روايات

رواية ابن الصياد الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

رواية ابن الصياد الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

رواية ابن الصياد البارت الثاني

رواية ابن الصياد الجزء الثاني

ابن الصياد
ابن الصياد

رواية ابن الصياد الحلقة الثانية

….. سار سعد ومعه صديقته الحدأة وراء الجباة حتى وصلوا للقصر ولما جن الليل تسلق الصبي السور الخارجي بكل خفة ثم طارت سليمة وأخذت تدور على نوافذ القصر وتطل برأسها وفى الأخير حطت على فتحة صغيرة في برج مرتفع
فرأت أمامها أكياسا وصناديق مرصوفة عليها ختم السلطان وطاولة فوقها ميزان فتسلّلت بحذر وثقبت أحد الأكياس فسقط منه الذهب فعرفت أنها في خزينة القصر
فصارت تدخل من الفتحة وتأخذ القطعة والقطعتين في منقارها، وتنزل بها إلى سعد الذي يرميها في جرابه وبعد ساعة امتلأ الجراب بالذّهب فخرج به دون أن يحس به أحد من الحرس ومشى طول الليل
في الصباح كان عند أبيه ثم نزل معه لسوق الماشية واشترى لأخته نوسه عشرة عنزات ولأمه مائة دجاجة وقال له: إشتري لنا دارا جديدة يا أبي عوضا عن الكوخ الذي حطمه رجال السلطان واشتر لك شبكة جديدة وما تصطاده في الغابة ربيه حتى يكثر وارتزق منه
ربّت الصّياد على كتف سعد ،وقال له :بارك الله فيك ولم يسأله عن مصدر الذهب فهو يعلم أن ذلك الولد تقي لا يمد يده للحرام وإن كان لا يشك أنه من عند السّلطان الظالم سارق الفقراء ثم نفذ ما كل ما أوصاه به سعد
بعد ذلك خبأ ما بقي في الجراب داخل حفرة وصار يذهب للسوق كعادته ويبيع ما يربيّه من حيوان وطير وما يجمعه من بيض الدجاج ولم يظهر إبراهيم الثراء لكي لا يشي به أحد
في الصباح اكتشف الخازن أن أحد أكياس الذهب مثقوب وقد سرق أحدهم نصفه فهاج السلطان وماج ولم يفهم أحد كيف دخل اللص من تلك الفتحة الصغيرة في أعلى البرج وصاروا متأكدين أنّه ضئيل الجسم وخبيث وبعد أن تشاور السلطان مع أعوانه أرسلوا كلبا بارعا في إقتفاء الأثر ليهديهم إلى مكان اللص
مشى الكلب وهو يتشمم الأرض حتى وصل إلى القرية التي لحسن التطواني يسكنها الصياد إبراهيم ،فرأته الحدأة سليمة وعرفت أنه ليس من كلاب القرية فطارت إلى الولد بسرعة وأخذت ترفرف بجناحيها أمامه ولما جرى سعد وراءها ليعرف ما هو سبب قلقها رأى كلبا كبيرا يسير بمفرده ناحية دار أبيه وهو تارة ينظر حوله وطورا يتشمّم الأرض فأدرك أنه قد عثر عليه فغطى كلّ الآبار ولم يترك إلا واحدا ليس فيه ماء،
ولما عطش الكلب وجد كل الآبار مغطاة إلا واحدا ولما أطل داخله جاء سعد وراءه و قطع ذيله ثم دفعه بقوة فسقط في البئر وبدأ يعوي فرمى عليه الحجارة حتى غطاه
كان رجال السلطان يمشون خلف الكلب من بعيد وفجأة فقدوا أثره وفتشوا في كل مكان ولم يجدوه فبدأوا يسبون ويلعنون فضحكت عليهم الحدأة سليمة وقالت : إسمعوا المرّة القادمة كلموا مولاكم يرسل بقرة سمينة أو ناقة لتصير عشائي عوضا عن ذلك الكلب النتن الرائحة
ولما كان المساء قصد سعد القصر فوجد الحرس منتشرين في كل مكان وقد سدوا تلك الفتحة بقضبان الحديد فأشعل عود حطب حملته سليمة في منقارها وألقته من أحد النوافذ فاشتعلت النار وعمت الفوضى وجرى الجميع بأسطل الماء
أخذ سعد سطلا وطلع يجري مع الجنود والخدم وكل من يراه يظنه خادما فلقد كان أبيض اللون جميل الهيئة ولما وصل إلى خزينة القصر أدخل مشبكا للشعر في القفل أخذه من أخته نوسة فانفتح الباب وبسرعة ملأ سطله بالذهب وخرج يجرى مع جملة الناس وترك في الكيس الفارغ ذيل الكلب ثم رجع إلى بيته بسلام وهو يضحك مع سليمة على الرغم من كثرة الحراس. Lehcen Tetouani
في الصباح لما سمع السلطان بسرقة ذهبه مرة ثانية إشتد غضبه وشاور العرافين فنصحوه بإرسال ساحرة عجوز إلى القرية التي اختفى قربه الكلب لتستطلع الأمر في تلك الناحية
تنكرت العجوز في زي الغجر وبدأت تطوف بالبيوت وادعت أنها تقرأ الطالع و في الحقيقة كانت تفتح أذنيها لتعرف هل هناك من ظهر عليه فجأة الخير فأشار لها أحد الجيران إلى دار الصياد الذي صار له ماعز ودجاج وبنى بيتا جديدا عوضا عن الكوخ
أحست العجوز أن ذلك ليس كافيا فلقد سرق اللص ذهبا كثيرا يكفي لبناء قصر و عليها أن تتأكد بفراستها أن من سرق السلطان وقطع ذيل كلبه هو في تلك الدار

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ابن الصياد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *