روايات

رواية حرب سقطت راءها الفصل الخامس 5 بقلم نور زيزو

رواية حرب سقطت راءها الفصل الخامس 5 بقلم نور زيزو

رواية حرب سقطت راءها البارت الخامس

رواية حرب سقطت راءها الجزء الخامس

حرب سقطت راءها
حرب سقطت راءها

رواية حرب سقطت راءها الحلقة الخامسة

بعنـــوان ” زواج بالإكراه”
[[ ليت جمعنا القدر بطريقة أكثر شاعرية تليق ببراءة قلوبنا، لكن لطالما كان القدر معًا قاسيًا لا يبالي بقلوبنا بقدر ما يبالي بتعذيبنا]]
كان الجميع فى حالة صمت ، كل فرد من العائبة يكبح وجعه وغضبه من رفض هذا الزواج ، لكن بعد علم “فؤاد” و”حمدى” بالخطيئة التى أرتكبها “الجارحي” فى حق الصغيرة كان قرار الزواج أمر لا مفر منه، لم يقبل أى منهم مناقشة أو معارضة للقرار، تحدثت “أسيا” بلهجة هادئة وحائرة :-
_ هو أى اللى جواز بسرعة ، بسرعة … يبقى كلامي كان صح، الجوازة دى وراها آن؟
تأففت “مديحة” بضيق يخنقها من هذا القرار قائلة:-
_ بلا كلامك صح ، بلا غلط أنا دلوقت فى نارى وقرار أبوكِ أنه يجوز قُدس للجارحي كدة من غير ما يرجع لحد ولا عايز يسمع من حد ، جواز أى دا اللى بسرعة البرق فى يوم وليلة
تحدثت “أسيا” بلهجة خبيثة ماكرة:-
_ يبقي اللى أنا بقوله صح، الجارحي شكله غلط مع البت وعايزين يصلحوا اللى أتكسر ويداروا عليه
صمتت “مديحة” بأففة ضائقة وتفكر فى شيء أخر الآن لتُتمتم قائلة:-
_أتلهي وأسكتي كل اللى همك شرف البنت والجوازة اللى جت بسرعة ، وأنا همي حاجة تانية خالص هو الجارحي لما يتجوز قُدس هيبقي كدة خلاص الملك كله وقع فى حجر هادي والجارحي ويا عالم أبوكِ ناوي
ضحكت “أسيا” بدهشة من حديث والدتها ثم قالت:-
_ إنتِ أكيد بتهزري يا مام ، إنتِ بتفكري فى الفلوس متخافيش بابا مش هيعمل كدة ولا الجارحي ممكن يعملها ، اللى حافظ كتاب الله وماشي على الحرام والحلال وبيخاف من حساب الأخرة مش هيعمل كدة ، وبعدين دا غيري في هدير وفؤاد هيحرمهم كلهم من مالهم ، متفكريش فى الفلوس يا ديحة ، إنتِ اللى زيك دلوقت على سجادة الصلاة
مسكت “مديحة” زُهرية الورد من جانبها وألقت بها فى وجه ابنتها غاضبة بسبب هذا الزواج…
____________________________
جلست “قُدس” أمام المرآة غاضبة جدًا من قرار الزواج والفتاة تضع مساحيق التجميل على وجهها و”هدير” تجلس فى الخلف تراقبها فتحدثت بنبرة دافئة:-
_ فى عروسة تكشر كدة
تحدثت العاملة بعفوية تقول :-
_ قوليلها بقولها من الصبح تفكها شوية ، وهى ما شاء الله قمر
تأففت “قُدس” بضيق شديد من حديثهم وقالت:-
_ مش طالبة أى كلام دلوقت يا هدير، أنا قُلت مش هتجوزه أنتوا ليه بتعملوا فيا كدة ؟ مين تقدر تستحمل تعاشر جارحي ها؟
رفعت “هدير” حاجبها الأيسر بدهشة وقالت:-
_ عجبت لك يا زمن، الله يرحم أيام ما خدتي أول قلم عشان حُبك للجارحي، واحدة غيرك المفروض تكون طايرة من الفرحة انها بتتجوز حُبها الأول
أبعدت “قُدس” يد العاملة عن وجهها وأستدارت إلى “هدير” تحدق بوجهها بضيق وعاقدة حاجبيها بتعابير الخنق وقالت بتذمر:-
_ لأنك مش فاهمة حاجة، جارحي مش متجوزني حُب فيا…. وأنا مش قادرة أتحمل عصبيته ونظرة كرهه ليا محدش يتحملها
جلست “هدير” على ركبتيها أمام الصغيرة وقالت بحنان مُطمئنة لها:-
_ الجارحي عمره ما هيعاملك وحش، هيعاملك بما يرضي ربنا يا قُدس، يمكن ميفهمش وميعرفش يتعامل مع سنك لأنه أكبر شوية عنك لكن مش هيقسي عليكِ وفكرة خناقه مع عماد عشانك كفيلة تثبتلك أنه بيخاف عليكِ
_ لأني بنته
قالتها بتذمر وهو دائما كان يخبرها بأنها ابنته الصغيرة ، ربتت “هدير” على يدها تُطمئنها وعادت تستعد للزواج …..
على الجهة الأخر كان “الجارحي” يقف فى شقته أمام المرآة فى الصالة ينظر إلى هيئته وهو يرتدي بدلة سوداء وقميص أبيض، ما زال لا يستوعب أنه أصبح عريس لهذه الطفلة الصغيرة التى لطالما كانت فى مكانة ابنته، وهجرته لسنوات طويلة وعادت إليه بصحبة رجل غريب فأبتلع لعابه بتوتر من هذا القرارحتى دق باب الشقة وفتح ليجد والدته “خديجة” حزينة جدًا ووجهه شاحب رغم أنها ترتدي عباءة باللون الزيتي وبها الكثير من الخرز اللامع وتلف حجابها مُستعدة للذهاب إلى المسجد معه، تحدثت بنبرة خافتة قائلة:-
_ خلصت يا عريس
_اه، مش هتباركيلي ولا كل همك زعل أبنك الثاني
قالها بنبرة حادة لتنظر “خديجة” إلى وجه ابنها ورفعت يدها إلى وجنته تلمس لحيته بحنان وقالت بعيني دامعة:-
_ مفيش أم مبتفرحش لما تشوف ابنها عريس زى القمر لكن أنا أم ابنها بيتجوز واحدة أخوه أختارها، غير أنها متناسبكش لا فى السن ولا العقل ولا الهيئة ، مش أنت برضو الجارحي اللى كان أهم شروطك أن مراتك تكون منتقبة أو مختمرة وحافظة لكتاب الله ومبتشتغلش وتصغرك بسنتين ثلاثة بالكتير، يا ترى لاقيت شروطك فى قُدس اللى مش محجبة حتى ولا حافظة جزءين حتى فى القرآن وبتدرسي فى جامعة مختلطة وصورها على النت عادي وبتصغرك بـ 15 سنة ، قُدس فيها اى من شروطك عشان تنشف دماغك تتجوزها
لم يُجيب على والدته وهى تخبره بالحقيقة الموجوعة فتنهد بهدوء وخرج من الشققة ثم أغلق الباب خلفه وقال بحدة صارمة:-
_ متتأخريش يا أمى عشان تلحقي تذغردي لأبنك
ترجل للأسفل فى هدوء لينطلق بسيارته إلى مركز التجميل حيث عروسته، وصل إلى هناك وصعد وحده ليرى عروسته الجميلة جالسة بجوار “ليل” و” هدير” ترتدي فستان زفاف بسيطة من الدانتيل يظهر نحافتها وواسع بسيط من الخصر للأسفل بأكمام شفافة وترتدي قفازات بيضاء فى يدها الصغيرة وشعرها مُصفف على شكل كعكة جانبية فوقها تاج الشعر اللؤلؤي وتزينت بمساحيق التجميل وهو لأول مرة يراها تتزين هكذا ، حدقت “قُدس” به بضيق والبسمة لا تعرف طريق وجهها البريء، تبسمت “هدير” بلطف وقالت:-
_ قال أعوذ رب الفلق يا حبيبي، ربنا يحرصك من العين يا نن عين عمتك
_ اللهم آمين يا هدير
قالها بهدوء وعينيه تحملق بفتاته التى وقفت بانفعال وتمسك أطراف فستانها لتتمكن من السير وحدها جيدًا وخرجت من المكان بدونه فتأفف بضيق لتهمس “هدير” له بلطف:-
_ معلش يا جارحي أستحملها هى النهار دا عصبية زيادة عن اللزوم وخلقها فى مناخيرها
_ مش هتفرق يا هدير
قالها وخرج خلف عروسته المتمردة وأخذها بسيارته إلى مسجد القوات المسلحة ووضعت طرحة الفستان فوق شعرها ،كانت تقف بجوار جدها ووالدها يضع يده فى يد “الجارحي” والمأذون يعقد قرآنها ، عينيها لا تتوقف عن النظر إليه فى هدوء خائفة من القادم وقلبها ينقبض بقوة من الخوف، لا تعلم الغيب لكنها تُدرك شيئًا واحدًا واثقة به، أن “الجارحي” لم يتزوجها حُبًا بها لكن زواجه منها بالأكراه ليصحح ما أرتكبه فى الماضي، وهذا السبب الذي تعرفه كفيل بأن يمزق قلبها العاشق له، حتى فى غُربتها كانت مُشتاقة بجنونة إليه لكن الآن فى هذه اللحظة التى ستصبح زوجته بها باتت مُرعبة وحزينة، كأن الشوق بداخلها تحول لبرود وحجود ، فاقت من شرودها فى القادم على صوت المأذون يقول: بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير
كان الجميع يباركون لهما، أقتربت “ليل” منها بحماس وفرحة وعانقتها بحب ثم قالت :-
_ وأخيرًا حلمك أتحقق والجارحي بقي بتاعك لوحدك
رمقتها “قُدس” بعيني حزينة ووجهها بات وبارد رغم جمالها الذي زاد مع مساحيق التجميل وقالت :-
_ حلم مؤذي يا ليل
أندهشت “ليل” من كلماتها الباردة واتسعت عينيها على مصراعيها بقوة ثم قالت:-
_ مالك يا قُدس، مش فرحانة ليه؟ مش دا الجارحي اللى كنتي هتموت يوم ما قرر يخطب وكنتي بتتمني تيجي اللحظة اللى يبطل يشوفك فيها طفلة وبنته ويشوفك بنت وأنسة، من دلوقت مش هيعرف يشوفك غير مراته، مش فرحانة ليه
_ عشان مش كل الوجع بيتحكي
قالتها “قُدس” بحزن شديد وألتفت إلى والدها الذي أقترب إليها وخلفه “الجارحي” فتنهدت بلطف محاولة كبح حزنها حتى وقف والدها “هادى” أمامها وقال بلطف وبسمة خافتة:-
_ مبروك يا قُدس
صمتت لم تعقب على حديث والدها فنظر إلى “الجارحي” ثم إلى ابنته وقال بجدية:-
_ حطها فى عينيك يا جارحي وحافظ عليها لحد ما ترجعهالى
نظر “قُدس” إلى والدها على كلمته الأخير لتعلم أن هذا الزواج مؤقت فقط وتتأكد من أفكارها الخبيث لتستشيط غضبًا ومرت من أمامهما وهى تدفع “الجارحي” فى ذراعه بكتفها الصغير فمسك يدها قبل أن تهرب منه ولأول مرة يمسك يدها برغبته وبأحكام لتُدهش من فعلته ونظرت إلى يده فقال بحزم:-
_ حينما تعقد …. طول الوقت كنت بصبر نفسي عليكِ وبكبح غضبي منك وبقول أصبر وهيجي الوقت حينما تعقد وتكون حلالك… وأهو جه ، أول وأخر مرة تديني ظهرك وتمشي يا قُدس
سحبت يدها منه بقوة وقالت بعنادٍ وتحدٍ:-
_ وأنا قُلتلك أنى مش هتجوزك غير على موتي، لو فكرت تلمسني مرة تانية هموت نفسي ويبقي ذنبي فى رقبتك إنت فاهم
كانت تعتقد أن تهديدها له سيرعبه أو سيرتجف قلبه خوفًا عليها من الموت لكن فعله كان صادم أكثر ليحيط خصرها بذراعه الأيمن وجذبها بقوة إليه فأرتطمت بصدره القوي ويديها تلمس عضلات صدره فأبتلعت لعابها بخوف من قوته وعينيها ترمقه فى دهشة بينما الجميع ينظرون عليهما ، البعض ينظر بسعادة مُتمني السعادة والخير لهما والبعض يملأ نظراتهم الكره والحقد ، همس إليها بنبرة هادئة قائلًا:-
_ أبتسمي لأن مش الكل اللى موجودين حابين لك الخير وبيشكوا فى جوازك
وضع قبلة رقيقة على جبينها بلطف لتذيب قبلته برودها وتجمدها ، شعرت بدقات قلبها يتسارع بجنون وهى لا تفهم أمر هذا القلب العنيد ، أبعد شفتيه عن جبينها البارد وأخذها من يديها بعد الترحيب والمباركة ليعودوا إلى منزلهم مع العائلة ، بارك الجميع لهما وهو أخذها من يدها إلى شقته ، دلفت إلى شقته خلفه وأغلق الباب لتتذكر ليلتهم السابقة التى بدأت بأعترافها بحبه وأنتهت بكارثة، رأته يتجه نحو الأريكة وجلس عليها فسألت بعفوية دون وعي:-
_ أنت هتنام على الكنبة
ألتف إليها بدهشة من سؤالها وأقترب منها بخطواته الثابتة وعينيه الباردتين ثم قال:-
_ اي عايزاني أنام معاكِ ؟!!
كزت على أسنانها من الغيظ وقالت بغلاظة طفولية:-
_ أنت سافل
قهقه ضاحكًا بسخرية على فهمها وقال بتهكم وهو يمسك ذقنها بسبابته:-
_ أنا قصدي معاكِ فى الأوضة ، فكرك راح فين؟
دفعت يده بعيدًا عنها وقالت بضيق شديد:-
_ نجوم السما أقربلك ، لتكون فاكر أنى كنت هموت وأتجوزك مثلًا
حملق بعينيها وأقترب خطوة أكثر منها ولم يفصل بينهما سوى سنتيمترات قليلًا للهواء وعينيه تعانق عينيها بالنظرات لترتجف بتوتر وأحمرت وجنتيها خجلًا من قربه ليقول بحدة:-
_ ولا أنا كنت بتمناكي فى دعائي فمتحسسنيش أنى كنت بطلبلك من ربنا فى كل سجدة لأن تقريبًا إنتِ فاهمة أنى كنت هموت وأتجوزك ولا بقطع شرايين عليكِ، أنا عارف وإنتِ عارفة أنا أتجوزتك ليه فبلاش نعملهم على بعض
لم تتمالك أعصابها أمامه ومن مواجهته شعرت بالضعف وعجز قلبها الذي أحبه بجنون ورغم اعتدائه عليها وسلب حُريتها ما زالت طفلة بلهاء تحبه، لكن حديثه القاسي الآن جعل الدموع تتلألأ فى عينيها ولم تشعر بشيء سوى وهى تصفعه بقوة على وجنته مما صدمه وجعل عيني “الجارحي” تتسع بقوة على مصراعيها من هول الصدمة وهذه الطفلة الصغيرة لطمته وهو رجال كبار يقفوا له انتباه وترتجف قلوبهم منه، صرخت بانفعال بوجهه بعد صفعتها:-
_ إياك تتكلم معايا بالطريقة دى تاني، أنا بحذرك والجواز دا مجرد جواز صوري عشان اللى إحنا عارفينه زى ما أنت لسه قايل، وأنا اللى هبلة وغبية أنى حبيت بنى أدم حقير زيك يا ابيه جارحي
مرت من جانبه بضعف ودموعها تذرف من عينيها لكن استوقفها حين مسك ذراعها بقوة بيده وضغط عليها بأحكام يعتصر عروقها وعظامها فى قبضته وقال:-
_ إنتِ قد اللى عملتيه دا؟
_ زعلان أوى مع أنه ميجيش حاجة جنب اللى عملته فيا، ولو ناسي أفكرك أنت أخدت منى أي….
قالتها بحزن شديد تأنبه على فعله حتى وأن كان بغير وعيه، أقتربت خطوة منه وهمست بتحدٍ وغضبٍ:-
_ شرفي …. فاكر خدت شرفي أزاى
أبتلع لعابه باشمئزاز وهو يرخي قبضته عن ذراعها بحزن وهذه الذكرى تمزقه من الداخل، كم يخشي أن يفعل ما حرمه الله؟ ، عينيها الخضراء تبكي بغزارة حادقة به من حزنها الذي سكنها أكثر لقساوته عليها، طفلته الصغيرة التى كانت برعايته الآن باتت برعايته كزوجة له لكنه يمزقها أكثر بحدة حديثه معها، شعر برجفتها وضعفها ليقول بهدوء مُحذرٍ إياها:-
_ إنتِ مراتي يا قُدس، ولحد ما أطلقك حتى لو بكرة فإنتِ مراتي… فاهمة
_ أنا بكرهك يا ابيه جارحي…. بكرهك
قالتها بحزن شديد يخيم على قلبها السجين داخل ضلوعها القوى ، ركضت مُسرعة إلى الغرفة التى أمامها تختبي منه وتخفي دموعها عنه لتُصدم عندما دلفت للغرفة وكانت مُزينة بالورود والبلالين التى تحبها والأريكة الجانبية مليئة بالحلوى والسناكس والشكولاتات التى تحبها، يبدو أنه وأخيرًا دلف لهذه الغرفة ليرضي صغيرته ويجعل الغرفة تليق ببرائيته الجميلة، تخطت كل شيء وسقطت على الفراش تبكي بأنهيار من قسوته وحزنه وظلت هكذا حتى أذان الفجر وبدأت عينيها تغمض من التعب لكن فستانها الثقيل لا تقوى على حمله والنوم به، وقفت أمام التسريحة تحاول أن تنزع هذا الفستان عنها لكنها لم تنجح فكان من الخلف به الكثير من الأزرار فتأففت بضيق شديد وأخرجت مقص من الدرج لتقص الفستان أفضل من أن تطلب المساعدة من هذا الوحش الجالس بالخارج ، مزقت الفستان تمامًا حتى حررت جسدها الصغير منه وسقط على الأرض، جلست أمام المرآة تمسح مساحيق التجميل عن وجهها لترى دموعها الحارة وحزنها، سمعت صوت باب الشقة يغلق فأدركت أنه ذهب إلى صلاة الفجر مع والده كعادته فخرجت من الغرفة سريعًا وأخذت حمام دافي وأرتدي بيجامتها الوردي عبارة عن بنطلون وتي شيرت بحمالة ضيق فوقه روب قصير بأكمام ، دلفت للمطبخ باحثة عن الطعام ووجدت جدتها “وصيفة” أعدت لها طعام من جميع الأصناف التى تحبها، جلست على السفرة الصغيرة الموجودة فى المطبخ أمام الطعام وبدأت تأكل بشراهة وشعرها المبلل بلل ملابسها قليلًا……
___________________________
كانت ليلة زفافها بمثابة يوم هزيمته، شعر “عماد” أن أخاه الأصغر أنتصر عليه للمرة الثانية فى الأولى خرب عليه الأمر وشرب هو المخدر والآن جعل الجميع يوافقون على الزواج، ظل طول الليل خارج المنزل كارهًا العودة إليه الآن، يتواعد بالأنتقام من “الجارحي” على هذه الهزيمة وسرقته لفتاته الصغيرة منه، جاء “عادل” له وكان الغضب يتطاير من كل ملامحه مما أزعج “عادل” وقال بخنق:-
_ اي يا عم إحنا ناقصين غم، إحنا بنجي هنا نفرفش وندلع ، قالب خلقتك ليه علينا
_ اتجوزها
قالها بصوت مبحوح وهو يرتشف ما بكأسه بضيق، أندهش “عادل” من حديثه وسأل بفضول يقتله:-
_ مين العيلة الصغيرة!! مين الى أتجوزها؟
_مبقتش عيلة يا عادل، رجعت من برا بدر منور وعروسة زى القمر تخطف القلوب وتهزم أى راجل بجمالها
أقترب ” عادل” أكثر منه وسأل بفضول:-
_ مين اللى أتجوزها؟
_ الجارحي أبو النور
أتسعت عيني “عادل” على مصراعيها بصدمة ألجمتها وعاد بظهره للخلف من هول الصدمة التى وقعت على مسمعيه وليس لزواج الصغيرة ، بل من هوية العريس، كيف لـلـ “الجارحي أبو النور” أن يتزوج الصغيرة وكل ما يعرفه يعرف شروطه للزواج، “قُدس” تلك الصغيرة بعيدة كل البُعد عن شروطه فى عروس المستقبل، تحدث صديقه بتلعثم وهو يسكب القليل من الخمر فى الكأس من دهشته القوية التى وقعت عليه كالصاعقة الكهربائية:-
_ الجارحي!! يا نهار أبيض، هى الدنيا أتشقلب حالها ولا أى ؟ الجارحي أبو النور عملها أزاى دا ؟ يخربيت أبوه ، أقسم بالله أخوك دا محدش يتوقعه لا فى التجارة ولا فى الحياة
كز “عماد” على أسنانه بضيق من حديث صديقه الذي يُزيد من غضبه أكثر حتى باتت نيران غضبه تلتهم من الداخل ولم يكتفي بسُكره وشرب المنكر فأكمل الشيطان خباثته ومكره فى مجلسهما حين قال “عماد” :-
_ عايزك تشوف لي واحد بلطجي
_بلطجي !! ليه؟ ، قولى عايز أى وأنا هعملهولك وكله بحسابه
أقترب “عماد” من صديقه بشر وهمس فى أذنيه بنبرة مُخيفة قائلًا:-
_ عايزاه فى قتل .. يقتل ، هتقتل؟!
أتسعت عيني صديقه بصدمة ألجمته وعاد بجسده للخلف من الدهشة وشعر بالخوف قليلًا من صديقه وغضبه وأدرك أنه قرر قتل أخيه لأجل الصغيرة….
___________________________
عاد “الجارحي” من الصلاة وصعد إلى شقته السادسة صباحًا بعد شروق الشمس وترك المفتاح والهاتف على الطاولة ودلف للمطبخ، أخذ زجاجة مياه من الثلاجة وأرتشف القليل منها ليبصق ما بفمه بفزع حين رآها نائمة على السفرة أمام الطعام ، أبتلع لعابه بتوتر شديد ولم يعتاد على رؤيتها فى منزله، أعتاد على العيش وحده فى شقته والتنقل بين أرجاءها بحرية والآن فكرة أنها تشاركه وحدته وكهفه المُظلم لم يستوعبها حتى الآن ، وضع الزجاجة فى الثلاجة وأقترب منها بخطوات خافتة حتى لا يقظها ، كانت تنام على ذراعها وفى يدها تحمل شطيرة من الخبز بالكفتة يبدو عليها التعب والآرهاق ، تنحنح بلطف متوترًا وحائرًا بين أن يقظها أو يتركها هنا ليُصدم من تصرفه حين فعل جسده رد فعل ثالث لم يكن فى مخليته حين حملها على ذراعيه بلطف ، سقطت رأسها على كتفه فظل مكانه متجمدًا فى أرضه من التوتر وجسده يقشعر بقوة وهو لا يصدق أنها الآن بين ذراعيه ، تحرك ببطيء إلى الخارج حيث غرفة النوم التى أصبحت ملك لها وحدها الآن ووضعها على الفراش برفق وأخذ من يدها الشطيرة ووضع الغطاء عليها ثم خرج من الغرفة وأطفي الضوء، دلف إلى الغرفة المجاورة وكانت غرفة مخصصة للأطفال بيها فراشين صغيرين وخزانة ملابس صغيرة، غير ملابسه وصعد إلى الفراش لينام به….
____________________________
جهزت “وصيفة” الفطار صباحًا بحماس يغمرها لأجل العروسين وبدأت تضع الأطباق على الصواني وتجهز طقوش الصباحية وعادات المصريين فى هذا اليوم ، خرجت من المطبخ تنادي على ابنتها “هدير” بعفوية وقالت:-
_ هدير…. يا هدير ….
توقفت عن الحديث عندما رأت زوجها “حمدي” يجلس على الأريكة مُتكأ بيديته على نبوته الأسود والهم يثُقل كاهله والحزن يخيم على ملامح وجهها العجوز، اقتربت منه بدهشة وقالت:-
_ مالك يا سيد الناس؟
كان يفكر فى “قُدس” والزواج ويقلق بشأن ليلة العرسان ولا يعلم ماذا حدث وكيف قابل “الجارحي” عروسته الصغيرة العنيدة وهى رافضة الزواج منه ، خرجت “هدير” بعد أن سمعت صوت امها وقالت بلطف:-
_ أيوة يا ماما
_ يلا يا حبيبتي عشان نطلع الفطار للعرايس
هم “حمدى” بحماس يغمره رغم ضعف جسده وقال بنشاط:-
_ يلا يا هدير
أتسعت عيني “وصيفة” على مصراعيها بدهشة من نشاطه ومن ثواني معدودة كان مهمومًا جدًا ولا يبالي بأى شيء ولم يستمع لحديثها وسؤالها، خرج من الشقة ووجد “مديحة” تقف مع “أسيا” أمام المصعد لكي تصعد بالفطور هى الأخرى وعندما رأت الصواني التى جهزتها “وصيفة” قالت بحزم:-
_ همي يا سنية عشان نطلع الفطار للعرسان
حاول “حمدى” إخماد نيران الشجار قبل أن يبدأ فقال بلطف يرضي زوجاته الأثنتين :-
_ يا بختهم والله ، يا ريتني أدلعت زيهم دى ميزة جواز الأقارب
تبسمت “مديحة” على حديثه وقالت بدلال:-
_ أمال أي، قولها يا حج .. فاكر يوم فرحنا شوفنا الدلع كله من العائلة
هز “حمدى” رأسه بنعم موافقٍ على حديثها حتى لا تفتعل الشجار معه وبمجرد وصول المصعد دخل بسرعة مُتلهفٍ لرؤية أحفاده ، وصل الجميع إلى الشقة ليدق “حمدى” الجرس بلطف ووصلت “خديجة” تحمل معها صينية الإفطار من أجل ابنها لكنها لم تسلم من لسان “مديحة” التى تحدثت بحدة قائلة:-
_ والله عال يا سيدنا الشيخ أنت ومراتك، فكرتي نفسك حماة يا خديجة وبقيتي تتصرفي من دماغك وتعملي فطار كدة عادي من غير مشاورتي ولا أذني
تنحنحت “خديجة” بحرج من لسان حماتها السليط الذي دائمًا يبحث عن المشاحنات ، تحدث “فؤاد” بنبرة خافتة قائلة:-
_ خلاص يا أمى، مش على باب شقة العرسان هنتخانق ، خلاص مأجرمتش لما عملت فطار لابنها
_ لا بقي أجرمت ، وعزة وجلالة الله يا فؤاد…
كانت تنوى على الكثير من الغضب لتدمير لحظتهم السعادة وفرحتهم بزواج الثنائي ليسقطها ضرب “حمدي” الأرض بنبوته ثلاثة ضربات فأتبلعت كلماتها فورًا خوفًا منه …
أستيقظت “قُدس” على صوت جرس الباب ووجدت نفسها على الفراش وهى أخر ما تتذكره أنها كانت بالمطبخ لتدرك انه حملها إلى الفراش، تنهدت بحزن شديد وهى تمطي جسدها وخرجت من الغرفة لتراه يقف أمام غرفته وينهدم ملابسه ، تجاهلت وجوده ومرت من جانبه لتفتح الباب لكن أستوقفها صوته وهو يقول بجدية:-
_ أبتسمي عشان محدش يشك فى حاجة، خصوصًا ديحة
تمتمت بسخرية وهى تكمل سيرها قائلة:-
_ همك شكلي أوى وخايف على سمعتي
سمع كلماتها لكنه لم يجيب عليها ، دلفت للمطبخ وهى لا تبالي بالعائلة وحضورهم فى كل الأحوال قد أجبرت على الزواج، أرتشفت القليل من الماء وسكبت كوب من العصير المفضل لها وخرجت، رأته يجلس على المقعد صامتًا وسطت ترحيبات الجميع و”أسيا” التى تشاكسه بطريقتها، أسرعت “هدير” إلى صغيرتها تعانقها ثم قالت:-
_ عن أذنكم
اخذت “قُدس” إلى الداخل ونظرت بعينيها حتى أدركت ما حدث بالأمس وبكاء صغيرتها فقالت بحزن:-
_ اليوم كان صعب أوى كدة؟
_ كان كله قسوة وتجريح، جرحنا فى بعض لحد ما كل واحد شبع وهو بيمص دم الثاني
قالتها “قُدس” ببرود بينما تجلس على الفراش مُنهكة، شهقت “هدير” بحزن ولم تتخيل أن الأوامر ستصل لهذه المرحلة من القسوة فقالت:-
_ جرحك بكلمة أو عايرك
ضحكت “قُدس” بسخرية أكبر من كلماتها وهى تتذكر حديثه القاسي عن سبب زواجهما فقالت بحسرة وضيق:-
_ هتفرق ….
ضمتها “هدير” بلطف إلى صدرها لتجهش الصغيرة فى البكاء بقدر الإمكان وقد أطلقت العنان لأوجاعها تتشارك مع أحد ، تشبثت بأحضان “هدير” بقوة وهى تبكي بضعف وصوت أنينها ملأ ضلوع “هدير” بحسرة لتربت على ظهرها بحب وقالت:-
_ قُدس إنتِ بقيتي مراته ومحدش شاف ولا حس ولا عاش وجع فراق الجارحي معاكِ غيري
أبتعدت “قُدس” عن حضن عمتها وهى تحاول التوقف عن البكاء وتجفف دموعها قائلة بعدم فهم:-
_ قصدك أى؟
أخذت “هدير” وجه الصغيرة بين راحتي يديها وتطلعت بعينيها الخضراء الباكية ثم قالت بتحدٍ وعنادٍ أكثر:-
_ يعنى أنا أكتر واحدة عارفة إنك بتحبيه؟ وأنا اللى حصل بينكم رغم أنه أذاكِ فى سن صغيرة لكن معرفتيش تكرهه الجارحي وكُنتِ طول الوقت بتقنعي نفسك أنه ضحية زيك لليلة دى وكله من شر عماد ومكره، وبرضو أنا أكتر واحدة عارفة أن يوم ما رفعت أيدي عليكِ كان عن حُبك للجارحي، وقتها رفعت أيدي وضربتك عشان تبعدي عنه ، نفس أيدي دى اللى دلوقت بتزقك وتقولك لو لسه بتحبي الجارحي حاربي عشان حُبك ، أدخلى الحرب عشان حُبك ، دُوس فى الحرب لحد ما تمحي راءها ، وتحولى الحرب لحُب
_ مش فاهمة قصدك أى؟
قالتها “قُدس” بوجه طفولي لم يفهم مكر الدنيا وخباثتها لتُجيب عليها “هدير” بجدية:-
_ حطي حُبك جوا قلبه بالعافية يا قُدس، زمان أضربتي عشان الجارحي ودلوقت أنا بقويكِ عشان تأخدي الجارحي ليكِ ، أنا بقولك دوسي فى الدنيا وكليها بأسنانك عشان توصلى للى إنتِ عايزاه
_ بس هو مبحبنيش، شايفني طفلة قصده ، بنته اللى رباها ، أبيه الجارحي كارهني
كزت “هدير” على أسنانها بغيظ وقالت:-
_ أول حاجة بطلي كلمة ابيه دى، اسمه جارحي عادى دا جوزك، ومتخفيش مش هيفضل شايفاك طفلة كتير يا قُدس، ولو على زعلك منه وقسوته فخدي حقك منه بس بذكاء، وأنا هقولك تعملى اى؟ أتفقنا
أومأت “قُدس” لها بنعم موافقة على حديثها ، تبسمت “هدير” بلطف ثم وقفت وأخذت الصغيرة تبدل ملابسها وجعلتها ترتدي عباءة الصباحية وحذاءها ذو الكعب العالي ثم صففت لها شعرها وخرجت للجميع فأندهش منها الجميع وذهل “الجارحي” من صغيرته فى العباءة الفضفاض جدًا على جسدها النحيلة وطبقاتها الكثير تخفي ملامح جسدها نهائيًا، رحبت بـ “وصيفة” وهكذا “خديجة” التى كان يبدو عليها الحزن من هذا الزواج ثم جدها الذي قبل رأسها الصغير وهكذا ” هادي” والدها ثم أقتربت لتعانق “مديحة” فدفعتها بجدية قائلة:-
_ أبعدي كدة الرائحة اللى حاطها تسد النفس
_ دا برفيوم فرنسي
قالتها “قُدس” بعفوية تُثير اشمئزاز “مديحة” فوقفت “مديحة” غاضبة من رد الفتاة وهى تصرخ بعناد كعادتها لشخصيتها الحادة:-
_ قصدك أى يا مفعسة إنتِ ، أني جاهلة ومبفهمش فى الذوق مش كدة
_ مقالتش كدة يا ديحة ولا قصدت كدة ، أقعدي
قالها “حمدي” بنبرة ساخطة على تصرف زوجته لتقول “مديحة” بانفعال وهى تقترب من “قُدس” :-
_ لا قالت وقصدت بدافع عنها ليه هى عيلة متربتش ، ما هى لو ست صفصف كانت فاضية تربيها مكنش حصل كدة
كادت أن تجلب “قُدس” من شعرها أمام الجميع فعادت “قُدس” للخلف بخوف من شراسة “مديحة” لتصطدم بظهرها فى صدره ونظر الجميع حين وقف “الجارحي” من مكانه وباتت صغيرته بين ذراعيه الآن، رفع سبابته أمام وجه “مديحة” وقال بحدة صارمة :-
_ إياك ثم إياك ثم إياكم كلكم حد يتجرأ أو يفكر يرفع عينه فى مراتي أو حتى يبص لها بصة متعجبهاش، أخر مرة ممكن أسمح لك تفكري تهني مراتي أو ترفع أيدك عليها، لسه متخلقش اللى يفكر يلمس مراتي ولا حتى أبوها
_ مراتك!! متربتش ….
رفع كف يده أمام وجهها بحدة أكثر وعينيه يتطاير منها الشر وقال بحزم:-
_مسمحلكيش، أنا مرتي متربية غصب عن عين الكل، وللمرة الأخيرة لو فكرتي تضايقها هنسي أنك ستي
كنت بين ذراعيه لا تبالي بالشجار القائم بينه وبين جدته أمام الجميع ، ترمق وجهه عن قرب وتتسارع نبضات قلبها الصغير لأجله، حدته وقوته فى التحدي وشجاعته فى مواجهة “مديحة” أمام جميع الرجال لأجلها، تهديده الواضح لهم على معاملتها، لطالما كان السند والحماية لها فى غياب والدها، لولا غدر “عماد” بهما ما كانت القسوة شقت طريقها لهما ، كان يهدد الجميع وذراعه يحط بجسدها الصغير ثم طرد الجميع وهو واقفًا محله، أنتفض جسدها مع غلق باب الشقة بقوة ليربت عليها بلطف من نفضتها وقال بهدوء:-
_ متخافيش
_ أبعد عني كدة
قالتها بعناد وهى تصارع قلبها الذي كاد أن يتوقف الآن من سرعة خفقانه، كز على أسنانه غيظًا من طريقتها وهو يدافع عنها أمام الجميع ، كبح غضبه مُتحاشي النظر لها حتى لا يفقد أعصابه عليها، ألتف لها يقول:-
_ العيلة هتفضل عيلــــ……
أبتلع كلماته الغاضبة حين رآها تخلع عباءتها وهكذا خفها ذو الكعب العالي وتهندم خصلات شعرها من الطقس الحار، حملق بها بتوتر وابتلع لعابه من الخجل وهو يراها تقف أمامه ببجامة نوم عبارة عن شورت يصل لأعلى ركبتها وفضفاض وتي شيرت بكتف واحد ويصل منتصف خصرها ، تحاشي النظر إلى فتاته الصغيرة مُندهشًا من جرأتها فى الوقوف أمامه بهذه الملابس، سمع صوت خطواتها فنظر ليراها تجلس على السفرة تتناول الإفطار ولا تبالي بشيء أو توتره سمعوا صوت ضجة بالخارج ليخرج “الجارحى” من الشقة…..
خرجوا من الشقة و”وصيفة” تقول بتذمر:-
_ إنتِ كدة متسبنيش فى لحظة حلوة أبدًا لازم تنكدي علينا فى كل لحظة حلوة
_ هو اللى يقول الحق يزعل
قالتها بحزم وكان سيبدأ الشجار لولا ظهور “عماد” على الدرج يصعد بجسد هزيل يهتز من السُكر وحالة الثمالة التى بها من الأمس، سأل “حمدى” بحدة مُشمئزٍ من حالته:-
_ والله عال راجع سكران وبتطوح
تأفف “عماد” بضيق من حديث جده ليُصدم بصفعة قوية على وجهه من جده “حمدي” الذي قال بغضب:-
_ أفف بقي براحتك
أتسعت أعين الجميع على مصراعيها وصرخت “خديجة” و”مديحة” على الصفعة بينما صرخ “عماد” بجنون وهو لا يبالي بجده وبدون وعي بثمالة:-
_ أنت مجنون أنت بتمد أيدك عليا يا عجوز انت
مسك جده من عباءته بقوة بغضب مما جعل الجميع يصرخون وقال بانفعال :-
_ أنت اللى زيك دلوقت على سجادة الصلاة مستني عزاريل يجي يأخده
فتح “الجارحي” باب شقته ليُصدم مما سمعه و”عماد” يمسك “جدته هكذا فأسرع نحوه ليدفعه بقوة بعيدًا عن جده الكبير، سقط “عماد” عن الدرج ووقف “الجارحي” أمام جده يحملق بأخاه وقال:-
_ قولتلك موتك على أيدي مصدقتش، طلبتها وهتنولها يا عماد
كاد أن ينزل كي يقتل أخاه من الغضب على تجرأه على جده “حمدي” لتمسك يده “خديجة” ببكاء وقالت بحزن شديد:-
_ وحياتي يا جارحي، بلاش أكون الام اللى ابنها قتل التاني
_ ما إنتِ كنتي الأم اللى ابنها سرق حبيبة التاني ،لكن لا أنا مش هسكت حبيبتي هأخدها حتى لو كان الطريق الوحيد أن أرملها
قالها بغضب سافر أمام الجميع ، كز “الجارحي” على أسنانه من الغضب وهذا المختل يتحدث عن زوجته بلسانها المخمور، كاد أن ينزل ويده تدفع يد والدته بعيدًا عنه بقوة لكنه شعر بيد أخرى صغيرة دافئة وناعمة تسللت لراحة يده الأخرى تعانقها باستماتة، سمع صوتها بقربه تقول:-
_ خلاص يا ابيه
نظر إليها وهو كالثور الهائج أمام الجميع ليراها تنظر إليه بخوف وتشاهد هذا الشجار، ظهورها أمام “عماد” تتشبث بيد أخاه أفقده صوابه ليخرج مُسدسه من جيبه وهو لا يشعر بشيء وأطلق رصاصته من شدة الغضب …….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حرب سقطت راءها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *