روايات

رواية مراوغة عشق الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ملك ابراهيم

رواية مراوغة عشق الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم ملك ابراهيم

رواية مراوغة عشق البارت التاسع والعشرون

رواية مراوغة عشق الجزء التاسع والعشرون

مراوغة عشق
مراوغة عشق

رواية مراوغة عشق الحلقة التاسعة والعشرون

خرج يونس من المنزل وهو في اشد حالات الغضب، يشعر بالخوف والقلق عليها، يعلم انها لا تجيد اللغة الفرنسية ولن تستطيع التواصل مع احد بعد خروجها من المنزل، يتساءل لماذا ذهبت واين وكيف لم يراها احد، هل تسللت في الخفاء هاربه حقا، اتجه الي سيارته وقبل ان يقودها الي خارج المنزل تفاجئ بها تدخل المنزل من البوابة الرئيسية، خرج من سيارته واقترب منها بخطوات واسعة.
توقفت فرح مكانها بصدمة بعد رؤيتها له وهو يقترب منها بخطوات واسعه ووجه متهجم، اقترب منها يونس ولم يشعر بردت فعله الا وهو يعانقها بقوة، تفاجأت فرح من فعلته وتجمدت مكانها مستسلمة له، ابتعد عنها يتحدث اليها بقلق:
ـ انتي كويسة؟
هزت رأسها بالايجاب وهي تتابع لهفته وخوفه عليها بستغراب، تحدث اليها بنبرة حادة:
ـ كنتي فين؟.. وازاي خرجتي من البيت ومفيش حد شافك؟!
تحدثت بهدوء:
ـ كنت مخنوقه من القعده لوحدي بين الجدران طول الليل والنهار، اتخنقت وقولت اخرج اشم شوية هوا
تحدث اليها بغضب مكتوم:
ـ وليه خرجتي من غير ما تعرفي حد هنا؟
تحدثت بغضب:
ـ هعرف مين بالظبط وحضرتك بقالك يومين مش عارفه اشوفك ولا اعرف عنك حاجه، سايبني مرميه هنا وانت طبعا عايش حياتك برحتك، قولتلك مليون مرة رجعني بلدي وارتاح وريحني
حاول السيطرة علي غضبه وتحدث اليها:
ـ انا عندي شغل كتير يا فرح الفترة دي وطبيعي اكون مشغول
تحدثت بعنف:
ـ وانا زهقت ومش قادرة استحمل العيشه هنا
زفر بارهاق قائلاً:
ـ طب ممكن تصبري عليا شوية
تحدثت بعناد:
ـ لا انا عايزة ارجع مصر وبس
تحدث بنفاذ صبر:
ـ حاضر هرجعك مصر يا فرح
تركها واتجه الي سيارته وقادها بسرعة جنونيه، وقفت تنظر اليه بحزن وهي تراها يقود السيارة بأقصى سرعة، اتجهت الي المنزل ودخلت بحزن، قابلتها إيلين تنظر اليها بسخرية وتحدثت اليها باللغة الفرنسية….. لم تفهم فرح ماذا قالت لها وتجاهلتها وصعدت الي غرفتها بالأعلى، وقفت إيلين تتابع تجاهل فرح لها بغضب.
صعدت فرح الي الاعلي ودخلت غرفتها واغلقت الباب بعنف، جلست فوق الفراش وهي تلتقط انفاسها بغضب، استمعت الي صوت طرق خفيف علي باب الغرفه، زفرت بغضب وذهبت اتجاه الباب فتحته بعنف.
وقفت احدي الخدم تمسك بالهاتف وتحدثت اليها باللغة الفرنسية، لم تفهم فرح ماذا تقول لكنها فهمت من الاشارة انها تعطيها الهاتف كي تتحدث به، اخذت الهاتف منها ونظرت اليه بدهشة ثم وضعته علي اذنها، استمعت الي صوت اسلام يتحدث اليها بمرح:
ـ الو.. ايوا الناس اللي سافرت ونست اهلها
تحدثت اليه فرح بلهفة:
ٓـ اسلام انت بتتكلم منين؟!
تحدث اسلام بمرح:
ـ بكلمك من مصر طبعا.. انا قاعد انا وخالتي وكانت قلقانه عليكي واتصلت علي يونس عشان نكلمك وهو بعتلي رقم البيت اكلمك عليه لانه بيقول انه عند شغل دلوقتي
اخذت فرح الهاتف ودخلت الغرفه، ذهبت الخادمة وتركتها بمفردها، جلست فرح فوق الفراش وانهمرت الدموع على خديها قائلة لاسلام:
ـ امي فين يا اسلام وحشتني اوي
اعطى اسلام الهاتف لخالته، تحدثت والدة فرح بلهفة:
ـ فرح عاملة ايه ياقلب امك؟
انهارت فرح بالبكاء بعد استماعها لصوت والدتها، قلقت والدتها وتحدثت اليها بقلق:
ـ مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه؟!
تحدثت فرح ببكاء:
ـ انتي وحشتيني اوي يا امي، انا مش عارفه اعيش هنا من غيرك، انا محتجالك اوي
قلقت والدتها عليها بشدة:
ـ هو يونس مزعلك ولا حاجه يا فرح؟!
لم تريد فرح احزان والدتها وتحدثت بهدوء:
ـ لا يا ماما بالعكس يونس كويس معايا جدا بس انتوا وحشتوني ونفسي ارجعلكم
تحدثت اليها والدتها بابتسامة:
ـ ربنا يصلح حالك يا حبيبتي ويخليلك جوزك
ثم اضافة بامتنان:
ـ انتي متعرفيش هو عمل معانا ايه هنا كتر خيره، نقلني انا والواد اسلام في شقة حلوه اوي يا فرح وفي عماره نضيفه ومنطقه من بتاع الناس الاغنيه وحول فلوس لاختك هتفتح بيهم مشروع باسمها
تحدثت فرح بزهول:
ـ عمل كل ده امتى مقاليش حاجه زي كده!!
تحدثت والدتها بابتسامة:
ـ عشان يونس ابن حلال وبيحبك يا فرح، ربنا يخليكم لبعض يا حبيبتي
شردت فرح فيما فعله يونس لوالدتها وشقيقتها، انتهت المكالمة واغلقت فرح الهاتف وهي تنظر امامها بدهشة، كيف ومتى فعل ما فعله مع عائلتها، لماذا لم يخبرها بما فعله.
جلست تفكر مع نفسها قليلا، همست الي نفسها:
ـ مش معقول بعد اللي هو عمله مع اهلي ده وانا اتخلى عنه، هو طلب مني اصبر عليه شويه لحد ما مشاكله اللي هنا تنتهي وبعدين هيرجعني علي مصر، انا لازم اقف جمبه واساعده زي ما هو ساعدني، انا لو معملتش كده هبقى انانيه اووي
تنهدت بارهاق ثم وقفت واخذت ثياب اخر واتجهت الي الحمام لتبديل ثيابها، خرجت بعد وقت قليل وادت فرضها ثم جلست تقرأ بعض الايات القرأنيه وتطلب من الله ان يحفظها بهذا البلد.
___________
الساعه الثانيه بعد منتصف الليل.
استمعت فرح الي صوت احتكاك اطارات سيارة تتوقف امام المنزل، ركضت الي الشرفة تنظر الي السيارة، رأت يونس يخرج من السيارة ويظهر عليه الارهاق الشديد، شعرت بالقلق عليه وركضت من الشرفة الي الاسفل كي تطمئن عليه، وقفت اعلى الدرج تنتظر دخوله، دخل وهو يسير بارهاق، اقترب من اول مقعد وجلس عليه، ترجلت فرح الدرج بخطوات مسرعة واقتربت منه تنظر اليه بدهشة، لاحظت شئ غريب به، عينيه مغلقة وشعره مشعث وازرار قميصه مفتوحة من الاعلي.
تحدثت اليه بقلق:
ـ يونس انت كويس؟!
وقفت تتأمله بتركيز ولم تجد منه ردا، تحدثت اليه مرة أخرى بصوت مرتفع قليلا:
ـ يونس انت سامعني؟
لم تجد رد، اقتربت منه اكثر وتحدثت اليه:
ـ طب قوم معايا اساعدك تطلع اوضتك ترتاح فيها
لم تجد منه اي رد فعل، اقتربت اكثر ورفعت ذراعه وضعته على كتفها وحاولت ايقافه كي تساعده يصعد الي غرفته بالأعلى.
تحدثت اليه بتعب وهي تحاول مساعدته:
ـ انت تقيل اوي يا يونس طب ساعدني واقف معايا
التقطت انفها رائحة مشروب بثيابه، تحدثت اليه بصدمة:
ـ ينهار اسود هو انت كمان بتشرب حاجات من دي!!
لم تجد منه اي ردت فعل، حاولت مساعدته في الوقوف وتحدثت اليه بتعب:
ـ طب ساعدني اوصلك اوضتك
وقف معها وهو يستند عليها وعينيه مغلقه، تحدث بصوت ضعيف وهو يستند علي كتفها:
ـ انا بحبك اوي يا فرح، انتي ليه مش عايزة تحبيني؟
خجلت فرح من حديثه لكنها تعلم ان ما يقوله الان يقوله بغير وعي، ساعدته في التحرك وهو يستند عليها، صعدت الدرج وهي تحاول مساندته حتى وصلوا الي غرفته بالاعلي، وقفت امام الغرفة وفتحت باب غرفته بهدوء وهو نائما فوق كتفها، دخلت به واقتربت من الفراش كي تساعده في التمدد عليه، اخذها يونس وسقط بها فوق الفراش، اتصدمت فرح وحاولت الابتعاد عنه وعن فراشه سريعا، حاوطها يونس بذراعيه وشدد علي ضمها اليه وهو نائما وغير واعي الي ما يفعله، توترت كثيرا وحاولت الابتعاد عنه لكنه كان يشدد في ضمه لها، همست له بصوت ضعيف:
ـ يونس اوعى كده خليني اقوم
لم تجد منه ردا، فقط ضمها اليه اكثر ثم وضع وجهه بالكامل في تجويفة رقبتها، اخذ نفسا عميق يستنشق عطر جسدها الرائع، توترت فرح كثير بعد لمس انفاسه الدفئة لجسدها، حاولت كثيرا الابتعاد عنه لكنه كان يضمها اليه وعينيه مغلقة وانفاسه منتظمة، فقدت الامل في ايقاظه، تنهدت بارهاق واستسلمت للامر الواقع حتي يستيقظ وتستطيع الابتعاد عنه، انتظرت كثيرا ان يبتعد عنها او يفك قبضته عن يديها، لكن الهدوء حولها وصوت انفاسه المنتظمة الدفئة التي تشعر بها وهو يحاط جسدها بجسده جعلها تستسلم الي النوم رغما عنها، بعد وقت انتظمت انفاسها وسكن جسدها وذهبت في نومًا عمييق.
فتح يونس عينيه بعد ان تأكد انها ذهبت في النوم، ابتسم بعشق وابتعد عنها قليلا، قبل اعلى رأسها واخذها بحضنه، وضع رأسها علي ذراعه وضمها اليه بحماية، كان يشعر بالسعادة وهي بداخل حضنه، اراد ان تظل هادئه دائما بداخل حضنه، لا يريدها ان تبتعد عنه لحظة واحده.
وقفت إيلين امام باب الغرفة تنظر اليهم بغيرة وحقد، تعلم ان يونس لم يكن غائب عن الوعيه كما تصنع امام فرح، شعرت بالحقد الشديد اتجاه فرح وارادت التخلص منها في اسرع وقت، عادت الي غرفتها وأغلقت الباب عليها، جلست تفكر ماذا تغعل الان كي تتخلص من وجود تلك الفتاة ويعود يونس اليها وحدها.
___________
صباح اليوم التالي.
استيقظت فرح وهي تشعر بالدفئ والامان لاول مرة بهذا البلد الغريب، فتحت عينيها لتجد رأسها مستندة علي ذراع يونس وهو يحاوط خصرها بذراعه الاخر، حاولت الابتعاد عنه بهدوء لكنها وجدت يديه تتشبث بها اكتر ويمنعها عن الحركه، نظرت اليه بستغراب، عينيه مغلقة وانفاسه منتظمه، نظرت اليه بعمق، شردت بملامحه الهادئة، لاول مرة تتعمق في النظر اليه بهذا القرب، فتح عينيه بهدوء، خجلت وحاولت الابتعاد عنه سريعا، تحدث اليها بنبرة حنونه وهو يمنعها من الابتعاد عنه:
ـ ليه عايزة تبعدي عني يا فرح؟
خجلت كثيرا وحاولت فك يده عن خصرها قائلة بارتباك:
ـ انا عايزة ارجع اوضتي بعد اذنك
تأملها بعمق ثم فك يده عن محاصرتها وتركها تبتعد عنه كما تريد، وقفت فرح من فوق الفراش بخجل، جلس يونس فوق الفراش وهو يتحدث اليها بمراوغة:
ـ هو ايه اللي حصل بينا امبارح هنا؟!
نظرت اليه فرح بصدمة قائلة:
ـ محصلش حاجه طبعا
كتم ضحكته وتحدث بمكر:
ـ متأكده؟!!.. اصل انا متهيألي ان في حاجه حصلت
تحدثت بخجل:
ـ مفيش حاجه حصلت انت كنت راجع سكران ومش حاسس بأي حاجه وانا ساعدتك عشان تطلع اوضتك وترتاح
ابتسم بمكر واخفي ابتسامته سريعا قائلاً بمشاكسة:
ـ واستغليتي طبعا اني مش في وعيّ وقولتي تنامي في حضني
شهقت بصدمة قائلة:
ـ والله ابدا انا اصلا كنت عايزه ارجع اوضتي وانت اللي كنت ماسك فيا ومعرفتش اتحرك من جنبك
تحدث بمشاكسة:
ـ وانتي شوفتيني وانا راجع البيت في الوقت المتأخر ده ازاي؟
تحدثت بخجل:
ـ كنت عايزة اشكرك علي اللي عملته مع ماما وعزة، اسلام كلمني امبارح وعرفت منهم ان انت نقلت ماما لشقة تانيه وبعتّ فلوس لـ عزة تفتح بيهم مشروع
وقف من فوق الفراش واقترب منها يتحدث اليها بحنان:
ـ وكنتي عايزة تشكريني ليه؟!.. ماما وعزة عيلتي زي ما هما عيلتك بالظبط
خفضت فرح وجهها بحزن، رفع وجهها بيده قائلاً لها بعشق:
ـ انا بحبك حقيقي يا فرح وامبارح كانت اجمل ليلة قضتها في حياتي وانتي جوه حضني
خجلت وارادت الهروب من امامه، أمسك بمعصم يديها وقربها اليه، وقفت امامه تخفض وجهها ارضا بخجل.
تحدث بهدوء:
ـ انا عارف ان انتي ليكي كل الحق تزعلي من الوضع ده بس صدقيني كل ده هيتحل بس في مشاكل كتير لازم احلها الاول
تأملته بعمق، شردت بداخل عينيه الساحره، لم تستطيع الرفض او الابتعاد عنه، هزت رأسها بالايجاب، ابتسم لها وعانقها بسعادة وهو يهمس لها بعشق:
ـ بحبك
😍😍😍😍😍😍😍😍😍🔪

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مراوغة عشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *