رواية سجينة جبل العامري الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ندا حسن
رواية سجينة جبل العامري الفصل السادس والعشرون 26 بقلم ندا حسن
رواية سجينة جبل العامري البارت السادس والعشرون
رواية سجينة جبل العامري الجزء السادس والعشرون
رواية سجينة جبل العامري الحلقة السادسة والعشرون
“يتغير ولو كان عاصي”
دق “عاصم” على باب الغرفة بهمجية شديدة ووجه مكفهر وملامحه مشدودة بقوة، صرخ عليها بصوته الجهوري قائلًا:
-افتحي الباب بقى حرام على أمك
جلست على الفراش في الداخل بضيق وانزعاج شديد فهو كل لحظة والأخرى يحاول الإقتراب منها بطريقة لا تحبها، أجابته بامتعاض:
-أنت قليل الأدب وزينة كان معاها حق في اللي عملته معاك
تنفس بعمق محاولًا أن يهدأ وتحدث من خلف الباب بصوت أهدا قليلًا:
-يا ايسو يا حبيبتي افتحي وهفهمك
صرخت يرتفع صوتها إلى الخارج ومازالت جالسة تشعره كم انزعجت من طريقته معها:
-والله ما هفتح.. أنا كل شوية أقول بكرة يعقل بكرة يحترم نفسه
ضرب الباب بقبضة يده القوية للغاية وصدح صوته المغتاظ منها محاولًا السيطرة على نفسه:
-يا بنت المجنونة بقالنا اسبوع متجوزين مش عارف أخد منك بوسه
نفت حديثه بحدة صارخة:
-مش هتاخد يا قليل الأدب
ابتسم من الخارج وعاد يردف من جديد بخبث مازحًا معها:
-طب بلاش بوسه أنا عايز حاجات تانية
قبضت بيدها على الهاتف وهي في غاية الغضب والعصبية وتفوهت بتهديد:
-اخرس يا قليل الأدب أنا هكلم زينة اخليها تيجي تاخدني
دق قلبه بعنف وهو يستمع إلى حديثها غير قادرًا على الإمساك بها فلو كانت بين يديه لفعل بها ما يشاء، اخترق صوته أذنها:
-اوعي تعملي كده.. إســراء بلاش جنان يخربيتك
احمرت وجنتيها خجلًا وهي تتذكر ما الذي كان يريد فعله معها وقالت:
-الجنان اللي بجد لو سيبتك تعمل اللي عايزة
ضرب مرة أخرى على الباب محاولًا دفعه بقوة ولكنها وصدته من الداخل جيدًا ليقول بنفاذ صبر:
-يا بنت المجنونة ده حلال.. أنتي مراتي
حاول مرة أخرى أن يهدأ من روعه، تنفس بعمق زافرًا الهواء بقوة ثم قال ضاغطًا على أسنانه:
-افتحي بس وهنتفاهم.. هفهمك كل حاجه واعملي اللي عايزاه في الآخر
عارضته وهي تقول مُصرة على محادثة شقيقتها:
-لأ أنا هكلم زينة تاخدني
ضرب الباب بقدمه بقوة وعنف وهو يصل إلى ذروة غضبه منها بعدما احتار في طريقة ارضاؤها:
-لو عملتي كده مش هيحصل كويس
سألته بسخرية صارخة عليه:
-ايه خايف تنكشف على حقيقتك
وضع جبينه على باب الغرفة يستند عليه متحدثًا بقلق خوفًا من أن تفعل ما قالته حقًا:
-خايف اتــفــضــح يخربيتك
وقفت على قدميها تتقدم من باب الغرفة تقف خلفة قائلة بجدية شديدة:
-أمشي من قدام الباب وخلي عندك دم واحترم نفسك وبطل حركاتك القذرة دي انا محترمة
خرج صوته بنفاذ صبر:
-يا بنت المجانين.. اومال لما كنت بقولك حاجه كده ولا كده كنتي بتعملي مكسوفه ليه طالما مش فاهمه.. أنا كده اتغشيت
تحدثت بتذمر وضيق بعدما احمرت وجنتيها أكثر:
-أنا فاهمه كل حاجه يا قليل الأدب
عاد مبتعدًا عن الباب يغرس أصابع يده الخشنة بين خصلات شعره بجذبها بعنف:
-ربنا ياخد قليل الأدب.. طالما فاهمه في ايه
ابتسمت وهي تشعر بأنها قد أتت بأخره ولم يستطع التحمل:
-في إنك قليل الأدب يا عاصم وعيب أوي كده
أقترب من الباب مرة أخرى يصرخ عليها بهمجية:
-عيب! هو ايه اللي عيب هو أنا لحقت أعمل حاجه دا أنا كل ما أقرب بس جنبك تطلعي تجري.. يا بت دا أنا كنت بحضنك وإحنا كاتبين الكتاب أكتر من كده
أجابته ببرود تام:
-كان قدام الناس لكن هنا عايز تستفرض بيا
حاول باللين معها وهو يغير من نبرة صوته يرق ناحيتها قائلًا:
-لأ والله دا أنا غلبان أوي افتحي بس وهنتفاهم
قابلته بالرفض قائلة:
-لأ
توسل إليها محاولًا أن يتوغل أعماق قلبها لتشفق عليه يتحدث بنبرة خافتة وكأنه غلب على أمره:
-طب علشان خاطري.. طب هنام بره يعني
استشعرت حزنه من نبرة صوته فـ أعتدلت في وقفتها متحدثة بقليل من الحزن:
-ما أنت اللي خلتني اعمل كده
خرج صوته الهادئ الماكر الذي يخفي خلفه خبث العالم وهو يهتف:
-طب خلاص افتحي وبجد مش هعمل حاجه تضايقك ولا هتكلم في الموضوع ده حتى خلاص
سألته بجدية كي تطمئن أنه لن يقوم بفعل أي شيء مرة أخرى يزعجها:
-بجد
أومأ من الخارج مبتسمًا بمكر شديد:
-آه بجد خلاص
أعتدلت تفتح باب الغرفة تلبي طلبه لا تُخون ما يخرج منه تعطي إليه الأمان الكامل، فتح الباب وطل منه ينظر إليها بحزن بالغ أبرع في إتقانه أمامها يدلف إلى الغرفة دون حديث ينظر إلى الأرضية فأبتعدت عنه تولج إلى الداخل.. انتهز الفرصة يغلق باب الغرفة مرة أخرى بالمفتاح فأبصرته لتراه يأخذ المفتاح من الباب ثم تقدم إلى الداخل يلقي به أعلى ظهر خزانة الملابس!..
نظرت إليه بقوة ولم تستوعب ما فعله لتحاول التحدث وهي تبتعد عنه ولكنه لم يعطي إليها الفرصة لفعل ذلك مقتربًا منها في لمح البصر يرفعها على ذراعه متوجهًا بها ناحية الفراش ليلقي بها عليه قائلًا بخبث:
-دقت ساعة الحرب
دب الرعب أوصالها وخرج صوتها بعنف وهي تحاول أن تعتدل على الفراش تستند على مرفقيها وهو يقترب منها:
-عاصم أنت قولتلي مش هتعمل حاجه.. كده غش بجد وقلة أدب والله العظيم أمشي
صعد على الفراش أمامها لينحني عليها ضاحكًا متهكمًا:
-غش.. غش ايه هو إحنا بنلعب
ارتفع صوتها برهبة قائلة بغيظ:
-مش عجباك غش منا قولت قلة أدب
أقترب أكثر يضع كف يده العريض على وجنتها اليمنى يمرره عليها بحب وهدوء ناظرًا داخل عينيها بهيام وتحدث برفق وشغف:
-أنا جوزك وأنتي مراتي يا ايسو حلالي وحقي.. وبعدين كفاية كدا بقالنا أسبوع ويــا سبحان اللي مصبرني والله
تجمعت الدمعات بعينيها وتعلثم صوتها وهي تقول بقوة:
-لأ أصبر كمان وأبعد عني كده
أبتعد للخلف ينظر إليها بقوة وعمق مستغربًا وخرج صوته باستنكار:
-أنتي هتعيطي ولا ايه.. اهدي متخافيش
عاد إليها مرة أخرى عندما وجدها صامتة واعتدلت في جلستها تبتعد بنظرها عنه، تفهم ما الذي يدور بخلدها وتوقع تلك الرهبة ولكن ليس لهذه الدرجة، سألها بنبرة هادئة:
-أنتي خايفة مني طيب؟
أخفت عيناها عنه تشيح بيدها:
-معرفش بقى
وضع يده أسفل ذقنها يعيد وجهها إليه ناظرًا إليها بحب وهدوء شديد يرسل إليها سلامات الاطمئنان والهدوء:
-ايسو أنا عمري عملت حاجه تأذيكي؟
نظرت إلى داخل عيناه وأجابته بصدق:
-لأ
كرر السؤال مرة أخرى ويده أسفل ذقنها ينظر إلى بحر عينيها:
-طيب عمري عملت حاجه غصب عنك؟
أجابته ثانيةً بهدوء:
-لأ
عاد بيده إلى وجنتها يكررها عليها ثم إلى خصلات شعرها وتفوه بنبرة خافتة هادئة أمام شفتيها:
-ممكن طيب تديني فرصة بالراحة كده نقرب من بعض وافهمك ولو مش عايزة خلاص بجد وهبعد
أومأت إليه برأسها عندما استشعرت الصدق بكلماته:
-طيب ماشي
ابتسم إليها بسعادة خالصة فهو إلى الآن لا يستطيع فهم كيف تمكن من الصبر إلى اليوم وهي أمامه وأسفل يده، ولكن عشقه لها هو المتحكم الوحيد به والذي يجعله يفعل كل ما يروق لها وإن كان غير ذلك لا يحدث.. لكنه منذ الكثير ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر يحلم بها وهو نائم وهو مستيقظ لدرجة توصل إليه شعوره بالجنون بسببها..
أقترب منها أكثر ليعيدها إلى الخلف بخفه ورقة يجسو فوقها بهدوء تام ينظر إلى عيناها بعشق خالص وشغف قاتل نحوها..
مرر يده على وجهها برقة بالغة محاولًا أن يبث الهدوء داخلها ويشعرها بالراحة وهو يبتسم إليها بهدوء، مال برأسه على وجهها أكثر ليقطف قبلة من شفتيها الوردية الصغيرة التي كانت تفتقر كل هذه المشاعر ولأول مرة.. تعيشها بين يديه..
استمتع كثيرًا في قبلتها المفتقرة للخبرة وهي تفعل ما يشاء محاولة أن تجارية شاعرة بأشياء غريبة تعصف بجسدها تجعلها تطالب بالمزيد خجلًا ليحمر وجهها كحبة طماطم..
أقترب أكثر وأكثر عندما وجدها مستكينة بين ذراعيه وشعر بحاجتها للمزيد منه الخجلة في التعبير عنه والبوح به ففعل ما تريد وهو يقترب يروي ظمأ مشاعرها يرويها بالمزيد مما يفعله ليجعلها تعيش شعور مختلف للغاية عن أي شعور عاشته بحياتها بالكامل..
فاض بحر من المشاعر بينهما ليعبر لها بأمواجه عن كم الجنون المكنون لها بأعماق قلبه، كانت له شاطئ يستقبل تلك الأمواج الثائرة برحابة صدر ليغرق رمالها بلمساته الحنونة التي احتوت كل حبة رمل منها يشعرها بأنها الشاطئ الوحيد والملجأ والسكن لكل غمرة من مياة عشقه تروي ظمأ قلبها..
أخذها بين ذراعيه محتضًا إياها بقوة يهبط بوجهه للأسفل بعدما استكانت بين يده:
-حبيبتي أنتي كويسه صح؟
أومأت إليه برأسها تنظر للبعيد لا تستطيع النظر إليه ورفع عيناها بعينيه تموت خجلًا مما حدث بينهم، اعتدل في جلسته تاركًا إياها مبتسمًا بقوة وسعادة وهو يجعلها تعود للخلف ليستطيع النظر إليها وخرج صوته المازح قائلًا:
-مكسوفه
أبعدت وجهها سريعًا حتى لا يراها يقسم أنه يرى أمامه اثنين من حبوب الطماطم أو ثمار التفاح الأحمر النادر، قهقه عاليًا وهو يجذب وجهها لينظر إليه قائلًا:
-أنتي مراتي قسمًا بالله.. أي حاجه تحصل بينا عادي
رأى الدموع تتكون بعينيها مرة أخرى فاقترب منها سريعًا يجذبها إلى صدره يحتضنها بقوة قائلًا بصوت ضاحك:
-وأنا اللي كنت فاكر هنسيكي الكسوف، دا أنتي هتوبيني
حاول أن يحتوي خجلها وهو يتحدث معها بهدوء يشرح لها بهدوء ما الذي يتوجب عليها فعله وكيف سيتعامل معها في الأيام القادمة يردف بهدوء ورفق وذلك الجسد الصلب الذي يبتلعها في كل مرة يجلس أمامها ولين العالم في قلبه ويخرج من شفتيه إليها..
❈-❈-❈
“بعد مرور خمس أشهر”
وقفت الطفلة “وعد” في الحديقة مع جدتها “وجيدة” وعمتها “فرح”، كانت تقف بجوار جدتها و “فرح” تقف على بعد خطوات بعيدة عنهم تلتقط لهم بعض الصور التذكارية على هاتف “وعد”..
أقتربت منها تأخذ الهاتف تنظر إلى الصور تنظر إليهم جيدًا ثم رفعت بصرها إليها محاولة مداراة بشاعة الصور فقالت ببراءة:
-أنا طالعه وحشه أوي.. شوفي شكلي
مدت لها يدها تناظرها بجدية ثم قالت:
-طيب هاتي وأنا هصورك تاني أحسن من الأول
تذمرت “وعد” بشكل طفولي وهي تقول بسخرية وضيق:
-عمتو بقالك ساعة بتقولي كده وكل مرة الصور مش بتطلع حلوة
ارتفعت ضحكات “فرح” وهي تنظر إلى ملامح وجهها الممتعضة وقالت بحيرة فهي ليست بارعة في التقاط الصور بطريقة حرفية:
-طب اعمل ايه
رفعت “وعد” الهاتف أمامها وبدأت تشرح لها برفق كيف تتعامل مع الهاتف وتلتقط الصورة:
-ركزي كده وثبتي ايدك والموبايل وخدي الصورة وأنا وتيته هنقف كويس
أخذت الهاتف منها تومأ إليها برأسها قائلة:
-خلاص يلا روحي
أومأت إليها الصغيرة تركض متجهة ناحية جدتها:
-حاضر
صدح صوت “وجيدة” المنزعج بعدما وقفت لوقت طويل في محاولة منهم لأخذ صورة واحدة:
-صوري كويس يا فرح زهقتينا الشمس كلتنا وإحنا مستنين صورة عدلة منك
رفعت “وعد” بصرها إلى جدتها لتقول بحزن متذكرة خالتها “إسراء” التي كانت بارعة في كل شيء في الهواتف الذكية:
-لو كانت إسراء هنا كانت صورتنا من بدري
قد ذهبت مع زوجها “عاصم” إلى “دبي” من حيث أتت هي وشقيقتها كي تستكمل السنة الدراسية هذه، أردفت جدتها:
-هانت وتيجي هي وعاصم بس تخلص السنة دي
قالت “وعد” برفق وحنين:
-وحشتني أوي هي وعاصم
تأفأفت “فرح” شاعرة بالضيق من حديثهم الذي مازال يؤثر عليها في كل وقت وخرج صوتها المنزعج:
-هتتصوروا ولا لأ
أجابتها “وعد” وهي تقترب من جدتها مبتسمة مستعدة لأخذ الصورة:
-هنتصور بس أنتي خديها حلوة يا عمتو
قالت بنفاذ صبر معقبة على حديثها:
-يلا يا ست وعد خلصينا أنا تعبت
أتى “جبل” من الخارج ليستمع إلى أصواتهم فتقدم إليهم قائلًا يمازحها بحب:
-ايه ده مين مزعل حبيبة بابا هنا
حركت يدها وكأنها غاضبة في حركات طفولية للغاية غريبة عليها قائلة:
-عمتو فرح مش عارفه تصورنا خالص أنا وتيته
أجابها والإبتسامة تزين شفتيه ينظر إليها بحب ليحصل على نظرة رضا منها:
-أنا أصوركم
تقدم يأخذ الهاتف من شقيقته لتبتعد هي ويقف هو في مكانها أمامهم فوقفت “وعد” مع جدتها تستعد لأخذها ففعل ليهبط على الأرضية يتكأ على قدميه حتى ترى، تقدمت منه سريعًا تنظر إليها من خلال شاشة الهاتف فخرج صوتها الرقيق بسعادة:
-الله جميلة أوي
أبعدت وجهها إلى “فرح” تهتف:
-شوفتي من أول مرة إزاي طلعت حلوة
أومأت إليها بغيظ فهي منذ الكثير من الوقت تقف هنا محاولة فعل ما تريده منها:
-ماشي يا ست وعد
أشارت إلى “جبل” قائلة بفرحة:
-تعالى بقى اتصور معانا
تقدم من فرح يعطي إليها الهاتف لتأخذ لهم الصورة وعاد هو يحمل “وعد” على ذراعه متوجهًا إلى والدته يقف جوارها يحيط كتفها بذراعه الآخر ليقفوا ثلاثتهم مبتسمين:
أخفضت “فرح” الهاتف دليل على انتهاءها فهبطت “وعد” من على ذراعه راكضة نحوها تأخذ منها الهاتف لتنظر إليها باشنئزاز:
-وحشه أوي يا عمتو
نظر إليها “جبل” ضاحكًا وكذلك والدته وشقيقته بسبب تغير ملامح وجهها التي تلعب عليها ببراعة الاطفال المعهودة، خرج صوته بجدية:
-تعالي يا وعد وأنا هصور
أومأت إليه قائلة بمشاكسة لـ “فرح”:
-يكون أحسن بردو.. تعالي اتصوري معانا
ذهبت فرح مبتسمة على حديثها وحركاتها لتأخذ الصورة معهم حيث رفع “جبل” وعد على ذراعه الأيسر ووقفت جواره والدته وشقيقتها والتقطها بالكاميرا الأمامية بيده اليمنى فظهر الجميع بها مبتسمين بسعادة كبيرة..
تحدثت “وعد” بمرح بعدما اخفضها إلى الأرضية تنظر إلى الهاتف بعدما أخذته منه:
-شايفه يا عمتو الصور عامله إزاي.. خلي بابا يعلمك
أجابتها بغيظ مبتسمة:
-متشكرين ياستي
ابتسم “جبل” بسعادة وهو يتابع حركاتها الطفولية البريئة التي تأثره وتخطف عيناه من موضعها لتتوجه إليها تتابعها تتشبع من رؤيتها ورؤية كل ما يصدر عنها..
أبتعد تاركًا إياهم يمرحون سويًا فرحين بتلك الصغيرة التي أصبحت تتحدث بينهم بطلاقة وتفعل حركات أغرب منها ومنهم جميعًا متوجهًا إلى الأعلى، إلى معشوقة قلبه ومالكه روحه.. تلك التي أخذت امضاء وتوكيل صريح منه بأن حياته لعبة بيدها..
❈-❈-❈
ولج إلى الغرفة بعينان جائعة مشتاقة إلى حبيبة روحه، وقع بصره عليها ممددة على الفراش تنام على ظهرها تمسك بيدها الهاتف تتطلع به.. أبعدته إلى جوارها عندما دلف الغرفة ونظرت إليه لتظهر ابتسامه على محياها وهي تراه يتقدم منها..
جلس جوارها مبتسمًا ورفع يده إلى بطنها الممتلئة يمسد عليها بحنان ثم خرج صوته قائلًا:
-أخبار الحلوين ايه
أجابته بنبرة فرحة تنظر إليه وإلى يده التي تمسد عليها:
-بيسلموا عليك
أقترب معتدلًا منها قائلًا بشغف:
-لأ دا أنا أسلم عليهم بنفسي
هبط برأسه بعدما أزاح قميصها يرفعه للأعلى لتظهر بطنها المنتفخة فاقترب يقبلها بحنان وهدوء متحدثًا بلهفة:
-مشتاق إني أشوفهم والمسهم بايدي
تحقق الحلم الذي كان يسعى إليه منذ الوهلة الأولى التي أحبها بها، لم يريد إلا طفل صغير منه هو يكن له السند والعون ليعينه على الحياة ويعلمه كل ما يحب ويبغى من صدق وعدل وحكمة.. ليرث هيبة والده ومكانته..
تحقق الحلم الذي كان يتربع على عرش قلبه يسعى إليه في الخفاء إلى أن تربع في الحقيقة الكاملة يشعره بكم السعادة والفرحة الخالصة فقط لتحقيقه..
في ذلك اليوم الذي علم به لم تكن الدنيا تساع تلك الفرحة الخارجة من قلبه الصغير، على الرغم من أنه مثل قبضة يد ولكن شعوره حينها لم يكن يوصف ولم يستوعب إلا بعدما دلف بصدمة لدقائق يحاول إدراك كونه قريبًا سيكون أب..
ثم بعدها ولج صدمة أخرى أكثر فرحة وسعادة بعدما أكتشف أنه ليس صبي واحد بل اثنان، فاض كرم الله من حوله بمنه عليه برجاءه الوحيد ليكمل مسيرة رجاءه وأمله في الله أن يحفظهم ويرعاهم له..
تحدثت “زينة” قائلة وهي تعتدل:
-خلاص هانت كلها أربع شهور بس
أعتدل جالسًا جوارها ثانية ينظر إليها باستنكار وتحدث وكأن هذه الأشهر ستمر كالهفوة:
-بس!
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر إلى ملامحها الغير مصدقة بساطة كلماتها فقالت برفق:
-مش كتير ولا حاجه دول هيعدوا هوا
أقترب بوجهه منها ناظرًا إليها بحب خالص وعشق لم يكن يليق إلا بها لتخرج نبرة صوته الرخيمة:
-اليوم بيعدي سنة على أي واحد مشتاق
وضعت يدها فوق كف يده تربت عليه بسعادة وهي تشعر بكم الحب والاشتياق الذي يخرج من قلبه وروحه تجاههم:
-حبيبي ربنا يباركلك فيهم
بدل الوضع وهو يرفع يده على كف يدها ليمسك بها يرفعها إلى فمه يقبلها بحنان خالص وتخرج نبرته تماثل نظرته نحوها:
-ربنا يقومك بالسلامة الأول وبعد كده يباركلي فيهم ويحفظكم ليا
ابتسمت قائلة بهدوء:
-بإذن الله
مال برأسه عليها يقترب منها أكثر ليبقى أمام شفتيها متحدثًا باغراء ومكر:
-وحشوني أوي أوي وأمهم وحشتني أوي
أشارت إلى بطنها بيدها وهي تبتعد عنه قائلة بلا مبالاة وهدوء تام:
-ما أهم عندك الله.. عيش معاهم
حرك رأسه نفيًا رافعًا يده إلى وجنتها يحركها عليها برفق وهدوء:
-لأ ما هما وحشوني هما وأمهم مع بعض
سألته مضيقة عينيها عليه تشاكسة:
-الاتنين
افتعل صوت بفمه ونفى وهو يحرك رأسه بالرفض مصححًا لها:
-تؤ، التلاتة
أعتدلت إلى الخلف تستند إلى ظهر الفراش ثم تحدثت بجدية تبتعد عن حديثه المرهق لبدنها قائلة:
-أنا عايزة أنزل شوية علشان تعبت من القاعدة هنا لوحدي
أومأ إليها برأسه مُصرًا على استكمال تلك المسيرة التي بدأها ليخرج صوته الخبيث الماكر:
-هننزل بس مش أشوف الناس اللي وحشتني دي الأول
جلست معتدلة تنظر إليه بحدة قائلة:
-هو أنت بتستهبل نفسك مش كانوا لسه واحشينك وخلصنا
أبعد يده عنها واعتدل أمامها ينظر إليها بعمق وقوة يبادلها الشغف المخفي داخل عيونهما، أردف بجدية ومكر:
-لأ منا هفهمك كل لما بحس إني مش قادر من كتر الوحشه ببقى كده يعني
كررت ما قالته باستنكار مضيقة ما بين حاجبيها عليه:
-الوحشه!
ترك كل ما تحدث به وطريقة حديثها واستغرابها كلمته الغريبة ليأخذ يدها مرة أخرى يقبلها بهدوء وبكل شغف العالم وحنينه خرج صوته:
-بحبك
بادلته مشاعر الجوى التي تشتعل داخلهما بالرغبة الجامحة في التكملة إلى نهاية الدرب تجيبه بحب ورقة:
-وأنا كمان بحبك أوي
غمزها بعينه قائلًا بصوت ماكر ضاحك:
-الله وكيل غزال وأنتي غزال
كان يحاول أن يتحول إلى ذلك الشخص الذي يتحرك بخفه هو والرومانسية وكثيرًا من المرات كان يحاول ليبقى مظهره أمامها لا يليق به أبدًا..
قالت بجدية تهشم سقف طموحه في أن يكون نال إعجابها بمحاولاته:
-جبل.. متحاولش تبقى رومانسي يا حبيبي
سألها مضيقًا عينيه عليها مستفهمًا:
-ليه بقى
أردفت بجدية وهي تنظر إليه قائلة ما يحدث متنازلة عن حقها في الغزل والرومانسية:
-أنت مش رومانسي ومش عارف تبقى رومانسي فـ الموضوع تقيل.. خليك بهيبتك يا حبيبي أنا راضية
نظر إليها باستنكار وأجابها:
-مش وش نعمة
أومأت إليه برأسها تؤكد على حديثه:
-خالص
مال برأسه عليها تاركًا كل ما قاله خلفه يميل برفق وخفه ونظرة عيناه شغوفه مقتولة في الحب ومن أحب، مال يقتنص من شفتيها ورود الحياة بألون وأشكال مختلفة.. تتحرك يده عليها بخفه ورقة وحنانه بالغ ذوروته عليها يشعرها بكم كانت لا شيء قبل أن تكون ملكه وبين يديه..
كانت تجربتها من أمر التجارب على الإطلاق ليخلق الحب من رحم المعاناة والألم الذي لم تراه إلا على يده وبالرغم من ذلك لم يكن إلا هو الذي أحبها وغير حياتها ليغير مسارها من الخديعة إلى الغرام المسحور بجنون المشاعر المختلطة كل لحظة والأخرى بشكل مختلف هستيري يسوده الشغف والحب..
هكذا كانت حياتها من مر إلى أمر إلى “جبل العامري” الذي اعتقدت أنه الأكثر إرهابًا وقسوةً وجنونًا ليبقى الآن أمامها زوج محب ورجل حنون عاقل وأب متلهف كطفل صغير لرؤية صغاره..
في ظاهره كان الأخطر على الإطلاق ككل شيء نحكم عليه من ظاهره فقط ولا ننظر إلى باطنه، ككل شخص نحكم عليه من تصرفاته الغريبة التي يرسلها إلينا ولا نرى ما في داخله، لا نرى ما يعبئ قلبه وكيانه من الداخل..
ربما نراه الأخطر والأكثر إجرامًا فقط من نظرة خارجية وفي باطنة حنان كل أم على أولادها ولهفة كل أب على أولاده، ربما في داخله جنون عاشق مختل مُصر على اختراق الحب بكل مقايسه وتعاليمه، ربما هو كثرة المشاعر المتأججة داخلنا ولا نشعر بها.. ربما هو كل عين نظرت إلينا بقسوة وكره وداخلها الحب مضاعف مخفي..
ربما هو كل يد امتدت لتنال منا بعنف ضاري وفي اخفاءها لم تفعل ذلك إلا لأجلنا مع اختفاء الأسباب وتبريرات ما حدث..
ربما هو “جبل العامري” كل ظاهر خطر ومجرم وكل مخفي صدق وعدل ورحمة..
❈-❈-❈
“بعد مرور خمسة أشهر”
أقترب “عاصم” يأخذ “يونس” طفل “جبل” الصغير الذي لم يبلغ من العمر إلا شهر ونصف ينظر إليه بحب يتمعن في ملامحه البريئة الصغيرة للغاية ثم رفع وجهه إليهم قائلًا بمشاكسة:
-للأسف شبه أمه
تقدمت “زينة” لتأخذه منه تبصره بضيق وانزعاج قائلة بسخرية وتهكم:
-لما نشوف خلفتك هتبقى ايه
قبل أن يتحدث أبتعدت عنه زوجته “إسراء” تقول بجدية محاولة الهرب منه:
-لأ خلفته هتبقى شبهي أنا يا زينة وإلا ممكن يجيلي ضيق تنفس
ابتسمت تنظر إليه بشماتة معلقة على حديثها لتجعله يغتاظ أكثر:
-حتى مراتك مش مستحملاك
تهكم عليها ناظرًا إليها بسخرية شديدة بجيبها:
-قال يعني أنتي اللي مستحملينك
أجابته بمنتهى البرود واللامبالاة متجهة إلى الأريكة تجلس بطفلها:
-وأنت مالك
تقدم منهم “جبل” الذي كان خارج الغرفة ليستمع إلى حديثهم فخرج صوته ساخرًا:
– الله وكيل بتحط نفسك في مواقف بايخة مع زينة يا عاصم
رمقه بعصبية محاولًا التحكم في ذاته ثم أجابه ساخرًا ناظرًا إليه ببرود:
-أنت اللي مش عارف تتحكم
أردف “جبل” بجدية وحدة:
-خليك في نفسك
استمع إلى ضحكات “زينة” التي صدح صوتها متحدثة بشماتة:
-شوفت محدش طايقلك كلمة
أقتربت “إسراء” منها لتجلس جوارها تنظر إلى “يونس” الذي كان على قدميها ينام بسلام وهدوء:
-لأ بس بجد يا زينة يونس شبهك أوي نفس العيون والحواجب ونفس الشفايف حتى بصي رسمتها
نظرت إلى الطفل الآخر “ياسين” مع جدته قائلة:
-وياسين شبه جبل
ابتسمت “وجيدة” وهي تستمع إلى حديثهم ثم تفوهت:
-قسموها بالنص بينهم يونس شبه أمه وياسين شبه أبوه
أقتربت منها “وعد” تجلس جوارها ثم سألتها ببراءة:
-وأنا شبه مين يا تيته
عانقتها جدتها بيد واحدة والأخرى تسند بها “ياسين” وخرج صوتها بنبرة محبة حنونة لينة تظهر لها كم تأخذ “وعد” مكانه كبيرة في قلبها:
-شبهي أنا يا حته من قلبي
أقترب “عاصم” يسير في الغرفة بمرح وتحدث ينظر إلى زينة بطرف عينه يحاول إغاظتها بعدما صمتت:
-بس أنا مش زعلان غير على مستقبل يونس لو فضل شبه أمه.. مش هيلاقي واحدة تبص في وشه
ارتفع صوتها وهي تشيح بيدها إليه بهميجة قائلة بصوت عالي:
-ما تحترم نفسك بقى والله اطردك بره وأخد مراتك وبنتك ولا ابنك اللي لسه مشفتوش
أمسكت “إسراء” في تلك الكلمات تترجاها بقوة قائلة محاولة الهرب منه بعدما اعتادت على كل تلك الأفعال التي تصدر منه بينهم هما الاثنين وتلك اللحظات الحميمة التي تلازمهم طيلة الوقت حتى في لحظات تناول الطعام:
-آه بالله عليكي يا زينة مش عايزة اروح معاه
اتسعت خطواته ليصل إليها في خطوتين وحيدتين يقف أمامها وهي جالسة على الأريكة ليظهر طوله الفارع وكم هي صغيرة بالنسبة إليه ينظر إليها بحدة قائلًا:
-نعم يا روح أمك عايزة تروحي فين
تراجعت في حديثها ناظرة إليه بتوتر وخرج صوتها بتعلثم:
-لأ مش قصدي حاجه يعني دا علشان تفك عن نفسك شوية بعيد عني
مال قليلًا عليها ليجذبها من ذراعها لتقف على قدميها أمامه يحيط خصرها بذراعه قائلًا بتهكم:
-لأ أنا مبسوط كده تعالي
نظر إلى شقيقتها قائلًا:
-وبعدين دي لسه مكملتش شهرين حمل
أجابته ببرود:
-وايه يعني
حرك رأسه بقوة متحدثًا بانزعاج وهو يرمقها بغضب:
-خليكي في حالك
وقفت “زينة” على قدميها تعطي صغيرها إلى زوجها لتقف في مواجهته تصرخ بحدة:
-بقولك ايه بجد….
قاطعها “جبل” قبل أن تكمل حديثها صارخًا بقوة عليهم:
-خـــلاص كفاية وجعتوا دماغي
استدارت تنظر إليه بقوة قائلة بغضب وضيق:
-مش شايف هو اللي بيستهبل
تحدث بنفاذ صبر:
-امسحيها فيا ياستي خلصنا
عادت تجلس مرة أخرى تنظر إلى “عاصم” متحدثة بغضب:
-جايلك يوم
أخرج لها لسانه كالاطفال وهو يبتسم بقوة ثم تحولت إلى ضحكات متعالية وهو يراها تنظر إليه بغضب وشر كبير والغيظ يأكلها..
بقيت العلاقة بينهم مرسومة بهذه الطريقة وكأنهم يتمثلون في حياة القط والفأر، لا تعبر كلمة من الآخر إلى الآخر إلا عندما تمر بكل مراحل السخرية والتهكم، الغضب والعصبية لتخرج الكلمات منهم كالسهام المتلاحقة في الرماية في حرب دامية.. وكم كانت جميلة مشاكسة تشعل الجو بالمرح والحماس..
مر الوقت بينهم على هذا الحال يجلس “جبل” مع أطفاله الثلاثة يشعر بالسعادة تغمر حياته تدفع الأبواب بكل قوة تقتحمها بهمجية شديدة لتعوضه عن كل مُر ذاقه تشعره بأنها أتمت رضاءها عنه وعن عائلته جميعها ليبقى هنا بينهم يمرح وكأنه طفل صغير بين أولاده..
تجلس جواره والدته تلاعب الأطفال سعادتها لا تقل عن سعادته بهم شاعرة بأن حياتها القادمة ستكون كاملة الاختلاف يعوضها ابنها بأطفاله عن فقدان العائلة، يتربع حبها لهم في قلبها بكامل الاختلاف ليتمثل أن أعز الولد ولد الولد حقًا..
تركوا “عاصم” و “زينة” يحاربون بعض بالكلمات كما هما يحاول هو الفوز باغاظتها وجعلها تصل إلى ذروة غضبها وهي تحاول أن تغضبه بقولها أنها ستأخذ منه شقيقتها التي أصبح يعشقها حد النخاع وتخطى عشقه له العشق بذاته فلم يجد لحالته وصف وتعبير ليتحدث به..
الآن تغيرت الحياة وتغيرت الدروب..
من أتت إلى جزيرة العامري لتأخذ مستحقاتها، وأظهرت قوتها وحريتها ورفعت شعائر تمردها على الجميع ونظرت إليه بعينان رافضة له ولكل ما يفعل، من سارت خلف الماضي وظلمه في الحاضر وخروجه عن القانون لتسليمه إلى الشرطة ينال حكم الإعدام شنقًا، الآن تربعت على عرشها وأصبحت الجزيرة بكل أملاكها أسفل أقدامها لتبقى سيدة القصر..
من أراد ترويضها وقتل حريتها والتربع على عرش قلبها بالقسوة والعنف لم يجد إلا الحب والغرام يجذبه نحوها لتروضه هي وتخترق أسراره وتجعله بين يديها كالطفل الصغير يبكي بأحضانها وتربت على أحزان قلبه تمحي قسوته وتبدلها بلين وضعف يجتاحه إن تمثل الأمر بها..
من كانت تخاف الإقتراب منه ببراءتها وخجلها الآن زوجته قولًا وفعلًا، الآن أحبته بكل جوارها لتتخلى عن الضعف والخجل تتقدم من الموت في أخطر اللحظات لأجل أن تكون المنقذ له ويبقى لها إلى المنتهى.. الآن تعيش بين يده أسعد اللحظات وتمر بأروع المشاعر ومختلفها لأول مرة على الإطلاق لينسيها خجلها وضعها ويظهر قوتها وقوة عشقها له
فارع الطول، سليط اللسان، من رفع السلاح عليها وارتوى من جمالها، من تخطى عنفه الأفق وتحاكى عنه البشر الآن قتيل حبها، سجين نظرات زرقة عينيها، تيم فيها عشقًا وتخطاه بمراحل لا توصف، متفرغ لرغباتها وتلبية كل ما تريده..
الآن سجينة جبل العامري أصبحت سيدة جزيرة جبل العامري، سيدة قلبه وقصره، سيدة مشاعره، ملكة عشقه ومملكة له تحتويه في كل لحظة ضعف وقوة، الآن محي الخروج عن القانون، القسوة والظلم، العنف والغلظة، الآن محي كل ما هو كريه لا يحتمل لتتبدل أجواء الجزيرة بالهواء النقي الذي ينعش الروح ترتفع بها شعائر الحب والغرام يسودها اللهفة والاشتياق تتغير مراسيل الندم بمراسيل الهوى..
يتغير ولو كان عاصي، راغب العشق والعاشقين الفائز بفرصة النجاة من الغرق في بحر المعاصي والصعود إلى سفينة الخشوع لمقابلة الهوى والاستكانة بين أحضان الغرام والتمتع بجنون ولهفة الاشتياق والشغف..
يتغير ولو كان عاصي، راغب الفوز في حروب أهلية يخرج منها مغتنمًا فرصة الفوز بغنائم شعورية كالجوى والغرام، راغب الفوز بلمسات حنونة لينة كفراشات أنطلقت حرة على ورود مزدهرة فعادت منها إليه تشعره بمدى رقتها وحنانها..
❈-❈-❈
“تمت بحمد الله”
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سجينة جبل العامري)