رواية الحب لا يبني حياة الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد
رواية الحب لا يبني حياة الفصل الأول 1 بقلم ناهد خالد
رواية الحب لا يبني حياة البارت الأول
رواية الحب لا يبني حياة الجزء الأول

رواية الحب لا يبني حياة الحلقة الأولى
كنتِ فين يا هانم ؟
ارتجافه عنفيه تملكتها وهي تستمع لصوت زوجها ما إن أغلقت باب الشقه , التفت تواجهه وهي تري اشتعال وجهه من الغضب , غضب تعرف نهايته جيدًا , ردت بارتعاش محاوله تجميع أعصابها :
– هقولك والله بس بلاش ضـرب اسمعني الأول .
-لا مانا هسمعك , بس ده ميمنعش ان الضـرب جاي جاي .
كانت كطفل يرتجف أمامه يخشي عقاب والده ,بدأت بحركتها المعتاد تغرز أظافرها في كف يدها تحاول الثبات الواهي , ما إن اقترب بخطواته حتي التصقت بالباب بشده وكأنه سيحميها ! , صدح صوته يصرخ بها :
– مستني إجابتك , كنتِ فين ؟
رفعت يدها المرتعشه تشرح له بارتجافه ودموع حضرت فورًا تحولت لبكاء وهي تقول :
– ك..كك…اا.
لم تستطع تكوين جمله واحده , لم تستطع أن تشرح ولم تستطع أن تحمي نفسها من بطشه , صرخ بها ثانيةً :
– انجـــــزي , أنا لسه ملمستكيش عشان تعيطي , انطــــــــقي .
ارتعشت أكثر ولكنها سيطرت علي نفسها بصعوبه وقالت بارتعاش :
– بابا كان تعبان اوي …انا …عارفه كان لازم ..اكلمك قبلها بس…..اا..انا نزلت بسرعه من خوفي حقك عليا .
– عارفه يا ءآلاء , كل مره بقول مش همد ايدي عليها تاني , ابننا كبر ومينفعش و بحبك وأنتِ عارفه , لكن أنتِ الي بتضطريني يا حبيبتي والله , أنتِ اللي بتخرجي شيطاني .
انهي حديثه بصفعه قاسيه هبطت علي وجنتها , كتمت صوتها خوفًا من أن يشعر ابنها بما يحدث , لكن خاب أملها حينما رأته يقف علي باب الغرفه يتابع ما يحدث بدموع منهمره وارتجاف شابه ارتجاف جسدها , لو أحد رأي نظرتها المكــــسوره الآن لمزق الألم قلبهِ .
امتدت يده لتقبض علي ذراعها فتمتمت بوجع :
– زين شايفنا بلاش قدامه أرجوك .
التف ينظر لأبنه ذو الخمس سنوات , ترك ذراعها بعنف وهمس لها :
– حسابنا مخلصش , أنا هعرفك ازاي تنزلي من غير أذني .
أومأت بصمت فأزاحها من طريقه وهو يخرج من الشقه , مسحت دموعها ورسمت ابتسامه مغتصبه وهي تتجه لأبنها بضعف , انحنت علي ركبتيها ومدت يدها تمسح دموعه وقالت مبتسمه :
– ممكن اعرف بتعيط لي ؟
نظر لها بعينيهِ الصغيرتين قبل أن يجيب :
– هو بابا مش بيحبك ؟
كانت إجابتها سريعه واثقه رغم كل ما يحدث بينهما ,لكنها لم تشك يومًا بحبه لها :
– لا ياحبيبي بيحبني وأنا كمان بحبه .
ابتعد عن أحضانها وهو ينظر لها ببراءه مُتسائلاً :
– اومال بيضربك لي ؟ المس عندي في الحضانه قالت الي بيحب حد مش بيزعله .
نظرت له بصمت , كيف تشرح له حقيقة الأمر , كيف تشرح له أن والده يحبها حقًا لكن ….الحب ليس كل شئ , …
” دياب ” زوجها الحبيب , فعل الأفاعيل كي يتزوج بها , فعل كل شئ حقًا , كان والدها يرفض تزوجيه لها لصغر سنها حينها , كانت مازالت فتاه صغيره بلغت الخامسة عشر من عمرها حينما رأها ” دياب ” وكان بالثامنة عشر , كانوا قد نقلوا حديثًا ليسكنوا بنفس شارعها , منذ رآها ولم يمر يوم دون أن يتتبعها من بعيد , لم يحاول التحدث معها فقط كان يري أن حمايتها مسؤليته , ورغبةً منه في رؤيتها , إلي أن صدمتها سياره ذات مره وهي تعبر الطريق أثناء ذهابها لمدرستها , حينها ركض لها وهو يشعر بقلبه ينخلع من مكانه , بقي اليوم معها في المستشفي ولم يأبه بوجود عائلتها الذين شكروه علي إسعافه له وطلبوا منه الذهاب لكنه رفض , أراد الاطمئنان عليها بنفسه , وكانت المره الأولي بعد ثلاثة أشهر مراقبه التي تراه بها , من بعدها أصبح مرور الطريق هاجس بالنسبه لها ,فظهر لها ثانيةً وأخذ يعبر بها الطريق مُدعيًا أنه يعمل بمحل بجوار الطريق ويراها يوميًا وهي تعبر فلا مانع لديه لمساعداتها , ولم تمانع هي ….مره تليها أخري وبدأت الاحاديث بينهما حتي ….مر عامان حينها أقبل علي خطبتها , رفض والدها بالطبع فهي بالكاد بلغت السابعة عشر ولم يكن ينوي تزويجها باكرًا أبدًا , ولكن بعد معاناه وإصرار بالغ من دياب أضطر والدها للرضوخ بعد أشهر قضاها دياب في إقناعه , وحين وافق والدها جعل الخطبه أربع سنوات , ولم يرد دياب حديثه ووافق يكفي أنها ستكون له في النهايه .
ابتعدت ابنها وجعلته يلعب بلعبهِ ودلفت هي لغرفتهما , وجدت صندوق متوسط الحجم يحتل الفراش , اتجهت تكتشفه , فتحته لتشهق بصدمه , فستان أرجواني اللون يحتل الصندوق , لكن الأمر ليس هنا , هذا الفستان قدر رأته منذ ثلاثة أسابيع حين كانت معه يشترون أغراض للمنزل , لم تنطق حينها فقط تعلقت عيناها بهِ لدقيقه ربما فقد خطف نظرها , ها هو دياب كعادته لا يفوته أي شئ يخصها حتي وإن لم تنطق وتطلبه .
ساعتان مروا انتهت فيهم من تنظيف المنزل وإعداد الطعام , وقفت تلقطت نفسها وقد استمعت لباب المنزل يُفتح , ها قد وصل , وسيبدأ المشهد المكرر, سيبحث عنها حتي يجدها وسيقترب منها بأعين تملأها الندم ويحتضن وجهها بكفيهِ ويقبل جبهتها , ثم سيبتعد قليلاً لكن لن يستطع النظر في عينيها بل سينظر أرضًا وهو يتمتم باعتذار ويليله تبرير ويليه اعتذار آخر وهو يقول ” أنا آسف عارف إني مكنش المفروض اعمل كده أيًا كان المبرر , بس أرجوكِ تسامحيني وأوعدك أنها آخر….
استفاقت من شرودها أنه يفعل هذا الآن ليس فقط عقلها من يسترجع المشهد , حسنًا لتغير هي النهايه هذه المره , قالت مقاطعه وهي تبعد كفيه عن وجها :
– متوعدش يا دياب عشان مش هتوفي , ده الوعد الكام فكرني !
استمعت لتنهيده عميقه منه وهي تعطيه ظهرها تكمل إعداد الطعام :
– أنا عارف إني كل مره بعتذر بس برجع أزعلك , والله غصب عني أنا عمري ما حبيت أزعلك وأنتِ عارفه , بس أنا غضبي وحش ومبشوفش قدامي , النهارده أنا كنت متعصب قبل ماجي حتي , ولما جيت لاقيت ماما مقابلاني وقالتلي أنها شافتك نازله من شويه وبتسألني روحتي فين , معرفتش أرد عليها لأني معرفش , وأنتِ عارفه كلامها بقي الي سمعتهولي لما عرفت إني معرفش بنزولك , عارف إن كل ده مش مبرر بس أنا مضغوط اوي والله , كل حاجه جت مع بعضها , وأنتِ عارفه مبحبكيش تنزلي من غيري ….
تنهد بعمق قبل أن يكمل :
– أنا سيبت الشغل في الشركه وصفيت حسابي معاهم .
التفتت له لتجد معالم الحزن تطغي وجهه بأكمله , تسائلت بقلق :
– سيبته لي ؟ أنت بقالك 3 سنين فيه ؟
هز رأسه برفض :
– عمري ما كنت مرتاح وأنتِ عارفه , بس النهارده اتخانقت خناقه كبيره مع المدير وسيبت الشغل .
قطبت حاجبيها باستغراب وقالت :
– اومال جبت الفستان منين ؟
يعلم أنها بالطبع رأته لذا لم يتفاجئ , ابتسم ابتسامه بسيطه وهو يقول :
– مش بقلك صفيت وخدت مستحقاتي , جبتلك الفستان وجبت دلوقتي لعبه لزين وأنا راجع .
ردت بضيق :
– لي كده يادياب , يعني أنت ضامن تلاقي شغل امتي عشان عمال تصرف من الفلوس الي خدتها .
رفع كتفه بلامباله وقال بإصرار :
– أنا كنت ناوي آخر الشهر أجيبلك الفستان , أصلاً أنا حاجزه من وقت ما شوفتيه أنتِ عارفه أن صاحب المحل معرفه يعني , وبعدين لو كان آخر فلوس في جيبي كنت برضو هجيبهولك , أنا عارف أنه عجبك يومها حتي لو مقلتيش أنا بعرفك من نظراتك .
تجمعت الدموع في عينيها فاقترب منها سريعًا يحتضنها وهو يهتف بقلق :
– طب بتعيطي لي دلوقتي ؟
استمع لهمسها يقول :
– لحد امتي هفضل اسامحك , لحد امتي هفضل رافضه خيار الإنفصال , احنا بنحب بعض , بس بنأذي بعض يا دياب , أو بمعني أصح أنت بتأذيني .
أغمض عيناه بألم وهو يسب نفسه علي ما يسببه لها في كل مشكله بينهم لكنه هتف بإصرار ونبره حاده :
– مفيش حاجه اسمها إنفصال , ده مش خيار موجود في حياتنا أصلاً يا ءآلاء سمعاني ؟ .
وككل مره تخضع في النهايه وتسامح !!!
يتبع….
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الحب لا يبني حياة)