روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل السابع والأربعون 47 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت السابع والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء السابع والأربعون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة السابعة والأربعون

ماذا لو أن الرسول كان بيته قريباً من بيوتنا، وكلما قـ ـست علينا الدنيا نذهب اليه.
صلوا عليه وسلموا تسليمًا
___________________
“حـر.ب الأعـد.اء”
<“العيون تتر.قب والحو.اس تتأ.هب”>
صدحت طرقات قو.ية على باب المنزل تبادلا كلاهما النظرات لينهض “خميس” ويقرر هو فتـ ـح الباب وهو يظن أن الطارق أولاد عمومة الآخر، ولَكِنّ تـ ـيبس جسـ ـده مكانه وشعر أنه شُـ ـلَ عن الحركة حينما رأىٰ سيده أمامه ير.مقه بنظراتٍ قا.تلة مشهـ ـرًا بمسد.سه على رأسه، نهض “شـريف” بهدوءٍ شـ ـديدٍ وهو ينظر إليه دون أن يفعل شيء وهو يرىٰ الآخر محا.صرًا مِن أولاد عمومته اللذان كانا ير.فعان سلا.حهما على رأ.س الآخر في وقتٍ واحد
«سلا.حك يا قمور بدل ما تشوف النو.ر على إيد الغو.ل، سلا.حك يابا الحج عشان مبنتفا.همش»
أنهـ ـىٰ “ليل” حديثه وهو ينظر إلى الآخر بكل بر.ود وهو يرىٰ إرتعا.شة يده الوا.ضحة وضوح الشمس أمامه، فيما نظر “علي” إلى رفيقه بعد أن ألتمعت عينيه بو.ميضٍ سا.حر، عادت اللمـ ـعة إلى عينيه حينما نظر إليه وها هي اللحظة الفا.رقة لهم قد أتت لتقوم بتغـ ـيير مسا.ر الأحد.اث تمامًا
تعا.لت نبـ ـضات قلب “شـريف” دا.خل قفـ ـصه الصد.ري وهو ير.مقه نظرةٍ متلـ ـهفة، نظرةٍ مشتا.قة، نظرةٍ تحمـ ـل داخلها الكثير والكثير مِن السعادة واللهـ ـفة والأشتيا.ق، نحـ ـىٰ حز.نه بعيـ ـدًا وأقسم على ألا يد.ع إليه طريقًا يسير بهِ نحوه، كأن متأ.كدًا مِن أنهم سيصلون في أية لحظة، لا يتذكر أنه و.ثق بهم يومًا وقاموا بخذ.لانهِ، ها هي تتلا.قىٰ المُقـ ـل تصر.خ مطا.لبةً بعنا.قٍ حا.ر
قام “ليل” بضـ ـرب هذا البغيـ ـط بسلا.حه على رأ.سه بعد أن سئِـ ـمَ الأنتظار ليسقـ ـط على الأرض فا.قدًا الو.عي، نظر إلى رفيقه الذي كانت مُقلتيه متعلـ ـقتان على رفيقه الآخر ليراه يتحرك نحوه بعد أن تنحـ ـىٰ “خميس” جا.نبًا سا.محًا إليه بـ العبو.ر والأكتفا.ء بالمشاهدة فقط، تقدم “علي” مِن “شـريف” بخطـ ـىٰ ثا.بتة حتى تو.قف أمامه مباشرةً ولَم ينتظر كثيرًا وكان يسـ ـحبه إلى أحضانه معا.نقًا إياه بقو.ة دون أن يتحدث، فقط سمح لنفسه فعل ما يرشده لهُ عقـ ـله فحسب
خفـ ـق قلب “شـريف” بقو.ة غير معهو.دة فو.ر أن عا.نق رفيقه مشـ ـددًا مِن عناقه إليه يستشعر بوجود الآخر الذي حُـ ـرِمَ مِن رؤيته دو.ن حـ ـق وكأنه قد أذ.نب بحـ ـق البشـ ـر أجمع ليتحـ ـدون جميعهم لمعا.قبته على شيءٍ لَم يفتـ ـعله هو، حاول “علي” الحفا.ظ على ثبا.ته وإن كان با.ردًا مِن الخار.ج ويُظهر للجميع أنه لا يُبا.لي فهو مِن دا.خله يحتـ ـرق شو.قًا إليه ووحده مَن يستطع رؤية ذلك
شعر “علي” في هذه اللحظة أن الراحة النفـ ـسية تتغـ ـلغل إلى صد.ره بعد أن ضمه وتأ.كد مِن تواجده، فيما شعر “شـريف” بالعديد مِن المشا.عر الجيا.شة تسيـ ـطر عليه فها هو يحتضن أول فرد مِن أفراد عائلته الحبيبة، أبتعـ ـد “علي” عنه ونظر لهُ، عيناه تبتسم قبل فـ ـمه، نظرةٍ مليـ ـئة بالسعادة والحُبّ لرفيقٍ بلـ ـغ شو.قه لهُ الحـ ـدود
«واحشني جدًا يا “عليوة”، مش قا.در أصدق اللي عيني شيفاه بصراحة، مش قا.در أصدق إنك قدامي بجد حاسس إني بحلم»
أنهـ ـىٰ “شـريف” حديثه وهو ينظر إليه بعد أن ألتمعت عينيه بالعبرات ليبتسم إليه “علي” أكثر ويَمُدّ كفه مربتًا على كتفه برفقٍ يؤ.كد إليه حقـ ـيقة الوضع بقوله الهادئ:
«لا يا “شـيفو” صد.ق، خلاص كل حاجه هتخلـ ـص وهتر.جع معانا القصر وتبقى وسـ ـطنا كلنا مِن غير ما تبعـ ـد عننا تاني، أهم حاجه دلوقتي أنتَ كويس؟ حدّ عملّك حاجه أو ضا.يقك؟»
أنهـ ـىٰ “علي” حديثه بنبرةٍ حا.دة متر.قبًا ردود رفيقه منتظرًا تلقـ ـي الإشارة المُـ ـرادة لتجعله ينا.ل مِنهم جميعًا لتجـ ـرأهم على المسا.س بهِ وإيذ.اءه، ولَكِنّ أعطاه “شـريف” إجابةٌ أخرىٰ ونفـ ـى ذلك حينما حرك رأسه برفقٍ ينفـ ـي ذلك وهتف قائلًا بنبرةٍ ضاحكة:
«عيـ ـب عليك يا “برو”، أخوك فا.يق ومبيخليـ ـش د.كر يخبـ ـطه خبـ ـطة بالغـ ـلط حتى، متخا.فش مسيطـ ـر»
مازحه بكلماته حتى تليـ ـن الأجو.اء مِن حولهم بعد أن كانت حا.دة في بادئ الأمر بسـ ـبب هذا الحقـ ـير الذي ها.جمهما د.ون هوا.دة، تقدم “ليل” مِنهما حتى تو.قف أمام “شـريف” يجاور “علي” لينظر إليه الآخر مبتسم الوجه فيما قابله “ليل” في بادئ الأمر بوجهٍ متـ ـجهم وحا.د ثم حينما رآه يبتسم لهُ لا.نت معالم وجهه وجذ.به إليه معانقًا إياه بِحُبٍّ وا.ضحٍ مُرحبًا بهِ وبعودته التي كانت مستحـ ـيلة بالنسبة إليهم
شـ ـدد “ليل” مِن عناقه إليه مربتًا على ظهره بحنو يُخبره كم أشتا.ق إليه وكم هو سعيدٌ في هذه اللحظة برؤيته مرةٍ أخرىٰ:
«واحشني يا مصـ ـيبة، تصدق يا “شـريف” البيت مِن غير مصا.يبك وحـ ـش، كُنْت بتعملنا دو.شة كدا غر.يبة أفتـ ـقدناها مِن بعدك»
ضحك “شـريف” على حديث ابن عمه ثم ربت على ظهره برفقٍ وأبتسم قائلًا:
«شوف يا أخي بقوا عاملين أزاي مِن بعد.ي، أتر.بيتوا يا كلا.ب؟»
وفور أن أنهـ ـىٰ حديثه تلقـ ـىٰ ضـ ـربةٌ عنـ ـيفة على ظهره جعلته يتأ.وه أ.لمًا وهو يد.فعه بعـ ـيدًا عنه، نظر “علي” إليه وتأ.ثر ليقترب مِنهُ ممسّدًا على موضع أ.لمه وهو ير.مق رفيقه الآخر نظرةٍ معا.تبة ليراه يُبـ ـرر لهُ فعـ ـلته تلك بقوله البا.رد:
«هو اللي لسا.ن أهله طو.يل وغـ ـلط أعمل إيه يعني أسقفله وأقوله شاطر يا حبيبي إحنا فعلًا كدا، حاجه غر.يبة بصراحة»
وقبل أن يتفو.ه واحدٍ مِنهم بكلمة كانوا جميعهم يستمعون لأصواتٍ غر.يبة تقترب مِن مو.ضعهم، دام الصمـ ـت بينهم بُنا.ءً على طلب “شـريف” الذي نظر إلى “خميس” وأشار إليه بمجا.ورتهم منتظرًا ما سيحد.ث وهو يُتمم على مد.يته التي كانت الصديق الو.في إليه في هذه الرحلة الطو.يلة
«دول تبع حد مِن الرا.جل اللي خـ ـدك دا؟»
نطق بها “علي” متسائلًا وهو ينظر إلى رفيقه الذي أجابه وبصره مازال مثبـ ـتًا على باب منزله المفتو.ح قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«أو حد تبع الرا.جل اللي خلـ ـتوه مغـ ـمى عليه دا، هنشوف بس مش عايز تهو.ر إحنا فـ أر.ضهم يعني الغـ ـلطة بفو.رة هنا فـ خلّـ ـوا بالكم»
«واللهِ يا “شـيفو” لو هما عربـ ـجية وشايفين نفسهم بشويه السلا.ح العبـ ـيط دا، فـ أنا عربـ ـجي أوي وجا.يبها مِن تحـ ـت، ومبتفا.همش فـ اللحظات دي»
أنهـ ـىٰ “ليل” حديثه وهو يُخر.ج سلا.حه الآخر مِن جيب بِنطاله بكل بر.ود وهو ينظر إلى “شـريف” الذي ر.مقه نظرةٍ ذات معنى وأبتسم برفقٍ حينما عَلِمَ خـ ـطة رفيقه المتهو.ر دومًا في مثل هذه الموا.قف، نظروا جميعهم إلى باب المنزل ليروا مجموعة مِن الر.جال أقتـ ـحموا المنزل بمختلف أنواع الأسـ ـلحة البيـ ـضاء
أبتسم “ليل” ووقف يجاور “شـريف” وهو ينظر إليهم ليقول بنبرةٍ با.ردة وأبتسامة خفيفة تعتلـ ـي ثغرهِ:
«دا الر.جالة عاملة حسابها يابا الحج ومجهزين عِـ ـدة الد.بح، سِينَـ ـج ومطا.وي وسواطـ ـير، مجبتوش شا.كوش ومنشا.ر ليه بالمرة عشان يسهل عـ ـملية تكسـ ـير الجمـ ـجمة والتقطـ ـيع، بس Whatever يا حبايبي، أصلكم متعرفوش إن اللي واقفين قدامكم دول أتنين ظُبا.ط، يعني ماشيين بالسلا.ح بإ.ذن، مش زي ناس كدا ماشيين بشويه حـ ـديد وشايفين نفسهم ر.جالة»
أنهـ ـىٰ حديثه مبتسم الوجه وكأنه ألقـ ـىٰ خطا.بًا ها.مًا سيُحدث الفا.رق في حياة البشـ ـرية ليس وكأنه يُهـ ـددهم بطريقةٍ مباشرة وصر.يحة، فيما شعر “علي” بالخطـ ـر ولذلك أخر.ج سلا.حه الآخر بكل هدوء وقام بتعميـ ـره وهو ينظر لهم بتـ ـرقبٍ شـ ـديدٍ وهو يعلم تمام العلم أن اللحظات القادمة ليست مِن السهل عليهم تخطـ ـيها.
_______________________
<“زارنا بغـ ـيطٌ ذات يوم في منزلنا، فلم يرىٰ سوىٰ النفو.ر”>
كانت تجلس على الأريكة وهي تشعر بالتعـ ـب يدا.همها للمرة التي لا تعلمها بعد أن عادت مِن عيادة الطبيبة المشر.فة على متابعة حملها وصـ ـحة جـ ـنينها، وضعت يدها على بطـ ـنها المنتفـ ـخة وأنكـ ـمشت معالم وجهها أ.لمًا وهي تُحاول التحامـ ـل قدر المستطاع فلم يتبقىٰ سوىٰ ثلاثة أشهر وتضع طفلتها الأولى والتي ينتظرها “إيثان” بفا.رغ الصبر
شعرت بهِ يُلثم رأسها بـ قْبّلة حنونة كعادته ليجلس هو بجاورها مربتًا على يدها برفقٍ وهو لا يمـ ـلُك سوىٰ التخـ ـفيف عنها بهذه الطريقة، أبتسم أبتسامة هادئة وقال بنبرةٍ أكثر هدوءًا:
«أشعر بمدىٰ أ.لمكِ الذي يدا.همك منذ زمنٍ قليلٍ، الطبيبة أخبرتكِ أنكِ ستتأ.لمين كثيرًا “تكوى” وهذا يحد.ث حقًا منذ أسابيع، حسنًا الوقت يمُر سر.يعًا وما تبقىٰ سوىٰ القليل، تحا.ملي حبيبتي قليلًا»
أبتسمت “تقوى” لهُ أبتسامة هادئة تطمئنه مِن خلالها أنها بخير حينما رأت الخو.ف يستوطـ ـن مُقلتيه، دومًا يراها الوحيدة التي تتحا.مله بكل حالا.ته بجانب أخيه، وحدها التي تمـ ـسكت بهِ ور.فضت التخـ ـلي عن حـ ـقها بهِ، هي وحدها التي مازالت تسير معه بنفس الطريق تطمئنه أنها دومًا أمامه وبجواره لن تتخـ ـلىٰ عنه مهما حدث حتى وإن طَلَبَ هو ذلك
وضع سماعة الرأس على رأسه وقام بإيصا.لها بهاتفه ومِن ثمّ قام بتشـ ـغيل موسيقته المفضّلة التي دومًا تساعده على الخرو.ج مِن بقا.ع ما.ضيه الأسو.د، أستلقى على الأريكة ووضع رأسه على فخـ ـذيها وأغمض عينيه بهدوءٍ عا.زمًا على تحد.ي ما.ضيه هذه المرة وأن يقوم هو بالسيطـ ـرة عليه قبل أن يُسـ ـيطر هو عليه
نظرت إليه بهدوءٍ ثمّ تبسمت أبتسامة خفيفة ووضعت كف يدها على رأسه تمسـ ـح على خصلاته برفقٍ وهي تُفكر في عدة أشياءٍ إن لم تكن تحد.ث ماذا كان سيكون الآن، بدايةً مِن مقتـ ـل والديه الذي شاهده أمام عينيه وكأنه فيلمًا جديدًا قد صدر توًا على جميع المنصات التليفزيونية، رأىٰ والديه بأ.م عينيه يُقتـ ـلان أمامه ودما.ءهما تُغـ ـطي الأرضية أسفـ ـلهما وهو فقط لا يستطيع الصر.اخ
لا يستطيع البكاء، لا يستطيع طَلَـ ـبَ النجـ ـاة، لا يستطيع الصر.اخ بأخيه الذي كان يشاهد دون أن يفعل شيئًا، فقـ ـد والديه على يـ ـد عمه الذي كان يقوم دومًا بمسا.ومته حتى أنتهـ ـى بهِ الأمر جثـ ـةٌ ها.مدة هو وزوجته المسـ ـكينة التي كانت لا تملُـ ـك شيئًا لتفعله سوىٰ أنها أفنـ ـت برو.حها د.فاعًا عن زوجها الذي لَحِـ ـقَ بها بعدما قُتِـ ـلَت أمامه بأبشـ ـع الطرق وكأن القتـ ـل سهلًا على المرء إرتكا.به
ليس وكأنه قام بذبـ ـح دجاجة لتنا.ولها، بل قام بأبشـ ـع الجـ ـرائم وهي القتـ ـل الذي حرَّ.مه الله، تخيل أن تكون قاتـ ـل قتـ ـلت رو.حان وقد سقـ ـط عليك لقب “القاتـ ـل” الذي سيأخذ مصيـ ـره في الدنيا ألا وهو “الإعد.ام” شنـ ـقًا، ومعها لقا.ء رب العالمين في الآ.خرة، عقا.ب الدنيا والآ.خرة وهذا يكفي لجعل عـ ـقلك يتخيل نها.ية جريـ ـمة كتلك، يظن المرء أن قتـ ـل رو.حًا بر.يئة هي الحل لمشـ ـكلته، لا يدري أنها كار.ثة كبيرة قد يتسـ ـبب على أ.ثرها جـ ـرائم قتـ ـل أخرىٰ لأُناسٌ أبر.ياء ليس بذ.نبهم أنهم يعيشون مع مخـ ـتلون
تلك الجـ ـرائم تترتب على العديد مِن المعتـ ـقدات الغر.يبة، كشخصٍ مهـ ـووسٌ بـ حُبّ فتا.ة ثم حينما رآها ترفـ ـض حُبَّهُ وتُفـ ـضل غيره يقوم بقتـ ـلها وكأنه هكذا حـ ـقق غا.يته، أو شخصًا لديه أمواله الخا.صة التي قام بإعطا.ءها لرفيقه لحل معضـ ـلته وحينما يُطا.لبه بها ويُخبره الآخر أنه لا يمـ ـلُكهم في هذا التوقيت يقوم بقتـ ـله أمام مرئ الجميع في الظهيرة، أو فتا.ةٌ تغا.ر مِن صديقتها الناجحة في عملٍ ما لترىٰ أنها الفا.شلة ولا تأتي شيئًا مقا.رنةً بها فتقوم نفسها الأما.رة بالسو.ء وشيطا.نها يجعلانها تقوم بقتـ ـلها
جـ ـرائم القتـ ـل لا تتو.قف حقًا وأسبا.بها كثيرة ومر.عبة، ولَكِنّهُ ليس حلًّا ولن يكون، القتـ ـل جر.يمة كبيرة لا تسـ ـتهين بها، فبدلًا أن تعيش بقية حياتك لتفعل الأعما.ل الصا.لحة لتكون آخر.تكَ الجنة بل ستكون النا.ر حتمًا
منذ ذاك اليوم وهي قـ ـررت أن تكون إليه الأم والأخت والصديقة والحبيبة، قررت الأ.خذ بيده وإخر.اجه مِن عالمه الأسو.د إلى عالمها الو.ردي اللطيف، قـ ـررت عد.م التخـ ـلي عنه مهما حدث وهذا ما أثـ ـبتته إليه طوال الفترة الما.ضية، منذ يوم زواجهما وحتى هذا اليوم، كانت ترىٰ بدا.خله الطفل الصغير الذي مازال حتى هذا اليوم دا.خل سجو.ن الذكريات المظـ ـلمة غير قا.درٍ على الخرو.ج
صدح رنين جرس المنزل عا.ليًا يعلنهم عن زائرٍ في الخار.ج، نظرت إلى زوجها الذي بالطبع كان لا يشعر بمَن حوله لتقوم بالتربيت على كتفه برفقٍ تجذ.ب أنتبا.هه وحو.اسه للعودة إلى الوا.قع، فَـ ـرَقَ بين جفنيه ونظر لها ثمّ نز.ع سماعته ليسمعها تقول بنبرةٍ هادئة:
«ثمة شخصٌ ما في الخار.ج يطرق على الباب»
نهض هو بهدوءٍ وتوجه نحو الباب حتى يرىٰ مَن الطارق الذي جاء وأفـ ـسد لحظاته الهادئة تلك أسـ ـفل نظراتها التي كانت تتحرك مع نطا.ق سيره، فتـ ـح الباب ليرىٰ آخر وجهٍ كان لا يتو.قع أن يراه في إحدىٰ الأيام، أبغـ ـض وجهٍ على وجه الأر.ض جاء ومعه ذكريات ما.ضيه الأسو.د الذي أقسم على عد.م تر.كه إلا أن ينا.ل مِنهُ، فيما كانت هي تقف أمامه تنظر إليه بنفس النظرات الكا.رهة والمقيـ ـتة إليه ليس وكأنه حفيدها!
أبتـ ـلع غصته بهدوءٍ شـ ـديدٍ وهو يشعر بإنقبا.ضة قلبه دا.خل قفـ ـصه الصد.ري وبإنسحا.ب الهواء مِن حوله ليشعر بالإختنا.ق فجأةً حينما دبـ ـت هي قدمها المكان، شعرت “تقوى” أن زوجها ليس بخـ ـيرٍ خصيصًا حينما رأت تصـ ـلب جسـ ـده الوا.ضح وضوح الشمس أمامها ولذلك نهضت بهدوءٍ وأقتربت مِنهُ حتى ترىٰ ما جعله هكذا
«ماذا، كُنْتَ تتو.قع عد.م رؤيتي مرةٍ أخرىٰ في حياتك يا و.لد، لن يحدث، نعم أنا أكرَ.هُكَ وبشـ ـدة وحينما أنظر إلى معالم وجهكَ أشعر أنني أَود قتـ ـلكَ وإلقا.ءكَ بجوار جـ ـثة والدتكَ الحقيـ ـرة تلك»
«إخر.صي، لا تقومين بسـ ـبّ أُمي أيتها العجو.ز مرةٍ أخرىٰ حتى لا أقوم أنا بإلقا.ء جـ ـسدكَ السـ ـمين ذاك في إحدىٰ الطُرُ.قات المظـ ـلمة جاعلًا الكلا.ب الضا.لة تلتـ ـهمكِ دو.ن ر.حمة أتسمعين أيتها العجو.ز!»
أنهـ ـىٰ صر.اخه المنفـ ـعل والمفعـ ـم بالغضـ ـب في جدته متخـ ـدًا و.ضعية الهجو.م والد.فاع عن والدته الحبيبة، كان حقـ ـدها و.مقتها تجاهه واضحًا وبشـ ـدة على معالم وجهها ونبرة صوتها، وكأنه ليس بحفيدها بل هو شـ ـريدًا قد وجدوه في الطر.قات المقطو.عة
شعرت “تقوى” أن الأمر يز.داد سو.ءًا بينهما خصيصًا حينما صر.خت بهِ تلك العجو.ز تنها.ل عليه بالكلمات اللاذ.عة والمؤ.لمة وهي تقوم بإلقا.ء حبا.ت المِلح على جـ ـرحه الغا.ئر:
«كانت والدتكَ الحـ ـقيرة تلك سليـ ـطة اللسا.ن مثلكَ تمامًا، اليوم أُريد أن أشكر و.لدي لأنه قام بقتـ ـلها وخلًّـ ـصنا مِنها إلى الأ.بد، ولَكِنّ لولا تد.خل أخاكَ الحقـ ـير وقام بطلب الشـ ـرطة لكان قد أنتهـ ـى مِنكَ أيضًا، أنصت جيدًا يا حقـ ـير، لن تنو.ل قـ ـرشًا واحدًا لا أنت ولا أخاكَ مِن ثرو.تي وثرو.ة أبنا.ئي وهذه الڤيلا والڤيلا الأخرىٰ التي يقـ ـبع بها ستعود.ان لي وسأقوم بإلقا.ءكم في الشارع أنتم ونسا.ءكم الحقيـ ـرات»
حديثها لَم يفعل شيءٍ سوىٰ أنه أثا.ر جـ ـنونه وأخر.ج الو.حش مِن دا.خله، حقًا فعلت ما حاول هو الخـ ـروج مِنهُ لسنواتٍ عِدة في ثوانٍ عا.برة، كان حديثها صاد.مًا ومؤ.لمًا ولَم يجد طريقةً أفضل مِن أن يجعلها ترىٰ جـ ـنونه الحـ ـقيقي وحقا.رته التي وصفته بها
«إن كانت هُناك حقـ ـيرة الآن فستكون أنتِ أيتها العجو.ز الشـ ـمطاء، وإن أستطعتي أخذ هذه الڤيلا فأفعليها وسترين ماذا سأ.أخذ أنا في المقا.بل وأنـ ـصحكِ أن لا تفعلي ذلك حتى لا نتو.جه سويًا إلى طُرُ.قاتٍ سو.د.اء، ونسا.ءنا لسن حقـ ـيرات بل هن ثمـ ـينات، أتعلمين زوجتي تلك أثمـ ـن مِنكِ أنتِ وتـ ـعني لي الكثير وإن كانت أُمي أخـ ـطأت في شيءٍ فسيكون أنها صـ ـمتت على أحاديثكِ تلك ولَكِنّ اليوم هي تتر.ك النـ ـسخة المصغـ ـرة مِنها وهذا ما يجعلكِ تكر.هيني وبشـ ـدة وللحـ ـق هذا يجعلني سعيدًا يا شـ ـمطاء!»
«هل تظنين أنني مسـ ـكينًا مثل أُمي أسمع فقط سُبّا.بكِ وأبكي وأنو.ح؟ في أحلامك أيتها العجو.ز ولن تمنـ ـعينا مِن أخذ حقو.قنا الشـ ـرعية، أتعلمين أيضًا غدًا ستمـ ـوتين وثرو.تك تلك سنأ.خذها نحن لأن لا ور.ثة لكِ فقد تو.فاه الله “نوح” وأُعدِ.مَ السفا.ح، نعم يا عجو.ز سفا.ح، وأنتِ سيدة السفا.ح وشـ ـريكةٌ معهُ في قتـ ـل ولدك “نوح” الذي يكون في ذات الوقت “أبي”، “أبي” الذي قُمتي بقتـ ـله وجعلتيني يتـ ـيمًا، تجرعـ ـتُ اليُـ ـتمَ والقسو.ة مِن يدكِ، لن أُسامحكِ حتى وإن كُنْتي تز.حفين أرضًا دو.ن قد.ميكِ، صدقيني لن أُسامحكِ وسأكون خصيـ ـمكِ أمام الله في الآخرة!»
أنهـ ـىٰ حديثه الصا.رخ والمفـ ـعم بالو.جع والقـ ـهرة ثم أغـ ـلق الباب بوجهها بكل عـ ـنفٍ وسقـ ـط على ركبتيه أر.ضًا يبكي بصوتٍ عا.لِ بعد أن أستطاعت قتـ ـله حـ ـيًا، قتـ ـلته غد.رًا وأستمرت بتعذ.يبه حتى فا.رقت رو.حه جـ ـسده، فيما سقـ ـطت عبرات “تقوى” بغـ ـزارةٍ شـ ـديدة وقد شعرت بسـ ـكينٍ حا.د يُغـ ـرز في صد.رها وهي تتأ.لم لأجله فبعد ما عا.نته معه حتى يُشـ ـفى عادت تلك العجو.ز وهـ ـدمت كل ذلك في دقائق معدودة
جلست أمامه على ركبتيها وجذ.بته دا.خل أحضانها تمسـ ـح بكفها على ظهره والآخر على رأسه برفقٍ شـ ـديدٍ، فيما ضمها هو ود.فن رأسه في عنـ ـقها وأكمل بكاءه الحا.د، وكأنه طفلٌ صغيرٌ عا.قبه والده وحـ ـرمه مِن مصروفه الشهري بسـ ـبب خـ ـطأٍ لَم يكتر.ثه هو، كان بكاءه مؤ.لمًا وكأنه أصبح منبو.ذًا بين الجميع لا أحد يفـ ـقه إليه.
______________________
<“طرقت الطمأنينة قلو.بهم المـ ـرتجفة”>
كانوا جميعهم يقفون أمام غرفة الر.عاية ينظرون إلى “يزيد” الذي كان متسطـ ـحًا على الفراش ويرافقه الطبيب الذي يقوم بضبـ ـط الأجـ ـهزة المتصلة بجسـ ـده والأطمئنان على حا.لته الصحـ ـية مرافقًا إياه ممر.ضًا يستمع إليه وإلى إرشا.داته الطبية وتعليما.ته الوا.ضحة
خـ ـرج الطبيب برفقة الممر.ض ليقترب مِنهم مطمئنًا إياهم بكلماتٍ كالثـ ـلج الذي يسقـ ـط على النير.ان لإطفا.ءها بعد أنصها.رٍ دا.م لسويعات:
«متقلـ ـقوش الحمد لله العمـ ـلية نجحت و “يزيد” بقى زَّي الفُل هنخليه تحـ ـت الملا.حظة بس نتطمن عليه ونتأ.كد إن كله تمام وبإذن الله ننقـ ـله أوضة تانية تطمنوا عليه بنفسكم مش عايز أي قـ ـلق»
أنهـ ـىٰ حديثه الهادئ ليتلـ ـقي سؤالًا مِن “نوران” التي قالت بنبرةٍ لَوْ.عَة وهي مازالت تشعر بالقلـ ـق على و.لدها البكـ ـري:
«طب و “حُـذيفة”، هو كويس صح أنا لسه معرفش عنه حاجه ومحدش بيطمني عليه؟»
«هنتطمن عليه دلوقتي مش عايزك تقلـ ـقي مفيش حاجه تقـ ـلق، أتفضلوا معايا»
أنهـ ـىٰ حديثه ومِن ثمّ تركهم وتوجه إلى غرفة “حُـذيفة” ليتبعونه هم بعد أن أطمئنوا على حفيدهم الحبيب الذي جعل قلوبهم تـ ـرتعد خو.فًا عليه، ولج الطبيب وهم خلفه ليجدوا “حُـذيفة” مازال تـ ـحت تأ.ثير المُخد.ر لَم يسـ ـتفيق بعد، توجهت إليه “نوران” بقـ ـلبٍ مفتو.ر لتجلس بجواره على طـ ـرف الفراش تمسـ ـح على خصلاته النا.عمة بكفها الد.افئ وهي تنظر إليه بشو.قٍ بـ ـلغ أشُـ ـده
وقفوا هم حول فراشه ينتظرونه حتى يستـ ـفيق وكل واحدٍ مِنهم بد.اخلهِ شعورٌ مخـ ـتلفٌ عن الآخر، أطمئن “عبد الله” على و.لده الثانِ وهـ ـدأت رو.حه وعادت السـ ـكينة إليها، ينتظر الإطمئنان على “غْـوثه” أيضًا حتى يشعر بالراحة التي سُـ ـلِبَت مِنهُ دو.ن سا.بق إنذ.ار
دقائق معدودة وبدأ “حُـذيفة” يستـ ـفيق مِن أ.ثر المُخد.ر ويعود إلى و.عيه رو.يدًا رو.يدًا وهو ينظر حوله برؤيةٍ غير وا.ضحةٍ لا يعلم مَن حوله، لحظاتٍ معد.ودة وأتضـ ـحت الرؤية لهُ ورأىٰ الجميع حوله الخو.ف باديًا على معالم وجوههم أجمع، رأىٰ الكثير والكثير على وجوههم سو.اء كان والديه أو جده وجدته أو صديقه وابن عمه وزوجته التي كانت تسـ ـيل عبراتها بخو.فٍ وا.ضحٍ عليها
لثمت “نوران” جبينه بـ قْبّلة حنونة وهي تنظر إليه بعينان دامعتين وهتفت بنبرةٍ مشتا.قة قائلة:
«حمدلله على سلامتك يا حبيبي، حمدلله على سلامتك يا نو.ر عيني متتصورش أنا كُنْت عاملة أزاي مِن غيـ ـركم، كُنْت ضـ ـعيفة أوي يا حبيبي مِن غيـ ـركم»
«الله يسلمك يا حبيبتي، متخا.فيش أنا كويس أهو مفيش حاجة»
هكذا طمأنها “حُـذيفة” بنبرةٍ هادئة متعـ ـبة، أقترب مِنهُ الطبيب يتفحـ ـصه للأطمئنان عليه وهو يقوم بالإطلا.ع على دفتره الذي يحمل نتا.ئج بعض الإختبا.رات التي قد فعـ ـلها قليلًا قبل أن يقول:
«بسم الله ما شاء الله، حالتك الصـ ـحية زَّي الفُل مفيش أي حاجة تقلـ ـق، دا أنتَ أسـ ـد يا “حُذيفة” الله أكبر عليك»
هكذا مازحهُ الطبيب في نها.ية حديثه ليبتسموا جميعهم وتَعُـ ـم الراحة المكان، نظر “حُـذيفة” إليه وقال بنبرةٍ هادئة:
«بس أنا مش حا.سس برجـ ـلي يا دكتور خالص»
«طبيعي متقلـ ـقش مفيش حاجة دا لأننا خـ ـدناه مِن الرجل فطبيعي ميكونش فيه أعصا.ب أو إنك مش بتحـ ـس بيها، دا هيكون بس فترة مؤ.قتة مش هتقد.ر تمـ ـشي عليها ومع العلا.ج الطبيعي بإذن الله كل حاجة هتتـ ـحسن وتبقى فُل الفُل متخا.فش»
هكذا كان ردّ الطبيب على حديث “حُـذيفة” ليستأذنهم ويذهب تاركًا إياهم معه يطمئنون عليه كما يحـ ـلوا لهم، ربت “عبد الله” على كتف ولده الذي نظر إليه ليرىٰ أبتسامة أبيه الهادئة والصا.فية
«حمدلله على سلامتك يا حبيبي أنا دلوقتي أرتـ ـحت»
أبتسم إليه “حُذيفة” ثمّ ر.فع كفه وربت على يد والده قائلًا بنبرةٍ هادئة:
«الله يسلمك يا حبيبي، ربنا يباركلي فيك»
لثم “عبد الله” رأس ولده بـ قْبّلة حنونة دون أن يتحدث وهو يشعر أنه يحـ ـيا مِن جديد، تقدم “ليل” الجد مِنهُ مبتسمًا ليقوم بتقبيل رأسه ومعانقته، أبتسم “حُـذيفة” أكثر وربت على ظهر جده الذي قال بنبرةٍ ر.خيمة:
«حمدلله على سلامتك يا غا.لي، بتحبّوا تعيشوني فـ الر.عب والخو.ف أنتوا صح، مش بترتا.حوا غير بكدا يعني؟»
ضحك “حُـذيفة” بخفة ولذلك نظر إليه بعد أن أبتعـ ـد الآخر عنه وقال:
«أقد.ار ومكتوبة يا جدي، منقد.رش نغيرها»
أبتسم إليه “ليل” الجد ومسّد على خصلاته برفقٍ وقال بنبرةٍ هادئة:
«ونعمة بالله، المهم إني أتطمنت عليكم الحمد لله»
وبعد أن أطمئنوا هم عليه جميعًا ومازحوه قليلًا تحدث “حذيفة” بعد أن تذكر أخيه وقال بنبرةٍ مضطـ ـربة:
«”يزيد” عامل إيه دلوقتي، أتطمنتوا عليه؟»
«متخا.فش يا حبيبي أخوك زي الفُل وكلها كام ساعة ويفو.ق ونقعد كلنا معاه ونتطمن عليه»
نطقت بها “نوران” مبتسمة الوجه تطمئن ولدها على أخيه الحبيب الذي كان ومازال نقـ ـطة ضـ ـعفه القو.ية التي إن قام أحدٌ بإستغلا.لها سيلـ ـقىٰ حد.فه لا محال، فيما شعر هو بالراحة تسـ ـكنه حينما أطمئن عليه ليُلقـ ـي برأسه على الوسادة خلفه مغمضًا عينيه بهدوءٍ
نظرت “نوران” ومعها جميع الحاضرين إلى “ليل” الجد الذي أشار إليهم بالخـ ـروج كي تستطيع زوجته الأطمئنان عليه والبقا.ء بجواره حتى يتعا.فىٰ، وبالفعل خـ ـرجوا جميعهم وتركوها وحدها رفقة زوجها الحبيب الذي أفنـ ـىٰ بنفسه إلى أخيه الصغير، أغـ ـلقت “روان” الباب خلفها بهدوء
لحظاتٍ وشعر بكفها الر.قيق النا.عم يمـ ـسح على خصلاته برفـ ـقٍ شـ ـديدٍ تزا.منًا مع شعوره كذلك بد.فئها الذي يعلمه عن ظهر قـ ـلب وحنانها اللاز.م لها دومًا، فَـ ـرَقَ بين جفنيه ونظر لها وأبتسم ليرىٰ الأبتسامة تشـ ـق ثغرها وتلتـ ـمع عينيها بو.ميضٍ سا.حرٍ عاد لرو.نقه مرةٍ أخرىٰ، سقـ ـطت عبراتها على صفحة وجهها لتسمعه يقول بمرحٍ:
«إن ما نز.لتي دمعة واحدة يوم فرحنا يا قا.درة، جايه تنز.ليها وانا خارج مِن عمـ ـليات»
ضحكت هي رغـ ـمًا عنها ومسـ ـحت عبراتها بكفها الآخر ليقوم هو بجـ ـذب رأسها نحوه برفقٍ ثم لثم رأسها بـ قْبّلة حنونة ومـ ـسح بكفه على رأسها وقال بنبرةٍ هادئة:
«أنا كويس يا حبيبتي متخا.فيش، محصلش حاجة يعني ليه العياط دا كله طيب، أهدي وصلِّ على النبي أنا كويس بفضل الله»
«عليه أفضل الصلاة والسلام، كُنْت خا.يفة عليك أوي، وأخوك كمان اللي قطـ ـع قلوبنا عليه، الو.ضع كان صـ ـعب أوي علينا، وبعدين لو مش هخا.ف عليك يعني هخا.ف على مين يا “حُـذيفة”، طب واللهِ كُنْت خا.يفة عليك وبدعيلكم أنتوا الأتنين تخـ ـرجولنا بالسلامة»
أنهـ ـت حديثها بنبرةٍ باكية وهي تنظر إليه لتتسع أبتسامته أكثر ويضمها إلى د.فئ أحضانه وهو حقًا سعيدًا وبشـ ـدة فـ لَم يكُن يعلم أنه محبوبٌ بهذا الشكل المـ ـريب، وخصيصًا تلك المرأة التي رزقه الله بها لتكون ونـ ـيسته والضـ ـلع الآخر الدا.عم إليه في أوقاته العصـ ـيبة.
_________________________
<“لا وقت للنقا.ش، مرحبًا بالقـ ـتال”>
ر.فع أحدهم سلا.حه الأبيـ ـض عا.ليًا وهو يستعد رفقة أصدقائه على إنها.ء حياة هؤلاء الذين كانوا في أقـ ـصى مراحل البـ ـرود، أخر.ج “شـريف” مد.يته وهو ير.مق واحدٍ مِنهم وهو يعلم تمام العلم أنه يريد أن يقضـ ـي عليه بنفسه ولذلك أنسـ ـحب بهدوءٍ ووقف جهة اليـ ـمين بالقرب مِن ابن عمه ورفيقه المخلـ ـص لهُ دومًا
عَمَـ ـرَ كلاهما أسلـ ـحتهما وهما يرمقو.نهم بترقـ ـبٍ شـ ـديدٍ فيما شعر “خميس” بالقـ ـلق الشـ ـديد خصيصًا أنه فقد سلا.حه حينما ها.جم “شـريف”، نظر “شـريف” إليهما ليفهمان نظرته التي كانت تطالبهما بحما.ية “خميس” وعد.م المسا.س بهِ بسو.ءٍ وسـ ـريعًا ر.فع “ليل” سلا.حه وأطـ ـلق النير.ان على ضـ ـحيته التي كانت تريد النَيـ ـل مِنهُ ليتأ.كد أنه أصا.ب هـ ـدفه حينما أختر.قت الرصا.صة ذراعه
وسـ ـريعًا قاما بإطلا.ق النير.ان عليهم وهما يعلمان وجـ ـهتهما جيدًا فقد كانت وجـ ـهتهما معلومة كـ إصا.بة في الذر.اع أو القد.م أو الكتـ ـف، فيما هجـ ـم الآخر على “شـريف” الذي تصـ ـدى لهُ وقام بـ لكـ ـمه بقو.ة في وجهه جعله ير.تد على أثرها عدة خطواتٍ متتالية، أقترب مِنهُ ولكـ ـمه مِن جديد يفـ ـرغ طا.قته السـ ـلبية وغضـ ـبه بهِ
ألتفت “علي” إليه ولذلك صَوَ.بَ هدفه ببرا.عةٍ شـ ـديدة لتختـ ـرق رصا.صته كـ ـتف الآخر الذي سقـ ـط متأ.لمًا، أقترب مِنهُ سـ ـريعًا حتى يطمئن عليه ليراه بخيرٍ لَم يمـ ـسسه سو.ء ولذلك أطمئن قلـ ـبه كثيرًا
«لاز.م نمشي دلوقتي حالًا قبل ما الموضوع يكبـ ـر، يلا مفيش وقت»
أنهـ ـىٰ “ليل” حديثه ومِن ثمّ تحرك سـ ـريعًا إلى الخا.رج لينظر “شـريف” إلى “خميس” مشيرًا إليه باللحا.ق بـ ابن عمه ثمّ تحركا كلاهما خلفه عازمين على الذهاب قبل أن يتم كشـ ـفهم، كان “شـريف” يرشدهم إلى عدة شوارع جا.نبية كُثُر حتى خـ ـرجوا أخيرًا مِن تلك البقـ ـعة السو.د.اء وهذا العالم الفاسـ ـد بسلامٍ، وها هم يتحركون سـ ـريعًا تاركين المكان أكمله عائدون إلى ديا.رهم بأ.منٍ وسلام
صدح رنين هاتف “علي” عا.ليًا يعلنه عن أتصالٍ مِن شقيق جده الأكبر “ليل” ولذلك أجابه سـ ـريعًا وقال:
«أيوه يا “جدي”، إحنا بخير الحمد لله أهو، آه الحمد لله المشوار خلـ ـص وراجعين أهو بس هنطلع على القصر على طول نر.تاح شويه ونجيلكم، بجد؟!»
نظر “ليل” إليه بطـ ـرف عينه ليراه ينظر لهُ كذلك ويبتسم بسعادةٍ قائلًا:
«الحمد لله، لا لا هنيجي طبعًا ونقعد معاه كمان، تمام يا جدي مع السلامة»
أنهـ ـىٰ مكالمته مع جده ونظر إلى رفيقه وقال مبتسمًا بسعادة:
«خـ ـرجوا بالسلامة الحمد لله وكويسين»
«الحمد لله، الحمد لله»
نطق بها “ليل” وهو يتنفس الصعـ ـداء حينما أطمئن على أولاد خاله، فيما نظر لهما “شـريف” بتعجبٍ وقال متسائلًا:
«هو في إيه ومين اللي خـ ـرجوا بالسلامة أنا مش فاهم حاجة؟»
ألتـ ـفت “علي” برأسه ينظر لهُ مبتسمًا ثم قال بنبرةٍ هادئة:
«قصة يطو.ل شـ ـرحها يا “شـريف”، وبما إن الطريق طو.يل فـ هحكيلك»
_________________________
<“زارنا الشروق بعد ظُـ ـلمةٌ أطا.حت بنا إلى سابع قا.ع”>
كانت تجلس في الحديقة على إحدىٰ المقاعد الخـ ـشبية البُـ ـنية تشاهد آخر الأخبار حتى ظهر إليها منشورٌ جديدٌ قد قام “حُـذيفة” بنشره منذ عدة دقائق قليلة
إن كُنْتَ في ضـ ـيقٍ تذكَّره بأسمه «الواسع»
وإذا أصا.بكَ العطـ ـب تُناجي «الجبَّا.ر»
وإذا أستبدت بكَ الحيرة تطلب أن يُرشدكَ «الهادي»
وإذا غيَّبَ المو.ت أحبتك تلو.ذ بـ «الباقي» الذي لا يمو.ت
ذَكر بها غيرك أيُها المسـ ـلم
#مِسك_الخِتَام
أشتا.قت إلى رؤية منشوراته الد.ينية كثيرًا وفورًا قامت بالتفاعل معها بـ الرمز “أحببته” وهي مبتسمة الوجه تدعو لهُ بالشفاء هو وأخيه سويًا، أُزهـ ـر وجهها كـ زهرةٍ أُزهِـ ـرَت يوم ربيعها حينما رأته يعود على المنـ ـصات الأجتماعية، ينشـ ـر مِـ ـسكهُ الخاص بهِ
رأت سيارة “ليل” تدلف مِن البوابة الرئيسية ومِن ثمّ تو.قفت، عادت تنظر إلى هاتفها مرةٍ أخرىٰ وهي تعلم أنه “ليل” قد عاد للأطمئنان على طفليه، فيما نظر “علي” إلى “شـريف” الذي كان بصره مـ ـثبتًا على زوجته ينظر لها بعينان تكسـ ـوهما العبرات، أبتسم برفقٍ ثمّ د.فعه للنز.ول والذهاب لها حتى يذهبان هما أيضًا للأطمئنان على الأخوين القا.بعان في المستشفى
ترجل “شـريف” بالفعل مِن سيارة ابن عمه ووقف مكانه ينظر لها وهو مازال لا يصدق أنه يقف في عقـ ـر داره مِن جديد، في أكثر الأماكن أمـ ـنًا وأما.نًا، تحرك “ليل” مِن جديد ذاهبًا إلى المستشفى تاركًا الكرة في ملعب رفيقه يُحر.كها كيفما يشاء، كانت الحديقة فا.رغة ألا مِن تواجد “ناهد” رفقة صغيرتها “شـروق”
تحرك مِن مكانه وبدأ يخطو أولى خطواته نحوها بهدوءٍ وهو مازال ينظر لها العبرات تتسا.قط على صفحة وجهه، لَم يستطع تما.لُك نفسه حينما رأها تجلس هكذا وتنظر إلى هاتفها تلك التي قد تم حـ ـرمانه مِنها ومِن رؤيتها وقضاء أوقاتٍ لطيفة معها، حُـ ـرِم مِن كل شيءٍ جميل ولطيف
«”ناهد!”»
لا يعلم كيف خـ ـرج صوته وكيف أستطاع نطق أسمها بعدما حاول مـ ـرارًا وتكـ ـرارًا مناداتها وجذ.ب أنتبا.هها لهُ، شعر بغصـ ـةٍ مؤ.لمة في حَلـ ـقهِ تمـ ـنعه مِن التحدث، شعر وكأن ثمة شخصٌ ما يُحاول قتـ ـله في هذه اللحظة، كانت معجـ ـزةٌ بالنسبة إليه أن يتحدث ويقوم بمناداتها
فيما شعرت هي في هذه اللحظة بد.قات قلبها تعـ ـلو دا.خل قفـ ـصها الصد.ري حينما تغـ ـلغل صوته دا.خل أذنيها، صوته الد.افئ والحنون، ذو البحة المميزة التي تستطيع تمييزها بين مئات الأصوات، هو ذلك الصوت الذي حُـ ـرِمَت مِنهُ، هو ذلك الصوت الذي كان يمـ ـلئ حياتها بالسعادة والطمأ.نينة، هو ذلك الصوت الذي سيكون دومًا المحبب إليها
ر.فعت رأسها تنظر تجاهه لتشعر وكأن صا.عقةٌ قد أطا.حت بها بعـ ـيدًا، لا تصدق أنه أمامها تشعر أنها أوها.مٌ كالمعتاد قد صنعها عقـ ـلها الباطـ ـن لها، سقـ ـطت عبراتها على صفحة وجهها سر.يعًا وأزد.ادت و.تيرة أنفاسها علـ ـوًا وكأنها في إحدىٰ سبا.قات الركض تسـ ـعىٰ للوصول إلى نقطة الفوز، كانت للحق مصد.ومة وبشـ ـدة مِمَّ تراه أمامها
أما هو فـ لَم يكُن حاله أفضل مِنها بل كان أسو.أ بمراحل عِدة فهو كان سيظن أنه سيُـ ـشفى حينما يرىٰ عائلته مِن جديد بل أصبح الأمر أكثر سو.ءًا، ولَكِنّ في هذه اللحظة هو يريد التأ.كد إن كان هذا و.همًا يعيشه أم حـ ـقيقة، يريد التأ.كد أنها الحـ ـقيقة بأ.م عينها ولذلك فَـ ـرَقَ كلىٰ ذراعيه في الهواء يد.عوها لمعانقة غر.يبٍ قد عاد إلى أر.ض وطنه حتى يصبح معلو.مًا بينهم، كان ينتظر فقط عناقٌ واحدٌ يُثبـ ـت لهُ أنه وا.قعًا وليست أوها.مٌ تمناها طوال تلك الأشهر التي مضت
لَم تتر.دد، لَم تنتظر، لَم ترفـ ـض، بل ركضت سر.يعًا إليه وأر.تمت دا.خل أحضانه تطو.ق عـ ـنقه بذراعيها وهي تبكي، فيما ضمها هو وأغمض عينيه حينما تأ.كد أن كل ذلك حـ ـقيقة ووا.قع يجب تقبُلهُ والتأقلـ ـم معه، وقد كان هو الو.اقع الوحيد الذي تمناه دومًا، مثل الغـ ـريقُ وسط البحـ ـر لا ملـ ـجأ ولا مر.سىٰ للنجـ ـاة، غـ ـريقٌ أطا.حت بهِ الأمو.اج هُنا وهُناك مثل الكرة حتى وجد ضا.لته أخيرًا وفَـ ـرَ ها.ربًا
شـ ـددت مِن عناقها إليه تؤ.كد لنفسها أنه مازال على قيـ ـد الحياة لَم يَمُـ ـت مثلما كانت تظن، كان قلبها يحتـ ـرق كل ليلةٍ لأجله ولا تجد شيئًا لتفعله، إنها المخلـ ـصةُ دومًا لأحبائها، شـ ـدد مِن عناقه لها وهو لا يستطيع التو.قف عن البكاء فقد كان أ.لمه تلك الأشهر أكبر مِن أي شيءٍ آخر، لثم رأسها بـ قْبّلة عميـ ـقة محاولًا تما.لُك نفسه فينتظره في الدا.خل الكثير والكثير
أبتعـ ـد عنها قليلًا ينظر لها بعينان با.كيتين لتقابله عينيها البا.كية والتي تخبره عن الكثير والكثير دو.ن أن يتفوه فمها بحرفٍ واحدٍ، لثم جبينها بحنوٍ ثم مسـ ـح عبراتها من على صفحة وجهها بإبهاميه وأبتسم لها حينما بدأ يتحدث بنبرةٍ با.كية قائلًا:
«وحشتيني، وحشتيني أوي بجد فو.ق ما تتصوري، عارفه أول ما شوفتك مقد.رتش أستحمـ ـل بجد، حسيت إني مش هقد.ر، حسيت إنها مو.اجهة صـ ـعبة أوي وبتو.جع، إني أر.جع لعيلتي تاني بعد ما كُنْت فاكر إني ميـ ـت خلاص صـ ـعبة، مش عايز أفتكر ولا أتكلم فـ القد.يم عشان أنا مسـ ـحته مِن حياتي خالص، مش حابب أفتكر اللحظات الصـ ـعبة دي كل اللي عايزُه دلوقتي إني أفضل فـ حضنك أأ.كد لنفسي بجد إني وسـ ـطكم مش مجرد أوها.م في د.ماغي»
أبتسمت إليه ثمّ مـ ـسحت عبراته من على صفحة وجهه بكفيها ثمّ لَبَـ ـت لهُ مطـ ـلبهِ وعانقته وهي تشعر بالسعادة تغمـ ـرها والراحة تُغـ ـلف قلبها بعودته لها مِن جديد يشاركها ما هو قادمٌ لهما، فيما نظر هو إلى القصر بهدوءٍ وهو يشتا.ق لرؤية والديه وشقيقه الكبير.
________________________
<“عاد الفتـ ـى الحبيب مِن جديد”>
كانت ترافقه و.حيدة تنتظره يستـ ـفيق مِن أ.ثر المُخد.ر وهي تشعر بالتو.تر الشـ ـديد والأشتيا.ق لهُ، فمنذ عشرون يومًا لا تعلم عنه شيئًا واليوم عاد حبيبها والفتـ ـى الو.سيم إليهم مِن جديد، رأته بدأ يستفيق مِن جديد ويُحاول فتـ ـح عينيه لتتهـ ـلل أسا.ريرها فرحةً ويتبد.ل حالها فورًا، فيما جاهـ ـد هو لفـ ـتح عينيه وهذه المرة لَم يرىٰ الظلا.م الد.امس حوله، بل رأىٰ النو.ر الوها.ج حوله يؤ.كد لهُ أنه قد خر.ج بالفعل مِن هذا السجـ ـن المنفـ ـرد الذي كاد يطيـ ـح بهِ إلى الهلا.ك
وحينما فتـ ـح عينيه رأها نُصـ ـب عينيه تبكي لأجله والخو.ف ينهـ ـش قلبها لأجله أيضًا، يرىٰ تلك الفتا.ةُ البريـ ـئة تكاد تمو.تُ خو.فًا عليه، شعر أن ر.وحه قد رُ.دّت إليه مِن جديد ليبتسم لها برفقٍ متأ.لمًا فأثا.ر التعذ.يب الذي تـ ـلقاه على أياد.يهم في الدا.خل لَم يكُن بالشيء الهـ ـين بتا.تًا
«أهـ ـدى ومتتحر.كش كتير، الدكتور زمانه جاي دلوقتي وهيطمني عليك»
أنهـ ـت حديثها بنبرةٍ با.كية وعبراتها تتسا.قط على صفحة وجهها وهي تنظر إليه، تتأ.لم لرؤيتها لهُ هكذا، تتأ.لم لِمَ أصا.به، هذا الشا.ب الخلو.ق قد أطا.حت بهِ الحياة وغد.ر بهِ الأقرباء ماذا ينتظره بعد؟ حاول تهـ ـدئة نفسه لبعض الوقت قبل أن يفـ ـتح عينيه مِن جديد وينظر لها قائلًا بنبرةٍ وا.هنة متعـ ـبة:
«إيه اللي حصلي يا “روان”، أنا مش قا.در أفتكر حاجه، أنا كل اللي فاكره إني شوفت “حُـذيفة” أخويا قدامي واخدني فـ حضنه، بس مش قا.در أفتكر حصل إيه بعدها، هو أنا حصلي إيه؟ فيا حاجة وحـ ـشة لقدر الله وأنتِ خا.يفة تقوليلي؟»
نَفَـ ـت كل ذلك بلهـ ـفةٍ شـ ـديدة بعدما رأت الخو.ف يحتضن عينيه وأجابته بما حد.ث قائلة:
«ربنا يحفظك مفيش أي حاجة متخا.فش، كل اللي حصل إنك كُنْت تـ ـعبان أوي و “حُـذيفة” أتر.عب عليك لمَ لقاك فقد.ت الو.عي وخر.جك وجا.بك على المستشفى هنا على طول والدكتور لمَ كشـ ـف عليك قال إن عندك مشا.كل فـ الأمعا.ء وأنيميـ ـا حا.دة وعد.م التغذية أثـ ـر عليك، وقال إن كان عندك مشا.كل فـ النخا.ع العـ ـظمي وكان لازم تدخل عمـ ـليات فـ أسرع وقت ومعاك متبـ ـرع مِن الدرجة الأولى»
«فـ بصراحة “حُـذيفة” كان المتبـ ـرع عشان كانوا عايزين حدّ مِن الأخوات ومكانش فيه غير “حُـذيفة”، فدخل معاك العمـ ـليات وأتبر.علك، دا كل اللي حصل واللهِ العظيم»
جحـ ـظت عينيه بهـ ـلعٍ حينما ذكرت أسم أخيه وما فعله ليشعر بالخو.ف الشـ ـديد عليه حينها ويقول بإنفعا.لٍ وا.ضحٍ كان بمثا.بة سـ ـكينٍ حا.د تُغـ ـرز في جميع أنحاء جـ ـسده بسـ ـبب إنفعا.له الواضح حينما قال:
«إيه!، “حُـذيفة” أزاي يعمل كدا، أزاي يخا.طر بحياته ويعمل عَـ ـملة زي دي، هو فين أنا محتاج أشوف أخويا دلوقتي حالًا يا “روان” أتصر.في!»
تأ.لم بسـ ـبب تحركاته العنيـ ـفة مقارنةً بأنه مازال يُعا.ني مِن آلآ.مٍ شـ ـديدة في أنحاء جـ ـسده لَم تُشـ ـفى بعد، نهضت “روان” حينما رأت أن الوضع يز.داد سو.ءًا لتحادثهُ بنبرةٍ هادئة وهي تقول في محاولةٍ مِنها لأمتـ ـصاص غـ ـضبه:
«حاضر هعملك كل اللي تعوزه واللهِ بس أهـ ـدى عشان خاطري أنتَ لسه تـ ـعبان، أهـ ـدى يا “يزيد” عشان خاطري»
أستطاعت أمتـ ـصاص غـ ـضبه بسهولةٍ ويُسر وقبل أن تتحرك كي تستعين بجدتها ووالديه رأت الباب يُفتـ ـح ويلج “حُذيفة” بمقعده المتحر.ك رفقة زوجته وبقية العائلة وأولهم “نوران” التي ركضت إلى و.لدها الآخر الذي قد حُـ ـرِمَت مِنهُ ومِن رؤيتهِ دون هو.ادة تطمئن عليه بتلهـ ـفٍ شـ ـديدٍ وتقوم بتقبيل يده ورأسه وعبراتها تتسا.قط على صفحة وجهها وهي تنها.ل عليه بالأسئلة د.ون تو.قف
فقط حينما رأته قد عاد إلى و.عيه مِن جديد تهـ ـللت أسا.ريرها وتمـ ـلّكت السعادة مِنها و.جعلتها لا تستطيع السيـ ـطرة على نفسها، فيما نظر هو إليها وألتمعت العبرات دا.خل مُقلتيه وهو ينظر إلى والدته الحبيبة التي كان مشتا.قًا إليها وبشـ ـدة طوال تلك الأيام التي مضت، وحينما رأها أمامه لَم يَعُد يُريدُ شيئًا سوىٰ عناقها
ولأنها أُمٌّ وتعلم جيدًا و.لدها الصغير كانت قد لَبت لهُ مطلبه بالفعل وضمته بحنوٍ ورفقٍ إلى أحضانها تمسّد على خصلاته البُنية الفا.تحة وتقوم بتقْبّيله بين الفينة والأخرىٰ وهي تشكر ربها على رؤيتها إلى و.لدها الحبيب مرةٍ أخرىٰ نُصـ ـب عينيها بعد أن حُـ ـرِمَت مِنهُ دون سابق إنذ.ار
«سلامتك يا نور عيني، سلامتك يا حبيبي ربنا يجا.زي كل مؤ.ذي ويد.وقهم كلهم مِن نفس الكا.س ويحر.ق قلب أُمّها.تهم عليهم زي ما حـ ـرقوا قلبي عليك يا حبيبي وعيشوني أسو.أ أيام حياتي، ربنا ينتقـ ـم مِن كل مؤ.ذي حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، حـ ـقك عند ربنا يا حبيبي، ربنا مبير.ضاش بالظُـ ـلم وبكرا يكشـ ـفهم ويصـ ـلط عليهم نفسهم، يُمهل ولا يُهمـ ـل ربنا غفور رحيم قادر على كل شيء، أهم حاجة إنك فـ حضني دلوقتي ويبقى واحد فيهم يستجـ ـرىٰ يقرب مِنك أقسم بالله ما هتكـ ـفيني روحهم»
كان قلبها يحتـ ـرق على و.لدها الذي تلقىٰ الغد.ر على أيـ ـدي بعض البشر عد.يمي المشاعر والد.ين، أستطاعوا أرتكا.ب الجـ ـريمة وإنسا.بها إلى هذا البـ ـريء النقـ ـي بكل حقا.رة، ولاذ.و هم بالفر.ار، وقد نَسوا أن هناك رب العالمين لا مفـ ـر للهر.ب مِنهُ وسيأتي لقاءهم بهِ قريبًا ومعا.قبتهم على ما أفتعـ ـلوا في دنياهم مِن سيئا.تٍ جا.رية وكبا.ئر عذا.بها كبير عند رب العالمين
تقدم “عبد الله” مِنها ووقف بجوارها يُبعـ ـدها عن مرمـ ـاه حتى يتثى لهُ فرصة الأطمئنان على و.لده الذي كان لا حول بهِ ولا قوة، أ.لمه قلبه بالفعل فهذا أبٌ كيف لا يتأ.لم لأجل ما أصا.ب و.لده، ظل يتحدث معه قليلًا محاولًا التربيت على قلبه الدا.مي والمُتـ ـعب وهو بداخله نير.انٌ متأ.ججة تتو.عد إلى الجميع بالعذ.اب الشـ ـديد لتجـ ـرأهم على المسا.س بـ و.لده وأذ.يته
«وربنا المعبود، لـ ييجي عليهم يوم ما يطلـ ـعلهم فيه شمس تاني، صدقني مش هيهـ ـدالي بال غير وأنا شايفهم كلهم فـ السجـ ـن يقضـ ـوا باقي عمرهم فيه، حقـ ـك را.جع، “عبد الله الدمنهوري” مبينساش اللي أ.ذىٰ حبايبه، أوعدك وقدام كل الناس وزَّي ما أتكلموا عليك وعلى أخوك بكرا يتخر.سوا كلهم ويعرفوا إن “عيلة الدمنهوري” أنضـ ـف وأشـ ـرف عيلة وأحفادها مبيعرفوش يكـ ـدبوا على كبا.رهم كد.بة صغيرة، أوعدك»
أبتسم إليه “يزيد” أبتسامة خفيفة ليبتسم إليه كذلك “عبد الله” الذي أعـ ـلن رايات الحـ ـرب ولن يهـ ـدأ إلا عندما يقوم بردّ حـ ـق و.لده والنَـ ـيل مِن مَن قاموا بأ.ذيته، لثم جبينه بـ قْبّلة حنونة ثم ضمه بحنوٍ إلى د.فئ أحضانه وهو يتو.عد إلى الجميع بالهلا.ك الممـ ـيت
أقترب “ليل” الجد مِنهم وبرفقتهِ “روز” حتى يطمئنا على حفيدهما الذي جعلهم يعيشون جميعهم في كابو.سٍ ليس لهُ نها.ية، أبتعـ ـد “عبد الله” وكذلك “نوران” حتى يسـ ـمح لوالديه الأطمئنان على حفيدهما، وقف ليل بجواره ومسـ ـح بكفه على خصلاته وهو ينظر لهُ والعبرات تلتـ ـمع دا.خل مُقلتيه حز.نًا على هذا الشا.ب الو.سيم الذي دُ.فِنَ حـ ـيًا على أيديهم، تحدث معه بنبرةٍ هادئة قائلًا:
«كان كل اللي شا.غلني ومجـ ـنني أنتَ، كُنْت عامل زي المجـ ـنون حرفيًا وأنا مش عارفلك مكان وعلى قد كدا كان نفسي أجيب اللي عمل فيك كدا مِن رقـ ـبته أقـ ـتله عشان بس عمل حاجه زَّي دي، كل واحد إيده أتمد.ت عليك بسو.ء أنا هقطـ ـعهاله، أي واحد مريـ ـض كان بيستمتع بتعذ.يبك أنا هخلّيه يد.وق مِن نفس الكا.س وزَّي ما وجـ ـعوا قلوبنا عليك، أنا هو.جعهم أضعا.ف عشان الكل يعرف إن اللي يقر.ب مِن أحفادي نها.يته معايا مو.ت، متخا.فش حـ ـقك را.جع، بس بالأيـ ـد»
نها.ية حديثه غامـ ـض، بهِ وعـ ـيد لكل مَن سُو.لت لهُ نفسه وأخـ ـطأ في حـ ـق هذا المسـ ـكين، يظنون أنهم هكذا قد قتـ ـلوه وحـ ـققوا مُـ ـرادهم، هم مجرد حـ ـمقى فقط لا يعلمون أن هُناكَ رب العالمين، المُـ ـطَلِع على جميع عباده، هذه فقط ما هي إلا البداية، بداية إستـ ـرداد الحـ ـقوق لأصحابها
أقتربت مِنهُ “روز” بعد أن أبتـ ـعد عنه “ليل” بثبا.تهِ المعتاد لـ تُلثم جبينه بـ قْبّلة حنونة وتنظر لهُ بعينيها الفيروزية التي تلتـ ـمع بعبراتها قائلة بنبرةٍ باكية:
«شايف غـ ـلاوتك عندنا كلنا عاملة أزاي، عشان تعرف بس إنك أهم واحد فيهم كلهم، البيت كان وحـ ـش أوي مِن غيرك يا حبيبي، البيت مش حلو مِن غيركم ضـ ـلمة وكـ ـئيب، مش دا القصر اللي أتعودت أقعد فيه وهو مليا.ن دو.شة، بس ربنا كبير وعارف كُنْا مو.جوعين أزاي والحمد لله أنتَ كويس وزَّي الفُل أهو شويه مع أنتظا.مك على العلاج هترجع زَّي الفُل وأحسن كمان»
ثم بعد ذلك نظرت إلى حفيدتها التي كانت عبراتها تسقـ ـط على صفحة وجهها وهي تنظر لهُ لتبتسم وتُشير لهُ نحوها قائلة بأبتسامة ممازحةً إياه:
«شوف غـ ـلاوتك عند الحبايب كبيرة أزاي، مِن ساعة ما خـ ـدوك وهي بتحـ ـبس نفسها فـ الأوضة وتقعد تعيـ ـط بالساعات، ومبقتش بتاكل حلو زَّي الأول، أظن يعني مش محتاجة كلام الحَبيب مقـ ـطع نفسه عشان حَبيبُه حتى شوف خَسـ ـت أزاي، بذ.متك دي “روان” اللي نعرفها؟»
أبتسم “يزيد” ونظر إليها ليراها تنظر لهُ وعبراتها لا تتو.قف عن السقو.ط حتى أكتست الحُمـ ـرة عينيها الرما.دية، وشعر في هذه اللحظة أنه بالفعل محبوبٌ وبشـ ـدة مِن الجميع، أما عن “روان” فـ لَم يكُن يُريد إثبا.تًا على ذلك فهو يعلم مدىٰ حُبها لهُ دون أية إثبا.تاتٍ، أراد التحدث معها والإفصا.ح لها عمَّ حد.ث ورأه ولَكِنّ تجمع العائلة لَم يسمح لهُ بذلك
تعا.لت الطرقات على باب الغرفة ومِن ثمّ ولجا كلًا مِن “مُـهاب” و “وهـيب” صديقاه المقربان لهُ يقتربًا مِنهُ بتلـ ـهفٍ وا.ضحِ عليهما يطمئنان على صديقهما الحبيب، أبتعدت “روان” ووقفت بعيـ ـدًا عنهم فيما وقفا هما مكانهما وبدأ “مُـهاب” التحدث بلهفةٍ شـ ـديدة قائلًا:
«”يزيد”، حمدلله على سلامتك يا حبيبي خـ ـضيتنا عليك أقسم بالله إيه اللي حصل ومين الحيو.ان اللي دَ.بسك فيها والله فـ سماه لـ أخليه عِبـ ـرة قدام الجامعة كلها قولي بس شا.كك فـ مين وأنا و “وهـيب” هنطلـ ـع الطـ ـلعة دي ومبقاش “مُـهاب الهواري” إن ما خلّيتهم كلهم يعـ ـضوا صو.ابعهم عـ ـض مِن الند.م»
تحدث في هذه اللحظة “وهـيب” كذلك وهو بالتأكيد لا يـ ـقل شيئًا عنه قائلًا:
«أول حاجه حمدلله على سلامتك، أنا دلوقتي أرتا.حت لمَ شوفتك بخير حتى لو مش قد كدا بس إنك قدامي دي بالنسبة لي أكـ ـبر راحة، ومش هقدر أز.ود على كلام “مُـهاب” عشان هو قال كل اللي نفسي أقوله بز.يادة، أوعدك إني مش هسكت غير وحـ ـقك راجعلك وأر.جع أشوف ضحكتك تاني يا صاحبي، إحنا فـ ضهـ ـرك يا “يزيد” ولو حتى التمـ ـن حياة حد فينا فـ فد.اك أي حاجة أنتَ تستا.هل يتعمل عشانك كل حاجة وبز.يادة كمان»
أدمعت عينان “يزيد” وهو يرىٰ حُبّ الجميع لهُ وإجماعهم على إستر.داد حـ ـقه المسلـ ـوب بالقو.ة وبدون شفـ ـقة، أجتمـ ـعوا جميعهم على شيءٍ واحد، كبا.ر وصغا.ر، الجميع أجتمع على إستر.اد الحق وما أد.راكَ بمظلو.مٍ يعود لإستر.داد حـ ـقه
وبعد القليل مِن الوقت خرجوا جميعهم وتركوا “حُـذيفة” رفقة أخيه و “روان” التي كانت ترافقه طوال الوقت دون الأبتعا.د عنهُ إنشًا واحدًا، جاورت “أيسل” في وقفتها والتي كانت تقف خلف زوجها الذي أبتسم إلى أخاه الصغير الذي كان ينظر لهُ طوال الوقت بعينان دامعتين مبتسم الوجه
أقترب مِن فراشه بمقعده ثم مَدّ كفه الدا.فئ وأمسك بكف أخيه الذي كان يلـ ـتف حول معصمه الإسو.ار المدون عليه أسمه والمحلو.ل الذي كان مغـ ـروزًا دا.خل إحدىٰ أو.ردته وأبتسم لهُ قائلًا:
«عايزك تعرف حاجة واحدة بس، إن لو حصلك حاجة زَّي دي أنا هكون موجود جنبك دايمًا والدا.عم الأول ليك ولو كان التمـ ـن حياتي فـ فد.اك أي حاجة، كله لأجلك يا حبيبي، أهم حاجة أنتَ كويس دلوقتي حاسس بأيه؟»
أبتسم “يزيد” لهُ وشعر في هذه اللحظة أنه حقًا يَملُك أخًا حنونًا ويخـ ـشىٰ على أخاه الكثير والكثير، وقد شكر ربه على هذا الأخ الحنون والعطو.ف، سقـ ـطت عبرات “يزيد” ليَمُدّ “حُـذيفة” كفه الآخر يز.يل عبرات أخيه بحنوٍ مبتسم الوجه، فيما أمسك “يزيد” بكف أخيه ذاك ولثمه بـ قْبّلة حنونة وكأنه ممنو.نًا لهُ
لثم “حُـذيفة” رأس أخيه بحنوٍ وأبتسم لهُ وكأنه يخبره أنه لَم يفعل شيئًا سوىٰ إنقا.ذه، تحدثت “أيـسل” مبتسمة الوجه قائلة:
«الحمد لله الأخين بقوا زَّي الفُل والدنيا بدأت تضحك تاني أهو، عايزاك يا “يزيد” بس تشـ ـد حيـ ـلك كدا وتقوم تاني تو.قف على ر.جليك، “حُـذيفة” طول المدة اللي فاتت دي وهو كان عامل زَّي المجـ ـنون عليك، مكانش بياكل ولا حتى بينام، كان حاسس إنه مأ.ثر معاك وعلى طول لوحده كل ما يفتكر إنه مأ.ثر يروح يتوضى ويصلي ويدعيلك، فِضِل كدا لحد ما جه ابن الحلا.ل وقاله إنه قِدِر يو.صلك، أنا الفترة دي قدرت أعرف قد إيه أنتَ مهم عنده، طلعت أهم مِني على فكرة شوفت بقى قد إيه أنتَ مميز»
أبتسم “يزيد” أكثر وإز.داد حُبّه إلى أخيه الكبير أكثر وشعر أنه يريد أن يفعل لأجله الكثير حتى يجعله يرىٰ مدىٰ حُبّه لهُ أيضًا ويعلم مقدار حُبّه لهُ، فيما مسّدت “أيـسل” على كتف زوجها برفقٍ وهي تنظر لهما مبتسمة الوجه وتدعو لهما بالخير.
________________________
<“عاد الشا.ب لدياره حا.ملًا معه السعادة”>
ولج “شـريف” إلى بهو القصر وهو يشعر بالعديد مِن المشاعر تدا.همه، جميعهم متنا.قضين، ولَكِنّ السعادة هي المسيـ ـطرة في هذه اللحظة عليه بشكلٍ كبيرٍ ووا.ضحٍ، نظر إلى “ناهد” التي أمسكت بكفه وسحـ ـبته برفقٍ خلفها مبتسمة الوجه وهي تُنادي على “رانيا” وكذلك “عمار” و “فاروق” بعـ ـلو صوتها
نظر “شـريف” حوله بعينان ملتمعتين وأبتسامة هادئة تزين ثغره، فيما نزلت “رانيا” در.جات السُـ ـلَّم بهدوءٍ حتى وصلت إلى الطابق السُـ ـفلي وحينما ر.فعت رأسها تنظر إلى “ناهد” تصـ ـلب جسدها مكانه وأصا.بتها الصد.مة الشـ ـديدة وهي ترىٰ و.لدها الصغير أمامها يقف بجوار زوجته ينظر لها والعبرات تلتمع دا.خل حدقتيه الخضـ ـراء الصا.فية
شعرت أنها لربما تحلُم وهذا ليس سوىٰ و.همًا، فـ طوال الوقت يقوم عقـ ـلها الباطـ ـن بتصوير أنه مازال على قيـ ـد الحياة ويأتي في الليل يطمئن عليها ويذهب، ولَكِنّهُ الآن يقف أمامها ينظر لها، حتى أنها لَم تشعر بشيءٍ إلا حينما رأته ير.تمي بأحضانها يعانقها مشـ ـددًا مِن عناقه لها وعبراته تتسا.قط على صفحة وجهه
هُنا وأدركت أن كل شيءٍ حقيقة وليست خيا.لات و.همية، و.لدها أمامها نُصـ ـب عينيها يُعانقها، لَم تنتظر وكانت تضمه إلى د.فئ أحضانها بعد أن تأكدت أنه حقًا أمامها يحتضنها وأيضًا، يبكي!.
_______________________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *