روايات

رواية التل الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم رانيا الخولي

رواية التل البارت الحادي والثلاثون

رواية التل الجزء الحادي والثلاثون

التل
التل

رواية التل الحلقة الحادية والثلاثون

استيقظت توليب لتجد نفسها وحيدة في الفراش
اعتدلت لتبحث عنه في الغرفة لكن لا أثر له
نهضت وهي تشعر بألم شديد في رأسها
نظرت في ساعتها فوجدتها الثانية ظهراً
كيف واصلت النوم حتى ذلك الوقت.
ولما تركها جواد وأين هو؟
امسكت هاتفها كي تتصل به لكن أوقفها طرق الباب فسمحت له بالدخول فإذا بها نعمة
_ صباح الخير يا ست توليب
_ صباح النور يا نعمة
_ ست كندا تحت وبتجولك يلا عشان الغدا چاهز.
وافقت توليب بعد تردد وشعور الأختناق يزداد بداخلها
قامت بتبديل ملابسها ونزلت لغرفة الطعام فتجد الجميع ملتف حول المائدة
وعندما رأتها كندا قالت بترحيب وهي تنظر لكريمة بسخرية
_ أهلاً بكنتي تعي حبيبتي چواد رافض يقرب من الأكل إلا لما تيچي.
شعرت بأن نظرات الجميع مسلطة عليها مما جعلها تنظر لجواد الذي يوليها ظهره بعتاب ثم تقدمت لتجلس بجواره فتتقابل نظراتهم لكنها اجفلت حينما رأته وكأنه شخص آخر وليس جواد زوجها وحبيبها
عاد لصلابته وجموحه مما جعل الخوف يزحف لقلبها.
_ ايه يا تولي الاكل مو عچبك اخلي البنات تعملك متل ما بدك.
هزت توليب رأسها برفض وتمتمت
_ لأ متشكرة.
شرعت في تناول الطعام رغم عدم وجود شهية لها
نهض خالد وهو يقول بفتور
_ بعد الفطار عايزكم في مكتب جدي لان عبد الجواد المحامي اني بعتله وچاي دلوجت.
اندهش الجميع وسأله عامر
_ خير يا ابن اخوي في حاچة تستدعي الإجتماع ده؟
رد ببرود وهو يخرج من الغرفة
_ هتعرفوا دلوجت.
كانت نظرات كريمة لكندا نظرات فوز وانتصار وكأنها تعلم ما يود ابنها التحدث بشأنه
_______________
لم تنم سلمى تلك الليلة وظلت مستلقية على الفراش و صورة زوجها وهو يقبل أخرى تحتل مخيلتها
لن تستطيع التحمل، واهمة إن ظنت ان بإمكانها التحمل، فهي تشعر بخنجر ذو حدين يمزق احشاؤها
رن هاتفها لتجده والدها مما جعلها تشعر بالقلق فلم يهاتفها منذ رحيلها عنهم.
أجابت بيد مرتعشة وقلبها ينبض بعنف
_ صباح الخير يا…..
لم تكمل كلمتها حتى سمعت صوته الهادر يقول بغضب
_ انا تحت انزلي افتحي.
ازدادت انقباضة قلبها وقبل أن تستفهم منه أغلق الهاتف دون أن ينطق بكلمة أخرى
نهضت مسرعة وأبدلت ثيابها وذهبت إليه كي تفهم سبب تلك الزيارة
________________
استيقظت نور لكنها لم تجرئ على فتح عينيها ورؤيته بجوارها، لقد التزم حقًا بوعده ورفض أن يقترب منها لكنه أعاد قرانه بها إذا طلبها للزواج وهي قبلت بذلك كي لا يكون هناك شك في زيجتهم
لم يناموا سوى بعد صلاة الفجر وظل كلاهما يحكي للأخر عن حياته.
مرات كثيرة كان يستيقظ على صوت آسر وينهض هو كي يحمله ويطعمه دون ان يوقظها
كانت تنظر إليه وهو يلاطفه كأنه طفله حقيقة وليس ابن أخيه أو طفل اجبره على تحمل ذلك الوزر بأن ينسبه إليه
ظلت تتظاهر بالنوم خاصة عندما شعرت بعينيه تخترقها وصوته الدافئ يقول
_ صباح الخير.
فتحت عينيها بعد تردد وهي تشعر بالاحراج منه وتمتمت برهبة
_ صباح النور.
ابتسم مراد عندما لاحظ خجلها منه وتمتم بمزاح
_ ينفع إكدة تنيميني من غير عشا؟
ازدردت جفاف حلقها وغمغمت بإحراج
_ انا سبتلك الأكل وطلعت بس انت اللي رفضت تتعشا و..
لم تستطيع نطقها مما جعل ابتسامته تزداد اتساعًا وسألها بمكر
_ و ايه؟ كملي.
اصتبغ وجهها احمرارًا ولم تستطيع النطق
لاحظ على محياها ندم تحاول إخفاءه فضيق عينيه بشك وسألها بحيرة
_ ندمانة؟
اهتزت نظراتها وشعرت بأن ردها سيحسب عليها فأخفت شعورها بالندم وتمتمت برتابة
_ مش ندم بس حاسة إني بخون سلمى صحيح محصلش بينا حاجة بس نومك معايا على سرير واحد خلاني احس بالخيانة
نظرت لعينيه وتابعت بألم
_ سلمى…..
قاطعها مراد بحزم
_ سلمى مراتي وليها مكانتها اللي مفيش حاچة هتغيرها حتى لو اتزوچت مليون واحدة غيرها وهي عارفة مكانتها كويس أوي
أنا نفسي عمري ما فكرت اتچوز عليها لا عشان خاطر عيال ولا كلام فاضي من ده لأن لو مكتوبلي اولاد يحملوا اسمي هيحصل لو مش مكتوب لو اتجوزت ميت واحدة.
لانت لهجته وهو يتطلع إليها
_ شيلي الموضوع ده من دماغك وبلاش تفكري فيه، سلمى طيبة وبتحبك جربي منها أكتر حسسيها إن آسر ده مش ابنك لوحدك ده ابنها كمان خليه يعوضها عن الأمومة اللي اتحرمت منها وأوعي في يوم تجرحيها حتى لو بدون جصد جولتلك سلمى ليها مكنتها في قلبي ومفيش حاچة ممكن تغيرها.
اومأت له لكن بداخلها لا تقبل ذلك الوضع
كيف ستنظر إليها بعد الآن وقد شاركتها زوجها
انتفض كلاهما على ذلك الصوت الذي هز المكان ونهض مراد مسرعًا كي يعرف ما يحدث في الأسفل.
_ قولتلك لمي هدومك ويلا
قالها وفيق لسلمى التي طلبت منه برجاء
_ ارجوك يا بابا وطي صوتك، انت فاهم الموضوع غلط.
ترجل مراد الدرج وهو ينظر إلى محسن بغضب
_ أظن أن البيت ليه حرمته ولا انت متعرفش حاچة زي دي؟
تطلع اليه محسن بسخرية وقال
_ وانا بقا مستني واحد زيك يعرفني؟
دنى منه مراد وهو يهدر به
_ اتكلم بأدب ولاحظ انك في بيتي.
بادله محسن الغضب
_ لما تلاحظ انت كمان انك بتكلم واحد اد أبوك وكان حماك.
قطب مراد جبينه بحيرة ونقل بصره بينه وبين سلمى وسأله بعدم فهم
_ تجصد ايه بكان حماك دي؟
تقدم محسن خطوة منه وقال بتحدى
_ معناه إنك هتطلق بنتي ودلوقت.
تحدثت سلمى بدهشة
_ بابا انت بتقول ايه؟
رد محسن باحتدام
_ بقول اللي كان لازم يحصل من اول ما اتجوز عليكي اوعى تفتكري إن الدكتور بتاعك ده كان متجوزك حب فيكي..
قاطعه مراد بغضب
_ كلمة زيادة وهطردك برة البيت ده.
تجمع من في المنزل على اصواتهم ومؤيد الذي تقدم منهم يهدئ من شدتهم
_ في ايه يا چماعة استهدوا بالله إكدة.
رد محسن بغضب
_ كنت مستهدي بالله وساكت وراضي ان بنتي تتجوز غصب عني وتبعد بالشكل ده، بس إن يكون ليها ضرة ده اللي مقبلش بيه وهترجع معايا دلوقت، ياإما بقى نفتح الصفحات القديمة.
عقدت سلمى جبينها بدهشة وسألته
_ صفحات ايه اللي بتتكلم عنها؟
انقبض قلب مراد وجذب سلمى لجواره وغمغم بانفعال
_ سيبك منه ده عايز يفرج بنا.
نظرت سلمى لعينيه الذي ظهر فيهما الارتباك ثم نظرت لوالدها وسألته بشك
_ فهمني صفحات ايه؟
نظر محسن لمراد بتحدي وتمتم بقوة
_ الباشا اللي وقفتي قصادي واتحدتيني عشانه اخدك شفقة او بمعنى اصح اتحرج من أمك لما اترجته يتجوزك لما اكتشفنا مرضك، وهو اتحرج يرفض بعد ما الدكتور أكدله إن حالتك صعبة ولازم يشيل الرحم
يعني لولا امك اللي رخصتك وضغطت عليه مكنش هيتجوزك ولا هيعبرك أصلاً.
اهتزت نظراتها وشعرت بأن الدنيا تلتف بها
كانت تشك بذلك منذ أن تقدم لها رغم أنه لم ينظر إليها يومًا
كان يخبرها بأنه يحبها لكن لم ترى ذلك الحب في عينيه لكنها دائماً تكذب احساسها وتوهم نفسها بذلك الحب الواهم.
هم مراد بالاعتراض لكنها عافته من الكذب وقالت بصوت مهزوز
_ متقولش حاجة انا اللي كنت غبية وكدبت احساسي وصدقت انك بتحبني
قاطعها مراد بإصرار
_ بس اني فعلاً بحبك.
هزت راسها بنفي وقالت بحزن
_ ده مش حب يا مراد ده كان عطف أو بمعنى تاني مودة
لكن عمر الحب ما كان في قلبك تجاهي، انا مش زعلانة منك بالعكس انا حبي ليك زاد أكتر وأكتر بس للأسف مش هقدر اكمل معاك بعد اللي عرفته.
ضيق عينيه بشك وسألها بجدية
_ معناه ايه حديتك ده؟
اخذت نفس عميق كي تهدئ به من آلمها وتمتمت بألم
_ يعني تطلقني زي ما قال بابا وكفاية أوي لحد كدة.
جذبها مراد من ذراعها وصاح بها
_ شكلك اتچنيتي
هزت راسها بنفي وتمتمت بخفوت
_ متجننتش يا مراد بس عايزة احتفظ باللي باقي من كرامتي وبعدين انا سيباك مع اللي قلبك فعلاً اختارها.
_ أنا..
قاطعته بأن وضعت يدها على فمه وقالت بحزن
_ اوعى تكدب عشان متحملش وزرك، انت فعلاً محبتش غير نور وبصراحة هي تستاهل ولو الظروف غير كدة كنا هنعيش أنا وهي مع بعض أخوات جامعهم قلب واحد وكبير زي قلبك يا مراد.
تاهت في بحور عينيه وهي تتابع بآسى
_ انا كنت بحسد نفسي عليك في كل دقيقة بعيشها معاك بطبتك وحنيتك وقلبك الكبير
تدحرجت الدموع من عينيها وتابعت
_ انا عمري ما هنساك يا مراد وهتفضل في قلبي العمر كله.
بس صدقني مش هقدر أكمل معاك بعد اللي عرفته سيبني أمشي وطلقني لأني مش هقدر اتحمل أكتر من كدة، لو في قلبك ليا معزة حقيقي طلقني.
اصاب الوجوم ملامحه وسألها بجمود
_ ولو قولتلك لأ؟
أجابت بعد برهة
_ همشي مع بابا ومش هتشوفني تاني أبدًا.
_ يعني هتعصي أوامري؟
_ لمرة واحدة في حياتي.
قال بتهديد
_ لو خرجتي من البيت ده هتدمري كل حاجة بينا.
أومأت له رغم صعوبتها وتابع هو تهديده
_ هعتبر إنك بعتيني واتخليتي عني وانا محتاجلك؟
أغمضت عينيها بألم ثم اومأت وتابع هو ضغطه الذي زادت حدته لعنادها
_ هعتبر إنك مدخلتيش في حياتي عشان تخرجي منها؟
اخذت شهيق عاليا وأومأت له وهي تبتعد لتقف أمام والدها وغمغمت بصوت مهزوز
_ طلقني يا مراد لو رفضت هتكون بتحكم عليا بالعذاب أرجوك طلقني.
تطلع اليها برجاء
_ سلمى بلاش تسمحيله يدمر حياتنا.
هزت راسها بنفي وتمتمت باستنكار
_ بس ده قراري انا مش هو انا فعلاً عايزة أبعد.
_ يعني ده قرارك النهائي؟
اومأت له
_ اه قراري النهائي.
_______________
في مكتب حسان
جلس الجميع منتظر مجيئ عبد الجواد المحامي
سأله عامر
_ طب عرفنا لول سبب الجاعدة اللي ملهاش عازة دي.
عاد خالد بظهره للوراء وهو يقول بتعالي
_ هتعرفوا دلوجت متستعجلش يا..يا عمي.
طرق الباب ودلف المحامي وألقى عليهم السلام والدهشة واضحة عليهم
سألهم بحيرة وهو يجلس على المقعد
_ خير يا جماعة.
اخرج خالد ورقة من جيبه ونهض ليقدمها للمحامى
_ اتفضل اجرأ الورجة دي وجولهم.
أخذ عبد الجواد الورقة وتطلع فيها ليقرأ محتواها بسخرية ثم تحدث
_ دا عقد تنازل من جدك بكل أملاكه ليك انت.
اندهش الجميع والتزموا الصمت وكأن على رؤوسهم الطير لكن عامر وفايز اول من رفضوا ذلك
_ ايه اللي انت بتجوله ده
_ أكيد الورجة دي مزورة
رد المحامي يثبوت
_ الامضة صحيح بس في حاجة انت مش واخد بالك منها
تطلع إليه الجميع بشك وتابع هو
_ إنك جدك لا يملك شيء عشان يتنازلك عنه.
قطب خالد جبينه بعدم استيعاب
ونهض عدي قائلاً بانفعال
_ هو ايه اللي بيحصل بالظبط؟
قال يحيى بدوره
_ انا مش فاهم حاچة ياريت توضحوا أكتر من إكدة.
التزم جواد الصمت ولم يحرك ساكناً واخذ يشاهد ما يدور بتروي
وضع المحامي حقيبته على الطاولة أمامه وتحدث بصلابة
_ بصراحة مكنتش اتخيل أبدًا انكم تفتحوا موضوع زي ده تالت يوم الوفاة بس بما انكم اللي فتحتوه يبقى نخرج كل المستندات
لم يفهم احد منهم شيء وتابع عبد الجواد
_ الحاج حسان الله يرحمه قبل ما يموت كتب كل حاجة باسم جواد حفيده يعني هو مكنش يملك حاجة لما مضى على الورقة دي.
عاد الصمت يسيطر على الجميع إلا من جواد الذي كان يتوقع ذلك الشيء
وأول من خرج من صمته هو فايز الذي نهض قائلاً برضا
_ اني اصلًا مش منتظر حاچة من التركة دي والفلوس اللي بتاچيني من أرضي مكفياني وزيادة بعد أذنكم.
نظر ليحيى وقال بأمر
_ تعالى معاي.
هم يحيى بالرفض لكنه كررها بحزم
_ جولت تعالى معاي.
وافق يحيى على مضد وخرج مع والده من الغرفة وفور أن اغلق الباب قال بانفعال
_ انت ازاي يابا تسكت على المهزلة دي؟
رد فايز بحكمة
_ هتعرف كل حاچة بس مش دلوجت، أهم حاچة إنك تبعد عن المواضيع دي ومتتحدتش فيها مع حد واصل فاهم ولا لاه.
هام يحيى بالاعتراض لكن فايز هدر به
_ فاهم ولا لاه؟
وافق يحيى مجبرًا
_ فاهم.
وكان خروج فايز وولده إشارة للجميع بالعودة لرشدهم وأولهم خالد الذي تقدم من المحامي ينظر للأوراق بشك
ثم نظر للمحامي قائلاً بغضب
_ الأوراج دي مزورة أكيد ده نصب منك انت والـ….
قاطعه جواد الذي امسكه من تلابيبه غمغم به بتحذير
_ كلمة زيادة وهرميك برة الجصر ده وهخلي اصغر عامل فيه يمنعك من دخوله.
صاح به عدي
_ يعني ايه تسرج حجنا جدام عنينا ونجف نتفرچ عليك؟
ازاح خالد من أمامه ثم التفت إليهم بكبرياء
_ والله الحديت ده يتجال لجدكم مش ليا، وبعدين ايه اللي مزعلكم إكدة أظن كل واحد فيكم سرج ونهب بما يكفي من الأرض والمصنع وإن كان حد له حج في الحديت معاي فهما عمي وأبوي انما لا انت ولا أخوك ليكم حاچة أهنه.
صاح به عدى
_ ايوة سرجنا زي ما انت كمان سرجت چدك وخليته يكتبلك المزرعة باسمك، واللي لوحدها بنص الثروة كلها.
انفعل جواد من اتهامه لكن عليه أن يحاربهم بسلاح الهدوء كي يزيد من نارهم
_ والله انا مطلبتش حاچة منيه هو جدم عرضه واني وافجت.
رد خالد باحتدام
_ خلاص يبجى تكتفي بالمزرعة وتدينا حجنا.
رد جواد بثبوت
_ ملكمش حج عندي كل اللي ليكم إنكم تسكنوا اهنه في الجصر معززين مكرمين وأي حد هيعارض يتفضل مع السلامة
لم يسمح المحامي لعامر بالتحدث والدفاع عن ابنه كي لا يظهر متحيزًا له
_ ابعد انت برة الموضوع زي فايز ما عمل.
غمغم برفض
_ ابعد كيف وانت شايفهم واجفين كيف جدامه.
_ أنا واثق في جواد وعارف أنه هيعرف يكتمهم.
وافق عامر والتزم الصمت يشاهد ابنه كأسد حكيم يدير أموره بتروي ورتابة وخاصة عندما تابع جواد
_ انتو مهما كان ولاد عمي ومش هجدر ارميكم في الشارع مع أنكم لو مكاني كنتو عملتوها، كل حاچة هتمشي كيف ما كان جدكم عايش ومفيش حاچة هتتغير إنما لو لجيت اي غدر منيكم
تقدم منهم ليتابع بتهديد
_ هخليكم تطلعوا بالهدمة اللي عليكم وانتو خبرين زين اللي ممكن اعمله فيكم، يعني نهدى إكدة وبلاش عناد.
في الخارج
كان الجميع جالسًا في بهو المنزل يريد أن يعرف ما يحدث بالداخل إلا كريمة التي كانت تجلس بأريحية وتنظر لكندا بسخرية
_ يا الله من ها المخلوقة ليش ها النظرات وكأنها بتتشفى فيني؟
تحدثت ياسمين بضيق
_ احنا لازمن نرچع المزرعة اني مش طايجة استنى أكتر من إكدة.
هزت كندا رأسها برفض
_ لااا لك ما صدقت وچاتني الفرصة عشان انتقم من ها الشريرة وافش خلقي فيها، راح نمشي بس شوي.
نظرت لتوليب التي تنظر إلى المكتب بقلق على زوجها وقالت
_ شو بك توليب ليش سرحانة كل هاالقد.
نظرت إليها توليب بضيق
_ انا مش مرتاحة هنا من وقت ما دخلت القصر وانا مخنوقة عايزة أبعد.
ربتت كندا على يدها وتحدثت بتأثر
_ بعرف ها الإحساس جربته من قبل واستمريت فيه تسع سنين شوفت فيهم الويل بس انا معك وما راح اترك حدا يضايقك ابنوب.
خرج الجميع من غرفة المكتب واللهيب يخرج من أفواههم وكل واحدٍ منهم صعد لغرفته ما عدا جواد الذي ذهب للخارج
نظرت لكندا وقالت بحزن حاولت إخفاءه
_ معلش يا طنط انا هطلع اوضتي ارتاح شوية.
نهضت بدورها عندما وجدت كريمة تصعد خلف ابنها
_ وانا كمان بدي ارتاح شوي بعد حرقة الأعصاب هاي.
صعدت مع توليب وبقيت ياسمين وسيلين التي ما إن رحلت والدتها حتى تقدمت من ياسمين وتمتمت باحراج
_ ياسمين انا عارفة إنك واخده على خاطرك مني بس صدجيني اني…
قاطعتها ياسمين بثبوت
_ متبرريش حاچة يا سيلين اني خابرة كل حاچة وخابرة انها منعاكي عنينا وخاصة بعد طلاجي من خالد بس انا وجواد فاهمين ده زين ومقدرينه.
ابتسمت سيلين بسعادة غامرة وتقدمت منها تحتضنها بحب
ثم ابتعدت عنها قليلًا وتمتمت بحبور
_ اني مبسوطة جوي إنكم رچعتوا من تاني.
ربتت ياسمين على يدها وقالت بامتنان
_ واني كمان مبسوطة إني شوفتك بس للأسف احنا اهنه فترة مؤقتة وراچعين المزرعة تاني.
لاح الحزن على ملامحها وتمتمت بآسى
_ كان نفسي اعيش معاكم بس رچوع أمك لخبط كل حاچة.
بس ممكن أجولها إني رايده اجعد مع أبوي شوي وأجيلكم.
_______________
_ انتي طالق.
لم ينتظر لحظة واحدة وتركهم دالفًا غرفة مكتبه صافقاً الباب خلفه بعنف.
أما هي فقد تطلعت لآمال التي نظرت إليها وقالت بعتاب
_ ليه عملتي إكدة؟
مسحت دموعها وتمتمت بألم
_ صدقيني كدة أفضل ليا وله.
صعدت غرفتها ونظرت آمال لمحسن وقالت باشمئزاز
_ انت عامل زي الشيطان تلف حوالين الانسان لحد ما تخليه يدمر نفسه باديه، بنتك كانت عايشة وراضية بحياتها ليه تخليها تهد بيتها باديها وتملى دماغها بكلام فارغ.
صم محسن آذانه عن حديثها وقال باحتدام
_ والله دي بنتي وانا بدور لها على الاصلح ليها.
تعجبت آمال من حديثه وسألته
_ وهو الصالح عندك إنك تدمر حياتها؟
رد بتعند وهو يشيح بوجهه بعيدًا عنها
_ انا هبني حياتها اللي ابنك دمرها هخليها تسافر عند أخوها وتبعد عن ابنك نهائي ويبقى كدة مفيش حاجة تربطنا ببعض واقدر ارجع صداقتي بعاصم.
تطلعت إليه بسخرية وقالت بتهكم
_ جو إ كدة بجى، على العموم بكرة تندم وابجى قول آمال جالتها.
في غرفة سلمى
دلفت نور وهي تحمل آسر بين يديها كي تستطيع التأثير على سلمى واقناعها بالعدول عن ذهابها
تقدمت منها لتقول بعد تردد
_ سلمى انا أسفة ارجوكي خليكي انتي وانا هنسحب من حياتكم
انتبهت لها سلمى وقامت بأغلاق الحقيبة وتقدمت منها لتنظر للطفل بابتسامة صادقة وقالت بحب
_ صدقيني يا نور أنا اللي لازم انسحب مش انتي، مراد محتاجلك انتي أكتر مني، وصدقيني القرار ده انتي ملكيش يد فيه
بس صعب أوي على واحدة في ظروفي تتحمل وضع زي ده
سيبيني احتفظ باللي باقي من كرامتي وبالنسبة لعلاقتنا هتفضل زي ما هي مش هتتغير هكلمك كل يوم عشان اطمن عليكم وعلى أسر.
همت نور بمعارضتها لكن سلمى منعتها بإصرار
_ أرجوكي يا نور بلاش تضغطي عليا لأن مفيش حاجة هتغير قراري.
حملت حقيبتها وخرجت من الغرفة وهي تحاول الثبات أمام الجميع كل لا ترى شفقتهم عليها
لم يخرج من مكتبه بل ظل ينظر إليها من شرفته حتى صعدت السيارة وانطلقت بها..
________________
في غرفة خالد
صاحت به كريمة وهو جالسًا على الفراش يضع رأسه بين يديه
_ انت بتجول ايه يا مخبول انت؟ يعني ايه كتب كل حاچة باسم چواد
رفع وجهه إليها وتحدث باحتدام
_ والله بجا هو ده اللي حصل.
هزت راسها بعدم استيعاب وغمغمت بسخط
_ يعني اللي سعيت وراه طول السنين دي هيروح إكدة لابن كندا؟ بعد ما حاربت عشان اطفشها من البيت واتچوز عامر وأخلف منيه بالإجبار كل حاچة تروح إكدة في رمشت عين؟
ضغط خالد على قبضته بغضب وغمغم بسخط
_ والحل ايه دلوجت؟ أني بجول نجتله ونخلص منيه وإكدة يزن هيورث كل حاچة وهنبجى احنا المتحكمين في ورثه.
رفضت كريمة اقتراحه وتمتمت بخفوت
_ لا ده ميشفيش غليلي احنا نجتل مرته لول ونسيبه يتعذب جبل ما نخلص عليه لأننا لو جتلناه لوحده هي هتورث مع حفيدي وهتشاركنا في كل حاچة، نخلص منها لول وبعدها يبجى نفكر نخلص منه كيف؟
______________
ليلة أخرى من العذاب داخل تلك الغرفة ولهذا اصرت أن تأخذ توليب يزن لينام معها
وكأنه أيضًا لا يرتاح لذلك المكان إذ ظل يبكي فترة طويلة قبل أن يخلد للنوم
وضعته توليب في فراشه وعادت هي تجلس على الأريكة تنظر إلى الفراش بوجوم
وتتساءل
كيف كانت شمس تنام بجواره؟
هل تنام على صدره كما تفعل هي؟
هل كان ينظر إليها بتلك السعادة التي يرمقها هي بها بعد انتهاء جولاتهم؟
اغمضت عينيها تنفض تلك الأفكار من رأسها واستغفرت ربها مراراً وتكراراً
لما تسمح بتلك الهواجس أن تعكر صفو حياتهم؟
لكن أين ذلك الصفو ومنذ أن عادوا من القاهرة وهي تشعر بالأختناق وكأن القصر رغم اتساعه يضيق بها.
عاد جواد من الخارج فيجدها جالسة على المقعد بوجوم
يعلم جيدًا بأنها لن تتحمل البقاء داخل تلك الغرفة خاصة
لكن عليها التحمل لأجله
دنى منها يجلس بجوارها وجذبها بذراعه رافعًا رأسها إليه وغمغم بعتاب
_ ينفع برضك أرچع اوضتي الاجي مرتي مبوزة إكدة.
حاولت الابتسام لكنها لم تستطيع وتمتمت بعتاب
_ مش هنا يا جواد مش في مكان واحدة تانية عاشت فيه قبلي.
تنهد جواد وعاد بظهره للوراء وتحدث بتعب
_ أني كمان مكنتش رايد أرچع الأوضة دي بالذات بس مجدميش حل تاني.
قطبت جبينها بحيرة وسألته
_ ليه؟ ايه اللي يجبرك تعيش في مكان مش مرتاح فيه وتعذبني معاك.
ضغط على شفتيه يحاول التروي وعدم الانفعال
_ توليب جولتلك مجبر واتحملي عشان خاطري.
نظرت إليه بحيرة وتمتمت
_ لأمتى يا جواد، انت متعرفش انا بضغط على نفسي اد ايه وانا بتخيل لحظاتك مع شمس في الاوضة دي
كانت بتنام جانبك ازاي، بتصحى ازاي
قطبت جبينها وهي تتابع
_ انت نفسك كنت بتتعامل معها إزاي؟
جذبها لحضنه وتمتم باحتواء وهو يحاوط وجهها بين يديه
_ توليب انا عايزك تعرفي حاچة واحدة بس إنك اول حب في حياتي وأخر حب علاقتي بشمس كانت روتينية مفيهاش أي عواطف وهي كانت خابرة إكدة زين
ومن وجت ما عرفتك وحبيتك مجربتش منها ولا لمستها
الاوضة اللي انتي بتسألي عن حياتي فيها فتجدري تجولي أنها جحيم بالنسبة ليا وكل ما أقرر أبعد تترجاني وتوعدني أنها هتتغير
ادتها فرصة واتنين وعشرة بس كانت عارفة إن يزن هو نجطة ضعفي وعشان إكدة بتضغط عليا بيه
حياتي مع شمس عمرها ما كانت وردية.
انتي بس اللي بعيش معاها أجمل أيامي، صدجيني وشيلي الأوهام دي من دماغك.
هزت راسها بنفي وتمتمت بخفوت
_ مش قادرة يا جواد مش قادرة.
ملس بابهامه على شفتيها وتمتم باحتواء
_ طول ما انا معاكي هتجدري
قربها منه ليأخذ ثغرها في قبلة بث فيها مدى احتياجه لها لكنها لم تستطيع التجاوب معه
وضع يده خلف عنقها يتحسسه كي يهدئ من روعها لكنها لم تستطيع
ابتعد عنها وانفاسه تتلاحق وتطلع إليها متسائلاً
_ مالك؟
نهضت من أمامه وتوجهت إلى الفراش متمتمة بتهرب
_ تعبانة شوية وعايزة أنام.
لم يضغط عليها رغم احتياجه لها وقام بخلع قميصه وألقاه على المقعد بحدة ثم دلف المرحاض
_______________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية التل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *