روايات

رواية نياط القلب الفصل السادس عشر 16 بقلم حور طه

رواية نياط القلب الفصل السادس عشر 16 بقلم حور طه

رواية نياط القلب البارت السادس عشر

رواية نياط القلب الجزء السادس عشر

رواية نياط القلب الحلقة السادسة عشر

وبعد مرور وقت غرقت بيسان في نومها…
وهي تقف امام النفاذه ولا تترك مكانها ثانيه واحده… وكلما عدت دقائق الساعه ينتفض قلبها خوف ورعب لعدم مجيئه الى هذا الوقت… لقد اقترب الفجر وهو ما زال في الخارج ولم ياتي….؟ وفي تلك اللحظه ابتسمت وشعرت بالارتياح لقد وصلت سيارته امام العماره نزل منها ولكن
لم يصعد ؟وقف بجانب السياره تحت المطر !! كانت تنظر من النفاذه وشعرت بالقلق لانه يقف تحت الامطار

وهو لا يوجد معه شيء يحتمي به من المطر .. اخذت هي الشمسيه ونزلت… فاصطـ ـدمت حين اقتربت منه وراته في تلك الحال المزري!! فكان يقف تحت المطر وهو لا يشعر بتلك الامطار الذي تتساقط عليه.. ويده تنـ ـزف بالدمـ ـاء ولا يشعر بها… فاسرعة باتجاهه بلهفه ووضعت الشمسيه فوقه لتحميه من الامطار…

وامسكت يده الذي تنـ ـزف قائله:: ابيه انت ايدك
مجـ ـروحه…؟ انت ليه واقف تحت المطر…
كده هتتعب ؟! تعالى معايا

جواد وكانه لم يشعر بشيء حوله وعيونه محمره كالجمر لا يستجيب لها ولا يتحرك من مكانه

وتين برجاء قائله::عشان خاطري يا ابيه يلا نطلع انت ايدك
بتنـ ـزف جامد.!؟

جواد واخيرا يستمع لها ويصعدوا الى الشقه ويدخلوا غرفه جواد …وتين تجلسه على احد الكراسي وتجلب علبه
الاسعـ ـافات وتبدا في تنظيف الجـ ـرح وتوقف النـ ـزيف، وتلف يده بالشاش وهو
ما زال صامت ولا يتحرك …
كانه مغيب تماما عن هذا العالم..؟ وتين ترى وتشعر بتلك الالام والوجـ ـع الذي يشعر بها ولكن لا تعرف ما سببها؟؟ ولماذا هو في تلك الحال المخيف… فهي من يوم وفاه نور وابنته لم ترى بهذا الحال.. فماذا حدث من جديد ليرجع لتلك الحاله؟… لقد كانت ملابسه تتساقط منها المياه من اثر المطر وتضع يدها على جبينه وكان يشـ ـتعل من ارتفاع الحراره

فقالت بخـ ـوف:: ابيه انت حرارتك مرتفعه لازم تغيري الهدوم دي حالا… وانا هعمل لك حاجه دافيه تشربها

لا ياتيها اي رد منه وهذا اخافها اكثر..؟ فهو لا يتحرك ولا يتكلم ولا تعرف ما به؟… فجلبت له بيجامه، واقتربت منه ،واغلقت عيونها ببراءه كي لا تشوف جسده، وبدات تستشعر بيديها زراير قميصه لتفكها…وهو ما زال لا يشعر بشيء…ولكن كان ينظر لها وحجر عينه تثبت عليها وهي مغلقه اعينها وبتحاول ان تبدل له ملابسه المبلله كي لا يتعب …وبعد ان انتهت من فك زراير قميصه سحبت ذراعي من القميص وهي ما زالت مغمضه العين امسكت براس التيشرت وبدات تستشعر راسه لتلبسه ايه …

وبعد ان انتهت من تغيير ملابسه …فتحت عيونها ببطء لتجده على نفس الحال… ذهبت الى المطبخ لتحضر له شيء دافئ يشربه!! وعادت مره اخرى وبدات ان تشربه ليدفئ جسده …كانت مثل ام تتعامل مع طفلها بكل حب …
وبعد ان انتهت، جلبت له غطاء كي لا يبرد..

فامسك يدها وقالها بنبره حزينه ::انا ما استاهلش حبك واهتمامك ده؟!

وتين تلتفت عليه بابتسامه واخيرا خرج صوته الذي يريح قلبها قائله:: انت تستاهل اني اضع روحي تحت قدميك فكيف لا تستحق الاهتمام

جواد بدون وعي قائل ::لاني قاتـ ـل !؟

وتين بصـ ـدمه قائله::انت بتقول ايه يا ابيه،…قاتـ ـل؟

جواد واخيرا سمح لتلك الدموع المتحجره بعيونه ان تنزل قائل::مـ ـاات اليوم الالف شخص… انا قتلـ ـتهم

وتين يهتز قلبها لرؤيه دموعه وتقترب منه وتمسحها قائله:::ما تقولش كده …انت مستحيل تقـ ـتل …انا متاكده

جواد يسترجع تلك اللحظات الذي وصلوا بها الى موقع المشروع ولم يلحقوا فقط انهدم المشروع باكمله…
وعدد المـ ـوتى تخطى الالف شخص من رجال ونساء واطفال ..!! راحوا تحت تلك
الانقـ ـاض، بسبب اللعب في الاساسات والنقص فيها ولم يكتمل بالشكل الصحيح لها، …فكان المشروع تحت مسؤوليته ولا يلاحظ تلك الالاعيب الذي حدثت ،وهو لا يدري ….

يا نهار جواد من تلك المشهد الذي راه ولم يفارق ذاكرته ولا عينيه، حين راى رجال الاسـ ـعاف وهم ينقلوا المـ ـوتى في تلك المناظر البشعه …ويبدا ان يضـ ـرب بيده المجـ ـروحه الجدار بكل قوته قائل:: انا السبب..! انا، اللي قتلـ ـتهم…
ازاي ما قدرتش انتبه للعب اللي حصل ده …
وكان السبب في مـ ـوت ناس كثير!؟

وتين تنتفض خوف وهي ترى يده تنـ ـزف مره اخرى بسبب ضـ ـرباته المتتاليه للجدار… تحاول ان تمنعه لكنه لا يستمع لها، وما زال يقرر في كلماته بدون وعي…وقفت على الجدار امامه لكي يتوقف
ولا يـ ـاذي نفسه اكثر…

جواد بدموع والم الضمير ياكله ولا يرحمه يوقف قبضه يده عند وجه وتين وهي مغمضه العين وتنكمش خوف منه، يلف وجهه عنها ويسقط على الارض بضعف

تفتح عيونها على صوت شهاقاته وتراه يجلس ارض ويبكي بوجـ ـع وحـ ـرقه، فتبكي هي الاخرى عليه ولا تشعر بنفسها الا وهي تنزل وتاخذه بحضنها فينكمش بها ولا يرغب في تركها وهو ما زال يبكي مثل الطفل في حضن امه، كانت تحاول ان تهديه بكل الطرق لكن هو كان قلبه يحـ ـترق ولا يعرف ان يهدا قائل::انا اللي
قتلـ ـتهم….. ،انا اللي قتلـ ـتهم،،
قالها جواد بنبره حزينه….

وتين تضمه اليها اكثر وكانها تخبيه في حضنها قائله::لا يا حبيبي، انت ما قتلـ ـتش حد …وده مش ذنبك…
ده ذنب اللي لعبوا في الاساسات والرسومات اللي انت كنت عاملها، انت مستحيل تقـ ـتل…! ارجوك اهدى يا جواد …..

جواد يهتز قلبه لسماع اسمه من بين شفايفها بدون ذكر{ ابيه} هدا قليلا ونظر لها قائل:: اول مره تنطقي اسمي من غير ما تقولي يا ابيه؟!

وتين بارتباك تبعد عنه وتقف بخجل قائله:: انا اسفه يا ابيه! ما تزعلش مني …

جواد يبتسمآ من براءتها وخدودها اللي بقى حمر من الخجل… برغم كل ما يمر به الا انها بتقدر تجذبه من كل اوجاعه، ليقف بجانبها قائل::تعرفي ان اسمي خارج من شفايفك حلو قوي… وكاني اول مره اسمعه

وتين بتوتر تتجه نحو الباب لتخرج ،ولكن يمسك يدها ويسحبها الى حضنه ويغرق في عيونها وكانه لم يراها من قبل ويهمس بهدوء قائل:: خليكي ما تمشيش..!!

وتين تحاول السيطره على نبضات قلبها السريعه من هذا القرب وتحاول ان يخرج صوتها بهمس خفيفه بالكاد ان يسمعه قائله ::ابيه… سيبني اخرج …!انت بقيت كويس

جواد ما زال ينظر لها بحب قائل:: انا ازاي كنت طول الوقت بمع نفسي اني ما اشوفش كل الجمال ده، عيونك الجميلة اللي زرقنها يتفوق على زرقان البحر، وجمال رموشك اللي مغطياها، وحاجبك الساحر اللي مثل الموج بيخطفني كل ما اشوفه ،شفايفك الوردي اللي بعشقها بشكل خاص، بشرتك النعمه، وملامحك الهاديه، ولا العصفورتين اللي نايمين على خدك ،وبيحمروا اول ما تنطقي اسمي، ازاي كنت قادر امنع نفسي عن كل ده….انت ازاي قادره تكوني بريئه قوي كده ،في كل تفاصيلك ،وكانك ملاك من نور !؟مش من سكان الارض، انت قولي لي ازاي قدرت اسمح لقلبي وعيني انهم يبعدوا عنك؟!

وتين كادت ان تدوب من صوته الهادئ، وتحاول تستجمع نفسها قائله::لو سمحت يا ابيه، سيبني اخرج..

جواد وهو ما زال يحتجزها بين ذراعي على الجدار..
ولا يمل من النظر اليها وكانه تغيب تماما ولا يسمعها قائل::
لما بشوفك وبقرب منك، قلبي بيبدا يدق بسرعه مليون، انا تعبت من كتر الاشتياق ليكي ،كنت دايما بكذب احساسي بيكي ،واقول ما ينفعش طفله انت مربيها على ايدك تعشقها؟… لكن حبي ليكي كان بياذيت مع كل ثانيه ودقيقه، اتجوزت نور علشان امنع على نفسي اي فرصه تقربني منك، لكن فشلت كل محاولاتي ،فضلتي محفوره في قلبي وما حدش عرف يخرجك منه ،لما نور ماتـ ـت وقسيت عليك ،كنت باقسى على نفسي مش عليك، كنت بحاول امـ ـوت اي احساس جوايا ليكي، لاني كنت شايف ان ما ينفعش اني افكر فيك بالشكل ده، لكن برده فشلت….

وتين كانت تستمع له ولا تعرف ماذا تفعل هل تفرح لتلك الكلمات التي يقولها الان؟! ولا تحزن لانها خلاص مجبوره انها تبعد عنه، تغمض عيونها وكانها تتمنى لو تنزع قلبها من بين ضلوعها لكي تتخلص من كل تلك الالام الذي تشعر بها في تلك اللحظه…، فتقرر انها لم تسرح بمشاعرها اتجاهه كي لا تعـ ـذبه اكثر وبنبره متالمه قائله:: ارجوكي ابيه فوق لنفسك… انت مش في وعيك ،سيبني اخرج لو سمحت…

جواد الحب الذي بداخله يضعفه امامها ولا يقدر ان يبتعد عنها فيضع وجهها بين كفيه قائل::طول عمري بحس بيكي وباللي عايزه تقولي، حتى وانت كاتماه في قلبك، انا بسمعه بكل وضوح، حسيت بك من اول يوم جيت فيه الدنيا دي وكنت اول واحد حملك على ايديه ،واختار لك اسمك من قلبه
{،نياط القلب }{بمعني وتين القلب}
وكبرتي قدام عينه لحظه بلحظه ،انا عارفك اكثر
ما انت تعرفي نفسك…بفهمك من اشاره عينك، وحركه ايدك، وهزت دماغك، ولما تتغاظي مني وتعدي على شفايفك،،، انا عاشق لكل تفاصيلك…! ليه عايزه تسيبيني، وانا عارف ان قلبك اتخلق ليا ……
قلبي مش قادر يتحمل بعدك اكتر من كده..!

ينهي كلمات هذه ولا يشعر بنفسه الا وشفايفه تقترب منها ليطفئ كل تلك الشوق الذي يشتعل في قلبه وداخله منذ سنين …!ولكن وتين اغمضت عيونها والتفتت الى الجانب الاخر وتنزل دموعها بحـ ـرقه قائله:: لا يا جواد… ارجوك ما تعملش كده ..!

جواد وكانه فقط السيطره تماما على نفسه يحاول ان يقترب منها مره ثانيه وبانفعال يغلفه الشوق قائل ::انت بتاعتي انا يا وتين ،وده حقي وانا باخده…

وتين وهي بتحاول تبعده بكل قوتها ولكن قوته تتفوق عليها ،فهو لا يرغب في تركها، فغلبت عليه مشاعر، فلا يعد يرى دموعها ، فلا تجد نفسها الا وهي بتحضنه بقوه وتقول من وسط شهقاتها قائله ::احميني يا ابيه…. احميني من نفسك، ارجوك احميني من نفسك ياابيه…؟!

وفي تلك الحظه يرجع جواد الى وعيه من جديد وهي تتخبى في حضنه وتتحامى فيه كما تفعل دائم فكان هو السند لها والدرع الحامي، كانت تهرب من الدنيا كلها وتاتي اليه لتتخبى في حضنه لتشعر بالامان، فندم على ما فعله وضمها الى حضنه ليشعرها بالامان ،والتطمئن قائل :: تمام اهدي يا حبيبتي انا اسف ، انا مش عارف انا ازاي عملت كده،
انا اسف خلاص اهدي ، انا مش هعمل لك حاجه …اهدي

وتين بدموع وهي تتشبث به ولا تتركه وكانت تتذكر لحظه اعتـ ـداء ماجد عليها ودخلت في نوبة بكاء قائل::
ارجوك ما تعملش كده، احميني …احميني يا ابيه…!

جواد يعتصر قلبه لتلك الحاله الذي اوصلها لها وهو لا يعرف ان هو لم يكن سبب تلك الحاله قائل ::والله مش هعمل حاجه،… اهدي…، وتين حبيبتي انا جواد مش ممكن اذيـ ـكي

وتين تبدا ترجع لوعيها من تاني وتضبط انفاسها المتقاطعه وتبعد عنه وكان جسدها ينتفض من الخوف فتنكمش على نفسها في احد زوايا الغرفه وكان شريط اعتـ ـداء ماجد عليها يمر امام عيناها ولا يفارقها وتغرق في دموعها ولا تعرف ان تنطق بكلمه واحده….

جواد يؤلمه ضميره ويوجعه قلبه وهو يراها بتلك الحال يقترب منها ولكن لا يلمسهـ ـا كي لا تخاف اكثر قائل:: وتين انت خايفه مني، انا مستحيل
ااذيكـ ـي، انا اسف، عارف ان اللي عملته ده غلط ، والله اسف…

وتين تقف وتمسح دموعها قائله :: لو سمحت سيبني اخرج

جواد باستجابه قائل::تمام اخرجي، لكن حاولي تهدي

جواد كان ينظر لها وهي تخرج من الغرفه ليضيق صدره وتتصارع انفاسه ،ويشعر وكان قلبه يختنق ولا يعد يتنفس، ليرسل تنهيده متالمه، وليمسك يدها قائله ::وتييين..؟

تلتفت وتين لتراه يتنفس بصعوبه وعلى مفارش الوقوع فتقترب منه بسرعه وتسنده وتجلسه على طرف السرير وتجلب له كوب الماء ليشرب قائله:: انت بخير …؟

جواد ما زال يشعر بضيق في صدره ،ويحاول ان يضبط انفاسه، ولكن يفشل تماما، ويرسل تنهيدات متتاليه ويبدا ان يفقد قدرته على التنفس ليقول بنبره متقاطعه قائل:: مش قادره اتنفس!!! ونبضات قلبي سريعه

وتين تقترب منه بخوف ،وتضع يدها على صدره وتقوم بتدليكه وبدا جواد ان يسترد انفاسه مره ثانيه اول ما لمست صدره قائله::بقيت احسن…؟!

جواد بتعب يمسك ايدها ويضمها علي صدره قائل ::انا مش عارف ايه اللي حصل ؟…اول ما بعدتي عني ،حسيت وكان قلبي خرج مني! مش عارف ليه دايما بحس بالاحساس ده ،لما انت بتبعدي عني ؟!

وتين بوجع تقول بداخلها ::ازاي هقدر اقول لك ان دي اخر ليله هكون قريبه منك فيها !!واني خلاص هبعد عنك ..وحـ ـوش الدنيا اخذوني منك غصب عني …

جواد تقع عينه على تلك الخاتم باصبعها وباستغراب قائل :: ايه الخاتم ده …؟!

وتين بابتسامه متالمه قائله:: نام انت دلوقتي… وانا هفضل جنبك مش هسيبك…

جواد ما زالت عينه معلقه على الخاتم قائل:: وتين سالتك ايه الخاتم ده ؟!

وتين تسحب ايدها منه بهدوء وتشد الغطاء عليه وبابتسامه قائله:: ابله ناديه جابته لي …ارتاح انت دلوقتي وانا هفضل جنبك

جواد يغمض عينيه بتعب ويذهب الى نوم عميق ويتمتم وهو ما زال يمسك يدها ويضعها على صدره قائل:: انت نياط القلب ؟!لا تروحي…

{نياط القلب}؟…هو عرق في القلب، وقيل عرق لاصق بالصلب من باطنه أجمع يسقي العروق كلها الـ ـدم, ويسقي اللحم وهو نهر الجسد، وقيل هو عرق أبيض مستبطن الفقار، وقيل الوتين يستقي من الفؤاد وفيه الـ ـدم،

{تعريف اسم الروايه👆}

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نياط القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *