روايات

رواية ابن الصياد الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

رواية ابن الصياد الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani

ابن الصياد
ابن الصياد

رواية ابن الصياد الحلقة الأولى

يحكى عن رجل فقير يعيش في كوخ صغير كثير الأطفال وكان يخرج كلّ يوم للغابة لينصب شبكته ويصيد الطرائد من أرانب برية أو حمام ثم ينزل السوق ويبيعها مقابل بضعة دراهم يشتري بها طعاما لامرأته وصبيانه وكلما ينهض في الصباح كانت المرأة ترفع يديها إلى السماء وتدعوا الله أن يرزق زوجها وتردد الدّعاء حتى تسيل دموعها على وجهها الذي كساه الفقر بالتجاعيد رغم جمالها الباهر وصغر سنها
أما الرجل فكان يقول لها : إسمعي عوضا عن الدعاء أذهبي لجمع البيض من أعشاش السمانى والحجل لكي أبيعه
لكنها ترد عليه :سينتهي جمال الغابة يا إبراهيم إن جردناها من الأشجار والطيور والحيوانات الصغيرة
في أحد الأيام بعد أن باع الصياد بضاعته وهم بالرجوع لداره رأى ولدا ضائعا في السوق يلبس ثوبا قديما يبكي فانتظر قربه لعل أحدا يأتي ويأخذه لكن انتصف النهار ولم يسأل عليه أحد فأخذته الشفقة عليه وقال: أحمله عندي اليوم أربح فيه ثوابا وغدا أرجع به إلى السوق وأرى ما يكون من أمره وإن شاء الله يكون خيرا
ولما شاهدت امرأته الغلام البهي الطلعة قالت لزوجها: لا شك أن ذلك الولد يتيم أتركه يعيش معنا ورزقه على الله
أجابها: ألا يكفي ما نحن فيه من فقر يا امرأة ؟ة لنزيد هذا الولد لعيالنا
في الغد حمله معه إلى السوق وهو يتذمر منه وكالعادة لم يسأل عنه أحد والعجيب أن الناس إعتقدوا بأنه ولده وسرعان ما أحبوه وصار كل واحد منهم يعطيه شيئا واحد رغيفا والآخر ثمرة والثالث كعكة إلى أن جمع الولد قفة بالخيرات دون أن يتحرك من مكانه
لما رجع الصياد لداره جاء الصبيان يجرون فنبشوا القفة وأخذ كل واحد ما راق له من ثمار أو حلوى أو مربى وتعجبت المرأة فلقد وجدت في القفة شاي فأشعلت الكانون وطبخت برادا شاي بالنعناع وشرع الصياد يترشف فنجانه وهو ينظر لذلك الغلام باستغراب فلقد كان أشبه بالروم منه للعرب
ثم سأله عن اسمه
أجابه : من إسمي يجيئ الفأل الحسن والسعادة والاكتفاء والرخاء lehcen Tetouani
حك الصياد ذقنه وقال له: لا توجع رأسي من اليوم إسمك سعد أومأ له الغلام برأسه ثم تحلق مع بقية العيال حول القفة، وبدأ يأكل معهم ولم يمض النهار حتى صار واحدا منهم ونادته البنية الصغيرة نوسه كما تنادي إخوتها وتقول له يا أخي
صمت الصياد ورضي أن يتركه معهم بعدما رأى سعادة عائلته ذلك اليوم ،فلأول مرة يأكلون شيئا غير خبز الشعير والخضار المطبوخة دون لحم ويرى الفرحة على وجه صغاره كأنهم في عيدرومنذ أن جاء ذلك الصبي عنده زاد الخير
في أحد الأيّام لما إختلى الرجل بإمرأته قال لها :هناك شي يقلقني فلقد صار سعد يدور في السوق ويرجع لي بصرة دراهم ولما أسأله من أين يأتي بها يخبرني أنها رزق من الله
قالت المرأة : لو سرق شيئا لجرى ورائه أصحابه كف عن التفكير يا إبراهيم فلقد جازاني الله على دعائي كل يوم
كان سعد كلما يرى تاجرا غنيا يقف أمامه ثم يمد إليه يده ويقول لحسن التطواني حق الله يا رجل ودون أن يشعر ذلك التاجر يعطيه ما تيسر من الدراهم ولما حاول بعض الصبية تقليده أطردهم التجار ولم يعطوهم شيئا
في أحد الأيام كان سعد يرافق أباه للصيد وفجأة رأى حدأة سوداء قد إنكسر جناحها فلم تعد تقدر أن تطير فحملها إلى الدار وضمد جرحها وأطعمها فلما شفيت صارت لا تفارقه وكلما ذهب إلى مكان طارت وراءه وسماها سليمة ولما يجتمع الصبيان للأكل تجلس وسطهم تنقر معهم من القصعة وفي الليل تنام في حجر نوسة
في نهاية السنة دار أعوان السّلطان في المدينة لجمع الضرائب وظلموا الناس ولما جاءوا للصياد إبراهيم قال لهم أنه لا يملك مالا فلم يصدقوه وانهالوا عليه ضربا ورفسا أمام أعين عياله الذين شرعوا في الصياح ثم مزقوا شبكته وجمعوا من وجدوه أمامهم من دجاج وبيض وأخذوا عنزة البنية الصغيرة وانصرفوا
بكت نوسة كثيرا على عنزتها التي إشتراها لها سعد فجاء لأخته وقال لها :والله لأشترين لك بدل العنزة عشرة وبدل دجاجات أمي مائة ثم جرى ورائهم ومعه الحدأة واختفى في الغابة ورغم رجاء أبيه إليه ليرجع لم يسمع الكلام

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ابن الصياد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *