رواية بيت البنات الفصل الثالث 3 بقلم أمل صالح
رواية بيت البنات الفصل الثالث 3 بقلم أمل صالح
رواية بيت البنات البارت الثالث
رواية بيت البنات الجزء الثالث
رواية بيت البنات الحلقة الثالثة
– أنتِ قتلـ.ـتيها؟؟
أكملت بدموع – قتلـ..ـلتي خلود يا ندى؟!!
دفعت ندى يد والدتها التي تحاوطها ثم وقفت تصرخ بها بجنون وإنهيار: حتى أنتِ هتقولي قتلتَـ.ـتها؟؟ حتى أنتِ يا جنى.
أخذت تضرب وجهها بينما ارتمت أرضًا لازالت تصرخ بـ: حرام عليكم، حرام عليكم بقى ارحموني.
اقتربت منها وجيهة سريعًا تمنعها من استرسال ما تفعل، وضعت يدها جانبها سريعًا وهي تحاول تهدئتها: خلاص يا ندى، خلاص يا قلب أمك ماتوجعيش قلبي عليكِ.
وضعت ندى رأسها فوق كتف والدتها تستند عليه بضعف ووهن، لما يتهمها الجميع بهذا؟؟ لما يرددون أنها مَن قتـ..ـلت طفلتها ؟؟
نظرت جنى لحالة أختها ثم وقفت هي الأخرى ترغم قدمها على الحركة حتى وصلت لغرفتها، جلست فوق الفراش تتابع بكاءها وهي تتمنى أن يكون كل ما يحدث لهم الآن مجرد حلم ستسفيق منه.
وفي بيت ناصر زوج ندى، وصل والدها “توفيق” ومعه شقيقه “حامد” وأولاده “طارق”، “مجد” و”سامر”.
يريد أن يفهم ما يحدث منهم، ولماذا قاموا بطرد ابنته بملابسها البيتية ولما يتهمونها بقـ.ـتل خلود ابنتها؟!
خرج لهم ناصر الذي قال وعينيه تشتعلان غضبًا لوجود والد تلك القـ.ـاتلة هنا: خير، جاي عايز إيه يعم توفيق؟؟
جاءت من خلفه هايدي ووالدته التي صرخت بهيستيرية: عايز إيه يا جدع انت، جاي عايز إيه تاني؟ أنتوا ايه! مفيش دم خلاص؟؟
صرخ ناصر دون أن يلتفت لها: خشي جوة ياما.
ولكنها تابعت دون أن تهتم لصراخه: روح ربنا يحرق قلبك على بناتك زي ما حرقت هي دمنا على بنتنا يا خي.
– امَّـــــــا.
جذبتها هايدي للداخل بعد أن رمت الواقفين بنظرات مشمئزة كارهة، نظر حامد لأخيه فوجده صامت لا يتحدث فعلم أنه لن يتحدث أبدًا، وقف امام ناصر ثم قال بثبات: إحنا هندفنها معاكم، دا حقنا..
نظر له ناصر بتهكم وسخرية في حين تابع حامد بلهجة حادة: وبعدين نبقى نشوف الحوارات التانية دي، تفوق كدا وتقعد تفهمنا عشان منبقاش زي الطرش في الزفة.
رد عليه ناصر بإبتسامة متألمة: وهي ماقالتلكش اللي حصل؟؟ عايزين تسمعوا مني ايه بالظبط؟!
تقدم مجد ليقف بجانب والده وهو يجيبه بهدوء مقدرًا وضعه: إحنا مسمعناش حاجة منها، ندى مبتنطقش ولا بتقول حاجة من وقت ما جت البيت، فياريت زي ما الحج قال نخلص من الدفن وتفهمنا يا ناصر.
تمت إجراءات الدفن وعادوا للبيت من جديد بعد أن رفض ناصر أن يتحدث لأحد وفضّل الجلوس أمام قبر صغيرته على أن يتحدث بشأن موتها.
وقف حامد أمام شقيقه توفيق مربتًا على كتفه: شِد حيلك ياخويا، أنت سند بنتك دلوقتي، اقعد معاها وخليها تتكلم عشان منفضلش في الحيرة دي كتير!
صعد توفيق بعد أن اخذ التعازي والمواساة من جميع من يقابله، ولج ألبيت الذي كان يسوده الهدوء، وقع بصره على ندى النائمة فوق إحدى الارائك ولجانبها وجيهة تمسح على رأسها بينما تبكي بصمت.
نظرت له وجيهة ثم وقفت سريعًا تتقدم منه بلهفة: إيه اللي حصل يا توفيق؟ قالولك ايه؟؟ وطردوا البت من البيت بالشكل ده ليه؟؟
التفت تطالع ندى بشفقة وقد عادت الدموع تتجمع بمقلتيها مرة أخرى: مبطلتش عياط وفي الآخر نامت من التعب.
بكت وجيهة وهي تتذكر هيئة ابنتها: كانت هتموت وتشوف بنتها لآخر مرة.
أخبرها توفيق أنه لم يتحدث أحدٌ معهم وأنه سيذهب مرة أخرى بعد يومين ليستفسر منهم، وزع بصره بين ندى ووجهيهة قبل أن يسألها: هي قالت ايه؟؟
– ولا نطقت! بتعيط وتصوت بس، أنا قلبي واجعني عليها اوي ومش فاهمة اي حاجة.
تنهد توفيق يردد “إنا لله وإنا إليه راجعون” وهو يتحرك لغرفته، دخلت خلفه وجيهة التي قالت بقلق: أنا مكلمتش بسملة وبسنت..
رفع وجهه لها يجيبها بتعجب: ازاي؟؟ كلميهم يا وجيهة مينفعش مايعرفوش.
جلست أمامه: خايفة يتخضوا وهم في أيام امتحانات مش هيعرفوا يسيبوا السكن ويجيوا ولو حصل هيتعطلوا جامد!
– كلمة واحدة يا وجيهة، كلمي البنات وخليهم يجوا، أهم يبقوا جنب أختهم على الأقل!
مرت ثلاثة أيام على هذا اليوم وهذا الحدث المفجع، اكتفت فيهم ندى بتناول ما يجعلها على قيد الحياة بينما كانت جنى خلال تلك الأيام شاردة صامتة وكأنها هي من فقدت ابنتها.
صدح صوت هاتف جنى، كان رقم غريب لذا لم تجب ولم تعطه أي إهتمام، استمر بالرنين لثلاث مرات وفي المرة الرابعة كان رقم خطيبها “عصام”.
ظلت تنظر للهاتف وهو يضيء ويغلق كل مرة وداخلها صراع كبير بين أن تجيب وألا تجيب.
تريد أن ترد عليه وتبكي كثيرًا ليطمئنها ويواسيها، يخبرها أنه لجانبها وأن كل شيء على ما يرام، أن كل هذا سيمر وهو معها و ألا تخاف، أرادت كل هذا في هذا الوقت ولكن…
ماذا إن تلقت ما يهدم كل آمالها، ماذا إن زادتها تلك المكالمة ألمًا وإحباطًا؟ هي تعرف شخصية عصام وتعرف كذلك أنه لن يفعل كل ما سبق أو حتى شيئًا واحدًا منه.
كان عصام جارًا لعائلة ناصر زوج أختها، رآها عدة مرات عند شقيقتها فتقدم لخطبتها بأمرٍ من والدته التي رأت كم هي فتاة جميلة وذات أخلاق عالية، وافقت عليه بسبب حسن خلقه كذلك وسيرته الطيبة، كانت منبهرة به كثيرًا في البداية ولكن شيئًا فشيء بدأت الحقيقة تتضح لها.
أغلقت هاتفها وهي تقف عن السرير متحركة ناحية خزانة ملابسها، بدأت بإخراج جميع هداياه وما احضره لها خلال فترة الخطوبة، شردت في منتصف ما تفعل وهي تتذكر تلك الجملة التي قرأتها على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي “الخطوبة ما هي إلا وعدٌ بالزواج، فترة ليتعرف الطرفان على بعضهما البعض.” وصدق قائلها!
وضعت ما جمعته على مكتبها ثم انهت الأمر بنزعها لخاتمِه من بين أصابعها.
خرجت من غرفتها لتمر على غرفة شقيقتيها بسملة وبسنت، سمعت صوت شجارهم العالي فطرقت الباب مرتين قبل أن تفتح الباب وتدخل.
وقفت أمامهم متحدثة بغضب: ممكن تهدوا شوية وتراعوا الظروف اللي إحنا فيها، ممكن تحترموا نفسكم شوية؟؟
ألقت بسملة قطعة القماش بيدها أرضا وهي تشير على بسنت: قوليلها، عمالة تقول كلام عبيط وهبل من ساعة ما رجعنا.
نظرت جنى لبسنت التي كان القلق يغطي وجهها، تحدثت بسنت وهي تمسك بيد جنى: والله العظيم مش هبل يا جنى، صدقيني أنا والله مش بكذب!
نظرت جنى للإثنين بعدم فهم فتوجهت بسنت تقوم بإغلاقه قبل أن تعود للداخل مرة أخرى، تحدثت بصوت منخفض: فاكرة من تلات سنين لما كنا بنجدد الشقة بتاعتنا دهان وبلاط؟
اومأت جنى ولازالت لا تفهم ما يحدث: آه، ايه علاقة ده بصوتكم العالي وخناقكم؟؟
التقطت بسملة هاتفها وهي تعبث به بدون اهتمام: كملي ياست المداحة كملي.
تجمعت الدموع باعين بسنت وهي تسأل جنى: أنتِ فاكرة مين زارنا أيامها؟؟ وسط ما كنا بندهن بالذات.
نفت جنى: لأ هفتكر ازاي؟؟ بعدين وضحي كلامِك لو سمحتِ يا بسنت وادخلي في الموضوع على طول.
ابتلعت ريقها: في جزء من دهان الحيطة بتاع الصالة بدأ يقشر، لقيت وسط الطوب حاجة غريبة..
تابعت وجسدها يرتعش: لقيت ورقتين مكتوب فيهم حاجات غريبة باللون الأحمر، كأنه .. كـ … كأنه د.م يا جنى والله وكان محطوط وسط الورق شعر و…
هبطت دموعها وهي تتابع بصوت مختنق: وصورة لينا يا جنى!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بيت البنات)