روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل السادس والأربعون 46 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل السادس والأربعون 46 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت السادس والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء السادس والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة السادسة والأربعون

سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه.
___________________________
<“بداية جديدة كُتِبت إليهم”>
كان مستلقيًا على الفراش المتحـ ـرك مرتديًا ثياب العمـ ـليات وبيده الإ.برة المخد.رة التي مازال مفعو.لها لَم يبدء وحول معصمهِ الأيـ ـسر يلـ ـتف إسو.ار بلا.ستيكي ورد.ي اللو.ن ذو شـ ـريطٍ أبيـ ـض مدون عليه أسمه، يدعو لأخيه الذي ولج إلى غرفة العمـ ـليات منتظرًا إياه حتى يتم التبـ ـرع، بينما في الخا.رج كان “ليل” ابن عمته يقف يرافقه خاله “عـبد الله” وزوجته “نـوران” و “روان” وزوجة الآخر “أيسل” التي كانت ترافقها “روزي” لمو.اساتها، كانوا ينتظرون خرو.ج “حُـذيفة” لرؤيتهِ قبل ولوجه إلى غرفة العمـ ـليات والخوف يحو.م حول قلو.بهم أجمع
لحظات وفُتِـ ـحَ باب الغرفة القا.بع بها “حُـذيفة” أتبعها خر.وج الممـ ـرض وهو يسـ ـحب فراشه بمساعدة رفيقه ليتجها بهِ إلى غرفة العمـ ـليات بعد أن أخبروهما بإحضاره لبدء إجر.اء العمـ ـلية الجرا.حية، هر.عت إليه زوجته ويليها البقية بتلهـ ـفٍ يطمئنون عليه قبل ولوجه إلى الغرفة ليتوجها بهِ إلى المصعد الخاص بنقـ ـل المـ ـرضى، بينما هم يتحدثون إليه
«متقـ ـلقش يا حبيبي هتقو.م انتَ واخوك وتبقوا زَّي الفُل، متخا.فش يا نو.ر عيني، ربنا يقومكم ليا بالسلامة يارب وأتطمن عليكم مع بعض» نطقت بها “نوران” بنبرةٍ مهـ ـزوزة وهي تنظر إلى و.لدها البكـ ـري بـ عينين ملتمعتين وخو.فٍ وا.ضحٍ على معالم وجهها، فيما أبتسم هو لها بعد أن بدء المخـ ـدر مفعو.له بشكلٍ وا.ضحٍ عليه ليقول بنبرةٍ وا.هنة:
«متخا.فوش عليا انا هكون كويس إن شاء الله و “يزيد” هيقو.م بالسلامة وهير.جعله حـ ـقه»
«إن شاء الله يا حبيبي، نتطمن عليك انتَ واخوك الأول وبعدين نشوف الموضوع دا أهم حاجة أنتم دلوقتي» نطق بها وهو ينظر إليه ليبتسم لهُ “حُـذيفة” وينظر بعدها إلى زوجته التي كان الخو.ف باديًا على معالم وجهه إليه قبل أن يُغـ ـلق باب المصعد الذي صعد للطابق الذي يليه والذي بهِ غرفة العمـ ـليات الجر.احية
ولجا بهِ إلى الغرفة لينقلا.نه إلى فراش العمـ ـليات ليبدأ الطبيب في إعداد أدواته التي سيحتا.جها مر.تديًا قنا.ع الوجه، نظر “حُـذيفة” إلى أخيه الذي كان مغـ ـيبًا عن الو.عي تمامًا والأجهـ ـزة متصلة بجـ ـسده وفمهِ، لَم يكن يتوقع أن يصلىٰ إلى تلك المرحلة ولَكِنّ إرادة المولى عز وجل فوق كل شيء، نظر إلى سقف الغرفة مرةٍ أخرىٰ وبدأ هو الآخر يغيـ ـب عن الو.عي مستسـ ـلمًا تمامًا لِم يحد.ث وينتظره متمنيًا حين يستـ ـفيق أن يسمع أخبا.رًا سارة عن أخيه الحبيب.
________________________
<“لحظةٌ متهو.رة في وقتٍ خا.طئ”>
كان “سـيف” يجلس في إحدىٰ الكافيهات المفضّلةِ إليه يحتسي قهوته وبيده بعض أوراق عمله الها.مة التي وكـ ـلها إليه “ليل” الجد، يجلس على إحدىٰ الطاولات المترا.صة بجوار النوافذ الزجا.جية التي تطُـ ـل على النيل الصا.في اللا.مع بفضل أشعة الشمس المتعا.مدة عليه، كان موقعه ممتازًا ومُريحًا للأعين، ولج في هذه اللحظة “حـسام” الذي كان يعلم أنه سيجده متواجدًا في هذا التوقيت هُنا
تو.قف مكانه ينظر لهُ وهو لا يعلم كيف سيفعل ذلك وكيف سيتسـ ـلح بالشجا.عة الكافية لطلب طلبٍ كهذا مِنهُ، شعر بإنقبا.ضة قلبه وتو.تره الذي سيـ ـطر عليه في لحظةٍ وفي ثانية كان يُفكر أن يترا.جع عمَّ يريده هر.بًا، ولَكِنّ هُناك صوتٍ آخر أوقفه في لحظةٍ وكأنه يخبره على الأستمرارية حتى وإن رفـ ـض مطلبهُ، لا خطـ ـأً في السـ ـعي لنَيـ ـل مُـ ـراده طالما يُريده في الحلا.ل أمام ربه
أستطاع تهـ ـدئة نفسه وأخـ ـذ أنفاسه وتر.يَس، شعر بالراحة مرةٍ أخرىٰ تعود إليه وتسيـ ـطر عليه ليقوم بشـ ـد خطواته تجاهه وهو يدعو ربه أن تَمُر هذه المقابلة على خير، أقترب مِنهُ حتى وقف أمامه ليراه مند.مجًا بشـ ـدة فيما يفعله، ولذلك قرر إ.خراجه مِن قو.قعته تلك حينما قال بنبرةٍ هادئة:
«مساء الخير، أقولك يا “عمي” ولا “سـيف باشا»
ر.فع “سـيف” رأسه بعد أن أستطاع “حـسام” جذ.ب أنتباهه إليه ليُرحب بهِ فورًا ويسمح إليه بالجلوس، جلس “حـسام” بالفعل ونظر إلى “سـيف” الذي أبتسم وقال:
«مساء النور، وبحُكم إننا بـ ـره الشغـ ـل قولي “عمي” عادي»
أبتسم “حـسام” إليه وشعر بالراحة تتغـ ـلغل دا.خل قلبه تطمئنه أن البداية مُبشـ ـرة وبشـ ـدة بالنسبة إليه، أبتـ ـلع تلك الغصة بهدوءٍ وقال بنبرةٍ أكثر هدوءًا ورز.انة:
«انا بصراحة كدا بكر.ه الكد.ب والتحو.ير، ومبعرفش أكد.ب على حدّ أو أخد.عه وعشان كدا بصراحة انا جاي لحضرتك فـ موضوع شخـ ـصي بعـ ـيدًا كُل البُـ ـعد عن الشغـ ـل»
تعجب “سـيف” مِمَّ تفوه بهِ “حـسام” ليجعله يعقد ما بين حاجبيه وهو يسأل نفسه لماذا جاء وطلب التحدث معه وهو متو.ترًا بهذا الشكل وكأنه أفتـ ـعل جر.يمةٌ شنيـ ـعة وهر.ع إليه لتخلّيـ ـصه مِنها، تر.ك “سـيف” أوراقه ومتعـ ـلقاته وصـ ـب تركيزه مع الآخر وقال:
«خير يا “حـسام” في إيه، انا سامعك أتكلم وقول اللي عايزُه متتكـ ـسفش مِن حاجه انتَ تعتبر ا.بني»
حديث “سـيف” ونبرته الهادئة يسـ ـرت الطريق على “حـسام” بطريقةٍ غير عادية وجعله يكتسـ ـب ثقتـ ـه مرةٍ أخرىٰ وإستجما.ع شجا.عته وطلب نَـ ـيل رضاه في التقرب مِن إبنـ ـته الو.سطى، ظهر الثبا.ت عليه تزامنًا مع قوله:
«بصراحة كدا، مِن غير تحو.ير ونلـ ـف وند.ور على بعض ونجامـ ـل بعض بكلمتين حلوين عشان نبا.ن ناس رو.شين، انا جاي وطالب نيـ ـل الرضا وتقر.يب المسا.فات وجمع را.سين فـ الحلا.ل والر.حمة لقلب عبده التـ ـعبان ولأني مشتا.ق وقلبي شـ ـريط ستان انا عايز أنُـ ـل المودة وأبقى جوز الآ.نسة “مـودة”، قولت إيه يا عمي؟»
أنهـ ـىٰ حديثه الذي كان لائقًا وبشـ ـدة وقد أعجب “سـيف” الذي أند.هش لبُر.هة ثم زاحـ ـمت البسمة شفتيه وهو يُطا.لع “حـسام” الذي أبتسم لهُ، في الحقيقة كان “سـيف” مدهو.شًا لا يستو.عب ما حد.ث وقاله هذا الغريب القابع أمامه يطلب يد فتـ ـاته الو.سطى بهذه الطريقة التي لا يجد لها وصفًا حتى الآن مناسبًا لها
«شوفتني بتقدم لبـ ـنتك أزاي، طريقة Creative فـ كافيه حلو وانا غز.التي رايقة وقمور ومتشيك ومبسوط، قولت إيه بقى أروح أجيب شوكولاتة إيتوال ولا فريرو روشيه وورد أبيـ ـض عشان تبقى بداية بيـ ـضا علينا إن شاء الله وأجي أتقدم، قولت إيه؟»
أستطاع إيجاد الوصف المناسب لهذه الطريقة الغير معهو.دة وكأنه يُجبـ ـره على الموافقة والخضـ ـوع لمطلبه لقلبٍ متلـ ـهفٍ في معانقة قلبٍ آخر أكثر حنانًا ود.فئًا، مـ ـسح “سـيف” على وجهه بـ كلا كفيه وهو حقًا يوَّد أن يضحك على أفعال “حـسام” الغير معهو.دة، كان الأمر مفا.جئًا بالنسبة إليه ولذلك لن يستطيع إعطا.ءه الموافقة إلا أن يتم التشا.ور بينه وبين “بيسان” وإبـ ـنته
«بُص يا “حـسام” أو يا “رو.ش” بمناسبة المقدمة الجميلة اللي سمعتهالي وكأنها قصيدة تـ ـعبت فيها، بس كلمة الحـ ـق تتقا.ل انتَ عجبتني وأد.هشتني، بُص يا “حـسام” انا مش عـ ـبيط ولا عيـ ـل مش فاهم إيه اللي بيحصل حواليا، انا عارف إنك مركز مع “مـودة” بنـ ـتي بقالك حبة حلوين بس ساكت عشان متحسو.ش أنتم الاتنين بالإحـ ـراج، بما إننا ر.جالة زَّي بعض فـ سهـ ـل أعرف مشاعرك ونظراتك قدام بنـ ـتي اللي بتكون واضحة وضوح الشمس قدام عيني، انا ممكن أفا.تحها وأخد رأيها وأستشـ ـير والدتها، بس للأسف مش هينفع دلوقتي خالص وقتك مش مناسب يا “حـسام”»
أنهـ ـىٰ “سـيف” حديثه وهو ينظر إلى “حـسام” الذي تعجب وبشـ ـدة حينما أنهـ ـىٰ “سـيف” حديثه الغير مفهوم بالنسبة إليه وكأنه يقصد تر.كه في حيـ ـرةٍ مِن أمره هكذا، كان سعيدًا في با.دئ الأمر ولَكِنّ مع إنها.ء حديثه تلا.شت بسمته وشعر بالخـ ـزي الشـ ـديد فجأة وكأنه طيـ ـرٌ حُـ ـر يحمـ ـلق في سماءه الصا.فية سعيدًا لإعطاءه أحدهم القـ ـليل مِن الحُبّ والأهتما.م حتى أصا.بته ر.صاصةٌ سا.مة جعلته يسقـ ـط على الأرض الصـ ـلبة طيـ ـرٌ جر.يح سقـ ـط مفا.رقًا الحياة
«لا مش فاهم، ليه وقتي مش مناسب؟ هو انا جايلك الفجر؟»
ضحك “سـيف” بيأ.سٍ على ردو.د هذا الشا.ب الذي مازال يسـ ـعىٰ جاهـ ـدًا لمعرفة هذا السـ ـبب الذي يجعل “سـيف” يرفـ ـض إعطا.ءه الإجابة في ذاك الوقت وكأنه يتعمـ ـد ذلك بغر.ض إختبا.ره
«هو انتَ متعرفش إن صاحبك فـ العـ ـمليات دلوقتي؟»
جملةٌ بسيطة كانت كفيلة بالنَيـ ـل مِنهُ وإصا.بتهِ في مقتـ ـلٍ، شعر “حـسام” بالذهول حينما أستمع إلى حديثه الصاد.م بالنسبة إليه، وكأنه قاب قو.سين أو أد.نى، ر.مش عدة مرات يؤ.كد إلى نفسه أن ما سمعه صحيح
«صاحبي مين دا لمؤ.اخذة؟»
«”حُـذيفة”، هو انتَ متعرفش إنه د.خل العمـ ـليات يتبر.ع لأخوه بنخا.عه، قدر يو.صله بس “يزيد” للأسف تـ ـعبان أوي ودخل يعمل زر.ع نخا.ع، انا أفتكرتك تعرف»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو ينظر إلى الآخر الذي كان مصد.ومًا وبشـ ـدة، وكأنه تلـ ـقىٰ ضـ ـربةٌ قو.ية أعلى رأسه أطا.حت بهِ إلى عالمٍ آخر، شعر أن “سـيف” يعا.تبه أو يقوم بإلقا.ء اللو.م عليه بسـ ـبب فعلته في تلك اللحظة التي يقبع بها الآخر دا.خل غرفة العـ ـمليات الجـ ـراحية
«عنوان المستشفى بسر.عة!»
_______________________
<“المحاولة الأولى للهـ ـرب، ولربما تكون الأ.خيرة!”>
كان “شـريف” يجلس على الأريكة ويجاوره “خميس” الذي نظر إليه وبيده الهاتف الخاص بهِ في محاولةٍ مِنهُ لإخضا.ع “شـريف” الذي كان يلتزم الصمـ ـت بعد أن أتخـ ـذ قراره وأخبر “خميس” بتنفـ ـيذه، الأمر يبدو لهما متنا.قضًا، فهناك واحدٍ مِنهما مرعو.بًا على تنفيـ ـذ تلك الخطة ويخشـ ـىٰ الوقو.ع في المصا.ئب، والآخر يرىٰ أن هذا شعا.ع النور بالنسبةِ إليه وطو.ق النجـ ـاة لهُ للعودة إلى العيـ ـش وأستعا.دة حياته الطبيعية التي سُـ ـلِبَت مِنهُ دون سا.بق إنذ.ار
«يا عمي بالله عليك فكر تاني، متأكد مِن اللي بتقوله دا انا أقسم بالله مرعو.ب وقلبي فـ ر.جلي، إحنا هتضـ ـيع رقا.بينا لو غـ ـلطنا غـ ـلطة صغيرة»
أنهـ ـىٰ “خميس” حديثه وهو ينظر إلى “شـريف” الذي زفـ ـر بعمـ ـقٍ وأعتدل في جلسته يمسـ ـح بكفيه على وجهه، نظر إليه وقال بنبرةٍ جا.دة:
«لو مش عايز تخر.ج مِن هنا يبقىٰ الباب عندك أهو أتفضل وسيبني انا أنفـ ـذ»
زفـ ـر “خميس” بهدوءٍ وحاول التحدث بنبرةٍ أكثر هدوءًا وتر.يثًا بعدما رأىٰ أن “شـريف” حقًا لا يمزح وأنه في هذه اللحظة جا.دًا وبشـ ـدة، أبتـ ـلع غصته بهدوءٍ وقال متسائلًا:
«طب متأ.كد إنه هيصدقني؟»
«أعمل بس اللي بقولك عليه وملكش دعوة»
نطق بها “شـريف” بنبرةٍ هادئة وهو ينظر إليه، حتمًا تم إتخا.ذ القـ ـرار مِن قِبَل “شـريف”، فتـ ـح هاتفه وقام بالولوج إلى التطبيق الشهير “فيسبوك” ومِنهُ إلى صفحة “ليل” الشخـ ـصية، ضغـ ـط على “إرسال رسالة” ليظهر لهُ محادثته الفا.رغة ألا مِن بعض البيا.نات الخاصة بهِ، ضغـ ـط على هذا المستطيل الذي يحتوي على “كتابة رسالة” وبدأ بكتابة ما ألقـ ـاه “شـريف” على مسا.معهِ
«أزيك يا “ليل”، انا عارف إنك متعرفنيش بس انا أعرفك، محسوبك “خميس رضا” أنا عندي ليك أما.نة قولت أو.صلهالك»
أنهـ ـىٰ كتابة رسالته ثم ضغـ ـط على سهـ ـم الإرسال لتصل الرسالة إلى الآخر الذي ظهرت لديه حينها علا.مة الإرسال الزر.قاء، نظر “خميس” إلى “شـريف” الذي زفـ ـر بهدوءٍ ثم أنتظر حتى يرىٰ ابن عمه رسالة “خميس” داعيًا المولى أن يراها ويستطيع مساعدته
في المستشفى التابعة لمقر عملهم
كان “ليل” جالسًا على المقعد الحـ ـديدي يجاوره كلًا مِن “علي” و “أحمد” و “عـزمي” الذي جاء مؤ.خرًا يسا.ندهم ويد.عمهم في أوقاتهم العصـ ـيبة تلك، كانت “نوران” تجلس منتظرةً خروج و.لديها والأطمئنان عليهما ويجاورها “عبد الله” و “ليل” الجد وأخيرًا “روز”، جاءه إشعارًا يعلنه عن وصول رسالة إليه عبر التطبيق الشهير “مسنجر” حيثُ ترك هو البيانات الخاصة بالإنترنت تعمل لينظر إلى شاشة هاتفه ليرىٰ تلك الجملة التي تظهر حينما يتم مراسلتك شخصًا خا.رج أصدقاءك
«يريد شخصًا ما إرسال رسالة إليك»
تعجب كثيرًا ثم قرر رؤية هذا الشخص الذي يريد مراسلته ليرىٰ شخصًا يُدعىٰ “Khames Read” قام بإرسال رسالة لهُ، ولج إلى محادثته ليقرأ تلك الكلمات التي أثا.رت ر.يبته وتحـ ـفظه وجعلته يفكر في هذه الأما.نة خاصته التي يحتفظ بها الآخر لهُ، ر.مق أفراد عائلته أسفـ ـل أهـ ـدابه نظرةٍ ذات معنى قبل أن ينظر مرةٍ أخرىٰ إلى شاشة هاتفه ويقرر مراسلته
«أما.نة إيه دي؟ وانتَ مين أصلًا انا معرفكش؟»
لحظاتٍ معدودة ورآه شاهدها وقام بالردّ عليه بناءًا على قول “شـريف” لهُ، تعجب “ليل” مِن سر.عة مشاهدته لرسالته وكأنه كان ينتظر رسالته وبات هذا يثـ ـير ر.يبته حينما رآه كتب إليه تلك الكلمات
«محسوبك “خميس رضا” وصدقني انا لا بضحك عليك ولا بستغـ ـلك أنا عارف كويس أوي أنا بتكلم مع مين وصدقني أنا غـ ـرضي خير»
«وإيه أما.نتي إللي عندك بقى؟»
سؤال بسيط كانت إجابته صا.دمة وبشـ ـدة إليه حيثُ تلـ ـقىٰ الإجابة فو.رًا التي كانت سـ ـببًا لجعله يُصا.ب بـ الصد.مة الشـ ـديدة، كانت كلمة واحدة فقط أستطاعت بعثـ ـرة شتا.ته وثبا.ته، شعر بتنـ ـدي جبينه وبسر.عة أنفاسه تز.داد عنـ ـفًا
«”شـريف”»
«لو عايز إثبا.ت هكلمك فيديو كول أوريك إني مبضـ ـحكش عليك»
كان هذا محتوى رسالته الثانية التي جعلته يصا.ب بالجـ ـنون، نعم هم لَم يجدوا جـ ـثته حينها وهذا ما أصا.ب ريـ ـبتهم، ولَكِنّ أيُعـ ـقل أن يكون مازال على قيـ ـد الحياة ولَم يَمُـ ـت؟، وإن كان هذا صحيحًا أين كان طوال تلك الأشهر الما.ضية وماذا حد.ث معه؟
رأىٰ هذا المدعو “خميس” يحا.دثه بالفعل مكالمة مرئية، وبذلك تأ.كد بالفعل أنه مُحِق، مسـ ـح على وجهه بكفه الحُـ ـر ثم نهض تاركًا إياهم وأبتعـ ـد عن مرمى أعينهم ثم نظر إلى هاتفه قليلًا قبل أن يُجيبه تزامنًا مع زيا.دة سر.عة نبـ ـضات قلبه وهو يرىٰ وجه “خميس” أمامه
«الحمد لله إنك ردّيت على طول ومطو.لتش عليا، ربنا عالم باللي بيحصل هنا وعشان كدا جالنا الردّ بسر.عة، أما.نتك أهي»
أنهـ ـىٰ حديثه وهو يشـ ـهر بهاتفه تجاه “شـريف” الذي ألتمعت عيناه بعبراته وهو ينظر إلى ابن عمه الذي أصا.بته الصد.مة الشـ ـديدة حينما رآه، خـ ـفق قلبه بقو.ةٍ شـ ـديدة وهو ينظر إلى “شـريف” الذي لَم يتحمـ ـل وسقـ ـطت عبراته حز.نًا على ما وصل إليه وأوصلهم هم أيضًا لهُ، جلس “ليل” على أقرب مقعد وترك هاتفه بجواره وهو ينظر حوله لا يُصدق ما رأه
وضع كفيه على وجهه وقام بإسنا.د مرفقيه على فخـ ـذيه وبكى، سقـ ـطت عبرات “شـريف” أكثر بعد أن فشـ ـل في السـ ـيطرة على نفسه بعد أن رأىٰ أنهيا.ر ابن عمه نُصـ ـب عينيه، كانت مكالمة مؤ.لمة على الطرفين، كانت لحظةٌ صـ ـعبة وقا.سية عليهما، اليوم هو يومٌ مؤ.لمٌ على الجميع وأولهم “ليل” الذي رأىٰ أخيرًا ابن عمه الحبيب أمامه
كان يبكي بصوتٍ مسمو.ع وهو يُحاول إنكا.ر تلك الحقيقة المؤ.لمة بأية طريقة، كيف بعد أن شارفوا على إتمام السنة يظهر مِن العد.م إليهم يُخبرهم أنه مازال على قيـ ـد الحياة لَم يَمُـ ـت، أقترب مِنهُ في هذه اللحظة “علي” الذي لاحظ غيا.ب رفيقه ولذلك نهض يبحث عنه حتى رأه بتلك الحالة، وضع كفه على كتفه وشـ ـدد عليه برفقٍ وهو مازال يجهـ ـل ما أصا.به حتى و.قعت عيناه على شاشة هاتفه وألجـ ـمته الصد.مة حينما رأىٰ “شـريف” أمامه
جحـ ـظت عينيه بصد.مة حقيقية وهو يشعر أن جـ ـسده قد شُـ ـلَ عن الحركة ودا.همه الد.وار وجـ ـف حلـ ـقُه تمامًا، تذكر ذاك اليوم المشؤو.م الذي ظل يصر.خ بهم أجمع بعد أن وصله خبر مو.ته وحينها كانوا أولاد عمومته قد فشـ ـلوا في السيطـ ـرة عليه حينما أجتمعوا جميعهم حوله يقـ ـيدون حركة جـ ـسده العنـ ـيفة وهو يصر.خ بهم بغضـ ـبٍ جا.م حتى بر.زت عرو.ق عـ ـنقه وتبعثـ ـرت خصلاته ونُبِـ ـحَ صوته مِن شـ ـدة صر.اخه
[عودة إلى عدة أشهرٍ مضت]
كان “أحمد” يقف أمام “علي” ينظر إليه بعد أن أخبره بمو.ت رفيقهم والعبرات تتسا.قط على صفحة وجهه، فيما كان “علي” ينظر إلى رفيقه بصد.مةٍ حقيقية بعد أن جحـ ـظت عينيه وتهتـ ـك صوت أنفاسه
«يعني إيه ما.ت؟»
ثلاث كلماتٍ خر.جوا في لحظة هدوءٍ غير عادية ليجتا.ح غضـ ـبه المكان بمَن حوله حينها بعد أن بدأ يصر.خ بهم ويتحرك بعنـ ـفٍ بعد أن أستطا.عوا تكبيـ ـل حركة جسـ ـده وصوت صرا.خ “علي” يملـ ـئ المكان، يصر.خ ويغـ ـضب ويثو.ر ويبكي وكأن عزيزًا على قـ ـلبه قد فا.رقه، وهو كذلك بالفعل، إنه رفيقه الصغير الذي كان يقوم بتو.ديعهم دون أن يشعروا هم بذلك
«يعني إيه ما.ت، “شـريف” مرجعش ليه؟ مش قولتوا هتروحوا ترجعوه وتيجوا مجاش ليه معاكم؟ “شـريف” فين ردّوا بدل ما أقسم بالله لـ أز.علكم كلكم!»
صوت صر.اخه يرن في أركان القصر، وكأنه ولج في حالة أنهيا.ر عصـ ـبي حا.د لَم يَعُد يشعر بما يحدث حوله وهو يُريد مَن يوافقه الرأي ويُنـ ـكر حقيقة مو.ت رفيقه وأخيه الصغير، كانت حالته لا تقـ ـل عن حالة “فاروق” شيئًا فهما الأثنين في حالةٍ صـ ـعبة وقا.سية
«”شـريف” ما.ت وإحنا شوفنا دا بـ عينا هناك مع بعض يا “علي” مالك بقى إيه اللي حصل دلوقتي؟»
نطق بها “ليل” الذي جاور “أحمد” في وقفته يعقد ذراعيه أمام صدره والعبرات تلتمع دا.خل حدقتيه اللتان أصا.بتهما الحُمـ ـرة بسـ ـبب كبـ ـحه لعبراته بعد.م السقو.ط لأطول وقت ممكن
«مما.تش، متقولوش “شـريف” ما.ت، “شـريف” عا.يش وهيطـ ـلعوه، سامعين محدش فيكم يقول إنه ما.ت، أخويا مما.تش!»
كان يصر.خ بهم بغـ ـضبٍ شـ ـديدٍ وهو يلهـ ـث والعـ ـرق يتصـ ـبب مِن وجهه وجـ ـسده بشكلٍ وا.ضح، فـ “علي” لَم يستـ ـفيق مِن صد.مته إلا عندما عادوا إلى القصر وانها.روا جميعهم مِن حوله وأكثرهم والديه وشقيقه الكبير وزوجته التي مازالت تحـ ـت تأ.ثير الصد.مة
بكى “علي” بحُر.قة وهو ينها.ر بينهم بعد أن رأىٰ أن كل شيء حوله يؤ.كد إليه أنه ما.ت ولن يعود مرةٍ أخرىٰ إليهم، لن يستمع لصوت “شـريف” مرةٍ أخرىٰ وهو يُناديه “عليوة”، لن يرىٰ أبتسامته التي تُنـ ـير وجهه وتجعل الصفا.ء يسـ ـيطر على خضراوتيه التي تشبهان لو.ن الشجر الأخضر في ربيعه، لن يتسـ ـكع معه مرةٍ أخرىٰ وينقـ ـذان بعضهما البعض مِن المشا.كل، لن يحتسي معه كوب الشاي في كل صباح مثلما أعتاد، ر.حل رفيقه الو.في وتر.ك جر.حه غا.ئرًا ينزُ.ف دون وجود أية و.سيلة لإيقا.فه
[عودة إلى الحاضر]
سقـ ـطت عبرات “علي” وهو يرىٰ رفيقه أمامه عبر شاشة هاتف ابن عمه يبكي، رأىٰ أكثرهم حُبًّا إليه وإخلا.صًا لهُ مازال على قـ ـيد الحياة، وهو الذي أقـ ـتنع أنه بالفعل ما.ت ور.حل عنه وتر.ك فقط ذكرياته لهم يعيشون عليها، لا يعلم ماذا حدث إليه في هذه الدقائق المعـ ـدودة التي فيها مرَّ شـ ـريط ذكرياته معه، سقـ ـط على ركبتيه بجوار مقعد ابن عمه الذي أنتـ ـبه إليه ونظر لهُ ليرىٰ الصد.مة هي عنوان الآخر
سقـ ـطت عبرات “علي” أكثر على صفحة وجهه وهو ينظر في نقـ ـطةٍ فا.رغة يُحاول تما.لُك نفسه وعد.م الصر.اخ مثلما فعل يوم مما.ته، شعر بهِ “ليل” بسـ ـبب إرتعا.ش يده التي كان يقبـ ـض عليها ليَمُدّ كفه يضعه على ظهر يده وهو ينظر إليه بعينين ملتمعتان، أغمض “علي” عينيه بقو.ة وهو يسمع صوت رفيقه يتحدث بنبرةٍ مر.تجفة وبا.كية حينما قال:
«أنا عارف إنها صد.مة ليكم، وعارف إنكم مش مصدقين، وعارف إنه شيء غريب وصـ ـعب ومؤ.لم، الموقف نفسه بيو.جع وأنا حاسس بيكم، أنا معنديش الوقت الكا.في دلوقتي إني أشـ ـرحلكم حاجه بس أنا حقيقي فـ مشـ ـكلة كبيرة أوي ومحتاج مساعدتكم ليا أنا شبه مخطو.ف، مش عارف إيه اللي حصل معايا ولا إيه اللي جابني هنا، أنا أقسم بالله ما عارف أي حاجه كل اللي محتاجه دلوقتي وجودكم جنبي، أنا عايز أخر.ج مِن هنا، عايز أرجع بيتي وابقىٰ بين عيلتي تاني، أنا مقداميش غيركم دلوقتي تقدروا تنجـ ـدوني زي ما حاولتوا قبل كدا وفشـ ـلتوا، المرة دي فرصتكم تنقـ ـذوني بجد»
مسـ ـح “ليل” بكفيه على وجهه يز.يل عبراته التي كانت تُغَـ ـرِق وجهه ليَمُد يده ممسكًا بهاتفهِ مرةٍ أخرىٰ ينظر إلى ابن عمه نظراتٍ حا.دة وهتف بنبرةٍ جا.دة إليه حينما قال:
«فـ أسرع وقت تقول مكانك فين بالتفصـ ـيل، يمين بالله لـ أكون مدغد.غك يا ز.بالة عشان تبقى عا.يش وسا.يبنا كل دا وإحنا اللي فاكرينك مـ ـيت»
«يا عم أعمل اللي تعوزه المهم دلوقتي هديك العنوان بالتفـ ـصيل وهقولك تدخل أزاي»
في غرفة الأستراحة
كانت “نوران” تنظر في نقطـ ـة سو.دا.ء تقبع بين أحضان “عبد الله” الذي كان يقوم بعد الساعات ليطمئن قلـ ـبه على و.لديه الإثنين معًا، لاحظ “ليل” الجد غيا.ب حفيده وحفيد أخيه ليراهما يقتربان مِنهُ ومعالم وجههما لا تدل على خيـ ـرٍ البتة، وقفا أمامه ونظرا إليه سويًا ليتحدث “ليل” الحفيد موجهًا حديثه إلى جده قائلًا:
«همشي انا و “علي” يا جدي دلوقتي، عندنا مشوار مهـ ـم أوي لازم نقـ ـضيه لحد ما “حُذيفة” و “يزيد” يخر.جوا بالسلامة يكون إحنا ر.جعنا»
«في حاجه ولا إيه شكلكم ميطمـ ـنش؟»
نطق بها “ليل” الجد وهو ينظر إليهما نظرةٍ ذات معنى مُحملة بالشـ ـك ليسمع “علي” يُجيبه هذه المرة قائلًا:
«خير يا جدي، خير إدعيلنا أهم حاجه وهنر.جع نقولك كل حاجه بس لازم نمشي دلوقتي و “أحمد” و “عـزمي” و “مُـهاب” و “وهـيب” صحاب “يزيد” موجودين، ساعتين زمن وراجعين بإذن المولى ولو خر.جوا وأتطمـ ـنت عليهم كلم واحد فينا عشان نتطمن عليهم»
نظر لهما قليلًا ثم حرك رأسه برفقٍ وأعطاهما موافقتهِ حينما قال:
«خلّـ ـوا بالكم مِن بعض، وتطمنوني عليكم مش عايز تطنـ ـيش كفاية عليا أتنين مش عايزهم أربعة، سامعين؟»
أبتسما إليه أبتسامة خـ ـفيفة وأعطوه موافقتهما ثم تر.كانه وذهبا وهما ينتو.يان على عد.م العودة إلا وهو معهما، بينما نظر لهما جدهما وهو يدعوا لهما بالسلامة وقلبه يتأ.كله الخو.ف على حفيديه القابعان في غرفة العـ ـمليات منذ قرابة الساعة
تحرك “علي” بسيارة ابن عمه سريعًا في طريقه إلى رفيقهما لإنقا.ذه مِن تلك المكـ ـيدة التي سقـ ـط بها فا.قدًا الو.عي، نظر إلى هاتف ابن عمه الذي ثـ ـبته على الحامـ ـل الخاص بهِ بعد أن حـ ـدد مو.قعه على الخريطة ليقوم بزيا.دة سرعة السيارة حتى يصل إليه في أسرع وقت قبل فو.ات الأ.وان
_______________________
<“قد سبق وو.قع في الحُبّ مرتين، مرةٌ في الزهور، والأخرىٰ في صاحبتها”>
أقتربت مِنهُ وهي تحمـ ـل كوبين مِن الشاي تضعهما على الطاولة التي يجلس على إحدىٰ مقاعدها لتجلس هي أمامه في محلها الخاص بالزهور قائلة:
«طب مفكرتش مثلًا يمكن ابن عمك دا بيتعا.طى حاجه، أصله غريب أوي يعني إيه بيتهـ ـجم على أختك فـ غيا.ب جوزها ويعمل كدا، إلا إذا كان مـ ـريض بقى»
«مبقتش عارف يا “برلين”، مشا.كلنا معاهم بقالها سنين، مِن ساعة ما أبويا ما.ت، كل حاجه با.ظت مِن بعده، د.خلت فـ أنهيا.ر عـ ـصبي حا.د وقعدت فترة طو.يلة را.فض فكرة مو.ته ومش قا.در أتخطا.ها وكُنْت بتعا.لج عند دكتور نفسا.ني، وأخواتي البنا.ت كل واحدة متجوزة وليها بيتها وحياتها يعني مازال ليهم ضـ ـهر سو.اء مِن بعد مو.ت أبويا أو حالتي اللي كانت شبه مد.مرة»
«عمي “يـوحنا” أكبر واحد فـ عمامي كلهم، كأنه ما صدق أبويا ما.ت وكأنه هـ ـم وأنز.اح مِن عليه، معرفش إيه اللي ممكن يوصل بني آدم للغـ ـل دا، “بيشوي” بيحبّ “كاترين” أختي أوي يحبّ اللي يحبّها ويكـ ـره اللي يعا.ديها، بس أنا فو.قت بعدها ور.جعت لبيتي وأهله تاني، رغم إن أخواتي متجوزين بس برضوا مسئو.لين مِني هما وأمي ربنا يد.يها الصحة ويبـ ـعد عنها ولا.د الحـ ـرام»
«أكيد تقصد عمك ومراته مش كدا؟»
نطقت بها “برلين” مبتسمة الوجه وهي تنظر إليه ليبتسم هو ويؤ.كد على حديثها بإما.ءة خـ ـفيفة مِن رأسه، ر.فع كوب الشاي إلى فمهِ وأرتشف مِنهُ قليلًا ليد.وم الصمـ ـت المكان لوقتٍ قليلٍ قبل أن يقطـ ـعه هو حينما نظر إليها وقال:
«”برلين” انا بصراحة شايف إن دا أنسـ ـب وقت أتكلم معاكِ فـ الموضوع دا»
نظرت إليه بعد أن أرتشفت القليل مِن الشاي لتعقد ما بين حاجبيها وكأنها تسأله عن ما يريد هو التحدث بهِ على الرغم أنها تعلم جيدًا ما سيقوله ولَكِنّ فضَّلت إدعا.ء الغبا.ء وبدأت تُنصت إليه حينما بدأ هو حديثه بقوله الهادئ والصا.دق:
«”برلين” انا مش هقعد أز.ين الكلام أو ألف وأد.ور كتير انا هقولك مباشر على طول وهكون صر.يح معاكِ، “برلين” انا بحبّك، ربنا حطك فـ طريقي عشان تكوني العو.ض ليا عن أي حاجة و.حشة مَر.يت بيها، انا حقيقي حبّيتك بأصغر تفا.صيلك وأكبر عيو.بك، حبّيت نقا.ءك وشوفت فيكِ اللي عُمري ما شوفته فـ أي واحدة تانية، “مـينا” عايش طول عُمره تا.يه مش لاقي ملجـ ـأ ولا مرسىٰ، عامل زي الشـ ـريد وسط بلد بدا.ئية، عايش على ذكريات ماضي يو.جع مش عارف يخر.ج ويشوف مستقبله ويلـ ـحق نفسه ولا عارف يتأ.قلم ويعيش مع الماضي، مفيش غيرك اللي قد.رت تشـ ـد عزمه وتمـ ـد إيديها تساعده يخر.ج مِن كل دا»
«أنتِ عملتي كتير أوي يا “برلين” مِن غير ما تا.خدي بالك، صلـ ـحتي فيا اللي مكـ ـسرتيهوش وقدر.تي تشـ ـدي إيدي تخر.جيني مِن قا.ع الماضي لـ سـ ـطح الحاضر أقدر مِنُه أشوف المستقبل، “برلين” انا عايزك جنبي على طول انا حبّيت وجودك وشوفت نفسي فيكِ ومش قا.در أبعـ ـد عنك ولا أشوف غيرك عشان اللي كُنْت بدور عليه فـ البنـ ـات لقيته فيكِ أنتِ، تتجوزيني يا “برلين”، تقبلي تكملي طريقك معايا وتتجوزيني ونبقى واحد، تقبلي تكوني شـ ـريكة واحد عاش عُمره كله تا.يه مش عارف يعيش لحد ما لقىٰ اللي تا.خده للنو.ر، تقبلي تد.اوي قلب يتـ ـيم مد.اقش غير القسو.ة والو.جع، تقد.ري تديله الحـ ـنية اللي عايزها؟»
شعرت في هذه اللحظة أن المكان لا يتسـ ـع لأجنحـ ـتها، شعرت بالسعادة تغمـ ـرها والفرح يتسـ ـلل إلى قلبها، كانت تنتظر هذه اللحظة مِنهُ، كانت تنتظر سماع أعتر.افه لها، كانت تنتظر رؤية لمـ ـعة عينيه تلك، كانت تنتظر الكثير والكثير مِنهُ ليأتي هو ويفعل الكثير والكثير، زا.حمت البسمة الو.اسعة ثغرها وألتـ ـمعت عينيها البُنية الد.اكنة بو.ميضٍ سا.حر وكأنه أعاد الأمل دا.خل قلبها وأنها مازالت جميلة رغم كل شيء، نقـ ـية رغم بقا.ع الفسـ ـاد حولها، جذا.بة رغم سـ ـعي الآخرين لإخما.د رو.حها
شعرت أنه يُعـ ـيد إليها مشاعرها التي سُلِـ ـبَت مِنها مِن قبل، شعرت أن اللحظة قد جاءت لإعطا.ء نفسها فرصة جديدة تُحـ ـييها وتُخر.جها مِن بقا.ع المجتمع وتحـ ـرير نفسها مِن لقبٍ نُسِـ ـبَ إليها لتصبح منبو.ذة بين الجميع ير.مقونها نظرةٍ مشـ ـمئزة، ولَكِنّ تأتي الرياح بما لا تشتـ ـهي السـ ـفن ليأتي ما يُعـ ـكر سعادتها وصفو.ها ولذلك كانت بسمتها تنطـ ـفء ومعها لمـ ـعة عينيها، تعجب “مـينا” مِمَّ رأه ولذلك تحدث بنبرةٍ هادئة وقال متسائلًا:
«مالك يا “بيري” إيه اللي حصل، إيه اللي أفتكرتيه ز.علك أوي كدا وخلّـ ـىٰ الضحكة تختـ ـفي ولمـ ـعة عنيكِ تطـ ـفي؟»
نظرت إليه “برلين” وحاولت السيطـ ـرة على عبراتها التي تَكَوَ.نت دا.خل مُقلتيها بشكلٍ وا.ضحٍ أمام “مـينا” الذي أعتدل في جلسته وأقترب بنصفه العلـ ـوي يستند بذراعيه على سطح الطاولة ينتظر ردّاً مِنها على سؤاله الذي طرحه منذ قليل
دام الصمت بينهما قليلًا هو يتابعها بعينيه وهي تُحاول التهر.ب مِنهُ ولَكِنّ يبدو أنه حا.صرها ولا مفـ ـر للهر.ب وحتما با.ت عليها التحدث وإفصا.ح ما حاولت هي لد.فنه حتى لا يعود لها منِ جديد، أخذت أنفاسها ثم زفـ ـرت بعمـ ـقٍ ونظرت إليه وبدأت تتحدث بنبرةٍ متعـ ـبة ترامنًا مع عودة ذكريات الماضي لها قائلة:
«”مـينا”، بما إنك فا.تحتني فـ موضوع الجواز وطلبت مِني نتجوز لازم انا كمان أقولك حاجه، اللي شايفها قدامك دي، واللي أديتها لقب فتا.ة أحلامك، للأسف الشـ ـديد مُنفصـ ـلة، كُنْت متجوزة قبل كدا وللأسف محصلش بينا نصـ ـيب وأنفـ ـصلت بمعنى أصح بما إن معندناش طلا.ق، بعد سنة جواز أكتـ ـشفت إني مبخـ ـلفش وهو كان عايز يخـ ـلف، كُنْت وقتها مجـ ـروحة أوي وبعـ ـيط طول اليوم وأوقات كتير مَكُنْتش باكل، أخواته كلهم خـ ـلفوا وهو لا وأمه كانت حربا.ية قعدت تسمعني كلام زَّي السـ ـم، كانت كل ما تشوفني تقولي أنتِ أر.ض بو.ر، أنتِ مش نا.فعة أنتِ وش فقـ ـر، أي كلام تجـ ـرحني بيه»
«عارف، ساعات كانت بتسخـ ـنه عليا وتقو.مه عليا وهو يسمعها وييجي كل يوم يديني علـ ـقة محتر.مة، لحد ما تـ ـعبت مِن الضـ ـرب وجـ ـسمي أتشو.ه، وقتها “بابا” خدني وراح عمل محضـ ـر فـ القسـ ـم وحلف ليخلينا ننفصـ ـل وفعلًا روحنا الكنيـ ـسة وأنفصـ ـلنا، حالتي كانت و.حشة أوي مِن بعدها، وبقيت منبو.ذة فـ نظر الكل، تـ ـعبت أوي يا “مـينا” وقتها تـ ـعبت واللهِ، متقد.رتش وأتعاملت كأني كلـ ـبة متجوزها عشان الخـ ـلفة وبس، مفيش حُبّ مفيش الأحلام الور.دية اللي الناس بيو.همونا بيها، فاكر إن الجواز خـ ـلفة وبس، طب وانا فين، مشا.عري راحت فين، قلبي ذ.نبه إيه يتعذ.ب بالشكل دا انا فقد.ت ثقتـ ـي فـ نفسي وطلـ ـعني و.حشة ومليا.نة عيو.ب»
«أقسم بالله طلـ ـعت و.حشة وفيا كل العيو.ب، راح أتجوز وخـ ـلف تخيل باعتلي صورة أ.بنه بيقولي عرفتي إنك أر.ض بو.ر على رأي أُمي، متخيل كـ ـسرة القلب يا “مـينا” انا وقتها معرفش عد.يت مِن المو.قف دا أزاي انا لسه تعبا.نة ومجرو.حة ومش عارفه أتعا.فى انا تـ ـعبت مِن كل حاجه وبقيت خا.يفة مِن التجربة تاني، بقيت خا.يفة واللهِ ومعنديش طا.قة أعافـ ـر فـ حاجه هتأ.ذيني تاني»
أنهـ ـت حديثها وأنخر.طت في بكاءٍ مر.ير، تبكي على ما حد.ث وما وصلت إليه وما عاشته، تبكي على عُمرها الذي فنـ ـىٰ مع شخصٍ حقـ ـير مثله، وتبكي على رو.حها التي د.فنها بنفسه حـ ـية دون ر.حمة أو شفـ ـقة، بينما كان يستمع هو إليها وهو يتأ.لم لأجلها، حقًا أ.لمه قلبه وبشـ ـدة فيبدو ذلك واضحًا وضوح الشمس أمام عينيه وسؤالٌ واحدٌ يطر.حه عقله الآن، أي عقـ ـلٍ وا.عٍ يترك فتا.ةٍ كتلك ويجـ ـرح رو.حها بتلك الطريقة البشـ ـعة؟، مَن يتجـ ـرأ على قـ ـتلها حيـ ـة؟
كيف يستطيع أحدهم فعل ذلك ألا يمـ ـلُك قلـ ـبًا، أليس في قلبه ذ.رة ر.حمة تجاه الآخرين؟ حقًا بات مصد.ومًا مِمَّ يحدث حوله ويراه، وُدَّ لو يراه كي يبر.حه ضـ ـربًا لتجـ ـرءه على أذ.ية محبوبته بتلك الطريقة القا.سية، حاول التحـ ـفظ على هدوءه ثمّ تحدث بنبرةٍ جاهـ ـد لجعلها هادئة قدر المستـ ـطاع قائلًا:
«”بيري”، الماضي أنتهـ ـىٰ وعد.ىٰ يا حبيبتي لازم دلوقتي نبُص على الحاضر، لازم نكمل منو.قفش حياتنا ومنشوفش نفسنا بالصورة اللي المجتمع بيبصها للسـ ـتات سو.اء مطلـ ـقة أو منفصـ ـلة، أنتِ مش كدا فـ عيوني انا بحبّك أنتِ وعايز أتجوزك برضوا عشانك أنتِ، عايز أتجوزك عشان نسانـ ـد بعض وند.عم بعض ونعيش العُمر كله مع بعض، غـ ـرضي مِن الجواز مش الخـ ـلفة بس يا حبيبتي بل أكبر مِن كدا بكتير، السـ ـتات مش أد.اة أو وسـ ـيلة نتحـ ـكم فيها زَّي ما إحنا عايزين وبرضوا إحنا مش صغيرين عشان نسـ ـيب حدّ يتحـ ـكم فينا وفـ حياتنا ويقولنا أعمل دا ودا لا»
«انا ميهمنـ ـيش أنتِ إيه، اللي يهمـ ـني أنتِ شيفاني إيه، أتطمني صدقيني انا مش زي الحقيـ ـر دا أنا أحسن مِنُه شكـ ـلًا وخُلُـ ـقًا ووسامة، صح مش أنا أحلى مِنُه أكيد مش هتكد.بي وتقولي لا»
أنهـ ـىٰ حديثه ممازحًا إياها ليراها تبتسم وهي تنظر إليه بعينين با.كيتين ليبتسم هو كذلك إليها ويقول بنبرةٍ حنونة:
«نتجوز بس وأوعدك إني هثبـ ـتلك كل الكلام اللي قولته دا، كُل اللي عايزُه هو أنتِ وبس، لو على العيا.ل مش عايزهم صدقيني مش فا.رق فـ اللحظة دي غيرك أنتِ، بس دا مش هيمـ ـنع إننا نحاول برضوا وندوَّر على دكتور كويس يعني مش هنيأ.س ودا غـ ـرضه واحد لو جه وقته هقولك عليه، أتفقنا يا عسل؟»
حركت رأسها برفقٍ تؤ.كد على حديثه بعد أن أستشـ ـفت الصدق في عينيه ونبرة صوته لتتـ ـسع أبتسامته ويقول بنبرةٍ مراو.غة وهو يبتسم:
«يعني هتا.خديلي ميعاد مع الحج ونيجي نشرب الشربات ونعـ ـلي الجواب ونجمع را.سين فـ الحلا.ل وتبقي مرات عبده الشقـ ـيان؟»
ضحكت هي على ما تفوه بهِ بطريقةٍ جعلتها تتنا.سىٰ ما عكـ ـر صفوها في الأساس ليبتسم هو أكثر وهو يرىٰ صفا.ء عينيها التي عادت لرو.نقها مرةٍ أخرىٰ وفي دا.خله يتو.عد إلى الآخر بالو.يلات
«هبـ ـلغ “بابا” وهقوله إنك هتكلمه، بس يعني سيبني شويه أفكر»
أنهـ ـت حديثها وهي تتصـ ـنع الرقة وبصرها مثبـ ـت عليه ليبتسم هو ويقول:
«براحتك بس مش أوي يعني راعي سيد حبيبك برضوا يعني بلاش شغـ ـل التُقـ ـل ياخدك أوي»
«لو مش عاجبك مِن أولها قول عادي إحنا لسه فـ أولها»
نطقت بها بتكبـ ـرٍ مصطـ ـنع وهي تقوم بالنظر بعيـ ـدًا عن مرمى عينيه لتسمعه يقوم بمراو.غة:
«طب أزاي وانا واقـ ـع فـ الحُبّ مرتين، مرة مع الورد، ومرة مع صاحبة الورد»
أتسـ ـعت أبتسامتها وشعرت بالخجـ ـل لتتركه وتذهب إلى الداخل دون أن تنظر إليه ليرا.قبها هو حتى أختـ ـفت مِن أمامه وحرك رأسه بقـ ـلة حيـ ـلة مبتسم الوجه
«قال فعلًا الحُبّ وعيون المُحبّ فضا.حين»
_________________________
<“تُدعى “مَرْيَم” وأُناديها “ريما” و “مَريمة”>
كانت تسير بجواره في إحدىٰ المولات تشاهد فساتين الزفاف وأخرىٰ خاصة بعقد القرآن التي تكون أكثر بساطة ورُقي عن فساتين الزفاف بأعينٍ شغو.فة، تو.قفت فجأ.ة وقالت:
«أستنى يا “شـهاب”!»
تو.قف “شـهاب” بعد أستمع إلى صوتها وتر.قب ما ستقوله ليسمعها تقول بنبرةٍ حما.سية وهي تصف إليه إحدىٰ الفساتين الخاصة بعقد القرآن قائلة:
«بُص في فُستان حلو أوي عاجبني عايزه أخد رأيك فيه»
«أوصفيه»
كلمة واحدة خر.جت مِن فمه جعلتها تصفه سريعًا بحما.سٍ كبير بينما كان هو يستمع إليها ويتخـ ـيل مظهره ذاك في مخـ ـيلته
«بُص هو حلو أوي لونه أبيـ ـض ضـ ـيق مِن فوق لحد الو.سط كدا ونا.زل على وسعان فـ النص فيه شغـ ـل زي حز.ام كدا بفصوص لولي صغيرة حلوة أوي كله سا.دة بس الد.راعات بقى مِن عند الكتف لحد قبل المعصم وا.سع كدا يعني منفو.ش ومعصم الإيد ضـ ـيق يعني واخد جز.ء كدا مِن الـ ـكُم ولِيه ر.قبة وشكله سيمبل وشيك أوي يمكن دا أكتر واحد شـ ـدني لحد دلوقتي معاه الخمار هيبقى هايل بجد إيه رأيك؟»
أنهـ ـت حديثها وهي تسأله وتنظر إليه بتلهـ ـفٍ تنتظر إجابته، بينما كان هو يتخـ ـيل شكله مِن وصفها لهُ وقد شعر بالرضا ولذلك أبتسم أبتسامةٌ صافية وقال بنبرةٍ هادئة:
«شكله بيقول إنه حلو أوي بدليل إنك مبسوطة فـ لو هتستقري عليه هاتيه انا بمجرد التخـ ـيل لقيته حلو ما بالك بقى لو شوفته أكيد هيبقى واو»
أتسـ ـعت أبتسامتها بفرحٍ غير عادية وسعادةٌ طا.غية لتخبره أنها ستذهب لشراءه ليقوم هو بإنتظارها في الخا.رج، ولجت هي إلى الدا.خل تشاهد الفساتين حولها حتى جاءت إليها الفتا.ة المساعدة في المحل تطرح عليها مساعدتها لتخبرها “مـريم” أنها توَّد شراء هذا الفستان بفرحةٍ وأضحة لتُلبي الأخرىٰ مطلبها وتذهب لجلبه إليها
زفـ ـرت “مـريم” بهدوءٍ ونظرت إلى هذا الذي يقبع في الخا.رج عبر ز.جاج المحل والذي سيصبح بعد عدة أيام زوجها وحبيبها، دقائق ود.فعت “مـريم” حسابه وخرجت بحما.س طفلةٌ صغيرة وهي تقفز بسعادة حينما وقفت أمامه وقالت:
«جبته يا “شـهاب” جبته، انا بجد مبسوطة أوي ومتحـ ـمسة لـ اليوم دا جدًا، مش قا.درة أعبَّر عن فرحتي بجد»
أبتسم هو أبتسامةٌ صافية وحنونة وألتمعت عينيه بو.ميضٍ جذ.اب ليتحدث بنبرةٍ هادئة قائلًا:
«هانت، كلها أسبوع وهقدر أقولك كل اللي نفسي فيه وهاخد راحتي على الآ.خر، وأهم حاجه عندي هي فرحتك دي مش أكتر، “ريما” مبسوطة يبقى “شـهاب” مبسوط ومرتاح عشان خا.طر “ريما” وعيونها»
كانت سعيدة وبشـ ـدة في هذه اللحظة وهي تنظر إليه لتقول بنبرةٍ مازالت تحمـ ـل طـ ـبع الحمـ ـاس بها:
«طب يلَّا نكمل أنا أعرف محل بدل هنا تحفة بجد جبت مِنُه بدلة “أحمد” قبل كدا وعجبته أوي وقتها تعالى نشوف يمكن تعجبك حاجه فيهم»
تحرك معها بالفعل وهو يتحدث معها طوال الوقت ويضحك بين الفينة والأخرىٰ يشاركها تلك اللحظات الجميلة التي ستد.وم دا.خل عقله مدىٰ الحياة فهذه ليست أيُ فتا.ة، بل إنها “ريما”
«بُص يا سيدي في واحدة لونها أسو.د وقميصها أبـ ـيض حلوة أوي وقماشتها تحفة وفي أختها بس لونها ر.صاصي، طبعًا أنتَ مش هيد.خل عليك غير الأسو.د»
أبتسم هو حينما سَمِعَها تضحك فهي تعلم ما يدور دا.خل عقله حتى ولو لَم يُفصـ ـح عن ذلك، وقبل أن يأخذ الر.جُل البدلة لتجهيزها لهُ تحدث هو قائلًا:
«هو انا مينفعش أبد.ل القميص الأبيـ ـض بالأسو.د؟»
تعجبت “مـريم” ونظرت إليه ليسمع الر.جُل يجيبه برقيٍ قائلًا:
«ينفع يا باشا طبعًا»
«طب بعد إذنك بد.لي الأبيـ ـض بالأسو.د»
«عيو.ني يا باشا»
ذهب الر.جُل بعد أن أنهـ ـىٰ حديثه لتنظر “مـريم” إلى “شـهاب” الذي قال مبـ ـررًا فعلته تلك:
«بحبّ القميص الأسو.د عن الأبـ ـيض عادي، وبعدين دا كتب كتاب مش فرح فـ مش هيقول لا، وبعدين مش عايزك تحـ ـكُمي على الحاجه مِن مظهرها الخا.رجي أستني ألبسها وهتغيري رأيك تمامًا وأنا واثق مِن اللي بقوله»
أبتسمت “مـريم” ثم قام “شـهاب” بد.فع الحساب ليخرجا سويًا يجلبا بقية أشيأيهما وقد كان اليوم رائعًا بالنسبة إليهما، كانا يجلسان في إحدىٰ الحدائق العا.مة والهادئة بعض الشيء يتحدثان سويًا ويُرتبان كل ما يخص عقد قرآنهما مثلما أتفقا سويًا قبل عدة أيام
«طب وكروت الدعوة دي هنعمل فيها إيه ولا هنوزعها أمتى؟»
نطق بها “شـهاب” بنبرةٍ هادئة وعينيه مصو.بةٌ نحوها وكأنه يرا.ها بالحـ ـق، نظرت إليه قبل أن تُجيبه وشعرت بقلبها يخـ ـفق بشكلٍ مُـ ـريب تزامنًا مع إنقبا.ضة خـ ـفيفة قد سيطـ ـرت عليه بعد أن رأت عينيه مصو.بتان نحوها وكأنه يرا.ها بالحـ ـق، لا تعلم ماذا حد.ث إليها باتت متو.ترة كثيرًا على الرغم أنه كـ ـفيف ولَكِنّ عينيه تكون دومًا لها رأيًا آخر
شعر هو بتو.ترها وعَلِمَ السـ ـبب دون أن تتفوه بهِ هي ليبتسم أبتسامة خفيفة ويُجيبها بنبرةٍ هادئة دون أن يُبعـ ـدهما عنها قائلًا:
«متخا.فيش كدا دا شيء طبيعي انا أعـ ـمى بس بحـ ـرك عيني عادي يعني مش حاجه، عارف إن عيني يعني ممكن تكون حا.دة شويه ونظرتي نفس الشيء بس دي طبيعي مِن وانا صغير، تعرفي يا “ريما” أكتر حاجه نفسي فيها وبطلبها على طول مِن ربنا إني أر.جع أشو.ف تاني، نظري كان عاملي حالة ر.عب وانا بطلبك مِن باباكِ، كُنْت خا.يف يعمل زَّي معظم الناس ويقولي أصـ ـعب جملة كُنْت بسمعها مِن بعض الناس»
«لا انتَ كـ ـفيف وانا بنـ ـتي مش ملزو.مة تاخد واحد كـ ـفيف ترعاه، يـاه على كـ ـسرة القلب والخا.طر يا “ريما” بجد، وكأننا أختارنا كدا بمزاجنا، فاكر إنه يا عيني ممكن ياخد عـ ـينيها، تفكير غريب مِن بني آدمين أغرب بجد، ربنا زر.ع جوانا فطـ ـرة انا مش هعرف أسيطـ ـر عليها أو أمـ ـنعها وبعدين انا أو غيري مش محتاجين رعاية إحنا عايشين عادي الأمر صـ ـعب شويه ومتعـ ـب بس لمَ عز.ة نفسك تتمـ ـلّك مِنك يبقى انا هعرف أعمل كل حاجه بنفسي ومش هستنى حاجه مِن حد وهعرف أرعى نفسي»
«خو.فت باباكِ يعمل نفس الشيء وكُنْت همشي على آخر ثانية لولا “شُـكري” منـ ـعني بصراحة، بس والدك حقيقي طيب أوي ومتفهم ومكنش عنده أي مشـ ـكلة ودا خلّاني أحتر.مته أكتر بصراحة وأتطمنت إنه مش هيتـ ـعبني بكلامه ووقتها شكرت أخويا “شُـكري” على إنه مـ ـنعني إني أمشي وأدينا أهو بنرتب لكتب كتابنا اللي بعد أسبوع بعد ما عمي “عُـمر” حلف يمين إنه ما هيأ.خره يوم واحد»
أنهـ ـىٰ حديثه وضحك لتشاركه “مـريم” الضحك بعد أن تذكرت هذا اليوم وهو في أشـ ـد غضـ ـبه قد أقسم على عد.م تأ.جيل عقد قرآن أبـ ـنته أو زفافها مهما حد.ث ليخضـ ـعوا لهُ جميعًا دون أن يتفوه واحدٍ مِنهم بكلمةٍ واحدة، نظرت إليه لترىٰ حدقتيه تتمر.كزان عليها تزامنًا مع قوله الهادئ:
«مش عايزك تخا.في مِني يا “ريما”، أنا أطيب وأضـ ـعف مِن إني أأ.ذيكِ، أنتِ “حوا” إلى أتخـ ـلقت مِن ضـ ـلع “آدم”، أجي أنا بقى وأتهـ ـبل فـ دماغي والكلام الماسـ ـخ اللي بنسمعه دا لا مش هيحصل، أنا محترم مبعملش صوت وبقعد فـ مكاني مبتحركش مِنُه»
ر.مقته “مـريم” نظرةٍ مليئة بالشـ ـك بعد أن أستمعت إلى حديثه ذاك ليشعر هو أنها مازالت لا تصدق ما يقوله حتى الآن ولذلك أبتسم وقال بمراو.غة:
«بس دا وأنا لوحدي فـ البيت، بس لمَ تكوني معايا أكيد مفيش الكلام دا»
ضحكت هي على تفوهاته ومراو.غاته بقـ ـلة حيـ ـلة وقد أدر.كت أنها بالحق أخذت شخصٌ نقـ ـي القلب بريـ ـئًا يبحث عن ضا.لته للتعايش معها وإكمال ظلـ ـمته بجوار نو.رها الوها.ج لتكون الحا.مي الأول والأخير إليه مِن ظُـ ـلمة الدنيا وقسو.تها عليه.
_________________________
<“ر.جُلان وأربعة أسـ ـلحة تعني الد.مار المحـ ـتوم”>
تو.قف “علي” بالسيارة في الوجهة المعلومة وهو ينظر حوله رفقة رفيقه الذي هتف بنبرةٍ هادئة سا.خرة:
«إيه عالم الأبر.ياء دا، دا منبـ ـع مخد.رات وتجـ ـار أعضـ ـاء وتجا.رة بشـ ـرية وبلا.وي زر.قا، ليلتك زر.قا يا “شـريف”»
«”شـريف” فـ حارة أسمها “سيد طبـ ـنجة” اللي تقريبًا كدا الر.اجل اللي خـ ـده وقت الحا.دثة، شكلنا ولا.د ناس أوي يعني ومش هيدخل عليهم جَـ ـو المحـ ـششين اللي عملته قبل كدا»
أنهـ ـىٰ “علي” حديثه وهو ينظر إلى هاتفه، بينما كان “ليل” يتابع المكان حوله دون أن يتحدث وهو يُفكر في أمرٍ ما، لحظاتٍ مِن الصمـ ـت دامت ليقطـ ـعها “ليل” حينما قال:
«بقولك إيه أطـ ـلع على الطريق أركن العربية هناك وتعالى نشوف هندخل هنا أزاي»
«وأشمعنى بر.ه على الطريق وأفـ ـرض أتاخدت مِنها حاجه؟»
«أسمع بس اللي بقولك عليه يا “علي” يلَّا»
أنهـ ـىٰ “ليل” حديثه وهو يد.فع “علي” لفعل ما يريده ليُلبي الآخر مطلبه ويعود بالسيارة إلى الطريق الر.ئيسي وهو يجـ ـهل ما يُفكر بهِ رفيقه الذي تنتا.به الأفكار المجـ ـنونة في معظم الأوقات، أوقـ ـفها “علي” على جانب الطريق السـ ـريع ونظر إلى “ليل” الذي ترجل مِن سيارته وبيده هاتفه وسلا.حه قائلًا:
«أنزل وقـ ـفل العربية وتعالى»
في إحدىٰ الشقق التابعة لـ “سيد طبنـ ـجة”
كان “شـريف” جالسًا ينتظر قدوم أولاد عمومته ويجاوره “خميس” الذي بات القلـ ـق يسيـ ـطر عليه بشكلٍ ملحوظ بعد أن رفـ ـض الإجابة على مكالمات رئيـ ـسه مِمَّ أثا.ر ذلك حفيظته بشكلٍ ملحوظ، على عكـ ـس حالة “شـريف” الذي يبدو في هذه اللحظة أكثر هدوءًا وهو على يقينٍ تا.م أنه سيراهما نُصـ ـب عينيه في أية لحظة
«متأكد إنهم جايين يا “شـريف” ولا إيه الحوار أنا خا.يف ميجوش وييجي المعلم يطـ ـير رقـ ـبتي أنا مبردّش على مكالماته بقالي كتير وكدا بدأ يشُـ ـك فيا رسمي»
أنهـ ـىٰ “خميس” حديثه بنبرةٍ مر.تعبة وهو ينظر إلى “شـريف” الذي نظر إليه نظرةٍ ذات معنى وقال بنبرةٍ أكثر هدوءًا:
«طول ما أنتَ معايا متخا.فش مِن حاجه وأنا سَبَق وقولتلك إنك فـ حما.يتي وأنا را.جل قد كلمتي يبقى خلاص متر.عبش نفسك على الفاضي»
أنهـ ـىٰ “شـريف” حديثه بنبرةٍ حا.دة وهو ينظر إلى “خميس” الذي قرر إلتزام الصمـ ـت حتى يرىٰ ما سيحدث بعد قليل، زفر “شـريف” ونظر إلى هاتف “خميس” الذي كان يقبع بجواره حينما أتته رسالة نصية مِن ابن عمه “ليل” يقول بها:
«انا فـ المكان اللي أنتَ فيه دلوقتي بس مش عارف هيسيبونا ندخل زَّي ما قولت ولا ألجـ ـأ للخطة التانية!»
فكر “شـريف” قليلًا قبل أن يجيبه ثم كتب تلك الكلمات بسر.عةٍ فائقة وأرسلها إليه وهو يعلم تمام العلم أنه ذكي وسيسـ ـهل عليه الولوج وتفادي هؤلاء القذ.رة
«لو حسيت إنها بتتعـ ـك إلجـ ـأ للحظة التانية المهم تتصرف ومتشـ ـككوش حدّ فيكم»
أغـ ـلق الهاتف ووضعه مكانه وأنتظر وصول رفيقيه الذي بَلَغَ شو.قه لهما الحد.ود وكأنه لَم يرهما منذ سنواتٍ عدة كأنه كان أسـ ـيرًا لدى إحدىٰ العصا.بات وجاء يوم تحـ ـريره، بينما كان كلًا مِن “ليل” و “علي” يسيران متجهين إلى البِنْاية المنشو.دة بعد أن أستطاع المرور هو ورفيقه مِنهم بعد أن أعطاهما المُخـ ـدر لإثباتٍ ما
صدحت طرقات قو.ية على باب المنزل تبادلا كلاهما النظرات لينهض “خميس” ويقرر هو فتح الباب وهو يظن أن الطارق أولاد عمومة الآخر، ولَكِنّ تيـ ـبس جسده مكانه وشعر أنه شُـ ـلَّ عن الحركة حينما رأىٰ سيده أمامه ير.مقه بنظراتٍ قا.تلة مشهـ ـرًا بمسد.سه على رأسه، نهض “شـريف” بهدوءٍ شـ ـديدٍ وهو ينظر إليه دون أن يفعل شيء وهو يرىٰ الآخر محا.صرًا مِن أولاد عمومته اللذان كانا ير.فعان سلا.حهما على رأس الآخر في وقتٍ واحد
«سلا.حك يا قمور بدل ما تشوف النور على إيد الغو.ل، سلا.حك يابا الحج عشان مبنتفا.همش»
أنهـ ـىٰ “ليل” حديثه وهو ينظر إلى الآخر بكل بر.ود وهو يرىٰ إرتعا.شة يده الواضحة وضوح الشمس أمامه، فيما نظر “علي” إلى رفيقه بعد أن ألتمعت عينيه بومـ ـيضٍ ساحـ ـر، عادت اللمعة إلى عينيه حينما نظر إليه وها هي اللحظة الفا.رقة لهم قد أتت لتقوم بتغيير مسا.ر الأحد.اث تمامًا.
________________________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *