روايات

رواية وبك القلب يحيا الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم زوزو مصطفى

رواية وبك القلب يحيا الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم زوزو مصطفى

رواية وبك القلب يحيا البارت الرابع والأربعون

رواية وبك القلب يحيا الجزء الرابع والأربعون

وبك القلب يحيا
وبك القلب يحيا

رواية وبك القلب يحيا الحلقة الرابعة والأربعون

هتفت سميه برأس مطأطأ لأسفل… أنا شغاله في ملهي ليلي من فتره كبيره ومحدش يعرف لا أمي ولا اخواتي ولا حتي أقرب أصحاب ليا
نظر حمزه بعيون جاحظه وصوت غاضب قائلاً…. إنتي شغاله رقاصه
رفعت رأسها سريعاً لتنفي تلك التهمه البشعه…. لا طبعاً أنا شغاله جرسونه بنزل طلبات بس وماليش علاقه بالزباين
قهقه حمزه بحزن وقهر عما يسمعه فحديثها هذا غير متوقع إطلاقاً
فكم وجهها برئ واخلاقها عالية من وقتما رأها أول مره بالصدفه داخل حي الغمري
مُرددا كلمتها الأخيره داخل عقله… زبائن،، مكملاً وراءها كم انها كلمة قذره تحمل معها الكثير والكثير من المعاني السيئه والوقحه
لام حاله لأنه إلي الآن رغم تعاملاته المستمره مع شخصيات متعدده وفئات متنوعه لم يعرف وجهها الحقيقي
فمهنته تلك جعلت لديه خبره كافيه لتحليل أي شخصيه تمر من امامه بكل سلاسه ولكن كيف خُدع بها لهذه الدرجه؟
فكم ابلغه قلبه انها ملاك رغم الحزن الساكن بعيناها مكملا حديثه قائلا…. والمفروض عليا اصدق إنك ما بتتعمليش معاهم،، ده علي أساس بتقدمي لهم عصير فريش مثلا ولا شاي وقهوه
فوقف من جلسته متحركا خلف مقعدها وهو يواصل حديثه…
أنا عمري ما دخلت الأماكن الزباله ديه ولا جالي حب الفضول أعرف اللي بيحصل جواها بس المسلسلات والافلام الهابطه قايمه بالواجب وزياده،،
فجلس مقابل لها وانتبه بأنها من المؤكد كانت تنتزع حجابها داخل هذا المكان اللعين فأشتعلت نيران الغيره بقلبه لمجرد تخيلهُ لهم وهم ينظرون لها وشعرها فكتم غيظه حتي لا تفهم ما يعاني به
ولكن استفزتهُ دموعها تلك وهذا ما جعله ثائراً ويريد معاقبه رأسها التي وافقتها علي هذا العمل فهيئتها هذه جعلته يظن سبب مجيئها لهنا بأن حدث معها أمراً لم يمحيه الأيام ولن يداويه الزمن
فحاول أن يتماسك قليلاً حتي لا يفرغ عليها براكين الغضب التي تتوهج داخله ويأذيها
فأغلق كف يده بأحكام ضرباً اياه علي سطح مكتبه الخشبي بقوة وهذا ما جعلها تنتفض من جلوسها برعب شديد مردفاً بتهكم….
إنتي فكراني عيل صغير وهصدق كلامك ده
بدأت اعين سميه تزرف دموعاً بغزاره من جديد وهي تنفي حديثه هذا وتبرئ حالها… صدقني ديه الحقيقه،،
تساءل بنبره جاده… ممكن أعرف حضرتك جايه هنا ليه؟
ولا اقول لك استني اجاوبك أنا،، أكيد عشان ارفعك قضيه علي زبون ضحك عليكي واوهمك إنه بيحبك فتجوزك بورقه عرفي أو يمكن من غير ورقه خالص،،، فحاول جاهداً أن يصمت ناظراً لها بترقب ليستمع اجابتها بوجه قلق يسبقه الخوف
مسحت سميه دموعها وظهر علي ملامحها الغضب من حديثه الوقح هذا ثم هبت واقفه متحدثه بصوت مرتفع للغايه…. ما اسمحلكش تكلمني بالطريقه ديه ولا تسمعني كلامك الجارح ده مش عشان شايفني منهاره تتهمني بحاجه زباله زي ديه
أنا من يوم ما اشتغلت في المكان ده وانا محافظه علي نفسي ولا يمكن اجرا حد مهما كان مين يلمس شعره من راسي
أنا لولا ظروفي ما كنتش افكر اشتغل هناك بس للأسف ما حدش بيحس بوجع غيره إلا لو عاش نفس ظروفه،،واصلت حديثها قائله…
آسفه إن اخدت من وقت حضرتك وعطلتك معايا عن إذنك،،، فتحركت ناحية باب الغرفه ممسكه بمقبضه لتفتحه لكي ترحل
تركها تذهب ولم يتحدث بكلمه فبداخله تساؤلات كثيراً ولكن لا داعي ليقولها فـ هي ختمت الحوار وانتهي الأمر
وضع رأسه بين كفيه حتي يهدأ من التفكير وحدث حاله قائلا…
ليتني اقدر علي انتزاع حبك من فؤادي
ليتني اقدر انساكي لاتعايش مع حياتي
فمـن تـلك اللـحظه ميـتي بعيـني
لأني لا أريد أن اراكِ حتي ولو بخيالي
ولكن اخرجه من التفكير صوتها القريب منه وهي تهتف بأعتذار وترجي….
أستاذ حمزه بعتذر لك علي اسلوبي معاك وبرجوك تقف جنبي
لان الموضوع اللي جايه لك عشانه بقي لي كم يوم مش عارفه أنام بسببه وبنفس الوقت ما اقدرش اعرف حاجه عنه لحد غيرك انت لأني واثقه فيك
يمكن مافيش بينا معرفه كبيره تخليني اقول الكلام ده بس انت أول شخص جه في بالي واحساسي قالي انك الوحيد اللي هتقدر تساعدني
ياتري احساسي صح ولا خاني؟
نظر إليها بعمليه فبعيداً عن ما يكنه لها بداخله فهذا واجبه بأتجاه أي شخص يطلب منه المساعده وهذه من ضمن ميزاته بحياته الطبيعيه ألا وهي مساعدة الآخرين حتي لو لم يكن أحد عملاءه لقضية بمكتبه الخاص
تنهد بثقل ليخرج غضبه قليلاً لعله يهدأ ،، ثم طلب منها الجلوس علي المقعد والتف هو ليجلس خلف مكتبه مقابل لها مره أخرى
شكرته مع ابتسامه ضعيفه زينت وجهها لاعطائها تلك الفرصه لكي تخبره ما يضيق صدرها حتي يرشدها للصواب
بدأ حمزه حديثه بأهميه سائلاً….
قبل ما تقولي الموضوع اللي جايه عشانه حابب أعرف انتي اشتغلتي في المكان ده امتي وازاي؟
لم تعلق سميه بالرفض بل بدأت تقص عليه كيف حصلت علي تلك الوظيفه قائله…. من حوالي اربع سنين واحدة صاحبتي جابتلي شغل في عيادة دكتور أسنان بمرتب كويس والمعامله بصراحه كانت حلوه من الدكتور والمرضي اللي اتصاحبت علي كتير منهم
من حوالي سنه وشهرين تقريباً جات شابه صغيره تكشف في العياده لقيتها بتبصلي كتير قولت يمكن بتشبه عليا،، دخلت كشفت ومشيت وبعد اسبوعين جات تاني وبردو فضلت تبصلي زي المره اللي قبلها قومت وسألتها انتي بتشبهي عليا ولا إيه؟
لاقيتها بتقولي الصراحه لا
بس مستخسراكي تشتغل هنا بمرتب ممشيكي بالعافيه ويمكن كمان باقي الشهر بتكمليه سلف
استغربت من كلامها لأنه فعلاً صح
رديت عليها وقولتلها الحمد لله ربنا بيسترها اهو أحسن من مافيش وبعدين ماحدش لاقي شغل
ضحكت وقالتلي واللي يجيب لك شغل مرتبه خمس اضعاف مرتبك في العيادة
فرحت وقولتلها ياريت تدليني عليه
أنا يا أستاذ حمزه بشتغل عشان أصرف علي نفسي وكمان اساعد أمي علي مصاريف البيت ومصاريف اخواتي الاربعه اللي كلهم لسه في التعليم
أختي إسراء قربت تدخل الجامعه واخواتي التؤام نادر وزياد في الإعدادية اما مازن الصغير في ابتدائي
وبابا متوفي وامي بتبيع خضار يدوب بتوفر حق الأكل والإيجار وساعات الكهربا والمياه
عشان كده أي حاجه تخص اخواتي أنا اللي ملزمه بيها لأن أمي ما تقدرش تشيل كل ده لوحدها
سألت البنت الشغل ده هيكون فين لقيتها سكتت شويه وقالتلي ده زي كافيه في مكان هادي مواعيده من بليل لغاية ما النهار يطلع
قولتلها يا خساره مافيش نصيب للأسف الميعاد ما يناسبنيش والدتي مش هترضي
قالتلي جربي وشوفي بلاش ترفضي رزق جايلك،، بصي خدي رقمي وفكري براحتك ووقت ما تقرري كلميني
عدي كام يوم بعد ما فكرت اقتنعت ولقيت إني هقدر اوفر لاخواتي كل طلباتهم وهيزيد معايا فلوس تاني
بس كان فاضل اقنع أمي إن الشغل الجديد لازم ابات بره البيت
اضطريت اكدب عليها وقولت لها إن الدكتور اللي شغاله معاه هيقفل العياده عشان مسافر بره مصر فترة كبيره وجابلي شغل في مستشفي خاصه بمرتب كبير فلازم اخد دورة في مجال التمريض لأنها فرصه ولو سبتها مش هلاقي زيها تاني بس عيبها الوحيد إن الشغل هيكون من بليل للصبح
ماما رفضت في الأول بس فضلت وراها لغاية ما اقنعتها
واول ما روحت المكان اتصدمت ماكنتش متوقعه يكون بالشكل ده حاولت امشي بس البنت قالتلي بعد ما عشمتي أمك واخواتك إنك هتغيري حياتهم تروحي كسره بخاطرهم،،، طب جربي الأول وبعدين قرري
حزنت لأني فعلاً رسمت لاخواتي وامي حياتنا اللي جايه هتكون حلوه ازاي وشوفت الفرحه في عيونهم فإنجبرت اخبي حزني جوايا واكمل من غير ما اقول لحد إيه هو نوع شغلي الحقيقي
يستمع حمزه إليها بأهميه وهي تروي كيف ومتي ولما عملت بهذا المكان اللعين؟
وكاد رأسه ينفجر من مجرد تخيله بما يحدث معها هناك
وأخيراً خرج عن صمته وتساءل لعل قلبه يهدأ من الغيره…افهم من كده ان مافيش حد كان بيضيقك هناك؟
اجابت سميه سريعاً…. الصراحه في بس أنا وبنتين كمان ظروفهم شبهي ومابيحبوش حد من الزباين يتطاول معاهم في المعامله زيي
اتكلمنا مع شاب اسمه عماد وشهرته تايسون شغال بودي جارد في المكان وطلبنا منه يحمينا منهم
شافنا غير باقي البنات اعتبرنا اخواته فكان لما يلاقي حد مش تمام يقف ويتصدر له ويبعده عننا
حقيقي إنسان محترم جداً
هي ديه كل حكايتي مع المكان الزفت ده صدقني مافيش أكتر من كده
نظره مطوله من حمزه إليها متحدثاً بصمت…
كيف تتحدثي هكذا؟
الم تعلمي ما يحدث بداخلي
فـ نار الغيره تكوي قلبي بل تحرقه
اعني يا الله حتي اتحمل ما بوليت به
اردف وهو غير مقتنع بما قالتهُ فالشك تحكم بعقله كما رسخ بقلبه ورفض التصديق نهائياً قائلا…
مش مهم أصدق أو لا أنا بس كنت حابب افهم الحكاية ابتدت ازاي عشان لم أعرف المشكله الاقي لها حل مضمون وما يأذكيش،، اتفضلي احكيلي الموضوع أنا سامعك
تحمحمت سميه حتي تقدر علي سرد الحكايه قائله…. بعد وفاة عمي فتحي بكام يوم روحت مع إيناس ويوسف جوزها قسم الشرطه حكينا اللي حصل يوم الحادث
هي حبيبتي ما كنتش في وعيها لما شافت باباها بيقع قدامها عشان كده ماشافتش شكل المجرمين وأنا كمان بسبب قلة الاضاءه وبُعد المسافه ماشفتش ملامحهم بردو بس قولت لهم علي عددهم
المهم بعد ما قولنا اللي نعرفوا مضينا علي كلامنا وخرجنا
وبعدين سلمت علي إيناس ويوسف هما مشيوا وأنا روحت علي شغلي
عدي يومين وأنا في الشغل ترابيزه كان عليها فردين واحد منهم طلب مشروبات كحوليه والتاني ساكت فما بصتش عليه خالص وكتبت اللي طلبه ومشيت
مافيش خمس دقايق والطلب اتحضر وروحت انزله ليهم لقيت اللي كان ساكت هو اللي قاعد لوحده علي الترابيزه والتاني مش موجود
اضطريت اتكلم مع اللي قاعد عشان اقول له تؤمر بحاجه تاني أول ما بصلي شبهت عليه وحسيت أنه مضايق رد وقال لي شكراً لو عوزنا حاجه هنبلغك راح باصص الناحيه التانيه وأنا مشيت
احس حمزه رغم ضيقه من وظيفتها هذه بأن وراء تلك الحكايه سر خطير فتساءل بأهميه…. وبعدين إيه اللي حصل؟
فضلت مركزه معاه عشان افتكره ومكنتش عارفه أنا مهتميه اعرف كده ليه
لقيت مديري وقف قصادي بيقولي شاطره يا سميه انتي مركزه مع الترابيزه الصح،، علي فكره الزبون ده مهم أوي عندنا
يمكن مابيجيش هنا كتير بس هو راجل سخي وبيدفع ضعف الشيك مرتين تلاته
عايزك تسيبي باقي التربيزات لزمايلك وانتي خليكي مكانك
أحسن شاهين باشا يحتاج حاجه،، تمام
لما قال اسمه اترعبت لان خلاص الصوره وضحت وعرفت مين اللي قاعد قدامي
وعشان المدير مايحسش بخوفي هزيت دماغي وأنا ساكته لاني ماينفعش اعترض علي طلبه
وفضلت وقفه وقلقانه إن شاهين يتعرف عليا ويقول في الحي أنا
شغاله فين
عدي وقت والراجل اللي معاه رجع وقعد علي الترابيزه بس استغربت إن شاهين معرفنيش ورجعت قولت يمكن عشان بقي له فترة كبيره مابيجيش الحي واكيد ملامحي اتغيرت عن ما كنا صغيرين،، وفضلت اصبر نفسي إنه ممكن ما يفتكرنيش
شويه كمان ولقيت الراجل بيطلب مني مشروب تاني بعد ما اصر شاهين عليه واللي معاه كان معترض ويقول له كفايه كده يا باشا هتتعب ولكنه كان مصمم
المهم جبت الطلب وبنزله علي الترابيزه وقتها شاهين كان بيتكلم مع الراجل وهو مش واعي خالص ويقول له،،، كنت عاوز اخد بنته واحرق قلبه قبل ما يموت
فتحي ده أنا بكرهه حتي بعد ما مات لو ينفع اقتله تاني هقتله عشان يحس باللي حسيته لما خلا قلبي يتقطع علي أكتر واحده حبيتها بحياتي بس بردو مش هسكت وهخطف إيناس بنته وهاحرق قلب جوزها عليها عشان ارتاح وانتقم منهم كلهم
هنا اتضحت لـ حمزه الصوره كامله فمعني حديث شاهين أنه قاتل الأستاذ فتحي فوقف من جلسته وجلس مقابل سميه مره اخري بأهتمام شديد قائلا…. طب ما قالش إيه السبب انه قتله
هتفت سميه وهي تبكي لتذكرها ما سمعته…. الراجل اللي معاه بصلي وهو بيشاور لي امشي من غير ما انطق بكلمه
خوفت ومشيت وأنا بحرك رجلي بالعافيه وبسأل نفسي ليه عمل كده؟
طب أعرف مين واقول عرفت ازاي؟
وذنب إيناس إيه وإيه اللي ممكن يحصل لها؟
دماغي وقفت عن التفكير وبنفس الوقت ماينفعش اسكت علي حاجه زي كده
لقيت صورتك جات قدامي وحاجه قالتلي مافيش غيرك اللي ممكن يساعدني ونلاقي حل وشاهين يتعاقب علي قتله لعم فتحي
اردف حمزه بخذلان قائلا… للأسف رغم اهمية كلامك بس مافيش دليل نقدر نتهم شاهين بيه،،فصمت ثواني وبكت سميه بحزن شديد ولكنها توقفت عما تفعله عندما تحدث حمزه مكملاً….
بس ماتقلقيش إن شاء الله الاقي حل نعرف نقدم بلاغ بيه ضد شاهين ونقدر نحمي إيناس منه ونرجع حق عم فتحي ويرتاح بقبره
بس ليا عندك طلب وياريت تنفذيه
اردفت سميه بصدق شديد….
أستاذ حمزه أنا جايه لحضرتك النهارده وعندي ثقه كبيره في ربنا إنك هتكون سبب في تغير حياتي اتفضل اتكلم
تحمحم حمزه ليواصل حديثه مردفاً….. بالنسبه للشغل تسبيه وأنا هجيب لك شغل محترم في مكتبه محامي صاحبي موافقه،،، انتظر ليعرف اجابتها بوجه قلق لربما ترفض ذلك الاقتراح
ولكن فاجأته بردها السريع دون تفكير….. طبعاً موافقه،، أنا بكره هروح الشغل وهعرف المدير إني آخر يوم ليا معاهم،،،
فأخذت قلم وورقه من علي سطح مكتبه مدونه بها رقم هاتفها المحمول محاوله رسم ابتسامه صغيره علي شفتيها قائله… اتفضل رقمي يا أستاذ حمزه وشكراً جداً علي وقوفك جنبي وياريت أول ما توصل لحاجه تبلغي
ثم وقفت من جلستها مره اخري مستأذنه لكي ترحل
وقف حمزه هو الأخر بعدما أخذ منها الورقه قائلا… مافيش شكر ولا حاجه ده واجبي إتجاه أي شخص بيطلب مني مساعده
احست سميه بألم طفيف لمس قلبها بعد سماعها لكلمات حمزه لما لم تعلم ولكنها حاولت ألا تهتم لذلك الإحساس فشكرته ثانياً متحركه إتجاه باب الغرفه ثم خرجت منه دون كلمه اخري
ارتمي جسد حمزه بثقل علي المقعد وعقله يصور له بأن موافقتها السريعه تلك وراءها سر لربما تهرب من شئ هناك لايمكنها قوله
أخرج زفير ثم مسح بكفيه علي وجهه مستغفر ربه
سمع صوت طرق علي الباب فسمح بالدلوف وكانت السكرتيره راندا تخبره إذا كان يريد منها شئ فيجيب عليها الذهاب ومعها عم حسني فوقت انصرافهما قد فات
إعتذر لها حمزه لتأخيرهما كل هذا الوقت
تقبلت راندا ذلك بوجه بشوش ثم انصرفت لخارج المكتب وهي ومن معها
امسك حمزه هاتفه بحثاً عن رقم صديقه المحامي ثم دق زر الإتصال أجاب بعد لحظات قليله وبعد السؤال عن احواله طلب حمزه منه ايجاد وظيفه بمكتبه لفتاه تقربه
رحب صديقه واخبره بأنه بالفعل يريد سكرتيره منذ فتره
اعلمه حمزه بأن خلال يومين سياتي إليه ومعه الفتاه
وبعد وقت قصير أغلق الإتصال مع صديقه شارداً قليلاً إلا ورأي تلك الورقه المدون بها رقم هاتف سميه فأمسكها وهو يتحدث إليها قائلاً….يا تري حكايتك مع قلبي هتوصل لفين،،،
فأغلق الورقه بعدما حفظ الرقم بعقله كما حفر بقلبه واضعاً اياها داخل جيبه ثم فتح الهاتف كي يسجل الرقم به وبعد تدوينه إذا بوالدته تهاتفه فتح الإتصال وهو يقف من جلسته أخذاً مفتاح سيارته من علي سطح مكتبه وهو يتحرك إلي الخارج معتذراً لوالدته عن تأخيره هذا متعهداً لها بأنه خلال ثلث الساعه سيكن امامها بإذن الله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استلمت سميه عملها الجديد بمكتب المحامي منذ ثلاث أيام
بينما حمزه مازال يفكر لطريقة يقدم بها بلاغ ضد شاهين يتهمهُ فيه بقتل الأستاذ فتحي
ولكن خوفه علي سميه جعله عاجزاً لم يتقدم خطوه واحده إلي اليوم الخامس بعد معرفته بتلك المصيبه
فإذ أبلغ الشرطة بإعترافات شاهين معني ذلك هيأمر المحقق بإحضار الشاهد علي الحدث
وقتها سيعلم الجميع عمل سميه السابق وهذا سيضر سمعتها بالتأكيد
ولكن الوقت يمر ويجب عليه ايجاد حل سريع
انقذه من التفكير رنين هاتفه وكان المتصل يحيي كي يطمئن عليه فـ هو لم يراه منذ فتره
فأبلغه حمزه خلال ساعة سيكن امامه
بالفعل تحرك إلي حي الغمري مثلما ابلغه يحيي بتواجده
وصل حمزه الحي ووجد يحيي وسيف بإنتظاره أمام المخبز القي عليهما السلام وجلس بجوارهما
أخذ ثلاثتهم يتسألوا علي أحوال بعضهم حتي مر حوالي نصف الساعه حاول حمزه أكثر من مره يتحدث في أمر شاهين ولكن لا يعرف بماذا يبدأ
احس يحيي بحيرته تلك فتسائل بقلق…. مالك يا حمزه انت فيك حاجه طمني عليك
فتحدث سيف بخوف هو الآخر…
يا بني انطق قلقتنا عليك
ابتسم حمزه لاحساسه بشعورهما الصادق اتجاههُ فتحدث ليطمئنهما…. ماتقلقوش يا شباب كل الحكاية إن في حاجه شغلاني شويه بفكر فيها،بس إن شاء الله خير ،،ربك هيحلها من عنده
ربت يحيي علي ساقه قائلا… ونعم بالله
واردف سيف بجديه…. طب ما تقول لنا إيه هي الحاجه دي يمكن نقدر نساعدك يا جدع
تحمحم حمزه فـ هو حقاً لا يعرف بماذا يجيب؟
لأنه حائر ما بين افضاح أمر سميه أمام الجميع وبين خوفه الشديد علي إيذاء إيناس من ذاك القاتل المستهتر شاهين
حاول التحدث بهدوء قائلا…. الموضوع متعلق بين سمعة شخص وحماية شخص تاني عشان كده مش عارف اعمـل إيـ..
فتوقف حمزه عن استكمال حديثه بعدما وجد شخص يقف امامهم ويلقي عليهم التحيه….السلام عليكم
وقف ثلاثتهم بعدما ردوا التحيه
فمد ذلك الشخص يده وهو يعرف عن ذاته قائلا…. أنا أيمن عبد العزيز محامي شاهين الدالي الله يرحمه
صعق الثلاث من هذا الخبر الغير متوقع بينما حاول يحيي التحدث فـ هو مصدوم حقاً فتساءل بذهول متي وكيف وأين حدث ذلك؟
أجاب المحامي أيمن جديه قائلا…. هتعرف كل حاجه يا أستاذ يحيي انت والمهندس سيف لما يحضر معانا والدك الحاج رشاد والحاج سمير والأستاذ محسن والمعلم علي وكمان يوسف اخوك يا باشمهندس
استغرب يحيي وسيف لمعرفته بشخصيتهما كما قلق الأخير عند ذكر اسم أخيه وكذلك يحيي عند سماعه لأسماء رجال الحي الذي ذكرهم
فهم المحامي أيمن ما يدور بذهن يحيي وسيف فأردف قائلا…. ما تستغربوش اني اعرفكم بالاسم،،، شاهين باشا الله يرحمه كان حاكي لي كل حاجه عن حي الغمري ده غير إني شفت صوركم معاه عشان اتعرف عليكم
المهم كنت حابب اتجمع مع والدك وباقي الرجاله النهارده
تقدم حمزه معرفاً عن حاله بأنه محامي يحيي وبالمثل يوسف ويريد الحضور بتلك الجلسه،، رحب أيمن بذلك
مر حوالي نصف الساعه وكان الجميع متواجد في الشقة القابعه بالدور الأول بمنزل الحاج رشاد بعدما ابلغهم يحيي بأنه يريدهم لأمر هام للغايه دون اخبارهم بشئ آخر كما أتي يوسف في عُجاله بعد مهاتفه شقيقه له
وإلي الآن لا يعلم الحضور لما تجمعوا هنا بجانب عدم معرفتهم بهذا الشخص الغريب
بعد تبادل التحيه بين الجميع وقف أيمن يعرف عن حاله للحضور ثم تقدم من جلوس المعلم علي ومد يده إليه قائلا…. البقاء لله يا معلم في وفاة ابنك شاهين
صمت تام يجوب المكان مع وقوف المعلم علي من جلسته وهو مازال ممسك بيد المحامي قائلاً….
انت بتقول إيه شاهين مين اللي مات،شاهين ابني طب ازاي وامتي،
مكملا بعدما استغفر ربه هاتفا…. لاحول ولاقوة إلا بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون
وقف الجميع بتأثر من ذلك الخبر فبرغم عدم حبهم لشخص شاهين ولكن للموت احتراماً بجانب خوفهم على والده الذي حزن بشده فمهما كان هو ولده شاء أم لم يشأ
اهتز جسده وكاد يسقط أرضاً ولكن شدد أيمن بمسكة يده ولحقه يحيي حاضناً ظهره لكي يتماسك بوقفته
تحدث الحاج رشاد إليه بتأثر علي حال صديقه وجاره… الله يرحمه ويغفرله، شد حيلك يا معلم الموت علينا حق وكلنا رايحين
لازم تقوي يا علي عشان تقدر تبلغ أمه انت عارف كانت بتحبه ازاي رغم بعده عنها
تقدم الحاج سمير هو الآخر وكذلك الأستاذ محسن وباقي الحضور لتقديم التعازي له في فقيده
مازال المعلم علي متأثراً بهذا الخبر المشئوم ولكنه حاول التحدث قائلا… حياة شاهين إبني كانت كلها غلط ومليانه مخاطر بس ما كنتش متوقع إنه هيمشي من الدنيا بسرعه كده
صمت للحظه بعدها بكي بحرقة قلب اب فقد وحيده وبرغم قسوة شاهين عليه إلا أنه كان يحبه ودائما يطلب من ربه بصلواته أن يرجعهُ لصوابه ولكن لم يحدث وانتهت حياته
أخذ يدعوا له بالمغفره والرحمه
اما من حوله رددوا وراءه بمثل ما قال
هنا تحدث حمزه سائلا المحامي أيمن قائلا… ممكن تعرفنا شاهين اتوفي ازاي وليه حضرتك مجمع الكل؟
أجاب أيمن بلباقه وسلاسه… هعرف حضرتك والحضور كل حاجه بس استأذن أستاذ يحيي يشغل الشاشه ويحط الفلاشه ديه فيها
فعل يحيي مثلما طلب منه ثم اعطي جهاز التحكم (الريموت)
لـ أيمن وجلس بجوار المعلم على
أكمل أيمن مردفاً….الفلاشه ديه عليها اعترافات من شاهين تخصكم كلكم ووصاني لو جرى له حاجه اوصلها لكم علي طول وقالي ياريت لو تقدروا تسامحوه
تسائل الحاج سمير علي ماذا نسامحه؟
بينما هتف محسن والد ضحي قائلاً المطلوب منه ذلك هو والده ما دخلنا نحن بذلك؟
والباقون ظلوا صامتين
اما حمزه يعلم مقصده ولكنه مستغرب لما طلب حضور الجميع هكذا ففضل الصمت هو الآخر حتي يعرف الحكايه كامله
هنا تحدث أيمن وهو يقف من جلسته قائلا…. هجاوب علي كل الاسئله بس خلوني اعرفكم شاهين باشا مات ازاي وبعد كده تشوفوا اللي موجود علي الفلاشه،
فواصل حديثه مردفا…. من حوالي خمسة أيام شاهين باشا كان موجود في قريه في الصعيد القريه ديه مليانه آثار
ووقت ما رجالته كانوا بينقموا علي آثار في بيت من بيوت القريه اتقبض عليهم متلبسين وهما معاهم كذا قطعة من تماثيل فرعونيه
من غير أي مقاومه الباشا سلم نفسه هو ورجالته، لرجال الشرطه المكلفه بالقبض عليهم بس الوحيد اللي قدر يهرب هو كرم
لان الباشا كان واثق إن الكبار اللي سندينه هيخرجوه منها بسهوله جداً فما حاولش الهرب معاه
وعشان القضيه مش سهله وفيها أسماء في مناصب كبيره بالدوله دخلوه السجن وسط حراسه مشدده علي ما التحقيقات تكمل ويتحدد ميعاد لجلسه محاكمه وياخد عقوبته هو واللي معاه في أسرع وقت
اتصل شاهين بالكبار من جوه زنزانته عشان يتصرفوا لكن للأسف كان ردهم انهم مش هيقدروا يساعدوه المره ديه لأن القضيه كبيره وعليها عيون كتير وجايه أوامر عُليا إن التحقيق يتم بجديه واي حد اسمه يجي في القضيه لازم يتجاب ويتحاسب مهما كان اسمه ومنصبه في الدوله
شاهين حس بغدرهم اللي كان متوقعه يحصل في أي وقت وانه هيكون كبش فدي لهم،
فهددهم لو محاولوش يساعدوه عشان يخرج منها هيعترف بكل حاجه قديمه وجديده ومعاه ما يثبت كلامه
فطريقة كلامهم اتبدلت للاحسن وقالوله سيبنا كام يوم وهنلاقي مخرج للمصيبه ديه وقريب هتعرف الحل إيه؟
شاهين باشا بعد ما قفل معاهم كلمني عشان اروح له السجن لانه ما بقاش واثق فيهم خلاص لانهم ممكن ينهو حياته في أي لحظه
فأنا عشان ليا معارف جوه السجن قدرت تاني يوم اروح له بليل ومعايا اوارق طلبها مني عشان يمضي عليها
ده غير كمان قالي علي مكان السيديهات اللي بتُدين المسؤولين الكبار وبعد كده طلب يسجل فيديو لحضرتكم اللي موجود معايا علي الفلاشه
خلصنا كل حاجه ومشيت
عدي يومين ورحت ازوره زي ما كنا متفقين لكن للأسف بلغوني بخبر وفاته

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وبك القلب يحيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *