روايات

رواية ديجور الهوى الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم فاطمة طه سلطان

رواية ديجور الهوى الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم فاطمة طه سلطان

رواية ديجور الهوى البارت الرابع والأربعون

رواية ديجور الهوى الجزء الرابع والأربعون

ديجور الهوى
ديجور الهوى

رواية ديجور الهوى الحلقة الرابعة والأربعون

الحب مراحل وانا في اخر مراحل الحب ولا اريد العودة، فكم من مشتاق نصحتنا بالابتعاد عن نفس الطريق المؤلم ، لكن عذابه غير مسبوق ، فكيف أحافظ على قلبي بعيدًا عن هذا الشعور الرائع؟!
#مقتبسة
الحكاية كلها أنه يعلم بأنه بات عاشقًا لكنه يأبى الإعتراف أمامها، أما هي تعترف بشكل مرهق لاعصابه ورجولته، كلاهما يحب بطريقته المختلفة، لكن للظروف رأي أخر، كانا تسير والدتها في الشقة مبهورة..
كانت تظن بأن الشقة التي استأجرها عبدة لهما رائعة، ولكن تلك تفوقها بمراحل وبأثاثها المتواجد بها رغم مرور السنوات عليه….
أما هي تقف بين حقائب السفر التي تحتوي ملابسهم وبينه وهو عاقد ساعديه يقول بهدوء:
-مش حابة تتفرجي على الشقة؟؟.
غمغمت شمس ببرود:
-متقلقش بعد ما تمشي هيكون عندي الوقت اني اتفرج براحتي.
تمتم شريف بعدم تصديق:
-أنتِ بتطرديني ولا أنا متهايقلي؟!
-لا بجد بطردك..
ضحك رغمًا عنه ليقول بنبرة خافتة:
-كل ده علشان روحت لأهلك؟ وموضوع اختك وهلال؟.
هتفت شمس بجدية شديدة ولكنها تحافظ على صوتها المنخفض جدًا أشبة بالهمس:
-علشان أنتَ مصمم تبعدني وعايز تعمل حاجة لوحدك مدام عارف عنوانهم وبيته وكل حاجة عنهم ليه مش مخليني اروحله بنفسي؟!! ليه مصمم تحسسني اني عيلة صغيرة وتعمل كل حاجة أنتَ لوحدك؟!.
قال شريف بسخرية شديدة:
-انا مش هاخد جائزة نوبل لما اعرفهم انا او لما نستعجل خصوصًا ان هناك الدنيا مش سالكة حسب ما فهمت، عندهم مشاكل بينهم وبين بعضهم مش القرار الصح أنك تروحي حضرتك في وسط بيتهم تعرفيهم انا مستنى بس ابوكي ينزل اسكندرية وساعتها الأمور هتتحل شوية ونقدر نتكلم معاه هناك، لأن في بيته الموضوع شبة مستحيل.
نظرت له شمس بارتباك تحاول تصديق كلماته..
او لتكن صريحة هي لا تستطيع تكذيبه..
رغم أنها اكثر انسانة معتادة على عدم تصديق الآخريين ولكن الأمر كله يختلف معه؛ لا تعلم هل كل من يحب يصبح مثلها؟!!
أو لأنها لأول مرة تحب شخصًا بكل جوارحها وتعلم كل العلم بأنه رجل يستحق أن تفني أمرأة عمرًا من أجله حتى بعد ما عرفته ما اقترفه لم يزده في عيناها إلا حبًا واحترامًا…
قالت شمس بعد صمت طويل:
-ساعات كتير اوي بحس اني مش عارفاك كويس.
ضحك شريف بسخرية وهو يغمغم بغيظ:
-اعتقد أنتِ بالذات مش من حقك تقولي كده أنتِ عرفتي مصيبتي الحقيقية..
تمتمت شمس بنبرة جامدة:
-عرفتها بالصدفة مش علشان أنتَ عايز تقولي، أنتَ حكيت ليا بداية ثائر محكتش ليا اللي قبل كده وهو الاهم علشان اعرفك وافهمك أكتر بس انا ابعد من أنك تحكي ليها…
قال شريف بنبرة عادية ولا مبالاة واضحة:
-أنا نفس الشخص في كل وقت يا شمس.
-لا مفيش حد نفس الشخص طول عمره، في مواقف وفي أيام احنا مش بنرجع فيها زي الأول مهما حاولنا…
هل أصبحت فيلسوفة؟!!
رغب في السخرية منها لأنها باتت في الفترة الأخيرة تربكه بتحليلاته التي يكن بعضها صحيحًا ولكن جاءت سوسن من الرواق قائلة بفرحة لا يعلم أحد سببها:
-ما شاء الله الشقة حلوة أوي..
-أخيرًا جيتي يا حجة سوسن انا قولت في بلاعة بلعتك جوا..
صرخت شمس باسمه بانفعال طفيف فهي لا يعجبها أغلب الأوقات طريقة معاملته لوالدتها رُبما لم يكن عليها أن تجعله متعمق بهذا الشكل في حياتها ولكن كيف تمنعه وباتت حياتها ملها تلف حوله؟! وهو نقطة المركز والأصل بها، هي نفسها لا تعلم ما تلك المثالية التي بدأت تحيط بها من اهتمامها بملابسها ليس من أجل الناس بل من أجل نفسها رغبتها في الستر، احترامها لوالدتها أشياء كثيرة تطرق عليها هذا الرجل يقوم بقلب حياتها رأسًا على عقب:
-ثــائــر!!!!
______________
بدأ الحوار، بكيف حالك؟!.
وكانت الإجابة عليه من كمال غير متوقعة بأن فردوس لم تبيت ليلتها في المنزل وحينما سأل توفيق حفيده عن السبب؟! كانت إجابة كمال واضحة بأن فردوس اكتشفت كل شيء ولم يكن هناك رد فعل صدر منه سوى ارتعاشة يده وسقوط فنجان القهوة اليتيم التي سمح به بكر مُجبرًا على ألا يغضب والده بسبب انقطاع القهوة عنه بسبب صحته.
نظف كمال المكان بنفسه وهو يلاحظ توتر توفيق الذي أصابه وكأنه فقد القدرة على الكلام على غير المعتاد ولم يفق إلا بعد عدة دقائق وهو يقول بصوت شاحب وكأنه على وشك الموت:
-وناوية تعمل ايه؟! عرفت منين وازاي؟!.
أجابه كمال باستسلام واضح:
-هي متعرفش ناوية تعمل ايه لو قصدك على حياتها معايا، لو قصدك على موضوع أفنان فاعتقد هي مش هتتكلم..
تمتم توفيق بتردد وقلق كبير:
-مش هتتكلم ازاي؟! وفهد..
تمتم كمال بنبرة خالية من التعبير:
-انا عرفتها ان فهد ابن داغر وحاولت بقدر الإمكان اتكلم بثقة في النقطة دي اتمنى تكون صدقت…
أردف توفيق بحذر:
-افرض حبت تعمل تحليل وتتأكد؟؟؟.
قال كمال بنبرة جادة:
-مش ده اللي هامم فردوس ولو فكرت نتصرف ساعتها، المهم دلوقتي انها عرفت..
سأله توفيق بقلق عليها لم يدرك بأنه سوف يستشعره على فردوس:
-وهي في بيت أهلها؟! اللي اعرفه انه يعتبر فاضي؟! وازاي تقعد في البيت لوحدها..
تعجب كمال من اهتمام جده بها فهو يعلم أنه لا يتحملها إلا لأجله لكنه أجاب عليه بنبرة هادئة:
-في بيت نجوى وأنا رايحلها دلوقتي، انا هسافر يوم للخميس بعت لعمي وطلع التأشيرة وهحجز التذكرة…
اندهش توفيق من رغبة كمال في السفر بتلك الظروف…
كمال الذي لا يعرفه لا يتركه في وعكته الصحية وفي وقت ما تمر به فردوس لو كان شخص غير كمال لاتهمه بعدم تحمله المسؤولية رُبما ولكنه يعلم بأنه يحتاج الابنعاد قليلا للعودة حتى يقوم بـتقديم يد العون للجميع من جديد انتهت طاقته…
______________
“في الحــديـقـة”
كان يقف داغر بانتظار كمال الذي أرسل له رسالة يخبره بأن يهبط فبعد أن يتحدث مع جده سيهبط للحديث معه…
حينما فتح كمال بوابة المنزل الداخلية وطل منها أقترب منه داغر قائلا بنبرة قلقة:
-في ايه يا كمال قلقتني.
تمتم كمال بنبرة جادة خالية من المرح أو اللين حتى:
-اعتقد لازم نقلق الفترة دي فعلا…
قال داغر بنفاذ صبر:
-كمال مش وقت الغازك دي قول في ايه وخلص..
هتف كمال بنبرة جادة:
-فردوس عرفت كل حاجة عملها حسن في أفنان…
قبل أن يستوعب داغر الصدمة كان كمال يسترسل حديثه مفسرًا بقدر الإمكان:
-وقبل ما ندخل في اسئلة كتير عرفت من خطيبة الـ*** حسن ومن اللاب توب بتاعه، هي مش ناوية تعمل فضيحة علشان مخك ميروحش لبعيد الفكرة دلوقتي انها سألت عن فهد وده معناه أنها شاكة في الموضوع بس أنا حاولت بقدر الإمكان اني اقنعها ان فهد ابنك..
أبتلع كمال ريقه محاولًا توضيح الموضوع أكثر:
-أفضل حل أنك تحرص طول الوقت يكون فهد معاكم لو فردوس جت ولو فكرت تعمل تحليل لازم نتصرف ساعتها ان النتيجة تطلع انه ابنك، انا ممكن نطلعلهم التأشيرة ويسافروا معاك لغايت ما تظبط ورقك أنتَ.
تحدث داغر بنبرة متوترة ومنزعجة بشكل كبير:
-أنا مش هينفع أسفر أفنان وفهد معايا تحديدًا قبل ما اسافر واعرف الوضع أنتَ عارف ان طليقتي وكل اللي حاولينا هناك عارفين اني مش بخلف…
تمتم كمال بنبرة جادة:
-ودي كمان لازم نتصرف فيها، مش علشان الأيام دي علشان فيما بعد والسنين الجاية لازم موضوع فهد يتقفل تمامًا، لما تسافر عرفهم انك كنت متجوز.
-بلاش يا كمال تجلطني، المفروض اني متجوز قبل منال وقبل ما اسافر يعني كنت بروح اكشف معاها عند الدكاترة وبشوف انا بخلف ولا لا وأنا المفروض متجوز قبل كده ومخلف؟!.
زفر كمال بضيق وهو يقول:
-دي رغبتكم أنها متعرفش، رغبتكم اكتر من كونها رغبتي، المفروض يكون عندكم حلول..
ثم أسترسل حديثه بسخرية شديدة:
-او احنا فيها انا أساسا كنت رايح ليها اقولها علشان تبقى كملت من كل النواحي، هي خربانة خربانة..
أردف داغر بنبرة جامدة:
-لا يا كمال متعرفش افضل لو عرفت ده هيوجعها أكتر قبل ما يوجعنا انها تشوف نتيجة اللي اخوها عمله كل يوم ده ضرر ليها نفسي اكتر مننا، سيبني افكر احل الموضوع ازاي، لاني احتمال لما اسافر استقيل وارجع من هناك واشوف شغل ليا في القاهرة او في اي حته حتى لو بلد تانية مش فارقة المهم اني اعرف افصل فهد وفردوس عن بعض.
______________
ليس لأنه محل فطائر شهير كلما تحاول الطلب يتم وضعها على الإنتظار!!
أنها المرة الثالثة التي تتصل بهما.
لقد سئمت حقًا مرت أكثر من ساعتين ولم يأتي طلبها بعد، وهي لم تتناول شيئًا حسنًا لتعترف تناولت تفاحتين ولم تنسى أن تضع بحقيبتها الكبيرة شطيرة من الجبن الرومي؛ وشطيرة من التركي المدخن أتت بهما من المنزل ولكن مرت ساعات وهي لم تتناول شيئًا…
هي بالفعل حزينة جدًا تقوم بالهاء نفسها بالطعام كعادتها علاقتها معه عاطفية..
فكانت بشرى تشاركها يومها كله في العمل والبيت، الآن تجلس طوال اليوم تعمل بمفردها ليس لديها علاقة قوية مع من يعمل معها كـبشرى ومراد، ذلك الرجل الذي تكاد تجن بسبب طول فترة غيابه، هي تعلم بأنه ليس بخاطره وكل الشباب يتعرض لذلك الشيء ولكنها غاضبة رغمًا عنها باتت وحيدة جدًا بغياب الاثنان ونومها في شقة باردة تركتها لها عائلتها ولا يأتي والدها إليها إلا ليمكث معها في أيام عطلته……
أخيرًا أتاها صوت الشاب من على الهاتف التي تضعه على أذنيها وهي تستند بذراعيها على سور الشرفة:
-فطائر ***** مع حضرتك، شرفينا بالاسم والعنوان وطلب حضرتك…..
صاحت ملك بنبرة متشجنة رغمًا عنها:
-لا أنا مش لسه هطلب أنا طالبة من ساعتين ونص والاوردر موصلش قربت أكل في نفسي ولسه الأكل مجاش مش المفروض أقصى مدة انتظار من ساعة لساعة وربع؟!..
رغم أنفعالها إلا أن الشاب كان معتادًا لهذا كان يجيب عليها بنبرة عملية:
-بـاسم مين؟!.
أخذت قطعة من الشيكولاتة التي تمسكها بيدها الأخرى:
– اسمي ملك وطلبت من نفس الرقم اللي بكلمك منه طالبة بيتزا شرقي ميكس سجق على بسطرمة وسط، وفطيرة نوتيلا صغيرة.
عقبت الشاب على حديثها بنبرة هادئة:
-تمام، اديني بس دقيقتين وهكون مع حضرتك..
-اتفضل..
أستغرق الأمر حوالي ثلاث دقائق ثم عاد إليها:
-اسف خليت حضرتك تستني، بس كنت بتواصل مع الدليفري، الأوردر اتسلم بالفعل..
ردد ملك كلماته مستنكرة:
-اتسلم ازاي؟! بقولك مفيش حاجة جت وطالبة أكتر من ساعتين ونص.
هتف الشاب بهدوء:
-الاوردر أتسلم يا فندم من أكتر من ساعة وتم دفع ثمنه، الدليفري سلمه بالفعل حد استلمه منه من قدام العمارة اللي حضرتك حطاها في العنوان وبعدين عنوانك حضرتك ميتوهش مكتب عادل النشارتي ومش أول اوردر نبعته لحضرتك.
صاحت ملك مستنكرة وهي تحاول ضبط أعصابها بكل ما أوتيت لها من قوة:
-بقول لحضرتك أنا مستلمتش حاجة، وبعدين مش المفروض أن الدليفري لما بيوصل بيتصل بيا علشان انزل استلمه أو يطلع؟!! انا مفيش حد اتصل بيا أصلا والله هشتكيكم في حماية المستهلك….
-الدليفري متصلش علشان انا اخدته منه أول ما لمحته لسه بيركن قدام العمارة عرفت هو رايح فين…
شهقت بفزع وهي تستدير من هذا الصوت التي تعرفه عن ظهر قلب…
لكن الهيئة مختلفة الذقن حليقة، قد فقد وزنه على الأغلب، حتى شعره الكثيف ليس موجودًا وبشرته أكتسبت لونًا جديدًا….
والغريب أنه ممسك بعلبتين تحمل اسم المطعم الخاص بالفطائر التي كانت تصرخ في وجه الشاب الآن، لم يكتفي بأنه يحملها بل أنه قد فتح العلبة وتناول نصف فطيرتها المميزة على الأغلب..
-ألو حضرتك معايا؟!!..
وهي تنظر له سمعت صوت الشاب من الهاتف اخترق أذنيها لتقول بنبرة متلعثمة:
-أيوة، معلش حد استلمه من اللي شغالين معايا، انا اسفة بجد..
زفر الشاب بنبرة هادئة يحتفظ خلفها بكثير من السبابات واللعن:
-ولا يهم حضرتك، مع السلامة.
-مع السلامة.
أغلقت المكالمة وهي تراه يتناول بتلذذ لتقول بانزعاج جلي:
-وأنتَ ايه اللي يخليك تستلم الأوردر بتاعي؟!! وكمان متعرفنيش وتخليني أتصل بالناس اتخانق معاه؟! كنت فين كل ده؟!!!!.
حسنًا للوهلة الأولة لا يصدق بأنها توجه له كل تلك الاسئلة دفعًا واحدة ليعقب بسخرية:
-ولا كأني كنت بايت في بيتكم امبارح ده داخلين على شهرين محدش شاف وشي، بدل ما تقوليلي حمدلله على السلامة يا أبيه مراد؟!..
تمتمت ملك بسخرية:
-أبيه مراد؟! طالعين من فيلم ابيض وأسود مش كفايا اسمك اللي انقرض..
هنا الصدمة بدأت في التلاشي قليلاً وتدرك أنه أمامها حقًا بعد هذا الغياب من يراها الآن تتشاجر معه لا يصدق أنها هي من تقضي ساعات من يومها لمجرد التفكير به ومشاهدة صوره….
-حمدلله على السلامة.
-الله يسلمك حضرتك يا أبلة ملك.
ضيقت عيناها مستنكرة وهي تردد كلمته:
-أيه ابلة ملك دي؟! هو احنا في حضانة؟!..
-أنتِ بقيتي زي بشرى كده ليه؟! أنتِ اتعديتي منها؟!!! ايه اللي حاصلكم لما غيبت وبعدين بشرى بقالها كتير مش بتيجي ليه؟! لسه مقابل احمد وقالي..
حسنًا ليزعجها أكثر بسؤاله عن بشرى…
حسنًا ليست المشكلة في بشرى هو يعامل الجميع سواسية ويهتم بالجميع..
سحبت العلب الكرتونية من بين يديه وأغلقت المفتوحة متمتمة بضيقٍ شديد:
-وبعدين أيه اللي استلمت الاوردر بتاعي فتروح واكله؟! أنا مبحبش حد يشاركني الأكل.
قال مراد بنبرة مسرحية:
-بصالي في الأكل وبعدين احنا زمايل عادي، ثم أنا اللي دافع ثمنه من حقي أكل مبقاش الاوردر بتاعك حتى لو عاملة وصاية في الميكس بسطرمة وسجق…
“زمايل” صدقًا هو سيجعلها تقوم بخلع حذائها وتقوم بضربه به كما لم تفعل مع أي أحد من قبل وكأنها امتلكت نزعة سادية في أن تؤلمه….
سألته ملك بنبرة منزعجة:
-كده البيتزا بردت كنت فين كل ده الدليفري مسلم الاوردر بقاله اكتر من ساعة؟!!!.
تمتم مراد بنبرة منطقية:
-السبب الوحيد اللي هيخليني متجوزش هو اني مش كل شوية الاقي واحدة تقولي أنتَ فين، ده حتى امي فقدت الأمل وبطلت تسأل.
هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة وهي تحفظ ماء وجهها:
-تروح مطرح ما تروح مش فارق معايا بس بسبب أنا هأكل البيتزا باردة وده شيء بيعكنن عليا..
هتف مراد مؤيدًا حديثها:
-دي حقيقة مفيش حاجة بتعكنن عليكي زي ما الأكل بيعمل.
تمتم ملك وهي تصيح:
-أنتَ ايه اللي جابك؟!.
قال مراد باستغراب من انفعالها الغير طبيعي:
-هو انا جاي بيتكوا ايه المعاملة دي؟!!!
رغم فظاظة رده هي تدرك أن معه حق ولكنها حاولت ان تبتلع ريقها ثم غمغمت بنبرة خافتة:
-معلش يا مراد انا مخنوقة الفترة دي بسبب غياب بشرى وغالبًا باباها مش هيرجعها القاهرة تاني وأنا حاسة بالوحدة من غيرها كانت مالية عليا يومي في البيت وفي الشغل.
عقد مراد حاجبيه متمتمًا باستغراب:
-وليه ابوها يعمل حاجة زي دي؟! لو مكنش موافق على شغلها مكنش سابها من الأول…
هتفت ملك بانزعاج بعد أن أخذت قطعة من الفطيرة وتناولتها أمامه:
-في حاجات كتير حصلت في غيابك يا أبيه مراد…
أضافت لقبه الساخر مما جعله يتحدث بنبرة مرنة:
-وليه مترضيش فضولي وأنتِ بتأكلي بما أن الاغلب في المحكمة والباقي طالب اكل زيك برا وبيأكل في البريك مدام المتر هلال ولا مريم هنا كله واخد راحته…
فاجئته وهي تطلب منه بهدوء:
-في المقابل انتَ هتقولي ايامك كانت عاملة ازاي في الجيش؟!.
لا يصدق طلبها حقًا مما جعل مراد يعقب بعدم فهم:
-ايه اللي مثير للاهتمام بالنسبالك في الجيش بتاعي؟!.
تمتمت ملك بتهديد واضح:
-هتقول أنتَ الأول؟! ولا اخش أكل في مكتبي؟!.
تصنع مراد الخوف قائلا:
-هقول.
بعد مرور ثلث ساعة تقريبًا كان قص لها حياته الروتينية المملة في فترة التدريب والذي لا يعلم حقًا لما تسمعه بحماس بها، وترغب في تفاصيل لا يظن بأنها مهمة، ولكنها فتاة ثرثارة كما يعلم، وبعدها قصت له ما حدث بين هلال وبشرى وذهابه هو وعائلته لطلب يدها..
وبمجرد أن انتهت كان يضحك بطريقة هستيرية تقريبًا لا يصدق ما يسمعه!!!
تحدث مراد بنبرة مرحة:
-انا غيبت شهرين إلا وجيت لقيت الكون مقلوب مش مصدق نفسي ان بشرى اللي رافضة الجواز والمتر هلال ممكن يتخطبوا التخيل نفسه هيموتني من الضحك الاتنين ملهمش علاقة ببعض خالص.
عقبت ملك بشرود ونبرة باردة:
-يمكن بيحبها…
تحدث مراد بلا مبالاة:
-يمكن..
ثم غير الموضوع بنبرة مرحة:
-عقبالك بقا واضح ان المكتب وشه حلو عليكم وعقدكم هتتفك..
ضحكت بسماجة وهي تغمغم:
-مش هتجوز ريح نفسك.
ضيق مراد حاجبيه وهو يتحدث بسخرية:
-اتوقع ان قبل سفري كان نفسك تقعدي في البيت وتحمري الفرخة لجوزك المستقبلي وأنتِ لابسة الغوايش اللي بتشخلل زي ما صدعتينا، ولا بشرى نقلت ليكي عدوتها؟! ولا بدلتوا ولا أيه حكايتكم؟!.
تمتمت ملك بنبرة غامضة وهي تستعمل كلمات بشرى لا كلماتها فهى فتاة حالمة بطبعها وشاعرية:
-كده الرجالة ميتعاشروش، واضح ان بشرى عندها حق.
ضحك مراد زهو يقول بخبثٍ:
-معندهاش حق اوي لانها عقدتك وخلاص هي هتتجوز وتحمر الفرخة وهتسيبك أنتِ معقدة ومش هنلاقي حد يبص في خلقتك، بس لا تقلقي.
تجاهلت وقاحته وفظاظته ومرحه وهي تغمغم بعدم فهم:
-مقلقش من ايه؟!
-لو وصلتي للخمسة وستين ومفيش حد عبرك بعد العقد اللي سابتها فيكي بشرى، هشوفلك عريس عندنا من البلد..
صاحت ملك مستنكرة بحماقة:
-كتر خيرك والله لما سناني تقع علطول هقولك تدورلي على عريس، وبعدين انا ضد الفلاحين مش هتجوز فلاح.
غمغم مراد بثبات:
-اه العبط بدأ، وبعدين اعتقد وقتها لما تعدي الستين مش هيكون عندك نفشة الريش الكدابة دي.
نهض من مكانه وهو يقول بجدية:
-ولو فقدنا الأمل وكسرتي السبعين هتجوزك انا الله اعلم هكون ارمل ساعتها ولا هتكوني زوجة تانية..
-امشي من قدامي يا مراد علشان انا على اخري لوحدي..
سألها مراد ببساطة:
-عارف كنتي راسمة على البيتزا تضربيها لوحدك بس انا كلت نصها مش مشكلة نطلب ليكي واحدة تانية لعل مودك يتحسن؟!!!!
________________
قبِّلني كي أقول بأنني قبَّلتُ نجماً راقصني لأفَاخر أن كوناً دارَ حولِي..
#مقتبسة
” أن يُحبك بندباتك بعُقدك بحُروبك وبهزائِمك وأن تتَّسع يده لأحلامك وذراعَيه لروحك المُتوعكة، أو لا يُحب”
#مقتبسة
“لطيف بشكلٍ مفرط يشبه تمامًا كمادات أمّي الباردة
على جبيني المثقل بالحمّى”
#مقتبسة
-لا انا مش قادرة، مش قادرة اتحمل أنتَ كده يا ابني بعد الشر عليك فقدت الذاكرة، ده احنا محتاجين نتعلم من البداية ازاي تكتب..
قالت أفنان تلك الكلمات بهلع وهي تحاول المذاكرة مع طفلها…
سألته أفنان بجدية شديدة:
-أنتَ نسيت ازاي تمسك القلم ولا ايه؟!.
أردف فهد ببراءة شديدة:
-لا منسيتش بس أنا جعان دلوقتي.
تمتمت أفنان وهي تضيق عيناها:
-دي طريقة للهروب ولا أنتَ جعان بجد؟!.
قال فهد بجدية كاذبة لكنها تجعلها تشفق عليه:
-أنا جعان شوية وحاسس اني دايخ…
وضعت افنان يدها على وجهه بلهفة وهي تتحسس حرارته وسألته بهلع حقيقي:
-حاسس بايه؟! دايخ ازاي؟!!! فهد في مشكلة في النفس يا حبيبي قولي حاسس باية؟!.
شعر فهد بأن الأمر قد ينقلب ضده وهي ظنت بأنه مريض حقًا:
-مفيش حاجة يا ماما انا بس جعان مش دايخ ولا حاجة ومش عايز اذاكر دلوقتي…
تمتمت أفنان بقلق ونبرة أمومية بحتة:
-فهد لو تعبان بجد او فيك حاجة قولي نروح المستشفى..
قاطعها فهد بجدية شديدة:
-مش تعبان والله العظيم أنا كنت بس عايزك تسبيني مش عايز اذاكر دلوقتي وجعان وكنت بكدب عليكي انا اسف…
قبلت أفنان رأسه بحنان ثم غمغمت:
-متعملش كده تاني يا فهد علشان خاطري بلاش الهزار او انك تفول على نفسك في الموضوع ده متقلقنيش عليك يا حبيبي.
-حاضر يا ماما.
في الوقت نفسه دخل داغر بوجه خالي من التعبير…
ملامح مخيفة ولكنها لم تنتبه له كانت مشغولة بحديثها مع الصغير الذي أربكها فهي تقلق على صحته بشكل كبير نظرًا لما مر به منذ طفولته…
-خلاص انزل قول لطنط شيماء تعملك سندوتشات..
ثم أردفت بجدية شديدة وهي تقول:
-بس هتطلع ليا تاني متفتكرش علشان رجلي اني مش هنزل اجيبك انا فكيت الجبس يعني بتحرك احسن من الأول، فهات السندوتشات واطلع، امتحانك الاسبوع الجاي….
هز رأسه بإيجاب ثم ركض مرورًا بداغر الذي يقف مكانه كالتمثال بوجه خالي من التعبير..
هنا بدأت أفنان تنتبه له مما جعلها تنهض وهي تستند على العكاز فمنذ أن فكت تلك الجبيرة بات الوضع ألطف قليلا وهي تضعط على قدمها وأقتربت من داغر الواقف أمامه شاحب كـالموتى..
-داغر مالك واقف كده ليه؟!.
انتبه لها بعد أن كان شاردًا:
-ايه؟!.
ضيقت عيناها وهي تجيبه بعدم فهم ما الذي أصابه ملامحه تلك تخيفها إلى حد ما..
هي تشبه ملامحه وغضبه عند اتيانه وفي أيامهما الأولى عند عودته…
تمتمت أفنان بنبرة عاطفية واهتمام صادق وحقيقي لا يشوبه شائبة:
-في حاجة حصلت يا داغر شكلك مش طبيعي؟!..
أخذ تنهيدة طويلة وهو يقول لها مبتسمًا ابتسامة غير حقيقية:
-مفيش حاجة يا افنان، انا بس كنت بفكر في كذا حاجة أصلا هلبس ورايح الشقة هاخد من الراجل مفاتيح الشقة واوض النوم جاية فهستلمها….
كان من الصعب أن يخبرها ويجعلها تمر بهذا التوتر، أو إعادة السنوات الماضية أمام عيناها، ويجرحه جدًا الحديث في هذا الأمر، يجرحه لأنها ستتألم ويجرح رجولته في الوقت نفسه…
لذلك فضل الصمت لتسأله هي بترقب:
-متأكد أن مفيش حاجة؟!
هز رأسه ببطئ…
لتقول بنبرة حاولت المرح فيها معه:
-بس أنا متأكدة أنك مش كويس.
ضيق عيناه وهو يسألها عن السبب وكأنه يمازحها رغم إدراكه أنها محقة:
-اشمعنا؟!.
١ربت بالعكاز أرضًا ورفعته ليراه ثم أعادته إلى مكانه تستند عليه مرة أخرى وهي تجيبه بهدوء ومرحٍ:
-مدام متكلمتش ولا أخدت بالي اني بسند على ضرتك يبقى أنتَ مش كويس..
أجابها بصوتٍ غامض:
-معاكي حق.
لم تدل نبرته على أي مرحٍ..
يبدو أن دعابتها لم تكن جيدة…
حتى أنه استدار وتوجه نحو الباب الذي تركه فهد مفتوحًا أغلقه، حسنًا الاحتياط مهم هو يتذكر تلك الطفلة التي اقتحمت الغرفة لذلك هو لن يعطي الفرصة لأي شخص تلك المرة، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين….
لذلك أغلقه بالمفتاح ليعود إليها قائلا بنبرة غريبة:
-انا فعلا مش كويس وفي حاجة واحدة ممكن تخليني كويس دلوقتي.
ضيقت عيناها وهي تسأله باهتمام:
-ايه هي؟! وايه اصلا اللي مخليك مش كويس؟! ما تقول في ايه يا داغر…
لم تستكمل حديثها كان قد ذهبت كلماتها بين شفتيه، معطيًا أياها قبلتها الأولى بعنفوان وجراءة تليق برجل مثله في البداية ولكنه سرعان ما تمهل حينما شعر بتصلب جسدها قليلا وتذكره المكالمة الوحيدة التي تلقاها من شريف بعد معرفته بأن شقيقته قررت الاستمرار مع داغر واعطاءه فرصة، وقتها ادهشه شريف بجراءته المعهودة ولكنها كانت بدافع قلقه على شقيقته وهو يخبره بأن أفنان رُبما قد تعاني بعض المخاوف من شأن علاقتهما الخاصة….
وقتها داغر نفسه لم يجد رد مناسب له!!
أصابه شريف بالخرس من حديثه في أمر هكذا..
أمر يكن خاصًا جدًا بينه وبين زوجته حتى ولو كانت علاقتهما غريبة…
لكن وقتها قدر شريف موقفه واسترسل حديثه بثبات وتوضيح بسيط بأن أفنان قد ذهبت إلى أخصائية نفسية بعد ولادتها لفهد من أجل متابعة حياتها ووقتها كان لديها رفض تام للزواج فيما بعد او أي كل تلك الأفكار لأنها لن تستطع التخطي..
حتى رفضت في الحديث في الأمر أكثر من هذا كل ما كانت تريده أن تكن أم جيدة لطفلها، كان العجيب بأنه يخبره بأن يتريث ويعطها فرصتها في هذا الأمر تحديدًا كان وقتها داغر يقسم بأن شريف قد يكون مجنونًا لتطاوله حتى ولو كان يخاف عليها لكن الحديث في نقطة كهذه لم تعجب داغر ليس لأنه يذكر الحادثة او لأنه يرغب في الإسراع بإتمام علاقته بها، لكن تدخل شريف لم يكن ظريفًا أو جيدًا بالنسبة له حتى ولو كان بسبب خوفه…
وقتها لا يتذكر كيف انتهت المكالمة بينهما، ولم يضغط شريف عليه هو أعلمه الأمر ويعلم بأن داغر إذا علم لن يخطأ…
تمهل بشكل كبير حتى شعر بارتخاء جسدها بين يديه حتى العكاز لم يسمع إلا صوته قد سقط أرضًا….
تعمق أكثر في قُبلته لعلها تشعر بمشاعره، لعلها تهدأ من الثورة التي قامت بداخله منذ أن أخبره كمال الأمر وهو يحاول إيجاد حل لكن عقله توقف، يديه هي التي أصبحت سند له…
كان شعور يسرى بأوصالها غريب..
غريب جدًا لكنه لذيذ ورائع ، لكن الجيد في الامر أنه لم يخفيها……
لم يعطِ جسدها ردة الفعل التي كانت تظنها فكلما مرت الثواني شعرت بارتخاء جسدها لولا يداه التي تحاوط خصرها لكانت سقطت في الحال…
كان يعطيها مشاعره بسخاء بتمهل يمقته ويزعجه ولكنه لا يريد سوى تذوق شهد شفتيها وبثها مشاعره بطريقة جديدة، يجعلها تعتاده…
تعلقت به رغمًا عنها لم تبغض هذا الاقتراب التي ظنت بعد ما حدث بأنها لن تمنح اي شخص حق الاقتراب أبدًا ولن تتزوج مطلقًا بعد أن يطلقها داغر…
كلما يشعر باستجابه جسدها، عم نفورها المتوقع يتعمق أكثر في قبلاته موزعًا أياها على أنحاء وجهها بأكمله…
لكن ولأن الحظ يقابل صاحبه كما يقولون كان طرقات خافتة على الباب من فهد الذي يحمل بيده الاخرى طعامه أوقفت تلك المشاعر ودوامتها كليًا…..
ابتعد عنها وهو يلهث قائلا بنبرة أشبة بالسخرية:
-والله كنت عارف ومستني الدقيقة اللي هسمع فيها ان في حد بيخبط..
بمجرد أن حررها ليفتح الباب كانت تبحث عن طريق للهروب وهي تنظر ناحية الشرفة لتسمعه يقول بعد ان استدار برأسه ورأي وضعها
-ممكن تدخلي الحمام أفضل من أنك تكوني بتفكري تنطي من البلكونة…
حسنًا أنه حل جيد وانه رجل شهم..
استمعت إلى حديثه فتح الباب ليجد فهد أمامه مبتسمًا وهو يقول:
-أنا جيت.
لولا أنه طفل..
لولا أنه أصبح طفله الحبيب لكان لديه تصرف أخر غير أنه هبط بجسده وترك قُبلة على وجنتيه بعدها أخذ يخرج ملابس له حتى يذهب إلى الشقة وبدوامة تفكيره كيف سيحل تلك المعضلة؟!
المشكلة ليس حلها الآن؟
بل حلها حتى لا تظهر في المستقبل….

البكاء هو حليفها….
بعد أن ظنت بأن دموعها جفت وانتهت منذ زمن…
وكيف ألا تبكي؟!..
تتذكر كلمات كمال ليلة أمس..
كان كلاهما يخرج شحنة غضبه أمام الأخر، صرح بأنه لو كان أخبرها بالحقيقة لم تكن لتصدق هو معه حق في تلك النقطة رُبما…
فهي منذ أمس وهي تحاول تكذيب عيناها..
نسيان كل الحقارة التي رأتها بعيناها الرسائل والصور الذي كان يتبادلها مع الفتيات حتى لو نست هذا لأن الطرفان يشتركان به ولم يغصب أحد عليه في بعض اللقطات التي قرأتها لكن ماذا عن اعترافه بانتهاك أمرأة دون رغبة او أرادة منها؟!!
ماذا عن جرائتها في أن يفعل في منزل عائلتها وسط أهلها؟!
حقًا ستموت…
ستموت من كثرة ما عرفته….
اتصلت شقيقه مراد وابنة نجوى ترغب منها في الحضور في منزلها فهي تشاجرت مع زوجها، واستأذنت نجوى من فردوس بأنها سترحل وفي النهاية المنزل منزلها حتى تعود…
هي تشعر بالضيق الشديد لا تعلم أين تذهب كل الطرق لم تعد مناسبة لها، وكل الأماكن لا تريدها….
وأيضًا لن تكذب هي مشتاقة له بشكل كبير، مشتاقة لمعرفة بأنه بجانبها لم يعجبها تخليه الواضح عنها ليلة أمس عكس المعتاد…
الفراق بعد الاقتراب..
بعد أن جمعتها لحظات لا تنسى وبعد أن بات يجمعهما أحاديث هادئة بعد سنوات من الشجار أنه لأمر صعب جدًا…
فاقت من دوامتها على صوت الجرس، مما يجعلها تبحث عن حجابها في أرجاء المنزل بالتأكيد هذا الشخص ما هو إلا غريب لو كانت نجوى لفتحت الباب بالمفتاح وهي بالتأكيد لن تأتي بتلك السرعة الرهيبة…
وضعت حجابها الأسود التي كانت ترتديه عند إتيانها فهي ليس معها ملابس وحتى الجلباب التي ترتديه هو خاص بنجوى…
فتحت الباب لتجده أمامها في هذا الصباح الذي من المفترض أن يكون في عمله الآن…
نطقت اسمه بلا وعي وهي في حالة يرثى بها حقًا عيناها ازداد تورمها عن ليلة أمس وجهها شديد الاحمرار بشكل مخيف يستطيع أن يشعر بارتعاش شفتيها لم تكن فردوس يومًا تمر بتلك الحالة…
-كـمـال…
عقب على ندائها بنبرة هادئة:
-صباح الخير.
أين الخير؟!
وأيــن الصـبـاح؟!
هي لم تشعر بأي شيء منذ ليلة أمس فقدت القدرة بالاحساس بكل شيء حتى الزمن قد توقف، توقف بشكل أكبر مما كانت تظن أنه حدث قبل سبع سنوات ونص….
هتف كمال بنبرة جادة بعض الشيء وهو يرفع الكيس البلاستيكي المتواجد في يده والتي تتصاعد منه رائحة الفول والطعمية:
-يعني بعيدًا عن عدم ردك وأنا بصبح عليكي، مش هدخليني علشان أنا مكلتش من امبارح وجاي أفطر معاكي..
لسبب ما كانت تعقب على حديثه بحماقة شديدة:
-طنط نجوى مش…
ثم توقفت عن الحديث لا تعلم حقًا هل عفويتها تلك لتمنعه من الدخول في عدم وجود صاحبة المنزل أم ماذا؟!..
لا تعلم ولكنها مرتبكة رُبما لأنها شعرت بقليل من الهدوء، لم تزول الصدمة كليًا ولكن على الأقل رغمًا عن نفسها هدأت قليلا لعل الصراخ والكلمات توقفت وما تبقي دموع تهبط بلا توقف..
أسترسل كمال حديثها بنبرة لبقة ولينة وهو يتأمل ملامحها الحزينة:
-بغض النظر انك مش عايزة تدخليني وانا جوزك هحاول اخدها بالمعنى الاجابي علشان أنتِ في بيت مش بيتك فأنا اكيد مكنتش هاجي غير لما اتصل بصاحبة البيت الأول وأنا عارف انها مش هنا بس هي ادتني الإذن فممكن ادخل علشان الطعمية هتبرد!!!
بعد وقت…
كان يجلس أمامها على الطاولة يحاول كلاهما أن يتناول قصرًا حتى هي لم تعاند معه طويلًا ولكن لا شهية، فقدها كلاهما….
تناول القليل جدًا نظفت فردوس المكان خلفهما فهي تشعر بالحرج رغم معاملة نجوى الحسنة معها واخبارها بأنها في منزلها وأنها الباقية لها من عائلتها لكن مكوثها في منزل ليس بمنزلها لا يشعرها بالراحة والمفجع في الأمر بأنها تشتاق إلى غرفتها الكئيبة التي شهدت لحظات بكائها وحزنها أكثر مما شهدت لحظاتها السعيدة..
وجلس كمال على الأريكة وحينما انتهت هي أتت وجلست على المقعد عاقدة ساعديها بوجوم ليسألها محاولا جذب أطراف الحديث معها فهو أيضًا لا يجد للكلمات معنى ولا يعلم من أين يبدأ:
-أحسن النهاردة؟!.
هزت رأسها بنفي ولم تجمل الحقيقة أو أن تحاول الكذب…..
هي أبعد عما يكون عن الحال الجيد..
سألها كمال حتى باتت أسئلته غير منطقية بالنسبة له ولكن الأمر الذي وصلا إليه محرج كلاهما هو لن يشعر بالراحة في أن يتطرق الموضوع إلى شقيقته ولن تكون هي أكثر سعادة بالحديث عن شقيقها والغريب ان الموضوع ليس لديه بداية إلا من هنا:
-نمتي كويس؟!.
هزت رأسها نافية للمرة الثانية ليقول كمال بنبرة هادئة تختلف عن غضبه ليلة أمس قليلًا:
-امبارح مكنش في فرصة أننا نتكلم كويس كان كل واحد فينا مشحون والموضوع كان صعب خصوصًا واحنا في بيت ناس غريبة وانا مش مرتاح لوجودك هنا بصراحة.
غمغمت فردوس بقنوط وضيقٍ:
-ولا أنا عاجبني بس ده الحل المتاح لغايت ما أشوف صرفة خصوصًا اني مش هعرف ادخل بيتكم.
سألها وهو يضيق عينه بعفوية شديدة:
-ليه؟!.
هل يحب إذلالها؟!!
هو ليس سادي النزعة على حسب ما تعلم بأنها ليست شخصيته ولكنها أجابته على الرغم من هذا…
-لأني مليش عين ادخل بيتكم لو حابب تسمعها وهتلاقي متعة فيها، عايز الحق أنا اتكسرت، اتكسرت بشكل ميخلنيش ارفع عيني في اي حد مش أنتم بس، أنا شوفت حاجات مكنش ينفع اشوفها، عرفت أكتر مما تعرف أنتَ اللي شوفته وعرفته عن اخويا كفيل يضيع النوم من عيني الباقي في عمري…..
ارتجفت وهي تخبره بهذا بمنتهى الخنوع والاستسلام…
هي تتجنب النظر لعيناه كما كانت تفعل في أقوى شجار بينهما لأنها كانت دومًا ترى نفسها صاحبة حق..
لكن أي حق الآن؟!
هتف كمال بنبرة لم تفهمها:
-فردوس انا حجزت ليكي بكرا عند الدكتورة، ولازم تروحي اعتقد ده اكتر وقت لازم تروحي فيه؟!.
عقبت فردوس ساخرة:
-الموضوع مبقاش اني اروح احكيلها اني مش عارفة اتخطى موت اخويا واني بنام بالمنوم ولا عايزة حل علشان أعرف اكون زوجة كويسة للراجل اللي بحبه، يفترض دلوقتي اروح أقولها اخويا اغــ
صمتت وهي تضع يدها على فمها مرة أخرى تجد صعوبة بالغة في الكلمة حتى أو التخيل، او ترجمة ما رأت……
تمتم كمال بنبرة عملية:
-اه هتروحي تقولي كده، دي وظيفتهم انهم يسمعوكي ويريحوكي…
سألته فردوس بجدية سؤالا لم يتوقعه منها:
-أنتَ اتخطيت ازاي اللي حصل؟! ازاي كنت بتتعامل انه عادي؟! روحت لدكتور زي ما أنتَ عاوز توديني؟!!..
هتف كمال بنبرة ساخرة:
-لا مروحتش لدكتور وياريتني روحت يمكن مكنتش فضلت اضغط على نفسي كتير..
ابتلع ريقه ليقول بنبرة هادئة جدًا وحكيمة كما أعتادت منه:
-مش كل الناس زي بعضها في قدرتها على التحمل، ومفيش حد بيتخطي يا فردوس او بيعرف يشيل حاجات من عقله مش عايز يفتكرها متهايقلي لو ده ينفع كانت الناس كلها ارتاحت، بس الإنسان بيصبر وبيحكم عقله ويحاول يبص للي جاي..
نظر إلى عيناها التي بدأت تنتبه له ليسترسل حديثه بصدق:
-انا متخطتش بس بحاول اني اشوف اللي جاي ومضيعش أكتر من اللي ضاع، وعلشان مكنش كداب أنا مكنتش هادي وراسي طول الوقت أكيد كان بيجي وقت عليا بحس اني عايز أقوم اهد الدنيا بس كنت بصبر نفسي…
-معتقدش انها هتتحل يا كمال مش هينفع.
هتف كمال بنبرة منزعجة:
-اعتقد اني مش لازم افضل اعيد كلامي بأنه هينفع وحاولي علشان نفسك وعلشاني مش لازم كل مرة أطلب منك تعملي حاجة علشاني يا فردوس علشان كده بقولك هدي نفسك وروحي للدكتورة الأول وأنا عموما مش هضغط عليكي.
ضيقت فردوس عيناها وهي لم تفهمه الفعل لتقول:
-قصدك ايه بانك مش هتضغط عليا؟!.
-أنا مسافر دبي تبع الشغل تقريبا اسبوعين، هفصل فيهم شوية وأنتِ تكوني هديتي شوية وروحتي للدكتورة ولما نرجع نتكلم..
صدمها كليًا….
هل حقًا سيتركها ويسافر؟!.
منذ متى وهناك عمل يحتاج إلى سفره هو؟؟
على حد علمها تلك الأشياء يقوم عمه بكر بحلها…
-هتسافر؟؟…
تمتم كمال بنبرة هادئة فهو لقد تعب يقسم بأنه تعب ولم تعد أعصابه تقوى على شجار:
-ايوة، ده أنسب حل يمكن استمرارنا في العتاب ونكرر في كلامنا مش حل، لازم كل واحد ذهنه يصفى، بس ياريت ترجعي البيت وأوعدك محدش هيكلمك ولا هيفتح معاكي اي موضوع بس قعادك هنا مش مريحني أنا وافقت امبارح علشان الحالة اللي كنتي فيها..
قالت فردوس بنبرة ذات معنى وجفاء وهي تتذكر تهديداته:
-او يمكن خوفت أعملك مصيبة او…
قاطعها كمال بنبرة غاضبة:
-فــردوس بلاش تلميحات ملهاش لازمة..
نظرت له بنظرات ممتعضة ليسترسل حديثه بوضوح:
-لو كنت شايف أن فيكي الطبع ده صدقيني أنا مكنتش فضلت معاكي السنين دي كلها، كلامي امبارح كان واضح اللي حصل زمان حصل مش لازم نبوظ حياة أفنان، وده مش معناه اني بتخلى عنك لا معناه واضح وصريح اني ممكن اتقبل تقلباتك وكل اللي أنتِ فيه مدام معايا لكن مش مع حد غيري..
تجاهلت حديثه وهي تسأله بنبرة منفعلة بعض الشيء:
-مسافر أمته؟.
-يوم الخميس.
ثم سألها بوضوح شديد على الرغم من رغبته في أن يبتعد قليلا عن كل شيء ولكنه رجلًا مسؤولًا لن يعتد يومًا الهروب من مسؤولياته وهذا ما يجعله على وشك التراجع:
-لو عايزاني مسافرش مش هسافر…
رغم أنه اقتراحه أسعدها إلا أنها هتفت بنبرة جليدية وهي تتذكر كلماته:
-يمكن معاك حق أحنا محتاجين نفصل وكل واحد يفكر، هيقدر يكمل مع التاني ولا لا.
تمتم كلمات بنبرة خافتة وخالية من التعبير إلا في نهايتها:
-اتكلمي عن نفسك أنا قراري اخدته من بدري أنتِ اللي المفروض تقرري وللمرة الأولى مش هعاندك في أي قرار أهم حاجة تكوني مقتنعة باللي أنتِ عايزاه وحاساه، حتى لو كانت أكتر حاجة هتوجعني.
غير مجرى الحديث وهو يغمعم:
-أنا مش مرتاح لقعادك هنا يا فردوس ومدام أنتِ لسه على ذمتي المفروض تحترمي كلامي زي ما بقدر مشاعرك ارجعي بيتك واوعدك لغايت ما اسافر مش هتشوفي وشي هناك لو حابة.
-للأسف انا مش بجحة اني اروح اقعد في بيتكم بعد كل اللي حصل سامحني، ولو كنتم شايفني بجحة ولساني طويل قبل كده ده علشان ظني اني على حق….
يبدو أن أمر عودتها إلى المنزل مستحيلًا…
ووجودها هنا مستحيلًا بالنسبة له لو عاد مراد كأي رجل وهو بصفة عامة لا يشعر بالراحة لوجودها في بيت أغراب…
وبما أنها لم تذكر أمر منزلها أيضًا هذا يعني بأنها تستبعده وهذا جيد فجلوسها في منزل كهذا بمفردها كل هذا الوقت ليس شيئًا قد يريح من أعصابه…
تنهد كمال ليغمغم بجدية:
-تقعدي في فندق؟!..
رددت فردوس كلمته باستنكار:
-فندق؟!..
هز رأسه بإيجاب وكأنه يؤكد صحة قراره:
-الفندق على الأقل ايمان منك تقعدي في اي شقة او بيت لوحدك، واحسن ما تقعدي في بيت ناس غريبة خصوصا ان ابنها راجع اخر الاسبوع وده واحد جاي من جيش يعني من باب الذوق انه يقعد مع والدته بعد فترة غيابه، قعادك هنا اكيد مسبب ليهم احراج لو مكنش دلوقتي هيكون بعدين، وأنا مش موافق تفضلي هنا.
تسأل نفسها بأي منطق يفكر هذا الرجل؟!!!.
لتعقب بفظاظة رغمًا عنها:
-بلاش تفكرني كل دقيقة اني مليش حد.
-انا مش بفكرك يا فردوس وأنتِ ملكيش حد ازاي؟! اومال انا بعمل ايه هنا؟! انا قاعد بفكر اكيد وجودك في فندق مش أحسن قرار ممكن يتنيل يعجبني بس انا بفكر في حق يكون مناسب خصوصًا اني مش عايز احط البنزين جنب النار وأجبرك تدخلي البيت….
____________
يوم الخميس.
انتهت القضية أخيرًا وغادر من المحكمة بعد أن كسب القضية ولن يفوته اتصاله الأول إلى والده يخبره بنجاحه كحال كل قضية يذهب إليها بنفسه لا يعلم لم يتوقف عن تلك العادة منذ أن كان صغيرًا وهو يخبره بنتيحة اختباره او أي يوم هام..
بالنهاية مثله الأعلى هو والده…
بارك له والده واثنى عليه وعلى مجهوده معبرًا عن فخره به ثم انتهت المكالمة بينهما بشكل تقليدي إلا أنه مهم جدًا لهما…
تلقى اتصال في الصباح الباكر من كمال الذي نادرًا ما يتصل به في الغالب أغلب مكالماته تكون مع الحاج توفيق، بدأت المكالمة عادية وتقليدية جدًا في بدايتها حتى سأله كمال سؤال واضح…
“في واحد اسمه مراد شغال عندك؟!”.
لم يكن لكمال أن يفوته ثرثرة مراد معه حتى قام بتوصيله إلى موقف الأتوبيس بأنه يعمل في مكتب عادل الناشرتي رغم إدراك كمال الكلي بأن لا أحد يمتلك تلك الشهره التي يتحدث مراد عنها إلا هلال ووالده ولكنه لأخر لحظة كان يتمنى أن يكون تشابه أسماء لا أكثر، لم يعطِ رد فعل تجاه مراد تركه يثرثر كما يشاء…
قرر في الصباح أول شيء يفعلها هو الاتصال بهلال،
أخبره أن مراد هو قريب لزوجته لذلك هو يعرف شريف حق المعرفة…وقتها شعر هلال بالصدمة الشديدة وحمد ربه ان على الاقل شريف لا يأتي إلى المكتب كثيرًا وإلا كانت حدثت كارثة منذ وقت طويل…
لذلك أرسل رسالة نصية لشريف يخبره بألا يأتي إلى مكتبه أبدًا وسيخبره السبب حينما يراه..
الآن كاد أن يتحرك بسيارته ولكنه توقف لثواني وخطرت في عقله، منذ ذهابه إليهما ولم يسمع أي رد أو لم يتم ذكرها أمامه حتى ولا ترى الرسائل الذي يقوم بإرسالها على المجموعة الخاصة بها وبمن يعمل في مكتبه، قرر أن يتحدث معها في أي شيء…
أخذ يفكر كيف يبدأ الحديث؟!!..
حسنًا لديه حجة منطقية على ما يبدو…
وضع الهاتف على أذنيه بعد أن ضغط للاتصال بها.
مرت ثواني وكانت تجيب بشرى عليه..
“ألو”.
تمتم هلال بنبرة هادئة:
-الو، عاملة ايه يا بشرى؟!.
كان سؤاله تقليدي وطبيعي جدًا فأجابت عليه بنبرة مرتبكة:
-الحمدلله بخير.
عم الصمت بينهما لمدة دقيقة ليتحدث هلال بنبرة مغتاظة رغمًا عنه:
-مفيش عامل ايه؟!.
سألته بصوت مهزوز:
-هو في حاجة حصلت؟!.
أجابها هلال بنبرة جامدة:
-مفيش انا بس كلمتك علشان شايفك مش بتدخلي الجروب ولا بتردي على اللي بعته مش معنى انك مش بتيجي المكتب ان مواركيش شغل، هبعتلك حاجات تشتغلي فيها وأنتِ في البيت، وقضية تفكري فيها…
تمتمت بشرى بذهول شديد:
“ايه؟؟!”
-زي ما سمعتي.
قالت بشرى رغمًا عنها:
-أنا اشك أنك بتعمل تتعامل مع بنات او ستات في حياتك مدام بتعامل البنت اللي المفروض متقدم ليها كده؟! انتَ ممل جدًا وحياتك كلها شغل تقريبًا..
توقفت لأنها شعرت بالندم على حديثها الاهوج فهي لا تتحكم بنفسها بالفعل، هي حتى لم تحترمه فهو الشخص الذي تعمل في مكتبه ومكتب والده بل أفضت بكل ما يتواجد بداخلها بدون حساب واضح…
سمعت صوت ضحكاته وكأنها كانت تمزح معه، هل هو مجنون؟!! كانت تظن أنها أهانته أو تطاولت عليه هي حقًا كانت تفكر في الإعتذار…
هتف هلال بنبرة جادة بعد أن توقف عن ضحكاته:
-كويس يعني ده يخليني اتوقع انك هتكسري ملل حياتي السوداء والمملة وهتخليها ألوان قوس قزح مليئة بالاثارة والأفكار المتجددة؟!! ده ياترى تصحيح للي عملتيه يوم قراءة الفاتحة وبتقنعيني بأنك الشخص المثالي ليا، لو دي نيتك فأنا اقتنعت..
ما الذي يقوله؟!!!!
كانت تسأل نفسها هي كانت تسخر منه، بل هو يعتبره وعد بأنها ستقوم بتغيير حياته؟!!
هل يسخر منها هي؟!!.
أثبت لها أنه يسخر منها حينما وجدها صامتة تمامًا لا تعقب على حديثه….
فقال هو بنبرة هادئة:
-شكل توقعاتي طلعت السماء وهتطلعي مملة زيي.
هتفت بشرة لسلاح دفاعها الأول وهو السخط والغضب:
-اعتقد أن كلامك معايا جرئ جدا وواخد راحتك بشكل مُريب انا حتى موافقتش عليك وحتى لو وافقت انا مسمحش…
قاطعها هلال بصوت هادئ جدًا:
-واضح أننا متشاركين في الملل..
ابتلع ريقه ليدافع عن نفسه بتسلية شديدة:
-بعدين انا مقولتش اي حاجة ولا كنت جرئ في شيء على العكس انا لما اتكلمت في الشغل قولتي عليا ممل ومبعرفش اتعامل مع الستات او البنت او اختصارًا القوة الناعمة…
لينتهي من اتصاله الموتر للاعصاب فهي السبب من لا تتحكم بلسانها تحديدًا أمامه بشكل غبي:
-ابعت اللي عايزني اعمله وملف القضية..
-تمام هبقى اتصل بيكي اشوفك وصلتي لفين.
هل هو يضع حجج؟!.
كانت تسال نفسها بارتباك لتغمغم في نهاية الحوار:
-ان شاء الله، مع السلامة.
-مع ألف سلامة.
هو في انتظار رد…
___________
وقف بكر أمام منزل عائلة فردوس…
كان يجلس بجانبه توفيق، هبط بكر من السيارة وأغلق بابه ثم توجه ناحية باب والده وفتحه وساعده على الهبوط وأخرج عكازه ليستند عليه، تمتم بكر بهدوء:
-متأكد انك عايزني امشي؟!.
تمتم توفيق بنبرة هادئة:
-اه امشي شوف مصالحك في الشركة وأنا لما اخلص مع فردوس هتصل بيك تيجي..
هز بكر رأسه بإيجاب وهو ينظر له باستغراب لأول مرة رغم الشجار العنيف الذي كان يحدث بين فردوس وكمال يوميًا تقريبًا تغادر المنزل، أنها حتى لم تفعلها حينما تزوج من أخرى…
ولأول مرة والده يتدخل وهذا شيء عجيب ولكنه لاحظ بأن لا احد يرغب في الحديث أو اخباره حقيقة الأمر لذلك صمت فهو يحترم خصوصية العلاقة وفي الوقت نفسه ينفذ كلام أبيه لذلك ركب سيارته وانتظر دخول والده حتى يرحل…
سار توفيق بضعة خطوات وعلى ما يبدو تركت فردوس البوابة مفتوحة له، لكنه قبل أن يدخل وجد على الباب الحديدي لافتة ورقة مكتوب بخط عريض
“المنزل للبيع”
وتحت تلك العبارة يدون رقم، بالتأكيد أنه رقم هاتفها…
دخل من البوابة وهنا رحل بكر..
مرت سنوات تغير شكل المنزل بالكامل يتذكر أخر مرة تقريبًا كان هنا يوم عقد قرآن فردوس وكمال…
وجدها تجلس على مقعد خشبي وبجانبها طاولة ومقعد أخر، نهضت فردوس بمجرد أن رأته تتذكر اتصاله ليلة أمس -حينما كانت تتواجد عند الطبيبة- يخبرها بأنه يريد رؤيتها في الغد وأنه يرغب في الحدسث معها على انفراد لذلك لن يكن بيت السيدة نجوى مناسبًا بالنسبة له…..
تتذكر لقائها الاول مع الطبيبة حينما رفضت ذهاب كمال معها لتوصيلها اخبرتها بأنها ستذهب وحدها تتذكر انها تجلس على المقعد وهي تشد قبضتها على الحقيبة المتواجدة بيديها تنتظر دخولها، وبمجرد أن ولجت إليها ورأت بشاشة الطبيبة معها جلست وتحدثت دون حتى أن يتم سؤالها عن أي شيء…
(هتعرفي تريحيني؟!)
لم ترد الطبيبة في البداية كانت تحاول تجميع شيئًا مناسبًا لأول مرة يفاجئها مريض بمجرد جلوسه بحديثه بتلك الطريقة تحديدًا في لقائهما الأول تحديدًا يتغلب على الأغلب الخجل والتوتر والخوف من البوح…
(اخويا اغتصب اخت جوزي، اخويا كان ماسك صور واسكرينات على بنات كتير اوي، عندك الحل اللي يريحني ويخليني انسى اللي شوفته، او يخفف صدمتي في اخويا اللي المفروض كان كل حاجة ليا؟!!!! عندك الحل لحد ضيع سنين عمره بيدور على حق واحد كان فاكره أطهر بني ادم ولا مرة شك فيه..)
كان اللقاء الأول عبثي من الدرجة الأولى انفجرت في وجه الطبيبة، تبوح وتبوح دون ان تنتنظر أي اسئلة تطرحها عليها….
ذهبت مرتين لها وكانت المرة الثانية ليلة أمس حينما أتى كمال بعد الجلسة وودعها من أجل سفره اليوم، هي تعلم بأنه غادر في وقت الفجر تقريبًا..
وهذا الشيء يغضبها..
مد توفيق يده لها متحدثًا برفقٍ:
-عاملة ايه يا فردوس؟!.
صافحته ليجلس بعدها وهي تجيبه بنبرة بائسة:
-الحمدلله.
جلست على المقعد هي الأخرى متمتمة:
-معلش انا مش حابة ادخل البيت وحال البيت من جوه يعتبر فاضي مكنش فيه تقريبا غير الكرسيين دول وخرجتهم برا.
أردف توفيق بجدية:
-مش ده المهم، المهم اننا نتكلم، انا شوفتك عارضة البيت للبيع!!!.
قالت فردوس بنبرة جافة وساخرة من نفسها:
-الأول كنت بسعى اني اخلصه متخيلة اني هقدر اقعد فيه لو سيبت كمال او انفصلنا ودلوقتي انا حتى مليش نفس اقعد فيه ولو حتى دقائق، فقولت ابيعه واجيب بيت تاني اصغر او شقة في اي حتة أفضل من البيت ده…
هز رأسه بتفهم وهو يغمغم بجدية شديدة:
-بس ده بيت أهلك، انك تتخلصي منه بالسرعة دي مش حاجة سهلة المفروض تفكري شوية.
ردت عليه فردوس بجدية:
-صدقني أنا من كتر التفكير هموت.
صمت ولاح على وجهه الألم رغمًا عنه من نبرتها يحاول تغييؤ الموضوع بنبرة ظن أنها مرحة ولكنها خرجت منه عكس ذلك:
-لو جيبنا سيرة الموت فأنا يمكن اللي أكون أقرب ليها، حتى من أول يوم بيتي فيه برا أنا كنت في المستشفى.
عقبت فردوس بذهول:
-بعد الشر على حضرتك؛ مستشفى ليه؟!.
تمتم توفيق بنبرة ذات معنى:
-ليه كمال مقالش ليكي اني كنت تعبان في المستشفى يوم الجمعة ورجعت قبل ما يجيلك؟
هزت فردوس رأسها نافية برغم من أنه كان يأتي لزيارتها في بيت السيدة نجوى يوميًا إلا أنه لم يخبرها بشيء…
هتف توفيق بهدوء:
-مش مشكلة..
-ألف سلامة على حضرتك.
-الله يسلمك.
ساد الصمت بينهما لعدة دقائق وبعدها عرضت فردوس بارتباك أن تصنع له كوب من الشاي ووافق على مضض بعد ان لاحظ رغبتها في الابتعاد قليلا هو بالفعل يشعر بأنه يجلس مع أمرأة غير فردوس التي تتفوه بحديث جارح طوال الوقت، تشب شجارًا ليس له سبب مع العاملات في منزلهما أو مع دعاء.
أمامه أمرأة منطفئة..
جاءت بعد دقائق وهي تحمل صينية موضوع عليها كوب من الشاي له..
تمتم توفيق بنبرة هادئة:
-تسلم ايدك يا فردوس بس انا كنت جاي علشان اتكلم معاكي ولا عايز شاي ولا عايز اتعبك..
لم تتحدث فاسترسل هو حديثه بهدوء:
-انا استنيت كمال يسافر علشان اطي اتكلم معاكي، علشان ليا معاكي كلام مش عايز حد يسمعه ولا يعرفه حتى كمال نفسه..
حديثه لا يبشر بالخير حسب ما تظن، تنظر له بأعين فقدت بريقها من كثرة البكاء يوميًا يبدو أنها فقدت وزنها بشكل ملحوظ خلال هذا الاسبوع بهتت ملامحها ليقول توفيق بشفقة:
-ايه اللي يخلي واحدة في سنك تعيش نفسها في الحزن ده؟!!!..
عقبت فردوس بعدم تصديق سؤاله:
-حضرتك بتسأل بجد؟!.
هز رأسه مؤكدًا وهو يقول:
-اه بسأل، ليه تعملي في نفسك كده؟! بالعكس معرفتك الحقيقة المفروض تخليكي تندمي على كل لحظة ضيعتيها من عمرك مش العكس، يوم القيامة لما نتحاسب محدش هيتحاسب على ذنب غيره كل واحد بيشيل شيلته، لسه مصممة تحملي نفسك ذنب اخوكي؟!!!! ليه بضيعي حياتك ده في أي شرع؟!..
أبتلع ريقه وهو يسترسل حديثه بنبرة قد تكون قاسية في سخريتها:
-كنت فاكر أنك اذكى من كده يا فردوس، المفروض مضيعيش حياتك علشان حد…
نظرت له بسكون فحسنًا يبدو أنه يتحدث من أجل عودتها لكمال…
ادهشها وهو يخبرها بجدية:
-مش أنتِ الوحيدة اللي مريتي باختبار صعب يا فردوس كل الناس مرت بابتلاء يا بنتي.
كانت تسمعه وتترك له الفرصة لذلك تحدث هو باستفاضة:
-هقولك عن حاجة أنا بلوم عليها نفسي وعمري ما قولتها لا قدام عيالي ولا قدام احفادي ولا قدام مخلوق…
سألته فردوس بفضول رغمًا عنها:
-ايه هي؟!!
غمغم توفيق بجدية:
-مراتي الله يرحمها، ماتت من غير لا مرض ولا أي حاجة وهي واقفة بتعمل الأكل لينا زي كل يوم، ماتت وانا وهي كنا متخانقين، تعرفي عدم جوازي بعدها ليه؟! رغم اني كنت صغير..
-كنت بتحبها؟!.
هز رأسه بإيجاب وهو يشرح لها:
-كنت بحبها فوق ما تتخيلي بس يمكن ده مكنش السبب الوحيد قد السبب اللي فضل ملاحقني وهو اني حاسس بالذنب قعدت سنين طويلة حاسس بالذنب، ان الدنيا تسرق منك أغلى ما ليكي وأنتِ متخيلة أنه زعلان منك ده شيء صعب جدًا…
هل هو يلمح بعلاقتها بكمال؟!..
هو يفعل..
تمتمت فردوس بنبرة خافتة ولكنها مسموعة:
-ربنا يرحمها.
-يارب.
كانت تنظر له باستغراب حقًا..
حتى الآن هو لم يتفوه بأي شيء…
هل رغب في لقائها من أجل هذا فقط؟!.
أخذ رشفة من كوب الشاي المتواجد أمامه ليغمغم بعدها:
-أنا هقولك الكلام اللي مخرجش من كمال بخصوص موضوع حسن، في كلام مينفعش كمال يقوله، كمال مكنش ينفع من نفسه يقرر يحكي ليكي يا فردوس لسبب بسيط جدًا هو مش طرف في القصة..
نظرت له نظرة تحمل سؤال واحد..
ما الذي يعنيه؟!!!
هي لا تفهمه حقًا…
شعر بها ليوضح قليلًا بنبرة قد تبدو باردة:
-كمال مش هو شريف اللي قتل، ولا هو أفنان اللي اخوكي استغلها في البداية و الباقي تعرفيه مش لازم نعيد ، ولا هو داغر اللي قبل يتجوز واحدة حصل فيها كده، مش من حق كمال ولا حتى أنا شخصيًا أن حد فينا يكون له السلطة أنه يفشي سر الثلاثة دول لمجرد انه يعوز يعرف مراته الحقيقة..
لم تتخيل قسوته حتى أو حديثه هذا!!!
أسترسل توفيق حديثه بتفسير:
-الحقيقة ان كمال كان عايز يقول ليكي من زمان بس احنا كنا رافضين او بالاخص الثلاث أطراف اللي حكيت عليهم واعتقد المفروص الموضوع يخصهم هما اكتر من اي حد تاني فمتلوميش على كمال أنه مقالش؛ وعمومًا دي حاجة صعبة تتقال من راجل على أخته، ومكنتش هتصدقي في كل الاحوال.
-بالبساطة دي شايف اني مكنش ليا حق أعرف؟!.
اشار إليها بجدية شديدة وهو يغمغم ساخرًا:
-ولما عرفتي ايه اللي حصل غير انك بتقضي ايام تانية في الحزن وكأني قاعد مع واحدة غير اللي اعرفها…
تمتمت فردوس بنبرة جليدية:
-يمكن لأن اللي كنت تعرفها ماتت دلوقتي قاعدة واحدة قدامك مش قادرة تبص في وشكم، وفي نفس الوقت بتحاول تستوعب اللي عرفته…
قال توفيق بهدوء:
-لو كنا بناخدك بذنب حد تاني مكنتيش بقالك السنين دي كلها معانا، الصراحة تتقال انا مكنتش طايقك في الاول ولا جابب وجودك يمكن لاني كنت كل ما بشوفك بتخيل اللي حصل، بس كنت متقبل كل ده علشان الأمل اللي في عيون كمال أنه مش عايز يضيعك ومتخيل انه ممكن الأمور تتحل..
أبتلع ريقه وهو يوضح لها الأمر:
-مع الوقت والسنين اللي عدت اكتشفت انك مش مجرد واحدة طول النهار بتعمل مشاكل مع اللي شغالين او منعزلة الوقت كله في اوضتها، لا أنتِ بقيتي جزء محدش يقدر يقطعة او يشيله من بيتنا بقيتي مننا، غصب عنك بقيتي جزء مننا مينفعش نتخلى عنه مش علشان كمال بس..
لما يخجلها أكثر ولما تشعر بوجنتيها رطبة ودمعة هربت من عيناها رغمًا عن أنفها…
تمتم توفيق بنبرة هادئة:
– زمان مكنتش اقدر اقولها لأنك كنتي بتحطي صباعك في اتخن تخين فينا ان عندك حق، فدلوقتي هقولها، اعترف اني مكنتش عادل كفايا اني كنت عايز كمال يعيش حياته علشان أنتِ موقفاها لاني مش عايزه بشيل ذنب حد مش ذنبه ودلوقتي عايزك أنتِ كمان متشليش نفسك ذنب غيرك..
كانت صامتة تمسح دموعها بمنديل ورقي اخرجته اثناء حديثه من حقيبتها الموضوعة على الطاولة وكان هو يكمل حديثه برفقٍ:
-الحياة بتخذلنا كتير والناس نفسها، بس ده مينفعش يخلينا نضيع اكتر ناس احنا بنحبهم من ايدينا، مينفعش أسالك سؤال هيكون بايخ أنتِ بتحبي فردوس يا كمال؟! لاني عارف الإجابة مفيش واحدة تقعد مع واحد تحت سقف بيته وهي عارفة انه مخبي قاتل اخوها ومتعرفش سبب قتله غير انها بتحبه، فـليه العند والمكابرة؟!!..
-مش كل الناس اللي بنحبهم ننفع نكمل معاهم.
تمتم توفيق بجدية وصلابة فهو لم يأتي ليمزح:
-ده وهم في دماغك يا فردوس، الحياة بين طرفين هي تنازل ومشاركة، لازم يكون في بعض التنازلات في بعض الأحيان علشان الدنيا تمشي واعتقد كمال اتنازل كتير اوي علشانك، كفايا انه اتخطى موضوع حسن واللي عمله وعززك وصانك اتحمل منك اللي مفيش راجل يتحمله من واحدة ماشية تدور وراه مهما كانت أسبابها..
ايتلع ريقه ليقول برفق:
-اعتقد ان الأوان تبيني له انه غالي عندك، وتعملي علشانه حاجة وعلشان نفسك متقنعنيش انك حابة تبعدي عنه…
أردفت فردوس بنبرة منفعلة رغمًا عنها:
-أبين انه غالي عندي ازاي وانا مش عارفة اتخطى؟! ثم انه هو سافر ولا جيت في باله وقعد يقولي فندق ومش فندق وسابني وسافر ولا جاب سيرة الموضوع تاني.
علم أنها بالفعل غاضبة من سفره ولا تود الاعتراف ولكنها اعترفت الآن ليغمغم توفيق بجدية:
-علشان انا قولت له أنك هترجعي معايا البيت، وكنت واثق من نفسي وانا بقوله اني هاجي اتكلم معاكي ومش هتخذليني، وانا جيت مش بقولك ارجعي بيت جوزك، يمكن تكوني محتاجة صاحب البيت نفسه يقولك ارجعي لبيتك لغايت ما تفكري أنتِ عايزة ايه حلولك أنتِ وهو الست نجوى او الفندق دي متدخلش دماغي ببصلة.
أكد للمرة التي لا يعرف عددها وهو يقول لها:
-فردوس أحنا محدش فينا بيحملك ذنب اي حاجة، ولا ليكي دخل بالموضوع، كل اللي احنا عايزينه انك ترجعي تقفي على رجلك وترجعي بيتك وتتمتعي بحياتك مع جوزك خصوصا ان بقالكم مدة كويسين جدا مع بعض وبطلنا نسمع زعيق وتكسير.
قال كلماته الأخيرة بمرح لتبتسم رغمًا عنها بعفوية شديدة، ليسترسل حديثه هو برفقٍ:
-روحي معايا البيت مفيش غيري انا ومنى ودعاء وبكر، داغر وافنان مسافرين هما كمان النهاردة كام يوم وراجعين.
سألته فردوس بقنوط شديد:
-مين اللي عارف بالموضوع في البيت؟!.
أراح توفيق فضولها وهو يخبرها:
-غير افنان وداغر طبعًا انا وكمال وبس، مفيش حد تاني يعرف حاجة حتى بكر ميعرفش اكتر من اللي حصل كان خناقة بين الاتنين.
سألته فردوس بجمود:
-وهتفضل مخبي شريف لغايت امته؟!.
تمتم توفيق بنبرة لا تحمل نوع من انواع المزاح أو تجميل وتحسين ما يقوله:
-لو هنتكلم عني فأنا لو عليا انا عايز شريف يفضل طول العمر حر لان اللي عمله يليق بالراجل الحر، اما شريف مش حابب يكمل حياته هربان فهو كان في امور كتير بيحلها وبيعملها وهيسلم نفسه لو ده هيريحك هو ناوي يعمل كده من اول يوم.
لمح سؤال بعيناها وكان واضح وضوح الشمس لما لم يفعل منذ سنوات؟!!!!!…
ولكنه تجاهل السؤال لأنه لا يستطيع اجادة إجابة مقنعة بأنه يرعى شقيقته مثلا….
أما هي لم تجد إجابة وافية قد تقولها له في موقف هكذا لذلك صمتت فهي لا تعلم حقيقة مشاعرها تجاة شريف في تلك الأيام..
غمغم توفيف بنبرة مشاغبة:
-ايه رايك لو تسافري لكمال دبي، شهر عسل مؤجل؟!!.
رددت فردوس كلماته باستنكار:
-أسافر؟!!!!!..
هز رأسه بإيجاب:
-أيوة، وتأشيرتك جاهزة.
صمتت بثواني وهي تغمغم بعدم فهم:
-اسافرله دبي؟!! كمال رايح علشان يبعد ويفصل شوية، اسافر انا اعمل ايه؟! هو عايز يبعد عني.
ضيق عيناه وهو يتحدث بهدوء:
-لو كنتي تعرفي كمال كويس كنتي عرفتي أنه اخر حاجة ممكن يعوزها انك تبعدي عنه، يمكن يكون عايز يبعد عن عجزه عن حل مشكلتك لا اكتر ولا أقل خصوصا في موضوع حساس زي ده، فكري في الموضوع بس ياريت نقوم نروح البيت وتقعدي كام يوم وتهدي الأول وتشوفي هتسافري ولا لا مش ده المهم، المهم ترجعي بيتك.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ديجور الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *