أجل اول صدمة يعيشها، حين توفت والدته كان صغيرًا لم يكُن على درايه بقسوة ذلك الفراق وربما عوضت رحيمة جزء كبير من مكانها ومكانتها فلم يشعر بذاك الشعور المُهلك للوجدان،تأمل ملامح ذاك الراقد كآنها يحفرها برأسها لآخر مرة، لكن تبسم لوهله بسمة آلم تفتك بالقلب، إستغرب سراج تلك البسمه التى صحبها تجعد ملامحه بعدها يضع يده فوق جبهته يضرب كآنه يود أن يفوق من تلك اللحظة، إقترب سراج منه وضع يده على كتفه بمؤازة، ألقى بنفسه بحضن سراج يضمه بأسى قائلًا:
من كام يوم كنت بهزر وبتمني الموقف ده لأبو قسمت، مع إني كنت بهزر، بس متوقعتش أقف هنا ويكون اللى قدامي هو أبوي…مش معقوة فى الليله اللى المفروض ببدأ حياة جديدة تبقي أسعد ليله تقلب أوي كده وتبق أسوء ليلة فى عمري …
توقف يلتقط نفسه المُختنق بالدموع التى بدأت تهطل بلا إرادة ثم عاود الحديث وهو ينحني على يد عمران يُقبلها برجاء:
إصحي يا أبوي مين اللى هيطلع لى شقتي بكره ويصبح عليا ويدعي لى بالذرية الصالحة…وأهزر معاه وأقوله عد تسع شهور وعمران هيبقي بين إيديك،ويقولى لاء عمران هيبقى إبن سراج هو الكبير وهو بس اللى يسمي إسمي… إصحي يا أبوي.
وضع سراج يده على كتف إسماعيل، نظر له إسماعيل بدموع، ثم إستقام واقفًا يحتضن سراج… ضمه سراج مُتألمًا الى الآن يكبت دموع تحرق عيناه، مازال صامدًا… يقول بتشجيع:
بلاش الكلام ده يا إسماعيل، إيمان مُنهاره حاول تتمالك نفسك قدامها .
بغرفة أخري بالمشفى
دلف سراج
نظر نحو تلك الآريكه التى تجلس عليها كل من إيمان التى تقبع بحضن ثريا تبكي وثريا تواسيها، كآن قلبه حسد إيمان على حضن ثريا هو أكثر أحد يريد المواساة الآن…جلس إسماعيل على نفس الآريكه الناحيه الأخري وضع يده على كتف إيمان يُطبطب عليها، رفعت رأسها عن صدر ثريا ونظرت له جهشت بالبكاء وهو يجذبها يضمها يحاول السيطرة على نفسه كي لا يبكي ويزيد من إنهيار إيمان… كذالك فهيمه كانت جالسه فوق فراش بالغرفه تقرأ القرآن ودموعها تسيل…
تلاقت عيني ثريا مع عيني سراج التى تنضخ بالإحتياج، شفق قلبها عليه لأول مرة تراه هكذا باهت الملامح مثل التائهه او المسلوب العقل…
تنهد بقوه، ترك النظر لها كي لا يصرخ بالإحتياج… ذهب نحو شباك الغرفه أزاح الستائر، رغم أنها ليلة شتويه لكن كان القمر هلال صغير بالكاد مثل شريط صغير يتوسط السماء مع بعض الثُريات الصغيرة، ليلة طويلة مُعتمه إنقضت.
❈-❈-❈
فى الصباح
الخبر منذ الأمس وصل الى ولاء وبقية العيلة ما حدث العائله بها فاجعه كبيرة فليس عمران وحده هو الضحيه بل كانوا كُثر، لكن الأهم أو ذو الشآن كان عمران
طلبت ولاء من السائق أن يوصلها الى المشفى لكن تفاجئت بمنع دخول أحد الى المشفى بأمر عسكري، تعلم من صاحب ذاك الامر لكن لم تهتم، حاولت الإتصال على سراج أكثر من مره كان هاتفه مُغلق، إستسلمت وعادت الى دار عمران تجلس بين النساء تندب مثلهن بل وأكثر برياء وغضب ساحق، حتى الصباح.
بينما بشقة إسماعيل كانت تبكي بأسي تحولت ليلة زفافها من سعادة الى حُزن شديد، تركها زوجها وذهب الى المشفي بعدما علم ما حدث بعد مغادرتهم، من مجزرة تحولت ليلة العمر الى مجزرة دامية، دخلت عليها والدتها الى الغرفة التى كان من المفروض أن تجمع بينها وبين إسماعيل بنهاية ليلة أمس لكن ذلك لم يحدث هو حتى لم يصطحبها الى الشقة بمجرد وصولهم سبق الخبر السئ، هرول إسماعيل وتركها، لم تلوم عليه، تنحنحت والدتها، نظرت لها قسمت قائله:
بابا فين؟.
أجابتها:
معرفش نزل من شوية،يمكن قاعد وسط الرجاله،مش سامعه الصريخ والعويل والندب واصل لهنا،أكيد هتلاقي فى رجاله كمان،عرفت إن فى ضحايا كتير فى العيله،ربنا يرحم الجميع مين اللى فى قلبه كل الشر ده،ده إبادة جماعية… هما كان لهم أعداء أو تار بايت مع حد.
زفرت قسمت نفسها وأجابتها:
معرفش ياماما،بس إسماعيل كان قالي لى عن زفاف هنا حصل فيه ضرب نار وثريا كانت إتصابت فيه، واضح إنه زي ما بنسمع ونشوف كل فترة هنا فى الصعيد، عن فرح بيتقلب لمجزرة، بس بختي الأسود يبقى يوم فرحي، كمان حمايا يموت، أنا أتصلت على إسماعيل من شويه قالى إن سراج مانع حد يدخل المستشفى، كمان صلاة الجنازة هتبقي بعد صلاة العصر.
زفرت والدة قسمت نفسها قائله:
يعني هتفضل المندبه اللى تحت دي شغالة لبعد العصر، لاء وممكن تزيد كمان، ربنا يهون.
تسألت قسمت:
هو مش المفروض ننزل أقعد معاهم تحت وسط الحريم يا ماما…. بس أنا معرفش حد غير الست اللى إسمها ولاء وبنت أختها والاتنين مش بحس معاهم بالراحه، ومش عارفه طنط رحيمه كمان موجودة ولا لاء.
وافقتها والدتها قائله:
ده الأصول حتى لو منعرفش حد من الحريم ، بس أنا معنديش هدوم سمرا، أنا كنت هتصل على باباكِ يروح شقتنا يجيب لى عبايه سودة.
نظرت لها قسمت قائله:
إحنا بنلبس مقاس واحد ياماما، عندي هنا كذا طقم أسود.
أومأت لها بتوافق.
بعد قليل
بترقُب نزلن الى الدور الاسفل، تفاجئن بكم النساء سواء بالردهه أو حتى تلك الغرفه الأخري، نظرن حتى يجدن مكان ليجلسن لكن لم يجدن، وقفوا بنفس الوقت كانت ولاء تخرج من غرفة المندرة ورأتهن، ذهبت نحوهن بتعسُف وتفوهت بغلظه:
قدم النحس أخوي عمران إتجتل.
كانت تُقبل عليهن بشرر وهن يتراجعن للخلف بضع خطوات وكادت تنال ولاء وتقوم بطردهن من الدار لكن لسوء حظها كان يدخل والد قسمت من ذاك الباب يتجنب بعيد عن مجلس النساء، رأي تهجم ولاء عليهن وهن صامتات، شعر بغضب وإقترب منهن نظر الى ولاء بإحتقار:
فى إيه يا حجه… أنتِ بتطردي بنتِ من دار جوزها، هل ذهب عقلك وأصبحتي خرقاء… لولا تلك الظروف وفعلت هذا لكان لى رد فعل آخر لكن مراعاةُ للحزن وذاك المصاب الآليم سأكتفي فقط بأن أعطي لابنتي الامر البقاء وبعد ذلك لى رد فعل آخر بعد إنتهاء أيام العزاء… إصعدي الى شقة زوجك يا قسمت.
سخرت ولاء من حديث والد قسمت باللغه الفصحي لوت شفتيها بإستهزاء وإستقلال وكادت تتفوه بشرر لكن جائت رحيمه وقفت جوار قسمت وضعت يدها على كتفها وسألت:
فى إيه واجفين إكده ليه؟.
نظر لها والد قسمت قائلًا:
تلك الحيزبون تود طرد إبنتي، وأنا لن أسمح بذلك، ولولا إحترامي للحزن السائد ل….
قاطعته رحيمه ونظرت الى ولاء قائله:
ولاء بلاش طريجتك المتعاليه دي دلوق، متفطسيش موتة أخوكي عشان شوية غباء ساكنين فى راسك، وإنت يا قسمت تعالى إمعاي إنتِ إهنه صاحبة مكان، وإنت يا أبو قسمت شينه كبيره واجفتك إهنه قريب من مجلس الحريم.
أومأ لها قائلًا بتبرير:
أنا كنت داخل وخافض نظري لكن تلك المتعاليه كادت ان تقوم بطرد زوجتي و…
لبساطة رحيمه تفوهت بهدوء ولم تُعقب على حديثه بهذه الطريقه، فمزاجها سئ حتى إن كان عمران ظلم أختها لكن بالنهايه ضم أولاده فى منزله ورفض أن تأخذهم الى منزلها ولم يحرمهم من خيره ولا سطوة عائلة العوامري وأصبحوا ذو شآن، حقًا كان بينهم عدم توافق وجِدال كثيرًا لكن كل ذلك إنتهي الآن…
جذبت يد قسمت ووالدتها وقالت بهدوء:
إطمن يا أبو قسمت بِتك إهنه صاحبة مكان ومكانه واللى مش عاجبه هو يغمض عنيه.
وافقها والد قسمت وخرج وتركهن مع رحيمه التى نظرة عين ولاء تسحقها سحق… وهي تتصرف هكذا كآن لها شآن هنا بـ دار أخيها.
❈-❈-❈
عصرًا
أمام المقابر الخاصة بـ عائلة العوامري
كان هنالك أكثر من جنازة سايقة لكن كان أخر الجنازات هي جنازة عُمران
وقف سراج إمامً بالمُصلين، يحاول الا يختنق صوته ببكاء، صامدًا حتى إنتهت الصلاة قاموا بوضعه بالثري، ثم تجنب الثلاث على جانب يتلقوا التعازي…
عقل كل منهم يعود بذاكرته لأحد المواقف حصلت مع عمران وكان لها تأثير واضح بحياته
كان أولهم
سراج
ذكري ليلة زواجه بـ فهيمه
كم كانت تلك اللحظة قاسيه على قلب الفتي الذي يقترب من الثانيه عشر بعد وفاة والدته بحوالى عام ونصف كان يرا إلحاح عمتيه على عمران للزواج وهو كان يرفض ذلك لكن مع كثرة إلحاحهن خضع لهن،ولتلك الزوجه التى كان هو أول قسمتها فرق كبير بينهما فى العُمر،لكن بنظر أهلها ثراء عمران يعوض ذلك الفرق وللغرابه أنهم ليسوا فقراء بل عائلة ميسورة… شعر بغضب كبير وهو يراه يدخل الى المنزل بها،وصل به الأمر أنه بات تلك الليلة بالمقابر جوار قبر والدته،ظن أنه لم يلاحظ غيابه،باليوم التالى عاد عصرًا كان عمران يكاد عقله يشت حين لم علم أن سراج منذ ليلة أمس وهوليس بالدار…قبل أن يأمر الحرس بالبحث عنه كان يدخل الى المنزل،نظر له عُمران بغضب سُرعان ما تحول الى قلق بسبب ملابسه الرثة الغير نظيفه،إقترب منه سائلًا:
كنت فين من عشيه.
قبل أن يُجيب كانت صفعة تدوي فوق إحد وجنتيه،إهتز لتلك الصفعة جسد سراج وضع يده على وجنته مكان الصفعة ورفع وجهه ينظر الى تلك التى صفعته ولم تكتفي بذلك بل إستهجنت بالحديث:
كان صايع تلاجيه ملموم على شِله صايعه وراح لعندهم.
ذُهل عمران من تلك الصفعه وشعر بالغضب وكاد ينهر ولاء التى فعلت ذلك،لكن بنفس الوقت جائت رحيمة ضمت سراج وهي تنظر الى ولاء بكُره قائله:
تنشل اليد اللى تتمد على واحد من ولاد أختي،وان إتكررت الضربه دي أنا مش هسكتلك هجيبك من شعرك وهمسح الدار كلها بجتتك.
تجمدت الدمعة بعيني سراج وضم نفسه لـ رحيمه ونظر نحو والده قائلًا:
أنا مكنتش صايع،أنا كنت نايم جنب قبر أمي،ولما صحيت لقيت حشايش وورق شجر ناشف جنب القبر نضفته،كنت بتمني أفتح القبر وأنام فى حضنها.
ضمته رحيمه بحنان قائله بتسرع:
بعيد الشر عنك،إن شاءلله عدوينك واللى يكرهك،تعالى معاي،إتحمم وهجيب لك خلجات نضيفة.
نظره ألقاها سراج الى عمران،كانت كفيلة بتمزيق قلبه،وكان هذا بداية الفكرة برأس سراج لكن يمكث هنا كثيرًا بأول فرصه تتاح له سيبتعد عن هنا،وقد كان بمجرد أن أنهي دراسة الثانويه رغم مجموعه الكبير لكن أصر على البعاد ودخول الأكاديمية الحربية،أصبحت البلدة بالنسبه له كالوطن المهجور،لا يتمني العودة له الا لسبب واحد،حين يرقد جوار والدته بين الثرى،لكن شاء القدر للعودة والآن يضع والده بالثري بعد أن إفتداه،جزع فى قلبه اليوم يُعيد ذكريات بائسه.
بينما آدم يقف مُصابًا يرفع إحد يديه بحامل طبي يضمها لصدره المُشتعل بالآلم،وذكري تمُر أمام عيناه كان بالسابعه من عمرهُ
حين كان يلهو بالإستطبل الصغير المُرفق بالمنزل،يلهو حول ذاك الحصان،يجذبه من ذيله يشد لجامه المربوط،لكن الحصان كان شرسًا،وجسد آدم بالنسبه له صغير،فجأة صهل الحصان رفع قدميه الأماميه لأعلى بعقل طفل أعجب بذلك وإقترب من الحصان يمسك لجامه لكن تعثر ووقع أرضًا ، الحصان كان غاضبًا،فتح فكه وإنحني كانت إحد قدمي آدم قريبه منه بلحظة كانت تلك الساق بين فكي الحصان الذي لو تمكن منه لكانت بُترت بين أنيابه،لكن صرخة آدم سمعها عمران الذي كان قريب منه،بلحظة لم يُفكر وأخرج سلاحه من جيبه يصوب نحو رأس الحصان،تردي فى الحال تاركًا ساق آدم التى تنزف بغزارة،كذالك يتألم من ظهره،إقترب عمران من آدم حمله سريعًا توجه به الى إحد المشافي،كان تشخيص الطبيب أن الحاله ليست خطيرة لكن ذلك سيترك آثر على حركة ساقه لوقت،ربما يزول أو لا،لم ييأس آدم ولا عمران الذي إصطحبه لأكبر وأشهر الاطباء،حتى يعود للسير شبه طبيعيًا،فى نفس الوقت خرجت إشاعة أن الحصان قام بعض أحد أبناء عمران العوامري وتوفي….
كانت إشاعة وقتيه اليوم تمني ماذا لو كانت تلك الإشاعة حقيقية،لكن القدر مرسوم.
إسماعيل يشعر بإهتزاز قوي بجسده وهو يتلقى التعازي ويصافح المُعزيين…
ينظر نحو قبر عمران،دموع متجمدة بعينيه
وذكري ربما كانت بسيطه لكن غرست بقلبه معني كبير،كان مشهورًا بالمُشاغبة بين زملاؤه وبعض المقالب،بعقل طفل ذو تسع أعوام يسعي خلف العلم…قرأ بأحد الكتب عن بعض التجارب العِلمية،
وضع الكحول فوق وسلك الألمونيوم ثم إشعاله،حقًا سيصدر شررًا،لكن ينطفئ سريعًا،جرب ذلك بالسلك فقط مجرد شظايا وتخفت سريعًا،ليجرب وضع الكحول،كان بالفصل مع زملاؤه،الكحول مع السلك ضاعف من الإشتعال هرع زملاؤه الى خارج الفصل يصرخون،هو حاول إطفاء النار وحين فشل هرب خلفه وترك الفصل الذي شبه إشتعل الادراج وقوائم الشبابيك بالفصل،لولا سيطرة بعض العاملين بالمدرسة على النار لاحترقت المدرسة بأكملها…عوقب من مدير المدرسة بصفعة قوية تركت آثر على وجهه…كذالك بفصله من المدرسة لمدة أسبوع وإرسال إستدعاء لولي أمره…لم يهتم بشئ هو يخشي رد فعل عمران حين يعلم… حين عاد من المدرسه أخبر رحيمه بما حدث، زمته على سوء ما فعل، وخشيت من رد فعل عمران، لكن غصبًا بيد مرتجفه وقف يطرق على باب غرفة النوم الخاصه بوالده،لم ينتظر كثيرًا فتحت فهيمه له الباب وتبسمت له،تنحنح بحياء،سمع صوت عمران من الداخل يحثه على الدخول:
تعالى يا إسماعيل.
دخل الى الغرفه يخفض رأسه،ذهب نحو تلك الآريكه الذي كان يجلس عليها عمران…
عمران الذي سُرعان ما شهق حين وقع بصره على أثار أصابع واضحه فوق وجه إسماعيل،نهض وجذبه سائلًا:
مين اللى ضربك إكده جولي.
إبتلع إسماعيل ريقه بصعوبه وقال بصوت خافت:
مدير المدرسة.
لم يسمع عمران سأله بقسوة:
جولي مين اللي ضربك إكده.
بصعوبه إبتلع ريقه وأجلى صوته وأخبره وهو يمد إحد يديه بجواب الإستدعاء له:
مدير المدرسة وباعت لك الجواب ده.
لم يُخبره بقرار الفصل…مزق عمران الجواب وقال بعصبيه أنا لازمن أروح للمدير ده وأعرفه مقامه،دلوق روح لخالتك تعملك كمدات ميه سجعه على وشك عشان تهدا زمانها بتوجعك.
إندهش إسماعيل من رد فعل عمران،وإستغل الموقف قائلًا:
بتوجعني جوي يا أبوي.
ضمه عمران بحنان…شعر بسعادة بالغة….
باليوم التالى إصطحبه عمران الى المدرسة،دخل مباشرة الى غرفة المدير،فتح الباب دون إستئذان دلف متوجهًا نحو المدير الذي وقف فى البدايه كان متجهمًا لكن حين رأي عمران إبتسم بمجاملة،سُرعان مازالت البسمة بعد دوي صفعه على وجه المدير خلفها حديث عمران بغلظه وتعالي:
مش واد عمران العوامري اللى يد تتمد عليه،إحمد ربنا إنى مجتطعتش يدك.
ذُهل المدير،كذالك إسماعيل الذي يفتح فاهه،والمدير إستوعب بعد لحظات حتى فاق من الغفله شعر بالخزي ولو بخاطره لرد الصفعه عشره لـ عمران لكن سطوة عمران جعلته يتقبل ما حدث لكن أخبره بجمود بما فعله إسماعيل…نظر عمران نحو إسماعيل الذي أخفض وجهه،ثم تدارك قائلًا:
ولو مكنش لازم تصفعه على وشه صوابعك معلمه فى وشه من إمبارح.
إنتهي الموقف بمؤازة عمران لـ إسماعيل رغم أنه كان مُخطئًا،اليوم من الذي سيؤازره لو أخطأ…دمعه ليتها تسيل من عينيه ربما تخفف وجع القلب.
كان هنالك بعض النسوة
من بينهن إيمان التى تستند على كل من ثريا وقسمت
وقفت تقرأ الفاتحه دموعها شلال مُتدفق لم تتوقع أن تقف تلك الوقفه،كانت دائمًا تشعر أنها قويه،لكن ذلك كذب هى ضعيفه بل ضعيفة للغايه إكتشفت ذلك الآن حين كان يخشي عليها من جموحها بممارسة رياضة عنيفه الدراسه بجامعه لا تليق بذكائها رغم درجاتها العاليه،لكن إمتثل لإختيارها لتلك الجامعه التى مستقبلها ربما يستهزأون بها وهي مجرد “مدرسة ألعاب”كما كانت ولاء وإيناس يسخران منها،لكن هو ساندها،اليوم علمت سر قوتها
السر كان”عمران العوامري”
❈-❈-❈
مساءًا
توافد المُعزيين
بين النساء
كانت ولاء تنظر الى هؤلاء الأربع وخامستهم رحيمه التى تجاورها فهيمه كآنهن عُصبه عليها شعرت بالكُره تتنفس مثل الثعابين،وهي تفوه بغلول:
وش النحس خربوها وقعدوا على تلها.
بعد قليل
نهضت ثريا مع والدتها وخالتها تصطحبهم ليغادروا بعد أن قدموا واجب العزاء،لاحظتهم ولاء،قامت خلفهن هذه فرصة ربما تنفث فيها عن ما تشعر به من غِل…
ودعتهن ثريا وكادت تعود لمجلس النساء،لكن توقفت أمامها ولاء تقول بهجوم:
وش النحس من يوم ما دخلتي دار العوامريه،أنتِ جبتي الموت فى قدومك…فى الأول غيث وياريتك إحترمتي موته لكن قبل من الاربعين دورتي على ميراثك منه،ورميتي شباكك على سراج،دلوق إتجتل عمران أوعاكِ تفكري إنى هـ…..
قاطعتها ثريا بغضب وكيد:
اللى خدته من غيث ميجيش واحد فى الميه من قيمة ميراثي منه واللى حلله ليا ربنا، وإن كان على سراج لو مكنش رايدني مكنش وقع فى شباكي، والحج عمران ده عمره ومكتوب له، رغم أنه مكنش يستحق موته زي دي فى أمثالك يستحقوا الشنق بسبب جبروتهم، بس تأكدي مهما كان جبروتك جاي لك يوم يا وباء… وبعد كده لازمن تحترمي مكانتي إهنه، انا بجيت مرات كبير العيله، سراج العوامري، ومتحلميش بالمكانه اللى كنتِ عايشه فيها بين ستات عيلة العوامري الناقصه، أنا ست كامله…
توقفت ثريا للحظات تنظر لملامح ولاء الغاضبه
ثم تعمدت إغاظة ولاء:
نسيت أعزيكي فى الحج عمران هو برضك كان أخوكِ، أنا أفهم فى الواجب والأصول كويس.
لم تنتظر ثريا وتركتها وعادت للداخل جلست بمكانها تتخذ مكانتها كزوجة سراج، بينما ولاء شعرت بالغيظ الساحق… لكن لا لن تنهزم وتترك تلك اللقيطة تتخذ مكانتها… عادت للداخل جلست مكانها، نظرت نحو ثريا التى تعمدت النظر لها بإغاظه وهي تعتدل بجلستها تضجع بظهرها تستقيم بوجهها بتحدي مُعلن.
بينما قبل لحظات كان سراج يكاد يدخل الى الدار دون سبب غير أنه اراد أن يفصل عقله حتى لو لدقائق يود الإختلاء والتوريه ربما تسيل دموع عيناه ويزول ذلك الإختناق حتى لو قليلًا… لكن قبل أن يضع قدميه ويدلف سمع صوت ولاء وهجومها على ثريا، كاد يُظهر نفسه ويدخل يرد على ولاء، لكن رد ثريا كان أقوي من رده، رغم بشاعة ما يشعر به لكن حديث ثريا وكآنها تتباهي أنها زوجته جعل وجع قلبه يخف قليلًا وعاد لمجلس الرجال يتحمل الآلم.
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاث أيام
اليوم هو اليوم الأخير لعزاء عمران
ظهرًا
بالمطبخ… دلفت إحد الخادمات تقول لـ عدلات:
إعملي تلات كوبيات جهوة لضيوف سراج بيه ووديهم المندرة، مش عارفه هنحضر لهم وكل ولا إيه.
اجابتها عدلات:
اللى تدخل الجهوة تبجي تسأل سراج بيه.
بعد لحظات دلفت ثريا الى المطبخ تطلب كوب من المياة، ثم سألت عدلات التى تضع أكواب القهوة فوق صنيه:
القهوة دي لمين؟.
ردت عدلات بسلامة نيه:
لضيوف سراج بيه فى المندرة.
لم تهتم ثريا، لكن دلفت خادمه أخري قائله:
عدلات الست فهيمه عاوزاكي فى مجعدها.
نظرت الى القهوة قائله:
مين اللى هيودي الجهوة المندرة.
صمتت الخادمة … فتحدثت ثريا لرفقها بحزن فهيمه والوحيدة التى تستطيع مواساتها هي عدلات :
روحي شوفيها عاوزاكِ ليه، وأنا هدخل القهوة للضيوف.
وافقتها عدلات… حملت ثريا الصنيه وتوجهت الى المندرة دخلت سرعان ما تفاجئت بـ تالين ومعها راجل لا تعلم هويته، رأته سابقًا ليلة زفاف إسماعيل، خمنت أنه والدها رغم عدم وجود شبه، شعرت بغصة فى قلبها، وضعت القهوة، وكادت تغادر لكن أوقفها سراج الذي وقف قائلًا:
ثريا مراتي، وده اللواء “عادل عبد الغفار” والد تالين.
تحشرج صوت ثريا قائله بترحيب:
أهلًا وسهلًا.
نظر عادل الى ثريا بتمعن هي فقط تفرق عن إبنته فى الشكل الخارجي أجمل لكن هو يعلم جيدًا أنها إبنة عامل سابق، كما أنها أرملة سبق لها الزواج، لا تقارن بإبنته، لكن سوء إختيار سراج… هذا ما أكدته ولاء التى دخلت ترحب بحفاوة…تتعمد إغاظة ثريا التى لم تُبالي حتى أنها تحججت وغادرت المندرة.
❈-❈-❈
مساءًا
بالمندرة
كان هنالك بعض الرجال من كبار العائله، يتخدثون بأسى ومواساة، لكن الحياة تستمر كما قال أحدهم
كان الثلاث
آدم، إسماعيل، سراج
يجلسون، تفوه ذاك الشخص:
الحياة بتستمر رغم وجع قلبنا على الحج عمران، بس لازمن يبجي فى كبير مكانه، وبالتوكيد الكبير هو سراج.
لم يتفاجئ سراج من ذلك، رغم أنه أيضًا لا يرغب فى تلك المكانه… نظر نحو أخويه اللذان تشع نظرة الحزن من عينيهم، ثم عاد بنظره لذاك الشخص قائلًا:
إحنا نعتبر لسه فى أيام العزا الموضوع ده سابق لآوانه.
نظر له ذاك الشخص:
عارف إننا فى أيام العزا واللى حصل فى العيله هزها كلها ولازمن نختار الكبير بسرعة، وإنت الكبير من بعد الحج عمران.
تنفس سراج حائرًا
أيرفض وينتهي الامر ويذهب تلك المكانه لـ آدم، نظر نحو آدم الذي فهم نظرته نكس رأسه… فهم أن آدم لا يبغي تلك المكانه هو الآخر، تنهد قائلًا:
كام يوم مش هتفرق.
إمتثل الجالسون،الذي من بينهم قابيل الذي يشعر بالبغض من سراج الذي يتدلل،والأحق بتلك المكانه هو كذالك هو الأحق بـ ثريا…لكن سوء الحظ له وحُسن الحظ لـ سراج لكن لن يدوم ذلك.
❈-❈-❈
بـ دار حفظي
منذ ان خرج من المشفى بعدما تم أخذ تعهد كتابي عليه بعدم الإعتراض سواء لـ حنان أو آدم، يعلم أن هذا التعهد لا قيمة له لكن ما يغيظه تلك الجروح الظاهره بوجهه والتى غصبته أن يمكث فى الدار يتواري مثل النساء… تعصب على والدته لمجرد سكبت كوب ماء وإنزلق منها أرضًا لم تبالي به وتركته… يزفر أنفاسه بغضب حار…
بنفس الوقت صدح رنين هاتفه…
جذبه نظر للشاشه آستغرب فهذا رقم ليس واضح هوية صاحبه، لم يرد لأكثر من رنين بسبب إلحاح المُتصل قام بالرد ضجرًا
سمع سخط الآخر بإستهزاء:
إيه مش عاوز ترد عالموبايل خايف بعد ما حُرمه علمت عليك وخلتك ترقد فى الدار كيف الولايا.
شعر بغضب مستعر ساىلًا:
إنت مين يا واكل ناسك كيف تتحدت وياي بالطريجه دي،لو كنت جدامي كنت عرفتك مين الولايا.
ضحك الآخر بإستمتاع قائلًا:
عيب متعرفنيش من صوتي…إحنا كُنا صحاب.
إرتعب قلب حفظي وشك بالصوت…بينما إستهزأ الآخر قائلًا:
ياما إتشاركنا ليالي سوا مع الرقصات فى مصر.
هلع قلب حفظي وهو يكذب ما يسمعه قائلًا بعدم إستيعاب:
غيث!.
❈-❈-❈
بشقة قابيل
كان مثل الذي على الذي يتقلي على جمر مُشتعل وهو يقول:
اللى بجاله سنين بعيد عن إهنه عاوزين يعملوه كبير علينا، لاه والاكاده بجي هو بيتعزز كمان.
ثار عقل ايناس وهي تسمعه وقال: سراج هيبجى كبير العيله ويعلى من شآن ثريا تبجي هي مرات الكبير، لاه ده لا يمكن يحصل، دي مجامها الارض مش كفايه، لاه مستحيل ده يوخصل لو وصلت أجتلها بيدي، ولا تكون ليها جيمة وسطينا.
كآنها سكبت الجاز فوق جمرات عقل قابيل الذي هزي بعقله:
مرتين تنفد من الموت يا سراج بس لاه التالته تابته ومستحيل تبجي الكبير، كمان ثريا لازمن ترجعلي، هي المفروض كانت تبجي نصيبي من الاول، زي ما جتلت غيث بيدي إنت كمان هجتلك بيدي ومش هستني الحظ يلعب معاك.
❈-❈-❈
ثلاث أيام
أربع ليالي كآنهم عُمر آخر فوق عُمره، أحداث سريعه تتغير وعليه الأختيار، البقاء ويصبح كما كان مُخطط له من البدايه، ظن أنه تمرد لكنه القدر لا أحد يتمرد عليه، لكن قبل إتخاذ ذلك القرار، مازال لا يعلم قرار ثريا حين ترك لها الاختبار…
دلف مباشرةً الى غرفة النوم كانت ثريا تضب بعض الثياب بخزانة الملابس تنحنح وذهب نحو ذلك الشباك الذي بالغرفه ينظر أمامه ليلة حالكة السواد لا قمر ولا نجوم… فقط غيوم تتحرك وسرج من بعيد يشق السماء أصواته بعيده لكن غضب ضوءه يشع بالعالى… عقله فصل عن التفكير غضبه مقابل غضب الطبيعه ولا يعلم أيهما أقوي.
بينما ثريا نظرت نحوه شعرت برأفه فى قلبها عليه، بلا شعور منها سارت نحوه
وقفت خلفهُ ترفع يديها بتردُد كادت تستمع لقرار عقلها أن لا تفعل ما برأسها وتضع يديها على كتفيه تواسيه،لكن ظلت يديها عالقه….
بينما هو لم يرا فقط إنعكاس طيفها،بل شعر بأنفاسها قريبه منه، أغمض عيناه ينتظر أن تضع يديها على كتفيه ربما تُهدأ تلك العاصفة النارية التي تتوغل من قلبه، إستمعت لقرار عقلها، وكادت تُخفض يديها، لكن خطوة إتخذها للخلف جعلت يديها تلمسان كتفيه، تنهدت وهي تُثبت يديها على كتفيه تُخفض رأسها تُلامس ظهره قائله:
دلوك أكيد عرفت أنا ليه وافجت أتجوزك، عشان أنا نحس وأي حد بيقرب مني بتصيبه لعنة…
توقفت تتنفس قبل أن تستطرد بقية هجاء نفسها، لكن سراج
إستدار ينظر لها عيناه كانت شبة حمراء وتجمرت أكثر من حديثها، الذى كادت تزداد به:
أنا…..أنا كنت بكرهك و….
قبل أن تُكمل بقية إلقاء اللوم نفسها وأنها سيئة الحظ على من تقترب منه، قبض على رُسغي يديها بقوة ساحقة، توقفت عن الحديث ونظرت الى قبضة يداه على مِعصميها كالعادة حتى وإن شعرت بتآلم تصمُت، لكن لم تصمُت هذه المره وكادت تتفوه لكن جذبها عليه
يقطع حديثها الماسخ بالنسبة له ضم شفتيها بين شفتيه بقُبلة خاصة جدًا تحمل مزيجًا من الشغف والآلم وشعور آخر هو يعلمه جيدًا،تلك المُحتالة تمكنت وتوغلت من نبض قلبهُ،جذبها للسير معه وهو مُستمر فى تقبيلها ،توقف وترك شفاها ينظر لوجهها،سُرعان ما ضمها بين يديه اللتان كفيه يحتضنان ظهرها بقوة يود أن تلتحم به، هي الأخري رفعت يديها وعانقت ظهره بكفيها، عاود تقبيلها وهو يُثقل بجسده عليها، وهي تميل للخلف الى أن تسطحت على الفراش وهو فوقها مُستمر بتقبيلها، بدأت يديه تسير بحرية على جسدها يُزيل عنها تلك العباءة، شعرت بيديه فاقت من غفوة عقلها، فى تلك اللحظة ترك شفاها لتتنفس، لكن كان يُقبل أسفل ذقنها وبداية صدرها الذى يخفق بشدة، بالكاد نطقت إسمه بحشرجة صوت:
سراج…
قاطعها بقُبلة تستبيح يديه المرور على جسدها بنعومة وإشتياق هي الوحيدة القادرة الآن على أن تُهدأ تلك العاصفه المتملكة من كُل خلية فى جسدهُ
هي الأخرى تنحي كُل شئ بعقلها، تركت الزمام
ينفلت معه
لمسات وقُبلات إمتزجت بينهم، عواطف مُتملكه منهما الإثنين، لن تهدأ قبل إندماجهما معًا بلقاء حميمي مُفعم بحقيقة مشاعر كل منهما للآخر،
رفع رأسه عن عُنقها نظر لوجهها رفع يده أزاح خُصلات شعرها المُتدلية على جبينها ثم قبل شفتيها ، ثم عاد يُخفض رأسه بعُنقها يتنفس بصخب، حتى سمع إسمه منها:
سراج.
-نعم.
حاولت تهدئة أنفاسها قائلة بتهدج:
موافقة أبيعلك الأرض بس ليا شرط الأول تنفذه.
رفع رأسه عن عُنقها ونظر لعينيها لدية يقين عن ذلك الشرط، ترك النظر لعينيها وسلطها على شِفافها بلا إنتظار قبلها ثم ترك شفاه وضع يده على تلك العلامة بفخذها هو يقين أن ذاك الوغد “غيث” هو سببها لكن يود معرفة سبب ذلك نظر لعينيها اللتان تبدلت نظاراتهم شعرت بضيق من لمسة يده لتلك العلامه، تغاضى عن ذلك سائلًا:
إيه السبب الحقيقي للعلامة دي؟.
تبدلت ملامحها ظهر الوجوم بوضوح… أغمضت عينيها بقسوة ثم فتحتها كان ينظر لها… ينتظر جوابها الذي طال وخيب توقعه:
مايه سخنه وقعت عليا وأنا صغيرة حرقت فخدي.
-كدابه يا ثريا… الحرق ده مش حرق مايه سخنه ده حرق ماية نار… السبب غيث.
إرتبكت ثريا وكادت تبتعد عن سراج لكن جذبها يضمها بقوة قائلًا:
ثريا أما متأكد إنك مكنتيش زوجه لـ غيث هو اللى حرق فخدك وحاول يغتصك، ثريا أنا النهاردة مش هخيرك لأن مبقاش عندي إستعداد تبعدي عني إنت كمان
وجودك معايا بقى…..
«أمر إلزامي»
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سراج الثريا)