روايات

رواية مراوغة عشق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم ملك ابراهيم

رواية مراوغة عشق الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم ملك ابراهيم

رواية مراوغة عشق البارت الثامن والثلاثون

رواية مراوغة عشق الجزء الثامن والثلاثون

مراوغة عشق
مراوغة عشق

رواية مراوغة عشق الحلقة الثامنة والثلاثون

بهتت ملامح إيلين وهي تنظر اليه، جف حلقها وهي تتذكر ما كان يحدث بينها وبين ليوني اثناء سفر يونس إلى مصر لحضور المؤتمر، حدث بينهما علاقة كاملة اكثر من مرة دون ان تهتم لتناول مانع الحمل ، بللت ريقها وتحدثت اليه بتوتر:
– عليا التخلص من هذا الجنين ليوني والسفر الي بلد اخر بعيدًا عن يونس ووالده
نظر اليها بغموض وهو يشك بأمرها، يشعر ان هذا الجنين بداخل رحمها لم يكن ليونس حقا كما اخبرت الجميع، يتذكر ما كان يحدث بينهما اثناء سفر يونس، هز رأسه بالايجاب مؤكدًا على حديثها قائلاً:
– وانا معك إيلين حتى تتخلصين من هذا الجنين
________
بمصر بداخل السفارة الفرنسية.
وقف اسلام يطالب بمقابلة السفير شخصيا، وقفت فرح بجواره تبكي دون توقف.
وافق السفير على مقابلتهما، دخلت فرح الي غرفة مكتبه والدموع تنهمر على خديها، تحدثت اليه بلهفة:
ـ انا زوجة يونس الوزير تبعكم، عرفت انه عمل حادثة وعايزة اطمن عليه
نظر اليها السفير، اقترب منها اسلام محاولا تهدأتها، تحدثت فرح الي السفير برجاء وهي تبكي:
ـ ارجوك طمني عليه
هز السفير رأسه بأسف قائلاً:
ـ للاسف مقدرش اطمن حضرتك، لان حالته غير مستقره ومفيش اخبار مؤكده عن تحسن حالته الصحيه
ارتفعت شهقاتها بالبكاء قائلة:
ـ خلاص انا عايزة اسافر عنده وابقى جمبه هناك
نظر السفير الي اسلام ثم هز رأسه برفض قائلاً لها:
ـ سفرك في الوقت الحالي هيكون خطر على حياتك ، لان دي محاولة اغتيال من قبل مجموعة من الارهابيين
ارتفع صوت فرح قائلة له ببكاء:
ـ انا ميهمنيش الكلام ده، انا عايزة ابقى جمب جوزي هو اكيد محتاجني جمبه دلوقتي
نظر اسلام الي ابنة خالته بحزن، تحدث الي السفير باحترام:
ـ يعني حضرتك شايف انها تقدر تسافر فرنسا امتى وازاي؟!
تحدث السفير بهدوء:
ـ علي الاقل لما حالة الوزير تستقر
وقفت فرح وتحدثت بصراخ:
ـ انا هسافر النهاردة عند جوزي
تنهد السفير وتحدث اليها بهدوء:
ـ لو سمحتي اهدي، احنا بنعمل ده لمصلحتك
صرخت بانهيار:
ـ انا عارفه مصلحتي كويس، ولو مسافرتش النهاردة هطلع في الاعلام واقول انكم منعني اشوف جوزي
نظر اليها اسلام بصدمة قائلاً:
ـ طب اهدي يا فرح ميصحش كده
تحدثت فرح باصرار:
ـ انا لازم اكون جمب جوزي واشوفه بعيني واطمن عليه يا اسلام، ولو ده محصلش فعلا انا مش هسكت وهطلع في الاعلام واقول انهم بيمنعوني اكون جمب جوزي
نظر اسلام الي السفير بتوتر، وقف السفير واخذ هاتفه واستأذن منهم كي يتحدث الي احد من اجهزة الدولة ويخبره برغبة زوجة الوزير في العودة الي فرنسا لتكون بجانب زوجها.
وقفت فرح تهز قدميها بعصبيه والدموع تنهمر على وجنتيها بغزارة، انتهى السفير من اجراء المكالمة واخبرها بالموافقة على السفر وطلب منها ان تتجه الي المطار في المساء وانه سيكون بانتظارها في المطار ومعه اوراقها الخاصه بالسفر.
____________
في المساء ذهبت فرح بصحبة اسلام الي المطار، وجدت السفير في انتظارها كما اخبرها واصطحبها الي الطائرة، اراد اسلام السفر معها لكن فرح اصرت ان يبقى بجانب والدتها وشقيقتها.
اقتلعت الطائرة المتجهه الي فرنسا وفرح بداخلها، جلست بالطائرة تنسال دموعها دون توقف، تتذكر تلك اللحظة التي كانت تجلس بها بداخل الطائرة بثوب الزفاف الابيض ويونس يجلس بجوارها، تتذكر ملامحه التي تشتاق اليها كثيرا، ضحكته، صوته المميز، عينيه الساحره، عنادها معه، تحديها له، تتذكر لحظة اتمام زواجهما، لحظة طلبها الطلاق ورفضه الشديد، تتذكر كل شئ حدث بينهما والدموع تنهمر على خديها بغزارة، ساعات طويلة وهي بداخل الطائرة، شاردة في حياتها معه منذ رؤيتها له اول مرة بشقة اسلام ابن خالتها ومعالجتها لجرحه وانقاذه لشرفها وحمايتها من ذاك البلطجي صابر، تتذكر يوم ان عاد اليها واخذها بثوب الزفاف، اعلانه لخبر زواجهما للعالم بأكمله، تسأل الله بقلبها ان ينقذه ويحفظه من اجلها ومن اجله طفله الذي تحمله بداخل رحمها.
بعد عدة ساعات من البكاء والشرود في حياتها معه، وصلت الطائرة الي الاراضي الفرنسية، ترجلت من الطائرة ولم تتوقف عينيها عن ذرف الدموع لحظة واحده، وجدت سيارة خاصة في استقبالها؛ استقبلها السائق واخذها متجها الي المشفى.
بعد وقت توقفت السيارة امام المشفى، نظرت من داخل السيارة تتحقق اين توقفت، فتحت باب السيارة سريعا وركضت الي داخل المشفى، وقفت امام احدى الممرضات تتحدث اليها باللغة العربية:
ـ لو سمحتي يونس فين، الوزير اللي اتصاب في حادثة؟
نظرت اليها الممرضة بعدم فهم، عجزت فرح عن الحديث باللغة الفرنسيه، نظرت حولها وهي تبكي، تتساءل بانهيار اين هو، ظهر والد يونس من بعيد، اقترب منها وهي تبكي بانهيار وتسألهم عن زوجها، توقف امامها وتحدث باللغة العربية الفصحى الثقيلة عليه في النطق:
ـ زوجك بغرفة العناية المشدده، غائب عن الوعي
تحدثت اليه بلهفة:
ـ لو سمحت عايزة اشوفه
اشار لها بيده ان تذهب معه، ذهبت بجانبه وهي تبكي، أخذها الي غرفة العنايه، ركضت اتجاه النافذه الزجاجيه التي تفصل بينهم وبينه، وقفت بصدمة تنظر الي الاجهزة الطبيه الكثيرة المتصلة بجسد زوجها، ارتفع صوت شهقاتها بالبكاء وهي تنطق اسمه، طرقت علي الزجاج بقوة تطالبه ان يرد عليها ويعود اليها، استغرب والد يونس من ردت فعلها بمقارنة بردت فعل إيلين التي انسحبت وذهبت بهدوء بعد ان رأته بتلك الحالة، إيلين لم تذرف دمعه واحده من اجله وهي من كانت توهم الجميع انها تعشقه ولا تريد غيره، لكن فرح زوجته تلك الفتاة التي اصرت ان تترك بلدها وتعود اليه لتكن بجواره، انهيارها وبكائها يأكد انها كانت صادقه بحبها له.
دخلت فرح في حالة من الانهيار وهي تطرق علي النافذه الزجاجيه وتطالبه ان يعود اليه، اقترب منها والد يونس محاولا تهدأتها، لم تتحمل ان تراه امامها مثل الجثة الهامدة، سقط جسدها على الارض فاقدة للوعي، صدح صوت والد يونس بالمشفى يطلب الطبيب من اجلها، ركض اليه مجموعة من الممرضات وقاموا بمساعدته في حملها ووضعها بغرفة حتى يأتي الطبيب اليها.
بعد اقل من ساعة.
خرج الطبيب من غرفة فرح بعد الفحص، اقترب منه والد يونس يتحدث اليه باللغة الفرنسية:
ـ ماذا حدث للفتاة؟
تحدث الطبيب بهدوء:
ـ الفتاة حامل في بداية شهرها الثاني وعليها الراحه قليلا لانها تعاني من الضعف والاجهاد النفسي والجسدي
ابتسم والد يونس بسعادة مرددا حديث الطبيب:
ـ حامل!
هز الطبيب رأسه بتأكيد، شكره والد يونس ودخل غرفة فرح كي يتحدث اليها.
كانت فرح نائمة فوق الفراش لكن عينيها مفتوحة، تنظر إلى الأعلى والدموع تذرف من عينيها بصمت، تكتم شهقات البكاء وهي تضع يديها فوق بطنها بحماية.
اقترب منها والد يونس وتحدث اليها باللغة العربية الفصحى:
ـ انا والد يونس، كنتي تعلمين بخبر حملك؟!
هزت رأسها بالايجاب والدموع تنسال من عينيها، تحدث اليها مرة أخرى:
ـ هذا الطفل لابني؟
نظرت اليه بصدمة قائلة:
ـ يعني ايه؟!!
تحدث بتوضيح:
ـ اقصد ان الطفل بداخل رحمك، هو ابن يونس؟!
تحدثت بحدة:
ـ اه طبعا ده ابني وابن يونس، انت بتشكك في اخلاقي ولا ايه، ابنك جوزي واول واخر راجل يلمسني
هز رأسه بالايجاب قائلاً:
ـ اعلم انكِ فتاة متدينه ولا تسمحين لرجل اخر بالاقتراب منكِ، اعذريني ابنتي اردت فقط الاطمئنان
تحدثت اليه بقوة:
ـ اطمن حضرتك انا عارفه ديني كويس، وجوزي اول راجل لمسني واخر راجل لمسني وكله بشرع ربنا وبالحلال
هز رأسه بالايجاب قائلاً:
ـ عليكِ بالحفاظ علي هذا الجنين، اعلم ان ابني يحبك كثيرا، وسيكون سعيد بمعرفة انه سيكون اب لطفل منكِ
تحدثت فرح ببكاء:
ـ هو هيفوق امتى؟
تحدث بحزن:
ـ لا احد يعلم غير الله
اغلقت عينيها هامسة بداخلها:
ـ ياااارب
____________
بعد يومين في مصر.
وقفت عزة بمحل الملابس تتحدث الي فتاة تعمل معها، وجلست والدتها علي المكتب بحزن، انتهت عزة من الحديث مع الفتاة واقتربت من والدتها تتحدث اليها بهدوء:
ـ لسه قلقانه علي فرح يا امي؟
تحدثت والدتها بحزن:
ـ خايفه عليها اوي ومكنتش اقدر امنعها انها تروح لجوزها
تحدثت عزة بهدوء:
ـ مش اسلام طمنا عليها وقالك ان السفير بتاع فرنسا ده بيقول انها كويسه وقاعده في المستشفي مع جوزها
هزت والدتها رأسها بحزن.
دخل الصبي الذي يعمل لدى صابر المحل:
ـ مساء الجمال يا ست عزة، ازيك يا خالتي ام عزة
نظرت اليه عزة بغضب قائلة:
ـ عايز ايه.. ده محل لبس حريمي
اقترب منها قائلاً بسماجه:
ـ في رسالة جاي اوصلها يا ست الكل وماشي على طول
تحدثت اليه عزة بملل:
ـ خير..
تحدث الصبي:
ـ اصل انا كنت امبارح عند المعلم صابر في السجن بزوره.. ربنا يفك سجنه يارب، والمعلم بعتلكم السلام وخصوصا الست فرح ربنا يصلح حالها
تحدثت اليه عزة بغيظ:
ـ متشكرين يا خويا مش عايزين سلام لا منك ولا المعلم بتاعك وقوله يبعد عننا ويخليه في حاله
تحدث الصبي:
ـ يا ست الكل المعلم ندمان علي كل اللي عمله معاكم وخصوصا اللي عمله مع الست فرح، وبيقولك انه كان قصده شريف وحتى اسألي عماد جوزك، هو كان عارف كل حاجه وحتى يوم ما المعلم اتهجم علي الست فرح في الشقه وهي لوحدها، كان متفق مع عماد جوزك وعماد خد منه فلوس عشان يطلع يصالحك وياخدك انتي والعيال والست ام عزة ويعزمكم برا عشان المعلم صابر يطلع لفرح ويستفرد بيها وهي لوحدها
شهقت عزة بصدمة، وقفت والدتها تتحدث اليه بغضب:
ـ بقى كان عايز يغدر بينتي ويفضحها
تحدث الصبي قبل ان يذهب:
ـ قولي الكلام ده لجوز بنتك يا حاجة، هو اللي خد فلوس من المعلم عشان يبعدكم ويفضيله الشقه والمعلم يستفرد ببنتك
تحدثت والدة فرح بغضب:
ـ بقى كان عايز يضيع بنتي وتقولي ندمان!!، روح ربنا ينتقم منه ومن كل اللي كانوا عايزين يأذوا بنتي
ذهب الصبي من المحل بعد ان تمت مهمته، وقفت عزة تنظر امامها بصدمة قائلة:
ـ معقول عماد توصل بيه الوسا**خة انه يعمل في اختي كده!!.. يفضحنا ويضيع اختي قصاد الفلوس
بكت والدتها قائلة:
ـ منهم لله..ربنا ينتقم منهم واشوف فيهم يوم، زي ما كانوا عايزين يضيعوا شرف بنتي ويحرقوا قلبي عليها
تحدثت عزة بغضب:
ـ انا مش هسكت المرادي يا امي، لو طلع كلام الواد ده حقيقي انا مش هفضل على ذمة الكلـ*ب ده لحظة واحده
نظرت اليها والدتها بصدمة، اندفعت عزة الي الخارج ذاهبه الي منزلها كي تواجه زوجها بما قاله صبي صابر، بكت والدتها قائلة:
ـ منهم لله.. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
____________
في شقة عزة بمنزل حماتها.
اندفعت عزة الي داخل الشقه، اتجهت مباشرة الي غرفة النوم، دفعت الباب بقوة وزوجها نائم؛ فزع عماد وانتفض من فوق الفراش، اقتربت منه وعينيها تشع شرار:
ـ انت صحيح كنت متفق مع صابر وواخد منه فلوس عشان تاخدني انا وامي والعيال تخرجنا وتفضي الشقه عشان يستفرد بأختي
نظر اليها وهو يحاول فتح عينيه بصعوبة، اقتربت منه تصرخ بغضب:
ـ رد عليا انت عملت كده؟!
تحدث اليها بغضب:
ـ ايه يا بت انتي صوتك عالي كده ليه!!.. وبعدين لو انا مكنتش عملت كده.. كانت اختك هتتجوز الباشا الوزير وتبقوا في الامله اللي انتوا فيها دلوقتي دي!!
تحدثت عزة بصدمة:
ـ يعني انت عملت كده فعلا؟!
وقف من فوق الفراش قائلاً ببرود:
ـ ايوه عملت كده والمفروض انتي وامك واختك تشكروني لان العز اللي انتوا فيه ده كله انا السبب فيه، لو مكنتش عملت كده مكنش الوزير دخل نقذ اختك من صابر وهو اللي ادبس في الجواز من اختك
وقفت عزة تنظر اليه بصدمة قائلة:
ـ انا ازاي كنت عامية ومش شايفه وساخـ*تك دي!!
تحدث ببرود:
ـ اصل مراية الحب عامية زي ما بيقولوا
صرخت به بقوة:
ـ حب ايه وزفت ايه انا مبقتش طايقه اشوفك، طلقني دلوقتي حالا يا عماد انا مش هفضل على ذمتك لحظة واحده
جذبها من شعرها قائلاً لها بتحذير:
ـ لا يا روح امك الطلاق ده كان ممكن وانتوا كحيانين.. لكن مش لما الفلوس تجري في ايديكم تيجي تقوليلي طلاق
تحدثت اليه بقوة:
ـ مش هتشوف مني تاني ولا جنيه يا عماد، خسارة فيك كل جنيه خدته مني وكل لقمة كلتها من فلوس اختي وامي
ضربها بقسوة قائلاً لها:
ـ الكلام ده عند امك هناك.. طلاق مش هطلق وانتي هتعيشي زي ما انا عايز وغصب عنك، وكل الفلوس اللي مجمده قلبك انتي وامك دي من حقي وانا هاخدها
حاولت عزة حماية وجهها وجسدها من قسوة ضربه لها، دفعته بعيدا عنها وركضت الي خارج الشقة، وقفت حماتها علي الدرج تسألها ماذا حدث، نزعت عزة الحجاب من فوق رأس حماتها ووضعته فوق رأسها تخفي شعرها اسفله وركضت مسرعة الي الشارع واشارة لتوك توك وصعدت به وانطلق بها.
ركض عماد خلفها يريد الالحاق بها، تحدثت اليه والدته على الدرج:
ـ ايه اللي حصل.. ضربتها ليه يا موكوس؟
تحدث عماد بغضب:
ـ بت قليلة الادب يا امي والفلوس جمدت قلبها وبقت تشوف نفسها عليا
تحدثت اليه والدته:
ـ طب تعالى احكيلي ايه اللي حصل وانا اروح اراضيها بكلمتين وارجعها تاني
دخل عماد مع والدته وهو مطمئن ان عزة لن تستطيع ان تفعل له شئ، كونها وحيده هي ووالدتها وليس لديها احد كي يآخذ لها حقها.
____________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مراوغة عشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *