روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الرابع والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الرابع والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الرابعة والأربعون

<“لا عيد بدون صلاة!”>
كانوا الر.جال يجلسون في مصلىٰ الر.جال يستمعون إلى التكبيرات ويُرددون خلفها بهدوءٍ، كلٍ مِنهم شاردًا في عالمهِ الخاص، يقوم بمقارنة حياته السابقة مع الحالية ليظهر الفارق بينهما كـ شعاع الشمس، كل واحدٍ مِنهم لديه حياته الخاصة، كلٌ مِنهم شخصيته تختلف عن الآخر وقد يتفقون في أشياءٍ ضـ ـئيلة وخلا.فاتهم تكون كثيرة وفي كل شيءٍ، ولَكِنّ ثمة شيئًا واحدًا يجمعهم دومًا، خو.فهم على بعضهم البعض، شجا.عتهم التي تظهر كشجا.عة الأم التي تدا.فع عن منزلها لحماية صغارها، حُبّهم لبعضهم البعض
ثمة أشياء كثيرة تجمعهم سويًا حتى وإن أخـ ـتلفت الآراء، وهُنا يأتي دور المقولة الشهيرة «أختلا.ف الرأي لا يفـ ـسد للوِّد قضـ ـية» وأخرىٰ أيضًا تقول «لولا أختلا.ف الأذواق لبا.رت السلع»، لا بُد مِن الإختلا.ف بيننا على شيءٍ فجميعنا لا نملُّك ذو.قًا واحدًا بل يتعدد بين الأشخاص وبعضهم البعض، يصـ ـعُب على العد.و النَيل مِن خـ ـصمه وهذا يعود إلى قو.ة ترا.بط خـ ـصمه مع رفيقه لتتشكل قو.ىٰ لا بأس بها يصـ ـعُب التغـ ـلُب عليها حتى أمام ألف عد.و
كان “علي” شاردًا وصغيره يجلس بين أحضانه هادئًا حتى ر.فع رأسه ينظر إليه للحظاتٍ ليستطيع فيها جذ.ب أنتباه الآخر الذي نظر إليه وأبتسم لهُ بحنوٍ ممسّدًا على خصلاته البُنية النا.عمة برفقٍ وهو يرىٰ الفارق الكبير الذي تشكل على مدار هذه السنوات لتز.داد حياته بهجةً وسعادة تُضا.هي بهجة الجميع في هذه اللحظة
«أستقيموا إلى الصلاة يرحمكم الله وأقبلوا على الله بقلوبٍ خاشعة وصلوا صلاة مودع»
صدح صوت “الإمام” يأمرهم بتسوية الصفوف أستعدادًا للصلاة ليخر.ج مِن شروده وينهض بهدوءٍ يقف مكانه ويقوم بإ.يقاف صغيره بجواره، لحظات وبدأو يؤدون صلاتهم وهم يُكبرون خلف “الإمام” ليصدح صوت هذا العدد المهو.ل مِن الر.جال يجعل الصخـ ـر يهتـ ـز مِن مكانه، وآهٍ مِن جمال تلك اللحظات، فـ صلاة العيد حقًا تُشكل فارقًا بالنسبة إلى المرء، فبدون صلاة لا عيد، وبتأدية الصلاة يُصبح العيد مبهجًا، العامل الرئيسي الذي يجعل المرء يشعر بتلك الأجواء وبفرحة الأعياد هي الصلاة
أنتهـ ـوا مِن تأدية الصلاة وجلسوا يستمعون إلى الخطبة فهي سُنة عن رسولنا الكريم صلَّ الله عليه وسلم، كان “فادي” يستمع إلى الخطبة بعـ ـقلٍ شاردٍ، ففي الأمس ظلَّ يدعو إلى الله الواحد الأحد أن يشـ ـفيه ويعفو عنه وأن يجعل آلا.مه في ميزان حسناته، لَم يمـ ـل بتاتًا مِن الدعاء، بل يظل يدعو كل يوم وكل ليلة وفي كل زمانٍ ومكان، كان “عـز” يجلس بجواره يستمع إلى الخطبة وهو مبتسم الوجه فكان ينتظر تلك الأيام التي يُريح بها عقـ ـله وفؤاده يستـ ـكين مِن متا.عب الحياة وصعا.بها
خر.جوا جميعهم بعد أن أنهـ ـىٰ الشيخ الخطبة لينتظر كل واحدٍ مِنهم زوجته حتى يخر.جن مِن مصلىٰ السيـ ـدات، وبعد القليل مِن الوقت كانوا متجهين إلى القصر الذي كان يقبع على مسافة وجيزة وقد ر.حل “يزيد” مع ابن عمته “ليل” في سيارته يرافق خطيبته الحبيبة “روان” وابن عمته “طه” الذي كان يقبع بينهما ويتخلـ ـس النظر إلى الإثنين مِن الحين إلى الآخر ينتظر أن يخـ ـطئ “يزيد” خصيصًا في تواجد “روان” التي كانت سعيدة وتوَّد أن تتحدث معه ولَكِنّ كان “طه” عا.ئقًا بينهما مبتسم الوجه
«ما تخلي عندك د.م شويه يا “طه” وتحترم نفسك، الو.اد مش عارف يقولها حتى كل سنة وانتِ طيبة يخر.بيتك يا فقـ ـر» نطق بها “ليل” الذي كان يتولىٰ قيادة السيارة وبجواره تقبع “روزي” ويجلس “رائد” على قدميها وفي الخلف تقبع “روان” خلف “روزي” وبجوارها أخيها و “يزيد” خلف “ليل”
«وربنا المعبود ما هيحصل طول ما انا موجود، وانتِ متحلميش كتير لمَ تتجوزوا أبقوا أر.غوا غير كدا مش فـ قاموسي» نطق بها “طه” بو.قاحةٍ غير معهو.دة بعد أن ر.مق شقيقته التي تبدلت معالم وجهها ولَم ير.وق لها ما قاله أخيها لتنظر إلى أخيها الأكبر “ليل” تنتظر تد.خله كالمعتاد وأخذ صفوفها ضـ ـد أخيه الذي بات يتحـ ـكم بها بطريقةٍ غير عادية خصيصًا حينما تجتمع مع “يزيد” في مكانٍ واحدٍ
«سيبتلي إيه يا حِيـ ـلتها أعمله على كدا، دا انا على كدا مليش لا.زمة بقىٰ خلاص، د.وري خلـ ـص كدا» نطق بها “ليل” سا.خرًا مِن حديث أخيه الذي بالطبع لَم يرو.ق إليه هو الآخر لينظر إليه “طه” ويُجيبه بكل بساطة ويُسر:
«لا ليك دور يا حبيبي طبعًا، تلـ ـطشها قلـ ـمين على وشها وتجـ ـرها مِن شعـ ـرها وتقولها تتهـ ـد بدل ما أهـ ـدها انا»
«بُص يا ابن عمتي انا ساكت وسامع مبتكلمش، بس هو انتَ شوفت مِني حاجه و.حشة قبل كدا أو تما.ديت معاها عشان تقول اللي بتقوله دلوقتي دا؟» أنهـ ـىٰ “يزيد” حديثه متسائلًا وهو ينظر إلى “طه” وهو مازال محتفظًا بثبا.ته الذي بدأ يتلا.شىٰ خصيصًا حينما تخيل أن يتم ضـ ـربها مِن قبلهِ بسـ ـببه وهو في الأساس لَم يفعل شيئًا
«يا “يزيد” صلِّ على النبي ووحد الله “طه” بيهزر دا عيـ ـل د.مه يلطـ ـش مفيش مِنهُ الكلام دا، هو لقىٰ نفسه قاعد فا.ضي يا عيني ومش لاقي حد يضا.يق فيه قام أستلمك محتوى عادي، وبعدين يا “يزيد” هو دا كلام يتقالك برضوا انا عن نفسي لو مَكُنتش مأ.منلك على أختي مَكُنتش سمحتـ ـلك تقعد وتتكلم معاها بس عشان انا عارف إنك متر.بي وفاهم الأ.صول وعارف الد.ين بيقولك إيه فـ مبتكلمش، وبعدين يا حـ ـسرة بتقولوا إيه يعني يا إما بتحكيلها يومك فـ الكلية بيمشي أزاي يا إما بتقولها على رسوماتكم الجديدة أدي كل اللي بتتكلموا فيه، وانتَ يا “طه” خـ ـف شويه الله يباركلك بدل ما أسـ ـيب “چويرية” عليك تجيب أ.جلك» أنهـ ـىٰ “ليل” حديثه بتحذ.يرٍ واضحٍ وصريح إلى أخيه الذي أبتسم فورًا وقال:
«حبيب قلبي يا جدعان مبحبّش أخويا مِن فرا.غ واللهِ، متز.علش يا “يزيد” انا واللهِ بهزر معاك وربنا يعلم بحبّك قد إيه ومش بأ.من لـ اختي غير وهي معاك، وانتِ متز.عليش انا بهزر تتقـ ـطع إيدي قبل ما تتمـ ـد عليكِ»
«متقولش كدا يا “طه” ربنا يحفظك ويباركلي فيك انا مِن غيرك انتَ و “ليل” ولا حاجه، وبعدين هو انا معرفش هزارك يعني يا “طه”» كانت تعا.تبه بحديثها وهي تنظر إليه ليبتسم هو بدوره ويضمها إلى أحضانه يُلثم رأسها بـ قْبّلة حنونة
«ربنا يباركلي فيكِ يا نور عيني وأشوفك يارب عروسة زَّي القمر وانتِ مع الواد المتر.بي بزيادة دا، بس متحلمش يعني إنك هتا.خدها مِني والكلام الما.سخ دا وقت ما أعوز أشوفها هشوفها»
أنهـ ـىٰ “طه” حديثه وهو ينظر إلى “يزيد” الذي أبتسم أبتسامة هادئة وقال بنبرةٍ هادئة متفهمة:
«وانا لا همنـ ـعها عنك ولا عن أي حدّ وقت ما تحبّوا تشوفوها هجيبهالكم ومتخا.فش عليها، أختك فـ إ.يد أمينة ومستحـ ـيل أأذ.يها مجرد تفكير بس، ربنا بس يكملها على خير وممر.ضش بسـ ـببك»
«أخص عليك يا “ببلاوي” انا أمـ ـرضك ليه يعني شايفني جرثو.مة، انا بحبّك يا.ض وزَّيك زَّي “ليل” أخويا بالظبط ويكفي إننا عيلة فـ قـ ـلب بعض دي لوحدها يعني بمليون إثبا.ت ولا إيه» هكذا أنهـ ـىٰ “طه” حديثه مبتسم الوجه إليه ليبتسم إليه “يزيد” ويربت على فخذه برفقٍ دون أن يتحدث
«”يزيد” صحيح هو انا ممكن أسألك سؤال؟» نطقت بها “روان” متسائلة بعد أن نظرت إلى “يزيد” الذي أبتسم إليها وأشار إليها أن تتحدث فقالت بنبرةٍ هادئة:
«هو فعلًا لمَ الشيخ بيقول أستقيموا واستووا زَّي ما الشيخ قال مِن شوية حرا.م أو بد.عة زَّي ما الناس بتقول؟»
فكر “يزيد” قليلًا في إجابة هذا السؤال قبل أن يتفوه بحرفٍ واحدٍ حتى ورده إشعارًا على تطبيق “الفيسبوك” مِن أخيه الذي قام بنشر منشوران جديدان في صبيحة هذا اليوم ليرىٰ إجابة السؤال الخاص بها عند أخيه الذي جاء في وقته المناسب وكأنه يسمعهما، ولج إلى المنشور وبدأ بقراءة ما كتبه أخيه حينما قام أحدّ متابعيه بسؤاله الذي طرحته “روان” منذ بضع ثوانِ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
الحقيقة في شخص سألني سؤال حلو أوي ومتداول عند البعض ألا وهو، هل الكلام اللي الشيخ بيقوله قبل إقامة الصلاة بد.عة، هتقولي إيه الكلام اللي الشيخ بيقوله هقولك دا «أستقيموا إلى الصلاة يرحمكم الله وأقبلوا على الله بقلوبٍ خاشعة وصلوا صلاة مودع»
في الحقيقة في ثلاث أحاديث يؤكدون هذا القول ألا وهم:
أول حديث:عَن ابن عُمرَ رضيَ اللَّه عنهما، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَينَ المنَاكِب، وسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلا تَذَرُوا فَرُجَاتٍ للشيْطانِ، ومَنْ وصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّه، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعهُ اللَّه رواه أبُو دَاوُدَ بإِسناد صحيحٍ.
الحديث الثانِ:وعَنْ أَنسٍ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَاربُوا بَيْنَها، وحاذُوا بالأَعْناق، فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ إِنَّي لأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ منْ خَلَلِ الصَّفِّ، كأنَّها الحَذَفُ “حديث صحيح” رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإِسناد عَلَى شرط مسلم.
الحديث الثالث:وعنهُ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: أَتمُّوا الصَّفَّ المقدَّمَ، ثُمَّ الَّذي يلِيهِ، فَمَا كَانَ مَنْ نقْصٍ فَلْيَكُنْ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ رواه أبُو دَاوُدَ بإِسناد حسن.
ليه الشيخ دايمًا بيقولنا الجُملة دي، لازم نكون واقفين جنب بعض صف زَّي ما بنقف وكمان لازم أرجلنا تكون متلا.مسة يعني مفيش بيني وبين الشخص اللي واقف جمبي فاصل بينا، هتقولي ليه؟
هقولك عشان الشـ ـيطان بيد.خل بينا أثناء الصلاة لو في فاصل بيني وبين الشخص المُصلي جمبي، لازم ميكونش فيه فاصل بينا وبين بعض في الحقيقة الثلاث أحاديث اللي قولتهم فوق ليهم شـ ـرح مفصـ ـل بس انا حاولت أوصلكم الفكرة بطريقة بسيطة تقدروا تستو.عبوها وانا جاوبتك على سؤالك، أتمنىٰ أكون قدرت أفيدكم بطريقة بسيطة وأي حدّ عنده حاجه حابب يضيفها على كلامي انا معنديش أي مشكـ ـلة.
عيدكم مبارك.
نظر “يزيد” إلى “روان” ثم مـ ـدَّ يده لها بهاتفهِ دون أن يتحدث لتتعجب هي كثيرًا ولَكِنها أخذت الهاتف ونظرت إلى ما قام أخيه بنشرهِ لتجد إجابة سؤالها عند هذا المُذهل، قرأته بإند.ماجٍ وتركيزٍ بينما كان هو ينظر إليها يشاهدها دون أن يتحدث ليرىٰ “طه” شاركها قراءة المنشور أيضًا ولذلك ألتزم الصمت ونظر إلى خارج ز.جاج السيارة يشاهد الطريق بهدوءٍ.
بعد مرور دقائق
مـ ـدَّت “روان” يدها بالهاتف إلى “يزيد” الذي أخذه مِنها ليراها مبتسمة الوجه، نظر “طه” إلى “يزيد” القابع بجواره ومازحه حينها بقوله:
«أوعىٰ تكون مخبي أخوك فـ شنـ ـطة العربية انا بدأت أقـ ـلق»
«لا متقلـ ـقش أوي كدا مش للدرجة دي يعني» نطق بها “يزيد” بعدما ضحك على تفوهات ابن عمته لينظر بعدها إلى هاتفه ليرىٰ منشورًا آخر قام هو بنشره منذ بضع دقائق يقول فيه:
ضـ ـحوا، فهي سُنةٌ عن أبيكم إبراهيم.
«متقلقش يا حبيبي هنضـ ـحي، يكش متحصلش مـ ـصيبة واحنا بنضـ ـحي» هكذا كان ردّ “يزيد” على منشور أخيه الذي تفاعل معه بالرمز “أحببته”
وبعد مرور الوقت
كانوا الأحفاد الذ.كور يقفون في الحديقة ينتظرون أوا.مر أحدّ الكبار الذين كانوا يجتمعون سويًا ويتنا.قشون، كان ينظر إليهم “شـريف” بخضراوتيه الصا.فية والذي كان يقف بجوار أخيه ليقول سا.خرًا:
«حاسسهم بيتفا.وضوا فـ جلسة مرافـ ـعة مش مين هيضـ ـحي الأول!»
ضحك “فاروق” على حديث أخيه ليحاوط كتفيه بذراعه مبتسمًا وهو ينظر إليهم منتظرًا نها.ية هذا التشاور الذي طا.ل بينهم، على الجهة الأخرى زفـ ـر “عـز” وجلس على المقعد وهو يتمتم بضيـ ـقٍ شـ ـديدٍ:
«لا لا لا، كدا كتير أوي إيه يا جدعان إيش حال لو بتخلـ ـصوا قايمة عروسة»
«حتى دي فيها أجتماع وتشا.ورات يا “عـز”» هكذا كان ردّ “زيـن” عليه وهو ينظر إليه بيأسٍ شـ ـديدٍ، فيما نظر إليه “عـز” بقلـ ـة حيلـ ـة وصمت ينظر إليهم بمـ ـللٍ وهو يدعو الله أن ينتهـ ـي هذا الإجتماع الغير ممهـ ـد بالنسبة إليه، لحظاتٍ!، نعم إنها لحظات وسَمِعوا أصواتاً غير عادية في المخز.ن ثمّ تليها ركضات تبدو وكأنها مألوفةٌ إليهم، وبالطبع هذا لا يوحي إلا بشيءٍ واحدٍ
أستطاعت “البقـ ـرة” ذات اللو.نين الأسو.د والأبيـ ـض معًا فـ ـك قيو.دها والركض هر.بًا وخو.فًا مِن مصيـ ـرها المحتو.م، ركضت تجاه هذا التجـ ـمع ليفتر.ق الأحفاد سريعًا وتعلـ ـو صر.خات الفتـ ـيات هـ ـلعًا وخو.فًا على أنفسهن وعلى الصغار الذين تشبـ ـثون في ثياب أمهاتهم خو.فًا
«بـس مـحـدش يـصـو.ت ولا يـعـمـل صـوت عـا.لـي أنـتـوا كـدا بـتـخـو.فـوه» هكذا كان ردّ “أحمد” بنبرةٍ عال.ية إليهن حتى لا تفز.ع الأخرىٰ وتد.مر المكان وإن خر.جت خار.ج إطا.ر القصر لن يستطيعوا إمسا.كها بسهولة وستُد.مر المكان وتفتعـ ـل الكو.ارث
ظلَّت الأخرىٰ تركض في تلك الساحة الوا.سعة حتى توقفت مكانها وهي تلتفت حولها بخو.فٍ واضحٍ عليها، حاو.طونها جميعهم في دائرة كبيرة وا.سعة ينظرون إليها بترقـ ـبٍ والتزموا جميعهم الصمت فقط النظرات هي القائمة، بالطبع كانوا حرا.س القصر يلتزمون أماكنهم الأ.منة حتى لا يتم إيذ.اء أحدٍ مِنهم، جا.زف “عادل” أولًا واقترب مِنها بخطىٰ هادئة حيثُ كان يقف خلفها والحبـ ـل خاصتها أر.ضًا يُريد إمسا.كه وإعادتها إلى مكانها مرةٍ أخرىٰ
ألتفتت إليه سريعًا ليتصـ ـلب جسـ ـده مكانه وهو ينظر إليها بترقـ ـبٍ أسفـ ـل نظرات “علي” الذي كان يتابع أخيه وهو يشعر بالخو.ف عليه مِنها، أتخذت هي و.ضعية الد.فاع وتوفير الحما.ية لها ولذلك كانت تركض نحوه، جحظت عينيه وابتـ ـعد عن طريقها سريعًا وكذلك فعلوا “زين” و “طه” و “معاذ” مثله لتبدأ هي في الركض ومحاولة النَـ ـيلَ مِنهم لينعكـ ـس الأمر وأصبحت هي مَن تركض خلفهم
«انا مالي طيب فهميني بتجـ ـري ورايا ليه هو اللي كان عايز يمـ ـسكك!» هكذا صاح بها “عـز” عا.ليًا وهو يراها تركض خلفه وتقترب مِنهُ بشـ ـدة، بينما في الخلف كان “علي” يركض خلفها محاولًا إمسا.ك ذاك الحبـ ـل ولَكِنّ وحده لا يكفي فـ يريد شخصًا أو شخصين آخرين حتى يستطيعوا إيقا.فها، وأخيرًا وبعد العديد مِن الركضات هُنا وهُناك تركت “عـز” واتجهت إلى إحدىٰ الأبواب التي كانت مفتو.حة لَم تُغـ ـلق بعد نظرًا لتأ.دية عُمال القصر أعمالهم
«أقفـ ـلوا البوابة بسرعة هتهر.ب!» نطق بها “فاروق” بنبرةٍ عا.لية إلى الحرا.س الذين لَم يتثـ ـنىٰ لهم الفرصة ولا الوقت لفعل ذلك وبالفعل ركضت الأخرىٰ إلى الخار.ج هر.بًا، زفـ ـروا جميعهم بضـ ـيقٍ ليركض “زيـن” خلفها يلحق بها ومعه “يزيد” و “عادل” و “شـريف” فيما توجه “ليل” إلى سيارته مستعينًا بها على الرغم أنه يعلم خطو.رة الأمر ولَكِنّ لا بأس في ذلك
رافقه “علي” كذلك ليتحرك خلفهم بها ليراهم يركضون خلفها دون توقف، زفـ ـر “فاروق” عا.ليًا وجلس بإر.هاقٍ على الأريكة وجاوره في جلستهِ “أحمد”، لحظاتٍ معدودة وكانت الأخرىٰ تركض هر.بًا بعدما أستطاعت فـ ـك حصا.رها
«يا نهار مش معد.ي النهاردة غير بمو.ت واحد فينا، إيه يا جدعان بيخا.فوا مِن إيه هو انا بنجـ ـلدهم!» نطق بها “فادي” بنبرةٍ متعـ ـبة بعض الشيء بعد أن رأىٰ الأخرىٰ تركض هر.بًا
«لا عجـ ـل سوري، مليش فيه» هكذا كان ردّ “عـز” الذي جلس على المقعد يخبرهم أنه لا يستطيع أن يتواجد معهم، بينما كان أول الراكضين “أحمد” الذي سارع في إمسا.كه قبل أن يهرُ.ب هو الآخر وتنقـ ـلب الأمور رأ.سًا على عقب
«قـوم يـا عـز مـش وقـت د.لـع» نطق بها “طه” بعد أن ركض مع أولاد عمومته لأمسا.ك الآخر الذي كان يركض في كل مكان بهو.جاءٍ، قاموا الحرا.س بإغلا.ق أبواب القصر هذه المرة ليبقىٰ الآخر محا.صرًا في محـ ـيط القصر والأحفاد الذين حا.صروه يتابعون تحركاته بترقـ ـبٍ شـ ـديدٍ
«لحظاتي المفضلة دي خُد بالك» نطق بها “معاذ” الواقف بجوار “عـز” الذي كان يتابع تحركات الآخر بترقـ ـبٍ شـ ـديدٍ
«هتبقىٰ مفضلة أكتر لما ينطـ ـح واحد فينا دلوقتي متقلـ ـقش» هكذا جاوبه “عـز” بمنتهـ ـىٰ البساطة بعد أن رأىٰ تحركات الآخر أصبحت أكثر خطو.رة.
_________________________
<“طو.ر ها.يج فـ عنبر سبعة!”>
كانوا يركضون خلفه وسط الإناس بعد أن توجه بهم إلى إحدىٰ الطر.قات المؤ.دية إلى عدة أماكن متفر.قة، كان “زيـن” يركض وهو يأ.مره بالتوقف وخلفه “يزيد” الذي تقطـ ـعت أنفاسه بسـ ـبب كثرة ركضه ومعه “عادل” و “شـريف” الذي كان يُحاول إمسا.كه بين الفينة والأخرىٰ
«طو.ر ها.يج فـ عنبر سبعة، طو.ر ها.يج فـ عنبر سبعة، كل واحد يخا.ف على عربيته إحنا مش مسئو.لين!» نطق بها “يزيد” بنبرةٍ عا.لية وهو ير.فع ذراعيه عا.ليًا يُشير إلى السيارات التي كانت تركض بسر.عةٍ عا.لية ولَكِنّ بسـ ـبب تعطـ ـل السير على مسافة ٥ كيلو مِنهم كان الطريق معطـ ـلًا وهذا سيُسـ ـبب كو.ارث وعو.اقب و.خيمة بعد قليل
على مسافة ٤ كيلو كانت هناك شا.حنة كبيرة خاصة بإحدىٰ الشركات التابعة لأدوات التنظيـ ـف تقف بعـ ـرض الطريق وعدة شا.حنات كبيرة يقـ ـمن بإغلا.ق الطريق حينما رأو مِن بعيد تلك البقـ ـرة الها.ربة وخلفها أربعة شبا.ب وسيارة ير.كضون خلفها لإيقا.فها
كان “ليل” يقود سيارته ويجاوره “علي” الذي كان يشـ ـفق على أولاد عمومته وأخيه الذين يركضون خلفها قرابة العشر دقائق دون توقف للإمسا.ك بها، ضغـ ـط على البنز.ين أكثر لتز.داد السر.عة ليرافق البقـ ـرة في ركضها وهو ينظر إليها بطرف عينه بين الفينة والأخرىٰ
«هتعمل إيه يا “ليل” بطَـ ـل جـ ـنان!» نطق بها “علي” الذي نظر إليه ليراه يُعا.ند ويقوم بمحاذ.اة الأخرىٰ كي يجعلها تخضـ ـع إليه وتتوقـ ـف عن الركض خصيصًا حينما رأىٰ تعطـ ـل السيـ ـر أمامه
صدح رنين هاتف “علي” يعلنه عن مكالمة مرئية عن طريق التطبيق الشهير “مسنجر” ليرىٰ المتصل “حُـذيفة”، أجابه على الفور قائلًا:
«نَبَـ ـرت فيها يا فقـ ـري أدي عجـ ـلين هر.بوا أتمنىٰ تكون مبسوط»
«أحلف!» نطق بها “حُـذيفة” بذهولٍ وضحك ليقوم “علي” بإد.ارة الهاتف ليرىٰ الآخر المشهد المحبب إليه لتعـ ـلو ضحكاته أكثر مِمَّ يرىٰ أمامه
«مش عارفين تمسكـ ـوها ولا إيه؟»
وقبل أن يُجيبه “علي” صدح صوت إحتـ ـكاك عنـ ـيف ليرتـ ـد جـ ـسده على أ.ثر تحرك السيارة لينظر إلى الخا.رج يرىٰ ما حدث ليرىٰ السيارة قد دُ.مِرَت مِن الخـ ـلف ومرآة السيارة الخاصة بـ باب مقعده لم تعُد مو.جودة، جحـ ـظت عينيه ونظر إلى “ليل” الذي كان مازال يُعا.ند معها ويُحاول إيقا.فها وهو في كل الأحوال يعلم أن سيارته ستتد.مر
«بارك لـ “ليل” يا “حُـذيفة”، عربيته أتد.شملت» نطق بها “علي” مبتسم الوجه وهو ينظر إلى الخا.رج حتى رأىٰ الأخرىٰ تنحا.ز جهة اليسا.ر ومازالت تركض دون توقف وخلفها أولاد عمومته الذين أُشفـ ـق عليهم كثيرًا، أضطـ ـر “علي” إغلا.ق المكالمة مع ابن عمه ثم نظر إلى الأخرىٰ التي توقفت عن الركض بعد أن أُغـ ـلق الطريق أمامها، توقفوا جميعهم وهم يلهـ ـثون وبشـ ـدة حتى سقـ ـط “عادل” على ركبتيه وهو يشعر أن قـ ـلبه سوف يختر.ق قـ ـفصه الصد.ري بسـ ـبب شـ ـدة النبـ ـض التي تسيـ ـطر عليه الآن
ترا.خت أعصا.ب جـ ـسد “يزيد” الذي جلس أر.ضًا وهو يشعر وكأن ثمة حر.يقٍ ضخـ ـم مشتعـ ـلًا في صد.ره فهم ركضوا كثيرًا دون تو.قف وهذا أبسط شيءٍ يحدث إليهم في حالتهم تلك، ترجل “ليل” مِن سيارته ورافقه “علي” الذي رأىٰ الر.جال أصحاب تلك الشا.حنات قد فعلوا هذا لأجل إيقا.فها حتى لا تتسـ ـبب في كو.ارث وعوا.قب و.خيمة هم ليسوا مستعدين إليها
تقدما مِنهم وهما يرونهم يُحاو.طونها بالشا.حنات مِن كل مكان وواحدٍ مِنهم يأ.مرهم بالصمت حتى لا يز.داد الوضع سو.ءًا فأكثر ما يُخيـ ـفها في هذه اللحظة ويد.فعها للهـ ـرب هي الأصوات العا.لية، أقترب “شـريف” مِنهما ووقف يجاور “علي” الذي كان يرا.قب ما يحدث حوله دون أن يتحدث حتى مرَّ الوقت وجاءت سيارةٌ أخرىٰ تحـ ـملها وها هم عائدون مرةٍ أخرىٰ إلى القصر مُر.هقين وبشـ ـدة
«جا.بوا أبوها الحمد لله، يا نهار أز.رق هما عاملين كدا ليه هي بهـ ـدلتكم أوي كدا؟» نطق بها “عـز” الذي كان يقف بجوار باب السيارة المد.مر ينظر إليهم بذهولٍ حينما رأىٰ التعـ ـب والإر.هاق باديًا على أوجههم جميعًا، توجه “أحمد” رفقة “الجـ ـزار” لإنز.ال تلك الشقـ ـية التي جعلت الجميع يشاهدونهم في واحدةٍ مِن أمـ ـتع اللحظات المحببة لقلو.ب الجميع
ترجلوا هم مِن سيارة “ليل” وتوجهوا إلى الداخل حيثُ يقبع المخز.ن المفر.غ خلـ ـف القصر ليروا أول واحدة سوف يتم ذ.بـ ـحها وما هي إلا بقـ ـرةٌ أخرىٰ يعود أصلها إلى “ليل” الجد والذي سوف يقوم بتو.زيعها على المسا.كين كعادته كل عام، أقترب مِنها “معاذ” وربت على جسـ ـدها الممتلئ بكفه
«”البقـ ـرة” دي حلوة أوي، معرفش “بابا” ليه بيجيبهم حلو.ين وبيعـ ـلقني بيهم، شكلها عسل» نطق بها “معاذ” لينظر إليه ولده الأصغر “عـز” الذي أبتسم حينما تذكر تلك الذكرىٰ التي قصَّها عليه والده في إحدىٰ المرات وهو يُحرك رأسه بقلـ ـة حيـ ـلة.
________________________
<“وماذا يعني عيد اللحـ ـم، أين هديتي يا ر.جُل!”>
كانوا يجلسون جميعهم ويتحدثون في أمورٍ عديدة حتى يتم الأ.نتهاء مِن طهي الطعام ووضعه على طاولة الطعام الكبيرة، أعتر.ض “طه” على حديث والده قائلًا:
«أيوه يعني إيه عيد لحـ ـمة يعني فين العيدية مش مُبـ ـرر دا ما أنتوا بتدوا فـ عيد الفطر بتاع الكحك والبيتيفور عادي أشمعنى دا، وبعدين أفرض انا واحد مبيحبّش اللحـ ـمة وعايز أكل هجيب أكل منين يعني أ.قنعني!»
«مليش فيه اللي أعرفه إنه عيد لحـ ـمة ومبيتو.زعش فيه عيدية» هكذا جاوبه “باسم” بكل بساطة ويُسر وهو ينظر إليه ليعتر.ض الآخر مرةٍ أخرىٰ على حديث والده وهو غير ر.اضٍ عمَّ يسمعه
نظر “شـريف” إلى زوجته التي كانت تجلس بجواره دون أن تتحدث وهو يُفكر في أمرٍ ما، فهذا أول عيد تقضيه معهم يوَّد أن يجعله مميزًا وأن يرىٰ السعادة على وجهها ولذلك أخر.ج محفظته مِن جيب بنطاله ثمّ أخر.ج مِنها ورقةٌ نقدية ومـ ـدَّ يده بها إليها قائلًا بنبرةٍ هادئة وحنونة مبتسم الوجه:
«كل سنة وأنتِ طيبة يا “ناهد” دا أول عيد تبقي معايا فيه وعشان كدا أنتِ غير»
نظرت إليه ثمّ إلى الورقة النقدية لتبتسم إليه وتلتمع العبرات دا.خل مُقلتيها لتأخذها مِنه تشكره ثمّ عانقته بحُبٍّ فكونها أن تكون مميزة بين الجميع وتأخذ ورقة المال تلك مِن بينهم جميعًا لهو حقًا شيءٌ يستحق الأ.عتزاز بهِ
«إيه دا إيه دا إيه دا؟، وانا كمان يا “علي” عايزة عيدية أشمعنى “ناهد” يعني؟!» نطقت بها “لارين” وهي تنظر إلى زوجها بعد.م رضا بعد أن رأت “شـريف” يُفـ ـضل زوجته عليهن أجمع لتشعر بالضـ ـيق وتقرر إختبا.ر زوجها الذي للحق لَم يتر.دد وأخر.ج ورقتين نقديتان وأعطاهما إليها قائلًا بأبتسامة:
«أدي عيديتك يا ستي ولا تز.علي نفسك كُنْت شا.يلهالك وناوي أديهالك بس “شـريف” ما شاء الله عليه فتـ ـحلنا فا.تحة ما يعلم بيها إلا ربنا وكيـ ـد النـ ـسا هيبدأ، بقولك إيه خلّي بالك مِن مراتك ليتكا.تروا عليها يجيبوا أ.جلها»
تعا.لت ضحكات “شـريف” الذي ضحك هذه المرة مِن صـ ـميم قلبه حينما رأهن جميعهن يطا.لبن أزواجهن بحقو.قهن أيضًا وقد أصبحت “ناهد” العا.مل الرئيسي على أحتجا.جاتهن، وللحق لَم يبخـ ـلوا هم عليهن وأعطىٰ كل واحدٍ مِنهم مثلما نقول في اللغة الدا.رجة “العيدية” إلى زوجته، ولَكِنّ ما أشعـ ـل غير.تهن “ليل” الذي ما إن أعطىٰ “العيدية” إلى زوجته قام بتقبيل رأسها وسأل ربه أن يبارك لهُ فيها وأن يحفظها مِن كل سو.ءٍ
«ما خلاص بقىٰ مش لازم تحطوا التا.تش بتاعكم إيه الفا.تحة المنـ ـيلة دي» نطق بها “فادي” يمازحهم بقوله لتعلـ ـو الضحكات المكان وقد عبَّر كل واحدٍ مِنهم عن حُبّه إلى زوجته بطريقته الخا.صة والفريدة مِن نوعها، لثم “إيثان” وجنة زوجته بحنوٍ وأعطاها “عيديتها” التي كانت مختـ ـلفةٌ عنهن أجمع حيثُ عناقًا حنونًا وقْبّلة أعلى رأسها ثم نقودها التي كانت “دولا.رات”
«أيوه يا عم أدي آخر.ة اللي يتجوز أ.جنبي» مازحتها “چويرية” بمرحٍ وهي تغمز إليها بطر.ف عينها اليمنىٰ لتضحك الأخرىٰ وتستقر دا.خل أحضان زوجها الذي كان يمسّد على خصلاتها برفقٍ وحنوٍ وهو ينظر إليها طيـ ـلة الوقت يتابعها بعينين تملؤ.هما الحنان والشغـ ـف
«طب ولمَ كل واحد أدىٰ مراته عيديتها إحنا مين يعبرنا بقىٰ ولا هو ناس وناس يعني؟» نطقت بها “مـودة” وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وهي غير را.ضية عمَّ حدث منذ دقائق معدودة، أبتسم إليها “سـيف” وقد أعطاها هي وشقيقتها المال لتسر.ع كلتاهما بمعانقتهِ ولثم وجنته بـ قْبّلة حنونة ليبتسم هو ويضمهما إلى أحضانه بحنوٍ فلو كانت النقود “عيديتهن” فـ عناقهن هو “عيديته” الوحيدة
أستطاعوا هم أحتو.اء فتياتهن الصغيرات سريعًا وقد أعطوهن المال حتى لا يفر.قوا بينهم ويكونوا جميعهم مثل بعضهم البعض لا تفـ ـرقة بينهم، والآن يجلسون على مائدة الطعام الكبيرة وصحون الطعام توضع أمامهم والرائحة لذيذة بالنسبة إليهم جميعًا عدا هذان التوأم المشا.غب اللذان تناولا طعامًا آخر غيرهما
«الواحد مش عارف بتاكلوا الحاجات المـ ـجنحة والغر.يبة دي أزاي، هو دا إيه معلش فـ الكلمة؟» نطق بها “حـمزة” متسائلًا وهو يُشير إلى إحدىٰ الصحون الموضوعة بالقرب مِنهُ لينظر إليه “يزيد” ويُجيبه قائلًا:
«دا عقبال عندك “مـ ـخ”»
جحـ ـظت عينان “حـمزة” بصد.مةٍ حقيقية وهو ينظر إليه ليراه يتناول اللحـ ـم بنهـ ـمٍ وأمامه تجلس “روان” التي كانت تشاركه تناول الطعام، نظر “سـامح” إلى صحنٍ آخر وأشار نحوه هذه المرة وتسائل قائلًا:
«ودا إيه معلش؟»
«لسا.ن، بيتعمل عليه شوربة وبيبقىٰ عسل»
جحـ ـظت عينين “سـامح” بصد.مةٍ واضحة وهو ينظر إليه ليراهم يتناولون طعامهم بنهـ ـمٍ وتلـ ـذذٍ شـ ـديد لتجـ ـحظ عيناه أكثر حينما رأىٰ حفيده “علي” يضع طر.ف الصحن على شـ ـفتيه يرتشف “الشوربة” د.فعةٍ واحدة ولَم يترك الصحن إلا عندما كان فا.رغًا ليسمعه يقول بعد أن أخذ أنفاسه:
«شوربة الكو.ارع دي قسمًا بالله حو.ار لوحدها»
نظر إلى توأمه الذي كان يشاركه الطعام المخـ ـتلف عن طعامهم حيثُ قامت “سلمى” بإعداد د.جاجة لهما خصيصًا، حاول تجـ ـنبهم بعد أن شعر بالغثـ ـيان بسـ ـبب تلك الروائح التي كانت كر.يهة بالنسبة إليه قدر المستطاع، بينما كان “حـمزة” يتجا.هلهم جميعًا وهو يتناول طعامه بهدوءٍ محاولًا إقناع عقـ ـله أنه على صواب وأنهم جميعهم لا يفهمون شيءٍ وهو وأخيه الوحيدان على صواب
«”حـمزة” انا مش قا.در، المنظر مخلّيني مش قا.در أقا.وم الريحة، دا “علي” بسم الله ما شاء الله حط طر.ف طبق شوربة الكو.ارع على بو.قه نَزّ.ل الطبق فا.ضي، أومال إحنا ليه مش زيهم ولا إحنا مسخو.طين ولا إيه الدنيا انا مبقتش فاهم حاجه؟»
أنهـ ـىٰ “سـامح” حديثه بنبرةٍ ما.ئلة إلى البكاء وهو ينظر إلى أخيه الذي تحدث دون أن يحـ ـيد بصره بعيدًا عن طعامه قائلًا:
«”سـامح”، إحنا ناس بتفهم يا “بابا” متشـ ـغلش بالك بيهم دول مجا.نين» نطق بها “حـمزة” بنبرةٍ هادئة محاولًا إقناع نفسه أنه على صواب دومًا، زفـ ـر “سـامح” الهواء مِن فمهِ ونظر إلى زوجته التي كانت تجلس بجواره تتناول اللحـ ـم بنهـ ـمٍ شـ ـديدٍ
«صحة وعافية يا معلّم “بَـ ـخ”، مش عايز حتت ليَّـ ـة ولا طبق سلطة حا.مي كدا تبـ ـلع الدنيا؟» نطق بها “سـامح” بنبرةٍ متسائلة وهو ينظر إلى زوجته التي أبتـ ـلعت طعامها وأخذت أنفاسها الها.ربة ونظرت إليه لتراه يُعطيها كوب المياه، أخذته وشربته ثم نظرت إليه وقالت:
«الأكل فظـ ـيع يا “سـامح” بجد، انا مش قا.درة أكمل بصراحة الحمد لله شبـ ـعت»
«ليكِ حـ ـق تشـ ـبعي، دا انتِ لحد دلوقتي واكلة نص بقـ ـرة لوحدك» نطق بها سا.خرًا ثم رأىٰ أخويه الكبيران “ليل” و “أشـرف” يتناولان طعامهما بنهـ ـمٍ شـ ـديدٍ و “أشـرف” يجاهـ ـد لترك الطعام بعد أن أمتلـ ـئت معدته بأكملها ليسمع أخيه “سـامح” يقول سا.خرًا:
«خلاص يا “أشـرف”، خلاص يا حبيبي أنتَ صـ ـعبان عليك تسيب الأكل ولا إيه؟!»
«إن جيت للحـ ـق يا “سـامح” انا مش عايز أسيبه فعلًا، الأكل طعمه تحفة حرفيًا تسلم إيديهم واللهِ» نطق بها “أشـرف” بعد أن نظر إلى زوجته، تحدث حفيده الأكبر ممازحًا إياه بقوله:
«أكمنها الجماعة بقىٰ وكدا، طب ما انا الجماعة بتعرف تعمل أكل برضوا تحفة»
«واللهِ يا “ليل” كل واحد ميا.ل لأكل جماعته، أذو.اق بقىٰ» نطق بها “أشـرف” مبتسمًا ثم نظر بعدها إلى “علي” الذي أخذ منحد.ر الخطو.رة حينما أخذ صحن الشوربة الخاص بـ أخيه “عادل” يرتشفه د.فعةٍ واحدة حتى ترك الصحن فا.رغًا وأ.عاد رأسه إلى الخلف محاولًا أخذ أنفاسه الها.ربة
«خـ ـف يا “علي” شوية يخر.بيتك طبقين شوربة كو.ارع وطاجن لحـ ـمة وكوبايتين ميَّاة سلطة حا.مية هتر.وح مِننا»
نظروا جميعهم إلى “علي” الذي نظر إليه بعد أن شعر بحرارة جـ ـسده تر.تفع ليتحدث “يزيد” بعد أن نظر إليه وضحك قائلًا:
«أنتَ دو.ست بنز.ين ز.يادة يا “علي” وليلـ ـتك عنب النهاردة أبقىٰ قابلني لو الليلة دي عدت على خير»
«ر.هيبة يا “يزيد” ر.هيبة، حدّ عايز طبق الشوربة دا؟» أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينظر إلى صحن الشوربة الخاص بابن عمه “ليل” الذي أخذه نحوه بعدما رأىٰ أنظار الآخر مُـ ـصلطة عليه قائلًا بنبرةٍ ضاحكة:
«لا يا حبيب أخوك دا طبقي، وبعدين كفاية عليك طبقين إيه يا “علي” مالك دا.خل حا.مي كدا ليه عايز تدخل على التالت كمان دا انتَ جا.حد صحيح»
«مش عارف في إيه مش قا.در أقا.وم، شـ ـيلوا الأطباق دي مِن قدامي» نطق بها “علي” وهو يُشير إلى صحون الطعام الموضوعة أمامه، نظرت “هند” إلى شقيقتها “لارين” التي كانت تجلس بينها وبين زوجها وهمست إليها حينما قالت:
«بقولك إيه، “علي” شكله كدا فعلًا د.خل منحد.ر الخطو.رة باتي فـ أوضتي النهاردة دا شويه وهيا.كلنا إحنا شخصيًا»
أبتسمت “لارين” وحاولت كـ ـتم ضحكاتها وهي تنظر إلى زوجها القابع بجوارها ممسكًا بتلك المروحة اليدوية محركًا إياها بسر.عةٍ علّ حرارة جـ ـسده تهـ ـدأ قليلًا فقد شعر وكأنه كالبر.كان الذي يستعد للإنفجـ ـار في أية لحظة
«انا شايف إنك تسيبك مِن المروحة اللي مش هتنفعك دي وتقوم تاخدلك شاور سا.قع أحسن» نطق بها شقيقه “عادل” الذي كان يرتشف مِن المشروب الغازي، إحدىٰ المنتجات المحـ ـلية، نظر إليه “علي” وحرك المروحة سر.يعًا وهو يصـ ـيح بهم قائلًا:
«همو.ت مِن الحـ ـر يا قو.م!»
«ما انتَ بصراحة دا.خل حا.مي أوي مش عارف على إيه، أشرب بقىٰ خلّي شوربة الكو.ارع تنفعك» نطق بها “زيـن” الذي كان جالسًا بجوار “حنين” يشاهده بأبتسامة، أعتدل “علي” في جلسته ونظر إلى “أحمد” الذي كان يتناول قطعة لحـ ـم ليقول:
«طبعًا انتَ مش حاسس باللي انا فيه دلوقتي، شغا.ل انتَ فـ الر.يَّش»
«مش زَّي ناس بتغـ ـطس فـ طبق الشوربة وترجع تو.لول فـ الآخر» أجابه بها “أحمد” وهو يتناول طعامه بنهـ ـمٍ دون أن يكترث للأخر الذي أز.دادت حرارة جـ ـسده أكثر وبات هذا واضحًا على معالم وجهه، نهض مِن جلستهِ وأنتشـ ـل زجاجة المشروب الغازي الصغيرة الخاصة بـ أخيه ليضعها على طر.ف شفتيه مرتشفًا إياها بتلهفٍ خصيصًا حينما رأها مثلـ ـجة علّها تطفـ ـئ نير.انه قليلًا
«إيه قـ ـلة الأد.ب دي هو طبق الشوربة وإزازة الحاجة السا.قعة كمان إيه دا؟!» نطق بها “عادل” بعد.م رضا وهو ينظر إلى أخيه الذي ترك الزجاجة فا.رغةً ونظر إليه مشيرًا لهُ قائلًا:
«لمؤا.خذة يا “عادل”، أخوك فـ حالة صـ ـعبة دلوقتي»
«يا عم بالهنا على قـ ـلبك» نطق بها “عادل” مبتسمًا وهو ينظر إليه، أبتسم إليه “علي” ثم نظر إلى “شـريف” الذي كان يشارك زوجته تناول الطعام دون أن يكترث إليهم
«نفسك مش رايحة على شوربة الكوا.رع يا “شـريف”؟» نطق بها “علي” بعد أن نظر إلى الآخر منتظرًا ردّه، فيما نظر إليه “شـريف” وتناول قطعة اللحـ ـم بنهـ ـمٍ شـ ـديدٍ ثم أبتـ ـلع طعامه وأجابهُ قائلًا:
«خدت طبق فـ النص كدا وأتجهت لـ الطر.ب، تاخد!»
«انتَ حكايتك إيه مع شوربة الكو.ارع يا “علي” انا بدأت أخا.ف عليك كدا؟» نطق بها “فاروق” متسائلًا إياه بعد أن نظر إليه، نظر إليه “علي” وأبتسم قائلًا:
«بحبّها أوي، بقولكم إيه الأكل دا يتعمل تاني بكرا وقبله شوربة الكو.ارع»
«قسمًا بالله لو لمحت طبق شوربة على السفرة بكرا ما هيحصل طيب» نطق بها “عادل” متو.عدًا إليهم ومحذ.رًا لهم بنبرةٍ حا.دة لتعلـ ـو ضحكاتهم أجمع على ردّة فعله الغير معهو.دة بالنسبة إليهم، توجهت الأنظار جميعها إلى “ليل” ومعه “سعيد” اللذان وضعا طر.ف الصحنان على شـ ـفتيهما وأرتشفا الشوربة د.فعةٍ واحدة ولَم يتركا الصحنان إلا حينما كانا فا.رغين لتحل الصد.مة عليهم أجمع فيما عدا “علي” الذي أبتسم وصفق لهما وهو يُحـ ـييهما على فعلتهما
«سـ ـت أطباق شوربة على الغداء بكرا يا “تيتا” لينا إحنا التلاتة كل واحد فينا طبقين عشان نسنـ ـد طو.لنا فـ الشغـ ـل» هكذا نطق “علي” مبتسم الوجه ليتفا.جئ بإعترا.ضاتهم أجمع وصيحا.تهم التي تعا.لت فجأ.ة د.ون سابق إنذ.ار لينهض هو ويركض سر.يعًا إلى المطبخ متفا.ديًا إياهم
«مش معقول بجد في إيه؟» نطق بها “أحمد” بذهولٍ وعد.م أستيعاب على ما وصل إليه ابن عمه، نظر “عـز” إلى “طـه” وقال متسائلًا:
«معاك إيه يا “طـه؟»
«ضا.ني، وانتَ؟»
«بتـ ـلو» هكذا جاوبه “عـز” مبتسمًا وهو يتناول طعامه ليشاركه “طـه” تناول طعامه دون أن يكترث بهم أجمع، نظروا جميعهم إلى “علي” الذي خر.ج مِن داخل المطبخ ممسكًا بـ صحنًا مِن “شوربة الكو.ارع” مرتشفًا إياه وكأنه لَم يرتشفه منذ زمنٍ كبيرٍ، تفا.جئوا جميعهم مِمَّ يرونه لينهض “فاروق” مِن مكانه مقتربًا مِنهُ بخطىٰ سر.يعة ليراه “علي” الذي ترك الصحن سر.يعًا وركض ها.ربًا مِن “فاروق” الذي توقف مكانه ينظر إليه نظرةٍ ذات معنى أسفـ ـل ضحكاتهم جميعًا عليهما
توقف “علي” على أولىٰ در.جات السُلَّم مبتـ ـلعًا ما في فمهِ وهو ينظر إلى “فاروق” الذي ألتفت إليهم وهتف بهم بنبرةٍ حا.دة قائلًا:
«مِن النهاردة شوربة الكو.ارع مِن ضمن المقا.طعة، سامعين»
ألتفت إلى “علي” ونظر إليه نظرةٍ ذات معنى ثمّ هتف بنبرةٍ واثقة وقال:
«عشان خاطر عيون “علي”»
____________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *