روايات

رواية حب مقيد الفصل الثاني 2 بقلم سمية أحمد

رواية حب مقيد الفصل الثاني 2 بقلم سمية أحمد

رواية حب مقيد البارت الثاني

رواية حب مقيد الجزء الثاني

حب مقيد
حب مقيد

رواية حب مقيد الحلقة الثانية

أختفت الإبِتسامة مِن علىٰ وشها تدريجيًا وهيا باصة عليهُم، أتغير أوي عن الأول بس بقا أوسم من الأول بُكتّير، بصت علىٰ جدو عُثمان، وقالت بتوتر وتهتهَ.
_”أنا هنزل يا جدو ماما قالتلي أنزل علطول علشان في حاجة عايزني اعملها ضروري”.
رفع حاجبهُ وأتكلم بمكر.
_”بس أنا قولتلهم تحت لما تيجي ليلىٰ محدش يطلب منها حاجة.
حركت رأسها بـ النفي قالت بتوتر وهيا شبكة إيديها الأتنين فيّ بعض بسبب رعشة إيديها.
_”«لا بيتهيالك بابا، قصدي ماما قالت إنها عايزني ورضاء الام واجب”..
سمعت صوت ضحكت نوح ، حط إيدهُ علي وشهُ وهو بيداري ضحكتهُ، بصلها عُثمان ورجع بص علىٰ نوح وقال بإبتسامة.
_” أقعدي يا ليلىٰ كُنت بتكلم مع نوح زي أيام زمان قولت نتكلم مع بعض زي زمان فاكرين».
حرك رأسهُ وهو بَاصص علىٰ عُثمان وعلىٰ ليلىٰ، قال بإبتسامة جانبية ولمعة غريبة كانت واضحة فيّ عِيّنيّه.
_”وهيا دي ايام تتنسي”.
ضِحكت ليلىٰ بِسُخرية وقالت بضيق ودون وعي.
_”ليت الشباب يعود يومًا، وياريتهُ ما يعود علشان أشكالك يا نوح”.
فتح عيّنيّه علىٰ مصراعيّها مِن شِدة الصدمة بِسبب اللِّي قالتهُ، نزلت رأسها للأسفل بخجل،عَمّت حالة من الصمت بعد المُصيبة اللِّي قالتها، هيا مكنتش مستوعبة نهائي هيا قالت أي أصلًا، أتنحنت بحرج وقالت بِعتذار.
_”آسفة مكنش قصدي”.
شاور عُثمان علىٰ الكُرسي اللِّي جنبهُ،قال بصرامة وجدية.
_”أقعدى يا ليلىٰ “.
مكنش عندها طاقة تقاوح وتناهد، قعدت بصمت تام وهدوء غريبة عكس شخصيتها تمامًا وده اللِّي كان مستغربهُ نوح، خمس سنين كفيلة تغير الإنسان لكذا شخصية مكنش يفكر يبقى من النسخة دي فيّ يوم، بس الحياة ليها رأي آخر وتجارب أصعب وحُروب صعبة أوي علىٰ فراشة رقيقة تقدر تحارب جيش لوحدها من غير أي أسلحة، تحارب بصمودها وقوتها بنجاحتها وشطارتها.
كانت عُيونها فيّ الأرض مرفعتهاش نهائي، كانت خايفة ترفع عِينيّها تِيجي فيّ عينيهُ.
_” غريبة قولت أول واحدة هتكون فيّ البيت أنتِ”.
ضيقت عُيونها، واتكلمت بأستغراب.
_”ليه؟! “.
شرب نوح رشفة من فنجان القهوة، ورجع بصلها بإبتسامة وقال بجدية.
_” يعني علشان بقالك كتير مشفتنيش وكده”.
همست ليلىٰ لنفسها وهيا بتضغط علىٰ إيديها بعصبية.
_”مشفتش فيّ بجاحتهُ بصراحة يعني من بعد تالتة ثانوي بعد ومبقاش يسأل ولا حتي يجي الشارع عند جدو، حتي فيّ المُناسبات والأعياد مكنش بيجي علشان عارف إنهُ هيشوفني، كان واضح إن وجودي فيّ حياتهّ غير مُرحب بيه نهائي”.
أبتسمت أبتسامة صفرة، وقالت ببرود والامبالاة.
_”وأشوفك ليه؟! يعني أي اللِّي هيخليني استناك فيّ البيت”.
كانت بتنكر حقيقة إنها مكنتش عايزة تشوفهُ، وهيا كُل يوم بتدعي زبتتمني لو يرجع لحظة وتشوفهُ ويبقى من نصيبها، بس إحنا أشخاص بنحب نكابر أوي وندوس علىٰ قلبنا، خوف من إننا نتجرح أو قلبنا يتكسر.
أتنهد ومردش عليّها ، وقفت ليلىٰ وبصت لـ عُثمان قالت وهيا بتحاول مضعفش وتعيط، أبتسمت بصعوبة وقالت بصوت بُكي خفي.
_”عن أذنك يا جدو همشي أنا علشان ورايا شغل”.
…………………………………….
عرفت إنهُ مشي بعد ما نزلت علطول، مكنش قدامها حل غير الهروب، الهروب من أفكارها ومن قلبها وعقلها حتي نفسها، والهروب من نوح.
_”ليلىٰ فيّ ضيوف هيجوا بليل قومي نروق أنا وأنتِ مع خالتو».
رفعت “ليلىٰ حاجبها وسألت بأستغراب.
_” ضيوف مين يا بنأدمة أنتِ هو أنا ليا مزاج”.
قعدت جَنبها وبصت فيّ عُيونها، قالت هبة بثقة.
_”أنتِ بتحبي نوح صح؟!”.
أتصدمت من كلامها، أو إنها وجهتها بالحقيقة اللِّي بتهرب منها بقالها سنين،أبتسمت ليلىٰ بتوتر وقالت.
_”ليه بتقولي كده”.
أبتسمت هيا كمان.
_”علشان واضح الحُب فيّ عُيونك، واضح إنك طول الوقت بتهربي من أول ما بيتقال أسمهُ بتهربي لو جت سيرتهُ فيّ أي موضوع،بتهربي من ذكرياتك وطفولتك لإنها كُلها كانت مع نوح،أنتِ بقيتى بتهربي من نفسك لإنها عارفة مين نوح بالنسبالك، لما رجع كُنتِ مستخبية خايفة تظهري ويشوفك، أو خايفة تشوفية بعد العُمر ده كُلو، عارفة إنك بتحاولي تهربي من الحقيقة دي بس، لازم تعترفي لنفسك وتبطلي هروب كفاية خوف لحد كده يا ليلىٰ “.
خرجت وسبتها مع دماغها، وجحيم أفكارها، والصراع اللِّي جواها ملوش آخر، والدوشة اللِّي مش راضية تهدأ وتسكت من جواها.
……………………………………………
خلصت ترويق هيا وهبة، مكنتش مُهتمة تعرف مين الضيوف نهائي، دخلت هبة تشوف الأكل وقررت ليلىٰ تتكلم مع مامتها وتحاول تلقى حل، علاقة ليلىٰ بمامتها قوية أوي، زي أتنين أخوات أو صُحاب الروح بالروح.
_” ماما أنا عايزة أتكلم معاكُ شوية”.
لفت عائشة وبصتلها بإنتباه شديدة، أبتسمت أبتسامة مُريحة مليانة دفيء وأمان.
_”وأنا سامعاكِ يا ليلىٰ.
فركت إيديها بتوتر وهيا بتحاول تجمع أفكارها علشان تقدر تعترف باللِّي جواها وأكيد مش هتلقي حد ينصحها أكتر من مامتها، أخدت نفس عميق وقالت بتهته.
_”بصراحة يا ماما أنا بحب……
مسكت عائشة إيد ليلىٰ، قاطعتها فيّ الكلام وقالت بجدية.
_”بتحبي نوح يا ليلىٰ أنا عارفة، علشان كده بتهربي طول الوقت، وعلشان كده رفضتُي تيجي معايا أمبارح، وخايفة يكون مبيحبكيش بعد السنين اللِّي أستنتيه فيها دي كُلها، وخايفة يكون حب غيرك وأنتِ تكوني أتنسيتي مع الوقت، وخايفة يكون بيعتبرك أختهُ مش حبيبة وصاحبة وزوجة زي ما أنتِ مفكرة، خايفة الحُب اللِّي جواكِ ليه يطلع أوهام مُجرد سراب ويكون قلبهُ مليان بواحدة تانية، صح يا ليلىٰ مش ده اللِّي عايزة تقوليه.
برقت بصدمة من كلام مامتها، للدرجادي كانت مقفوشة اوي.
_”أنتِ أزاي عرفتي اللِّي جوايا كده بسهولة، أزاي عرفتي كُل الخوف اللِّي جوايا رغم إني عُمري ما بينت أو قولت او حتي لمحت بحاجة من دول، أزاي فهمتيني من نظرة ومن كام كلمة”.
ضمتها لِحُضنها بحنية، قالت بأبتسامة وهيا بتمشي إيديها علىٰ شعر ليلىٰ.
_”أنا مامتك يا ليلىٰ، قلبي بيحس بيكوا من غير ما تتكلوا، ببقى شايفة وعارفة كُل حاجة فَـ بطبطب وبحن وبدلع بطريقة مش مُباشرة بحاول أهون عليكوا رغم النار اللِّي جوايا وأنا شيفاكوا كده، حتى لو مَحَكِتِيش ببقي عارفة، وبدعيّلك طول الوقت إن لو كان حُب نوح خير ليكِ يفضل مزروع فيّ قلبك، ولو شر ومش من نصيبك يبعدهُ عنك ويحببك فيّ اللِّي هيبقي من نصيبك”.
حضنت ليلىٰ، عائشة بقوة أبتسمت عائشة وقالت.
_”زمان وأنا فيّ تالتة ثانوي حبيت واحد أكبر مني بكام سنة.
كُان الحياة بالنسبالي، لو غاب عني ثانية كُنت بحس خلاص دي نهائية العالم.
كُنت مفكرة إني من غيرهُ مقدرش أكمل، ولا حتي هقدر أعيش.
كان بالنسبالي الحياة هو، والحياة هو.
تصدقي يا ليلىٰ لو قولتلك كُنت غبية موت.
ايوا كُنت غبية أوي عارفة ليه؟! لإني بَنيِت أحلامي وسقف طموحي ومُستقبلي علىٰ شخص مُهدد بالغياب أصلًا.
بِصتلها ليلىٰ بإنتباه شديد، كملت عائشة والأبتسامة ما زالت مرسومة علىٰ وشها.
_”بعد حُب ست سنين خطب.
ايوا خطب وأكتشفت بالصدفة، كان بيكدب عليّا وبيقول غصب عنهُ، مَعِن مفيش حد يقدر يجبر ولد علىٰ حاجة، مُمكن البنت لكن ولد نادر أووي لما بتحصل.
بعد تلات سنين كُنت بحاول أتعافي من حُبُ ليا، قدرت أخيرًا، كُنت بوهم نفسي إني مش هقدر خصوصًا لو كان أول حُب لقلبي.
أشتغلت فيّ صيدلية وحبيت صاحب الصيدلية اوي كان شخص محترم حنين وبيحاول علشاني، مفيش حد حاول علشاني غير باباكِ.
طول الوقت كُنت أنا اللِّي بحاول وأنا اللِّي بسعىٰ علشان الأشخاص يفضلهُ، بس محدش حاول ولو لمرة واحدة علشاني.
هتصدقي لو قولتلك أنا نسيت أن قلبي حب قبل كده.
دقات قلبي ليه كانت غريبة أوي، بس كانت جميلة، كُل مرة كُنت بشوفهُ فيها كُنت بحس إني بشوفهُ لأول مرة.
كان يستاهل كان يستاهل كُل الحلوة اللِّي فيّ الدنيا.
فَـ اللِّي يقولك أول حُب مُستحيل يتنسي يبقي كداب، فيّ ناس بتقدر وفيّ ناس لا ويبخت اللِّي يعرف ينسي.
أبتسمت ليلىٰ وقالت بأستغراب.
_”غَبِي؟!.
غَبِي أوي اللِّي يضيعك من إيدهُ يا ماما.
ضحكت بِحُب وقالت.
_”ده الحمدلله إني ضعت.
دي رحمة وكرم ربنّا بيا إنهُ سابني أضيع منهُ.
لولا رحمة ربنّا بيا مكُنتش هبقي مبسوطة ومرتاحة اوي كده، أنا من يوم ما قابلت باباكِ لحد دلوقتي بشكُر وبحمد ربنّا علىٰ أختيارهُ ليا، رغم إني كُنت مُعترضة فيّ بداية الأمر، بس لما شفت باباكِ اتأكدت إن أختيارات ربنّا أجمل وأحن بكتير عليّنا”.
غمزت ليلىٰ بمرح وقالت بِمُشاكسة.
_”يبختهُ اللِّي أنتِ من بختهُ يا شوش.
قرصتها من طرف مناخيّرها وقالت بجدية:
_”روحي اجهزى علشان الضيوف علىٰ وصول “.
………………………….
دخلت هبة وليلىٰ الأُوضة، همست ليلىٰ لـ”هبه”.
_” أنا مش مطمنة للِّي بيحصل ده وحاسة إن فيّ خزوق بلمبة منور هناك”.
ضحكت هبة وقالت بهزار.
_”مش عارفة بس ماما وخالتو عاملين مصيبة وأنا بقيت بخاف من دماغهُم أوووي”..
ضيقت ليلىٰ عُيونها وقالت بخُبث.
_”يكونش هيجوزوكي “عُمر” أخويا”.
أبتسمت هبة وقالت بهيام.
_”ياريت كده أحبهُم وأحب دماغهُم».
ضَربتها ليلىٰ بِخَجل وقالت.
_”أتلمي يا قليلة الأدب”.
هزت هبة رأسها وهيا بتضحك وقالت بوقاحة.
_”ايوا إحنا عيلة قليلة الأدب ليكِ فيه”.
بعدها بِشوية سمعوا صوت دوشة برا خرجت ليلىٰ وهبة من المطبخ وكُل واحدة شايلة صنية فيها كاسات عصير، دخلت ليلىٰ الريسبشن، ووقفت مكانها بصدمة لما شُفت عيلة “نوح” وجدو”عثمان”مليون سؤال كان فيّ دماغي ومليون فكرة.
رفع رأسهُ وبصلها وهو بيبتسم وقال بِبَكش.
_”كده مش هنشرب عصير علىٰ فكرة وأنا عايز أنجز”.
ضيقت عُيونها وسألت بفضول ونسيت وجود العيلة.
_”تنجز أي مش فاهمه؟!”.
برقت عائشة لِـ ليلىٰ وقالت بحزم.
_” قدمي العصير يا حبيبتي مش وقت فضول”.
قدمت العصير وهيا ماشية بالعافية، قعدت جنب هبه بعد ما قدمت العصير.
أبتسم جدو”عثمان” وقال بجدية.
_”طبعًا أكيد عارفين أحنا هنا ليه؟!”.
الكُل أبتسم، يظهر إن الكُل عارف بس ليلىٰ الوحيدة المُغيبة.
أبتسم نوح أتكلم وهو باصص علىٰ ليلىٰ.
_”طالما الغاية عُيونك الحلوين يبقي تستحقي المُحاولة والأفضل علطول”.
برقت ليلىٰ بصدمة من كلامهُ، قُدام الكُل متنكرش إنها فرحت بكلامهُ حتي لو كان أعتراف بسيط.
أتنهد وأتكلم بأبتسامة وسيمة أوي.
_”من غير كلام كتير، أنا عايزة أتجوز ليلىٰ، وكتب الكتاب يكون مع الخطوبة، أظن يعني أننا عارفين بعض بما فيه الكفاية، ومش عايز اعتراض من الآخر”.
ربعت عائشة إيديها وقالت بغيظ.
_”وعلىٰ اي يا حبيبي ما كُنت تطلع بيها علي أقرب مأذون”.
أتنهد نوح قال بتمني، وقاحة.
_”يا ريت والله”.
وقفت ليلىٰ وهيا لسه تحت تأثير الصدمة، أبتسمت بصعوبة وقالت بجدية.
_”بس أنا مش موافقة نهائي”.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حب مقيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *