رواية مراوغة عشق الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ملك ابراهيم
رواية مراوغة عشق الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ملك ابراهيم
رواية مراوغة عشق البارت الرابع والثلاثون
رواية مراوغة عشق الجزء الرابع والثلاثون
رواية مراوغة عشق الحلقة الرابعة والثلاثون
صمتت فرح قليلاً تفكر، استغرب علي وتحدث اليها بفضول:
– بتفكري في ايه؟!
نظرت اليه بقوة وتحدثت بثقة:
– بفكر انك تقتلني وتاخد منها الفلوس
جحظت عين علي بصدمة، جف حلقه وهو ينظر اليها، بلل ريقه وتحدث بصدمة:
– اقتلك ازاي؟!
نظرت اليها بثبات وتحدثت بثقة:
ـ هقولك ازاي
__________
عند يونس.
نظر حوله يبحث عن فرح، حاولت إيلين اشغاله بها كي لا يفكر بفرح الان، شعر بالقلق عليها، بحث بعينيه حوله ولم يجدها، تحرك بالمكان وبدأ يبحث عن زوجته.
اقترب منه احد اصدقائه واخبره بعفويه انه رآىٰ زوجته تذهب اتجاه الصخور، جف حلق إيلين من الصدمة بعد ان رآىٰ احد اصدقائهم زوجة يونس، قلقت ان يكتشف احد اتفاقها مع ذاك الشاب.
ركض يونس اتجاه الصخور يبحث عن زوجته، صعد اعلى الصخور وقلبه على وشك التوقف، يخشىٰ ان تكون اقتربت من البحر، يعلم انها لا تجيد السباحه، توقف فجأة مكانه بصدمة؛ رأىٰ حذائها على حافة الصخور، ركض إلى الحذاء وجده على حافة الصخور وكان على وشك الانزلاق، توقف عقله وهو ينظر إلى البحر والامواج تتخابط بالصخور، هل سقطت زوجته من أعلى الصخور إلى البحر.
تجمع اصدقائه وصعد البعض منهم إلى أعلى الصخور كي يبحثون معه.
توقفت إيلين تتابعهم عن بعد، جف حلقها من الخوف، تتساءل بداخلها؛ هل نفذ الشاب اتفاقهما وقتل زوجة يونس حقًا!.
استمعت الي صوته يأتي من خلفها قائلاً ببرود:
ـ لقد نفذت ما اتفقنا عليه، اين هديتي القيمة؟
ارتعد جسدها بخوف، التفتت تنظر اليه بصدمة، بللت ريقها وتحدثت اليه بزهول:
ـ هل قتلتها حقًا؟!
رفع حاجبه الايسر قائلاً بثقة ونبرة ساخرة:
ـ لم اقتلها.. فقط دفعتها للاستمتاع قليلاً
شحب وجه إيلين بصدمة، تعلم انه يردد حديثها، عادت ببصرها اتجاه يونس واصدقائه وهم يقفون اعلى الصخور.
دخل يونس في حالة من الجنون وهو يبحث عن زوجته، كل ما يأتي بأفكاره الان؛ ان زوجته سقطت من أعلى الصخور الي البحر وهي لا تجيد السباحة، قفذ من فوق الصخور إلى البحر كي يبحث عنها.
جحظت اعين إيلين وهي ترىٰ يونس يلقي بنفسه بالبحر يبحث عن زوجته، توتر “علي” كثيراً عندما رآىٰ يونس يقفذ بالماء، نظر الي إيلين وتحدث اليها بإستعجال:
ـ اين هديتي اريد الذهاب قبل ان يجدها زوجها غارقة بالماء
ارتعد جسد إيلين وذهبت امامه إلى الطاولة الموضوع اسفلها حقيبتها التي تضع بها الاموال، اخذت الحقيبه بيد ترتجف من شدة الخوف واعطتها له، اخذها “علي” من يدها وفتحها كي يلقي نظرة سريعة على ما بداخلها، اطمئن على الاموال وتحدث اليها بابتسامة ماكرة:
ـ اراكِ على خير سيدتي
تركها وركض سريعاً كي يذهب، وقفت إيلين تنظر حولها بخوف، قلبها يخفق بشدة، لا تصدق انها اتفقت على قتل زوجة يونس وتم الامر حقًا، عادات بخطوات مسرعة الي القرب من الصخور، تفاجأت بالكثير من اصدقائهم يبحثون عن زوجة يونس في كل مكان والبعض منهم يبحثون عنها بالماء، شحب وجهها وهي تقف امام الشاطيء تنتظر لحظة العثور على جثمان زوجة يونس الغارقة.
____________
بداخل احدى سيارات الاجرة.
جلست فرح بجوار “علي” وهو يحمل حقيبة الاموال على قدميه ويحكي لها ما فعله زوجها عندما رآىٰ حذائها على حافة الصخور واعتقد انها سقطت بالبحر، تنهدت فرح بحزن قائلة:
– مش مهم، كلها يومين ولما ميلقنيش ينسىٰ ويرجع لحياته
هز علي رأسه بالرفض قائلاً:
– لا يا فرح، صدقيني جوزك شكله بيحبك بجد، انا شوفته كان هيتجنن عليكي ونط في البحر يدور عليكي زي المجنون
اغمضت عينيها تحاول استرداد قوتها، نظر اليها علي بحزن قائلاً:
ـ المهم دلوقتي يا فرح انتي ناويه تعملي ايه؟، انتي دلوقتي مستحيل هتعرفي تخرجي من البلد هنا من غير اوراق وإثبات شخصيه
تنهدت بإرهاق وتحدثت بهدوء:
– متشغلش بالك يا علي، انا لازم ارجع ليونس واواجه، الهروب عمره ما كان حل، انا بس هختفي يومين لحد ما انت تسافر وترجع مصر بالسلامة وتبقىٰ في امان، وبعدها هرجع ليونس واواجهوا ولازم يرجعني مصر
نظر علي إلى الحقيبة وتحدث بفضول:
ـ والفلوس دي هتعملي فيها ايه؟
ابتسمت له وتحدثت بهدوء:
– الفلوس دي حقك يا علي، الفلوس دي انت هترجع بيها مصر وتفتح المشروع اللي نفسك فيه، وتعيش وسط اهلك وتتجوز وتخلف، بس اهم حاجه، اوعىٰ تسيب بلدك تاني
هز رأسه بالرفض قائلاً:
– لا يا فرح.. الفلوس دي مش من حقي، انا هرجع مصر وابدأ من الصفر
تحدثت اليه بأصرار:
– لا يا علي.. الفلوس دي من حقك لانك حافظت على حياتي وانا حقيقي لو عشت عمري كله اشكرك مش هوفيك حقك
خفض علي وجهه، تحدث اليها بهدوء:
– سبحان الله.. انتي عارفه يا فرح، انا من وقت ما إيلين دي كلمتني واتفقت معايا على قتلك، والشيطان كان عمال يوسوس ليا اني انفذ الاتفاق ده واخد الفلوس وارجع بيها مصر، بس انا الحمدلله ايماني بالله كان اقوى منه وعملت اللي المفروض يتعمل
ابتسمت له فرح وتحدثت بهدوء:
– عشان كده بقولك ان الفلوس دي حقك
ابتسم لها وتحدث بفضول:
ـ طب انتي هتعملي ايه في اليومين دول؟!
نظرت امامها، شردت قليلا وتحدثت:
ـ انا عايزة مكان اسكن فيه اليومين دول لحد ما انت تسافر
هز رأسه بالايجاب قائلاً:
ـ انا اعرف مكان كويس جدا تقدري تسكني فيه اليومين دول
هزت رأسها قائلة بشرود:
– خلاص وصلني ليه، انا محتاجة ارتااح
_____________
عند يونس.
بحث يونس بداخل البحر عن زوجته بجنون، تدخل مجموعه من رجال الانقاذ وبدؤ يبحثون عنها بداخل البحر، بعد ان طلبوا من يونس الخروج من الماء كي يبحثون بالمنطقة حول الصخور.
خرج يونس بمساعدة اصدقائه ووقف على الشاطئ ينظر الي ماء البحر بصدمة، عقله توقف تماما عن التفكير، لا يستوعب ان حبيبته اختفت فجأة، يشعر انها مازالت على قيد الحياة وتنتظر مجيئه اليها، اقترب منه مجموعه من اصدقائه كانوا يبحثون عن زوجته بعيدًا عن البحر ولم يجدوها، الجميع حوله أكدوا انها سقطت بالبحر لان لا وجود لها ولا اثر لها بمكان اخر، وقف يستمع إلى الجميع وعقله شاردا في حبيبته، لا يصدق انها فارقت الحياة وتركته.
اقتربت منه إيلين، وقفت بجواره تنتظر خروج جثمان زوجته من الماء بتوتر، بعد عدة ساعات من الانتظار، خرج فرقة الانقاذ من الماء وآكدوا ان لا وجود لأي جثمان بداخل البحر، شعر يونس بالارتياح قليلاً، لكنه تساءل بقلق، اين ذهبت فرح وتركت حذائها فوق الصخور، استمعت إيلين إلى حديث فرقة الانقاذ بصدمة بعد ان أكدوا عدم وجود جثمان بالبحر، بهتت ملامحها من شدة القلق، جف حلقها من الخوف، هل كذب عليها ذاك الشاب ولم يلقي فرح بالبحر كما اتفق معها؟.. وقفوا جميعًا وكلاً منهما شاردًا في افكاره ولكنهما لا يعلمون ان افكارهما مشتركه؛ يتساءلون بداخلهم؛ اين فرح الان.
صدح صوت يونس مرتفعًا يطالب من ادارة القرية ان يراجعوا الكاميرات المنتشرة بالقرية كي يبحثون عن زوجته ويعلمون خط سيرها بداخل القرية.
_________
عند فرح بإحدى الفنادق الصغيرة.
جلست فرح فوق الفراش بداخل الغرفة التي حجزها “علي” من أجلها وحجز له غرفة بجوارها.
تنهدت فرح بحزن ثم تمددت فوق الفراش تفكر في القادم، عليها مواجهة يونس الإبتعاد عنه، عليها ترك هذا البلد والعودة إلى بلدها، كم اشتاقت الي حياتها السابقة، نظرت الي سقف الغرفة التي تجلس بها الان وتذكرت سقف شقتهم المتهالك، تشتاق الي شقتهم المتهالكه القديم، كم كانت سعيدة وهي تعيش بها، تتمنى لو يعود بها العمر الي الخلف، تتمنى لو تعود تلك الفتاة البسيطة، التي تستيقظ باكرًا كي تذهب إلى عملها، تقضي ساعات العمل ثم تعود إلى منزلها وتتجه مباشرة الي المطبخ كي تقوم بتجهيز الطعام لها ولوالدتها، في المساء تجلس بجوار والدتها بعد الانتهاء من اعمال المنزل وترتيبه، يجلسون معًا يتناولون الشاي وهما يشاهدان التلفاز، يشاهدون المسلسلات التركيه والهندية ثم يتجهون الي النوم بعد انتهاء مسلسلاتهم المفضله، في الصباح تستيقظ باكرًا من جديد ويبدأ يومها وينتهي مثلما بدأ وانتهى يوم آمس وقبل آمس، هكذا كانت حياتها البسيطة، كم تشتاق ان تعود إلى هذه الحياة مرة أخرى، تتمنى لو تستطيع حذف يونس من حياتها الي الأبد وتعود كما كانت من قبل، تعلم انها لن تستطيع ان تعود كما كانت من قبل، بعد ان كسر قلبها.
اغمضت عينيها وانسالت دموعها على وجنتيها بصمت، تشعر بألم شديد بقلبها، تتساءل بداخلها؛ ماذا يفعل الان؟.. هل يبحث عنها! ، اما ذهب لاحتساء المشروب مع عاشقته غير مبالي لأمرها، كثرة الاسئله بداخلها، شعرت بألمً شديد برآسها، استسلمت للنوم كي تهرب من هذا الالم وتهرب من أفكارها قليلاً، حتى يأتي الصباح وتقرر ماذا تفعل بعد.
___________
عند يونس بداخل القرية السياحية.
وقف يونس بداخل قسم كاميرات المراقبه التي تحاط بالقرية من الداخل ومن الخارج، يبحثون بالمقاطع المسجله عن زوجته كي يعلمون اين ذهبت بداخل او خارج القرية.
بعد عدة ساعات.
صدح صوت احد العاملين على مراجعة الكاميرات وهو يشير إلى احدى المقاطع ويتحدث إلى يونس بالفرنسية:
– زوجتك هنا سيدي، تقف مع احد العاملين بالقرية
ركض اليه يونس يتطلع الي الشاشة امامه، فتح عينيه بصدمة وهو يرىٰ زوجته مع ذاك الشاب الذي وقفت معه بالبار سابقًا، بعد لحظات اتجهت الي الخارج واتجه الشاب الي داخل القرية وعاد بعد دقائق قليلة وذهب خلفها.
ظهر “علي” باحدي المقاطع المسجلة بالكاميرات وهو يخرج من القرية ويحمل حقيبة بيده، اتجه إلى سيارة اجرة وفرح بداخلها وانطلقت بهما السيارة.
انتفض يونس من مكانه بجنون، لا يصدق ان فرح تركته وهربت مع النادل، لا يصدق انها خانته، ارتفع صوته وطلب من الامن ان يأتوا له بعنوان السائق عن طريق ارقام السيارة، كي يعلم من السائق الي اين ذهب بهما.
بعد ساعات قليلة، في الصباح الباكر.
لم يغمض يونس عينه لحظة واحدة، بعد وقت قليل جاءه اتصال هاتفي اخبره ان رجال الامن استطاعوا الوصول الي السائق واخبرهم بعنوان الفندق الذي قام بتوصيلهم اليه.
اخذ يونس العنوان وذهب من القرية سريعًا وهو يتمنى ان يجدها بخير.
عند فرح بداخل الفندق الصغير.
استيقظت على صوت طرق خفيف علي الباب، فتحت الباب وتفاجأت بـ علي يقف امامها ويبتسم لها بهدوء، تحدث علي عندما فتحت له الباب:
ـ صباح الخير
تحدثت فرح بابتسامة:
– صباح النور
تحدث علي بهدوء:
– انا جاي اسلم عليكي قبل ما امشي، ميعاد الطيارة بتاعي كمان ساعتين
ابتسمت له فرح وتحدثت بهدوء:
– توصل بالسلامة
ابتسم لها علي قائلاً بمرح:
– ان شاء الله انتي كمان ترجعي مصر في اقرب وقت
ابتسمت فرح بهدوء، مد علي يديه واعطاها بعض الاموال قائلاً لها:
– خدي الفلوس دي خليها معاكي عشان لو احتاجتي حاجه
خجلت منه فرح وتحدثت بصوت مبحوح:
– انا هطلب منك طلب لو سمحت يعني
نظر اليها علي باهتمام، تحدثت فرح وهي تشعر بالاحراج قليلاً:
– ممكن تكتبلي في ورقة العنوان اللي اتقبلنا عنده اول مرة، اصل عايزة ارجع بيت يونس ومعرفش العنوان ومش هعرف اتعامل مع حد باللغة بتاعهم دي
هز علي رآسه بالايجاب وسجل لها العنوان بورقة واعطاها لها، تحدث اليها قبل ان يذهب:
– انا كتبتلك عنوانه باللغة الفرنسية وكتبتلك عنواني بالعربي عشان لما ترجعي مصر ان شاء الله تقدري توصليلي
ابتسمت له فرح وشكرته، ذهب علي بعد ان ودعها.
اغلقت فرح باب الغرفة وجلست تفكر ماذا تفعل بعد ان تعود إلى منزل يونس.
بعد ساعتين وفرح مازالت تجلس فوق الفراش تفكر ماذا تفعل.
اقتحم يونس الغرفة دافعًا الباب بقدميه بقوة، انتفضت فرح من مكانها تنظر اليه بصدمة.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مراوغة عشق)