رواية الصندوق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق البارت الثالث والثلاثون
رواية الصندوق الجزء الثالث والثلاثون
رواية الصندوق الحلقة الثالثة والثلاثون
#الأمان
مع آخر كلمات نطق بها إيفان في وجه سالم، سُمِعَ طرق علي الباب بعدها دخل اليوزباشي ماهر لرغبته في سؤال المجني عليه، خرج سالم بوجه بدي عليه تغييراً كبيراً مما أثار قلق و تساؤل كاريمان التي كانت تنتظره بالخارج
أغلق كاتب المحضر الباب بعد دخوله لغرفة إيفان و هنا جلس اليوزباشي و سأله عن الواقعة فقال باقتضاب:
كنت ذاهب لمنزل كاريمان هانم من اجل مناقشة سير العمل بالمشفى الجديد و في الطريق المظلم فوجئت برجل غريب لا أعرفه انقض عليَّ و حاول سرقتي
اليوزباشي ماهر: و هل سرقك؟!
إيفان: لا .. قاومته بشدة و امسكته و لم اتركه فطعنني في جانبي الأيمن و لاذ بالفرار
تعجب اليوزباشي و قال: و لمَ لمْ يسرقك بعد الطعنة اذن؟!!
إيفان: لا أعرف.. ربما خشي أن يراه أحد أو رأي شخصاً مقبلاً او ما شابه .. لست أعلم فأنا أخمن فقط
اليوزباشي: هل لم تره من قبل قط؟!
إيفان بعدما ابتلع ريقه: لا .. هو شخص مجهول بالنسبة لي
اليوزباشى: هل تقول انه مجرد حادث سرقة؟!
ايفان : نعم .. أظن هذا
اليوزباشي: لا أعرف لماذا يتقصدك دائماً اللصوص أيها الطبيب!! تارة يسرقون بيتك و تارة يتهجمون عليك شخصياً بدافع سرقتك !! ألا يُعد هذا غريباً بعض الشئ لاسيما و أنك لست رجلاً ثرياً كي تصبح مطمعاً !!
تلعثم إيفان و قال: هذا غريب حقاً و لكن سيادتكم المنوطون بايجاد أجوبة لتلك الغرائب و أنتظر منكم القبض علي الجناة
رد اليوزباشي بغير اقتناع: ربما إن أعطيتنا طرف خيط لعدو علي خلاف معك أو خصم يتربص بك وقتها نستطيع ايجاد الاجوبه!!!
إيفان: ليس لي خصوم او أعداء …
اليوزباشي: ينتابني شعور أن السارق في الجريمة الاولي هو صانع الهجوم في جريمة أمس .. ما رأيك؟!
إيفان: حقاً ليس لدي فكرة …
اليوزباشي: مع ذلك سيستمر التحقيق و التحري عسي أن نصل للفاعل قريباً .. إن طرأ علي فكرك شخص أو علامة مميزة أو ما شابه .تعال دون تردد
إيفان: حسناً . أشكركم
__________بقلم elham abdoo
في ذات الوقت الذي كان يتم به التحقيق، مارست كاريمان تحقيقاً آخر مع سالم الذي ظهر مكتئباً و حزيناً بشكل واضح!!
جلسا في نفس مكانهما قبل دخوله فقالت باهتمام
كاريمان: ماذا حل بكَ؟!
سالم: لا شئ .. انا بخير .. أين رياض؟!
كاريمان: ذهب ليستريح قليلا فهو لم يذق النوم من ليلة أمس ..
أومأ سالم برأسه في كآبة دون رد فقالت : تقول أنك بخير لكن يظهر عليك ما هو غير ذلك ؟! ماذا جري في الداخل ؟!!
سالم: حزنت قليلا من اجل ما جري .. ذلك هو كل الموضوع
كاريمان: هل تري أن ذلك يُعد سبباً مقنعاً .. تكلم من فضلك ..
سالم: لا يوجد شئ كي اتكلم عنه .. لا تقلقي .. سأعود للمنزل كي استريح .. أشكرك من اجل العصير.. سلمت يداكِ يا أميرة
كاريمان : بالعافية ..
تركها سالم و قد ازداد القلق داخلها فكأنما خرج من غرفة إيفان كشخص آخر غير الذي كان معها، شخصٍ مهزوم حزين بوجهٍ شاحب، تُري ما الذي دار بينهما ليحزن سالم هكذا !! آثرت كاريمان البقاء حتي يتسني لها الدخول لايفان ربما تفهم شيئاً مما يدور !!
_________بقلم elham abdoo
طلبت سيمون بإلحاح الدخول لأخيها فسمح لها الطبيب و بعد مضي وقت خرجت من الغرفة فطلبت كاريمان الدخول لكن الطبيب أجل الزيارة التالية لما بعد الظهر حتي يستريح المريض فذهبت لمنزلها علي أن تعود مساءاً لتراه ..
علي طعام الغداء جلست مع والدها و اختها و الصغيرة هدي، لاحظ والدها انها ضائعة قليلا في افكارها ترفع شوكتها بحبات الأرز من الطبق ثم تقربها من فمها ثم تعيدها مرة أخري للطبق دون أن تأكل!!
أشار لثريا فقالت لها : ماذا حدث في المشفي ؟! يبدو أن تلك الحادثة اعادت الود مع ايفان !!
كاريمان : ود ماذا ؟! عم تتحدثين يا ثريا .. لتبقي أشواكك بعيدةً عني اليوم خاصةً
ثريا بخبث: و لم اليوم خاصةً؟!
كاريمان: تأثرت مما حدث .. فقط !!
منصور بك: هل تخططين للذهاب مجدداً ؟!
كاريمان : نعم .. في المساء
منصور بك : أري أنكِ فعلتِ ما يفرضه الذوق و الواجب و كفي !!
ثريا : و انا أيضا أري ذلك
أقبل عزيز ليلحق بهم علي الغداء فسحب كرسياً و جلس بجوار كاريمان و قال : ما أخبار الطبيب المصاب يا كاريمان ؟!
كاريمان بفتور : بخير ..
عزيز : هل استعاد وعيه و أدلي بأقواله؟!
كاريمان : نعم
عزيز : ماذا قال؟!
كاريمان: حادث سرقة
عزيز : يبدو ان لص مترصد به سرق بيته ثم حاول سرقته شخصياً .. شئ غريب!!
كاريمان : ماذا تقصد ؟!
عزيز بخبث: ربما وراءه سراً كبيراً يقف وراء ما يحدث له .. سيخرج ذئباً من وراء صورة الحمل التي يصّورها لنا !!
كاريمان: لا تتحدث هكذا بسخافة دون تحقق!!
عزيز : أمازلتِ تدافعين عنه برغم ما فعل!!
ثريا بتهكم : قل لها .. حتي تتذكر !!
كاريمان : لم انسي لأتذكر لكنني أعرف الناس جيداً و إيفان ليس رجلاً سيئاً يخفي أموراً مخيفة كما يقول!!
منصور بك : لازلت أري عدم ضرورة اذهابك للمشفي مرة أخري !!
كاريمان : يا أبي .. حدث شيئاً لا أعلمه بين إيفان و سالم يجب أن اعرفه
عزيز بخبث: بمعني؟!!
كاريمان: لا أعرف لكن سالم بدي مستاءاً بشكل كبير !!
عزيز : ربما هناك ما لا نعرفه بينهما .. شخصين مريبين حقاً
منصور بك: لا علاقة لنا بما بينهم .. ابقي بعيدة عن تلك التفاصيل .. يكفينا ما حدث من قيل و قال!
كاريمان بضيق : كما تريد يا أبي
___________بقلم elham abdoo
في منزل سالم و علي طعام الغداء حيث جلس مع والدته التي فاجئها بعودته قبل أن ترسل له الطعام، لاحظت شروده و انهمامه فقالت
السيدة بثينة: ماذا بك يا بني ؟! أراك مهموما مكمداً !
سالم: أشعر أن هماً ثقيلاً موضوعاً علي صدري!
السيدة بثينة: و ما السبب في ذلك الثقل؟! هل السبب هي .. كالمعتاد ؟؟!
سالم : لا .. ليس لها علاقة
السيدة بثينة : حقاً .. ما السبب اذن ؟!
سالم : ما يحدث ككل يعكرني و يضايقني
السيدة بثينة: لا يكون اسمي بثينة إن لم تخرج تلك الأميرة من وراء حزنك هذا مثل كل مرة
أمسك سالم يدها و قبلها بحزن ثم قال : لا أود التحدث يا أمي.. فقط ادعِ لي
وضعت السيدة بثينة يدها علي يده و ربتت عليها ثم قالت : ليريحك الله يا بني و يهبك الصالح ..
_________بقلم elham abdoo
في المساء كان إيفان قد أصبح افضل قليلا و سيمون اخته بجانبه، سمعا صوت طرق الباب بعدها دخلت حفيظة هانم و بصحبتها فاتن، عندما رآهما إيفان لم يُسر كثيراً و رد تحيتهما بشكلٍ باهت، سمع إيفان من كاريمان في يوم الحفل آنذاك أن حفيظة هانم هي المجهول المحتمل الذي ارسل له خطاب الدعوة ليصبح فخاً لكاريمان، تعجب لمجيئها لرؤيته و لاحظت هي نظراته الغير مرحبة فقالت
حفيظة هانم : هل أنت بخير يا حضرة الطبيب ؟!
إيفان بفتور : بخير .. الحمدلله
فاتن : مررت بوقت صعب و خطير .. حمداً لله علي سلامتك ..
إيفان: شكراً
تظاهر إيفان برغبته الشديدة في النوم ثم اغمض عينيه و مال بجنبه نحو الجهة الأخري ليبقى ظهره مقابلهما مما يعني عدم رغبته في تلك الزيارة حتي أنهما شعرا بحرجٍ شديدٍ جعلهما يستأذنا للانصراف من اخته التي كانت تعلم سبب ما فعل لذا ودعتهما ببرودة و انصرفا
أثناء خروجهما من المشفي و في الطريق لمنزل الضيوف ببيت السيد سالم لم تكف فاتن عن التذمر و الاعتراض علي موقفه المشين هذا بينما كظمت حفيظة هانم غيظها لكونها تفكر في رد مناسب لما فعل !!
________بقلم elham abdoo
جاء مرسل من منزل السيد سالم لكاريمان يخبرهم بالتجهز في الغد لرحلة نيلية تجمع أسرتها مع أسرة نسبائهم لكنه يعتذر عن الحضور معهم لكونه مشغولاً كما يتمني لهم قضاء وقت ممتع ..
تأكدت كاريمان أن هناك شيئاً ليس ب هينٍ قد حدث و خالجها شعور أن ما حدث له علاقة وثيقة بها فطلبت من الحارس أن ينتظر و صعدت للأعلى ثم بعد دقائق عادت و معها مغلف صغير و بجانبه رسالة صغيرة في ظرف وردي صغير ..
عندما عاد الرسول لمنزل سالم كان جالساً مع والدته، رأته رغم الضيق تحمس لوصول رسالةً و مغلف منها، أخذ ما حمله الرسول و ذهب لغرفته مستأذناً منها فتعجبت في صمت دون تعليق!!
أما هو ففي غرفته جلس علي كرسي و فتح المغلف فوجد لوحاً من الشوكولاته بالحليب في شكل مكعبات يحمل اسماً سويسرياً للعم لينت و هو من أوائل صانعي قوالب الشيكولاته في العالم ، ابتسم ثم فتح الظرف ليقرأ رسالتها
” إلي العزيز / سالم .. بعثت لك من الشيكولاته المفضلة لدي .. قال لي بائعها في سويسرا أن بذور الكاكاو التي بها تُسعد القلب و تفرج الهم حيث أن طعمها الخارق ينساب في خلايا الدماغ و يحسن المزاج!! وصفتي لك هي مكعب منها مع فنجان قهوة صغير سيجعلك أفضل .. أتمني رؤيتك بمزاج جيد في الغد … ”
قرأ الرسالة التي حسنت من مزاجه دون شوكولاته او قهوة فأبدل ملابسه و اخذ هديتها و ذهب إليها …
في منزلها رآها تجلس في الحديقة و كأنها تعرف بأنه سيأتي… ابتسمت له و نظرت لهديتها في يده فقال : رأيت أنه من الأنسب أن اطبق وصفتك معكِ .. أتيت لنشرب القهوة معاً مع تلك الشيكولاته..
قالت : تفضل .. بالطبع هي فكرة جيدة ..
جلس سالم و نظر لوجهها الذي لطالما أحب أن ينظر له، أطال النظر بعمقٍ و تأمل فقاطعته قائلة: هل أنت بخير الآن؟!
سالم : نعم .. يعد كذلك
كاريمان : هل ستقول لي سبب ما حدث لك صباحاً ؟!
تعكر وجه سالم و قال: لا أود التحدث في ذلك الموضوع .. لننساه
أشارت لراشدة لتعد القهوة ثم قالت : لماذا أشعر أن ما حدث بينك و بين إيفان له علاقة بي ؟!
قال سالم في ارتياب: من أين أتاكِ ذلك الاحساس ؟!
كاريمان : لا أدري .. فقط أجبني بصراحة.. هل له علاقة بي ؟!
هم سالم بالكلام فقاطعته قائلة : قبل أن تجيب .. تذكر أن الكذب حماقة كبيرة و انه قصير الأجل و لابد أن ينكشف يوما ما .. حينها لن اسامحك !!
توتر سالم بشكل أكبر و حينها جاءت القهوة و قدمتها له الخادمة فقامت كاريمان بكسر لوح الشيكولاته ثم مدت أحد المكعبات له ليتناوله و تناولت هي ايضاً و قالت : ما رأيك ؟! أليست لذيذة؟!
سالم و هو لا يشعر بطعم ما في فمه أحلو هو أم حامض من صعوبة الموقف لكنه قال : نعم .. لذيذة حقاً
كاريمان : و الآن قل .. هل شعوري في محله عما دار بينكما؟!
سالم بعد تفكير: نعم ..
فوجئت كاريمان و قالت : ما هو ؟! قل لي
سالم بأسي : لن أستطيع أن أقول لكِ لكن اعلمي دائماً أنكِ غالية جداً لقلبي لذا لا أود أبداً خسارتك خاصة بعد أن أصبحنا قريبين هكذا
كاريمان : ولكن .. أليس من حقي أن اعرف؟!
سالم : نعم . قد يكون حقك لكن انا ايضا من حقي أن احتفظ بما لدي ان كان قوله سيكون مؤذياً
كاريمان بتفاجؤ: إلي هذه الدرجة ؟!
سالم : نعم .. اتركِ هذا الموضوع و لا تنبشين فيه .. لمصلحة الجميع
ارتشف ما تبقي من القهوة مع آخر قطعة شيكولاته كانت بيده ثم انصرف ..
لم تستطع كاريمان منع فضولها الجارف نحو ما لم يستطع سالم قوله، استصعابه القول جعلها تريد أن تعرف أكثر !!
ذهبت قاصدةً المشفي دون أن تخبر أحداً كي لا يمنعها والدها من الذهاب، في الطريق فكرت كيف ستقابل إيفان فتلك هي المرة الاولي للقاءهما بعد الانفصال
وصلت ثم طرقت باب الغرفة و دخلت فوجدته جالساً يشرب الماء و سيمون نائمة ع كرسي في طرف الغرفة، عندما التقت أعينهما أبعد عينيه من مواجهتها لشعوره بالتخلي عنها في وقت حفل الخطبة
قالت له : حمداً لله علي سلامتك
إيفان: شكراً لك ..
استيقظت سيمون و رأت كاريمان واقفة و بعينيها رجاء لتركها معه بمفردهما فقالت : سأذهب قليلا للخارج كي اشم هواءا نظيفا
قربت كرسي سيمون لسريره ثم جلست و قالت
كاريمان : إيفان.. سأكون صريحة معك و لن أراوغ في الحديث .. هناك شيئاً هاماً أود سؤالك عنه و أتمني أن تجيبني بصراحة
إيفان: عن ماذا ؟!
كاريمان : صباحاً دار حوار بينك و بين سالم خرج من بعده بوجهٍ حزين مكمد، عندما سألته لم يجبني؟! ماذا حدث بينكما ؟!
إيفان و قد صدمه سؤالها: و كيف أخبرك بمحادثة لها خصوصيتها فيما بيني و بينه؟!
كاريمان : سألته و بعد الحاح عرفت أن طرف تلك المسألة يمسني لكنه لم يوضح صلب الموضوع فهلا وضحت لي ؟!
إيفان: كاريمان .. تعلمين كم المشاعر الجميلة التي في قلبي لكِ لكن لا يمكنني خيانة أمانة بيني و بينه و عهد وضعته و لن أتخطاه
كاريمان : سريتكما هذه و اصراركما يقلقاني بالأكثر و يجعلاني أبحث عن المخفي أكثر فأكثر
إيفان: لن أقول لكي لا تبحثي .. إن اردتِ أن تبحثي فابحثي أولا من الداخل ستجدين نفسك تحلين اللغز بسهولة
كاريمان بغرابة : أي داخل تقصد ؟!
إيفان: لن أقول أكثر من هذا و انت ذكية و تستطيعين ربط الاحداث و جمع الخيوط ببعضها
كاريمان : اشتم رائحة أخي في كلامك فهو الطرف الذي من داخلي و من طرفه فقط يأتيني القلق !!
إيفان: أنتِ ذكية حقاً .. وضعتِ يدك علي البداية بسرعة بالغة.
كاريمان : اذن ف طرف الخيط يبدأ عند عزيز ؟!
لم يعلق إيفان بل نظر لها نظرة حزينة هزتها
كاريمان : أري أنك لم تنفي !!
إيفان: و لم أوكد !!
كاريمان : شكرا لمساعدتك لي و لو كانت مبهمة و شكراً لأمانتك ايضاً فهذا شئ مريح حقاً
تركته كاريمان و في رأسها افكار عديدة مشوشة لكنها تأكدت أن الأمر جسيم طالما حوي اسم عزيز داخله!!
___________________بقلم elham abdoo
عادت كاريمان لمنزلها فدخلت غرفتها علي الفور لتجلس في هدوء و تركيز لتجمع الخيوط ببعضها، أمسكت بداية الخيط و هو حادثة سرقة بيت إيفان حيث المال الذي أعطته له قبلها بيومين مباشرةً و كان عزيز علي علم بذلك، وصف كافور لمدية، لطالما احب عزيز الصيد و ربما استخدم المدية في رحلاته، تذكرت أيضاً انفعاله في المشفي عندما اقترح الطبيب نقل الدم !! لو كان عزيز هو من قام بالسرقة فالاحتمال الأكبر هو أنه من حاول قتله !!!!
تذكرت كلامه السئ عن إيفان علي مائدة الغداء و كيف كان يراوغ ليجعل صورته سيئة بلا سبب !!
هل كشفه إيفان فحاول قتله أم ماذا ؟؟ لابد لها أن تعرف كل شئ بالتفصيل
ذهبت الي غرفة عزيز الذي كان يلمِع بندقية الصيد خاصته، فتحت الباب عليه دون طرق و دخلت في اندفاع كمن يقبض علي مجرم، وقفت قبالته و قالت : عزيز .. قد علمت كل شئ .. أنت من دبر لسرقة منزل إيفان و أنت من حاول قتله .. أليس كذلك ؟!
عزيز: هل أنتِ مجنونة .. ماذا تقولين؟!
كاريمان : لم يكن هناك أحد يعلم بوجود المال في بيته سواك بعدي أنا و هو و أنت شره للمال و أحمق .. شككتُ فيك من اللحظة الاولي لكنني غالطت نفسي و استبعدت أن تقوم بتلك الحماقة الكبيرة!!
عزيز : أنت جننتي بالفعل .. هل تعي ما تتهميني به ؟!
كاريمان : للأسف نعم .. جعلتني أخزي من كونك اخي !! يا للأسف عليك
عزيز : من قال لكِ مثل هذا الكلام التافه؟! أسالم أم إيفان
كاريمان: و الآن تأكدت من صدق ظنوني فهما اليوم في الصباح انفردا في جلسة سرية عليك و سالم رفض دخولي
عزيز : إلي أين تريدي أن تصلي ؟!
كاريمان : إلي أن تعترف بفعلتك
عزيز: و ماذا ستفعلين باعترافي.. هل ستبلغين الشرطة و تضعين كرامة العائلة و شرفها علي ألسنة الناس !!
كاريمان: كم انت شخص متبجح !! تتحدث عن العائلة و عن الشرف و أنت قاتل بدم بارد !!
عزيز : و ماذا كنت سأفعل له و هو الذي نوي فضحي و الابلاغ عني !! هل كان لديك حلاً آخر !!
كاريمان : الحل في أن تسير باستقامة و تبتعد عن طرقك الملتوية، ألا تستحل أموال الناس و دمائهم ..
عزيز: لم استحل مال أحد فتلك كانت أموالنا أما بالنسبة لايفان فهو من نبش في الماضي و جلب كل ذلك علي نفسه .. لا ذنب لي
كاريمان : لا فائدة منك .. ستظل هكذا مؤذٍ و ضميرك ميت و عقلك مريض يصور لك أنك دائما علي حق .
عزيز : هل اخذتِ اعترافك .. هيا اذهبي من هنا .. انا استعد لرحلة غداً
كاريمان : يا لسماجتك .. لم انتهي من كلامي .. ليس بعد .. أريد معرفة شيئا آخر
عزيز بضجر: سنظل طوال الليل نتحاسب دون فائدة!!
كاريمان : أنا أيضا تعبت و يأست منك .. سؤال واحد و سأغادر ؟!
نظر لها عزيز منتظراً بقية كلامها دون رد
كاريمان : ما علاقة سالم بما حدث ليخاف هكذا من معرفتي للموضوع .. أشعر أن هناك شيئاً آخر؟!
ابتسم عزيز و قال : و هل ذلك العاشق لم يخبرك؟! نعم بالطبع فسوف يخاف أن تبتعدين عنه فماذا سيفعل المسكين حينها ؟؟!
كاريمان بانفعال: كفاك تهكماً .. قل ما تعرف ؟!
عزيز : للأسف.. ذلك يخص سالم و عليه هو أن يخبرك !!
كاريمان : لا تلعب عليَّ ألعابك هذه فأنا أعرف أن لا أحد يهمك
عزيز : لن أخبرك لسبب واحد ..
كاريمان : ما هو ؟!
عزيز : كي تسمعين فضيحته منه هو .. بلسانه .. و كم رغبت المشاركة في تلك اللحظة و لكن لا بأس … لن يسمح لي هذا الرجل الفج ..
غادرت كاريمان بغضب من كل ما آلت إليه الأمور
____________بقلم elham abdoo
جلست حفيظة هانم لتعد خطتها بضرب عصفورين بحجرٍ واحد، في البداية أرسلت خطاباً لحضرة الطبيب صدقي تستأذنه بالسماح لبسمة بالسفر إلي عندها لأداء مهمة انسانية عاجلة لأحد المرضى ثم أرسلت خطاباً آخر للطبيب المسئول عن حالة ايفان تخبره أنها سيدة تحب عمل الخير و لا تفضل أن يُعرف اسمها، سمعت أن طبيباً أصيب و سيحتاج فترة عناية بالمنزل فأرسلت ممرضة خاصة للعناية به و كل الأجر مدفوعاً مسبقا، يكفي أن يصبح الطبيب بخير …
سألتها فاتن عما يدور برأسها و عن تلك الخطابات فلم تجبها و اكتفت بقول : انتظري و شاهدي !!
_________________بقلم elham abdoo
في الصباح استعد جميع من في المنزلين لتلبية دعوة سالم للذهاب في رحلة نيلية فيما عدا كاريمان التي ظلت بالمنزل و رفضت الذهاب..
بعد ذهابهم ظلت تفكر فيما عرفته أمس و فيما تريد معرفته من سالم ثم قررت الذهاب اليه
لم تجده في المنزل و عندما سألت عنه قال لها احد العاملين انه في مكان حفر الترعة الجديدة فلحقته إلي هناك
في وسط ضجيج العمال و تعليمات المهندسين بالحفر هنا و هناك جاءت و دقت باصبعيها ع أحد كتفيه فالتفت و عندما رآها تفاجأ و قال : ماذا أتي بكِ إلي هنا و لمَ لمْ تذهبي معهم ؟!
كاريمان : لست بمزاج النزهات و الرحلات الان .. لدي كلام هام أقوله لك .. هل نذهب جانباً ؟!
سالم : بالطبع.. تفضلي
كاريمان : علمت ما تخفيه ..
سالم بصدمة : ماذا ؟!
كاريمان : لكن ليس كله .. علمت ما فعله أخي من البداية و حتي فعلته اول أمس!!
سالم : كيف عرفتِ؟!
كاريمان : لم يكن استنتاجه صعباً و لكن ما لم اعرفه هو أنت ؟!!
سالم : ماذا بي ؟!
كاريمان : ما علاقتك بما حدث بين إيفان و عزيز مما جعلك خجلاً و مخزياً أمس إلي هذا الحد !!
طأطأ سالم رأسه و قال : لم تستطيعي استنتاج ذاك أيضا!!
كاريمان : توقعت ما يمكن لأخي فعله لكن انت ؟؟ ماذا فعلت يا تري ؟! لعله يكون ليس امراً سيئاً كثيراً .. لا اريد صدمة جديدة !!
سالم : لهذا لا يجب أن تعرفي .. عودي لمنزلك اذا سمحتِ
كاريمان : أتعرف ما هو أهم شئ في العلاقات الإنسانية عموماً
سالم : ماذا ؟!
كاريمان : الأمان … العلاقة بين صديقين يجب أن يكون بها ثقة و أمان .. بين زوجين هكذا .. حتي بين الانسان و الحيوان هناك وفاء و ثقة ..
سالم : إلي أين تريدين الوصول ؟!
كاريمان : إلي الحقيقة حتي أأمن لك .. إن اخفيت عني حقيقة كبيرة فسنفشل حتي ببناء صداقة!!
سالم: عليكِ احترام رغبتي في ابقاء بعض الامور جانبا
كاريمان : كلامي الاخير لك .. إن لم تقل ما تخفيه فسأرحل عن هنا علي الفور .. لن تراني بعدها
سالم: كيف ؟! و مشروعك ؟!
كاريمان : سأسلمه لايفان بالكامل و لن يكون هناك شئ يربطنا هنا أو هناك .. لا أمان و لا ثقة اذن لا علاقة من الأساس!!
سالم : أري أنكِ تضغطين بكل قوتك !!
كاريمان : أظن هذا من حقي !!
سالم : اذن .. قبل أن أقول .. عديني ألا يكون ذلك هو قرارك بعد أن أقول!!
كاريمان : لن ارحل مهما قلت .. أعدك
سالم : اذن .. انا علمت بأن عزيز وراء تلك السرقة منذ زمن، اخفيت هذا لأجل مصلحتي .. أردت القطن من حفيظة هانم فضغطت علي عزيز بحادث السرقة ليوافق علي الزواج و قد تم كل شئ كما خططت له و حصلت علي القطن
اتسع بؤبؤ عيني كاريمان عن آخره فأكمل سالم و قال : دفعت كامل المبلغ الذي سُرق لكنني لم أكن اتوقع أن يصل إيفان للحقيقة فحاول عزيز قتله .. تفاقم الوضع بشكلٍ سريع و هوي كل شئ فوق بعضه .. ندمت علي تفكيري و طمعي رغم أنني سعيت لذلك المشروع منذ زمن و حلمت به و الطموح ليس جريمة .. أرجو أن تتفهمين موقفي حتي و إن أخطأت
دمعت عيناي كاريمان و قالت : نسيت أن تقول أنك أسكت إيفان بالمعروف الذي اسديته له بإنقاذ حياته .. يا للأسف !!
قبل أن ينطق سالم ليدافع عن نفسه غادرت من أمامه بأسف
_____________بقلم elham abdoo
في ذات الوقت كانت الرحلة النيلية تسير علي نحو حسن حيث بدأ اليوم بوجبة فطور دسمة تناولوها ثم اخدتهم مركبتين لنزهة نيلية ساحرة ..
بعد الظهر اقترحت فاتن أن تلعب مع عزيز لعبة الاختباء في جزيرة الموز، كان مقترحاً احمقاً بالنسبة لعزيز لكنه وافق و بدأ في البحث عنها بعد انتهاء العد للرقم عشرة، بحث هنا و هناك دون جدوي فشعر بالملل و بدأ يصيح منادياً باسمها و لكن ليس هناك أي رد، انتبه جميعهم لذلك و بدؤوا يبحثون و ينادون : فااااتن .. فااااااتن لكنها ايضاً لم تستجب
تفرقوا في جميع الاتجاهات بحثاً عنها و إذ بطفل صغير يحمل رسالة مدها إلي عزيز و قال : عبر عم من هنا و أعطاني هذه و قال إنها لك
فتح عزيز الرسالة فقرأ الاتي
” كان سهلا عليك التهجم علي و محاولة قتلي لكن كُتب لي عمر جديد لأعود و أجعل لياليك جميعها سوداء حزناً علي حبيبتك ..أمامك خيارين إما أن تترك لي غداً في مكانك القديم عشر أكياس مثل المرة السابقة و إما ودع حبيبتك من الآن لأنك لن تعود لتراها ”
فوجئ عزيز من الرسالة و انتابته غرابة للحظ الذي يؤازره .. طوي الرسالة ووضعها في جيبه بهدوء و كأنها لم تكن و ذهب ليخبرهم أنه لم يجدها فربما تلك فرصة ذهبية ليتخلص منها دون مجهود !!!
ويل لك يا فاتن ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)