رواية كفر صقر الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)
رواية كفر صقر الفصل التاسع والخمسون 59 بقلم أم فاطمة (شيماء سعيد)
رواية كفر صقر البارت التاسع والخمسون
رواية كفر صقر الجزء التاسع والخمسون
رواية كفر صقر الحلقة التاسعة والخمسون
أسرعت سمية بقلب يخفق بشدة منتظرا بلهفة رؤية من ملك عليها قلبها وعقلها ، من برؤيته تُخطف أنفاسها .
وعندما بلغت حديقة القصر ولاحت عينيها تبحث عنه يمينا و شمالا فوجدته يتوسط الحضور فابتسم قلبها قبل شفتيها ولكن سرعان ما انقبض قلبها وشعرت بغصة مريرة عندما رأت بجانبه خلود تحدثه وهو يضحك وبجانبهم أيضا والديها .
سمية بغيظ….إيه ده ؟ إيه جايب البت السهتانة دى وأبوها وامها كومان ، دى معرفة شوم بينلها إكده .
وهو كومان عمال ينضرها ويضحك ومسهتن على الأخر ، لا إكده وكتاب الله المچيد فى حاجة .
بس اعمل ايه دلوك ؟ اروح أچيبها من شعرها .
ولا أحرجها بچاز ونخلص .
فتقدمت سمية منهم وعينيها تطلق الشرار وتنذر بالإنفجار.
سمية بغيظ……اهلا يا باشمهندس ،مش تجول إنك چيت ولا معلش شغلك مشغول .
تطلع يحيى لصاحبة هذا الصوت الذى يعرفه جيدا ، ليراها أمامه بفستانها الأحمر القاتم وحجابها الذى بلون وجنتيها اتسعت عيناه متسائلا…اهى هى تلك صغيرتى التى دللتها ،كيف أصبحت إمرأة كاملة النضج والأنوثة هكذا ؟
يحيى…..سمية بسم الله ماشاءالله ، تصورى ماعرفتكيش للحظة ، بجيتى عروسة زى الجمر.
فحمحمت خلود بجانبه فتراچع خجلا هامسا بصوت ضعيف كأنه لا يريد أن يتفوه به ….أحب أجدملك خلود والباشمهندس صفوان ومرته .
خلود بإبتسامة صفراء….نسيت تقولها اهم حاجة خطيبتى .
تمنت سمية فى هذه اللحظة أن تنزل عليها صاعقة من السماء ولا تتحمل ما تفوهت به تلك الفتاة المصراوية.
فتلألأت الدموع فى عينيها لتهنئهم بطرف لسانها ولكن بقلب باكى.
سمية…ألف مبروووك.
طيب عن أذنكم.
يحيى بقلب يأن ولا يعلم لما ؟؟….ماتجعدى معانا شوى يا سمية.
سمية…لا معلش ، علشان أختى محتلجانى فى يوم زى ده
بعد إذنكم ، لتسرع من أمامه هاربة .
للحظة فكر يحيى أن يسرع ورائها ولكن قطع شروده ، صوت خلود .
خلود……….حلو اوى شكل القصر حاجة أورجنال بس محتاج بعض التعديلات والتجديد علشان لو حبينا نقضى الويك إند فيه .
يحيى بلا مبالاة……..اه اه إن شاءالله .
وقفت سمية على منتصف الدرج وفكرت للحظة “”
أنا لو طلعت دلوك لـ عبير هفسد فرحتها فى يوم زى ده علشان هتحس بجلبى المجروح .
لا مش هروحلها ماعيزهاش تزعل علشان خوطرى وأهد فرحتها اللى مستنياها من سنين .
بس أعمل إيه ؟ مش جادرة نفسى ارتمى فى حضن حد وابكى .
ياريتك كنتِ موجودة يا أمى وأشتكيلك همى وتخدينى فى حضنك وتطبطبى عليه ، أنا مفتقداكى جوى ،ووحشتينى جوى .
لمحتها مايسة وفى عينيها الحزن فأدركت إنها ربما تكون علمت بخطوبة يحيى .
فأدركت إنها تحتاج الان لصدر تُلقى عليه هموم الدنيا .
فنزلت إليها وأمسكت بيديها بحب …تعالى يا جلب أمك .
انساقت ورائها سمية بدون شعور واهتز قلبها من كلمة ( قلب أمك ) كانت كفيلة لإحساسها بالراحة.
ولجت مايسة لغرفتها فى القصر وبيدها سمية.
وما أن أغلقت الباب حتى قامت بإحتضانها بقوة فبكت سمية بلوعة وقهر .
ومايسة تشد من إحتضانها قائلة بهمس….إبكى يا بتى إبكى على صدرى أنا وبس .
لكن اول ماتخرچى من الأوضة دى لازما تمسحى دموعك وترفعى راسك وترمى كل حاجة ورا ضهرك وتبصى من فوج لإنك غالية جوى يا ضنايا فهمانى .
سمية بشهقات البكاء…أنتِ حنينة جوى يا خالة مايسة وحسيت فى حضنك إنك زى امى الله يرحمها .
وهنا قد فتح ياسين الباب برفق ليتأمل عروسة عمره ليجدها تضم إبنته بحب فيقف والدموع فى عينيه مستمعا لحديثهما بدون أن يشعروا به .
مايسة……مش جولنا بلاش خالة وجوليلى يمه .
لإن كان ممكن اكون فعلا أمك صوح لو كملت مع أبوكِ زمان .
بس النصيب وأدينى رجعلته بعد خمسة وعشرين سنة شوفتى جد إيه مر العمر بس ليه بردك برحمة الله نصيب فيه .
وأنتِ جطعة من جلبه وانا هحب جلبه كله وأنتِ وأخواتك فيه فهمانى يا بتى .
سمية…….فهماكِ يمه .
مايسة……وخدتى بالك وأنا بجولك النصيب وأن ده بتاع ربنا فعلشان إكده عايزاكِ ترمى حمولك على الله وماتفكريش فى حاچة واصل وتسلميها لله وتثقى إن ربنا مابيعملش إلا كل خير يا بتى .
سمية……..ونعم بالله يمه .
خابرة _ بس صعبان عليه نفسى جوى .
ولما شوفته معاها هيضحك ومبسوط كإنه ضربنى فى جلبى فوجعنى جوى .
مايسة…..معلش يا جلب أمك ، بكرة تنسى كل ده لما تجابلى نصيبك اللى ربنا كتبهولك سواء كان هو نفسه أو حد غيره ولغاية مايجى ده .
مش عايزة أشوفك غير الوردة المفتحة التى بتنشر عبيرها للدنيا كلاتها .
ويلا أدخلى چوه أغسلى وشك زين وأخرجى لأختك عبير وبردك أختك فريدة وافرحى معاهم .
ابتعدت سمية من حضنها وابتسمت ابتسامة ممزوجة بالألم والأمل فى آن واحد .
لتدخل للمرحاض.
لتستمع مايسة لأحد يهمس ورائها….وأنا مليش حضن إكده يروى عطش كل السنين اللى عدت دى يا جلب ياسين وأحن جلب فى الدنيا كلاتها.
فافترشت مايسة بنظرها الأرض خجلا كأنها مازالت فتاة فى مقتبل العمر ولكن الحياء ليس له عمر .
ابتسم ياسين لخجلها فداعبها بقوله…ها يعنى إكده تصبيرة .
مايسة بغيظ…….بجولك إيه يا جليل الرباية أنت ، إمشى دلوك أحسلك ، أنا مش فاضية ورايا ولادى حبايبى وفرحتهم عندى بالدنيا.
ياسين……إكده يا مايسة .
طيب أنا بس هصبر لغاية ماتنتهى الليلة بس بعد إكده لينا حساب كبير على كلمة ( جليل الرباية دى ) وانتِ خابرة زين كيف ؟
ولا أفكرك كيف كان زمان ؟؟
فابتسمت مايسة بخجل ودفعته خارج الغرفة وهو يضحك
خرچت سمية من المرحاض فاستقبلتها مايسة بإبتسامة رغم أن قلبها يتمزق من أجلها .
مايسة……فين الضحكة الحلوة بتاعة ست البنات سمية ؟
قبلتها سمية فى وجنتيها بحب ….مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه يا خاااا
مايسة….ها جولنا ايه؟
سمية…….يمه ..
مايسة …ايوه إكده يا جلب أمك .
ويلا روحى هيصى وفرفشى مع اخواتك وروحى وتعالى جدامه ولا يهمك وخلى راسك مرفوعة ديما .
سمية… حاضر.
فذهبت سمية لأخواتها فوجدت كل من عبدون وفريد يقفون أمام غرفتهم يحملون الورود فى إيديهم وعلى وجههم الفرح والسعادة.
سمية……بسم الله ماشاءالله اللهم بارك وأدم فرحتهم .
فأطلقت سمية الزغاريد .
نظرت لها عبير بعين محبة ودعت الله أن تشعر مثلها بالفرحة .
ثم ولج العرسان ليأخذ كل واحد منهم عروسة .
فريد هامسا فى أذن عبير…إيه الچمال ده كله يا ست العرايس .
فخجلت عبير فابتسم فريد ،،وبعدين من الخجل ده خلاص فاضل دجايج وتبجى مرتى على سنة الله ورسوله.
ففكيها شوية الله يخليكِ ، أنا مستنى اليوم ده من زمان .
عبير….هتحبنى يا فريد.؟
فريد ….ياااه كلمة حب دى ماتكفيش اللى أنا بحسه ،،أنا يا حبيبتى تخطيت مراحل العشج من زمان ، بس يعنى ده إحساس من غير تطبيق وبعد دجايج هطبق.
عبير ببراءة ……إيه ده يا فريد؟
يعنى حبكت تطبق الغسيل فى يوم كتب كتابنا .
فريد نظر لأعلى بغيظ…مش خابر هى العيلة دى طبيعى فيه التفكير ده ولا ايه ؟
صبرنى يارب .
نظر فريد لأخته مع عبدون تهمس له وهو يضحك
فحدث عبير بقوله……شايفه جوز الكناريا دول فريدة وعبدون وبصى لفريدة هتحب صوح وهتخليه وشه سعيد وهيضحك مش زيى .
جربت دماغى توطج منها .
عبير…ليه أنا عملت ايه ؟
فريد….أبدا ماهتعمليش ، وبما إنى متغاظ مش هسبهم هما يتهنوا وأنا أكل فى نفسى .
عبير…..يا مجنون هتعمل ايه يعنى ؟
فريد…هتشوفى؟
فريد…بجولك إيه يا عبدون ماتخف يعنى على اختى وأنت لسه ماكتبتش الكتاب ،فبجولك هات أختى وخد أختك وبعد كتب الكتاب نبجى نبدل .
عبدون بغيظ……بجه إكده .
هنجطع على بعض من أولها ، ده إحنا مصدجنا نتلايم على بعض بعد سنين .
فنظر فريد لعبير بغمز….طيب قول لأختك .
عبدون …فيه إيه يا عبير ، عدى الليلة علشان أخوكِ حبيبك ، وخابر فريد فجرى ويعملها .
فضحكوا جميعا فى سعادة .
ولج العرسان إلى حديقة القصر ليتم العقد وقد أصر فريد وعبدون أن يتم عقد أباهم ياسين فى بادىء الأمر ويكونوا هما الشهود عليه .
فجال فى خاطر ياسين عقدهم الأول فى حضور والداها الشيخ عمران رحمه الله وفى حضور صهيب ولكن كان للأسف سرا لذا كان مصيره الفشل .
أما الأن فهو فى العلن بلذته وفرحته أفضل كثيرا من ذى قبل وسيكون لمدى الحياة.
ياسين…. مبروك عليه أنتِ يا مايسة ،اوعدك إنى اعوضك عن كل يوم عيونك دمعت بسببى .
مايسة…..لحظتى معاك دلوك محت كل حزن السنين يا ياسين .
يكفى تفكير فى اللى حوصل ده كان نصيب ودلوك نفكر فى حياتنا وسعادة اولادنا .
وأهم حاجة نشوف فارس واجف من جديد على رجليه .
تصور إنى دخلتله فى اوضته فى القصر بدرى أجوله خلاص هنچوز أنا وأبوك من جديد يا جلب أمك .
تخيلت لحظتها إنه ابتسملى .
ياسين ….يارب يكمل سعادتنا ويجوم بالسلامة.
بس أنا خايف يا مايسة جووى ؟
مايسة ..من إيه خير ؟ جلجتنى .
ياسين…….خايف من اللحظة اللى يفوج فيها ويسأل على ألماس حب عمره , هنجوله إيه ساعتها ؟
نكست مايسة رأسها بحزن …يا ويلى من اللحظة دى ، وممكن تهد كل حاچة ، ده أنا خايفة يموت بعد الشر فيها ،علشان كسرة الجلب واعرة أوى .
ياسين….ربك يدبرها من عنده.
وتم عقد ( فريد على عبير ) ( عبدون على فريدة ) وسط فرحة الحضور .
وبرغم حزن سمية الدفين إلا إن عينيها كانت يطل منها الفرحة لفرحة أخواتها .
وكانت هناك عين تراقبها كلما أتت أو ذهبت .
خلود……يحيى إيه مالك سرحان كده ؟
أنا حاسة إنك مش معايا خالص .
أفاق صوت خلود شرود يحيى الذى شغلته تلك الحورية بسحرها الذى لم ينتبه له من قبل
يحيى محدث نفسه…….معجول أنا كنت تايه عن الجمال ده كلاته وهو معايا؟ كيف ده ؟
وماأنكرش أن خلود كومان حلوة ودمها خفيف بس سمية مش عارف كيف فيها حاچة شدتنى لأول مرة .
وبعدين والعمل يا يحيى ؟
هتجدر تكسر خاطر خلود وعمك صفوان ؟
ولا هتكمل وأنت مش عارف أنت عايز ايه؟
وهتفضل تايه إكده ؟
يحيى……لا معاكِ أهو يا خلود ، كنتِ هتجولى إيه ؟
خلود…..هجول إيه بالصعيدى ،هتخلينا أكلم زيك أهو .
يحيى بضحك…..وماله دى لغتنا دى چميلة وهتميزنا إكده ومنك أحلوت أكتر .
خلود بهمس…..ماهو اللى دوبنى فيك كلامك وضحتك دى جننتنى.
خجل يحيى وهمهم بصوت منخفض……خلود أظن الكلام ده سابج لحياتنا لسه .
واحنا لسه مفيش ارتباط رسمى شرعى فلازم نتحكم فى نفسنا شوية لغاية ماربنا يبارلكنا بالحلال .
قطبت جبينها خلود والتزمت الصمت وحدثت نفسها……هو ليه كله عايزنى أسكت وأكتم مشاعرى حتى هو ؟
ده إنسان عجيب مفروض كان يفرح مش يقفل كده بس اعمل ايه بحبه يا ناس ، بحبه يا بشر .
لم ينشغل يحيى بالغضب الظاهر على وجه خلود ولكنه كان تائه فى ذات الإبتسامة الساحرة وكأنه يراها لأول مرة .
فإين سترسى سفينة يحيى على أقصى الشمال ( خلود ) ام أقصى الجنوب ( سمية ) .
وجد يحيى شاب أمامه من أهل القرية يدعى ( حسن ) ويعمل محاسب وذو مظهر جذاب .
حسن….ممكن أكلمك فى موضوع يا باشمهندس على انفراد.
يحيى……تمام مفيش مشكلة ،ثم أستأذن من خلود ووالداها وقام معه.
حسن بحرج……معلش إنى أخدتك كده من جمب عروستك بس الموضوع مهم وشاغلنى ومش جادر اصبر اكتر من إكده وشايف عمى ياسين مشغول بمرته الجديدة وولادهم كومان .
ومفيش غيرك جصادى افاتحه وأنت فى مجام اخوها الكبير.
يحيى… ..ياريت تدخل فى الموضوع على طول .
حسن….أنا معجب بالانسة سمية ونفسى تكون مرتى على سنة الله ورسوله .
ورايدك تفتحها فى الموضوع ده علشان أنا كل مجرب منها تبعد وأنا خابر إنها بنت ناس وهتكسف .
لم يشعر يحيى بنفسه إلا والغضب قد أمتكله فأمسك بقميص حسن بحدة صارخا بغضب….تجرب من مين يا طور أنت ؟
جربلها إكده تانى وشوف أنا هعملك إيه ؟؟
هيكون أخر يوم فى عمرك إن شاءالله.
لاحظت سمية من بعيد انفعال يحيى مع حسن فحدثت والداها ياسين فتقدم نحوه ومن ورائه سمية .
ياسين…فيه إيه يا ولدى ؟ مالك ماسكه إكده؟
حسن…مش خابر يا عمى أنا غلطت فى إيه مع الباشمهندس علشان ينفعل إكده ؟
سمية…ماله يا يحيى متسيبه ؟
يحيى بإنفعال…أسيبه اه ماأنتى شكلك برده عينك منيه بس تجلانة .
سمية…أناااا؟
ياسين…إيه الكلام اللى هتجوله ده يا ولدى عيب مايصوحش إكده ؟.
حسن…..جوله يا عمى ؟
ياسين …هى إيه الحكاية يا ولدى؟
حسن……مفيش أنا كنت بطلب يد الآنسة سمية منه .
هوب مرة واحدة مسك فيه إكده كان هيخنجنى .
ياسين……بچد يا يحيى ؟
يحيى بحرج…..إيوه بس يعنى اكلم بأسلوب غير مناسب .
فابتسم ياسين وعلم أن وراء انفعاله شىء ولكن لا يريد أن يفصح عنه.
فاستفزه ياسين ……طيب مش كنت تجول ليه أنا على طول يا ولدى يا حسن.
حسن…..معلش انا جولت حضرتك مشغول وأنا الباشمهندس يحيى فى مجام اخوها .
يحيى بغضب…هو إيه ده يعنى حضرتك يا عمى شكلك موافج ولا إيه ؟
ياسين …والله يعنى ده حاچة ماتخصنيش والراى فيها لصاحبة الشأن سمية.
ايه جولك يا سمية ، نظرت سمية ليحيى بحدة ….
والله يا بوى محتاجة وجت أفكر .
يحيى بغيظ…هتفكرى كيف يعنى ؟ أنت هتوافجى ولا إيه ؟
سمية ..بجولك إيه يا باشمهندس ، أظن إكده أن خطيبتك المصرواية هتنادى عليك .
روحلها يلا وسيبك من اى حاچة تانية .
يحيى…..جصدك إيه؟
ياسين مجصدهاش يا ولدى ، يلا روح إكده للناس وهدى نفسك .
فنظر له يحيى وهو يكز على أسنانه وغادر أما هى فابتسمت بإنتصار .
………
بعد إنتهاء اليوم ولجت مايسة بصحبة ياسين لغرفتهما على خجل وقلب مرتجف كإنها تزوج لأول مرة .
وعندما أغلق ياسين الباب أصابها التوتر حتى إنها أسرعت الباب .
ياسين……إيه يا حبة جلبى ؟
عايزة حاچة من بره ؟
مايسة..لا يعنى كنت هروح أطمن على فارس .
ياسين …ماإحنا لسه كنا عنديه .
مايسة دون أن تنظر إليه من الخجل….طيب هروح أشوف سمية يمكن تحتاج حاجة ولا حاجة هى وسيف .
أقترب ياسين منها ولمس بيديه وجهها ليجعلها تنظر إليه .
ياسين…… وحشتينى جوى جوى يا حبة جلبى .
لساكِ عنيكِ هتهورب منى زى جبل سابج .
مش يكفى اللى فات مننا كتير ، عايزين نعوضه بجه .
لتفاجىء مايسة بعد كلماته بحملها بين يديه لتصرخ قائلة……نزلنى يا ياسين .
ياسين……لا خلاص ماعدش ينفع ، انت مش هيچى معاكِ غير إكده .
ثم انزلها برفق على الفراش وعندما حاول خلع جلبابه الصعيدى.
صرخت……هتعمل ايه يا جليل الرباية ؟؟
ياسين بضحك…..مفيش يا جلبى هعوض بس بتاع عشرين سنة واكتر حرمان .
ليعيشا لحظات سعيدة من جديد فراق سنوات عديدة .
ولكن برحمة الله اجتمعا بعد فراق .
………………..
بعد مرورة فترة من الزمن “””
طلب عبدون من ياسين أن يستقر بعد زواجه فى مصر لمباشرة المصنع مع يحيى وايضا ليحقق حلمه بعمل سلسلة من الصيدليات له ولأخوته .
ياسين بحزن……يعنى ايه عايزين كلكوا تهملونا وتعيشوا فى مصر ؟
عبدون……وليه يا بوى ؟
تجعد إهنه ماتيجى تستقر معانا فى القاهرة .
ياسين…..وأهمل الصعيد ،لا أنا جلبى وحياتى فيه مجدرش .
عبدون……..ماأنا مش هطمن عليك طول ماأنت فى مكان واحنا فى مكان .
ياسين ..متجلجش يا ولدى وأنا بردك هاچى اطل عليكم من وجت للتانى .
بس جولى عامل كيف يحيى مع خطيبته خلود ؟
عبدون….مش عارف ،حاسس إنه مش مبسوط .
وهيشتكى ديما من اسلوبها فى الكلام .
ياسين…..وايه اللى غصبه مايسيبها بدال مش مرتاح ؟
عبدون…….هو بس محرج من الباشمهندس صفوان وبيجول أنها بتحبه ومش عايز يكسر بخاطرها .
ياسين…..الواد ده حساس زيادة عن اللزوم، بس إكده هيظلم نفسه معاها وهيظلمها كومان .
عبدون…… وهيظلم كومان سمية عشان هتحبه علشان إكده هترفض كل العرسان اللى هيتجدمولها .
ياسين…….طيب والعمل إيه فى الحيرة دى ؟
عبدون…. ..مش خابر ، مفروض هو اللى يتصرف قبل ماالطوبة تجع فى المعطوبة .
………..
بمرور الأيام بدأت حور وحمزة يكبروا شيئا فشيئا.
حتى بلغا عامهم الأول.
ومازال عبيد فى تعلقه من حور ونافرا من حمزة لانه يوم عن يوم يزداد شبها بـ فارس .
ويزداد حنقا عندما يراها تحبه وتدلله ويكاد يجن عندما تخطىء احيانا وتناديه بفارس أو تحدثه عن قوة الصقر وتنعته به .
ألماس تغنى لـ حمزة…حبيبى بكرة يكبر ويروح المدرسة .
عبيد بغيظ…….اه هوديه مدرسة زينة جوى سمعت عنها من الناس اللى هتيچى تشترى من عندى فى المحل.
ألماس……..بچد …واسمها ايه المدرسة دى وفين وتعليمها زين إكده ؟
عبيد…….اه زين جوى وهيطلعوه راجل كيف ما بدك .
علشان طول ماهو فى حضنك إكده هيطلع خايب.
لكن لما نوديه هناك يأكل ويشرب ويتعلم وينام
هيبجى زين الزين .
ألماس بذهول…ايه المدرسة دى اللى العيال بتنام فيها كومان وليه ؟؟
عبيد….اسمها …؟؟؟
……..
يا ترى مدرسة إيه دى ؟
ويحيى هيعمل ايه بعد ماأكتشف أنه بيحب سمية مش خلود ؟
وفارس يا ترى قرب يفوق من الغيبوبة ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية كفر صقر)