روايات

رواية لا يليق بك إلا العشق الفصل الثلاثون 30 بقلم سماح نجيب

رواية لا يليق بك إلا العشق الفصل الثلاثون 30 بقلم سماح نجيب

رواية لا يليق بك إلا العشق البارت الثلاثون

رواية لا يليق بك إلا العشق الجزء الثلاثون

لا يليق بك إلا العشق
لا يليق بك إلا العشق

رواية لا يليق بك إلا العشق الحلقة الثلاثون

٣٠– ” أرجو منك غفرانا”
بتر أدريانو حديثه بعد رؤيته أحد المصورين الصحفيين ، الذى زخر الحفل بعدد لا بأس به منهم ، يقترب من طاولته رغبة منه فى أن يلتقط له صورة ، فكل منهم يسرع بإلتقاط الصور لما يطلقون عليهم ” صفوة المجتمع” ، فالحفل لم يقتصر على حضور رجال الأعمال فقط ، بل رجال السياسة والفن والرياضة ، فحدث كهذا ليس بإمكانهم أن يتغافلوا عن حضوره
فبالغد ستتصدر الصور والعناوين والمقالات الصفحات الأولى من الجرائد والمجلات ، ولن تخلو من بعض التكهنات والشائعات عن حضور فئة معينة لحفل الزفاف ، تاركين للقراء الفضول فى معرفة أسباب إجتماع هؤلاء الأفراد بمكان واحد ، أو ماهى العلاقة بينهم وبين مضيفهم ” رياض النعمانى ”
– أظن كفاية كده بقى
صاح بها أدريانو بنزق لذلك الشاب ، الذى لم يكف عن إلتقاط صوره
فأشار بيده لأحد رجاله المتواجدين بالحفل ، فأسرع بإبعاد المصور ، بعد تلقيه الأمر من سيده بفعل ذلك
نفخ أدريانو بضيق ، ولكن عيناه التى وقعت على ذاك الواقف بأحد الأماكن القريبة منه ، جعلته لا يعى أى شئ يدور حوله ، سوى أنه يريد أن ينظر إليه ملياً ، فهذا من جاء خلفاً لوجدى النعمانى بقائمة إنتقامه ، شقيقه الأصغر والطبيب الماهر ، الذى ذاع صيته بمجال الطب وخاصة إجراء الجراحات الخطيرة
فغمغم بإسمه وهو يكز على أنيابه بغيظ :
– راسل النعمانى
فحقد وكره أدريانو لعائلة النعمانى لم يقتصر على رياض ووجدى فقط ، بل طال راسل أيضاً ، فهو حاول بوقت سابق القضاء عليه وقتله كشقيقه ، فكل ما أصاب راسل من ندوب وجروح بجسده نتيجة تعذيبه بذلك السجن المشدد ، كان أدريانو هو المتسبب بذلك ، فبعد علمه بما حدث ، أوصى الضباط بالسجن ، على أن يقتلوه ، ولكن بأساليب التعذيب المختلفة ، التى كادت تصل به إلى أن يلقى حتفه ، ولكن تدخل أبيه وإنقاذه ، حال بين ذلك الأمر
– بسبع أرواح أنت وأبوك يا راسل ، بس على مين أنا وأنتوا والزمن طويل
تعهد أدريانو بصمت ، بأنه لن يتركه بحاله ، حتى يحقق إنتقامه كاملاً ، فجاءته فرصة ثانية ،من أن نادر شقيق نصر ، يريد الانتقام منه هو الآخر ، فكم يهوى هو اللعب بأرواح الأخرين ، ويستمتع بتعذيبهم حتى الرمق الأخير
نقر فواز بأصابعه على سطح الطاولة ، فظلت بيرى تتابع فعلته ، حتى مالت برأسها لأبيها هاتفه به بصوت مستاء :
– بابى بليز قوله يبطل الحركة دى علشان أنا أتوترت
أخذت بيرى إحدى المحارم المزخرفة والموضوعة على الطاولة ، وبدأت بشد أطرافها بين أصابعها ، كأنها بذلك تحاول قمع توترها ، وتهدئة فوران دماءها ، فهى تكره أن يتسبب لها أحد بتوتر أو أن يثير أعصابها ولو عن طريق الخطأ
رآى أدريانو ما تفعله إبنته ، فجذب المحرمة من يدها ، وحول بصره لوجه فواز وهو يقول بما يشبه الأمر :
– فواز قوم من هنا ونبقى نكمل كلامنا وقت تانى يلا
تعجب فواز من صرفه له بتلك الطريقة ، التى رآها مهينة بعض الشئ ، من أنه لايريده أن يستمر بجلسته معهما ، فلم ينتظر أن يقولها ثانية ، فنهض عن مقعده ، وأعتذر مغادراً بتهذيب قدر إمكانه ، فهو الآن يود لو بيده سلاح نارى ، يطلق منه رصاصة تستقر بجبين أدريانو
بعد ذهاب فواز ، وضع أدريانو يده على يد بيرى وشد عليها باهتمام بالغ ، فلم يكتفى بذلك ، بل رفع يدها يقبلها قائلاً بحنان وحب لإبنته :
– خلاص يا حبيبتى هو مشى أهو إهدى خالص ولا تحبى نقوم نروح
حركت بيرى رأسها بالنفى ، فقالت بصوت منخفض:
– لاء يا بابى ملوش لزوم نمشى خلينا ، أنا بس محبش حد يكون متوتر وينقلى توتره بأفعاله ، أعصابى بتثور بسرعة ، وأنت عارف فى العادى بحب الهدوء
يعلم هو ما يصيبها إذا أصابها التوتر أو القلق ، فتنكمش على ذاتها وتبكى، وربما تظل أيام تعانى تلك الحالة ، فهو لايجد تفسيراً لحالتها ، سوى أنها مرهفة الإحساس والشعور ، فلاشئ يستطيع تهدئتها سوى الموسيقى ، لذلك هى محترفة للعزف على الآلات الموسيقية وخاصة الكمان ، وتهوى أيضاً الغناء
ولكن لا يوجد بحياتها رجلاً غيره ، كأنها تخشى الوقوع بالحب ، فكم يتمنى لو أن تأتى يوماً تخبره بأنها عثرت على شاب ملائم من أجلها ، فهو يريد أن يراها عروساً ، تلك الزهرة الرقيقة والناعمة كما يطلق عليها دائماً ، فهى هشة كقطعة من القطن ، التى لا تحتمل شظف العيش والقسوة ، لذلك حافظ على توفير أقصى درجات الرفاهية ، التى يمكن أن تنعم بها فتاة فى كنف أبيها
عاد فواز لتلك الطاولة ، التى يجلس حولها ولده عمرو ، فهو يرى عيناه تتجول بوجوه الحاضرين ، ولكن إستطاع أن يلاحظ توقف بصره على فتاة بعينها ، والتى لم تكن سوى حياء ، فهى تقف بجوار راسل متأبطة ذراعه وتبتسم لكل من يلقى عليهما التحية
مد فواز يده يدير وجه عمرو له وهو يقول بتساؤل :
– أنت مالك عمال تبص على مرات راسل النعمانى ليه أنت تعرفها ومالك مش بتشيل عينك من عليها ليه هى وجوزها
رفع عمرو كوب الماء الموضوع أمامه وأرتشف منه وهو يقول بتوتر ظاهر :
– قصدك إيه يعنى يا بابا بكلامك ده أنا ببص عادى يعنى على كل الموجودين دى أول مرة أحضر فرح غير الأفراح الغربية ، فعاجبنى الجو مش أكتر
لم يستطيع إقناعه بحديثه ، ولكن قرر تجاهل الأمر ، فتبسم والده له وهو يقول بهدوء:
– طب إيه رأيك تتجوز يا عمرو وأنا لقيتلك عروسة كويسة أينعم أبوها عايز الحرق بس لأجل الورد
بصق عمرو الماء من فمه ، فهو لا يضع الزواج ضمن مخططه ، ولايريد منه أن يأتى الآن ويكون الأب الصالح ، الذى يبحث عن سعادة ولدته ، بل و يبحث له عن شريكة حياته
فتبسم عمرو وقال ساخراً من حديث أبيه :
– ضحكتنى يا بابا والله عايز تجوزنى كمان ومين العروسة المصونة دى
– بص وراك كده
قالها فواز وهو يشير بيده لبيرى إبنة أدريانو ، فألتفت عمرو برأسه ينظر حيث أشار أبيه ، فبعد تأمله لها ، عاد بوجهه ثانية لوالده وهو يقول بجمود :
– قصدك على البنت اللى قاعدة وعاملة زى العروسة الشمع دى ، دا انا من شوية أفتكرتها ميتة وهى قاعدة مبتتحركش ، زى ما تكون خايفة تتنفس ، مليش أنا فى زهور الكاميليا
لم يفهم فواز مقصد ولده من تشبيه بيرى بزهرة الكاميليا ، فألتوى ثغره بتهكم من قول عمرو ، ولكنه فضل أن ينتهى حديثهما إلى هذا الحد ، فعمرو منذ مجيئه للإقامة معه بمنزله ، لا يلقى منه سوى التهكم والسخرية دائماً
فلن تكون مهمة سهلة بأن يلتقيا بنقطة معينة من التفاهم بينهما كأب وإبن ، تقتضى الظروف والحياة ، أن يتواجدا معاً بكثرة بالأيام المقبلة ، فعمرو أخبره بشأن إقامته بالاسكندرية ، وقابل هو قراره بالترحيب ، فربما حان الوقت أن يعلم الجميع أن له ولداً شاباً ، سيعمل على إعداده ليكون خلفاً له بإدارة أعماله ، ولكن دون الخوض بأعماله الغير مشروعة
_______________
تحسس ذراعه المصاب ، ليرى مدى الضرر الملحق به ، فهو بعد أن إستعاد عافيته نسبياً ، أصر على نصر بأنه هو من سيعتنى بنفسه ، فأولاً وأخيراً هو طبيب وبإمكانه أن يعتنى بجراحه خير من أى طبيب أخر ، ترك مكانه ووقف أمام المرآة ، رفع يده يتلمس وجهه ، الذى أصابه الخدوش والجروح هو الأخر ، فتمثلت بتورم عينه اليسرى ، والكدمة الدامية بجانب فمه ، وذلك اللون الأزرق أسفل عينه اليمنى
– صبرك عليا يا دكتور راسل
هتف بها نادر وهو مازال يتحسس وجهه ، فوجه الوسيم أصبح الآن مخيفاً ، كأنه أحد شخصيات الرسوم المتحركة الأشرار ، فالمزهرية التى تناولها من على المنضدة الصغيرة ، حطمت زجاج المرآة ، بعد أن قذفها لتصطدم به ، ودوى صوت التحطيم بالغرفة الواسعة
كأنه يكره رؤية وجهه ، الذى أختفت منه معالم الوسامة مؤقتاً ، ذلك الوجه الذى إستطاع به خداع الفتيات ، ولكن كان حظه غير موفق فى إستخدام براءته ولطافته المزيفة
جلس على الأريكة وفتح هاتفه ، فلابد أن مواقع التواصل الاجتماعي تضج بأخبار وبنقل مراسم حفل الزفاف ، فلم يجد مشقة بالعثور على مقاطع فيديو لإذاعة الحفل ، فهو يرى العديد من المدعوين ، ولكن لم يرى العروسان بعد ، ولكن إستطاع رؤية من جعل الدماء تضخ حارة بعروقه ، يود لو يحطم الهاتف كما حطم زجاج المرآة
ولكن صوت نقرات خفيفة على باب الغرفة ، جعلته يترك الهاتف ليرى من القادم ، ففتح الباب وجد إحدى الخادمات ، تحمل له الطعام وتتشدق بعلكتها وهى تقول بميوعة :
– الأكل يا سعادة البيه ، نصر بيه كان موصينى إجبهولك بنفسى علشان تاكل ، نصر بيه خايف عليك أوى
تخرج الكلمات من فمها بإيحاءات عدة ، إستطاع هو فهمها بكل سهولة ، فلم يجد ضرر من أن يمرح معها قليلاً ، فهى لا بأس بها من حيث الجمال ، وربما تفى بالغرض المطلوب منها ، والذى لن يجد مشقة بإقناعها بما يريد ، فيكفى نظراتها التى تتجول على وجهه كأنه تتفحصه بإشتهاء واضح
فهتف بصوت هامس:
– هستنى إيه يعنى من اللى شغالين عند نصر هيكونوا طول النهار يعنى مبيسبوش سجادة الصلاة
تنحى جانباً ودعاها للدخول ، فأغلق الباب بإحكام ، فوضعت الصينية من يدها ، وأستقامت بوقفتها واضعة إحدى يديها بخصرها
فقالت بإغراء ودلال :
– أى خدمة تانية يا بيه
فك عقدة الرباط حول عنقه ، المرفوع به ذراعه المصابة ، فلا حاجة له إليه الآن ، بكلمات بسيطة وجدها تطيعه بما يريد ، فبعد إنتهاءه من فعلته المحرمة والدنيئة ، وجدها تأخذ سيجارة من العلبة الموضوعة على الكومود ، فأشعلتها وظلت تنفث دخانها ببطئ ، ومن ثم عادت ووضعتها بفمه ، ليأخذ دوره بسحب دخانها
– هو أنتى فين أهلك ؟
هتف بها نادر بتساؤل وهو يستلقى على شقه الأيمن ينظر لها
فمدت سبابتها ومررته على وجهه وهى تجيبه :
– هو لو أنا كان ليا أهل كنت عملت اللى بعمله ده ، أنا طلعت فى الدنيا دى لقيت نفسى فى ملجأ ، خرجت منه والدنيا لطشت فيا يمين وشمال ، لحد ما جيت أشتغلت هنا من حوالى كام شهر بس ، بس بتسأل ليه
أخذ خصلة من شعرها ولفها حول إصبعه وهو يقول بمكر :
– الصراحة كده عايزك فى مصلحة حلوة وهديكى قرشين حلوين
تألقت عيناها ببريق الجشع فأجابته :
– وأنا موافقة بس هتدفع كام لازم يكون مبلغ حلو كده ، بس مقولتليش مصلحة إيه دى زى اللى لسه عملنها
ضحكت بصخب ، فنهرها بشدة محذراً:
– أخرسى ومتعليش صوتك كده وأنتى بتضحكى وإلا مش هتعرفى اللى هيجرالك
وضعت يدها على فمها دلالة على أنها ستستمع لما يقوله ، فعاد مستطرداً :
– عايزك ترمى بلاكى على واحد وتفضحيه فضيحة لا قبلها ولا بعدها
سحبت يدها من على فمها فقالت متسائلة:
– مين ده اللى عايزنى أرمى بلايا عليه وأنا عينيا ليك هعمله فضيحة يتكلم عليها الصغير قبل الكبير بس قولى على إسمه بس وقولى هو فين وسيب الباقى عليا
قال وهو يربت على خدها بإستحسان لقولها :
– هقولك على كل التفاصيل بعدين دلوقتى خلينا فى اللى إحنا فيه
قبل أن يعود إليها ، مكملاً لأفعاله المقززة ، سمعا صوت أقدام قادمة تجاه الغرفة ، فوكزها لتترك الفراش سريعاً ، قبل أن يأتى شقيقه نصر ويراها
فقال بصوت هامس :
– بسرعة قومى أدخلى الحمام ومش عايز أسمعلك نفس ، أنتى فاهمة
بلمح البصر كانت بداخل المرحاض ، بينما هو نهض من مكانه ، وأقترب من الباب ليفتحه ، بعد سماعه صوت نصر يطالبه بضرورة فتح الباب ، الذى أوصده من الداخل
فتح نادر الباب وهو يحاول الابتسام قائلاً:
_ إيه يا نصر الخبط ده كله هى القيامة قامت
دفعه نصر من أمامه وولج للداخل ، فقال بدون أن يلتفت إليه:
– مالك قافل الباب على نفسك ليه كده ، كنت بتعمل ايه
رد نادر ببرود :
– كنت نايم وقفلت الباب علشان محدش من الشغالين يدخل ويزعجنى
انحنى نصر والتقط ذلك الثوب الأنثوى ، الذى طل طرفه من أسفل الفراش ، فرفعه ساخراً:
– أه قولتلى مش عايز إزعاج وكنت نايم ، وده بيعمل إيه هنا
ألقى نصر الثوب بوجه نادر ، فغطى وجهه ورأسه ، فسريعاً ما أزاحه نادر عنه ، وهو يحاول العثور على حجة مناسبة ليقولها ، فتعسرت حروفه اثناء قوله :
– ببتاع إايه البتاع ده وبيعمل إيه هنا فى أوضتى
– جاى يشم هوا
قالها نصر بتهكم ، فأراد له المزيد من التوتر والقلق ، الذى لا يخلو من شعوره بالخزى لأفعاله تلك ومع من مع الخادمة التى تعمل هنا بالمنزل ، فجلس نصر على طرف الفراش ، يدعوه للجلوس للتحدث معه بشأن أمر هام
فأكمل حديثه وهو يتحسس شعره برفق :
– أقعد يا نادر عايز أتكلم معاك بخصوص مقابلتك لأدريانو إسكندر ، هو تقريبا هيقابلك أخر الأسبوع
حك نادر جلد وجهه بتفكير ، ممتنعاً عن تنفيذ مطلب نصر له بالجلوس، فما لبث أن قال بثقة :
– وأنا على إستعداد وموافق إن أقابله
ترك نصر مكانه ، بعد رؤيته تململ شقيقه بوقفته ، فرآى أن ينصرف ، فقبل خروجه من باب الغرفة ، ربت على وجهه عدة مرات وهو يقول بتحذير:
– بلاش الشغالات يا نادر بلاش ذوقك يبقى منحط أوى للدرجة دى إستنضف يا حبيبى
صمت قليلاً وسرعان ما عاد ليكمل حديثه :
– بس لو عجباك هخليها هنا فى البيت أهى تسليك شوية
خرج نصر من الغرفة ، فأغلق نادر الباب خلفه ، فأستند عليه بظهره وهو يفكر فى تلك المقابلة المرتقبة له مع أدريانو ، فهو وضع بداية تلك الخطة ، التى سيتناقش معه بأمرها من أجل القضاء على سمعة راسل
فرآى تلك الفتاة تخرج من المرحاض بعد إطمئنانها لرحيل نصر ، فألقى لها الثوب وألتقطته بمهارة وشرعت بإرتداءه ، لا تشعر بالخزى أو أن ما تفعله من المحرمات والكبائر ، فهى تكتفى بالحصول على متعتها من الدنيا متمثلة بالنقود ، وبعض الأحيان بكونها غانية تستطيع إغواء الرجال من أجل إرتكاب الفواحش ، التى ترى أنها تعود عليها بالنفع والفائدة
_____________
جالسة أمام منضدة الزينة ، بعد أن أنتهت أخصائية التجميل ، من تزيين وجهها ، ولكنها لم تجشم نفسها مشقة النظر لوجهها بالمرآة ، فحتى وإن كانت فاتنة بثوب زفافها الملكى ، وجمالها الأخاذ ، فهى لا تسعر بالسعادة أو الابتهاج ، وكيف يصح لها ذلك وهى من أكرهت على تلك الزيجة ؟ فجدها لم يقدم لها تفسيراً حول موافقته السريعة لزواجها من عمران ، فهى تعلم خير العلم أن جدها دائماً ما يزن الأمور بروية ، فهو لا يتخذ قراراً مصيرياً إلا بعد أخذ وقته بالتفكير
إستدارت برأسها لوالدتها الجالسة على أحد المقاعد بالغرفة صامتة ، ولا تتفوه بكلمة ، كما تقتضيها الظروف اليوم ،من أن تتجلى السعادة على وجهها من رؤيتها لإبنتها الوحيدة وهى عروسة وخلال دقائق ستزف لزوجها
– ماما
نادتها ميس بصوت منخفض ، يملأه الندم ، فربما لولا حماقتها ، لم يكن ليحدث كل هذا
انتبهت سوزانا الشاردة على مناداة إبنتها لها ، فتبادلتا النظرات بينهما بصمت فى البداية ، حتى إستطاعت أن تحل عقدة لسانها فقالت بهدوء مغلف بنبرة طفيفة من الحدة :
– عايزة إيه يا ميس
– ماما أنا مش عايزة أتجوز اللى إسمه عمران ده
قالتها ميس فجأة ، فبدأت عيناها تنذر بهطول دموعها ، التى حاولت إختزانها مطولاً ، منذ سماعها كلمة الموافقة من جدها على زواجها
انتفضت سوزانا من مجلسها صارخة بها بحدة أرعبتها :
– ما لولا عملتك السودة مكانش ده كله حصل دلوقتى جاية تقولى كده عايزة تحطى سمعة جدك وعيلتك كلها في الأرض وترفضى الجوازة دلوقتى والقاعة تحت مليانة ناس ، ماهو لو كنتى حكمتى عقلك وسمعتى الكلام مكنتيش حطتينى فى الموقف ده مع عمى وقفلت بوقى ووافقت على الجوازة وأنا أساساً مش موافقة
نهضت ميس من مقعدها ، وهى تقول برجاء :
– لو أنتى مش موافقة يا ماما خلاص هربينى من هنا
– عايزة تهربى تانى يا ميس مش مكفيكى اللى عملتيه
صدحت تلك العبارة الحادة من فم رياض بعد أن ولج الغرفة ، من أجل إصطحابها للأسفل لعقد القران ، كما ذهب راسل لجلب ولاء من الغرفة المجاورة
– ججدو
ازدردت لعابها للمرة التى لا تعلمها عددها، منذ سماع صوت جدها ، فهى لن تتعجب إذا تلقت صفعة منه أو من والدتها ، فبالأيام السابقة ، تلقت منهما جفاء بمعاملتها ، بعد الرغد والدلال الذى كانت تحيا به ، ولكن هى المخطئة ، فلتتحمل نتائج أفعالها الحمقاء
ظل رياض يدير عصاه بين يديه المرتكزة عليها ، فأنتهى الأمر بأن نقر الأرض بخفة عدة مرات قبل أن يقول بصوت رصين:
– بصى يا ميس أفكارك الطفولية دى بطليها خالص ، علشان خلاص دقايق وتبقى على ذمة راجل ، ولو أنا مش عارف أن عمران هيحافظ عليكى زى ما كنت انا محافظ عليكى ، مستحيل كنت أسلمك ليه ، فبهدوء أتفضلى قدامى علشان كتب الكتاب
مكرهة كانت تتأبط ذراع جدها وهى تخرج من الغرفة ، فوصلا لتلك القاعة الصغيرة الملحقة بالقاعة الكبرى المقام بها حفل الزفاف ، من أجل عقد القران ، فرأت ما سيصبح مسماه زوجها بعد دقائق وهو يقف بجوار شقيقه المنتظر عقد قرانه هو الآخر
صاح المأذون قائلاً ببشاشة :
– يلا يا جماعة مين اللى هيكتب كتابه الأول من العرسان
أرادوا أن يتم الأمر وفق التقاليد والعادات المتعارف عليها ، من أن يكون شقيق الأكبر ، هو البادئ بعقد قرانه ، فجلس عمران بجوار المأذون ، واضعاً يده بيد رياض ، فلم تمر دقائق ، حتى أعلن المأذون أن ميس وعمران أصبحا زوجاً وزوجة
– يلا العريس التانى مين وكيل العروسة التانية
قالها المأذون بتساؤل ، فجاءه الرد من راسل وهو يقول بهدوء مغلف بالبرود :
– وكيل العروسة التانية هو رياض باشا النعمانى برضه
نظرت له ولاء ، فهى كانت تظن أنه هو سيكون وكيلها بعقد قرانها ، ولكنه فضل أن يكون والده وكبير العائلة هو وكيل الفتاتين ، فلم تمانع هى إقتراحه
بل مالت برأسها إليه هامسة بإمتنان :
– شكراً يا أبيه
رد راسل وهو يطلق نهدة حائرة :
– أنا كان نفسى أكون وكيلك يا ولاء بس لقيتها هتبقى بايخة لو خليته يقوم علشان أقعد أنا مكانه وأكتب كتابك ، وكمان علشان تعرفى أنك زيك زى ميس النهاردة
– ربنا ما يحرمنى منك يا أبيه وعقبال ما تفرح بسجود
هتفت بها ولاء بصوت مختلج بالسعادة ، كونه أراد لها أن تحيا الليلة كإبنة شقيقه ، فهما ستتزوجان شقيقان ، ومن سيزوجهما هو رياض النعمانى
بعد إنتهاء عقد القران الثانى ، أطلقت النسوة الزغاريد ، التى صدحت بالمكان ، تنبأ ميس بكونها ستخطو بشرك نصبه لها عمران ، وترسم لولاء طريق السعادة ، من كونها أصبحت الآن زوجة معتصم
فرك معتصم يديه بحماس بعدما أخذها من راسل ليلج بها القاعة الأخرى :
– يا فرج الله بقيتى مراتى يا كيلوباترا أنا مش مصدق
– ليه يا أنطونيو حياتى
قالتها ولاء ممازحة ، فلم يصدق معتصم أذنيه ، من أنه سمعها تمازحه ، فيكفى رؤيته لتلك البسمة المضيئة على وجهها ، والتى زادتها جمالاً ونعومة ، فبإطالته النظر إليها جعلها تشعر بالخجل ، فأطرقت برأسها أرضاً ، هرباً من نظراته المتفحصة لها
بينما جذب عمران يد ميس بشئ من الخشونة ، فجعلها تتأبط ذراعه ، أرادت سحب يدها من حصاره لها ، فغمغمت بحنق :
– سيب إيدى أنت مش هتسحبنى وراك زى الجوارى
همس قريباً من أذنها :
– ياريت تخلى الليلة تعدى على خير يا بنت النعمانى، علشان أنا معنديش صبر كفاية لدلعك النهاردة ، والناس كلها بتبص علينا ، فحاولى تبتسمى ، ولا متعرفيش
– أنا هموت وأعرف ليه جدو وافق عليك ، وأنت ليه أساساً طلبت تتجوزنى ، دا أنت مشوفتنيش غير كام مرة بس
قالتها ميس بحيرة ، فهى لا تستطيع فهم ما يحدث لها ، فجدها أمتنع عن إخبارها بأسباب موافقته ، على الرغم من علمه برفضها ورفض والدتها للأمر ، ولكن إستطاع أن يجعل والدتها توافق بالأخير ، ولم يهتم بشأن موافقتها أو رفضها هى للإقتران بعمران
أجابها عمران وهو يستعد لدخول القاعة ، بعدما علت أصوات التصفيق من المدعوين :
– بطلى أسألة كتير وأمشى وأنتى ساكتة
تعلم أن الليلة لن تمر بسلام ، فإن كان الحوار بينهما هكذا وهما على وشك بدأ حفل الزفاف ، فكيف سيكون الأمر عندما يصبحان بمفردهما
لم تمنع عيناها عن النظر لمعتصم وولاء ، اللذان يبدو عليهما الإنسجام ، بل ترى كيف يبتسم كل منهما للأخر ، وترى كيف تسير ولاء بجواره وهى متعلقة بذراعه ، تهديه إبتسامات رقيقة وعذبة ، فى حين أنها هى تريد لو كان بيدها أن تفر هاربة من هنا ، قبل أن تجد نفسها وجها لوجه مع عمران ، أو إذا صح القول مع زوجها
______________
أكوام الكتب الموضوعة على ثلاثة أرفف خشبية ، مثبتة على الجدار ، بجوار خزانة الثياب الخشبية ، كانت مدعاة للفضول لديها ، فهى أصبحت تقضى أوقاتها بين جدران تلك الغرفة ، خاصة إذا كان هو هنا بالشقة ، فهى تفعل ذلك ، حتى تتجنب إحتكاك مباشر معه سواء بالقول أو بالفعل ، فهى لا تريد أن تتشاجر معه ، وتسمع منه ما يجعلها تشعر بحقارة فعلتها ، فهى علمت خطأها وندمها ولا حاجة له بتذكيرها طيلة الوقت
فكت ذراعيها الملتفان حول ساقيها ، ووضعت قدميها أرضاً ، تاركة الفراش ، الذى بدأت تعتاد على قسوته وخشونته ، فوقفت أمام الأرفف الخشبية ، وبدأت بأخذ الكتب واحداً تلو الآخر
– هو بيعمل إيه بالكتب دى كلها
قالتها هند وهى تقرأ أسماء الكتب ومن قام بتأليفها ، وعن أى مجال وتخصص وردت المعلومات بين دفتى الكتاب
وجدت الكتب خاصة بالأدب والشعر والفنون وفن الرواية القديمة والحديثة، فيبدو عليه أنه يهوى القراءة بشدة ، أما هى فكانت لا تحب المطالعة ، بل أنهت دراستها الجامعية بمعجزة ، نظراً لكونها تكره أن تجلس عدة ساعات ممسكة بكتاب ، ومن الواجب عليها أن تفهم ما ورد به من معلومات خاصة بمجال الدراسة ، فهما حقاً لا يشبهان بعضهما بأى حال
ولكن جذب إنتباهها وأنظارها كتاب خاص بالشعر ، ولكن كرم خط بالقلم داخل صفحاته ، فأرادت قراءة ما كتبه
– ياترى كاتب إيه كده فى الكتاب ده
هتفت بها هند وهى تعيد باقى الكتب لأماكنها ، بينما أخذت الكتاب المراد ، وجلست على حافة الفراش ، بدأت بقراءة الملاحظات الجانبية ، والتى لم تكن سوى تصريح مباشر للوعته بعشقها المستحيل
ظلت تنهل عيناها من بين السطور ، ترى كيف يصفها بأنها حلم صعب المنال ، متغزلاً بحسنها وجمالها غزلاً عفيفاً ، جعل الدموع تنساب من عينيها ندماً وقهراً على إضاعتها حباً عظيماً كهذا
فضمت الكتاب لصدرها وهى تشهق بخفوت من أثر بكاءها :
– أنا بجد غبية إزاى كنت عمية وضيعته منى وهو كان بيحبنى الحب ده كله
أرتعدت بشدة بعد سماعها باب الغرفة يفتح ويصطدم بالجدار ، فهى كانت تاركة إياه موارباً ، نظراً لعلمها أنه لن يقترب من الغرفة ، ولكنها تراه الآن يقف على عتبة الباب كالمارد
فهبت واقفة وهى تقول بصوت مرتعش :
– فى إيه يا كرم
فهو برؤيته لذاك الكتاب بين يديها ، أثناء مروره من أمام الغرفة ، طار صوابه وتلبسته حالة من الجنون ، فلا يحق لها العبث بأشياءه الخاصة
فأقترب منها وسحب الكتاب من بين يديها بقسوة وخشونة :
– إيه اللى خلاكى تاخدى الكتاب ده وليه أساساً تفتشى فى حاجة مش بتاعتك مسمعتيش عن حاجة إسمها إحترام الخصوصية
تعلم أن أفعاله واقواله ناتجة عن شعوره بالضيق ، خاصة بعد أن علمت هى مقدار حبه لها ، ولكن تساءلت بقرارة نفسها ،هل مازال يحبها أم أن ما فعلته قضى على ذلك الحب وجعله يبحث عن حب أخر مثلما صرح بذلك ؟
ردت هند بهدوء :
– أنا كنت بدور على حاجة تسلينى ومكنتش أعرف الكتاب مكتوب فيه إيه غير أنه كتاب أشعار ، معرفش أنك كاتب فيه حاجة زى اللى قرأتها
توهج وجهه إثر إحتقانه بالدماء ، بعد علمه أنها قرأت ما دونه بداخل الكتاب ، فبدون أن يشعر ،أمسكها من ذراعها وهزها بجفاء :
– الكلام اللى قرأتيه ده كان زمان لما كنت شايفك نجمة فى السما ومش طايلها لكن دلوقتى أنتى بقيتى بالنسبة ليا ولا حاجة يا هند ولا حاجة ، خلاص أنا بكرهك
صرخ بعبارته الأخيرة بوجهها ، كأنه يريد ترسيخ تلك العبارة بذهنه ويقنع بها قلبه ، قبل أن تقتنع هى بها ، فهو حاقداً ناقماً على نفسه وقلبه ، من أنه مازال يخفق لرؤيتها
بخضم المشادة الكلامية بينهما ، واتتها الرغبة في عناقه ، رغبة مجنونة ، لا تدرى ما ستكون عاقبتها ، غير إنه سيسمم أذنيها بكلماته القاسية ، ولكنها لم تبالى بذلك ، فقبل أن يبتعد باغتته بعناق ، جعل أطرافه تتجمد من إقدامها على فعل ذلك
أنتظرت دفعه لها بين الفينة والأخرى ، وعندما لم يفعل ذلك ، تجرأت وفتحت عيناها ونظرت إليه ، فهالتها تلك العاطفة الجياشة التى آثارتها برماديته ، فأقتربت أكتر منه وألقت برأسها على كتفه
فغمغمت بندم وأسف ورجاء :
– أرجوك سامحنى يا كرم ، عارفة أن غلطت غلطة متتغفرش بس حاول تسامحنى
لن يمنحها الغفران
فببطئ حل ذراعيها من حوله ، وجعلها تبتعد عنه ، فرد قائلاً بصوت كالصقيع :
– مش هسامحك يا هند ، ومتحاوليش تحيى رماد الحب جوايا ، لأن خلاص وقتك فات من غير رجوع ، وياريت متحاوليش تعملى اللى عملتيه ده تانى
خرج من الغرفة ، وما أن دلف لغرفته ،حتى إستند بجسده على الباب ، الذى حرص على إغلاقه خلفه ، فدقات قلبه تخفق بقوة ، تمكن الرائى من رؤيتها من أسفل قميصه المشدود على صدره ، فربما وجودها هنا أصبح الآن يشكل خطراً عليه ، ويجب أن ينهى الأمر بأقرب وقت ممكن ، قبل أن يجد نفسه خاضعاً لتلك العاطفة ، التى تصرخ بعروقه تطالبه بها ________________
ضمت وفاء إسعاد إليها ، وهى تربت عليها بحنان ، فمنذ بدأ عقد القران وحفل الزفاف ، وهى لم تكف عن البكاء ، وهى ترى ولاء صارت عروساً اليوم ، تعلم أن دموعها بالمقام الأول ، هى دموع السعادة ، ولكنها أرادت أن تكف عن بكاءها وتبتهج بمراسم حفل الزفاف الاسطورى ، الذى سيظل تتحدث الناس عنه وقتاً طويلاً
فوكزتها بمرح وهى تقول بتفكه :
– ما كفياكى عياط بقى يا ولية أنتى هتقلبى الفرح مناحة ، متعرفيش تفرحى أبدا يا إسعاد ، الله يرحمه حسان مات وسابلك النكد ورث
ضحكت إسعاد رغماً عنها من قول وفاء ، فقالت وهى تمسح وجنتيها :
– الله يسامحك يا وفاء ضحكتينى وأنا مضايقة ، بس إيه الناس دى كلها ، دا إحنا بنشوفهم فى الجرايد والتليفزيون بس
أجابتها وفاء وهى توزع نظراتها بين الحضور :
– اه فعلاً واللى عرفته كمان جايبين مغنيين مشهورين أوى علشان يغنوا فى الفرح ، ياااه أنا فاكرة يوم جوازى من صفى الدين الله يرحمه ، النور قطع وقضينا بقية الفرح مولعين شمع ، والراجل اللى جابوه يغنى ، كان بيموت يا عينى ولا اللى مدة صلاحيته خلصت ، ولا شكله كان ميت وطالع يتحاسب
قهقهت إسعاد على ما قالته وفاء ، حتى دمعت عيناها ثانية ، فردت بمشقة من شعورها بالألم من كثرة ضحكها :
– وفاء أسكتى بقى مش قادرة الله يسامحك
تبسمت وفاء لها ، فهى تفعل ذلك من أجل صرف حزنها ، ولتجعلها تشعر بالسعادة ، التى عاشت محرومة منها أو أن تزورها سنوات طويلة
بعد أن صدح ذاك الصوت ، الذى دعا العرسان لبدأ الرقص على أنغام الموسيقى الناعمة، بعد أن تم خفض الإضاءة ، لإضفاء جو شاعرى ، أخذ عمران يد ميس ، الذى حرصت على نشب أظافرها بباطن يده الممسكة بها
فتبسم لها ببرود :
– شكل النهاردة هننبسط أوى يا ميس وخصوصاً وأنتى مضايقة كده ومفكرة أن عمايلك دى أن أنا هتأثر بيها
شملته بنظراتها وهى رافعة شفتها العليا بإستنكار :
– ماهو مفيش حاجة تأثر فى واحد معندوش إحساس عارف أن مش طيقاك وبرضه كملت جوازك منى ، ده ملوش تفسير غير إنك واحد معدوم الكرا….
قبل أن تلفظ بقية حروفها ، قبض على فكها بقسوة ، وقال محذراً إياها من مغبة الاستمرار بإهانته :
– كلمة كمان يا ميس وبدل ما هيبقى النهاردة فرحك هتبقى جنازتك
أزاحت يده بصعوبة ، فشعورها بالألم لا يطاق ، ولكنها غير قادرة على الصراخ أو أن تثير إنتباه أحد عليهما ، فهو جاف وصلد بأفعاله
فإن كان هما يتشاجران بصوت هامس ، فهناك إثنان آخران حملتهما السعادة على أجنحتها ، كأنهما لا يوجد غيرهما بالقاعة المكتظة بالمدعويين
فأدنى معتصم برأسه لولاء قائلاً بعشق :
– مبروك يا أحلى عروسة فى الدنيا دى
ردت ولاء بخجل :
– الله يبارك فيك يا حبيبى ، بجد متوقعتش أن الفرح هيبقى جميل أوى كده ، أنا مبسوطة أوى
قالتها ولاء بحماس ، فقبل معتصم جبينها ، وهى يتعهدها بأن يجعل السعادة حليفتها دائماً ، فأغمضت عينيها بشعور طاغى بالأمان ، فإن لم تكن تشعر به سابقاً ، فمن اليوم ستحيا بكنفه ، داعية إلى الله ، أن يكون لها الزوج الصالح الذى تمنته
نظر راسل حوله يبحث عن صغيرته ، فهو لا يراها برفقة حياء أو وفاء ، فأين ذهبت ؟ فقبل أن يعرب عن قلقه لإختفاءها ، وجدها تجلس أمام أبيه على الطاولة وهو يداعبها بمحبة ، وهى تقبله على وجنته
أراد الذهاب إليهما لأخذها ، وجد حياء ممسكة بيده ، تمنعه عن الحركة فقالت برجاء :
– سيبها يا راسل ده جدها مش هياكلها يعنى وسجود مبسوطة علشان خاطرى أقولك تعال نرقص سوا
تلاحمت أنفاسهما سوياً ، خاصة وهى رافعة وجهها وتنظر له بعشق وإفتنان كالعادة ، عندما تجد نفسها بين ذراعيه القويتين ، فالأضواء الخافتة بالقاعة ، وصوت الموسيقى الناعمة ، ساهمت في جعلها تشعر بنشوة حلوة تلفحها ، وهى تشعر بأنفاسه الدافئة تلفح وجنتيها ، أكتفت من النظر إليه ، فأغمضت عينيها وهو يستند بأحد جوانب وجهه على رأسها ، فظلت تقترب منه أكثر ، حتى كادت أن تنسى أنهما الآن وسط جمع غفير من المدعويين ، فهى عندما تكون برفقته تنسى كل شئ ، فبحضرته يختفى العالم من حولها ولا يتبقى سوى نيران الشوق
بهمسة مترددة كادت تذهب بأنفاسها ، كانت تصب بأذنيه تلك العبارة ، التى خرجت حروفها من بين شفتيها كإحدى النغمات :
– راسل أنا بحبك أوى يا حبيبى
كف يده الموضوع على ظهرها ، عمل على دفعها برفق تجاهه ، ليقربها منه أكثر ، فلو كان بإمكانه كان أخفاها عن العالم ، فهى صارت أكثر علماً بحاجته إليها ، خاصة لتصرف غضبه وإستياءه ، فلا وسيلة أخرى أفضل من أن تجعله يشعر بمدى أهميته لديها
تبسم لها هامساً :
– وأنا بموت فيكى يا قلب راسل ، بقيتى شاطرة أوى فى أنك تنسينى نفسى وتاكلى قلبى وعقلى بحلاوتك
صدرت عنها ضحكة خافتة وقالت بدلال :
– حرام يعنى أن أكل عقل جوزى حبيبى ، اللى هيوعدنى أنه يبطل عصبية علشان الليلة دى تعدى على خير ومحدش يزعل، صح يا حبيبى
لم يجادلها بل فضل أن يستمتع بوجودها بين يديه ، فأكتفى بإيماءة خفيفة من رأسه ، ولكن إصطدام أحد أخر بها ، جعلها تلتصق أكثر به
فألتفتت خلفها بإستياء ، لترى من فعل بها ذلك ، فوجدت عمرو يراقص فتاة لا تعلم من تكون ، فنظر إليها بإبتسامة وهو يقول بأسف مزيف :
– أووبس أنا أسف أن خبطت فى حضرتك من غير قصد
– محصلش حاجة بس ياريت تاخد بالك بعد كده
قالتها حياء وهى تعود لزوجها ثانية ، فلم تمر دقيقة أخرى ، حتى إصطدم بها عمرو ثانية ، ولكن تلك المرة ، أعلن راسل عن ضيقه من أفعاله المتعمدة
فجذب عمرو من ياقة سترته ، وهو ينذره :
– أظن حضرتك تحترم نفسك شوية هى سكتت فى المرة الأولى لكن المرة دى أنا اللى هرميك برا القاعة
حاولت حياء فض الإشتباك بينهما ، قبل أن يؤول الأمر للأسوء ، خاصة بعد أن بدأ المدعويين بملاحظة ما يجرى بين راسل وعمرو
ترجته أن يحافظ على هدوءه ، فهتف به :
– راسل أرجوك الناس بدأت تاخد بالها بلاش تعمل مشكلة وخصوصاً النهاردة خلاص تعال نقعد بلاش نرقص
لم يرف له جفن ، بل ظل يتابعهما بنظراته وهما يبتعدان عن حلبة الرقص ، فأقر بأن زوج حياء رجل لا يستهان به ، يبدو عليه أنه يغار عليها بشدة ، فهو أراد الشجار معه من أجل إصطدامه بها فقط ، فما باله إذا علم بمضايقته لها سابقاً
جلست حياء على أحد مقاعد الطاولة ، وهى تحاول تجفيف وجهها ، كأنها تشعر بأنه غارقاً بحبات العرق ، فماذا يفعل ذلك المعتوه المسمى عمرو ؟ فهى تبذل أقصى ما بإستطاعتها ، حتى تحافظ على هدوء راسل ، فهى لا تريد أن تنتهى تلك الليلة نهاية غير مستحبة ، إذا خرج زوجها عن طوره ، فيكفى فقط إستماعها لنقره المستمر على سطح الطاولة ، لتعلم أنه يحاول قمع غضبه بجهد كبير
____________
لم تكف عن البكاء أحياناً كثيرة ، منذ علمها بزواجه من إبنة خالته ، التى لم تكن تعلم عنها شيئاً ، إلا بعدما ذهبت لشقته برفقة زميلاتها ورؤيتها ، فكلما تتذكر أنوثة هند الطاغية ، تبكى أكثر ، بل تقف أمام المرآة تتفحص منحنيات جسدها النحيف ، الذى يبدو عليه أنه لن يكتسب أى من الشحوم بتلك الأونة ، فهى تظن أنها لو كانت ممتلئة الجسم قليلاً ، فربما كانت إستطاعت جذب أنظار معلمها العزيز ” كرم ” ، فهى لم تنسى ذلك اليوم الذى علمت بشأن زواجه ، عندما تراسلت مع الفتاتان المجاورتان له بالسكن ، عبر شات جماعى فيما بينهم ، يضم عدد من فتيات المدرسة
طرقت زوجة أبيها الباب ، ثم ولجت لترى لما لا تخرج من غرفتها إلا نادراً ، خاصة بتلك الأونة الأخيرة
فقالت وهى تتبسم بهدوء :
– سهى مالك قاعدة ليه ، ومالك اليومين دول حابسة نفسك فى أوضتك
نجحت سهى بتجفيف دموعها قبل أن دلوف زوجة أبيها ، فهى لا تريد أن تراها تبكى وتبدأ أن تسألها بإلحاح عما أصابها
فردت سهى بدون أن تكلف نفسها عناء النظر تجاهها :
– مفيش حاجة يا طنط أنا كويسة الحمد لله، كنتى عايزة منى حاجة
زفرت زوجة أبيها بخفوت ، فجلست بجانبها على الفراش ، ومدت يدها تدير وجهها لها ، ولكن سرعان ما نفضت سهى يدها عنها
فنظرت إليها زوجة أبيها بأسى وحزن :
– أنتى ليه بتعملى كده يا سهى دا أنت كنتى بتحبينى إيه اللى حصل
انتفضت سهى من على الفراش ، ووقفت أمام النافذة عاقدة ذراعيها مغمغمة بضيق :
– كنت بحبك أيام ما كنتى صاحبة ماما لكن أنتى ما صدقتى أنها ماتت علشان تاخدى جوزها وتتجوزيه وتعيشى فى بيتها
قبضت يدها على شرشف السرير ، فهى ما زالت على معتقدها الأبله ، من أنها كانت راغبة فى الزواج من أبيها بملأ إرادتها الحرة
حاولت إستنشاق أكبر قدر من الهواء ، لعلها تتحدث بهدوء ، وتجعلها تفهم حقيقة زواجها من أبيها ، فتركت الفراش وخطت بخطواتها تجاهها ووقفت بجانبها
وضعت يدها على كتفها ، لتجعلها تنظر إليها ، ولكن أصرت سهى على عنادها ، فنظرت عبر النافذة وهى تقول بنهدة حزينة :
– أمك مكنتش بس صاحبتى دى كانت أختى وحبيبتى ومحبتش حد زى ما حبيتها
تبسم سهى وقالت ساخرة من قولها :
– واضح أوى حبك ليها وإخلاصك ، بدليل أن بعد موتها بشهر واحد كنتى متجوزة بابا ، يا سلام على الوفاء اللى عندكم
تبسمت زوجة أبيها بألم وقالت وهى تفرك يديها:
– اللى أنتى متعرفيهوش أن أنا كنت مخطوبة لواحد قبل ما أتجوز باباكى خلال الفترة اللى مامتك كانت تعبانة فيها ، بس لما تعبت جامد طلبت مننا نتجوز علشانك أنتى يا سهى
نظرت لها سهى وضيقت عينيها متسائلة :
– علشانى أنا إزاى يعنى مش فاهمة ؟
حركت زوجة أبيها رأسها عدة مرات قبل أن تقول بصوت يحمل ألماً وحنيناً لصديقتها الراحلة :
– مامتك محبتش واحدة غريبة تربيكى وتتجوز باباكى علشان كده سابتك أمانة فى رقبتى ، فوافقت على طلبها قبل ما تموت وفسخت خطوبتى واتجوزت باباكى علشانك أنتى يا سهى علشان أكون أنا أمك ومتحسيش بغيابها ، بس للأسف أنتى كل ما كنت أقرب منك تبعدى أكتر ، رسمالى دور الشريرة فى حكايتك مع إن مفيش مرة أسأت ليكى بالعكس ، كل اللى بتعمليه ، مقدرش يخلينى أتخلى عن وصية مامتك ، بس أنتى اللى حابة تحطى حواجز بينى وبينك ، وبالرغم من ده كله مستنية اليوم اللى هتيجى فيه وتحكيلى عن كل اللى مضايقك زى كل بنت ما بتعمل مع أمها
مسدت على رأسها بحنان ، بيد أن ربما حديثها ، بدأ يسرى مفعوله بعقل سهى ، فأسترجعت كل أفعالها معها منذ أن وطأت المنزل ، فهى حقاً لم تسئ لها ، ولم تكن لها زوجة أب بالمفهوم الخاطئ والتقليدى ، الذى سمعته عنه ورآته بالتلفاز
حاولت سهى كبت دموعها ، ولكن أنهار ثباتها ، فأجهشت بالبكاء ولا تعلم علام بكاءها بتلك اللحظة ، فهى تشعر بالتخبط والحيرة
فلم تدعها تبكى بمفردها ، بل جذبتها إليها وجعلتها تلقى برأسها المثقل بأفكارها الحائرة على أحد كتفيها ، فزادت وتيرة بكاءها أكثر
فربتت عليها قائلة بحنان :
– بس يا حبيبتى متعيطيش وقوليلى إيه اللى مضايقك يا سهى جايز أقدر أحل معاكى الموضوع
خرجت حروفها متقطعة نتيجة نحيبها وشهقاتها :
– أنا حاسة أن أنا تايهة يا …يا ماما
لم تصدق أنها سمعتها منها أخيراً ، فزادت من ضمها إليها ، وهى تواسيها :
– أهدى يا حبيبتى وكل حاجة وليها حل وأنا معاكى متقلقيش ولو مش حابة تتكلمى دلوقتى هسيبك تهدى خالص لحد ما تحسى أنك قادرة تحكيلى على كل حاجة تعالى دلوقتى كلى اكلك اللى أنت رفضتى تاكليه
أخذتها معها وخرجت من الغرفة ، وضعت لها الطعام ، وجلست تراقبها وهى تتناول طعامها ببطئ ، فتبسمت وهى تراها تنادى شقيقيها من أجل إطعامهما بيديها ، وهى من كانت تنكر أنهما أخويها ، كونهما أشقاءها من أبيها ، فرفعت سهى يدها ومسحت عيناها بظاهر يدها ، تحاول الابتسام لشقيقها الصغير ، الذى حاول إطعامها ، فتساقط الطعام من يده ، فنظر لها بتوجس ، يخشى أن يراها ثائرة بوجهه ، مثلما كانت تفعل معه دائماً ، ولكنها ظلت تقبله على وجهه ، كأنها تطلب منهم جميعاً الغفران على إساءتها لهم ، وتصرفاتها الرعناء معهم ، فربما هم قادرون على أن يجعلوها تنسى ما يؤرقها ولو مؤقتاً
____________
أكتفت من رؤيتها له يتحدث مع كل هؤلاء النساء المتواجدات بالحفل ، فكأنه لن يترك إمرأة إلا ويهديها إبتسامة ساحرة من إحدى إبتساماته الجذابة ، التى تزيد من وسامته ، فاليلة كأن تلك الوسامة تضاعفت أضعافاً كثيرة ، فهى تراه كما لم تره من قبل منذ عودتها إلى الإسكندرية ، فتلك الحالة من الغيرة التى ألمت بقلبها ، ذكرتها بوضوح بأيامهما الغابرة ، عندما كانت يكاد يطير صوابها من رؤية أنثى أخرى تتودد له
فهل ما تراه به من وسامة طاغية حقيقة ، أم أن شعورها الفاضح بالغيرة ، جعلها تتوهم أنه أصبح أكثر وسامة لما كان عليه ؟
تركت القاعة وخرجت لحديقة الفندق ، حاولت سحب أكبر قدر من الهواء لتستنشقه ، فكأن رئتيها أصبحتا خاويتان فجأة
– واقفة هنا ليه كده يا ست البنات
هتف بها فواز وهو يتخذ مكانه بجانبها أمام إحدى الشجيرات ، فقطفت غزل بعض من أوراق الشجرة ، تفتتها بين أصابعها
فقالت ببرود :
– مفيش يا فواز أتخنقت من الأصوات والروايح فى القاعة فخرجت أشم شوية هوا وكنت هرجع تانى ، وأنت جيت ورايا ليه مش عايزة حد يتكلم علينا يا فواز
دلك مؤخرة عنقه بشئ من الإحراج :
– أنا بس كنت خايف تكونى مضايقة من حاجة علشان كده جيت وراكى أنا أسف
جعلها تشعر برعونة تصرفها وقولها ، بعد سماعها نبرة الآسى بصوته ، فغمغمت معتذرة :
– سورى يا فواز مكنش قصدى أن أبقى سخيفة معاك فى الكلام ، بس النهاردة اليوم كان مضغوط وكمان ده مش فرح أى حد دا فرح عمران ومعتصم ، اليوم اللى فضلت أحلم بيه علشان أشوفهم متجوزين وأطمن أن كل واحد فيهم بقى ليه زوجة
– طب وأنتى يا غزل مفكرتيش فى نفسك هتفضلى كده من غير جواز
قالتها فواز بإستفسار مُلح من رغبته فى معرفة خططها المستقبلية من أجل نفسها ، خاصة بعد زواج أبناء شقيقها
ضمت غزل ذراعيها حولها ، كمن شعرت ببرودة النسمات فجأة ، فدمدمت وهى تنظر لتمايل الورود ، كلما هب النسيم القادم من البحر القريب من الفندق :
– أنا كمان متجوزة يا فواز ، أنا أبقى مرات عاصم النعمانى من سنين طويلة ، من قبل أنت حتى ما تشتغل عندنا
فغر فواز فاه بعد سماع حديثها ، فهو يعلم فقط بشأن أن عاصم بالماضى كان خطيبها ، ولكن حالت الظروف بين إتمام تلك الزيجة ، ولكن أن يعلم الآن أنها زوجة له كل تلك السنوات وهو لم يكن لديه علم بذلك ، فذلك أدعى له أن يشعر بالغرابة والحماقة ، فقبل أن يستمر الحديث بينهما ، رآوا عاصم يقترب منهما ، واضعاً يديه بجيبى بنطال حُلته السوداء ، التى لم تكن أشد سواداً من مزاجه ، بعد رؤيته لهما هنا بمفردهما
فلم يفه سوى بعبارة أقتصرت على سؤالهما عن سبب وجودهما هنا :
– بتعملوا إيه هنا
رآى فواز أنه من الأفضل لكليهما ، أن يبتعد عن هنا الآن ، فذهب تاركاً غزل بمفردها تواجه زوجها الممتقع الوجه ، ترى إرتعاش شفتيه من فرط حنقه منها
فتذكرت ذلك اليوم الذي اصطحبها به لتلك الشقة ، فكأن ما حدث ما زالت تتذكر تفاصيله
عودة لوقت سابق
يضمها إليه بألطف طريقة ممكنة ، يمكن من خلالها أن يعبر لها عن مدى عشقه وهوسه بها ، يهمس لها بكلمات ناعمة وساحرة ، فقرارها أن تظل باردة كالحجر بين ذراعيه لم تستطيع تنفيذه
همس عاصم بحرارة:
– غزل أنا فضلت طول عمرى أحبك وعمرى ما فكرت أن أنا أخونك
بدأت تشعر بالضعف يسرى بأوصالها ، كادت أن تلقى بعنادها وبكل تلك المشاعر الجامدة جانباً ، ولكن إستيقاظ عقلها بتلك اللحظة جعلها تجد الحل والمخرج من ذلك المأزق
فأدعت أنها أصبحت خاضعة ، فهمهمت بكلمات متقطعة ثم قالت بهمس ناعم كأنها غير متعمدة :
– فواز
عم صمت لبضعة ثوان ، فما لبث أن سحب عاصم شعرها بعنف وهمس بصوت أجش:
– أنتى قولتى إيه دلوقتى
أنتفضت غزل بإرتجافة غير إرادية وأستعادت برودة أعصابها ، إنها تحمل الحل لفرارها من بين يديه فقالت فى براءة متصنعة :
– هو أنا قولت حاجة ؟
فقال عاصم وهو يرمقها بغضب :
– أنتى كمان مش حاسة أنتى قولتى إيه أنا عاصم يا غزل مش فواز
فقالت وهى تقطب حاجبيها ببراءة مصطنعة:
– أنا عارفة أنك عاصم مش فواز بس أعمل ايه لسانى فالت بيقول اللى فى قلبى
ظنت أنه سيمرر لها الأمر ، ولكن وجدته يسحبها معه وخرج من الشقة ، وهو يخرج من فمه سيلا من السباب والشتائم
فمنذ ذلك الوقت ، وهو يتجاهلها وخير دليل على ذلك ، ما يفعله اليوم
بعد أن عادت لواقعها ، أنتظرت أن يبدأ هو الحديث ثانية ، فلم تنتظر طويلاً ، إذ وجدته يقول بصوت غاضب وبقرار لا رجعة فيه:
– غزل إحنا خلاص هنطلق ، يومين وهبعتلك ورقة طلاقك
____________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لا يليق بك إلا العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *