روايات

رواية بيت البنات الفصل الرابع 4 بقلم أمل صالح

رواية بيت البنات الفصل الرابع 4 بقلم أمل صالح

رواية بيت البنات البارت الرابع

رواية بيت البنات الجزء الرابع

بيت البنات
بيت البنات

رواية بيت البنات الحلقة الرابعة

– لقيت ورقتين مكتوب فيهم حاجات غريبة باللون الأحمر، كأنه .. كـ … كأنه د.م يا جنى والله وكان محطوط وسط الورق شعر و…
هبطت دموعها وهي تتابع بصوت مختنق: وصورة لينا يا جنى.
توسعت عيون جنى بصدمة وهي تلتفت تتأكد أن الباب مغلق ثم نظرت مرة أخرى لبسنت التي كانت يدها ترتعش وهي تتذكر تلك الأوراق والتي كانت كلها عبارة عن رموزٍ وأحرف.
رفعت بسملة وجهها عن الهاتف وهي تنظر لهما بسخرية: اي دا يا جنى، أنتِ مصدقة الهبل ده؟
لم تجيبها جنى وإنما وقفت أمام بسنت تسألها بقلق: فين؟؟ فين الورق ده؟؟
انهارت بسنت لتجلس على فراشها وهي تجيبها ببكاء: معرفش! أنا طلعته وحطيته في الدولاب من يومين، حكيت لبسملة مصدقتش وكنت مستنية الوضع يهدى شوية عشان احكي لبابا، بس أنا مش عارفة استنى ومرعوبة بجد.
– يعني ايه يا بسنت؟؟ دورتِ كويس؟؟ يمكن وسط هدومك أو حاجتَك، لازم تلاقيه!
كانت بسملة تستمع للحوار الدائر بينهما بتوتر، اعتدلت تغلق هاتفها تطالعهما بطرف عينها وهي بإنتظار أن ترى أين سينتهي بهما الأمر.
جف حلقها وتوسعت عنياها عندما سألت جنى: طب دورتي في هدوم بسملة؟؟ يمكن وقعت عندها.
نفت بسنت: أنا كنت حطاها في الوش عشان افتكر، خوفت اخبيها وسط الهدوم أنسى!
ابتلعت بسملة ريقها وهي تتقدم لتجلس بالقرب من بسنت التي تغطي وجهها بين كفيها تبكي وداخلها يتآكل رعبًا، تحدثت متحمحمة: جنى…
نظرت لها جنى التي وقفت في منتصف الغرفة تفكر في أشياءٍ كثيرة، مَن .. متى .. كيف ولماذا؟!!
استكملت بسملة بعد تردد كبير وهي تفرك يدها: أنا رميتها في الزبالة..
رفعت بسنت وجهها لها سريعًا بينما اسرعت هي تتابع حديثها قبل أن يلقي أحدهم اللوم عليها: ايوة عشان دا عبط، ولو صدقتوه هتفضلوا عايشين في رعب على الفاضي وإحنا فينا اللي مكفينا.!
صرخت جنى بها بغضب: يا غبية، عبط ايه دا عَمل فاهمة يعني ايه عمل، إحنا في مصيبة يا بسملة مصيبة!
صمتت للحظات وقد شعرت أن عقلها توقف عن العمل فلم تعد قادرة حتى على التفكير في هذا المأزق، نظرت لها بسملة بغضب ثم التقطت هاتفها متحركة للخارج فأوقفتها بسنت بسرعة تسألها بلهفة: امتى؟؟ رمتيها امتى؟
التفت تجيبها: امبارح الصبح، وبابا نزّل الزبالة تحت وهو بيصلي الفجر عشان عربية الزبالة تاخدها وهي معدية.
خرجت جنى من الغرفة سريعًا بعد أن دفعت بسملة عن الباب دون قصد، وضعت خمار والدتها الذي يصل لركبتها تقريبًا فوق بيچامتها البيتية وهي تخرج من المنزل متجهة للأسفل على أمل أن تجد أكياس القمامة!
لحقت بها بسنت التي كانت ترتدي اسدال الصلاة وهي تمسح وجهها من الدموع التي ذرفتها منذ قليل، كانت بسنت من بين أخواتها الأرق والألطف والاهدء لذا أقل أبسط شيء يجعلها تبكي وهذا ليس بالشيء الهين!
وقفت على السلم وهي ترى جنى التي كانت تعبث بحاويات القمامة، تلقي بها أرضًا ثم تنخفض لتبحث عن تلك الورقات.
اقتربت منها سريعًا: يا جنى بتعملي ايه بس، قومي عشان الناس متشتكيش من الزبالة دي.
– مش وقته، لازم نلاقي الورق ده يا بسنت..
ثم رفعت رأسها تتابع بدموع: العمل دا لو ماتفكش يا بسنت حياتنا هتبقى جحيم.
جلست بسنت القرفصاء أرضًا لجانبها وهي تساعدها في إيجاد تلك اللعنة، نظرت بحزن لجنى المتلهفة لتلك الورقة وهي تعلم كم هي ختئفة على عائلتها.
– ما يمكن العربية لمت الزبالة!
قالتها بتردد فنفت جنى بسرعة: لأ، إن شاء الله.
تابعت البحث وكذلك بسنت الذي تألمت لرؤية أختها بهذه الحالة وهي تعلم السبب، منعت نفسعا من البكاء وهي تلقي بكيس آخر على الأرض تدعو الله سرًا.
– أنتوا بتعملوا إيه؟!!
جاء صوت رجولي من خلف جنى فرفعت بسنت وجهها لتبصر وجه مجد إبن عمها والذي تابع بصوتٍ حاد وهو يقف خلف جنى التي كانت تولي ظهرها للطريق وكل من يمر يراها بتلك الوضعية الغير لائقة: جنى، قومي اتعدلي!!
ومرة أخرى لم تلتفت وكأن صوته لم يصل لها، نظر مجد حوله ثم عاد لينظر لها بعدم تصديق لما تفعله هي وشقيقتها: جنى!!
انخفض يمسك برسغها وهو يجبرها على القيام والتوقف عن ما تفعل، نفضت يده تصرخ به بغضب: ملكش دعوة!
– مليش دعوة إزاي أنتِ عبيطة؟؟ أنتِ مش شايفة لبسِك ولا وقفتِك ولا الناس اللي ماشية تتفرج؟!!!
نظرت لخمار والدتها والذي سبق ورفعته على كتفها كي تستطيع البحث دون أن يعيق حركتها ثم لملابسها التي تكشف ذراعيها بالكامل والكنزة القصيرة.
تحمحمت بحرج وهي تعيد إنزال الخمار قبل أن تنظر له برجاء: لو سمحت يا مجد اطلع أنت وسيبنا.
رد بدهشة وهو يوزع بصره بين الإثنين: أنتوا بتعملوا إيه أصلًا؟؟ بتقلبوا في الزبالة بالشكل ده ليه!!
– لقيتها..!!
صرخت بسنت بتلك الكلمة وهي تقف بسرعة ترفع الورقة بالهواء وسعادة بالغة، نظر مجد لها ولما تلوح به في الهواء وهو لازال لا يفهم أي شيء، انتزعت جنى الأوراق منها ثم صعدت السلالم مرة أخرى وخلفها بسنت تردد “الحمد لله”.
وتركا ذلك المسكين يقف ينظر القمامة أمامه بتعجب تارًا وللسلالم التي صعدتا عليها تارًا..
– إيه ده يا أستاذ مجد المنظر ده؟؟ هو يعني عشان في عربية بتعدي تسيبوا الزبالة بالمنظر ده؟؟
نظر مجد لذلك الرجل الذي يوبخه بضيق وما كاد يتحدث يخبره أنه لا دخل له بهذا حتى فاجئه الرجل وهو يأمره بحدة: لِم القرف ده لو سمحت، اللي شغالين على عربيات الزبالة دول بني آدمين برضو!
زفر وهو يحاول تمالك أعصابه ثم انخفض بهدوء يلملم ما فعلته بنات عمه بينما يتوعدهما سرًا بالهلاك.
بالأعلى دخلت جنى غرفتها وخلفها بسنت التي سألتها بحيرة: وهنعمل إيه دلوقتي يا جنى؟؟ هنحرقه؟؟!
أجابتها بحزم: لأ طبعًا، لازم يتفك مينفعش يترمى أو يتحرق لأن في الحالتين العمل هيفضل قائم وشغال عادي…
استرسلت وهي تحذرها: اوعي تعرفي ماما أو بابا حاجة خالص دلوقتي، هم فيهم اللي مكفيهم وموضوع ندى ده برضو شاغلهم..
نظرت أمامها وتابعت بإصرار: أنا هحاول اتصرف..
نظرت لها مرة أخرى: وأنتِ عرفي بسملة بالكلام ده، قوليلها إن ده مش عبط ولا هبل وخليها تفتح نت وتشوف البلاوي اللي عليه، ولا بلاش تفتح نت…
ابتسمت بألم: خليها تفتكر اللي حصل زمان.
تنهدت بسنت وهي تخرج من غرفة جنى لغرفتها المشتركة بينها وبين بسملة، رغم أنهما توأمان إلا أنهما لا تشبهان بعضهما البعض في أي شيء، حتى ملامحهما كانت مختلفة!
بسملة عنيدة ولا تستمع للآخرين، دائمًا ما ترى أنها على حقٍ حتى لو اجتمعت الكرة الأرضية على أن ما تفعله خاطئ سترى هي أنه صواب.
توجهت بسنت وفتحت الباب لندى التي جاءت للتو من على المقابر برفقة وجيهة التي لم تتركها طوال الثلاثة ايام التي مضت؛ صمتها يقلقها لذا ظلت ملازمة لها.
جلستا جانب بعضهما البعض فوق الأريكة، ربتت وجيهة على كتفها تسألها بحنو: أجيبلِك تاكلي؟؟
نفت برأسها دون أن تجيب فاستجابت لرفضها ووقفت بعد أن قالت: هروح طيب أجهز لأخواتِك وأبوكِ وأرجع على طول.
ثم تحركت ناحية المطبخ، وجدت بسملة تجلس أرضًا تعبث بهاتفها على العادة فقالت بعتاب وهي تنظر حولها: طب كنتِ سيبي التلفون من إيدِك يا بسملة ورتبي المطبخ! بعدين من البيت كله ملقتيش غير المطبخ تقعدي فيه؟!!
وقفت زافرة بضيق: منا كل ما اروح حتة يتكون عليا، أدخل أقعد في الحمام يعني ولا ايه؟!
تحركت وجيهة نحو الموقد: طب سيبي البتاع ده وتعالي اغرفي معايا، يلا!
.. بالخارج ..
خرجت جنى غرفتها بعد أن ارتدت ملابسها واستعدت للخروج بتلك الورقة، لا وقت تضيعه ولا يجب أن تبقى تلك الورقة بمنزلهم!
نظرت ناحية الأنتريه فوجدت ندى التي تجلس فوق إحدى الارائك شاردة كعادتها بالآوان الأخيرة، التقطت كمًا لا بأس به من الهواء ثم اقتربت منها.
جلست بمواجهتها على الاريكة المقابلة، نظرت لها ندى لثواني قبل أن تشيح ببصرها عنها.
– مش ناوية تتكلمي؟؟ هنفضل مستنيين لحد امتى؟؟؟
لم تجيبها، بللت جنى شفتيها وهي تحاول ألا تغضب: لما أنتِ مبتنطقيش ولا حد من عيلة ناصر جوزِك سامحين بدخولنا بيتهم أو حتى راضيين يتكلموا إحنا هنعرف ازاي؟؟ هنشم على ضهر ايدنا مثلًا؟!!
ومرة أخرى التزمت ندى الصمت، وذلك استفز جنى كثيرًا؛ وجدت نفسها فجأة تصرخ بها: انطقي يا ندى! كلنا مقهورين على اللي حصل ليها وكلنا عايزين نعرف ايه اللي حصل، إنفي التهمة اللي الكل بيوجها ليكِ!
صرخت تزامنًا مع دخول توفيق من الباب وخروج وجيهة مهرولة من المطبخ وخلفها بسملة التي تابعت ذلك الحوار بفضول.
تقدمت وجيهة للأمام لتوقف ذلك الحوار قلقًا على صحة ندى ولكنها وجدت يد زوجها تمنعها من ذلك، التفت له فاومأ برأسه كي لا تتحرك.
أما عن ندى وجنى، تحدثت جنى وهي تلوح بيدها في الهواء: طب لو مش أنتِ اللي عملتِ كدا هيكون مين!!
نظرت لها ندى باعين واسعة فأكملت جنى: بتبصيلي كده ليه؟؟ ما تقولي مين؟؟
صرخت ندى أخيرًا وهي تلقي بالوسائد جانبها أرضًا: هم … هم اللي قتلـ..ـلوها مش أنا..
تأهب جنى وهي تسألها بلهفة: هم مين؟؟ هم مين يا ندى؟!!
بكت صارخة بها: هايدي وأمها، هم الاتنين اللي عملوا كدا، هم اللي عملوها ومصممين يلبسوها ليا..
أخذت تضرب على صدرها: دي بنتي! دي أول ما شافت عيني، هعمل كده ازااااي!!
اقتربت منها وجيهة تجلس لجانبها وهي تمسح على ظهرها بينما ظل توفيق في مكانه يحاول أن يستوعب ما قالته ابنته، جدتها وعمتها!! أيعقل!
ولم يقل حال بسملة وبسنت عن حال الجميع، أما جنى فظلت صامتة، هم يقولون أن ندى فعلت وندى تقول أنهم فعلوا، مَن تصدق؟!!
نظرت بسرعة لندى: إيه اللي حصل يومها بالظـ…
قاطعتها وجيهة بحدة ووجه محمر بسبب بكائها: خلاص! خلاص يا جنى أنتِ شايفة هي مش مستحملة حاجة!
– ولإمتى هتفضلي تقولي خلاص يا ماما؟؟ عدى تلات أيام اهو ولسة مش فاهمين حاجة! هنفضل نطبطب وندادي كدا كتير!!
وقفت متمسكة بحقيبتها جيدًا ثم تحركت ناحية الباب تغلقه خلفها بعد أن قالت: أنا راحة مشوار..
صفعته خلفها وغادرت..
هبطت السلالم وهي لا ترى أمامها لشدة الغضب، رفعت وجهها لترى ذلك الذي سد طريقها، عصام خطيبها.! هذا ماكان ينقصها.!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية بيت البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *