روايات

رواية أسرت قلبه الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سولييه نصار

رواية أسرت قلبه البارت الثاني والعشرون

رواية أسرت قلبه الجزء الثاني والعشرون

أسرت قلبه
أسرت قلبه

رواية أسرت قلبه الحلقة الثانية والعشرون

 (لكِ كامل عشقي )
أنتِ صغيرة للغاية على ان اثارة على تلك المشاعر بقلبي
(أمجد لجيلان)
……
ترددت الكلمة بعقلها وهي لم تستوعبها بعد….نظرت الى رحيق وقالت:
-بتقولي ايه يا رحيق…مين دي اللي ماتت…ماما…ماما….
اغمضت رحيق عينيها والدموع تنهمر اكثر …ثم جذبت جيلان إليها وهي تربت عليها بقوة بينما انطلق أمجد بسيارته ….كانت رحيق تضم جيلان بقوة بينما الآخيرة تهز رأسها وكأنها لا تصدق الأمر …
-لا امي عايشة…انتوا كدابين…ماما عايشة …ايوة عايشة ….
كانت تكررها كالمجنونة بينما دموعها تتساقط وتغرق وجهها …..لا تستوعب الخبر الآن ….
….
توقفت السيارة امام منزلها لتنظر بعيني مذهولة الى النساء متشحات بالسواد الائي يقفن قرب منزلها …خرجت بسرعة من السيارة بينما رحيق تهتف بإسمها ….ثم اتجهت نحو المنزل وهي تصرخ :
-ماما….ماما. ……
سقطت على الأرض امام منزلها لتقترب منها النساء بينما كانت هي تضرب على الأرض وتصرخ …توقف امجد مكانه وقلبه ينعصر من الألم وهو يراها بتلك الحالة …تقدمت رحيق منها ثم جلست بجوارها وهي تضمها وتبكي بعنف معها ….اخذت جيلان تبكي لفترة حتى انهكها التعب وفقدت وعيها…
-جيلان !!
قالها امجد بلهفة واتجه نحوها…ثم دون تفكير قام بحملها لداخل المنزل …. ورغم الموقف نظرت إليه رحيق بذهول ….كيف يتصرف شقيقها بتلك الطريقة …الجميع يعرف أمجد …ويعرف انه رجل يخاف الله …كان الأولى ان تحملها النساء للمنزل ولا يمسها هو ….يبدو ان شقيقه يفقد عقله عندما يتعلق الوضع بجيلان…..

دخل امجد وهو يحملها ثم وضعها على الفراش وهو يحاول افاقتها …ابعدته والدته قليلاً وهي تلاحظ نظرات شقيقتها المصدومة وقالت :
:-انا هفوقها يا أمجد …روح انت وشوف هتعمل ايه …عايزين ندفن خالتك.قبل الليل ما يجي …
هز أمجد رأسه وهو ينظر الى جيلان بقلق لتقول :
-يالا يا أمجد مفيش وقت ….
خرج أمجد مسرعاً وما زالت هيئتها وهي فاقدة للوعي تطارد عقله !!!
…………..
بدأ التجهيز بكثافة لدفن شربات …من غسل وكفن والتحضير لجنازتها ….
….
كانت نوران جالسة بجوار جيلان التي تنام على الفراش وهي تبكي بعنف بينما تحتضن ملابس والدتها….
-جيلان روحي حتى بصي عليها …ودعيها …
هزت جيلان رأسها بالنفي وهي ما زالت تبكي …هي لن تستطيع …لا …اغمضت عينيها بقوة …تمنت لو تفقد الوعي حتى ينتهى كل هذا …تمنت ان تمر سنوات حتى يزول هذا الألم….
كانت دلال وشقيقتها ينظرون إليها بشفقة ……
….
-نوران
كان هذا صوت أمجد من خارج الغرفة …
خرجت نوران مسرعة ليقول أمجد:
-خرجيها يالا عشان تودع والدتها قبل ما يكفنوها …
-مش راضية يا أمجد…هي منهارة حاليا و…
-ادخلي وقوليلها تطلع والا أنا هطلعها بنفسي …
-خليك حنين عليها حرام يا أمجد كفاية اللي هي فيه …
تنهد وهو يشعر بشئ ثقيل على قلبه وقال:
-لو معملتش كده هتندم انها مودعتهاش …طلعيها يا نوران والا أنا اللي هطلعها بجد !!…
…..
بعد قليل ….
كانت نوران ورحيق يمسكان جيلان التي تنتفض بقوة بينما الدموع لا تتوقف عن الانهمار..تقول بصوت مُعذب:
-لا…عشان خاطري لا…مش عايزة ….
كانت رحيق تبكي متأثرة وهي تراها بتلك الحالة بينما نوران تقبل رأسها ودموعها تنهمر ….
ادخلوها للغرفة حيث وجود والدتها….كادت ان تسقط وهي ترى والدتها جثة هامدة …لقد كانت دوما قوية …لم تكن مريضة …فموتها بتلك البساطة كان غريب …ان تسقط فجأة ارضا ويتوقف قلبها ..كان شئ لا تستطيع أن يصدقه عقلها ابداً…. اقتربت من والدتها ثم بدأت تقبل وجهها بعنف وقد اشتد بكاؤها …..ثم لم تتحمل وفقدت الوعي مجدداً!!!
……
بعد أسبوع…
-انا عايزة أاجل الفرح !!
قالتها رحيق وهي تفرك كفيها …كانت قد طلبت من شقيقها ان يطلب من عاصي القدوم لتحدثه في هذا الشأن ….كانت ملامح عاصي واجمة وهو ينظر الى أمجد الذي كان وجهه خالي من التعابير ….
كانت رحيق تطرق برأسها وهي تفرك كفيها بتوتر وتقول :
-انت شايف عندنا حالة وفاة ومش من الطبيعي أننا نعمل الفرح الشهر اللي جاي . ..
تكلم عاصي أخيرا وقال:
-مش مشكلة نأجله شهر واحد بس …ونعمل كتب كتاب واشهار…ومنعملش فرح …مناسب ده ليكي ….
نظرت إليه بشحوب لترى التصميم بعينيه…نظراته تُخبرها انه لن يصبر أكثر من هذا !!!
………
في المساء …
-ايه اللي بتعمليه ده يا مياس ؟!
قالها سيف وهو يشد على أسنانه عندما وجدها تقترب منه وتستعد للنوم …
-بعمل ايه ؟!
قالتها بنبرة خالية من المشاعر ليرد وهو يشير إليها ويقول :
-هتنامي بالنقاب؟!هو ده ينفع برضه ؟!ايه اللي بتعمليه ده !!!
تنهدت وعينيها الزرقاء تتركز عليه وقالت :
-أنا مرتاحة كده و…
-مرتاحة ايه ؟!هتتخنقي كده؟!عايز افهم تصرفاتك الغريبة دي ….بقالنا أسبوعين متجوزين وأنا مستحمل اللي بتعمليه بس خلاص فاض بيا ..
-عندك حل الطلاق مُتاح ..
قالتها وهي تطرق برأسها ليهز هو رأسه ويقترب منها …يمسك كفها ويقول بلطف:
-ليه بتعملي كده يا مياس ؟!…قولتلك شكلك مش مشكلة بالنسبالي ….
ولكنها شدت كفها وقالت من بين اسنانها:
-بس مشكلة بالنسبالي …أنا مبحبش شكلي بكرهه …مش بطيقه …
رأي ستار رقيق من الدموع يتكون بعينيها …ضغط على كفها. قال :
-حاسس بيكي
-لا انت مش حاسس ولا عمرك هتحس بيا فبطل كدب!!
قالتها وهي تهاجمه بينما الدموع لا تتوقف عن الإنهمار من عينيها ….كان اليأس يقطر من نبرتها ….
-محدش فاهمني…محدش حاسس بالنار اللي جوايا ….أنا بقرف من شكلي …أنا مبحبش ابص في المرايا ….مبحبش اشوف القرف في عينيا من شكلي…. وده القرف اللي انت حاسس بيه لما تشوف شكلي ….
-انتِ بتتوهمي يا مياس …أنا عمري ما قرفت منك ….
-كداب…انت كداب …وبدليل جوازك مني …انت اتجوزتني شفقة وعشان تثبت لحبيبتك القديمة أنك تخطيتها ….يعني جوازنا مزيف
-انتِ عارفة ان ده كدب …يمكن ده في البداية بس أنا دلوقتي عايز اعيش معاكي …فيه حاجة فيكي مخلياني مش قادر ابطل افكر فيكي …او ابطل انكشك او اجري وراكي ….
ارتعشت وهي تنظر للصدق بعينيه وقالت:
-انت كداب…كداب…انت بتقول كده عشان شفقان عليا …لو كنت اتجوزت واحدة غيري كنت هتكون مبسوط اكتر وكنت هتخلي جوازك بيها حقيقي ….
فجأة صمتت وهي تدرك الهراء الذي تتفوه به ….بيننا كانت هو نظراته غريبة وهو ينظر إليها …..مشتعلة تماماً!!!
ابتلعت ريقها بينما بدأ يقترب منها تراجعت بذعر وهي تقول بصوت مرتجف:
-والله لو قربت هصوت وأقول لعمي…سيف لو سمحت متقربش !!!
مد هو ذراعه في الوقت المناسب وأمسكها قبل ان تصطدم بالطاولة الصغيرة التي كانت بالغرفة …ولكنه لم يجذبها إليه بل أمسك كفيها وقال:
-قولتلك قبل كده واقولها مرة تانية …بكلمة واحدة بس هخلي جوازنا حقيقي …وانا نفسي جدا اخليه حقيقي …
انحبست انفاسها بينما يكمل :
-بس أنا مش عايز أعمل أي حاجة ممكن تضايقك ..أنا صابر وهصبر عليكي لأنك تستاهلي اني اصبر عليكي ..لاني عارف اني في الآخر هكون مبسوط ….
-دي شفقة ..
قالتها وهي تنتحب ليمد يده ويرفع نقابها وهو يحضن وجهها مقرباً اياها لوجهه ….اغمضت عينيها وهي تقول بعذاب:
-متبصش عليا بالشكل ده …أنا ذات نفسي بقرف من شكلي ….
-بس أنا لا …ودلوقتي افتحي عينيكي وبصيلي لو سمحتي …..
فتحت عينيها المشبعة بالدموع ونظرت إليه …كانت عينيه زرقاء صافية …تنظر إليها بحنان ليس بغريب عليه وقال :
-بصيلي كويس وقوليلي هل شايفة في عيوني قرف ولا شفقة …قوليلي شايفة اني بكدب عليكي …
زلت تنظر إليه تبحث عن أي آثار عما تتهمه به ولكنها تختنق وهي لا تجد أي شئ ….
ابعدت كفه وهي تتمتم :
-انت ممثل شاطر اووي عشان مفيش حد بالمثالية دي …
نظر إليها بإحباط وقال؛
-يمكن الزمن يغير وجهة نظرك دي …
-مظنش…
قالت بإرهاق وهي تمسح دموعها …
تنهد وقال:
-طيب يا مياس بس برضه مش هتنامي بالنقاب مفهوم ….
ثم تركها وتسطح على الفراش ..لتتنهد هي وتذهب من الجهة الأخرى مبتعدة عنه قد الإمكان !!!…
……
نظرت إليه بقلق ونظرت حولها وجدت المكان خالي نوعا ما …كادت ان تتراجع الا أن هذا. الرجل أخرج زجاجة ثم سكبها على وجهها لتصرخ مياس بقوة وتغطي جانب وجهها وهي تشعر بالغليان به …
هرب الرجل مسرعا بينما سقطت مياس على الأرض وهي تصرخ !!
حركت رأسها بعذاب بينما احتشد العرق على جبينها بغزارة …ما زالت هي اسيرة ذلك اليوم …ما زالت الكوابيس تهاجمها ….

فتح سيف عينيه بصعوبة وهو يسمع صوت غريب …نظر بجواره ليجد مياس تحرك رأسها بعنف بينما تزوم وكأنها تصارع شئ ….اقترب بجسده منها ثم ضمها اليه برفق …قبل رأسها وقال:
-مياس اهدي….
ولكن فجأة نهضت وهي تصرخ لينهض هو بخوف …كانت تتنفس بكثافة وهي تنظر حولها لتجد انها في الغرفة مع سيف ….نظرت الى سيف والدموع تنهمر من عينيها ثم دون ان تشعر ارتمت بين ذراعيه وهي تبكي بعنف شديد !!
تنهد وهو يضمها إليه ويقول :
-بس خلاص اهدي…انتِ في آمان متخافيش ….
…..
بعد قليل ….
كانت قد غفت مجددا وهي تحتضنه بينما تضع رأسها على صدره …كان ينظر إليها وهو عابس…ضميره يجلده بشأنها…لو كان معها لما كان هذا حدث ……وضع كفه على حروقها وهو يتمنى ان يجد من فعل هذا …حينها يقسم انه سيقتله ….
…..
في اليوم التالي ….
قبل رأسها بينما هي تنام بهدوء ….ابتسم وهو ينظر إليها ثم ربت على رأسها …منذ ان اعترف بحبها له وهو يشعر بسعادة لا مثيل لها وكأنه مراهق يداعب الحب قلبه لأول مرة …انه شعور لم يختبره من قبل حتى مع سيلا …شعور ان شئ يجتاح قلبك دون رحمة..عاصفة من نوع مميز …حب ماريانا كان كالعاصفة التي غيرت حياته للأفضل. …وهو سوف يحبها هي فقط حتى الموت ….
-انا بحبك …
همس في أذنها لتبتسم ثم تفتح عينيها وتحاوط رقبته بدلال وتقول :
-وانا كمان بموت فيك ….
-طيب مش يالا عشان تلبسي ونروح الشغل ولا هتكسلي …
مطت شفتيها وقالت ؛
-ما تخلينا نأجز النهاردة في البيت ….ونعيش زي اليوم اللي عشناه الأسبوع اللي فات…
ضحك وهو يحملها بين ذراعيها بينما هي تحرك ساقيها في دلال وتضع رأسه على صدره وتقول :
-بحب اللحظات اللي بكون فيها معاك وجمبك بتمنى متتنسيش …أنا اتأكدت الأسبوع اللي فات أنك بتحبني يا جورج …عينيك كانت بتلمع ليا …تعرف أنا اتمنيت ده من امتى …كان نفسي تحبني من زمان …كان نفسي تبصلي بالنظرات دي …كنت مستعدة اموت و اعيش لحظة احس فيها اني محبوبة منك ….ودلوقتي اتحقق حلمي حتى لو هموت مش مهم ……
قبل رأسها وهو يقول :
-ششش اوعي تقولي كده …هنعيش مع بعض طول العمر وكل يوم حبي ليكي هيزيد …
ابتسمت ابتسامتها الرائعة وهي تنظر إليه ….انحنى بشفتيه نحوها ليقبلها ليرن جرس المنزل فجأة ….
-اوف مين الرخم ده ؟!
ضربته على صدره وقالت:
– اتلم دي ماما قالت هتجيلي قبل الشغل النهاردة عشان عاملالي حلة ورق عنب هحطها في التلاجة ولما نرجع من الشغل هناكلها
-خلاص وانا بعتذر لحماتي
ثم انزلها وقال:
-روحي افتحيلها بقا …
ابتسمت وهي تخرج بينما يخرج خلفها …فتحت الباب وهي تبتسم ولكن الابتسامة تجمدت على شفتيها وهي ترى امامها غريمتها سيلا …تنظر إليها بغضب !!!
………..
اسبوع مر وهو لا يحادثها من الاساس …لا يتعامل معها …لا ينظر إليها …حتى لا يأكل في المنزل ….كل ما يفعله هو العمل والجلوس مع عمر …وهي العنيدة بطبعها لم تحاول التبرير او الاعتذار…أخبرها عقلها ان هذا افضل لها رغم صراخ قلبها انها تحبه…ولكن ماذا تفعل؟!هي تحمي قلبها من ان يُجرح …هي لن تسمح له ان يجرحها مجددا …..
….
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها بينما ترتدي بيجامة حريرية …كان يجب أن تتجهز سريعاً للعمل …وقفت فجأة وهي تراه امامها…كان ينظر إليها ….وجهه عابس لا يبتسم ولكن عينيه تلتهمانها …تراجعت للخلف وهي تشعر بالتوتر ليبتسم هو بسخرية ويقول:
-ايه خايفة ألمسك تاني …متقلقيش ..مش هكرر الغلطة دي تاني!!!
رفعت ذقنها بكبرياء ليكمل :
-كنت حابب ابلغك بقرار أنا اخدته عشان متتفاجئيش يعني
-ايه هو القرار ..
قالتها بتوجس ليرد :
-انا قررت أتجوز !!!,
………
تتسطح على فراشها بينما تشعر وكأن قبضة باردة تضغط على قلبها وتدميه ….دموعها لا تتوقف عن الانهمار ….اعترافه يصدح بعقلها…نظراته ….نبرات صوته …ملامحه الرائعة …كل هذا انحفر بعقلها …لا تستطيع أن تزيله بعقلها …ولا تستطيع أن تهدأ قلبها الذي يهدر بقوة …لا تستطيع أن تمنع تلك الفرحة بقلبها .. الفرحة بإعترافه …اغمضت عينيها ودموعها تنهمر اكثر وهي تتذكر اعترافه الصادم لها …تتذكر كيف زلزل كيانها بإعترافه …
…..
-أنا معجب بيكي يا ماجدة..
صدمتها الكلمة ….شعرت وكأن احدهما دفعها في حفرة عميقة احتشد العرق على جبينها وهي تقول بصوت لاهث مذهول :
-بتقول ايه…انت بتقول ايه ؟!!
كان قد بدأ ستار رقيق من الدموع يتجمع بعينيها …..
نظر إليها بوجوم وبدا وكأنه عاد لعقله وقال:
-مبقولش حاجة. .
ثم تركها وذهب وهو يلعن نفسه بشده…هل فقد عقله!!!حقاً ماذا يفعل !!!….
وقفت مكانها وهي ترمش بقوة وتفكر ..ما الذي حدث للتو !!!!هل قال انه معجب بها ….وضعت كفها على قلبها الذي اخذ ينبض بتسارع غير مسبوق….بينما الدموع اخذت تنهمر من عينيها وهي تقول :
-معجب بيا …بيا أنا ……..
قلبها الأحمق اخذ يقفز في صدرها بينما تجمدت مكانها وكأن كل العالم تجمد من حولها…كانت تشعر انها في حلم …..
…..
عادت من شرودها بينما تدفن وجهها في الوسادة وتنفجر مجددا في البكاء ….
……
في احد الصالات الرياضية….
كان يجلس على دراجة الكهربائية الرياضية وهو يمارس الرياضة بعنف شديد…عينيه كانت تشتعل بها النيران …هل فقد عقله……كلما يتذكر انه اعترف لها بشئ هو من الاساس ينكره يرغب بضرب نفسه بقوة …والاسوأ انها منذ اعترافه الغبي لم يراها وهو لا يلومها أبداً….هو من أخطأ …كل ما يفكر به الآن ماذا لو قابلها بماذا سيبرر ما قاله لها في لحظة عاطفية غبية !!!
-يوسف انت كويس !!
قالها منير وهو يرى التوتر الذي يغزو ملامح صديقه…ليس التوتر فحسب بل الغضب أيضا … هو يشعر به …فهو منذ اسبوع تقريبا وهو في تلك الحالة الغريبة!!!….
ترجل يوسف من الدرجة وهو يمسك زجاجة المياه الخاصة به ثم شرب منها …
رفع منير حاجبيه ثم قال:
-لا لا شكل الموضوع كبير …قولي بقا ايه الحكاية….
تنهد يوسف ناظرا الى صديقه وقد قرر ان يخبره بكل شئ …لعل نيرانه تهدأ ….

بعد قليل …
-يا ابن اللعيبة!!
صرخ منير وهو يضحك …نظر إليه يوسف بضيق وقال:
-ممكن توطي صوتك ..
-اه يا نصاب…انت طلعت مش سهل يا حب …ليك جو وبتحب وتتحب ومتقوليش ..
-حب ايه ..قولتلك اعجاب…وبعدين مينفعش يكمل…
-وده ليه؟!
-عشان هي مطلقة و….
ولكن منير قاطع كلماته وهو يقول :
-لا متقولش أنك من النوع المتخلف ده يا يوسف …يعني عشان مطلقة رافض الموضوع ….
-مش مشكلتي انها مطلقة …مشكلتي ان طليقها لسه بيجري وراها…وانا بصراحة مش هحارب تاني ….ممكن في الاخر تختاره واتجرح للمرة التالتة يا منير…كفاية وجع قلب …خليني كده انا مرتاح!…
نظر إليه منير بآسى وهو لا يستطيع أن ينفي مخاوفه حتى …هو محق..ماذا ان اختارت تلك المرأة طليقها!!!
……….
لا تعرف متى غفت وهي تبكي ولكن رنين الهاتف اخرجها من نومها المضطرب …مدت كفها وهي تفتح الهاتف وترد بنبرة ثقيلة :
-ايوة
-انتِ اتهبلتي يا ماجدة مجتيش ليه ؟!!!
فتحت ماجدة عينيها ونهضت بفزع وهي تقول :
-سمرا ..فيه ايه ؟!
-فيه ان الادلة اللي ماسكاها على لطيف …. جوزي لقاها وادهاله وقبض التمن كمان …يعني الادلة دلوقتي في أيد لطيف !!!
……..
-ممكن نتكلم…
قالتها أريام بينما تقف امام أمجد الذي يجلس على مكتبه حيث يعمل ….عبس وهو ينظر إليها وقال:
-اكيد…
بلعت ريقها بعسر وقالت:
-مر أسبوع على وفاة مرات عمك ..وخلاص يعني كده …امتى بقا هنكتب الكتاب …
رمش وهو ينظر إليها بصدمة وقال:
-سامعة نفسك بتقولي ايه يا اريام ..مرات عمي ماتت من أسبوع تقريباً …وانتِ عايزة تكتبي الكتاب. …معقولة انتِ.!!!
ارتبكت وقالت مدافعة عن نفسها :
-ده كتب كتاب يا أمجد مش فرح …وبعدين الله يرحمها بس ليه نأجل كتب الكتاب عشان حاجة زي دي والا انت عايز تاخدها حجة…
-حجة !!
كرر بذهول لترد بقهر ؛
-ايوة حجة عشان متتجوزنيش…بس بقولك من دلوقتي لو معملناش كتب الكتاب الأسبوع ده كحد اقصى يبقي كل اللي بيننا انتهى!!!
…….
-بقالك فترة قاعد قدامي من غير أي كلمة يا سيف …خير فيه حاجة ؟!
قالها جلال وهو ينظر الى ابنه ليرد سيف :
-انت تعرف مين اللي شوه مياس صح يا بابا ؟!
تفاجأ من السؤال وقال:
-ايه اللي مخليك واثق من ده …
-رد عليا تعرف هو مين ولا لا ؟!
-هتفرق معاك يا سيف!!
رمش سيف بصدمة ليكمل والده …:
-ولو عرفته هتعمل ايه ؟!
اشتعلت النيران بعينيه وقال:
-هقتله …بس قولي هو مين !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أسرت قلبه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *