روايات

رواية الصندوق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت الثامن والعشرون

رواية الصندوق الجزء الثامن والعشرون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الثامنة والعشرون

تعهدت حفيظة هانم بحفل خطبة كبير يضم الأعيان و كبار رجال البلاط الملكي و رموز من سلطة الاحتلال البريطانية و قررت أن يحيي الحفل مطربين قد لمع نجمهم في تلك الفترة و صاروا حديث الناس صفوة و عامة، عندما قال منصور بك أنه سيهب ابنه قصراً في منطقة قريبة من قصره بمدينة المنصورة هب عزيز معترضاً و قال
عزيز: أبي .. من فضلك ..آسف لأنني لم أُطلعك عن قراري بشأن تلك النقطة لكنني لا أنوي البقاء في المنصورة بل أود الاستقرار في الجنوب بأسوان و سوف اعمل مع صديقي السيد سالم و سيكون لي منزل و عمل هناك بإذن الله .. نظر عزيز لسالم ثم اردف قائلاً : اليس كذلك يا صديقي ؟!
فوجئ سالم بهذا الكلام غير المخطط له و نظر الجميع لعزيز بغرابة بما في ذلك فاتن ..
قالت السيدة حفيظة: بصراحة لا أنوي علي ترك ابنة اختي لتبقي بعيدةً عني إلي هذا الحد و في الوقت نفسه لا أجد مبرراً لغرضك هذا.. يمكنك البقاء في القصر الذي تحدث عنه والدك او يمكنكما البقاء معي هنا في قصري لكن أسوان بعيدة جداً .. تلك الفكرة مرفوضة !! عذراً
أصبح الموقف حرجاً خاصةً علي منصور بك و السيد سالم اللذان حاولا اقناع عزيز بأيا من الخيارين لكنه رفض بشكل قاطع مما جعل الجميع في حالة تعجب، ثريا هي الوحيدة في تلك الجلسة التي حافظت علي برودة دمها و ارتياح اعصابها فهي غير مهتمة سواء أُتممت الزيجة أو أُلغيت فحضورها معهم هو مجرد اكمال للشكل ليس اكثر ..
فكر سالم في فك جمود الأمر وقال : حفيظة هانم.. هل زرتِ أسوان من قبل؟
حفيظة هانم بتجهم و غير رضي: لا .. لكنني أتحدث عن بعد المسافة و ليس عن البلدة نفسها !!
سالم: أليست والدة سيادتكم جاءت من تركيا إلي مصر مع زوجها و اسست منزلا و عائلة و نجح الأمر رغم المسافات؟! لماذا إذن لا نتفهم وجهة نظر عزيز .. هو يريد خلع جلده من كنف والده و البدء من الصفر في مكان جديد و انا أعدك أنني سأدبر له بداية جيدة و لكن هو المسئول عن النجاح و الاستمرار .. أليس كذلك يا عزيز ؟!
تمحمح عزيز و قال : نعم .. بالطبع !!
فكرت السيدة حفيظة ثم نظرت ل فاتن فوجدتها متوترة خشية أن ينهدم اتفاق زواجها قبل أن يُبني فقالت: علي الأقل .. لأري المنزل الذي ستسكن فيه ابنتي و المحيط الذي ستعيش به حتي يطمئن قلبي
منصور بك : ستكون هديتي لهما هو منزلا كبيرا يليق بهما هناك بعدها سأترك عزيز ليبني نفسه بنفسه كما أراد
نظر عزيز لوالده بحسرة و كأنما أطلق النار بيده ع قدمه فمن قال انه يريد الاستقلال او الاعتماد ع النفس لكنه مجبر علي قول هذا الكلام و الإبتعاد عن هنا حتي يجد حلاً لما وقع فيه!!
قالت حفيظة هانم : أنا موافقة مبدئياً علي هذا الكلام فسعادة فاتن تأتي في المقام الأول لدي
سالم: و انا ادعو حضرتكم و الآنسة فاتن لقضاء اجازة في منزلي بأسوان، نحن الان في اكتوبر و الأجواء باردة و الجو عندنا سيكون مناسباً لقضاء عطلة فأرجو قبول دعوتي و لنعود جميعنا معاً بعد حفل الخطبة إلي أسوان..
نظرت فاتن لعزيز بسعادة ثم نظرت لخالتها لتستعطفها لتوافق
السيدة حفيظة : و انا قبلت الدعوة و ليكن ذلك عربون خيراً بيننا
____________بقلم elham abdoo
تنفس سالم الصعداء لأن إتمام تلك الخطبة يقربه لهديته الغالية المنتظرة
اما عزيز فهو يتمني ان تنتهي مراسم تلك الليلة سريعاً حتي يأخذ المال بين يديه و يطمئن ..
جلس الجميع علي مائدة الطعام، حفيظة هانم علي رأس المائدة من جهة و منصور بك من الجهة المقابلة و علي الجهه اليسري لحفيظة هانم جلس سالم و بجواره بسمة و علي الجهه اليمني منها جلست فاتن يليها عزيز ثم ثريا هانم ..
______________________// بقلم elham abdoo
بدأ تقديم الخدمة و عندما هم جميعهم بتناول الطعام وجدت بسمة صعوبةً في تناول الطعام علي الطريقة الغربية” الشوكة و السكين”، ظلت تحاول تثبيت قطعة اللحم بالشوكة و قطعها بالسكين لكن الأمر بدا صعباً فأخذ سالم طبقها و قام بتقطيع قطعة اللحم إلي مكعبات صغيرة ثم وضع السكين جانباً و وضع الشوكة علي الطبق و قدمه لها فبدأت تأكل براحة، نال ءلك التصرف استحسان السيدة حفيظة فالرجل الحقيقي يعرف كيف يعطي نصفه الاخر التقدير و الاحترام و يمد يد العون وقتما يتطلب الامر أما ثريا فرمقت بسمة بالنظرات الفوقية المتعالية و كأنها لا تصدق ان مائدة طعام واحدة تجمعهما و هي التي لا تعرف حتي بروتوكول تناول الطعام في المناسبات، لاحظها سالم فقال لها :
سالم : ثريا هانم .. وودت أن أشكرك علي حسن استقبالك و معاملتك لخطيبتي بسمة امس .. عندما عدنا لم تكف عن ذكر ما فعلته معها.. إن تصرفك هكذا يعكس شيم و أخلاق الأميرات الحقيقية!!
فهمت ثريا المقصد وراء تلك الكلمات المعكوسة و قالت : نعم .. نحن الأميرات نعلم كيف نتعامل مع كل شخص و نعطي كل انسان قدره و قيمته .. تعاملنا هذا لا يعكس الا تقديرنا لشخصك الكريم
قال سالم بدهاء: لديكِ حق .. و لكن عندي سبب آخر يعلل كرمكم هذا و هو ” أن كل إناءٍ ينضح بما فيه ” فمن يكرم الآخرين كريم و من يحتقرهم حقير صغير النفس و الخلق
حاولت ثريا الحفاظ علي هدوئها و ثباتها ثم قالت: أتعرف .. أود أن تكرر السيدة بسمة الزيارة لكي نكرر واجب الضيافة معها و بالأكثر هذه المرة !!
سالم: بل أنا الذي قطعت وعداً علي نفسي أن أرد لكم ذلك الكرم و أعطيكم من نفس القيمة و التقدير !!
نظرت حفيظة هانم لذلك الحديث الذي يظهر تبادلاً للإطراء و المديح لكنه يخفي رياحاً حارة محملة بالمكائد فقالت بخبث
حفيظة هانم : يبدو أن السيدة ثريا تجمعها علاقة جيدة بالسيدة بسمة !!
قالت فاتن و هي تبتسم : نعم !! لا تتخيلين يا خالتي كم علاقتهما وطيدة و منذ زمن
لاحظت بسمة التهكم و التلميح لعملها كخادمة لديهم سابقا و لكنها صمتت كعادتها
حفيظة هانم: إن كان السيد سالم يريد إكرام ثريا هانم فبإمكاني اعطاءه فكرة نميسة
سالم: ما هي ؟!
حفيظة هانم: ليأتوا معنا في إجازتنا بأسوان و هناك يكون رد الكرم بالكرم !!
سالم : نعم .. و لكن هل ستقبل ثريا هانم الدعوة؟! فالسيد فاضل أفندي يتولي مهام أراضي عائلة الراعي بأكملها منذ زمن .. هل لديه وقت للعطلات و الإجازات مثلنا .. فعلي حدود علمي ..هو ليس أميراً أو من الأعيان ممن تعودوا علي إعطاء المهام لغيرهم و الجلوس براحة؟!
اغتاظت ثريا من كلامه بشأن زوجها و أيضا منصور بك فقال: عمل فاضل أفندي يريحنا بلا شك لكن هذا لا يعني انه يعمل كأجير!! فهو نسيب لنا و يمكنه فعل ما يحلو له .. أليس كذلك يا ثريا؟؟!
ثريا : بالطبع .. لذا يمكنني القول اننا سنأتي معكم في تلك النزهة
سالم باستفزاز: ألن تسأليه أولا قبل اتخاذ القرار ؟! ربما لا يريد !!
ثريا بغضب مكتوم: أعرف رغباته حتي دون أن أسأله
فاتن بتهكم خفي : بالطبع .. زوجين تعني روح واحدة و قلب واحد !!
ابتسمت ثريا بعد أن توقف الطعام في حلقها و قالت: الحمدلله .. شكرا علي الطعام الرائع و الاستقبال الكريم .
ثم قامت عن المائدة سريعاً لتعكر دمها مما قيل ..
انتهت جلسة الطعام المشحونة تلك و بعدها اتجه الجميع لغرفة الجلوس” الصالون ” لتناول القهوة التركية، نظرت بسمة لسالم بإمتنان لما فعله مع ثريا من أجلها، ابتسم لها سالم و لكن في داخله ودَ لو انها كانت قطة بدلاً من نعجة فالقطة تعلم كيف تحذر، تقاوم، تهاجم ..تغرز مخالبها في جسد من بتعدي عليها إن تطلب الأمر أما النعجة فقد تختلف و تذبح دون أن تصدر صوتاً !!
في أثناء ذلك كانت كاريمان في قصر اختها تتناول طعامها بمفردها بعد أن غادر الجميع، جاء خادم من قصر والدها يحمل رسالة جاءتها هناك فبعثه بها مدبر قصر والدها، تسلمت الرسالة و عندما علمت أنها من إيفان قرأتها بشوق
” عزيزتي كاريمان .. طالت غيبتك و هناك بعض التفاصيل التي أردت إطلاعك عليها .. تم إكمال أثاث و لوازم المشفي لكن مازال هناك بعض النواقص .. بعثت لكِ مع الرسالة جرد بما تم شراءه و بالنواقص و بالمال المتبقي و ارجو عودتك سريعاً لنحل الأمور العالقة معاً .. تحياتي لكِ ”
رسالته الجافة تلك جعلتها تطلق زفيراً طويلاً، قالت لنفسها: ماهذا؟!! عزيزتي!! تحياتي !! مشفي و نواقص و حسابات!! ألم يكن بإمكانه قول اشتقت أو كيف الحال؟! ماهذا ؟!! أنا أعيش هنا احراجاً كبيراً من أجله و هو لا يتقدم من أجلي مليمتراً واحداً !!
قامت عن الطعام بعد أن فسد مزاجها ثم طوت الرسالة دون أن تنظر لحسابات أو ماشابه و ألقتها جانباً بإنفعال، كل ما آلت إليه الأمور لا يرضيها و الآن هي بعيدة عن المشهد تماماً سواءً في قصة أخيها أو في قصة حبها التي بلا أي ملامح!!
في قصر ياقوت بك، أوشكت جلسة الطلب علي الانتهاء فطلب عزيز ان يتجول مع فاتن في حديقة القصر فأذنت لهما حفيظة هانم بعدما استقر ميعاد حفل الخطبة علي الخميس القادم أي بعد أربعة أيام ..
__________ بقلم elham abdoo
في حديقة القصر قالت فاتن : ما رأيك في جلسة اليوم ؟!
عزيز : لطيفة…
فاتن : و ما سبب اصرارك علي الاستقرار في اسوان ؟؟
عزيز : أحببت المكان جدا و أود البدء هناك من جديد .. هل وافقتِ علي البقاء هناك علي غير رغبة؟!
فاتن بابتسام: في الحقيقة تفاجئت و لكنني اخذت خطوة زواجنا هذه علي سبيل المغامرة فلا بأس ببدئها في مكان جديد، سيصعب عليَّ مفارقة خالتي لكن لأجلك فعلت و سأفعل المزيد ..
عزيز: هل ستجلبين المال لي الليلة؟!
فاتن: نعم .. ألن تقول لي لماذا تحتاجه عاجلاً هكذا؟!
عزيز: كنت قد اقترضت مالا و اريد سداده
فاتن : انتظر دقيقة .. سأحضر المال و أعود لك
ذهبت فاتن لغرفتها و أحضرت صندوقاً خشبياً متوسط الحجم، في طريقها رآها شوكت أفندي فتسائل بعينيه عما يحوي الصندوق فاقتربت منه و فتحت الصندوق و قالت : أحضرت كتباً لخطيبي عزيز ليقرأها ليجمعنا فكراً و خيالاً مشترك .. هل تود قراءة بعضاً منها لتشاركنا ؟!
شكرها شوكت بك و انصرف بينما اغلقت هي الصندوق و أكملت طريقها نحو الحديقة
___________ بقلم elham abdoo
فوجئ عزيز من فكرة فاتن بتغطية المال بطبقة من الكتب و قال لها : كم أعجبني ذكائك اليوم !!
فاتن: انتظر لتشكرني مرة واحدة بعد أن تعرف مفاجأتي الثانية لك
تحمس عزيز و قال : أي مفاجأة؟!
فاتن: هل تعلم كم هو المال الذي بالصندوق؟!
عزيز: أليس كما اتفقنا؟!
فاتن : لا .. بل ضعفه
أمسك عزيز بالصندوق و عد الأكياس الموجودة و قال : لا أعرف كيف سأشكرك يا زوجتي المستقبلية العزيزة
فاتن: أريدك أن تضع هذا المال بإسمي في مشروعك الجديد مع سالم .. لتكن تلك أول مشاركة تجمع بيننا
انتبه عزيز لمدي حماقتها فابتسم و قال : بالطبع .. و كل ما سيكون لي فهو بالطبع لكِ
فاتن: أتمني ألا تخذلني!!
عزيز : يمكنك أن تثقي بي من الآن
فاتن : سأجرب و سنري …
___________بقلم elham abdoo
قال علاء: نوقف هنا بقي عشان ورانا شغل الصبح
يوسف: تمام
دخل يوسف غرفته و استعد للنوم، وجد نفسه يتخيل وجه ريم و ابتسامتها و يعيد علي نفسه ما حدث، تارة يلومها و تارة يعذرها، الحب عاطفة مُلمة لعدة مشاعر أولهما الإعجاب و التعلق و ثانيهما الشغف و الاشتياق و ثالثهما المسئولية و الخوف و هذا ما يؤلمه فمستقبله لم تُخلق له ملامح بعد، هو يعمل و ينفق كل ما يتحصل عليه كمن يدور في دائرة مفرغة، تلك الظروف لا تصلح للارتباط فكيف سمح لنفسه بالتسرع هكذا دون حساب!! لابد من فرملة!!
انتظرت ريم اتصالاً منه كي يتقابلا من اجل مسألة البحث بالسجل المدني لكن من وقت يوم إعياء سليم لم يصدر منه أي صوت!!
ترددت في أن تتصل به و فكرت ماذا عساها أن تقول لكن هي جريئة و لا تحسب خطواتها كثيراً لذا قررت الاتصال ثم سترتجل بما سيأتي علي عقلها وقتها !!
رأي يوسف اسمها علي هاتفه في وقت العمل فأمسك بالهاتف و تردد بالرد لكنه قرر أن يواجهها بموقفه الجديد و ان يثبط مشاعرها التي نشطت ببرودته
ريم : ألو .. ازيك يا يوسف .. اخبارك ايه؟!
يوسف: أنا الحمدلله تمام ..
ريم : أ… اخبار الكتاب ايه؟؟ فيه جديد؟؟
يوسف: لا … مفيش
ريم : مالك يا يوسف ؟! فيه حاجه مضايقاك؟!
يوسف : لا .. عادي .. ليه؟!
ريم: يعني .. طريقتك غريبة شويه انهارده..
يوسف: لا تمام .. مفيش حاجه
ريم : طيب .. واضح ان أنا كلمتك في وقت مش مناسب ..
يوسف: لا ابدا .. كان فيه حاجه ؟!
ريم : لا .. كنت هسألك علي المشوار اللي كنت عاوز تروحه يوم تعب سليم بس مش مهم .. خلاص بقي
يوسف: مممم .. لو تحبي نروح بكره .. لو فاضيه ؟!
ريم : تمام ..
يوسف : ممكن تجيبي معاكي بطاقة مامتك عشان لو احتجناها؟!
ريم : اوك
يوسف : معلش هتعبك معايا
ريم : لا مفيش تعب .. سلام
يوسف: سلام
شعرت ريم بطريقة كلام يوسف الباردة المقتضبة لكنها ظنت أنه متضايق لسبب ما لا يخصها …
__________بقلم elham abdoo
في صباح اليوم التالي كانت ريم تنتظر قدوم يوسف أمام احد مكاتب السجل المدني، دخلا إلي المبني و علي الباب قابلا الموظف المنوط به اعطائهم رقم خاص بالمنفذ المخصص لتأدية الخدمة فقال لهما
الموظف: هتعملوا ايه يا حضرات ؟
يوسف: عاوزين نستخرج اسم جدة جد الأستاذة دي ؟!
أمسك الموظف طرف ذقنه و فكر قليلا لكنه بالطبع لن يقول لا اعرف فقال لهما: يبقي قيد عائلي .. خدي يا مدام .. رقم ٧٣ شباك ٤
فوجئ يوسف بالرقم و نظر للرقم المسجل علي شباك ٤ ليجده ٢٥ بينما ريم مازالت عالقة بلقب مدام الذي قيل لها منذ قليل فقالت له : أنا آنسة مش مدام !!
الموظف بعدم اهتمام: لامؤاخذه..
يوسف : يلا نقعد عشان لسه قدامنا كتييير
ريم : طب م تيجي نفطر ع عربية الفول اللي برا دي .. ريحة الفول كانت فظيعة و احنا داخلين ..
ضحك يوسف و قال: ملكيش حل انتي .. هتفطري ع العربية
ريم باستخفاف: دا انا عملتها كتير قبل كده .. ياسلام بقي لو حنب الفول بتنجان مخلل و سلطة
يوسف : طب يلا بينا
____________بقلم elham abdoo
طلب كلا منهما وجبته و وقفا علي أحد أطراف عربة الفول يتناولا في نهم و استمتاع فقالت له
ريم : بقالك كتير ف حوار الصحافة ده؟!
يوسف : سنتين بس
ريم : طب و بتخطط لايه ؟ هتفضل كده ؟!
يوسف: بصراحة مش عارف بس بفكر اسافر عشان هنا لو فضلت ١٠ سنين كمان هفضل زي م انا
ريم : لا .. أنا أقصد أحلامك بعد م تستقر ف شغل حلو و يبقي معاك فلوس.. بتحلم ب ايه
،
يوسف: بصراحة بحاول محلمش عشان معلقش نفسي بحاجات مش هتحصل
ريم باحباط: آه.. عندك حق
يوسف: تيجي نحبس ب اتنين شاي من الراجل اللي ع الناصية ده ؟!
ريم : و ماله يلا
__________بقلم elham abdoo
أخذا كوبي الشاي و دخلا ينتظران الدور في قاعة السجل و مع اقتراب الوقت من الساعة الواحدة ظهراً ظهر رقم ٧٣ علي الشباك فذهبا ع الفور إلي هناك
قدمت ريم الورقة التي تحمل رقم ٧٣ للموظف الذي يجلس خلف الحاجز الزجاجي فقال لها : بطاقتك با فندم ؟!
قدمت له بطاقتها و قالت : بس انا عاوزة اعمل حاجه مختلفة شويه.. لو حضرتك تسمعني الاول
الموظف في سرعة: طب اتفضلي .. سامعك ؟
ريم : كنت عاوزة اعرف اسم جدة جدي من ناحية الام .. ينفع ؟!
الموظف بغرابة: جدة الجد؟! و كمان ناحية الام … لا دي صعبة دي .. طيب ليه ؟! فيه ورث و لا حاجه؟!
ريم: حاجه زي كده بالظبط
الموظف : امممم . طيب حضرتك هتطلعي عند ا/ ثروت في الدور التاني و هو يقولك ايه اللي هيتم.
ريم : تمام .. شكرا
علق يوسف بصوت خافت و قال : ٤ ساعات انتظار و ف الاخر الحل عند أ / ثروت فوق !!
________بقلم elham abdoo
عند أ/ ثروت قامت ريم بشرح طلبها للمرة الثانية فقال : الموضوع صعب يا جماعة .. جدة الجد ده موضوع كبير.. حضرتك بتقدمي طلب استحضار نسب والدتك و بنطلعلك قائمة باسم الجدود و الجدات . بس هتاخد من اسبوعين ل ٣ أسابيع او شهر مثلا
يوسف : ياااااه .. ليه كل ده .. ده كله من الكمبيوتر
ا/ ثروت : فيه تشعبات حضرتك مش واخد بالك منها . يعني جدها مثلا ليه جدتين من الاب و الام ده غير اننا لازم ندور في سجلات قديمة لان ممكن تكون الأسماء دي سقطت اصلا ف هتحتاج وقت و رسوم
يوسف: أنا مستعد لأي رسوم بس الموضوع يخلص
أ/ ثروت : تمام .. انزل تحت اكتب طلب و سدد الرسوم و فوت علينا كمان اسبوعين و اسأل و ربنا يسهل
يوسف بضجر : تمام .. متشكرين
أ/ ثروت : العفو
انطلق كلا منهما في طريقه من أمام السجل لأن يوسف أنهي كلامه معها سريعاً بحجة ان هناك شيئاً هاماً يجب أن يفعله!!!
_______بقلم elham abdoo
عاد يوسف للمنزل و قص لعلاء ما حدث فقال علاء: لو عاوز تعرف يبقي مفيش قدامك غير الصبر
يوسف: أنا عندي أمل ع نهاية القصة نفهم لوحدنا كاتبها سابها لمين
علاء : طب م نجيب آخرها و نعرف ع طول
يوسف : حاولت .. مفهمتش حاجه ابداً .. مفيش حاجه واضحة زي م انت فاكر
علاء: طب يلا نكمل قصتك اللي دوختنا معاها دي
___________بقلم elham abdoo
فتح يوسف الكتاب فوجد نفسه متوقف عند نهاية صفحة فطواها منتقلاً لما يليها فوجد رسمة بالألوان الخشبية الجميلة لمطرب من مشاهير أواخر القرن ال١٩ و هو سلامة حجازي بطربوشه اللامع و شاربه العريض المحفف، رجل كان يهوي الغناء و الانشاد و اشتهر بإقامة الحفلات في ذلك الوقت
في الصفحة المقابلة وجد إيفان و قد تلقي رسالة في يوم الثلاثاء السابق لحفل الخطبة مكتوبة بشكل قصير و مبهم قليلاً فحواها ما يلي
” إلي العزيز إيفان، أدعوكَ لحفل خطبة السيد النبيل عزيز منصور بك الراعي و كريمة بيت ياقوت بك الآنسة فاتن هانم منير يوم الخميس القادم بقصر صافي بك ياقوت في المنصورة الساعة السابعة مساءا و العاقبة عندكم في المسرات ”
تعجب ايفان من تلك الرسالة المبهمة بلا توقيع مُرسِل، لم تحدثه كاريمان أبداً عن خطبة أخيها لصديقتها بل قالت له مسافرة لحل امر عاجل فقط، تُري هل جائت تلك الخطوة بشكل مفاجئ ام ماذا و كيف تغير موقفها ناحية اخيها و صديقتها ؟!
هل سيستطيع الذهاب ؟! و هل سيتحمل كسر خاطرها إن لم يذهب؟! ماذا عساه أن يفعل؟!
لم ترد علي خطابه الذي ارسل لها فيه الحسابات؟! هل بسبب انشغالها في الخطبة؟!
عديد من الاسئلة بلا أجوبة جالت بعقله، عادت سيمون للمنزل فرأته حائراً فسألته
سيمون: ماذا بك ؟!
ايفان: أرسلت كاريمان اليوم خطاباً تدعوني فيه ع حفل خطبة أخيها علي صديقتها فاتن .. ما رأيك هل أذهب؟! أم ارسل لها تلغرافاً اهنأها فيه و اعتذر عن القدوم؟!
سيمون: و لم لا تذهب؟ الا يحق لك الإبتعاد قليلا عن العمل و الاستمتاع بعطلة؟!
ايفان: أنا أشعر بحرج كبير مما حدث و اخاف الا ارتاح في وسط عائلتها فهي أميرة كما تعلمين!
سيمون: نعم هي أميرة و لكن هل انت بقليل؟! أنت طبيب و ذكي و مثقف و ضيف مشرف لأي أحد يدعوك .. لا تستصغر نفسك أو تحط من قيمتك في عيونك او عيون احد .. أنت رجل عظيم يا اخي و انا فخورةً بك .. يكفي أمانتك و انسانيتك التي تفرض محبتك و احترامك ع الجميع .. اذهب و استمتع و انا سأبقي هنا لأتابع العمل في المشفي
ابتسم إيفان متعجباً لكلمات اخته الصغيرة التي أعطته دفعة للأمام في دقائق معدودة بعد أن كان قريبا جدا من الاعتذار!!
ثم قال : سأذهب لذلك الحفل أيتها الصغيرة ذات الكلام الكبير!!
___________بقلم elham abdoo
في مساء يوم الخميس كان القصر قد أعد بشكل جمع كل الوان البهجة و التباهي من تزيين بالورود للاضاءة بالمشاعل، أقبل المدعوين تباعاً و بدأت الموسيقي في عزفٍ هادئ فيما انطلق فريق من النوادل لتوزيع المشروبات علي الجميع هنا و هناك، العروس في غرفتها تتجهز في ثوب فريد في قماشه الحريري الناعم و تصميمه و تطريزه علي الاكمام و الاكتاف،ثوب ملائكي بلون أبيض مفتوح علي الرقبة له فتحة متوسطة و يلامس الأرض بذيل طويل رقيق من قماش التل الشفاف المطرز، دخلت إليها خالتها و احتضنتها في حنو ثم قدمت لها تاج ألماس مرصع بعدد من الأحجار الكريمة، زينت فاتن رأسها به و قبلت خالتها في شكر و امتنان..
حفيظة هانم : تبدين كملاك جميل في الثوب الأبيض و قريبا سألبسك بنفسي ثوب الزفاف الوردي ..
فاتن: دمت لي تاجاً علي رأسي ..
________________________ بقلم elham abdoo
كان الجميع في الأسفل في انتظار طلة العروس بينما جلست كاريمان و ثريا اختها علي أحد الارائك تراقبان في صمت، أطلت كاريمان في ثوب بلون أسود مطرز رقيق يصل حتي بداية ركبتها مع حذاء بذات اللون ذو كعب رفيع اما ثريا فجاءت في ثوب أزرق منفوش و حذاء ابيض بكعب متوسط عريض مريح نظراً لكونها ممتلئة قليلاً أما منصور بك فجلس مع حفيدته يداعبها و يفتح لها مكعبات الشيكولاته المغلفة التي لم تكف عن أكلها منذ وصلت الي الحفل، اخدتها مما يقدمه النوادل في الحفل للمدعوين..
أقبل السيد سالم في بذلة سوداء ذات منديل بلون أبيض و ” بابيون” أسود علي رقبته و تأبطت ذراعه بسمة في ثوب بلون العسل الأبيض حلو المذاق الذي يشبهها،عندما رآها سالم تنزل الدرج قبل انطلاقهما للحفل، أبدي إعجابه بالثوب و قال لها : حتي و ان كان الثوب بلون العسل فأنتِ ستظلين الأحلي من العسل و الأجمل من الثوب !!
كلماته أسعدت بسمة التي خجلت و لم ترد ..
دخلا إلي الحفل في بهاء و شاهدا الاختين جالستين معاً ترقبان كل ما يحدث هنا و هناك، نظر سالم لهما نظرة عابرة و مضي ببسمة من جانبهما بعد أن ألقي لهما ابتسامة صغيرة صفراء اللون تليق بفعلتهما ببسمة!!
وقف عزيز بجوار السلم من أسفل في انتظار العروس التي ظهرت في طرف السلم العلوي متأبطة ذراع خالها سراج بك، نزلت في هدوء و هيبة مع عزف الفرقة الموسيقية مقطوعة مناسبة ..
التقت العروس بعريسها الذي استلمها و قَّبل رأسها أمام الحضور و من خلفها ظهرت خالتها حفيظة هانم التي غلبتها دموع السعادة..
قدم عزيز للعروس خاتما ألماسياً يليق بالمناسبة و عقداً مماثل له فصفق الجميع و قاموا بتهنئة العروسين، بالطبع كان منصور بك من تكلف ثمن تلك الهدية الباهظة!!
جلست السيدة حفيظة بالقرب من كاريمان و اختها و هي تنظر للباب و قالت : هل تسمعين يا كاريمان ما يغرد به الشيخ سلامة
ردت كاريمان بضجر: لم أعر تركيزي للغناء مع الأسف
حفيظة هانم : عجيب .. الشباب يتحمس مع اغاني الحب .. ألا ترين فاتن و عزيز و هما يستمعون
نظرت كاريمان لهما فرأت عزيز الممثل القدير و هو يخدع الحاضرين باندماجه فقالت : نعم .. أنت محقة لكنتي لست مولعة باغاني الحب أو بالغناء عامةً
حفيظة هانم بخبث: ربما عندما تأتي قسمتك في شاب يعجبك تستمعين و تندمجين !!
نظرت حفيظة هانم للباب فرأت شاباً يظهر من ملامحه أنه أوروبيا فعرفت انه ايفان فابتسمت ثم قالت : تأكدي أن ذلك اليوم بات قريبا جدااا .. أقرب مما تتخيلين !!
لم تعلق كاريمان لكنها فوجئت عندما رأت إيفان مقبلاً ينظر هنا و هناك حتي يجد من دعته، وقف أمامها فظهرت عليها الصدمة، مد يده بالسلام و قال
ايفان : بنسوار .. مبارك الخطبة لاخيكِ
ردت كاريمان بقلق: ميرسي يا دكتور .. اتفضل
قالت حفيظة هانم : ألن تعرفينا يا كاريمان هانم ؟!
قالت كاريمان: انه الطبيب إيفان.. يعمل في مشروع مشفي ننشأه في اسوان
حفيظة هانم : أهلا و سهلا بك
أشارت حفيظة هانم لأحد النوادل ليقدم له مشروب للتحية ثم ذهبت و وقفت مع سيدة عُرفت لدي الجميع بلقب ” بمبة هانم ” فهي مغرمة بنشر الإشاعات و بجلسات النميمة و غيبة الآخرين، أشارت لها علي إيفان و قالت هل هذا حبيب كاريمان أم ماذا ؟!
تركت تلك السيدة كشرارة ألقيت علي كومة قش، ففي كل تجمع و في كل جلسة أشاعت ان ذلك حبيب كاريمان الذي أتي خصيصاً من صعيد مصر لتهنئتها .
بعدما تأكدت حفيظة من انتشار الخبر لدي الجميع، ذهبت لمنصور بك و قالت
حفيظة هانم : لي عتاب كبير عليك يا منصور بك .. الم نصبح نسباء الليلة؟! هل ذلك بشئ يُخفي ؟!
منصور بك بعجب: و ماذا اخفيت؟!
أشارت لايفان الواقف مع كاريمان و ثريا و قالت: كل الحضور يقولون أن ذلك حبيب كاريمان هانم و خطيبها .. لمَ لم تبلغونا او تقولون لنا ؟! أنحن غرباء عنكم؟!
غضب منصور بك عندما رأي أن ذلك الموضوع اصبح حديث جميع الحضور ما يحدث حتي ان احد الاعيان قال له صراحةً : أتُخطب ابنتك لمثل ذلك الطبيب الذي من العامة حتي دون أن تبلغنا او تدعونا أم انك نفسك كنت لا تعلم؟!
شعرت كاريمان بالحرج الشديد و لم تعد قادرة أن تنظر بعيني والدها، زاد حرج إيفان مع ازدياد التهامس من حولهما فسأل كاريمان
إيفان: ما الذي يحدث .. لا أفهم؟!
كانت كاريمان في صدمة تماماً لا تدري كيف أتي إيفان و من دبر تلك المكيدة حتي أتت حفيظة هانم و نادتها قائلة : هناك خبرا جميلا سأعلنه بعد قليل و أود أن تكوني حاضرة يا عزيزتي
كاريمان: خبر ماذا؟!
حفيظة هانم : لا تتعجلي فاعلانه بعد قليل !!
أخذتها و جلست بجوارها في جلسه ضمت سالم و بسمة و منصور بك و حفيدته هدي و بعض المدعوين
انهي الشيخ سلامه أغنيته و حياه الجمهور ثم قبل البدأ بأغنية جديدة،قام سالم و حياه ثم طلب منه اغنية خاصة فلبي الطلب و غني ” سلوا سمرة الخدين ” فنظر الجميع لبسمة التي كانت خجلة و سعيدة في ذات الوقت ..
بعد انتهاء الأغنية و اخذ استراحة أخرجت حفيظة هانم ورقة بيع محصول القطن و اعطتها لسالم أمام الجميع و قالت : هذا عقد بيع محصول القطن للأراضي التي تخصني و ما حولها للسيد سالم ليبدأ مشروعه الكبير علي خير .. أريد من جميعكم تحيته و الدعاء له بالتوفيق ..
صفق الجميع بينما تيقنت كاريمان انها فعلة تلك السيدة العجوز التي حاربتها بمكر
ذهبت الي إيفان و قالت : من دعاك للحفل؟
قال في غرابة: جاءتني رسالة دون عنوان تدعوني للحفل !! ألم تكوني انتِ ؟!
كاريمان : للأسف لا .. كان هذا فخاً لي و انت وقعت به دون أن تدري ..
لم تكد تكمل جملتها حتي جاء والدها ووقف قبالتهما و قال : سنغادر الحفل الآن و سنذهب لقصري لحل الأمر.. يكفي ما أخذنا من الفضائح الليلة!!
تري ماذا سيقرر منصور بك بعد ما حدث ؟! و ما سيكون رد فعل إيفان؟ ماذا سيجد يوسف في تفاصيل نسب ريم ؟!
أيضا حقيقة كبيرة ستنكشف قريبا أمام إيفان.. فما هي ؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *