روايات

رواية سجينة ابتزازه الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور الدين

رواية سجينة ابتزازه الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور الدين

رواية سجينة ابتزازه البارت الثالث

رواية سجينة ابتزازه الجزء الثالث

سجينة ابتزازه
سجينة ابتزازه

رواية سجينة ابتزازه الحلقة الثالثة

=كنت حابب اعرفكوا انى نويت اخطب…
النهاردة طلبت ايد أروى من الحاج متولى … وهى وافقت
6
ذبلت ابتسامة ضي شاعرة بالبرودة تتسلل الى جسدها بينما هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها هزت رأسها وهى لا تستوعب ما قاله الأن… اقال حقاً انه طلب يد أروى اما انها تخيلت ذلك…
لتسمعه يكمل و هو ينظر اليه باعين تلتمع بقسوة و كراهية لأول مرة بحياتها تراهم بها
=و ان شاء الله الخطوبة هتكون يوم الخميس
5
تعالت الزغاريط من حولها بينما امسكت هى بظهر المقعد الذى امامها و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها
شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها..
تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى فى انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها .
6
لكنها حاولت التماسك حتى لا تنهار امام الجميع مدركة لجميع النظرات المنصبة و التى كان بعضها مليئ بالشماتة و الاخرى مليئة بالشفقة و التعاطف
اشتدت قبصتها حول ظهر المقعد محاولة التشبث به قوة حتى لا ينهار جسدها الذى كان يرتجف بقوة لكنها شعرت بألم حاد يعصف بقلبها عند رؤيتها له يبتسم لأروى كما لو كانت عاشقاً لها منذ سنوات..
تصاعد بداخلها الرغبة بالبكاء شاعرة بعينيها تحرقانها كما لو ان بها نيران مشتعلة لكنها حبست دموعها تلك فلن تهين نفسها وتخسر كرامتها امامه و امام جميع الحاضرين فهى لا تستحق ذلك همت ان تستدير و تغادر المكان لكن امسكت بها يد شروق الواقفة بجانبها هامسة بصوت مختنق
=اقسم بالله يا ضي مكنتش اعرف اللى ناوى يعمله ده…
5
هزت ضي رأسها دون ان تنطق بحرف واحد حتى لا ينهار تماسكها وتنفجر دموعها..
ربتت شروق بحنان علي ظهرها شاعرة بألم صديقتها ترغب بقتـ.ل شقيقها على ما فعله بها لا تدرى لما فعل ذلك بها فقد كان يعشقها حد الجنون…
6
التفت ضي بهدوء مغادرة الغرفة لتلحق بها شروق تمسك بذراعها تسند صديقتها التى كان كامل جسدها يهتز بعنف من هول ما تعرضت له من صدمة لكن ضي نفضت يدها بعيداً عنها بينما تتراجع الي الخلف بتعثر هامسة بصوت مرتعش ضعيف
=انا كويسة يا شروق متقلقيش..بس انا عايزة ابقى لوحدى
8
هزت شروق رأسها قائلة بصوت يملئه الالم على صديقتها و عينيها ممتلئة بالدموع ملاحظة بقلق وجهها الشاحب الذي لا ينذر بالخير شاعرة بالخوف والقلق عليها امسكت بيدها تقبض عليها بقوة بين يديها
=لا مش هينفع اسيبك لوحدك يا ضي…. انا هاجى معاكي
1
ابتعدت عنها ضي متراجعة الي الخلف رغم ترنحها و شعورها بالاغماء
هامسة بصوت ممزق عاجز و قد بدأت
بدأت تشعر انها على حافة الانهيار
=علشان خاطرى… لو جيتى معايا كله هيفهم اللي انا فيه… انا مش عايزة حد يشمت فيا…. و غلاوتى عندك ترجعى….
استسلمت شروق عند سماعها الألم و العجز بصوت صديقتها ضمتها اليها تحتضنها بقوة قائلة بصوت ممزق
=اول ما يمشوا هجيلك و هبات معاكى النهاردة
2
اومأت ضى برأسها و هى شبه غائبة عن الوعى خرجت من المنزل تهبط الدرج بخطوات بطيئة تسحب بضعف قدميها التى كانت اشبه بالهلام بينما اخيراً تدفقت من عينيها دموعها التى لم تستطع حبسها اكثر من ذلك..
كان قلبها ممزق بداخلها يؤلمها كما لو قام احد بطعنها به بخنجر حاد وضعت يها فوق موضع قلبها تدلكه ببطئ وهو تشعر بانها على وشك الاصابة بنوبة قلبية..
كانت قد وصلت اخيراً الى باب المدخل الخارجى للمنزل عند سماعها صوت أيوب الساخر يأتي من خلفها
=ايه ده معقولة هتمشى كدة … من قبل ما تباركيلى و تقوليلى حتى مبروك…
12
تصلب جسدها بقوة فور سماعها كلماته تلك مسحت بيدين مرتجفة دموعها من فوق خدييها رافضة ان يراها تبكى من اجله.. استدارت اليه لتجده واقفاً بنهاية الدرج و على وجهه يرتسم نظرة يملئها السخرية و التشفى نظرت اليه باعين محتقنة هامسة بصوت مختنق بالسؤال الذى كان يدور بعقلها منذ اعلانه خطبته
=ليه….. ليه أيوب…؟
1
اجابها بهدوء و هو يرفع حاجبه بتهكم بينما يهبط الدرج و يتقدم نحوها
=ليه ايه بالظبط…؟؟ ليه خطبت أروى بدل منك مش كدة ؟
ليكمل بسخرية لاذعة وهو يقترب منها بخطوات بطيئة متمهلة بينما شعرت هى كما لو ان احدهم قبض على عنقها يعتصره بقسوة و هي تري الاحتقار الواضح في عينيه
=هو انتى كنت مصدقة انى بجد كنت ناوى اخطبك.. انتى نسيتى نفسك ولا ايه… انتى كنت مجرد بنت حلوة اتسليت بها شوية… وكنت بدفع ليكى تمن تسليتي دى كويس اوى يعنى مكنش ببلاش..
اخرجت صوت صغير متألم وهى تستمع الى كلماته تلك لكنه لم يبالى بمعانتها و اردف دون رحمة او شفقة وهو يمرر نظراته عليها المليئة بالاحتقار والازدراء
= لو كنت صدقتي انى حبيتك بجد تبقى هبلة
بعدين قوليلى واحدة زيك ازاى اخليها مراتى… انا يوم ما اتجوز..اتجوز بنت زى أروى اتشرف بيها و بأهلها قدام الناس لكن اتجوزك و الناس تفضل تعاير ولادى بأمك اللى هربت من جوزها مع عشيقها ولا أبوكى الخمورجي اللى الكاس مبيفرقش ايده..
15
انسحب الدم من جسدها و قد انفجر الغضب فى عروقها فور سماعها كلماته القاسية تلك فلما تشعر بنفسها الا و هى ترفع يده تصفعه على خدهصفعة مدوية صدح صوتها بارجاء المكان قبض على يدها يعتصرها بين يده مزمجراً من بين أسنانه بقسوة
=معلش هعدهالك المرة دى… الصدمة كانت صعبة برضو عليكى
انتزعت يدها من قبضته بقسوة قائلة بتهكم يعاكس الألم الذى تشعر به رافضة ان تجعله يدرك ما اصابها من ألم و دمار بسببه
=صدمة..؟!!! صدمة ايه اللى بتتكلم عنها….
نظرت داخل عينيه بتحدى و هى تكمل قائلة بسخرية لاذعة
=ان كنت فاكر انى كنت واقعة فى حبك بجد ولا دايبة فى هواك…. تبقى بتحلم
لتكمل وهى تغصب شفتيها المرتجفة على الابتسام قائلة ببرود لاذع
= اها كنت بحب…بس كنت بحب فلوسك مش اكتر …لكن انت.. انت مكنتش اكتر من عريس غنى.. معاه فلوس و هيخرجنى من الفقر اللى مد.فونة فيه… بس انت روحت و خطبت واحدة غيرى….
هزت كتفيها ببرود و هى تردف بلامبالاة
= بس عادى ولا يهمنى فى الف غيرك يتمنوا التراب اللى تحت رجلى و اغنى منك كمان…
11

ضيق عينيه بغضب زاجراً اياها بقسوة و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب قائلاً بإذدراء
=مش مستغرب كلامك من يومى و انا عارف انك رخيصة.. وتعبد.ى الجنية..
2
تجمعت دموع غبية كثيفة في عينيها حاولت الضغط علي شفتيها بقوة و رفرفرت رموشها المبللة محاولة كبت دموعها وعدم اظهار تأثرها بكلماته تلك قائلة بسخرية مبتلعة غصة الألم التى تسد حلقها
=صدقنى مش ارخص منك…
ثم التفت مغادرة المكان بهدوء تاركة اياه واقف مكانه ينظر الى اثرها باعين تلتمع بالدموع و الألم…

16
꧁꧁꧁꧂꧂꧂

ارتمت ضي فوق فراشها وقد انفجرت اخيراً الدموع التى كانت تحبسها طوال الفترة الماضية مطلقة العنان لشهقتها الممزقة…
ممسكة بين قبضتها السلسال الذى حول عنقها الذى اهداه لها أيوب يوم اعترافه لها بحبه اشتدت يديها عليه بقوة وهى تتذكر كل وعوده الكاذبة التي وعدها بها و قوله بانه يحبها لكن كل هذا كان كذب فهى لم تكن سوى فتاة رخيصة كان يتسلى بها..
خرج نشيج متألم منها بينما بدأت كلماته القاسية و رفضه لها يتردد داخل عقلها جاعلة اياها تتعذب فقد كانت تحلم بحياتها معه بينما كان هو يحلم بحياته مع أمرأة اخرى سواها..
انفجرت ببكاء مرير مطلقة صارخة متألمة تمزق انياط من يسمعها وهى تضرب بهستيرية و انفعال فراشها بقبضتيها مخرجة ألمها به وهى تصرخ بصوت ممزق يملئه الألم
=غبية…. غبية…..
ظلت تبكى و تضرب الفراش حتى انهارت و فقدت الوعى ليبتلعها الظلام و ترحم من الألم الذى يمزق قلبها.

3
فى ذات الوقت…
صعد أيوب الى سيارته وقادها بسرعة جنونية حتى وقف جانب الطريق السريع ضرب مقود السيارة و هو يصرخ بألم ممزق
=ليه… ليييه يا ضي… ليه
اخذ يضرب مقود السيارة ضربات قاسية أدت الى كدم يده شاعراً بالحسرة و الألم فقد تحول اليوم الذى ظل يحلم به الى اسوأ كابوس عاشه فلم يتخيل ان يخطب او يجعل أمرأة زوجته سوى ضي…
ضي التى عشقها حد الجنون منذ ان كان بالثامنة عشر من عمره.. ضي التى طعنته فى قلبه بأسوأ انواع الاسلحة التى عرفها التاريخ الا و هى الخيانة و الغدر.
2
فلاش باك….
فى يوم الخميس و الذي يسبق حفل الميلاد بيوم واحد كان أيوب جالساً امام الوكالة الخاصة به مع معتز خطيب شقيقته شروق يتحدثان فى العمل فقد كان يعمل معه و يعده ذراعه الأيمن بالعمل عندما مرت امامه ضي التى ابتسمت له ليبادلها هو الاخر الابتسام قبل ان ينهض ويترك صديقه ذاهباً اليها قائلاً
=راحة على فين كدة يا حلويات…؟!
اجابته سريعاً وهى تنظر بتردد الى معتز الذى كان يصب كامل اهتمامه عليهم
=راحة لنيفين صاحبتى… هجيب منها شوية مكياج علشان عيد ميلاد شروق بكرة..
اخرج أيوب مبلغ من المال من جيبه واضعاً اياه بين يديها قائلاً بحزم.
=متخديش حاجة من حد.. و روحى اشترى اللى انتى عايزاه
اجابته بتلعثم و هى تحاول ان تعيد المال اليه
=لا يا أيوب مش عايزة حاجة…..
قاطعها بصرامة وحدة
=خدى الفلوس يا ضي وبطلى هبل.. انتى من بكرة هتبقى خطيبتى…
ليكمل وهو يبتسم اليها و عينيه تلتمع بشغفه وعشقه لها
=وكلها شهر ولا اثنين و تبقى مراتى حلالى و هتبقى من مسئوليتى
اشتعلت خدى ضي بالخجل لتمتم بصوت مرتبك
=خلاص ماشى.. بس هروح لنيفين البيت اقعد معاها شوية بعدها هاخدها و ننزل نشترى الحاجات اللى محتاجها… وهدخل محل عم متولى اجيب منه فاكهة اصل امها تعبانة
و ميصحش ادخل فاضية.
1
اومأ لها بالموافقة لتبتعد بخطوات سريعة و وتدخل الى محل متولى الذى يجاور وكالته وقف يتبعها بنظره وهو يبتسم قبل ان يعاود للجلوس مع معتز مرة اخرى وهو لا يزال مبتسماً
هز معتز رأسه قائلاً بحيرة
=هى ايه الحكاية بالظبط… انتوا لسه بتكلموا سوا ولا ايه؟!!
استدار أيوب اليه ناظراً قائلاً بسعادة و قلبه يدق من شدة الفرح
=ايوة بس خلاص هانت… بكرة هطلب ايدها من عم شاكر فى عيد ميلاد شروق….
هتف معتز بحدة و قد تغضن وجهه
=ايه.. تطلب ايدها….؟!!!!
اجابه أيوب قائلاً بتعجب من ردة فعله المبالغ بها
=ايوة هطلب ايدها.. فى ايه مالك اتخضيت كدة ليه..؟؟
نظر اليه معتز للحظات بصمت قبل ان يغمغم بتردد
=بص يا أيوب انت زى اخويا.. ولازم لما اشوف حاجة غلط انصحك انا كنت بقول ان انت يعنى بتتسلى معاها يومين بس مادام الموضوع وصل لانك عايز تتجوزها يبقى لازم اقولك اللى اعرفه و شوفته
هتف به أيوب بحدة مقاطعاً اياه
=هو ايه اللى اتسلى معاها يومين انت اتجننت.. و ايه اللى تعرفه و لازم تقوله ان شاء الله..
قاطعه معتز قائلاً سريعاً قبل ان تخونه شجاعته…
=بصراحة كدة وصلى كلام ان ضي ماشية مع صلاح الوكيل و بتروحله شقته كل يوم..
1
انتفض أيوب ممسكاً به يجذبه من ياقة قميصه التى اعتصرها بقوة مغلقاً على عنقه هاتفاً بشراسة و قد انتفضت عروق عنقه
=انت بتقول ايه يالا… انت اتهبلت… قطع لسانك انت و اى حد يجيب سيرتها.. ضي اشرف من الشرف
ليكمل بقسوة و هو يزيد قبضته من حول عنقه مما جعل وجه معتز يتحول الى اللون الازرق من شدة الاختناق
=قسماً بالله لأموتك… انت و اى كلب يجيب سيرتها او يدوسلها على طرف…
حاول معتز فك قبضته من حول عنقه و هو يتمتم بصوت مختنق
=انا مكنتش مصدق زيك… لحد ما شوفتها بعينى داخله العمارة اللى ساكن فيها…. و لو مش مصدقنى امشى وراها هى بتروحله زى الوقت ده كل يوم….
دفعه أيوب بحدة مما جعله يرتمى ارضاً يحاول التقاط انفاسه بصعوبة بينما وقف أيوب ينظر باعين غائمة يسودها الظلام فعقله لا يصدق كلمات تلك الحقير فهو يعلم حبيبته و يثق بها لكنه يجب ان يكشف اللعبة التى يلعبها ذلك الحقير فبالتأكيد زوجة والده ماجدة هى من خطكت لذلك معه تحاول جعله يشك بضي حتى يلغى زواجه منها لكنه سيثبت صدق و طهارة حبيبته التف اليه جاذباً اياه من عنقه عندما شاهد ضي تخرج من محل متولى وهى تحمل عدة اكياس فاكهة ثم اوقفت توكتوك و صعدت اليه اسرع أيوب بدفع معتز داخل سيارته ثم صعد اليها و اتبع ذلك التوكتوك….
توتر أيوب عندما اتبع التوكتوك الذى تركبه ضي طريقاً مخالفاً لطريق منزل صديقتها نيفين التى قالت انها ذاهبة اليها لكنه حاول ان يهدئ و حاول اقناع نفسه بانها من الممكن ان تكون غيرت رأيها و قررت الذهاب لزيارة صديقة اخرى لها..
لكن انسحب الدم من عروقه عندما دخل التوكتوك للشارع الذى يقع به منزل صلاح الوكيل فقد كان يعلم منزله فقد زاره به من قبل ….
اهتز جسده بعنف عندما رأها تنزل من التوكتوك وتدخل العمارة التى يقع بها شقة صلاح تبعها أيوب و قدميه ترتجفان بقوة وهو لايزال يحاول اقناع نفسه بان كل هذا مخطط من زوجة ابيه و ان ضي ذاهبة الى صديقة لها تسكن فى ذات العمارة…
صعد الدرجات سريعاً يلحق بها…
لكن توقفت قدميه قبل عدة درجات و قد تصلب جسده عندما رأها امام شقة صلاح تضرب جرس الباب ليفتح الباب و يخرج صلاح وهو يرتدى ملابس منزليه فور ان رأته اشرق وجهها بابتسامة مشرق و هى ترتمى بين ذراعيه تهتف بسعادة
=يا حبيبى… واحشتنى اوى….
7
ضمها صلاح بقوة عاقداً ذراعيه من حولها
قبل ان يبتعد مقبلً خدها وهو يتمتم بسعادة
=انتى اللى واحشتنى يا حبيبتى… تعالى
ثم جذبها للداخل واغلق الباب خلفهم…
6
شاهد أيوب كل هذا و كامل جسده جامداً من شدة الصدمة بينما وجهه كان شاحب كشحوب الاموات بينما تضيق به الانفاس كما لو قد منع عنه الهواء فجأة يشعر كأن هناك جحيم مشتعل فى صدره هبنار تحرق قلبه…و غمامة من الغضب العاصف امام عينيه تعمى عنه الرؤية فلم يشعر بنفسه الا و هو يندفع صاعداً الدرجات تحركه فورة غضبه المشتعل الذي يكوي اعماقه و هو ينوى قتلها و قتله…
1
لكن امسك به من الخلف معتز الذى سحبه بعيداً قبل ان يضرب باب شقة صلاح جاذباً اياه معه اسفل الدرج رغم مقاومة أيوب له الذى اخذ يصرخ بكلمات غاضبه ليسرع معتز بكتم فمه قبل ان يستطع احد سماعه قائلاً له فى رجاء
=اهدى… اهدى يا أيوب علشان خاطرى… متوصلش صلاح الوكيل للى هو عايزه
ليكمل سريعاً وهو يحاول الاحكام حول جسد ايوب الذى كان يقاومه بضراوة كالوحش المجروح
=انا سمعت انه عمل كدة معاها علشان انت تعرف و يكسرك….. متخلهوش يعرف وتوصله للى هو عايزه و مخططله
استكان جسد أيوب فور سماعه ذلك مما جعل معتز يخفف قبضته من حوله دفعه أيوب بقوة بعيداً قبل ان يهبط الدرج ويصل الى مدخل العمارة ليجد البواب يجلس على أريكته بمدخل البناية يحتسى كوباً من الشاى اقترب منه أيوب قائلاً بحدة
=تعرف البنت اللى لسه داخلة من شوية العمارة
قطب البواب حاجبية قائلاً باستفهام
=اي بت يا ساعت البيه البنات كتير مش واخد بالى
اجابه أيوب بهدوء يعاكس نيران الغضب المشتعلة داخل عروقه مخرجاً مبلغ من المال واضعاً اياه بجيب البواب
=البنت اللي كانت لابسه عباية سمرا… لسه داخلة من 5 دقايق قدامى
اسرع البواب قائلاً و هو يتحسس المال الذى بجيبه برضا
=أيوة أيوة….
ليكمل وهو يعكف وجهه بازدراء
=دى بت استغفر الله العظيم من اياهم بتيجى لصلاح بيه كام يوم كدة فى الاسبوع…
5
ازداد شحوب أيوب و الألم الذى بقلبه اصبح لايطاق لا يعلم ما الذى كان ينتظر سماعه بعد ما رأه بعينيه…
اسرع بالصعود الى سيارته تاركاً خلفه معتز جلس جامداً عينيه مسلطة على يديه التى كانت ترتجف بشدة قبل ان ينهار و يدفن وجهه بين يديه يخرج نشيج متألم منه وعينيه تتساقط منها الدموع لأول مرة بحياته و هو لا يصدق ان ضي قد خانته بهذة الطريقة فقد كانت اكثر شخص بهذة الحياة يثق و يأتمنها على جميع اسراره رفع رأسه اخيراً ماسحاً وجهه من الدموع العالقة و هو يتوعد بان لا يسمح لهم ابداً بان يعلموا بانه علم بخيانتها له ونجحوا بكسره …
3
نهاية الفلاش باك….
فاق ايوب من ذكرياته تلك مبتلعاً الغصة التى تشكلت بحلقه قبل ان يعاود قيادة سيارته بسرعة جنونية عائداً الى المنزل مرة اخرى حتى يظهر امام جميع الحاضرين بكم هو سعيد بخطبته من أروى التى لم يتخيلها ولو للحظة واحدة بان تكون زوجته بيوماً من الايام….

فى ذات الوقت…
لم تستطع شروق ان تنتظر انصراف جميع الحاضرين و ذهبت الى منزل ضي فتحت لها أمل زوجة شاكر بوجه باكى محتقن اشارت الى غرفة ضي قائلة بصوت باكى
=ادخليلها يا شروق و هونى عليها… انا دخلت عليها لقيتها مغمى عليها وفوقتها بالعافية… قاعدة بتعيط و مبتنطقش خالص
لتكمل وهى تبكى بحرقة
=منه لله اخوكى… اللهى يكسر بخاطره زى ما كسر بخاطرها…
بالطبع تضايقت شروق من سماعها تدعى على شقيقها لكنها لم تستطع لومها فما فعله شقيقها ليس بأمر هين..
ذهبت الى غرفة ضي التى ما ان دخلتها امتلئت عينيها بالدموع فور رؤيتها لصديقتها جالسة على الفراش بجسد جامد تنظر الى الفراغ امامها والدموع تنساب بصمت على خدييها
جلست بجانبها قائلة بصوت يملئه الألم و هى تربت بحنان فوق ذراعها
=ضي… انتى كويسة يا حبيبتى….؟؟؟
لتكمل بقلق عندما ظلت صامتة دموعوها تنساب بصمت بينما عينيها بلون الدماء
=ضي….!!! متقلقنيش عليكى….
وضعت ضي رأسها فوق صدر صديقتها قبل ان ينهار ثباتها هذا و يبدأ جسدها يهتز بقوة بينما نشيج باكى يخرج منها قبل ان تنفجر باكية بشهقات ممزقة جعلت شروق تبكى معها وهى تحتضنها بقوة محاولة التخفيف عنها…
ظلوا على حالتهم تلك حتى سقطت ضي بالنوم ودموعها تغرق وجنتيها …

꧁꧁꧁꧂꧂꧂

مرت الايام و ضى لازالت على حالتها تلك رافضة الطعام جالسة باستمرار بغرفتها لا تتحدث مع احد تبكى فقط حاولت شروق و أمل اخراجها من حالتها تلك لكنهم فشلوا
بيوم الخميس المقرر لعقد خطوبة أيوب و أروى….
كانت ضى جالسة فى غرفتها المظلمة امام الشرفة تراقب باعين ممتلئة بالدموع انوار الزينة المعلقة فوق منزل أيوب
انفتح فجأة شرفة منزل أيوب المواجهة لها لتقف عمتها زينات تنظر اليها بابتسامة ملتوية تلمئها الشماتة و التشفى و الحقد قبل ان تزغرط و تعود الى الداخل….
استطاعت ضي ان ترى من خلال الشرفة المفتوحة الأن أيوب الجالس بجانب عروسته كان وجهه متجهم لكن فور ان رفع رأسه و رأها تغيرت تعبيراته تماماً ابتسم الى أروى التى رفع يدها والبسها دبلته و هو يبتسم لها كما لو كان عاشقاً لها…
كان هذا المشهد كنصل حاد انغرز بقلب ضي التى انقبض صدرها بألم شاعرة بقبضه من الألم تعتصر قلبها ضغطت بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق وهى تقفل النافذة قبل ان تنهار تبكى بشهقات ممزقة وكامل جسدها يرتجف بجنون ترغب بالمو.ت لم تعد ترغب بالعيش فى هذة الحياة التى خسرتها بها كل شئ
خاسرة قمامة. لا أحد يريدك.. أنتى لاشيء

تتصاعد تلك الأصوات وتضيق حول صدرها مثل الأشواك و تخترق قلبها.

༺انا يوم ما اتجوز..اتجوز بنت زى أروى اتشرف بيها و بأهلها قدام الناس لكن اتجوزك و الناس تفضل تعاير ولادى بأمك اللى هربت من جوزها مع عشيقها ولا أبوكى الخمورجي اللى الكاس مبيفرقش ايده.. ༻
كلمات أيوب تشبه تلك الطعنة الأخيرة. إنها ليست حتى الأقوى لكنها الأكثر فتكاً.
قبضة الضباب على رقبتها تتحول إلى حبل مشدود وصلب.
وصلت إلى طاولة الزينة و امسكت الشـ.فرة.
يدها ترتعش غير ثابتة او دقيقة
تقوم بقطـ.ع الأو.ردة بمعصمها في حركتين سريعتين في البداية شعرت إنها مجرد لدغة ينز.ف الد.م بإيقاع ثابت أحمر ونابض بالحياة معه يختفي كل الألم و تشعر بالراحة اخيراً .

༺༺꧁꧂༻༻
كان أيوب جالساً بجانب خطيبته بوجه متجهم و عينيه مسلطة على نافذة المبنى الذى امامه و التى اصبحت مغلقة منذ اكثر من نصف ساعة لقد رأى ضي واقفة هناك و بعينيها يلتمع الألم و البؤس لكنها لم تخدعه هذة المرة فقد كان دائماً يصدقها عندما تبكى او تحزن محاولاً مراضاتها وقتها لم يكن يعلم بان كل هذا ليس الا تمثيل و خداع منها…
اندفعت سارة شقيقة ضي و التى تبلغ من العمر تسع سنوات نحو عمتها ماجدة قائلة بانفس منقطعة و وجها يظهر عليه الهلع
=الحقى يا عمتو… ضي تعبانة اوى والاسعاف جت خدتها…
دفعتها ماجدة فى كتفها قائلة بحدة ولامبالاة
=و انا اهببلها ايه يكش ربنا ياخدها ونرتاح منها امشى يا بت غورى جتك مصيبة….
انتفض أيوب واقفاً فور سماعه ذلك وقد اشتدت ملامح وجهه و التوت احشاءه بداخله..
اندفع يخرج مسرعاً تاركاً عروسه خلفه لتلحق به ماجدة هاتفة بغضب
=رايح فين يا أيوب و سايب عروستك….؟!!!
1
لم يجيبها و خرج مسرعاً و القلق و الخوف ينهشان داخله صعد الى سيارته و اتجه نحو المشفى مسرعاً و كل ما يشغله انه يرغب بالاطمئنان عليها متناسياً كل خداعها و خيانتها له فكل ما يهم الأن هو ان يطمئن عليها..
حاول الاتصال بوالدها حتى يعلم باى مشفى هم لكن هاتفه كان مغلق مما جعله يذهب الى جميع المشافى المحيطة بهم يسأل عن اسمها حتى حالفه الحظ اخيراً و وجدها باحدى المشافى ركض نحو غرفتها ليجد والدها شاكر يجلس امام الغرفة بوجه شاحب يظهر عليه التعب و كبر السن كما لو كان كبر اﺿعاف عمره خلال الساعة الماضية هتف أيوب بلهفة فور ان وصل اليه
=عم شاكر…. مالها ضي…فيها ايه..؟!
نظر اليه شاكر عدة لحظات بصمت قبل ان يجيبه بصوت مختنق وهو يعلم بان ما اصاب ابنته كان بسبب حبها له حتى و ان حاولت تخفى الامر عليه فقد كان يشك بانها واقعة بحب أيوب فقد كان يرى اعجابها و حبها له بعينيها لكنه تأكد من حبها هذا عندما قررت الانتحار عندما خطب فتاة اخرى..
فقد صعق فور ان دخل غرفتها ليطمئن عليها و وجدها مرتمية ارضاً غار.قة فى دما.ئها لكن و لله الحمد انقذها الاطباء و اخبروه انه لو كان تأخر عدة دقائق اخرى كان سيفقدها الى الابد
قرر شاكر عدم اخباره بالحقيقة فقد كان لا يرغب بان يعلم احد ما حدث لها حتى لا تتكاثر الشائعات البغيضة حول ابنته فى الحى
=ابداً يا بنى… دى كلت حاجة طلعت حمضانة واتعملها غسيل معدة و هى دلوقتى و الحمد لله بخير…..
1
توتر جسد أيوب قائلاً بهدوء عكس القلق الذى يشعر به
=يعنى هى كويسة….؟
اومأ شاكر قائلاً بحزن
=ايوة يابنى الحمد لله….
اخرج ايوب من جيبه مبلغ من المال واضعاً اياه بيد شاكر لكن تراجع شاكر قائلاً برفض
=لا.. تسلم…
لكن اصر ايوب و اعطاه مبلغ المال قائلاً
=امسك يا عم شاكر… انا مش غريب…
اخذ شاكر المال قائلاً و هو يربت على ذراع أيوب
=تسلم يا بنى..
2
تنحنح أيوب وهو يفرك وجهه بقوة مقاوماً حاجته لرؤيتها و الاطمئنان عليها بنفسه قائلاً
=لو احتجت اى حاجة يا عم شاكر كلمنى
اومأ شاكر برأسه بينما يعاود الجلوس على المقعد مرة اخرى بينما وقف أيوب يتطلع الى باب غرفتها عدة لحظات قبل ان يستجمع كامل قوته و ينصرف مغادراً عائداً لحفل خطبته الذى تركه حتى يطمئن عليها…

༺༺༺༻༻༻
دلفت أمل الى غرفة ضي بالمشفى لتجدها مستلقية على الفراش تنظر امامها باعين فارغة تضم يدها المجروح معصمها و ملفوفة بالضمادة الطبية الى صدرها جلست بجانبها قائلة بحزن
=كدة يا ضي عايزة تحرقى قلبى و قلب ابوكى عليكى….
لتكمل بيأس وهى تمسك بيدها بين يديها
=عارفة انك لو كنت موتى… كنت هتموتى كافرة عايزة تخسرى دنيتك واخرتك…
و علشان ايه.. علشان واحد ميستهلش مفيش حاجة فى الدنيا دى كلها تستاهل انك تخسرى حياتك و دينك علشانها…انتى كدة بتيأسى من رحمة ربنا…و ميأسش من رحمة ربنا الا الكافر يا ضى.. انتى
عارفة اول ما تغمضي عينك و حياتك تنتهى هتفتحيها على النار على طول ….
انفجرت ضي فى البكاء دافنة وجهها بين يديها و هي تهمس بصوت منكسر و الشعور بالندم يتأكلها
=استغفر الله العظيم… سامحني يا رب… سامحنى…
ضمتها أمل اليها بحنان مقبلة اعلى رأسها تحثها على الاستغفار و التوبة جاعلة اياها تردد خلفها دعاء التوبة فور ان انتهت ضي سقطت فى النوم على الفور..
انفتح باب الغرفة فجأة و دلفت شروق الى الغرفة هاتفة بفزع
=ضي…!! مالها يا ضي يا خالة امل فيها ايه؟
اسرعت امل بتخبئة يد ضي المضمدة اسفل شرشف المشفى قبل ان تلاحظها شروق قائلة بهدوء
=ضي بخير يا شروق اطمنى…. دى كلت شوية اكل طلعوا حمضانين و قعدت ترجع وتتوجع فجبنها على المستشفى وعملولها غسيل معدة
اقتربت منهم شروق و عينيها تتفحص بقلق صديقتها النائمة الذى كان وجهها شاحب يظهر عليها المرض و الاعياء
=يعنى هى كويسة طيب هى نايمة لية فيها حاجة..؟
اجابتها أمل بهدوء محاولة تطمئنتها
=اطمنى يا حبيبتى والله بخير و زى الفل…
لتكمل بمرارة
= بس مكنش يصح برضو تسيبى خطوبة المحروس اخوكى و تيجى على هنا
اجابتها شروق بحزن و هى تجلس بالمقعد الذى بجانب فراش ضي تربت بحنان فوق رأسها
=انا محضرتش اصلا الخطوبة الز.فت دى فضلت فى اوضتى مخرجتش الا لما سارة جت و قالتلى ان ضي تعبانة….انا لا يمكن اعمل كدة فى ضي…ضي اختى وصاحبة عمرى
ربتت أمل فوق يد شروق قائلة
=أصيلة يا بنتى… ربنا يخاليكوا لبعض..
انهت امل حديثها معها ثم جلست بجانب ضي تقرأ عليها ما تيسر من أيات القرأن الكريم و الرقية الشرعية داعية الله ان يحميها و يخفف عنها كربها و ألامها….

༺༺༺༻༻༻
فى اليوم التالى….
بوقت متأخر من اليوم التالى كان جميع من بالمنزل نائمين بينما كانت ضي جالسة بغرفتها تنظر الي هاتفها تقرأ محادثتها القديمة مع أيوب…
انسابت دموعها على وجهها الشاحب وقد خرجت من بين شفتيها شهقة ممزقة وهى ترى كما كانت كلماته معسولة مليئة بالعشق الكاذب فقد كان يخدعها طوال السنوات الماضية لا تعلم كيف اتقن التمثيل و الكذب عليها بهذا الشكل حتى خوفه عليها فى اوقات كثيرة كان هذا ايضاً كذب
قامت بيد مرتجفة و قلب ممزق بحذف تلك الرسائل فمن اليوم سوف تخرجه من حياتها ستمحيه تماماً كأنه لم يمكن موجوداً بيوم بها لن تسامحه او تنسى يوماً ما فعله بها و ما اوصلها له فقد كانت ستخسر حياتها و دينها بسببه…
لذلك سوف توافق على الشخص الذى كان يحبها طوال حياته و كانت ترفضه من اجل أيوب لكنها الان حرة وسوف توافق عليه.. او يمكنها جعله يراها مع اكثر شخص يكرهه بهذة الحياة فهذا اكبر انتقام يستحقه..
سوف تنتقم منه لن تهدئ حتي تجله يذوق من ذات كأس الألام الذى جعلها ترتشف منه
8
خرجت من افكارها تلك عندما فتح فجأة باب شرفتها التى كانت مواربة اياه و دلف رجل منها مما جعل جسدها ينتفض فى خوف مطلقة صرخة فزع همت بالصراخ حتى يأتي والدها لنجدتها لكن صمتت فور ان اتضح لها هوية هذا الرجل الذى لم يكن سوى صلاح الوكيل الذى انطلق نحوها يجذبها اليه محتضناً اياها بقوة قائلاً بصوت يملئه الاشتياق و الخوف
=انتي كويسة يا حبيبتى…انا كنت هتجنن لما عرفت انك تعبانة و معرفتش اوصلك
2
ضمته ضي اليها دافنة وجهها فى صدره و هى تضمه بقوة اليها
=انا كويسة و بخير اطمن ياحبيبى
لتكمل و عينيها تلتمع بالحماس فور تذكرها خططتها لاانتقام من أيوب
=انا عايزاك.. تيجى تخطبنى من بابا…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سجينة ابتزازه)

‫8 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *