روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الخامس والأربعون 45 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الخامس والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الخامس والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الخامسة والأربعون

«”هُدِ.مَت الدار ومعها هُدِ.مَت الأحلام”»
كان يدور حول نفسه في إحدىٰ طرقات المستشفى أمام باب غرفة الفحص القابع بها أخيه الصغير، الخو.ف ينهـ ـش قلبه دون ر.حمة وكأنه أقسم على تعذ.يبه متلـ ـذذًا برؤية الخو.ف يحو.م حوله، وبعد القليل مِن الوقت خر.ج “الطبيب” ليلتفت إليه الآخر سريعًا مند.فعًا بقوله:
«خير يا دكتور طمني على أخويا»
«أتفضل معايا»، نطق بها “الطبيب” بنبرةٍ هادئة متوجهًا إلى مكتبه ليلحق بهِ “حُـذيفة” وهو لا يفهم شيء والخو.ف واضحًا على معالم وجهه، جلس على المقعد الموضوع أمام مكتب “الطبيب” وهو ينظر إليه ليرىٰ الآخر ينظر إليه وتحدث بنبرةٍ هادئة قائلًا:
«واضح إن الأستاذ “يزيد” ممـ ـتنع عن الأكل مش كدا؟»
حرك “حُـذيفة” رأسه برفقٍ وهو حقًا لا يعلم ماذا يقول فبالتأكيد آخر بحالته تلك مِن المؤكد أنه ممتـ ـنع عن الطعام، صمت “الطبيب” لحظات ثم أكمل حديثه وقال:
«الأستاذ “يزيد” أخوك لمَ عملناله فحوصات وأشعة لقينا إنه عنده مشا.كل فـ الأمعا.ء، وعنده أنيميا حا.دة، الأنيميا لوحدها كا.رثة خصوصًا لو كانت حا.دة، فـ حالة أخوك لازمله حُـ ـقَن، بس مع وجود مشا.كل فـ الأمعا.ء الدنيا با.ظت خالص»
«انا أخويا عنده إيه بالظبط يا “دكتور”؟» نطق بها “حُـذيفة” بنبرةٍ هادئة متسائلة وهو ينظر إلى الطبيب الذي تنهـ ـد بهدوءٍ وقال:
«بُص يا “حُـذيفة” انا مش هكد.ب عليك، أخوك عنده مشا.كل فـ النخا.ع العظـ ـمي، يمكن الموضوع بان دلوقتي بعد ما حصلت تطورات والوضع أصبح متخذ منحد.ر الخطو.رة، أخوك باين عليه تـ ـعبان أوي ومع الضـ ـغط والتعذ.يب اللي أتعر.ضله الو.ضع زا.د سو.ءً، أخوك لازم يدخل عمـ ـليات، لازم يعمل عـ ـملية زر.ع نخا.ع، وطبعًا لازمله متبر.ع مِن الدرجة الأولى واللي بيكون حدّ مِن الأخوات»
«وهو لازم يسافر بره ويعملها؟»، نطق بها “حُـذيفة” متسائلًا وبات الخو.ف والقلـ ـق باديان على معالم وجهه بشكلٍ ملحوظ خصيصًا حينما ظهر الإضطـ ـرب على نبرة صوته
«لا خالص إحنا ممكن نعملهاله هنا المستشفى فيها تيمز على مستوىٰ عا.لي وخبرة مفيش أي داعي للسفر بره أو الخو.ف» نطق بها “الطبيب” مبتسم الوجه يطمـ ـئنه، فكر الآخر لبضع دقائق قبل أن يتخذ القرار وينظر إلى “الطبيب” قائلًا:
«انا هكون المُتبر.ع يا “دكتور”»
«متأكد يا “حُـذيفة”؟» نطق بها “الطبيب” الذي سأله بأهتمامٍ واضحٍ ليؤكد إليه “حُـذيفة” بإما.ءة خفيفة برأسه وقد أتخذ قراره الأ.خير في ذلك ولن يتر.اجع لو للحظةٍ واحدة، خرج مِن مكتب “الطبيب” وهو يعبـ ـث في هاتفه ليضعه على أذنه ينتظر إجابة الطرف الآخر الذي لم يدوم طويلًا وكان يُجيبه
«أسمعني كويس يا “ليل” عشان مفيش وقت، انا داخل عمـ ـليات كمان نص ساعة عايزك تجيبلي شوية حاجات وتجيلي وبرضوا عايزك تعرَّف “بابا” و “ماما”و “أيسل” براحة وتجيبهم، انا قدرت أوصل لـ “يزيد” وأختصار الموضوع عشان مفيش وقت أشر.ح بالتفصـ ـيل “يزيد” تـ ـعبان أوي وهيعمل عـ ـملية زر.ع نخا.ع ولازمله متبر.ع ومفيش غيري فـ عشان كدا خدت قرار إني هبقىٰ المتبر.ع، عايزك بس دلوقتي تحاول تظبط الدنيا بسرعة وتجيلي بيهم هتقدر ولا لا، تمام متتأخرش وانا هعمل شويه أشعـ ـة وتحا.ليل كدا أتطمن عشان لو فيه حاجه لقدر الله أشوف متبر.ع تاني، تمام هستناك»
أنهـ ـىٰ “حُـذيفة” حديثه مع ابن عمته وأغـ ـلق الهاتف ثم رأىٰ الممر.ضة تخبره أن يتبعها حتى يفعلا إليه بعض الأ.شعة والفحو.صات للأطمئنان عليه قبل أن يتم التبر.ع إليه
______________________
«”الأ.حمال تتز.ايد على عا.تقيه دون توقف”»
قرع عدة قرعات على باب غرفة خاله وانتظر لحظات حتى رأىٰ “عبد الله” يقف أمامه بعد أن فـ ـتح الباب وسأله حينما قال بنبرةٍ هادئة:
«في إيه يا “ليل” حصل حاجه ولا إيه؟»
شعر “ليل” في هذه اللحظة أن الأمر يز.داد صعو.بة خصيصًا حينما رأىٰ زوجة خاله تقف خلف الآخر تنظر إليه، لأول مرة يشعر بثقـ ـل مها.مه التي كان يُنهـ ـيهة دومًا حتى إن كانت في غاية الصعو.بة ولَكِنّ هذه المرة يشعر بالثقـ ـل الشـ ـديد والخو.ف فهذان ولديهما والأثنين سيخضعان إلى إجراء تلك العمـ ـلية في نفس الوقت أحدهما ما بين الحياة والمو.ت والآخر المتبر.ع إليه
«بصراحة كدا انا وصلتلي أخبار جديدة مِن “حُـذيفة” قولت أجي أقولهالكم لأنه قصدني فـ حاجه زَّي دي»
«إيه اللي حصل طيب قول» نطقت بها “نوران” التي كانت تنظر إليه تنتظر سماعه على أحـ ـر مِن الجمـ ـر وكأنها تتمنىٰ سماع ما تريده منذ أيام، تنتظر سماع أي شيء يخص صغيرها الحبيب الذي أشتا.قت إليه كثيرًا، أبتـ ـلع “ليل” غصتهِ وتحدث بهدوءٍ غير معهو.د وهو يعلم أ.ثر تلك الكلمات عليهما حينما قال:
«”حُـذيفة” كلمني وقالي إنه عِرِف يوصل لـ “يزيد” وشافه…»
«إيه، قالك كدا بجد، طب هو فين يا “ليل” وليه متصلش بينا وقالنا، قالك إيه تاني طيب هيعرف يخر.ج أخوه لقىٰ أد.لة أو أي حاجه، طمني يا “ليل” عشان خاطري يا ابني قلبي موجو.ع على ابني» هكذا بتـ ـرت “نوران” حديثه فور أن أستمعت إلى أسم ولدها الحبيب بتلـ ـهفٍ وكأن الحياة قد تلو.نت بالألو.ان إليها مرةٍ أخرىٰ، نبـ ـض قلبها بعنـ ـفٍ حينما شعرت أن هناك أمل في عودة ولدها إليها ولد.فء أحضانها، ولَكِنّ خَـ ـيَب “ليل” أمالها حينما أكمل حديثه الذي كان كالسكا.كين الحا.دة التي تُغـ ـرز في صد.ور البشر دون ر.حمة متلـ ـذذةً بتعذ.يبهم
«”يزيد” تـ ـعبان أوي وأتنقـ ـل على المستشفى والدكتور قال إنه محتاج يدخل عـ ـمليات فـ أسرع وقت عشان يعمل زر.ع نخا.ع لأن “يزيد” عنده مشا.كل في النخا.ع العظـ ـمي ومشا.كل فـ الأمعا.ء وبالتالي محتاج متبر.ع مِن الدرجة الأولى يعني حدّ مِن الأخوات وملهوش غير “حُـذيفة” فـ “حُـذيفة” كلمني وقالي إنه عايزني أقولكم بس طلب مِني أنكم تتفهموا براحة الوضع وكذلك “أيسل” ومحتاجكم جنبه لأنه قرر يبقىٰ هو المتبر.ع ودلوقتي بيعمل أ.شعة وتحا.ليل عشان يتطمن على نفسه قبل ما ينقـ ـل لأخوه عشان لو لقدر الله في حاجه يلحق يلاقيله متبر.ع، بالله عليك يا “خالي” حاول تهـ ـدا عشان إحنا ممعناش وقت دلوقتي ولازم نوصل قبل ما “حُـذيفة” يدخل عشان نلحق نشوفه قبل ما يدخل»
أنهـ ـىٰ “ليل” حديثه الذي كان كـ مثابة قنبـ ـلة موقو.تة قد ألقا.ها في وجهيهما ليرىٰ أنهيا.ر زوجة خاله التي لَم تتحمـ ـل أستيعا.ب ما قاله وجلست على المقعد تبكي بصوتٍ عا.لي، آ.لمه قلبه حينما رأها بتلك الحالة المؤ.لمة لينظر بعدها إلى “خاله” الذي كان في الحقيقة مصد.ومًا وبشـ ـدة لا يستطيع أ.ستيعاب ما قاله ابن شقيقته
وضع كفيه على وجهه ومسـ ـح عليه يحاول أستيعا.ب الوضع لينظر بعدها إلى الساعة ليرىٰ الوقت يَمُر، ألتفت ينظر إلى زوجته التي كانت في حالة يرثىٰ لها ثم بعدها نظر إلى “ليل” الذي كان ينظر إليه ينتظر إشارة مِنهُ ليسمعه يقول:
«انا هقول لـ “أيسل” عايزك تشوف هو قالك إيه وتعمله وتروح وانا هجهز بسرعة وأجيب مرات خالك و “أيسل” وأحصلك»
حرك “ليل” رأسه برفقٍ ثم تحرك ليدلف “عبد الله” إلى غرفته ملتفتًا ينظر إلى زوجته وهو يأخذ نفسًا عميـ ـقًا للأستعداد إلى تهـ ـدأتها وأخذها للذهاب إلى ولديه فهذا ليس الوقت المناسب.
في غرفة “روان”
كانت تجلس أ.على فراشها تضع رأسها على وسادتها الو.ثيرة تنظر إلى الفـ ـراغ بشرودٍ وهي تستذكر ذكرياتها مع “يزيد” على مدار تلك السنة التي مضت، تتذكر أحز.انهما وسعادتهما، تتذكر حنانه الذي لا يفا.رقه حتى في أسو.أ حالاته، تتذكر العديد والعديد مِن الذكريات اللطيفة التي قضـ ـتها رفقتهِ.
سَمِعَت صوت طرقات هادئة تُطرق على باب غرفتها لتنظر إليه تسمح لـ مَن في الخارج بالولوج، بينما ولج الآخر إليها ومعالم وجهه خالية مِن أيا مرح وسعادة، أعتدلت في جلستها بهدوءٍ ليقترب هو مِنها ليجلس أمامها مباشرةً يفصـ ـل بينهما سنتيمترات، نظر إليها وهو لا يعلم كيف يبدأ بإخبارها فهو يعلم أنها تعشـ ـق “يزيد” وليست تُحبّه فقط وتكر.ه أن ترىٰ خد.شًا صغيرًا بهِ إذًا ماذا ستفعل حينما تعلم ما حدث
«مالك يا “ليل” ساكت ليه، أنتَ مضا.يق مِن حاجه صح، أتخا.نقت أنتَ و “روزي”؟» أنهـ ـت “روان” حديثها متسائلةً وهي تجهـ ـل حتى الآن سـ ـبب ما يجعل أخيها متجـ ـهم الوجه هكذا فهي لا تراه هكذا إلا قليلًا، إذًا ماذا حد.ث هذه المرة، مدَّ كفه ووضعه على ظهر كفها وهو يُحاول إيجاد طريقة لطيفة يخبرها الأمر ولَكِنّهُ لا يجد تلك الطريقة التي أرتدت ثياب الأ.خفىٰ تاركةً إياه يتولى ذِ.مام الأمور
«انا جاي وعايز أتكلم معاكِ، هتسمعيني للآخر ولا هتقا.طعيني؟» هكذا أنهـ ـىٰ “ليل” حديثه وهو ينظر إليها متر.قبًا ردّات فعلها ليرىٰ التخـ ـبط والحـ ـيرة هما عنوانًا صر.يحًا لهُ
«في إيه، أنتَ تـ ـعبان طيب ولا فيك حاجه ومش عايز تقول، قولي ومتخا.فش مش هقول لحد سِرك أ.مان معايا، أحكي وهسمعك ومش هتكلم خالص لحد ما تقول كل اللي جوا.ك» هكذا أخبرته “روان” وهي تُحاول طمئنته مِن منظورها، لا تعلم أنه هو مَن يُريد طمئنتها وهذا جعل الوضع يز.داد صعو.بة، ولَكِنّ في النها.ية قرر إخبارها بينما بدأت هي تستمع إليه بإنصا.تٍ شـ ـديدٍ تجهـ ـل ما ينتظرها في حديثه
«بُصي، انا جاي بصراحة أكلمك فـ موضوع مقدرش أخـ ـبيه عنك عشان يخُـ ـصك زَّي ما يخـ ـصهم، “حُـذيفة” كلمني وقالي إنه وصل لـ “يزيد”..»
«أحلف، وِصِله بجد، طب هو فين وكويس ولا لا وعامل إيه ينفع أروح أزوره طمني عليه يا “ليل” عشان خاطري أرجوك» وكالعادة قا.طعته كما فعلت زوجة خاله حينما ذكر إليها أسم “يزيد” وكان يتو.قع ردّة الفعل تلك ولَكِنّهُ قرر التحلي بالهدوء كي يستطيع إمتـ ـصاص صد.متها التي تنتظره وثو.رانها على الآخر
«أهـ ـدي وخلّيني أكمل للآ.خر، “يزيد” تـ ـعبان أوي و “حُـذيفة” نقـ ـله المستشفى والدكتور لمَ كـ ـشف عليه قال إن “يزيد” تـ ـعبان أوي وعنده شويه مشا.كل محتاجه علا.ج عشان تتحـ ـل وشوية وقت وهيبقى زَّي الفُل» هكذا قرر تغيير مجر.ىٰ حديثه حتى لا يُعطيها الصد.مة في البداية ويحدث مثلما حد.ث مع زوجة خاله ويسو.ء الوضع سو.ءًا
بينما كانت هي تنظر إليه مصد.ومة وبشـ ـدة ليظهر الخو.ف على معالم وجهها والقـ ـلق يتمـ ـلَّك قلبها وتبدأ الأفكار السو.د.اء تتمر.كز دا.خل عقـ ـلها تُصور إليها آلآف السيناريوهات البـ ـشعة جعلتها تشعر بالر.عب الشـ ـديد عليه ولذلك هتفت بهدوءٍ غير معهو.د وبنبرةٍ مهز.وزةٍ ظهر بها خو.فها الشـ ـديد على الآخر:
«يعني إيه، علا.ج إيه وتعـ ـب إيه دا برضوا مش فاهمه، هو “يزيد” ماله يا “ليل”، انتَ بتهر.ب مِني ليه قولي اللي قالهولك “حُـذيفة”، “يزيد” فيه إيه؟»
رأىٰ “ليل” حالتها تلك ليَمُدَّ كفيه يضعهما على كلا ذراعيها محاولًا لجـ ـم حركاتها التي ستبا.غته ونظر إلى عينيها وقال بنبرةٍ أكثر هدوءًا:
«أهـ ـدي خالص عشان “يزيد” دلوقتي حالته مش أ.حسن حاجه، كل اللي “حُـذيفة” قاله إن “يزيد” عنده مشا.كل في الأمعا.ء وأنيميا حا.دة، وعنده مشا.كل في النخا.ع العظـ ـمي ومحتاج يد.خل عمـ ـليات في أسرع وقت وطلب مُتبر.ع مِن الدرجة الأولى يعني حدّ مِن أخواته وطبعًا مفيش غير “حُـذيفة” وعشان كدا قرر يبقىٰ هو المُتبر.ع دا، دلوقتي هو بيعمل أ.شعة وتحا.ليل عشان يقدر يتبـ ـرعله وانا شوفت إني أجي أقولك عشان “يزيد” دلوقتي خطيبك وحـ ـقك تكوني جنبه فـ الظر.وف دي، عشان خاطري تهـ ـدي ومتعمليش زَّي مرات خالك هو هيكون كويس وهيخـ ـف ويرجع تاني، ويا عالم يمكن ربنا عمل كدا لسـ ـبب إحنا منعرفهوش دلوقتي بس هنعرفه بعدين، عايزك تجهزي وتقوليلي عشان نتحرك بس بسرعة عشان مفيش وقت، أتفقنا؟»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينظر إليها، بينما كانت هي تبكي بصمـ ـتٍ وتضع كفها على مو.ضع قلبها تحاول أستيعا.ب الأمر، لا تُنـ ـكر أنها صد.مة إليها، ولَكِنّها صد.مة قو.ية للغاية عليها، أقترب هو مِنها بـ رأسه يُلثم جبينها بـ قْبّلة حنونة ثم أزا.ل عبراتها العا.لقة على جـ ـفنيها بـ إبهاميه وهو يعلم جيدًا أن “يزيد” يعني الكثير بالنسبة إليها، وكذلك هو فهو الأخ الصغير بالنسبة إليه، زفـ ـر بعمـ ـقٍ وتـ ـركها كي تتجهز وخر.ج يُفكر في ما حلّ عليهم فجأ.ة دون هو.ادة.
________________________
<“تُشبه الورود في ربيعها، وكأنها بستانٌ أُزهِر بعد خريفه”>
أحلامنا تبدو مصدر سخرية ومحـ ـط أنظار للبعض، وتبدو حمقا.ء وصـ ـعب حد.وثها للبعض الآخر، وتبدو وكأنها حلمٌ بعيدٌ يصعُـ ـب علينا تحقيقه، نستمع لبعض الوقت إلى بعض الكلمات السا.مة مِن ألسـ ـنةٍ لَم تجد طريقًا لتزيين كلماتها، أما بالنسبة إلينا فهي أحلامٌ وردية جميلة، حياةٌ باللو.ن الوردي مع شخصٍ تمنيته في صلاتك كل يومٍ، حياةٌ بسيطة يتمناها المرء ويكتفي بها هي فقط.
خرجت “غدير” إلى الشرفة ممسكةً بـ صينية معدنية تعلـ ـوها صحنان صغيران وفنجانين صغيران لتجده ينتظرها، أبتسمت هي بسمةٍ صا.فيةٍ وهي تراه يشاهد إحدىٰ الفيديوهات على التطبيق الشهير “اليوتيوب” كعادتهِ منذ أن بدأت شهور حمـ ـلها حتى أتمت اليوم شهرها الرابع
«”عُـمير!”» نطقت بها بنبرةٍ هادئة نا.عمة تجذ.ب بها أنتبا.هه لتراه يلتفت نحوها ينظر إليها لتعـ ـلو الأبتسامة سريعًا ثغره حينما و.قعت حدقتيه عليها، تلك التي تُشبه القهوة في جمالها ولو.نها السا.حر، ترك هاتفه وأخذ الصينية مِنها واضعًا إياها على سطح الطاولة لتجلس هي على إحدىٰ المقاعد وجاورها هو في جلستها محاوطًا إياها بذراعه يُلثم رأسها بـ قْبّلة حنونة
«ما قولتلك أعملهم انا لازم تعا.نديني يعني يا “غدير”؟» نطق بها وهو ينظر إلى عينيها البُنية التي تعا.مدت عليها أشعة الشمس لتُزهر لو.نها البرا.ق الذي قلما نظر إليها فُتِـ ـنَ بها أكثر وأكثر وكأنها أُسـ ـكير الحياة بالنسبة إليه مِن بعد أيامه العصـ ـيبة
«عيونك حلوة أوي يا “غدير”، عارفة عاملة زَّي إيه، زي لو.ن القهوة اللي أول ما تبدأ تفو.ر تغمـ ـق فجأ.ة وأول ما تتصَـ ـب فـ الفنجان وشها يبقى بُني فا.تح، عيونك نفس النظام بالظبط، تبقىٰ مطـ ـفية طول الوقت وأول ما أشعة الشمس تقـ ـع عليها تنوَّر وتبقىٰ فـ اللحظة دي شبه القهوة بالظبط، بأ.مانة يعني انا مفتو.ن بعنيكِ»
يُغا.زل عينيها بصراحةٍ غير معهو.دة وكأنه فـ ـقد قدرته على الصمو.د أمام جمال عينيها التي تُسحـ ـره في كل مرةٍ ينظر إليها بها، كان هذه المرة صر.يحًا معها وبشـ ـدة، و.قع بصره على فنجانين القهوة ليقوم بـ مَدّ ذراعه وأخذ واحدٍ مِنهما لينظر إليها مرةٍ أخرىٰ قائلًا بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
«أهي بُصي كدا على فنجان القهوة دا، الوش بتاعها فا.تح ودا طبيعي عشان هي دي طبيعتها على عكـ ـس الجزء اللي تحـ ـت الوش نفسه لو.نه غا.مق تحسيه قا.لب على اللو.ن الأسو.د أو بمعنى أد.ق وأو.ضح لونه بُني محر.وق، لو بَصـ ـيت على لو.ن القهوة وعلى عنيكِ هلاقيهم أخوات، نفس الوصف ينطبق على عنيكِ لو بصيـ ـنا لـ عنيكِ دلوقتي هلاقي نقـ ـطة فـ نُص بؤ.بؤ العين أسو.د وحواليه بُني غا.مق شويه وفي زَّي خيو.ط ر.فيعة خالص مخلّية شكل العين جذ.اب وجميل، فعلًا سبحان الخالق»
إز.دادت نبـ ـضات قلبها علوً.ا وغمرتها السعادة وشقـ ـت الإبتسامة ثغرها لتُشرق الشمس مرةٍ أخرىٰ مِن بعد ظُـ ـلمة الليلُ الكا.حلِ، فيما شعر هو بالسعادة والهدوء حينما رأها أخيرًا تبتسم وتُزهر الزهور مرةٍ أخرىٰ وتعود الحُمـ ـرة تتمر.كز على وجنتيها وكأن الربيع قد بدأ لتُزهر معهُ الزهور الملو.نة مِن بعد خريفٍ مظـ ـلم، لثم وجنتها بـ قْبّلة حنونة تزامنًا مع أستماعهما لصوت الموسيقى الذي تعا.لى مِن هذا الجهاز الصغير الموضوع على الطاولة بعد الأستماع إلى موسيقى أخرىٰ لَم تكُن أكثر وصفًا لحالتهما المزا.جية التي غمرتهما الآن تجعلهما أكثر هدوءًا وراحة
جاءت الموسيقى في وقتها المناسب تصف حالتهما وتذكرهما بالماضي حينما تلاقت المُـ ـقل وخـ ـفق القلب وهوىٰ سبعين قا.عٍ دون هو.ادة وكأنه حينها أ.علن را.يات أستسلا.مه البيـ ـضاء لتقوم هي بإحتـ ـلال قلبه وفر.ض سطو.تها وحُبّها عليه كـ المحتـ ـل لبلادٍ ليست ببلا.ده أراد أن يأخذها مِن ما.لكيها بالقو.ة وإعلان أنه ما.لكها الحقيقي ليصبح ذو سُلـ ـطةٍ عليهم أجمع يفعل بهم ما يشاء دون أن يخبره أحدٍّ ماذا تفعل في أر.ضٍ ليست بأ.رضك ولا بأهلٍ ليسوا بأ.هلك
تعا.لى صوت الفنانة الجميلة المُلقبة بـ “كوكب الشرق” “أمّ كلثوم” وهي تُغني إحدىٰ أغانيها الراقية الهادئة حين تصف مشاعر الآخر دون أن تعلم عنها شيءٍ، سواء كانت رومانسية، حز.ينة، فر.اق، عتا.ب، حقًا تستطيع إيجاد كلماتٍ لها تصف بها مشاعرك لشخصك المفضل في مكانك المفضل في لحظتك المفضلة وفي التوقيت المثالي في جَوٍ صا.فٍ وهادئٍ
وقابلتك إنتَ لقيتك بتغيَّر كل حياتي
ما عرفش إزاي حبّيتك
ما عرفش إزاي يا حياتي
وقابلتك إنتَ لقيتك بتغيَّر كل حياتي
ما عرفش إزاي حبّيتك
ما عرفش إزاي يا حياتي
مِن همسة حُبّ لقيتني بحبّ
لقيتني بحبّ وأدوب في الحُبّ
مِن همسة حُبّ لقيتني بحبّ
لقيتني بحبّ وأدوب في الحُبّ
وأدوب في الحُبّ وصبح وليل، وليل على بابه
كانت كل كلمة تصف مشاعره لها، كانت كل كلمة تُخبرها أنها شخصٌ هامٌ وبشـ ـدة بالنسبة إليه لا تعلم ماذا فعلت إليه في تلك المدة القصيرة ولَكِنّ هو وحده يعلم كل شيء وكأنها تذ.كارًا ها.مًا إليه، كم تمنىٰ في هذه اللحظة أن يتو.قف الوقت بهما في مثل هذه اللحظات الهادئة والرومانسية التي مِن النا.در حد.وثها، يبدو وكأنه ممنو.نًا لأحدهم لإعطاءه تلك اللحظات للعـ ـيش مرةٍ أخرىٰ، وحينما عاودت “أمّ كلثوم” غناءها في أكثر مقطـ ـع يصف بهِ حياته قبل أن يتر.كها ويرحل وكأنها تعا.تبه بصمـ ـتٍ دون أن تتحدث وتُذكّره كيف كان حالها حينما تر.كها وذهب لمدةٍ كانت طو.يلة للغاية بالنسبة إليها والأكثر أ.لمًا لها
كانت تظن أنه حُبّ المرا.هقين كما كان يقول البعض نظرًا لصغر عمرها، ولَكِنّ هي كانت تعلم جيدًا ما.هية مشاعرها وكانت كل ليلة تؤكد لنفسها أنها مشاعرها الحقيقية وليست مؤ.قتة وستز.ول، بل هو الشخص الوحيد الذي سر.ق لُـ ـبها مثلما فعلت بهِ وأصبحا كلاهما في شتا.تٍ مِن أمرهما كان الحل الأوحد هو أن يتر.ك “عُـمير” البلدة أكملها والذهاب إلى أخرىٰ هر.بًا مِن صرا.عاته التي كانت ترافقه كل يوم دون أن تر.حم قلبه الضـ ـعيف الذي كان يُعلـ ـن سطو.ته عليه وفر.ض هيمـ ـنته دون مـ ـللٍ، حتى أنتهـ ـىٰ الأمر بر.حيله
فات مِن عُمري سنين وسنين
شفت كتير، كتير وقليل عا.شقين
فات مِن عُمري سنين وسنين
شفت كتير، كتير وقليل عا.شقين
فات مِن عُمري سنين وسنين
شفت كتير، كتير وقليل عا.شقين
فات مِن عُمري سنين وسنين
شفت كتير، كتير وقليل عا.شقين
اللي بيشتكي حاله لحاله
واللي بيبكي على مواله
اللي بيشتكي حاله لحاله
واللي بيبكي على مواله
أهل الحُبّ صحيح مسا.كين، أهل الحُبّ صحيح مسا.كين
أهل الحُبّ صحيح مسا.كين، أهل الحُبّ صحيح مسا.كين
كانت تنظر إليه طيلة الوقت تتابعه وأبتسامة خفيفة تزين ثغرها فتلك هي المطربة المفضّلة لهُ كلماتها دومًا ونبرة صوتها تُلامـ ـس قلبه وكأنها تصف ما يشعر بهِ مِن مشاعرٍ مضطـ ـربة غو.غاء بها شعورٌ مجـ ـهول الهو.ية حتى الآن لا يعلمه وكأنه قاب قوسين أو أدنىٰ، ولَكِنّ اليوم وفي هذا التوقيت وهي تحمـ ـل ثمرة حُبّهما دا.خل أحشا.ئها تُعلم الجميع عن أنتصا.رها وفوزها بهِ، ر.جلٌ يتمناه القلب ويدعو لهُ الفـ ـم، اليوم تحـ ـقق حُلمها وأصبح حبيب مرا.هقتها هو نفسه حبيبها الحالي الذي يشاركها لحظاتهما السعيدة في أي وقت وأي مكان
نظر إليها وابتسم لها يُلثم جبينها بـ قْبّلة حنونة وقد شارك “أمّ كلثوم” الغناء حينما جاء مقـ ـطعه المفضّل واصفًا بهِ جمال عينيها التي سحـ ـرته توًا، فمنذ قليل كان يغا.زلهما ويُخبرها كم هو عا.شقًا لهما، والآن يؤ.كد إليها ذلك حينما بدأ يدندن معها بصوتٍ حنون ذو بحـ ـةٍ مميزة تسمعها ولأول مرة منذ بداية علا.قتهما سويًا
ياما عيون شا.غلوني لَكِنّ ولا شغلو.ني
ياما عيون شا.غلوني لَكِنّ ولا شغلو.ني
ياما عيون شا.غلوني، شا.غلوني لَكِنّ ولا شغلو.ني
إلا عُيونك إنتَ دول بس اللي خدوني، خدوني
وبحُبّك أمروني
إلا عُيونك إنتَ دول بس اللي خدوني، خدوني
وبحُبّك أمروني
أمروني أحبّ لقيتني بحبّ
لقيتني بحبّ وأدوب في الحُبّ
أمروني أحبّ لقيتني بحبّ
لقيتني بحبّ وأدوب في الحُبّ
وأدوب في الحُبّ وصبح وليل، وليل على بابه
أتسـ ـعت أبتسامتها فرحةً وهي ترىٰ الجزء المفضّل لها نُصـ ـب عينيها، كانت سعيدة لكونه يقوم بـ التعبير عن حُبّهِ لها بتلك الطريقة المُحببةِ إليها، أبسط الكلمات الجميلة تُسعد حو.اء وتجعلها تحـ ـملق في السماء كطـ ـير حُـ ـر، وكلماتٍ أخرىٰ كالسها.م الحا.دة التي تختر.ق صد.ر العد.و تجعلها تسقـ ـط في سابع أر.ض وكأنها طـ ـير جـ ـريح في أر.ضٍ مـ ـيتة ما.لكيها ذو قلبٍ مِن حجـ ـر
كم أنتِ رقيقة يا حو.اء، وكم أنتِ لطيفة، في الحقيقة كانت توَّد التحدث إليه وتقوم بالتعبير إليه عن حُبّها لهُ ولَكِنّ لَم تتثنىٰ إليها الفرصة فقد أقسم هو على عد.م إعطاءها فرصة التحدث مستـ ـغلًا هو كل السُبُل المتا.حة أمامه لإغر.اقها بتلك الكلمات المعسو.لة ففي هذه الحا.لة هي تحتاج لسماعها، أمّا بعد فبالتأكيد لن تحتاج إليها حيثُ تغـ ـضب وتثو.ر وتبـ ـكي في وقتٍ واحد دون سـ ـببٍ محدد، ولَكِنّ حضـ ـرة وجود هذا الو.سيم ينتهـ ـي كل ذلك.
________________________
<“وإن سقـ ـطت دموع الهند، فمرحبًا بالمتسـ ـبب بها في جحـ ـيمي”>
كانت تجلس في غرفتها وحيدة تجلس على فراشها تنظر إلى هاتفها بهدوءٍ غير معهو.د، فمنذ أن أخبرتها الطبيبة أنها مِن المستحـ ـيل أن تُنجـ ـب وهي فقد.ت حياتها، فقد.ت رو.حها التي باتت بالنز.يف كل يوم، وفقد.ت مر.حها، فقد.ت كل ما هو جميل ولطيف أيضًا، أصبحت فقط جسـ ـد بلىٰ رو.ح يتحرك بثقـ ـلٍ وتعـ ـبٍ قد نا.ل مِنهُ وجعله مجرد جثـ ـة ها.مدة، ونسو.ا أن هناك رب العالمين ففي تواجده لا شيء يستحيـ ـل
سقـ ـطت عبراتها على صفحة وجهها وهي ترىٰ صديقتها قد قامت بنشر منشورٌ جديدٌ يحتوي على صورتها وهي تحمل صغيرها مبتسمةٍ تشارك أحبائها أفضل لحظات سعادتها، شعرت بأ.لمٍ غير معهو.دٍ يحتـ ـل قلبها معـ ـتصرًا إياه بقسو.ةٍ وكأنها تلقـ ـت إحدىٰ الصفـ ـعات على صفحة وجهها تؤ.كد لها حقيقة وا.قعها حينما شـ ـرد عقـ ـلها وقام بصنع مشاهدٍ لن تحد.ث ليكون في نفس الوقت صا.فعًا إياها وكأنها يُخبرها أن تستفـ ـيق مِن تلك الأوها.م التي تعيش بها
وفي هذه اللحظة أستطاع الشيـ ـطان السيطـ ـرة على عـ ـقلها حينما بدأ يوسو.س إليها بأشياءٍ مِن المستحيـ ـل حد.وثها، شعرت بقبـ ـضة قلبها حينما جا.ل بخا.طرها أن “سـعيد” بالتأكيد سيمـ ـل في إحدىٰ الأيام ويتر.كها وحيدة ويذهب للزواج مِن أخرىٰ كي يُنجـ ـب مِنها ويُكون أسرته التي لطالما حَلِمَ بها طوال حياته معها هي دونًا عنهن جميعًا، عند هذه الفكرة وباتت كـ المجـ ـنونة بكل ما تحمـ ـل الكلمة مِن معنى
ولج “سـعيد” في هذه اللحظة مغـ ـلقًا الباب خلفه ملتفتًا لها ليراها بتلك الحالة الغر.يبة على مرأىٰ عيناه، ترك أغر.اضه واقترب مِنها حتى توقف أمام الفراش ليقوم بمدّ ذراعه نحوها ممسكًا بـ ذراعها لتنظر هي إليه حينما طالعته بتـ ـيهٍ واضحٍ وحز.نٌ لا آ.خر لهُ وكأنها تحمـ ـل أعتا.ق الحياة أجمع على كتفيها، جذ.بها برفقٍ جعلها تقف أمامه وهي كما الر.يشة الخفيـ ـفة التي تذهب إلى أي مكان تلقـ ـفها الر.ياح، ر.فع ذراعيه وأزا.ل عبراتها التي كانت تتسا.قط بين الفينة والأخرىٰ على صفحة وجهها بإبهاميه دون أن يتحدث
هو في الأساس يعلم السـ ـبب ولذلك لَم يسألها عن شيءٍ، بل ضمها برفقٍ إلى د.فء أحضانهِ ممسّدًا على ظهرها بحنوٍ يعلم أنها تحتاجه وبشـ ـدة وتحتاج إلى تلقـ ـي الد.عم مِنهُ خصيصًا عن بقيتهم، فهو العا.مل المؤ.ثر الوحيد عليها في هذه اللحظة، شعر بإهتـ ـزاز جـ ـسدها بين ذراعيه ليعلم أنها تبكي بصمـ ـتٍ كالمعتاد ليزفـ ـر بعمـ ـقٍ لا.عنًا تلك الطبيبة بداخله على ما تسـ ـببت بهِ إلى زوجته التي تشبه قطعة البسكويت الر.قيق بأقل شيءٍ تنكـ ـسر وتتأ.ثر
«وبعدين يا “هـند”، ينفع كدا يعني، ولمَ “الهنـ ـد” تمطر دلوقتي والغيو.م تحتـ ـل سماها الصا.فية إيه اللي هيحصل بعد كدا، طب المـ ـتيم بـ “الهنـ ـد” موقفه إيه دلوقتي لمَ يلاقيها بتمطر مِن غير ما تقـ ـف، عارفه مين المغتـ ـصب دا اللي يومها ز.عَّل “الهنـ ـد” ووقتها الحز.ن سيطـ ـر عليها هي وأهلها؟، دا “البر.يطانيين” اللي جم في سنة مِن السنين وأحتـ ـلوا “الهنـ ـد” وكانوا كل يوم يز.علوها ويز.علوا أهلها ويعملوا الحاجات اللي أهلها وحبايبها مبيحبّوهاش، وفضلوا كدا كذا سنة لحد ما قدروا يحـ ـرروها مِنهم و “الهنـ ـد” رجعت تاني تضحك وشمسها تنوَّ.ر أحيا.ءها وشوارعها وميادينها مِن جديد، زَّيها زَّي “فلسـ ـطين” كدا كذا دو.لة عـ ـربية وأسيو.ية أُحتـ ـلوا مش “فلسـ ـطين” بس لوحدها، عارفة بقى الفترة دي اللي كانت “الهنـ ـد” مُحـ ـتلة مِن “البر.يطانيين” كانوا أهلها بيتعـ ـرضوا للتعذ.يب القا.سي وكانوا بيتعاملوا معاهم وكأنهم عبيـ ـد عندهم مع إن دي أر.ضهم وبلـ ـدهم»
«كانوا كل يوم بيعدي عليهم كأنه آخر يوم، “البر.يطانيين” كانوا جبا.برة وقلبهم حجـ ـر ميفر.قش معاهم أي حدّ غير نفسهم ومبتـ ـغاهم وبس كانوا بس عايزين يعلنوا نفو.ذهم وسطو.تهم عليهم حا.كم إنهم كانوا أضـ ـعف مِنهم بكتير وقامت حـ ـروب بين الطر.فين “البر.يطانيين” والجـ ـيش “الهنـ ـدي” وقتها ما.توا كتير أوي مِن جيـ ـشهم كانت مد..بحة بمعنى الكلمة زَّي اللي بيحصل دلوقتي بين “فلسـ ـطين” واللي ملهو.مش أ.صل دول، مش الوضع كل يوم فـ الأ.سوأ والضـ ـرب مِن الطر.فين شغا.ل، بس بينهم فـ ـرق كبير أوي مينفعش يتقا.رنوا ببعض، يعني مينفعش أقا.رنهم بيهم عشان الاتنين متنا.قضين، البـ ـلدين أُحتـ ـلوا والبـ ـلدين عا.نوا بس في اللي معا.ناته أنتـ ـهت وبلـ ـده أتحـ ـررت وفيه اللي لسه بيصا.رع فيهم لحد يومنا دا، أمّا عن “هنـ ـدي” انا بقى ر.فعت را.يات أنتصا.رها ورجعت تنوَّ.ر تاني وشمسها تضحك، بس برضوا لسه مُصرة تتعـ ـب نفسها وتغـ ـيم مش كدا؟»
سقـ ـطت عبراتها على صفحة وجهها مرةٍ أخرىٰ وهي تنظر إليه بعد أن شعرت بوغـ ـزة قلبها تؤ.لمها مِن جديد، لثم جبينها بـ قْبّلة حنونة وأز.ال عبراتها مرةٍ أخرىٰ عن صفحة وجهها وهو ينظر إليها وبدأ يتحدث معها بنبرةٍ حنونة قائلًا:
«يمين بالله ما حدّ هينزّ.ل مِنك د.معة تاني طول ما انا عايش وفيا نَفَـ ـس، وعشان أر.يحك خالص مِن العذ.اب اللي معيشة نفسك فيه دا انا روحت للدكتورة الشو.م دي وجبت قر.ار أبوها كله، الهانم ضحكت عليكِ وقالتلك الكلمتين التعبا.نين دول وأقنـ ـعتك بيهم كانت وراها ناس تبـ ـعي انا د.فعولها فلوس وقالولها تقولك الكلمتين دول بس عشان يبو.ظوا حياتي متخيلة!»
«لا مش فاهمة، فهمني أكتر يا “سـعيد” ناس مين دي وإيه غر.ضهم مش فاهمة؟» نطقت بها “هـند” بعد أن نظرت إليه وأحتـ ـل التعجب معالم وجهها، زفـ ـر هو بعمـ ـقٍ وبدأ يسرد عليها ما حد.ث
[عودة إلى شهرٍ مضى]
كان “سـعيد” متوجهًا إلى عيادة تلك الطبيبة المزعو.مة والغضـ ـب يتأ.كل صد.ره وهو يتذكر “هـند” وما حد.ث معها بعد مقابلتها لتلك الطبيبة ليقرر كـ ـشف حقيقتها وفضـ ـحها ويجاوره “ليل” الذي قرر إيصاله وتركه يفعل ما يريد فهذه زوجته وهو الأحـ ـق بر.دّ حـ ـقها في هذه اللحظة، بعد مرور ما يقارب الساعة تو.قف “ليل” بسيارته أسفـ ـل تلك البِنْاية المنشو.دة ونظر إلى “سـعيد” الذي تحدث دون أن يحـ ـيد بصره بعـ ـيدًا عن طريقه قائلًا بنبرةٍ حا.دة:
«مش عايز أي حدّ يعرف حاجه زَّي دي يا “ليل” حتى أبوها نفسه، انا أحـ ـق واحد دلوقتي يخلّـ ـص الحوار دا ويعرف قراره إيه»
«متقـ ـلقش محدش هيعرف حاجه، المهم متتهو.رش معاها وتنـ ـسىٰ نفسك» هتف بها “ليل” وهو ينظر إلى الآخر الذي أرتدىٰ قناع الإ.جرام خاصته وترجل مِن السيارة متجهًا إلى بهو البِنْاية أسفـ ـل نظرات “ليل” الذي تابعه حتى أختـ ـفىٰ أ.ثره تمامًا مِن أمامه ولذلك زفـ ـر بعمـ ـقٍ وتحرك بهدوء متجهًا إلى وجهته المنشو.دة
فيما توجه “سـعيد” إلى الطابق المعلوم ليدلف إلى العيادة وهو يرىٰ الكثير مِن السيدات ذوات البطـ ـن المنتفـ ـخة يجلسن على تلك المقاعد الحـ ـديدية كل واحدةٍ مِنهن تنتظر دورها في الولوج، تعا.لت بسمةٍ ساخرة على ثغره ثم اقترب مِن تلك الموظفة التي كانت تقوم بإدخالهن إلى الطبيبة ليقف أمامها بطوله الفا.رع وهيبته الطا.غية التي تجعل الجميع يقفون أمامه أحترا.مًا لهُ
شعرت هي بظـ ـلٍ يحـ ـجب عنها الضوء لتر.فع رأسها تنظر إليه لتتفا.جئ مِن هيئته الطا.غية التي جعلتها تر.تعد وكأنه أحدّ مسئو.لي الضـ ـرائب أو شيءٌ مِن ذاك القبيـ ـل، نظر إليها نظرةٍ ذات معنى ثم أتخذ التهـ ـديد سلا.حًا لهُ في هذه اللحظة حينما حا.دثها بنبرةٍ خا.فتة بها الو.عيد قائلًا:
«الحا.لة اللي جوه لو مخر.جتش ودخلت انا لدكتورة البها.يم اللي جوه دي مش هيحـ ـصلك طيب، وأنصـ ـحك متتهو.ريش عشان متز.عليش عشان انتِ لسه متعرفنيش ومنصـ ـحكيش تعرفيني عشان متند.ميش، تمام يا أستاذة!»
حركت هي رأسها برفقٍ تؤ.كد على حديثه بعدة إما.ءات سريعة بعد أن أبتـ ـلعت تلك الغـ ـصة التي جعلتها تشعر بالإختنا.ق خصيصًا أنها تراه لا يمزح ويبدو أنه شخصًا ها.مًا كأحد المشاهير أو ر.جال الأعمال ذو النفو.ذ الكبيرة، تنـ ـحىٰ جانبًا بعد أن أخذ الإجابة المُرا.دة ثم وقف بعيـ ـدًا ينتظر خروج السيدة القا.بعة في الداخل وهو ينظر إلى المكان حوله يتفر.سه بعينيه التي كانت أشبه بجمـ ـرة النا.ر في هذه اللحظة
دقائق وخر.جت السيدة لينظر هو إليها ليراها تهرو.ل إلى الطبيبة تخبرها بتواجد أحدهم ويبدو أنه شخصٌ ها.م لتسمح هي إليه بالولوج ظنًا مِنها أنها سيدة أعمال، خر.جت هي وأشارت إليه بالولوج لير.مقها نظرة تحذ.يرية قبل أن يلج إلى الأخرىٰ التي ستلـ ـقىٰ مصيرها المحتو.م، أغـ ـلق الباب خلفه ليراها توليه ظهرها تنظر إلى إحدىٰ الملفات بين يديها ليسمعها تقول:
«أتفضلي يا مدا.م أستر.يحي ثانية وهكون مع حضرتك»
أبتسم هو أبتسامة جانبية ساخرة وظلَّ مكانه ثا.بتًا دون أن يتحرك إ.نشًا، دقيقة وألتفتت هي مبتسمة لتختـ ـفي تلك الإبتسامة سريعًا ويحـ ـل محلها الصد.مة الشـ ـديدة بعد أن تيـ ـبس جـ ـسدها محله وهي تطا.لعه بصد.مةٍ حقيقية، ر.مقها هو نظرةٍ قا.تلة وهتف بنبرةٍ هادئة تنعكـ ـس عمَّ يد.ور بداخله قائلًا:
«يمين بالله العلي العظيم لو فتـ ـحتي بو.قك بحرف أو فكرتي تصو.تي ولا تند.بي هكون مدخلك السجـ ـن بنفسي وحاضر حُكـ ـمك فـ المحكـ ـمة يا أستاذة دكتورة النـ ـسا والتو.ليد، يا منـ ـبع التفاؤل والأمل المشرق، سؤال واحد هسألهولك وعايز إجابة واحدة فقط وخُدي بالك لو لا.وعتي هتز.علي ومنصـ ـحكيش عشان مشمـ ـعلكيش العيادة الحلوة اللي مصروف عليها دي، تمام؟»
حركت رأسها برفقٍ عدة مرات تؤ.كد على حديثه بعد أن أبتلـ ـعت غصتها بخو.فٍ واضحٍ وبشـ ـدة عليها، فيما وقف هو بثبا.تٍ وهتف بنبرةٍ حا.دة وهو ينظر إليها قائلًا:
«المد.ام “هـند قاسم ليل الدمنهوري” بتخـ ـلف ولا لا، أظن دي غنية عن التعريف، وقبل ما تتهو.ري أحبّ أعرَّفك إني جوزها، وحفيد “ليل سالم عبد العزيز الدمنهوري”، سيادة اللو.اء»
أستطاع اللعـ ـب على و.ترها الحسا.س بمهارةٍ غير عاد.ية ليرىٰ شحو.ب وجهها الذي حا.كىٰ شحو.ب أوجه المو.تى بعد أن عَلِمَت ما.هيته وما.هيتها وما.هية الجد الذي كان لا يحتاج إلى أية تعريفات لكـ ـشف ما.هيته
«أيوه بتخـ ـلف» نطقت بها بنبرةٍ مر.تجفة وهي تطا.لعه حينما تبد.لت معالم وجهه وتخـ ـلّىٰ عن هدوءه وثبا.ته وبدأ يصر.خ بها بغـ ـضبٍ شـ ـديدٍ جعلها تر.تعد وتلـ ـعن نفسها على فعلتها الشنـ ـيعة تلك في حـ ـق عائلتةٍ كعائلة “الدمنهوري”
«ولمَ هو لا وبتخـ ـلف قولتلها ليه إنها مبتخـ ـلفش ليه، قولتلها ليه إنها مستحـ ـيل تحمـ ـل ليه كـ ـسرتي بخا.طرها، انتِ إيه شيطا.نة، أستفادتي إيه قوليلي، ولا هقولك انا، قبـ ـضتي تمن الكلمتين دول مش كدا، جه قالك تعملي كذا روحتي عملتي دا فعلًا وكـ ـسرتي خا.طر إنسانة نفسها فـ عيـ ـل واحد بس يملـ ـىٰ عليها حياتها، وربنا المعبود لو ما قولتي حصل أمتى وجه قالك إيه لـ اكون دا.خل فيكي السجـ ـن مؤ.بد»
صر.خ بها بغضـ ـبٍ جا.م حتى أكتسـ ـت الحُمـ ـرة وجهه بسـ ـبب شـ ـدة إنفعا.لاته المكبو.تة قلما تذكرها وهي تبكي دا.خل أحضانه وتُخبره عن خُذ.لانها وكـ ـسرة رو.حها المر.هفة وكأنها قطعة بسكويت هـ ـش ونا.عم ينكـ ـسر سريعًا عند الضغـ ـط عليه، كر.ه الطبيبة وكر.ه نفسه حينما فشـ ـل في مد.اواة رو.حها، هي تلك “الهنـ ـد” التي كانت مُحتـ ـلة مِن قِبَل المحتـ ـلين وتحـ ـررت بعد أعوامٍ عديدة حينما أصبح لديها ملـ ـكٌ صالح يحـ ـكمها وير.عىٰ شـ ـعبها
«واحد كدا جه قالي إن المدا.م جايه تكشـ ـف عندي بعد ما أتأ.خرت فـ الحمـ ـل وقالي إنه كان بيرا.قب تليفونك تقريبًا أختـ ـرقه حاجه شبه كدا وسمع كل كلامك معاها فـ تواصل معايا وقالي يعني حتى لو هي كويسه أقولها كدا وقالي هديكي نص مليون وانا عملت كدا فعلًا بس مكُنْتش أعرف إنها تخـ ـص البيه واللهِ انا عـ ـبد المأمور»
أنهـ ـت حديثها المـ ـرتجف والخا.ئف وهي تنظر إليه لتلـ ـين معالم وجهه بعد أن أستطاعت جذ.ب أنتبا.هه بعدة كلمات كانت كالشـ ـرار بالنسبة إليه، ر.مقها نظرةٍ ذات معنى ولَم يستغـ ـرق حينها الكثير مِن الوقت لمعرفة الفا.عل فلا يوجد سواه، هو الذي يسـ ـعىٰ ورأهم أجمع للنَـ ـيل مِنهم.
[عودة إلى الحاضر]
«يعني انا كويسة بجد؟» نطقت بها “هـند” بنبرةٍ هادئة وهي تنظر لهُ تتر.قب ردود أفعاله لتراه يبتسم لها ثم أقترب مِنها يُلثم وجنتها بـ قْبّلة حنونة وهتف بنبرةٍ هادئة حنونة:
«”الهـ ـند” كويسه وزَّي الفُل، “هـندي” كويسه وبخير طول ما حا.كمها شخص مُحبّ ليها ومُخلـ ـص، تؤمري بحاجة تانية يا بلدي الحبيبة؟»
تعا.لت بسمتها وأشرقت شمسها بعد ظُـ ـلمةٍ وكأن الربيع أ.علن قدومه لمُحبّيه، عانقته بفرحةٍ طا.غية بعد أن أخبرها بما كانت تتمنىٰ الإستماع إليه، حقًا هو حا.كمٌ صالح كما لقـ ـبها حينما أخبرها أنها تلك البلدة التي زارتها شمس الحـ ـرية بعد أحتـ ـلال مختـ ـلٍ كـ ـسىٰ أر.ضها الفسا.د ليأتي هو يُـ ـعلن عن ميعاد تحـ ـرير موطنه الحبيب وطـ ـرد الطوا.غيت مِنها
«”البر.يطانيين” أحتـ ـلوا “الهـ ـند” لمدة ٢٠٠ سنة، كان وقتها مفيش أي ز.يادة فـ د.خل الفر.د وقررت “بر.يطانيا” تاخد “الهـ ـند” عشان ساعتها كانوا متطو.رين عنهم فـ كل حاجه سوا.ء سلا.ح أو تكنولوجيا وغيره، عملوا وقتها زَّي ما إسرائـ ـيل بتعمل فـ “فلسـ ـطين” دلوقتي، منـ ـعت عنهم كل سُـ ـبُل الحياة مفيش مأ.وى، مفيش لبس ولا حتى دو.ا ولا أ.كل ولا شُرب، أي حاجه بتخلي الإنسان يعيـ ـش أتحـ ـرموا مِنها وجو.عوهم، وقتها “الهنو.د” حرفيًا كانوا فـ مجا.عة لدرجة أنهم كانوا عبارة عن هيا.كل عظـ ـمية بسـ ـبب سو.ء التغذية، ووقتها “البر.يطانيين” كانوا بيسـ ـتغلوا كل حاجه تخص “الهنـ ـد” وكانت “الهنـ ـد” وقتها بالنسبة “للبر.يطانيين” عامله زَّي البيـ ـضة الدهب كدا ما صدقوا لقوا اللي عا.يزينه عندهم وعشان كدا فضلت ٢٠٠ سنة فـ أحتـ ـلال يمكن دي أكتر دو.لة د.ام أحتـ ـلالها المدة دي كلها»
«بعدين جه واحد أسمه “مـها.تما غـا.ندي”، دا كان محا.م وز.عيم سيا.سي “هندي” أتولد سنة ١٨٦٩، أُ.سس لفكر سيا.سي جديد بعيد عن العـ ـنف والتمـ ـييز بين الناس، قـ ـضىٰ حياته في النضا.ل ضـ ـد الأستعما.ر “البر.يطاني” لتحـ ـقيق أستقـ ـلال بلاده، وأغـ ـتيل سنة ١٩٤٩، “مـها.تما غـا.ندي” هو اللي حـ ـرر “الهنـ ـد” مِن أستعما.ر “البر.يطانيين” وبقوا كل سنة يحتـ ـفلوا باليوم دا، زَّي ما بنحتفل إحنا كمان بعيد تحـ ـرير “سـ ـينا”، شوفتي بقى أنكم شبه بعض، “مـها.تما غـا.ندي” حـ ـرر بلاده مِن الأستعما.ر، وانا حـ ـررت بلدي مِن بقـ ـعة السو.اد اللي كانت وا.قعة فيها، بس أحتـ ـلالك وقتها كان بـ التـ ـيهة والحز.ن، وجه العبد لله حـ ـرر بلده اللي رجعت تضحك تاني»
«و “الهند” بتعشـ ـق حا.كمها، انتَ فعلًا أسم على مسمى يا “سـعيد”، انا حقيقي محظوظة بيك ومتعرفش انتَ ردّ.يت فيا الرو.ح أزاي، انا كُنْت بمو.ت كل يوم حرفيًا وبنام الد.معة على خدي إن الحياة اللي أتمنيتها وطلبتها مِن ربنا مكملتش للأسف، معرفش دا كان إختبار مِن ربنا ليا ولا إيه بس أقسم بالله ما يأسـ ـت يوم وكان عندي يقيـ ـن كبير أوي فـ ربنا، معرفش ليه ممكن حدّ يأ.ذي حدّ بالشكل دا بس حقيقي دول معند.همش ر.حمة ولا قلب، وجـ ـعولي قلبي أوي الفترة دي يا “سـعيد”»
أنهـ ـت “هـند” حديثها بنبرةٍ متأ.لمة وهي تنظر إلى “سـعيد” بعد أن ألتمعت العبرات دا.خل مُقلتيها، نظراتها تخبره أنها جُـ ـرِحَت وبشـ ـدة في شيءٍ تمناه قلبها منذ زمن مِن بشـ ـرٍ عد.يمي المشاعر والر.حمة، فيما أ.لمه قلبه عليها ليُلثم عينها اليمنىٰ بحنوٍ تليها اليسر.ىٰ وكأنه يعتذر إليها عمَّ بد.ر مِنهم
«حـ ـقك عليا انا، هما مش بيحـ ـسوا زَّينا عشان يتأ.ثروا أو يعيد.وا تفكيرهم فـ الأ.ذىٰ اللي بيئـ ـذوه للناس، بس طول ما انا موجود يمين بالله ما حدّ يقدر ينزّ.ل د.معة مِن عينك وأبقىٰ را.جل بوق لو نزلت بجد، مَر.ضي كدا يا عم الناس؟»
أنهـ ـىٰ حديثه بنبرةٍ مرحة وهو ينظر لها ليرىٰ الإبتسامة تُنير وجهها مرةٍ أخرىٰ وعادت لمـ ـعة عينيها تلتمع بو.ميضٍ سا.حر أشتا.ق هو لرؤيته، ضمها إلى د.فء أحضانه ممسّدًا على ظهرها بحنوٍ وهتف بنبرةٍ متو.عدة جعلتها تضحك على حديثه حينما قال:
«بكرا لمَ نجيب تو.أم واللهِ لـ امشي بيهم فـ كل مكان واخليهم كلهم يو.لعوا الحـ ـرابيق دول، حتى الصور.م وصل للخلفة يا جدع!»
_______________________
<“ساعاتٍ معدودة حا.سمة إما ببداية جديدة، أو بنها.يةٍ قا.سية”>
كان مستلقيًا على الفراش المتحـ ـرك مرتديًا ثياب العمـ ـليات وبيده الإ.برة المخد.رة التي مازال مفعو.لها لَم يبدء وحول معصمهِ الأ.يسر يلتـ ـف إسو.ار بلاستيكي وردي اللو.ن ذو شـ ـريطٍ أبيـ ـض مدون عليه أسمه، يدعو لأخيه الذي ولج إلى غرفة العمـ ـليات منتظرًا إياه حتى يتم التبـ ـرع، بينما في الخا.رج كان “ليل” ابن عمته يقف يرافقه خاله “عـبد الله” وزوجته “نـوران” و “روان” وزوجة الآخر “أيسل” التي كانت ترافقها “روزي” لمو.اساتها، كانوا ينتظرون خر.وج “حُـذيفة” لرؤيتهِ قبل ولوجه إلى غرفة العمـ ـليات والخو.ف يحو.م حو.ل قلو.بهم أجمع
لحظات وفُتِـ ـحَ باب الغرفة القابع بها “حُـذيفة” أتبعها خروج الممر.ض وهو يسحـ ـب فراشهِ بمساعدة رفيقه ليتجها بهِ إلى غرفة العمـ ـليات بعد أن أخبروهما بإحضاره لبدء إجراء العمـ ـلية الجـ ـراحية، هر.عت إليه زوجته ويليها البقية بتلهـ ـفٍ يطمئنون عليه قبل ولوجه إلى الغرفة ليتوجها بهِ إلى المصعد الخاص بنقـ ـل المـ ـرضى، بينما هم يتحدثون إليه
«متقـ ـلقش يا حبيبي هتقوم انتَ واخوك وتبقوا زَّي الفُل، متخا.فش يا نور عيني، ربنا يقومكم ليا بالسلامة يارب وأتطمن عليكم مع بعض» نطقت بها “نوران” بنبرةٍ مهـ ـزوزة وهي تنظر إلى ولدها البكـ ـري بـ عينين ملتمعتين وخو.فٍ واضحٍ على معالم وجهها، فيما أبتسم هو لها بعد أن بدأ المخد.ر مفعو.له بشكلٍ واضحٍ عليه ليقول بنبرةٍ وا.هنة:
«متخا.فوش عليا انا هكون كويس إن شاء الله و “يزيد” هيقوم بالسلامة وهير.جعله حـ ـقه»
«إن شاء الله يا حبيبي، نتطمن عليك انتَ واخوك الأول وبعدين نشوف الموضوع دا أهم حاجة أنتم دلوقتي» نطق بها وهو ينظر إليه ليبتسم لهُ “حُـذيفة” وينظر بعدها إلى زوجته التي كان الخو.ف باديًا على معالم وجهها إليه قبل أن يُغـ ـلق باب المصعد الذي صعد للطابق الذي يليه والذي بهِ غرفة العمـ ـليات الجـ ـراحية
ولجا بهِ إلى الغرفة لينقـ ـلانه إلى فراش العمـ ـليات ليبدأ الطبيب في إعداد أد.واته التي سيحتاجها مرتديًا قناع الوجه، نظر “حُـذيفة” إلى أخيه الذي كان مغـ ـيبًا عن الو.عي تمامًا والأجهزة متصلة بجـ ـسده وفـ ـمهِ، لَم يكن يتوقع أن يصلىٰ إلى تلك المرحلة ولَكِنّ إرادة المولى عز وجل فوق كل شيء، نظر إلى سقف الغرفة مرةٍ أخرىٰ وبدأ هو الآخر يغيـ ـب عن الو.عي مستـ ـسلمًا تمامًا لِم يحد.ث وينتظره متمنيًا حين يستفـ ـيق أن يسمع أخبارًا سارة عن أخيه الحبيب.
________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *