روايات

رواية سرداب غوانتام الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام الفصل الثامن عشر 18 بقلم نور

رواية سرداب غوانتام البارت الثامن عشر

رواية سرداب غوانتام الجزء الثامن عشر

سرداب غوانتام
سرداب غوانتام

رواية سرداب غوانتام الحلقة الثامنة عشر

: معقول بنت عميد الجامعه محرومه من دخول الامتحان
: وراسبه كمان
اتفجات بشده وقالت : مش فاهمه
: “يارا” معدتش من امتحانات التيرم، سقطت
: مستحيل، ازاى ده حصل
ابتسمت وقالت : حصل حاجات كتير اوى، اتفضحت هى وشيلتها
: وضحى
اخرجت هاتفها لتريها شيئا جعلها تنصدم لرؤية مقطع عنها وهى تمارس التنمر فى دورة المياه على احد الطالبات
قالت “لينا” : مين الى نزله
قالت “سهيله” : معرفش بس باين شخص من الجامعه، وشجاع اوى.. كل الطالبه انتقدوها وجه بيان للعميد لما الفيديو انتشر وفصلوها شهر
: هو ده السبب انها تتمنع من الامتحان
: مش هى بس يا “لينا”، انتى متعرفيش الى حصل ل”يوسف”
: ماله ده كمان
ضحكت من جهلها وقالت : اطرد
اتصدمت وهى تناظر ضحكاتها قالت : اطرد ازاى، “يوسف” نفسه ابن وزير التعليم العالى
: مصدومه مش كده، كلنا مصدقناش الخبر.. الشله اتفككت
: عمل اى عشان يطرد
: معرفش، احنا شوفناه وهو بيستلم ملفه ومشي بدون رجوع
كانت واقفه فى مكانها بذهول نظر إلى الائحه
“هبعدهم عن طريقك فى المقابل تحكيلي عن العالم ده”
: معتز
: ايه؟!
ذهبت من امامها التفت باستغراب وقالت: “لينا” راحه فين
لم ترد عليها بل ركضت وتعجب الجميع من هرولتها، وصلت إلى المكتب وحين دخلت لما تجد احد بالداخل
: الدكتور مش هنا
قالها احد الموظفين، قالت : هو فين
: مجاش النهارده
صمتت قليلا ثم نظرت له وقالت : ممكن عنوانه
كانت جالسه فى سياره الاجره تلقى نظره على هاتفها والعنوان الموضح امامها، بعد نقاش مع الموظف
: عارفه ان ده غير قانونى
صمتت بخيبه شهرته وكانت ستغادر لولا انه بارد بسؤاله
: انتى “لينا”
: اه، حضرتك عارفني
: لا، الدكتور قالى لو بنت فرقة تانيه جت سألت عليه ادلها.. اسمها “لينا غسان”
شاردة العقل أثناء طريقها، تفكر فى تلك التغيرات التى حدثت فى غيابها، بل كوارث قد حدث لم تتخيلها.. فات عليها الكثير هنا ويجب أن تفهم حول ما فاتها
توقفت السياره اعطت السائق أجرته وترجلت حامله حقيبتها، رات نفسها امام منزل يبدو قديم الطراز لكنه ليس مهترئا بل راقيا
اقامت مكالمه وهى ترفع هاتفها عند اذنيها ولم يمر الكثير لتجده رد
: دكتور “معتز”
صمت قليلا تعجبت حين لم تجد ردا حيث شككت فى الشبكه وقالت
: الو.. حضرتك سمعنى
: رجعتى
انه صوته لكن ما بال تلك النبره، قالت وهى تنظر إلى الأعلى
: انا قدام بيتك، محتاجه نتكلم شويه
أنهى الاتصال تعجبت كثيرا ونظرت الى الهاتف : قفل فى وشي
شعرت بالحرج والغيط التى تكتمه منه وكانما يتعمد ذلك الشخص اغضابها
فتح الباب لتجده يطل بوجهه ويراها اخيرا وكانما فور معرفة وجودها هنا اسرع إليها لعدم ضياع وقت اخر، لم يقفل الخط عبثا انه لم يتأخر عليها حتى فى تبديل ترينجه الرياضى ذاك
اقترب منها ووقف امامها ينظر إليها بأعينه الغير مصدقه رؤيتها أمامه وقد شعرت “لينا” بالغرابه منه قالت
: اتمنى اكون مجتش فى وقت مش مناسب، أنا سألت عليك فى الجامعه وموظف هو الى ادانى عنوانك لما عرف انا مين طبعا
لم يرد عليها وكأنه غير مستمع لما تقوله، تعجبت قالت
: دكتور
: كنت خايف… مشوفكيش تانى
اسكتتها جملته ونظرت له ليقول مردفا بابتسامه : فرحان انك رجعتى
تلك النبره الغريبه هزت قلبها، بل خيل لها انها قد رأت بريق دمع فى اعينه جعلها فى رغبه من امره، خفض رأسه قليلا ثم رفعها مع ابتسامه وقال
: ادخلى
التفت اوقفته وقالت : خلينا نتكلم هنا
فهم مقصدها وقال : هنعقد فى الجنينه، مش هنقف على الباب كده كتير.. كلامنا شكله هيطول
صمتت أشار لها لتدخل وسبتها هو مخبرا اياها بقفل الباب لعدم تسلل القطط
جالسه فى الحديثه بمفردها كانت صغيره لكن الهواء فيها شديد، لشعة الشمس محجوبه وهالة من البرد تملأ المكان، يبدو جافا وكانما لا توجد حياه هنا.. لا روح فى هذا المنزل.. هكذا حللت شعورها تجاه المنزل
قاطعها حينما أتى حاملا كوبان من القهوه ليعطيها واحدا اخذته شاكره، حلس على الكرسي الاخر تلفتت اليه وقالت
: انت إلى عملت كده
نظر لها فقالت بتوضيح : انت السبب فى رسوب “يارا” والفيديو إلى انتشر عليها.. و”يوسف”… انت السبب فى طرده بردو
: لقتى عرفتى كل ده وانتى لسا راجعه
: يعنى انت
: اه
انصدمت وتبدلت نظراتها له بذهول وقالت : ازاى عملت كده.. أنا كنت قلقانه ترتكب غباوه لانك مش قدكم وتتورط بسببى
: الموضوع مكنش صعب اوى كده
: ازاى مستسهله، لو العميد عرف انك السبب أو حد فتن عليك هتتفصل واكيد هيأذوك
ابتسم تعجبت من تلك الابتسامه لكنه قال : لو قولتلك ان العمي هو الى طرد “يوسف” و مضى على فصل “يارا” ورسوبها السنه دى…. هتعملى اى
قال آخر جمله وهو ينظر إليها فقالت : مش هصدق طبعا
: ده إلى حصل
: انت عملت اى، يعنى العميد عارف وسايبك
: ميقدرش يتكلم لأنى ماسكه من ايده الى بتوجعه
: هددته؟!.. ايوه بس هددته بايه عشان يطاوعك فى ده كله
صمت متذكرا حينما كان فى منزله، اتصلو به يستعدون لأمر طارئ وحضوره فى الصباح الباكر عند مكتب العميد، لم يكن ليقلق بل كان باردا وكأنه يعرف سبب ذلك الاستدعاء جيدا، حيث حضر فى التوقيت الذى يناسبه هو، وفور رؤية ذلك الرجل الذى جالس على كرسي داخل مكتب العميد، كان متهجم الوجه وفور رؤيته له ضاقت ملامحه
قال “معتز” : حضرتك طلبتنى
: اى الى انت عملته ده يا دكتور
: عملت اى يضايقك كده؟!
: يعنى منتاش عارف
: الصراحه لا، ممكن تقولى غلطى عشان اشرحه
: غلطك كبير وملهوش اسباب يا دكتور
القى ملف على المنضده واكمل بغضب : اسم بنتى من الساقطين لييه
التقط “معتز” الملف وقد برز اسمها اول رقم قال
: بس انا حاططها الأولى زى ما حضرتك بتحب
نظر له بشده وضرب المكتب بغضب : انت هتهزر معااايا، بنتى انا تسقط فى مادتك
: اه
نظر له بشده صاح فى وجهه : لا ده انت اتجننت، ده انا أنهى مسيرتك فى لحظه يا “معتز”..
نظر له بإزدراء واردف : ولا بحوثك الى بتتعب فيها وندواتك العلميه تنفعك، أنا أشاور بس بأمر فصلك ومتلاقيش وظيفه محترمه زى إلى انت فيها… شكلك نسيت نفسك وانا هباشر واعرفهالك
كان صامتا ليقول بهدوء : مش مستهله التهديدات دى كلها حضرت العميد، لانكومش هتعمل حاجه منهم
برزت عروقه الغابه وقبل ان يصيح فى وجهه مجددا قال : انا قادر انهيك مهنيا وحياتك الشخصيه عشان كده متهددنيش تانى
: انت بتقول اى يلا، تنهينى انااا
: زوجة حضرتك عامله اى
تعجب منه، استنكر “معتز” بخيبه وقال : اه معلش نسيت أوضح.. الأولى.. ولا التانيه
زال تكشيرة وجهه ليستعيد غضبه وقال : انا متجوز واحده وهى زوجتى اوم اولادةى وإياك تجيب سيرتها على لسانك
: طبيعى متعرفش بجوازتك التانيه لأنها عرفى.. بس حتى العرفى اسمه جواز.. ولا اى يا استاذ “عماد”
تقدم منه حينما لم يجده رد بكلمه واحده وقال : واثق ان زوجتك متعرفش، بل الكل ميعرفش بجوازك من بنت قد بنتك
: انت بتعرف تقول ايييه
: معايا صور لخروجاتكم سوى، وانتو فى الاوتيل الى حاجز اوضه فيه باسمك بتروحه فى اجازتك ترفه عن نفسك
بات يظهر تسربات العرق على وجهه
: تخيل لو مراتك عرفت هتسكت ولا هتسحب المكانه الى انت فيها بسببها.. هتتخذل فيك اوى
: انا معملتش حاجه حرام، أنا اتجوزت وده حقى
: ايوه اكيد حقك وتتجوز اربعه كمان، أنا مش جاى اخرب بيتك او اناقش مشاكلك العائليه… أنا مستحيل أفضح واحد ربنا ستره، الا لو هو عاوزنى اعمل كده
: انت عاوز ايه
: “يارا”
: عملتلك اييه، مش فاهم سبب الى بتعمله ده ايه
: عايز ابعدها عن طريق حد يهمنى
: ا..أنا اوعدك انها مش هتعمل حاجه، قولى اسم الشخص ده وأنا ههتم بيه بنفسي
: لا، متنازل عن خدماتك
قرب منه واردف : دى افضل طريقه تبعد بيها
: هى ايه
: تعيد السنه
نظر إليه بصدمه قال : حتى لو اجتازت امتحانك صح كله
: صدقنى لو ده حصل مستحيل اظلمها واسقطها عمدا… بس ده لو عرفت تدخل الامتحان
بحاقت اعينه فيه بريبه، اعتدل ليبتعد عنه وقال : سرك فى بير يا استاذ “عماد”، لس متقفش فى وشي أو تفكر تأذينى.. مش انا إلى هعمل… مراتك
جمع قبضته بغصب حيث رأى “معتز” غضبه وكأنه سينقض عليه، التفت ليغادر لكنه توقف وقال
: ايوه، “يوسف بدران”
نظر له حين ذكر ذلك الاسم ليقول : افصله
وقف بصدمه وقال : انت بتقوول اييه، اتجننت رسمى
: عارف الى بقولهولك كويس
: انت عارف ده يبقى ابن مين.. لو كنت خايف مراتى تعرف من جوازى أو العالم ومهنتى تتضرر، فا ده ابوه قادر يعمل كل ده فى لحظه
: متخافش على نفسك، مش هقبل تتضرر
تعجب منه لكن صدر صوت من هاتفه، قال “معتز” : افتح الرساله
نظر له ليعلم انها منه، وحين فتح انصدم من تلك الصور الذى أمامه ويبرز وجهه “يوسف” بوضوح قال وقد إصابته صدمه
: جبت صور زى دى منين
: من “night club” الى بيتردد عليه فى الفتره الاخيره
نظر له وقد بدا القلق على وجهه من تهوره لالتقاط صور كهذه، فهل يحمل له منها قال
: اعمل اى بيهم
: خليه يسحب ملف من هنا فورا بعد أما يشوف عينه من الصور
: لو معملش كده
: متقلقش مستحيل يضحى بمكانته عشان ابنه، عرفه بس ان الصور هتترفع.. الحكومه مش هتسمح لشخص ابنه فى وضع زى ده يمسك تعليم أجيال.. أما بنسبه ل”يوسف”.. مش هينزل امعو اخرى هينزل قرار بطرده ومفيش جامعه هتقبل بيه
: ومعملتش ده كله ليه من الأول
: مش عايز أذى حد لدرجه دى…
رفع اعبنه بجديه واردف : بس لو اضطريت.. هعمل اى حاجه عشان هدفى
ظهر القلق على وجهه العميد، قال “معتز” : مش عايزك تتفاجأ لو شوفت حاجت ضايقتك…
: حاجة اى
: هتعرفها، بعدين
اعتدل واردف : حضرتك عايز منى حاجه تانى
لم يرد عليها وكأنه قد فقد النطق اوما له وقال : عن اذن حضرتك
التفت معطيا ظهره له وخرج تاركا اياه فى ذهوله وقال
: يخربيتك
جلس على كرسيه واضعا رأسه بين يديه والقى هاتفه جانبا يفكر بما كلفه به
: كنت تقصد فيديو “يارا” لما قولتله ميتفجأش وانك مش هتسقطها ظلم بس هى نفسها مش هتحضر الامتحان.. بس ازاى كتبلها فصل
: اتبعتله امر من الوزاره بفصلها، أولياء الأمور والطالبات انتقدوها ولو مكنش خد إجراء كانو اتحولو لتحقيق
: و”يوسف” ؟!
: ماله
: اى نوع الصور الى مسكتها عليه، ممكن اشوفها
: مظنش فكره كويسه
: ليه؟! عايزه افهم اى الى خلا العميد يتصمد كده
صمت قليلا لم تفهم مغزى صمته وكأنه متردد فى أخبارها
: علاقه مع واحده
سعلت القهوه التى كانت فى حلقها ولم تبتلعها بعد، نظر إليها وهى تستعيد رباط جأشها قال
: انتى كويسه؟!
: اه تمام
قبضت على الفنجان بحرج لتعمدها فى معرفة كل شيء، قالت
: عشان كده منزلتهاش زى فيديو “يارا”، كانت هتبقى فضيحه لوالده
: لو كان عاند كنت نشرتها انا بس كنت بحاول أسهل الأمور مافيش حد لدرجه دى.. اهلهم ملهمش دعوه
ساد الصمت بضع لحظات لتقول “لينا” : بس انا ضيعت إلى انت عملته
تعجب لتقول موضحه : انا زيها، محضرتش محاضرات وخسرت اعمال الميد وملهاش أسمى من المحرومين من الامتحان.. يعنى ممكن اتفصلت نهائيا
: ملقتيش اسمك عشان تقدرى تمتحني زى اى طالب
اندهشت وقالت : ازاى، بقولك محضرتش خالص وانت عارف نظام الكليه.. معنديش حتى نسبة نجاح.. الا بقا لو كان فى حد حضرنى ومكنش ده حصل لان مفيش حد يعمل كدخ… واصلا علاقاتى محدوده
لم تجد ردا منه لتنظر له من صمته وقد تبدلت ملامحها الى ذهول قالت
: انت عملت كده
صمت لكن صمته تلك المره أكد لها على كلامها، لفرط صدمتها ظلت مبحلقه فيه قليلا اقتربت منه ناظره فى اعينه قالت
: ده غير قانونى.. انت عملت كده بجد، لييه؟
: كنت مضطر
: مكنش ده من ضمن اتفاقنا!!
: خرجت برا الإطار شويه
: لو مكنتش جيت؟! لو كنت اتاخرت وكانت الامتحانات عدت وأنا مجتش
: كنت هتحمل المسؤوليه
سكتت ثم انتفضت سأله: وبقيت الدكاترة، مادتهم …
: متحضره يا “لينا”
قال ذلك مقاكعا اياها واردف موضحا : استخدمت علاقاتى واتصرفت، المهم تجهزى لامتحاناتك.. متتوقعيش اسربلك امتحان واحد
ضاقت ملامحها وقالت : مكنتش هطلب منك حاجت زى دى
اقتربت منه مجددا وقالت : لو العميد عرف، عارف انه هيمسكها عليك
لم يرد تعجبت وقالت : مش خايف
: من ايه؟!
: يأذوك، بتقف قدام شخصيات اكبر منك وعارف أن غلط.. لو كنت مهتم تعرف لدرجه دى عن العالم التانى كنت قولتلك.. لو حصلك حه هيبقى انا السبب
: انتى قلقانه علي؟!
صمتت ثم قالت : حسانى استغليتك
: عامل حسابى متقلقيش
: هتهددهم بحاجه تانيه، ثم انت جبت الحاجات دى منين… صوى “يوسف” و”يارا”
: راقبتهم
: والعميد، راقبته بردو وهددته بجوازو
: عشان تحاوطى نفسك لازم يكون فى ايدك ثغره للناس الى حواليكى… كنت زيك يا “لينا”، بعض الطلاب كانو بيضايقونى واوقات فئه من الدكاتره
: اتعرضت للتنمر
اومأ لها وقال : ما الواحد يشوف نفسه ملاك وزواجه شخص تانى بعيوبه، اعرفى ان الى قدامك مشوه… بايدك تمسكيهم وتخليهم مجرد نكره حواليكى، بل خايفين منك
تنهد وقال مسترسلا : لازم تعرفى تديرى امورك لان الحياه مش سهله
حين التفت اليها رآها مبحلقه فيه بنظرات تملأها الدهشة قالت
: كنت صح لما قولت عليك خطر.. كويس انى موفقتش فى وشك
ضحك نظرت له بريبه ثم ابتسمت قالت
: مفيش حد هنا معاك، انت عايش فى البيت ده كله لوحدك
: اه
: اهلك؟!
: اتوفو فى حادثه وانا عندى ست سنين
انصدمت “لينا” ونظرت له بشده فتبدلت معالمها لحزن شديد وقالت
: انا اسفه
: محصلش حاجه
طالعته قليلا وقالت : مين الى رعاك، متقلش انك وحيد
: كان عندى اخت، اكبر منى ب١٥سنه
: هى فين؟!
لم يتحدث لكن عند تلك النقطه وقد اشتدت معالمه، سكتت كى لا تزعجه، حم حممت وقالت
: ممكن اروح الحمام
: اكيد…
تركت الفنجان واستأذن للذهاب قلل ان يكمل كلامه، لكن عينه ظلت معلقه عليها حتى بعدما اختفت من امام ناظريه
وقفت عند الحوض الذى كان صنبوره يباشر فى سقوط المياه
: ليه سألته عن اهله؟! معقول اخته تكون اتوفت هى كمان
ارتطمت المياه بوجهها وهى تغسله، تنهدت وقالت : قولت كلام مينفعش اقوله
جففت وجهها بعدما انتهيت، وخرجت ألقت نظره قليلا على ذلك المنزل من الداخل، استحضرت صوره لذات موضعها اكن بأغراض مختلفه وتصميم اخر
انتفضت عائده للخلف لتشعر بألم قوي يصيب رأسها، تكيأت على السفره لتعود عيناها إلى سابق عهدها وترى ما هو حقيقى امامها الان
: ” لينا”
كان “معتز” الذى قد دخل بعدما تأخرت وظن انها قد اضاعت طريق الباب، قال
: اننى كويسه
: لا
ازاح الكرسي لتجلس عليه، اعطاها كوب ماء لتشرب منه قالت
: شكرا، لازم اروح
قالت ذلك وهى تقف باحثه عن حقيبتها، اعطاها اياها شكرته لستأذن بالمغادره لكنه اوقفها وقال
: عرفتى مكان الحمام ازاى؟!
صمتت عند ذلك السؤال، نظرت حولها قليلا ثم رفعت كتفيها وقالت
: دورت عليه
اومأ لها بتفهم، غادرت المكان واستقالت سياره اجره لتعيدها للمنزل، حائره طوال طريقها.. لم يزيدها مقابلته إلى حيره فوق حياتها التى أصبح كتلال الكمام فوق كاهلها، “معتز”.. أنه غريب بشده.. أنه شبيه لغرابة “فرناس” لكن ذاك فى موطنها
كانت ” هاجر” تكاتف “لينا” عبر الهاتف وهى قلقه وكأن ايتها مخاوف من فقدان ابنتها مجددا وباتت تريد رؤيتها امام اعينها فى كل ساعه ودقيقه، كان زوجها عاد من عمله للتو قال
: مقالتلكيش هتروح فى حته بعد الجامعه
: لا وده إلى قلقنى
قاطعهم رنين جرس متواصل، فتحت سريعا وكانت “لينا” التى عانقتها بسعاده، تعجبت منها لكن ابتسمت وقالت
: اى الى مرجعك مبسوطه كده
: اكيد لازم اتبسط بعد أما عرفت ان دراستى متضررتش
ترك “غسان” ما فى يده وقال : ازاى
سكتت قليلا ثم قالت : دكتور ” معتز” ساعدنى، قالى انى لازم امتحن زى اى طالب وانى مش ممنوعه من الدخول
سعدت “هاجر” وقالت : بجد، الحمدلله
: عشان كده طلب منى اجبله تقرير بمحضر تغيب
توقفت “لينا” عند سماع ذلك من والدها الذى كان يستنتج ما حدث، قالت
: هو طلب منك كده
اوما ايجابا، قالت “هاجر” : كتر خيره، انسان كويس
قال “غسان” : فعلا، اشكريه جدا يا ” لينا” بنيابه عنى
قالت “لينا” : حاضر يبابا
دخلت غرفتها سمعت صوت هاتف ألقت نظره وجدت صور مرسله من اخيها، واقفا أمام آلة طباعه ويقول
: بشرف على جودة كتابك
ابتسمت وشعرت بالحماس وقالت : هيطلع احسن من تخيلاتى
: مش المفروض تعملى دعايه عليه، عشان لو ملقتيش إقبال متنسيش بخيبة امل
: الكتاب ترفيهى، ثم انت عارف انى مبعرفش اروج لحاجه
: الى اشوفيه، مبعتيش شكل الغلاف لى، فى مصممين خاصين بالدار.. تقدرى تكلميهم وتوصفيلهم كتابك
سكتت قليلا لكن قالت : عارفه الغلاف هيكون عن ايه
بعث لهىصوره كانت تدخرها فى مساحه خاصه
قال “حسام” : متأكده ان ده هيكون الغلاف
: اه
: طيب، هكلمك بعدين
اقفل مكالمته معها ليقول شخص بجانبه : الكاتبه قررت ايه
ابتسم وقال : بعتلك الغلاف ناقص ديجيتال للالوان كويس
: متقلقش سيبها عليا
: متشكر يا “مروان”
: على ايه، أنا بس كنت وسيط ليك فى مكان شغلى… المهم “لينا” لما تتشهر متنسناش
ضحك وقال : هتنسا اخوها شخصا، اختى وانا عارفها
صافحه مبادلا أياه الضحكات ثم غادر
مر يومان قد اخذتهم ” لينا” نومها متواصلين لشدة ارهاقها التى باتت تشعر بيها مؤخرا، كانت تتثاوب أثناء تقلبها كادت ان تقع لولا امساك الكمود الذى بجانبها
فتح الباب وكانت والدتها التى قالت : كفايه نوم وقومى عشان تفطرى
: حاااضر
تنهد بعدما اعادت اقفال الباب
“سانتظر عودتك”
تردد هذه الجمله فى اذيها وتركت اخر مقابله مع ” فرناس”، متى ستعود.. تتمنى بعد امتحانتها… لكنها فى الحقيقه.. تنتظر تودتتة وبفارغ الصبر.. مهلا… امتحانتها؟!!!
انتفضت من مكانها حين نسيت أنها يجب ان تلملم منهاج دراستها، استقبلت رساله فى صباحها وكانت من دار النشر
: تمت الطباعه
سعدت، ظنت ان الامر سيستغرق اكثر من هذا لكن يبدو أنها أخطأت.. من سيكون اول قارئ… هل ستنال اعجاب القراء… هل سيتردد عليها الناس.. اسأله كثيره لكن.. دراستها اهم الآن
فى الليل كانت جالسه على مكتبها تدرس ساهره بين أضواء خافته، قد اعارتها “سهيله” بعض من مستلزماتها لتدرس لكنها كانت كثيره جدا على ايامها القليله
قد أصابها الملل والضيق من صعوبة فهمها وعدم استطاعتها لتطبيق الحل، فى ذلك الوقت وجدت عدت رسائل ارسلت لها فى ذات اللحظه، ألقت نظره سريعه بتعجب وكانت ملخصات دونت بخط كمبيوتر.. مان المرسل “معتز”
تفجأت بل تعجبت كثيرا منه وعلى هذا التوقيت وكأنه يراقبها، ترددت فى الاتصال به لكن هاتفته وفور ان رد عليها قالت سائله
: اى الى بعته ده
: بتهيألى مش هتلحقى تذاكر من الكتب، الملخصات دى من دكتور الماده… هتنفعك
: هوومش بيتهيألك لا ده اكيد.. وصلت لمرحلة اليأس قبل أما اشوف رسايلك
: ابدأى فيهم
: حاضر، شكرا تانى
: العفو
أنهى مكالمته معها وكان واقفا فى حديقة منزله، ابتسم بهدوء لتذكر شكرها، كان فاتح محفظته على صوره مدثره جيدا، بارزه امام اعينه ويبدو عليها القدم
أعاد قفلها ليدخل الى منزله لكن توقف حين رأى ظل خلف الباب، تقدم منه بهدوء تام وهو يراه مأكدا عيناه بوجود احد.. امسك المقبض وسرعان ما فتح الباب لكن تفجأ حين لم يجد احد
خرج ركضا فى الشارع يلتفت يمينا ويسارا لكن لم يكن هنالك احد، الشارع خالى فى توقيت كهذا.. لقد كان يتوهم… توهم للمره المليون بوجود احد معه
أشرقت الشمس واصابت اشعتها اعينها النائمه قاطعت نومتها، لقد غفت على نفسها كما توقعت.. اعتدلت وقد ألمها ظهرها
: بقيتى تنامى على صورته ولا اى
التفت بدهشه لسماع صوت “حسام” معها فى الغرفه، كان جالس على السرير يتأمل رسمتها، نظرت إلى يديها الخاليه علمت انه انتشلها منها وهى نائمه
اخذتها منه لكنه ابعدها عن متناول ايديها وقال : علمتك تاخدى حاجه من ايدى
: بتبعدها كده لى، قدر اتقطعت
: معكيش رسمه ليه غيرها يا “لينو” ولا اى
: هات يا “حسام”
اقتربت لتأخذخا ابعدها مجددا وهو ينظر الى ملامحه ويقارنها بهه قال : مش حلو انا احلا
: انت صح، هاتها بقا
ابتسم ونظر لها بطرف اعينها قال : هدهالك عشان معاندتنيش وده مش عادتك يعنى بس هعديها، خدى
اخذتها منه لتضعها بحرص بين أغراضها
تنهد منها وقال : والله ما عارف اى الحكايه بظبط
زقته وقالت : يلا مش هتروح شغلك
: لا قاعدلك
شعرت بالغيظ منه لكن أعطته هاتفها وقالت : فى ملخصات اطبعهالى.. انت عارف عينى بتوجعنى من القراءه على التليفون
: انتى وخدانى مصلحه
: اه
اخذ الهاتف بضيق وقبل ان يذهب قال : انتى لى مكتبتيش اسمك زى الكاتبين عشان تنشهرى حتى شخصيتك الى بترسميها مبتظهريش فيها شكلك زى بقيت رسوماتك.. عامله الروايه بضمير أنا
: اكيد يعنى مش هظهره، اما عن الاسم فأنا مهتمتش بانى اكتبه
: لى، خايفه حد يعرف عنك ولا عشان تبقى غامضه
: حسيت ان لما أخفيه هيبقا احسن ، ويلا أمشى عايزه اعقد لوحدى
لم يرد عليها لكن نكزها فى عقلها وغادر، حكت رأسها بضيق ثم عادت إلى جلستها، اخرجت الرسمه بابتسامه خفيه، فتحت الدرج وخرجت الكمبيوتر المحمول المنتصف فيه قلبها الاكترونى، لديها وقت فراغ قليلا.. لترسم بقية الأحداث الاخيره كى لا تتكاسل حين تردد عليها طلب الفصل الجديد
وقبل ان تبدأ فى الصدق قلبها على الشاشه توقف فى الهواء.. الفصل الجديد؟!… لم يعلمها احد بذلك، لم تجد ردا بعد على الفصل الذى تم نشره
تنتظر رساله من الدار اخرى بأول مشترى لكن لم يحدث
قال ” حسام” وهم يأكلون على الفطور : متبقيش مستعجله، لسا بتتعرف
لقد فهم تصرفاتها وإلقاء نظراتها على هاتفها من حين لاخر، انها بالفعل مستعجله ام أنها تخشي مواجه افكارها السلبيه
قالت لها جدتها ذات يوم “اتأملى خير، الخير دايما بيتبع صاحبه”
كانت تثق فى كلامها دوما، وكانما تسير على خطاي وصاياها، لطن هذه المره لم تصدق جدتها.. لقد اعطتها معلومه خاطئه
لم تجد تفاعلا، لم تجد اكل بالأمر.. لم يتردد احد على قصتها ولم تسمع انها نالت اعجاب احد.. لم يقرأها سوى اخيها.. وهي.. والديها لا يعرفون عن الأمر.. وكان من الجيد حتى لا تشعر بالسخريه…
تقف بين الكمبيوتر المحمول اقفله وأعاده الى مكانه المعتاد لعدم كتابة اى جزء اخر، نالها الاحباط واخبرت ذاتها لعلها كانت فكرة سيئه.. يكيلون الناء الى الواقعيه.. ما تعيشه هو خيال يجتمع مع الواقع.. لن يقتنع احد بذلك لهذا كتبت على الروايه أنها من وحي الخيال
ظلت تذاكر وتسهر فى لياليها، تنظر من وقت لاخر على الكتاب مستغربه من هدوئه لكن تطلب منه مل ليله الا يعيدها الا بعد انتهاء الإختبارات، تحاكيه وكأنه صديقها بحق
كانت “هاجر” تستيقظ فى الليل لشرب بعض الماء فتسمع كلام ابنتها الغريب وكأنها تتحدث مع احد، وحين دخلت عليها لم تجد سواها فى الغرفه فتركتها لتكمل مذاكرتها.. تتعجب منها وتخشي ةن تكون ابنتها قد فقدت عقلها حين عادت
امام باب الجامعه كانت واقفه تراجع اجابتها بقلق، لقد انتهى الاختبار الأول وتخشي انها لم تجل ما يجعلها تنتقل للمرحله الأخرى
: “لينا”
كانت “سهيله” تناديها بابتسامه، اقتربت منها قالت : الامتحان كان عامل اى
لم ترد عليها تعحبة قالت : بتحسبى اى؟!
حين انتهيت اخذت انفاسها ثم ابتسمت وقالت : الحمدلله اول واحد عدى على خير
ضحكت وقالت : طب كويس، تعالى ناكل حاجه
: لا مش فاضيه لازم ارجع اذاكر للماده التانيه
: ورانا وقت
: انتى مش أنا
ذهبت لكن توقفت قدماها حين رأت العجوز عاقدا زراعيها فى نهاية الممر يتابعها، انه هو… لقد أتى اخيرا
ذهبت له سريعا وقبل ان يلتفت قالت : مش هتمشي دلوقتى اكيد.. ولا اقولك متختفيش
: عايزه ايه
تعجبت من طريقة حديثه قال : هو فى حاجه
قال ساخرا: حاجه واحده فى كتير … قولى عايزه ايه
: كنت عارف انه مش انسان زينا صح
صمت، اذا صحيح كلامها وايده بصمته، كانت تثق بمعرفته والا لم تكن لتمشي عن سر “فرناس” كما وعدته
: المهم تكونى انتى عرفتى هو مين
: عرفت مش فارقه معايا
: بعد اما قالك انه بيحبك
سكتتد نظر إليها وقال : صدقتيه؟!
: هو مبيكدبش
: دى حقيقه مش هنكرها، جاى افكرك تانى عشان العهد الى بينا
تعجبت منه وعن اى عهد يتحدث
: الى بيحصل ده غلط يا لينا، انتى قولتيه وانتى بردو الى هتتحملى ده فى الأخر
: قصدك اى؟!.. ليه محسسنى انى فى خطر
: العالم الى بتروحيه عشتى فيه الخوف مش كده، ده نقطه من عالم تانى.. الجحيم بنفسه
ظهر الخوف عليها متأثره بكلامه وقالت : عايز تقول ايه، لو كان على حقيقته، مظنش انه يخوف لده دى.. خلاص عرفت اختلافه عنى ومش خايفه
ابتسم وقال : مكنتش اقصد نسلكو، اختلافه عنك أعمق من كده بكتير
وقبل ان تتحدث قال : قولى عيزانى فى ايه
: “رزان”
توقفت ملامحه من جديد لذكر اسمها فقالت : عايزه تفسير عليها، وحقيقتها بظبط
: “رزان” كانت زيك يا “لينا”.. من عالمك
انصدمت وبحلقت فيه بشده
: اتنقلت ” غوانتام” لكتاب زيك بس طريقها مختلف عنك، كان تطهير الارض من عرق النار
: الجن؟!
: كانت محاربه، شغلها انها تساند الملك فى رجوع شعب “غوانتام” لعقلهم وميسخروش جن تانى فى المقابل هتتشال اللعنه “النهر” الى اتملا بكرههم واعمالهم الفحشاء والمعاصي… اتطورو فى سحرههم وبقو مجتمعين مع قبايل مع ان الكافر الى كانو اعدئهم زمان
: مش كانو عايشين سوى
: اختلاف انواع الجن هو زى اختلافك مع باقى البلاد
: بعدين، حصل اى
: اتعرضو لجفاف دايم، بيعانو فيه من قلة الميا، لما جه يوم الغيام ظنو ان ده نتيجة سحرهم، كانت “رزان” داخله زيك ومعاها القدره إلى انتى شيلاها دلوقتى
اشار على منتصف جبهتها وقال : العين التالته، هى قدره بتورثها المختاره وسيله لحماية نفسها بس فى حالة انها فى خطر وهتكون نهايتها.. غير كده مينفعش تظهرها
: استخدمتها فى حاجه وحشه؟!
: مكنتش عارفه عنها زيك، اتعرضت للاستعداد من تاجر لقاها وخدها عبده للاستمتاع
: ارجوك، سبنى
: هنا تكونين اسعد من متشردين فى الخارج
حاولت ابعاده عنها وهو ويمسكها بقسو.ه من ساعدها مستند يده الغليظه الأخرى على بطنه الكبير، ضر.به فى ساقه فصر.خ متألما والقى بكف على وجهها
: يا حقيره
دفعها أرضا فتألمت، غادر وتركها لكن فور اقفال الباب بعصا حديد من الخارج، حاولت هى الخلاص والخروج من هنا، ضربت الباب مرار ولكن دون جدوى ومع عدة محاولاتها الميؤوسه الذى تأذت فيها يدها، جلست بارهاق لكن الباب قد فتح… فتح من الخارج وانت انه قد عاد لكن لا يوجد احد سواها، انتهيت الفرصه وفرت هاربه من هناك
سارت فى شوارع ذلك العالم الغريب عنها، لا تدرى اين تذهب واين تبقى.. تخشي احد الرجال الشهوانيه يلتقطونها، أو يستعبدونها لخدمتهم، تخشي ان تصبح خادمه لهؤلاء الناس
سهرت الليالى فى الخارج، تنام فى الشوارع، يمسسها الطقس البارد وتزقزق معدتها فى حاجه الى الطعام
كانت جالسه عند شجره امام مطعم وفور رؤيته يلقون الطعام فى القمام، ذهبت له لتلقطه وتاكل البقايا كالحيوان المتشرد الذى يأكل القمامه
صاحت فيها امرأه بحدن : ابتعدى من هنا، سينفر الزبائن
لم ترد عليها وكان الملك يتطلمون بها، ر.كلتها بقدماها وقالت
: الم تسمعى
تالمت لكن ضحك من كان يجلس من الموقف وكأنها مسرحية ترفيهيه، شعرت “رزان” بالغضب من صوت السخريه حولها.. جرح كبريائها وكان أغلى ما تملكه امرأه واغلى ما تحافظ عليه
: ها قد وجدتك
انصدمت من الصوت وحين رات ذلك الرجل أصابها الزعر، ذهبت لكنه امسكها وقال
: الى اين ايتها العبده الهاربه.. ألم اخبرك انك ستصبحين مشرده إن لم تصغى الي
: ابتعد
صف.عها بقسوه لتستلقى عند قدميه قال : من فينا القوي ايتها الضعيفه
لم تر، عليها امسك شعرها فصرخت من فرط ألمها وصاح بها مجددا
: من فينا الاقوى
: ا..انت، ارجوك يكفى
: ساجعلك تتعلمين كيفيه التحدث مع اسيادك
: اتركنى ارجوك
ترجته خوفا لكنه ظل يبحث بعينه وحين رأى رجل حداده يثنى معادنه، انصدمت من تفكيره وقالت
: ارجوك لااا… سبنى
توجه اليه وهو يجر.ها خلفه، حاولت الابتعاد لطنه اقوى منها بكثير، طلبت النجده لكن لم يتدخل احد
التقط سيخ مشتعل من النا.ر ارتعبت وقالت : لاا.. لاا ارجوك
: تشوه بسيط لن يضرك.. لا تقلقى، لن ارفضك بعدها
انهمرت دموعها وهى تبكى بيت يديها لتصرخ فور ملامسته لزراعها وشعر بتأكل جلدها لكن سرعان مع صرختها القويه التف السيخ بين يد الرجل والتصق بوجهه فصرخ صر.خخة داوت ارجاء المكان
انصدم الناس اجمع حين راو ما حدث مهمين بصدمه
: هل حر.ق نفسه

: ارجوك لا، سبنى
حاولت الابتعاد لكنه اقوى منها بكثير، طلبت النجده لكن لم يتدخل احد
التقط سيخ مشتعل من النا.ر ارتعبت وقالت : لاا.. لاا ارجوك
: تشو.ه بسيط لن يضرك.. لا تقلقى، لن ارفضك بعدها
انهمرت دموعها وهى تبكى بيت يديها لتصرخ فور ملامسته لزراعها وشعر بتأكل جلدها لكن سرعان مع صرختها القويه التف السيخ بين يد الرجل والتصف بوجهه فصرخ صرخخة داوت ارجاء المكان
انصدم الناس اجمع حين راو ما حدث مهمين بصدمه
: هل حر.ق نفسه
: الويل
ظل يصرخ يحاول أبعاد السيخ لكن يده تستمر بالضغط على وجهه، كانت ” رزان” يظهر فى بريق اعينها تنجح الرجل بجنون، جس على ركبتيه ودمائه تسيل مع احتراق جلده حتى توقف متحفظ امفاست الاخيره ثم وقع أرضا وتحرر السيح عن وجهه ليكشف عظام بعدما تأكلت خلاياه
انصدم الناس من تول المنظر ولا يزال ج.ثته ترتجف اثر تنشاجته المتألمه الذى مات بها، وقفت “رزان” على قدماخا وسارت تجاه فتوجهت الانظار حولها
شقت أكمام فستانها المحروق وظهر حرق زراعها الذى لم يكن بليغا لكن ظاهرا.. امسكت السيخ بمعالم تخلو من التعبيرات
خرج الحداد من منزله اثر الضوضاء ليرى سيخه فى يدها، صاح بها بانفعال
: اتركى هذا ايتها السار.قه
فور اقترابه منها حلق معدن متوهج بين النيران وانعطف نحوه بسرعه ليخرج من ظهره مخترق اياها، اتسعت أعين الرجل وقدمه متصنمه لينظر إلى تلك الفجوه بين احشا.ئه المته.الكه وقد رأى مو.تته بأم اعينه لأخر ثوانى له، استلقى ارضا بجانب الاخر
انصدم الجميع وصرخت امرأه بفزع من ما رأته، تحركت هى بضع بوصات ورات فحما محترقا، تحرك وكانما زلزال اصابه، تجت انظار الجميع المصدومه وانصدمو اكثر حين نتوجه الى الرجل المحروق وجهه والتصق فى جسده
اقتربت من اذنه وقالت “رزان” : من فينا الاقوى
لم تجد ردا فانغرست احجار الفحم مع استشاط جلده وعيناها التى تقاد نا.را، حركته على الجانب الأخر وكانما تقوم بشوا.ء وجبه دسمه، تنهمر دمائه متكتله فوق الفحم، تسل.خ جلده بتحاول تفصله عن عظامه
امسك رجالان سكينا مدببه
: لنوقف تلك الساح.ره
: انها شيط.اان
: قااتله
فور تحرك دفعه منها ألقت نظره بطرق اعينها فارتفع ماء مغ.لي انصدمت وقبل ان يتفادوه انقلب عليهم فتراقصو على أقدامهم مع صرخاتهم العاليه وتاكل وجوهم، وقعت أرضا كال.قتله.. ارتجف من كان مجتمع وهناك من تبول على ذاته لفرط خوفه
: اركضو
وفور ان ركضت امرأه فاره وجدت سك.ينا امام ايسر صدرها بظبط محلق فى الهوار، تصنمت مكانها بخوف سمعت صوت أقدام وكانت “رزان” الذى وقفت امامها
ارتسمت ابتسامه على وجهه مخيفه وكانما شيطانا متجسد على هيئاة بشرى
: رائحه اللحم المحتر.ق يعم المكان.. اخبرينى
رفعت عيناها الجافه وقالت : من الاقوى هنا
ارتجفت المرأه وقبل ان تصرخ أدخلت السكين فى قلبها فسكنت قتيله بين يديها وقد امتلأ وجهها من دمائها الدفيئه
كانت “لينا” مصدومه مما تسمعه، لا تصدق تلك الأحداث المخيفه ولا كيف سارت
: لى مدخلتش وسااعدتها
: لو كان بإيدى كنت عملت
: قصدك اى
: انتى استثناء يا “لينا”، حمايتك عهد احنا بنقوم بيه.. المحاربه لا مبتاخدش تعليمات زيك ولا ينفع ندخل فى مهمتها
سكتت وقد ضاقت ملامحها وقالت : بعدين، حصل اى فى بقيت الناس
: مفيش حد نجا منهم
نظرت له بشده استرسل كلامه : “رزان” خلصت على كل عين كانت شاهده على تعذيبها ومدخلتش.. كانت مذبحه شملت ٣٢ شخص، وصل امر من الملك بالقبض عليها بعد معرفة انها سكنت فى بيت التاجر الى قتل.ته، لما وصلت فرقة من الجنود… قتل.تهم زى غيرهم
كانت تسير فى السوق بينما الجميع يتحدث ويباع لكن من يراها يخرس عن الكلام، انها حديث بلادهم.. الساحره”رزان” المطلوبه للعدالة من الدماء التى تملأ ايديها لكل من يفكر فى مضايقتها، لم يستطع احد ان ينال منها ولا حتى حاكمهم ولا جنود ضربت على القتل… عرفت بالسحر الذى لا يقهر
وقفت عند أحد البائعين افسح الناس لها فارين من الوقوف بجانبها ونظرات الكره تملأ قلوبهم
: اعطنى من تلك الثمار
تردد البائع انصدم الجميع وحده على اعطاها ما تريده، امسكته من قميصه بقوه وقالت: الم تسمعنى ايها الثمين
: امتلك خمس أفراد وهذا تعب عملى لإطعامهم، وانتى لا تدفعين شيء
: من اخبرك انى لن ادفع، الثمن هو حياتك
غضب وجهه ونظر اايها قال : سيمسك بك الملك وي.قتلك قريبا
: ملككم يستمر بإرسال جنوده لى ولا يستغرق منى الامر طرفة عين لانهاء حياتهم…. انه لا يرينى وجهه لانه يعرف انها ستكون نهايته كغيره، لم ينال منى ولن يفعل ذلك لانه ضعيف مثلكم
صاح بها بغضب وهو يمسك خنجره الخاص : ايتها المشعوذه
تعلقت يده فى الهواء ولم يقدر على المساس بها، تحجرت اعينه ونظر لها بشده فانحرفت يده شاقه عنقه ليقع ق.تيلا تملأ دما.ئه الثمار
انصدم الجميع ونظرو اليه بصدمه وتهجم وجههم، اخذت احداهم ومسحت الد.ماء بقرف لتقضم قضيه بشراهه وكانما لم تقت.ل نفسا منذ قليل
كاد أن يركض احد فارا فقالت : إياك وان يتحرك احد قبل مغادرتى
فتعلقت قدماه أرضا خشيت من ان يخطو خطوه فتفتك به، التفت ونظرت اليهم قالت
: لعلكم رايتم ما حدث له، لكن لا تعلمون ما قد يحدث لكم ان لم تصغو لى الآن
أشارت على نفسها وقالت : اسجدو لى
نظرو لها بشده، هنالك من ارتجفت ساقيه فى اعتراض لكن سجد لها كما ارادت وهناك من رفض هذا، هؤلاء الناس يحتفظون بوقار انفسهم وعدم تعالى احد عليهم، انهم حتى لم يوقرو الشيطان يوما، هل يورو ساحرة الان.. لكن تمتلك قدره شياطين بحق
كانت تصغى لهم باهتمام قالت : طلبت منهم كده بجد
: القوه مبتكنش حلوه فى كل اوقات، القوه بتغر الواحد للكفر دايما… و”رزان” غرتها القوه الى عندها وملقتش الى يقف فى وشها فعرفت انها الاقوى… هى قدست نفسها زيهم
شعرت بالحزن والخذل وكأنها لم تكن تريد سماا هذا البتا، انها حزينه عليها من بداية قصتها لماذا الآن انقلبت لكره لتلك الشخصيه.. لانها ضعيفه.. ما حدث ليس قوه تظهرها بل هو ضعفها المقيقى
: مكتفتش بتقديس نفسها، امرت شعب كامل يعبدوها.. ادعت الالهيه والى كان يرفض تقتلو عشان تعرف الباقى ان الى هيعترض على كلامها هتكون نهايته الموت، استغلت القدره إلى منحناها ليها بس فى حمايه نفسها ونسيت ازاى ترجع بل استعبدت العالم وبقيت عايزه السلطه.. مات كتير بسببخا واتيتمت عائلات… لحد اما الكتاب رفضها وسلب منها القوه ورجعت عاديه زى اى حد
اندهشت “لينا” وقالت : بعدين، رجععت
: تم عقابها هو سجنها هناك للأبد وعدم رجوعها لعالمها تانى، واجهت مصيرها هناك لوحدها
: حصلها اى
كانت تجلس فى ذلك المنزل التى تقطنه وعيناها مجحوظه للامام بصدمه
: لماذا… لماذا لا ينفع الامر
اطاحت الأغراض بانفعال وكان المنزل فى فوضي عارمه وكأن إعصار قد دمره، طرق الباب بقوه انتفضت معه حين سمعت صوت الجنود الذين يترددون عليها باستمرار
: الم يملو من إهدار جيشهم
ذهبت وفتحت وكان رجال قناه الوجه، دموعها بقوه وقعت وامتلأ وجهها بالغضب
: كيف تتجرأون
ألقت انظارها على سكين لكنه لم يتحرك من مكانه حتى ولم تختل جاذبيه، فقلقت ان يتكرر ما يحدث فى الليالى الفائته
: لا ينفعك سحرك اذا
اخرجت خنجرها وانقضت الى احدهم لكنه امسك يدها بقس.وه واكمل على وجهه لكمه جعلها ترتمى أرضا غير قادره على الرؤيه
امسكوها من زراعها وجروها للخارج لينظر جميع الناس الى ذلك الحدث الذى كانو ينتظرونه بفارغ الصبر ورؤية تلك الساحره مغلقه بالقيود مذلوله
تم سجنها فى قفص بعيد عن اى منطقه سكنيه حتى بعيد عن قصر الملك خوفا على الحاشيه من خطرها، لم يرسلو لها طعاما خلال ثلاث لياليها الذى باتتهم بين الحشرات والكلمه الحالكه.. تضرب رأسها من حين لاخر فى محاوله لاشعال قوتها وكانمة حدث عطل بها. ظنت انه شيء قد ورثته وخلققت به لكن كانت منحه سلبت منها… ظلت تضرب رأيها صارخه بجنون حتى جرحت رأسها ونزفت لكنها لم تكن تشعر حتى خارجت وجدت أرضا بجانب خيبتها ومحاولاتها الميؤوسه
داخل قاعة المجلس كان يجلس الملك على كرسيه ويقف على جانبه الايمن رجل يرتدى ملابس فخمه
كام هنالك أربعة رجال منحني احتراما له
: نعتذر على زيارتنا المفاجأه جلالتك
: ما الامر الذى استدعاكو، اعتقد ان مشكلتكم قد حلت وامسكنا بها.. ما من خوف الان
: الخوف لن يزال من قلوبنا الا بموت تلك الساحره
: ستعدم غدا فى الساحه
: وهذا ما جئنا من اجله
نظر له باستغراب تقدم احدهم وقال : نريد نحن من نحاسبها
: هل هنالك عقوبه اكثر من الموت والتعذيب الذى تعيشه الان
: تريد اشفاء صدورنا، تعلم جلالتك كثير من العائلات تنتظر قتلها بيدها… ونحن منهم، نريد من جلالتك ان تسلمها لنا
صمت ولم يرد عليهم بينما ينتظرون ردا منه وينتظرون الى ذلك الرجل الذى يقف بجانبه حتى رفع رأسه واخبارهم قراره اخيرا.. انحنو له واستأذنو بالمغادره
تحدث ذلك الرمل بعد رحيلهم : اعينهم تمتلك بلانتقام
اوما الملك ايجابا وقال : لذلك لن نستطيع أن نقف فى وجهم
: هل تسمح لى بالمغادره
: اعلان زواجك بعد يومان، لا تنسي خطابك المرسل الى الاميره “جرنال”
: لن انسي ذلك
غادر من القاعه انحنى الحارسان له فور رؤيته وهو يسير فى الممر شارد الذهن، توقف عند غرفه فتح له الحارسان، دخل كان هنالك طفل جالس يتعلم الكتابه وجانبه معلمه يشرح بتبسيط، رأى ذلك الذى دخل فوقف فورا وانحنى اليه
: جلالتك، لم انتبه لوجودك
: كيف يسير الدرس
: انه على ما يرام، يبدو أن الأمير يحظى بذكاء باهر لطفل فى مثل عمره
اومأ بسعاده لسماع ذلك، اقترب منه ليرفع الصغير وجهه ويكشف عن اعينه الرماديه والرموش الكثيفه الذى تعكى اعينه انحناء جميله مع زينته بالحواجب السوداء وكأن ذلك الوجه لولا الكشل عن جنسه لظنو انه فتاه لشدة جماله
ربت على رأسه بابتسامه وقال
: “فرناس”، أحسنت عملا يابنى
: افتحو لى هذا الباب، هياااا… الا تعلمون من هنا
كانت تصرخ طوال الليل ولا احد يرد عليها، حتى انها شكت فى امر وجود احد ظعها، انها لا تسمع سوى صوتها المتواصل.. الجوع اكل معدتها.. رائحه الدماء المتواصل متغلغله فى انفاسها… هل هذه سكرات الموت
مع بزوغ الفجر وكان كيعاد اعدامها، لا تدرى كيف واين سيعدونها، كان هنالك كثير من النار متجمعه لا يحصى عددهم.. الشعب اجمع أتى ليشاهد مقتلها بافظع الطرق بشاعه
كانت مغلله بالقيوم مع جنود تسير وسط الناس ينهروها بافظع الشتائم، اعينهم كالوحوش الذان يريدون تمزيقها اربا، كان من يحولهم عنها هم هؤلاء الجنود الذان يجرانها الى تلك المنصه التى ترتفع درجتين من على الارض، تم تصليب عمود صلب
صعدو بها وقامو بربطها جيدا حوله، تأكدوا من عدم تحركها حتى أثناء تعذيباتها المتألمه، وحين خرج الجنود مبتعدين من هناك تاركين أمرهم لها، صاح الجميع صرخة واحده ودفعو احجار عليها، هنالك مت أصابت رأسها فنزفت، وهناك من اتيت فى صدرها وقدماها الحافيه.. تأذت عيناها وانهمرت دمائها، كان يلقون الأحجار بكل قوتهم ساخطين عليها بالجحيم الابدي
أصبح جسدها مملوء بالاصابات البالغه اثر التعذيب المبالغ، عيناها المفقوعه حتى اذنيها لم تعد تشعر بها
تقد احدهم وملأو الحطب من حولها، كانت تنظر اليهم لتجد من يقف بجانبها التفت إليه بضعف وحين رات ذلك اله الذى تعرفه قالت
: هذا انت
: ترين نهايتك الذى اخترتيها
صمتت وهى تنظر حولها الى هؤلاء الناس
: تمتلكين أمنية واحده لم نحرمك منها برغم ما فعلتيه، هل هنالك ما تودين قوله
: أخى..
خفضت راسها والدموع متحجره فى اعينها : انه نقي لا دخل له بى … اعتنى به ارجوك
: لا تقلقى بشانه، سيكون فى عهدتنا
بعد سماع تلك الكلمات رفعت رأسها الى السماء وقد سالت دمعتها الاخيره براحة تامه لتفتح اعينها وقد عادت إلى سابق عهدهم تملأها المشاعر وبريق برأتها الذى كان قد قت.ل لكن د.فن داخلها
اشتعلت النيران حولها لتلتهم جسدها بأكمله والناس مجتمعين حولها ينظرون إليها وكانما يشاهدون عرضا، ليهللو من ثأر قلوبهم
: لقد مات.ت الشيطانه
هكذا كانو يرددون مطمأنين بزوال الخطر من حولهم حتى بعدما تحولت إلى رمادا تأكدوا من نثره بعيدا فوق التلال لعدم جماع شمل جث.تها فى دار الاخره
كانت تسيل ادمع “لينا” من تلقاء نفسها، مسحتهم بكفيها وقد تأثر قلبها من بشاعة قصتها قالت
: عشان كده كانو عاوزين “فرناس” يسلمنى ليهم بأى شكل ونسيو انه ملكهم
: انتى رعب ليهم
: انا مش “رزان” ومش هكون زيها، مثلها عارفه انها اتعرضت لظلم بس هى ظلمت نفسها اكثر وظلمت كثير، كل الى اذتهم مش نفس الراحل الى كان بيعذبها، غير كفرها وظنت نفسها اله
: عشان كده مكنتش عايزك تستخدميها كتير، خفت تغرك زى ما غرت غيرك
: القدره متهمنيش عشان اتغر بيها
لا يزال حزن قابع داخلها، القصه مؤلمه ولم تظن ان تلك الساحره الذى يدعوها هذا الشعب بذلك انها من عالمها.. ان قصتها ابشع مما ظنت… رحمك الله يا “رزان” لا تعلم هل دعائها سيفيدها بشئ ام لا لكنها تحتاج الدعاء الان
: انا غلطانه مكنش لازم استعملها انا غبيه
: مش “صفيه” الى اتكلمت زى ما انتى فاكره
انفجات كثيرا وقالت : ازاى، المرايا وقعت من الهواء وشافتني أما واثقه
: هى شافت بس متكلمتش، الى قال عليكى حد تانى.. مكنش غرضه انتى كان غرضه “فرناس”
انصدمت وقالت : وهو هيضره بايه
: بحياتي كتير، اولهم ان الشعب ينقلب عليه بانه خاين وبيحميكى وبيضحى بيهم.. ده كفيل يقضى عليه فى لحظه
انتابها رجفه فى قلبها لخوفها الذى ظهر فى اعينها ان يكون فى خطر بسببها قالت
: مين الحده ده ، هو نفسه الى عايز يقتله صح
صمت شعرت بالغضر قالت : قول مين
لم بعطينى اى جواب لكن شعرت بشئ غريب فى حقيبتى فتحتها وتفجأت حين وجدة الكتاب
: بيفكر فيكى دلوقتى
لم تفهم فقال بتوضيح : وجود الكتاب معاكى وسحبك هناك بسبب “فرناس” طلبك فبياخدك الكتاب عنده، خلى بالك يا لينا النهايه قربت
: ايه نهايه
قلتها بخوف ومن كلامه الغريب مثله، لكن الغرابة الحقيقه هى ان الكتاب لم يكن يهتز لم يعيدها وبقيت خائفه ان تكون هناك فى لحظه لكن لم يحدث.. رأت نظرات العجوز ينظر إليها بشده واستغرب شديد ايضا وكأنه لا يفهم ما حدث وقبل ان يغادر مسكت ايده
: ممكن اسالك سؤال كمان
: مبتزهقيش من اسألتك يا “لينا”
: لا، بما انك ممانعتش هسال… ليه قعدت الفتره دى كلها هناك، ليه التوقيت هنا مختلفش زى كل مره ومشي مع احداث الكتاب
: بتسألني انا لى
: عشان أخر مره شوفتك فيها فى القصر قولتلى انى مش هرجع، يعنى كنت عارف انى هطول
: حظرتك متدخليش فى الأحداث
تنهدت منه وقالت : قولتلك مش هسيبه يموت
: وده كان عقابك، وجودك هناك الفتره دى وتوقيت عالمك يمشي بسرعه زى هناك.. الوجع الى حسيتى بيه بعد كل مره بتعملى حاجه خارجه عن مهتمك، ده بيكون الكتاب وبيديكى إنذار
بحلقت فيه بشده وقالت : يعنى الفتره دى كانت عقاب ليا
: كان ممكن متركعيش، متستهونيش، وامشي على التعليمات
: تعليمات اى دى الى امشي عليها، مش لما اكون فاهمه انا راحه هناك لى
: كان ممكن اقولك فى الاول بس دلوقتى لو عرفتى مش هتكوني مسروره
نظرت إليه بريبه من كلامه وكانت تعلم ان الإلحاح لا ينفع مع ذلك العجوز المزيف… هكذا لقيته.. عجوز مزيف، انه ليس له صله بالمسنين
كانت تدرس فى الليل من خلال الملخصات الذى يستمر “معتز” بإرسالها، انه يفيدها بجميع المواد لتجتاز جميع الاختبارت وانتهى تلك السنه الشاقه
تريد شكره كثيرا على اختبارها الأول الذى كان جيدا لها بسببه بالطبع
كانت نفسيتها سيئه من خلال حديثها مع ذلك العجوز، ام ان القصه أثرت فى نفسيتها لدرجه الخوف
ذات يوم كانت نائمه بارهاق فتح باب غرفتها انفزعت من نومها لكن وجدته اخيها فقالت
: “حسام” فى اى، انت مروحتش الشغل
: رجعت عشانك، فى بشره حلوه ليكى
: بشرة ايه
: القصه بتعتك
: مالها
: واخده رقم واحد فى المجالات والكل بيتكلم عليها
انصدمت لكنه اوما برأسه بتأكيد، ابتسم واكمل
: انا مكنتش مصدق سمعت زمايلى بيتكلمو عليها
: زمايلك الى فى الشغل
: مفاجأه مش كده
: كانو بيقولو ايه
: قد ايه فى أسرار فى الروايه وعايزين يعرفوها حتى المدير بتاعى… المدير لقيته بيقرأها رغم أنها مش روايه قصه مصوره بأحدثها
انتفضت من على سريرها لتفتح هاتفها فى عجلت لكنه اعطاها هاتفه على برنامج الفيس بوك وتفاجأت من عدة الاراء التى لا زالت تنهال على الدار
قال “حسام” : مصدقتش ان تاخد المكانه، حتى الكل ابتدا عنده فضول يعرف الكاتبه عشان يسأل يسألوها عن الجزء الجديد ومعاد نزوله
: انا مش مصدقه
: ايوه والله افتحى الاب توب وشوفى الايميل
اخرجت الاب الذى قفلته سابقا واعادت فتحه لتجد اشعارات كثيره مرسله من الدار ويسألون عن تسليم الفصل الجديد، يسألون عن الأسرار وكيفيه حلها.. عن الطبعه الجديده الذى يصورونها اليوم لانتهاء الطبعه الأولى.. القصه ارتفعت فى يوم وليله عن قصص شهيره
نظرة لاخيها الواقف بجانبها، قفزت فرحه وقال
: انة مش مصدقه، خلاص احبطت وعبقت وعرفت أن محدش هييفتحها
: خلصت من كتر ما فى إقبال عليها وفى ناس حجزت الطبعه التانيه خوفا انها تخلص كمان… ها يا “لينا”د الفصل الجديده امتى عشان عايز اعرف المدونه حصلها اى هناك
ابتسمت وقالت : هكتبه، فى حاجات كتير اوى عرفتها وتحتاج تتكتب
: هستنى، زى اى متابع
ابتسم وبارك لها على نجاحها وغادر، كانت سعيده ولا تعلم من اين لهذا ان يحدث أه.. النجاح بالفعل يأتيك حينما لم تعد تنتظره، انه هكذا… تجاهل ما تريده حتى تحصل عليه
لم تهمل دراستها وظلت مركزه عليها فلا تريد اية خسائر، مرت اختباراتها خيراً لكن أثناء سيرها فى الجامعه رأت ما لم تتوقعه، رويتها فى ايدى الطلاب.. فرقه يتناولون الأحداث وفرقة اخرى تقرأ بإنسجام.. ان قلبها يشعر بالسعاده وكانما انجاز عظيم لرؤية أعمالك بين ايدى الناس
: امتى هينزل الكاتب الجزء الثانى
التفت الى “سهيله” صديقتها بدهشه حين وجدتها تحمل قصتها وكان يبرز غلافه بوضوح الذى رأته، لقد كان نصف وجه فرناس لنهاية الغلاف مع ظهور رمز مملكه “غوانتام” يعلو صفحه
: اى ده يا “سهيله”
متقوليش انك متعرفيهاش، انتى بتميلى للحاجات دى اوى، المفروض تعرفيها قبل الكل
: الكل؟!!
: ايوه بصى كده جنبك
التفت بعدم فهم وجدت فتاتين بحملان القصه ويقرأوها ، شعرت ببهجه وابتسمت لكن قالت بإستغراب
: وانتى من امتى بتقرأى؟!
ابتسمت بتلعثم وقالت : من دلوقتى، القصه مصوره بأحدثها يعنى مرسومه وكده فجميله تحسسك انك جواها، عجبتنى بصراحه
ابتسمت لسماع ذلك، انها سعيده للغايه ومتحمسه للقادم
: شكله حلو اوى
سكعت ذلك لتراها تلتمس رسمة هه بين احد الصفحات
: هو مين ؟!
: هيكون مين الملك طبعا ، اه انتى مقرأتهاش ومش هتلاقيها عشان خلصت.. حتى دى خدتها من واحده زميلتي ، بصى.. هو ده الملك
شعرت بالتضايق فهى تعرف من تقصد بتغزلها قالت
: مش حلو
ضحكت وقالت : اه مفهوم ، ما علينا دى مجرد قصه
اجل بلفعل انها مجرد قصه لا تجعلها تغضب كل هذا، أمها تتميز عنهم فهى من تراه بأعينها الحقيقه وليس ورقه دونت بحبر
انتهت اختباراتها على خير وكان اليوم هو آخر يوم لها، قد جهزت قلبها وكمبيوتر المحمول لتدوين الفصل الجديد، ارسلت الدار الأرباح الخاصه بها لم تكن مهتمه بالمديات فاخبرتهم انها تريد طباعه اكثر لذلك فليحتفظو بالمبلغ لطبعه القادمه
كانة جالسه تشاهد التلفاز مع عائلتها، قاطع الصمت “غسان” وهو يقول
: “لينا” معاكى رقم “معتز”
تعجبت لذكر اسمها الان التفت له قالت : بتسأل لى
: عايز اعزمه هنا، كشكر ليه على الى عمله.. مس هو الدكتور بتاعك اكيد معاكى رقمه
صمتت ونظرت الى اخيها الذى نظر لها اومات له قالت : معايا يبابا، هبعتهولك
ابتسمت “هاجر” قالت : فكره كويسه يا “غسان”
لم تعلم ” لينا” ان كانت فكره جيده ام لا، لا يستدعى الامر لعزيمه له فى بيتها، بل باتت تشعر انه صديقها خصوصا بعد ما فعله معها
عادت إلى غرفتها مع كتابها الذى تنتظره الان بفارغ الصبر ان يهتز من جديد، تتمنى الا يطول الامر فهى بحاجه الى العوده
كانت تقطع الخيار مع والدتها فى المطبخ أثناء محاورتهم العديده
: انتى هتعملى الاكل ده كله النهارده يماما
: بطلى رغى وخلصت الى فى ايدك
: بصراحه تعبت من التقطيع ده، هو جاى النهارده ولا اى
: اه
توقفت بص،مه وقالت: اه ايه، هو بابا كلمه ووافق يجى
: ايوه، هيرفض ليه
كادت ان تقع من على الكرسي لكن استعادت توازنها، قلقت “هاجر” عليها وقالت
: مالك
: لا مفيش، أنا معاكى اهو
اعتدلت لتعود إلى عملها فى مساعدة والدتها فى الطعام، رن الجرس لإعلان الزائر الذى قد وصل فتح الباب فعرفت ان اخيها قد استقبله بالفعل اخبرتها أمها ان تغسل يدها وتبدل ملابسها وتذهب له بالشاى
: بيحب القهوه
تعجبت والدتها منها فقالت بتوضيح : اقصد انه بيشرب قهوه كتير فشكلك بيفضلها.. اعمليها بدل الشاى
اومات لها بتفهم خرجت هى وجدت اخيها واقف يتحدث فى الهاتف، ذهبت لتراه جالسا يقلب فى هاتفه وضعت له القهوه قالت
: متخيلتش تيجى
: خيبت ظنك.. كنتى عيزانى أحرج والدك
اخذها منه جلست وهى تنظر له قالت : مقصدش طبعا فرحانه انك جيت، بس متوقعتهاش منك
: كونك كاتبه المفروض خيالك يبقى أوسع من كده
ابتسمت لطن توقفت والتفت له لتجده مبتسم لها قال
: خافيه اسمك ليه يا “لينا”، منى ولا خايفه حد تانى يعرفك
: مش فاهمه بتقول اى
اخرج كتابا يحتفظ به وكانت قصتها فاصابتها الدهشه وقالت : قرأتها
: انتى مش كده
: اه، حسيت ان الى حصل معايا هو قصه لازم تتكتب
: يعنى كل ده عشتيه هناك
: مكنش ده غير فصل يعنى نقطه من حياتى هناك، اظن قرأتك للقصه وفرت عليت انى احكيلك حجات كتير
: دى حقيقه، بس انا مش عايز الى الناس هتقرأه
: مش فاهمه
: عايز الى اتعمدتى تخفيه
اقترب منها وقال : عرفيني حقيقة العالم ده وازاى بتروحى ومين المسؤول… اكيد فى غيرك راح هناك
اندهشت من استنتجاه فهى لم تكن الوحيده الذى ارسلت فى مهمه بل هنالك من يبعثون مثلها
: مبينا اتفاق ودلوقتي جه دورك
: عارفه، استنيت تسألني
: مكنتش عايز اشغلك عن امتحاناتك
صمتت قليلا وهى تنظر له قالت : لى مهتم بالعالم ده كده
: احب احتفظ اسباب لنفسي
عرفت انه يرفض أخبارها فقالت : احسن بردو، شكلك فى بحث علمى وبتستغلنى
أتى “حسام” مع والده فقاطع جلستهم ليعلم على ” معتز” بترحاب شاطرات اياه لحضوره وكان يبادله الابتسامه بإحترام
اخبرتها والدتها ان تذهب لتسعادها فى وضع ال
عام على المائده، كانت تلقى نظرات من حين لاخر عليه فى جلسته مع اخيها ووالدها
كانو يأكلون على مائده واحده، كان “معتز” قليل الاكل وقد لاحظ الجميع هذا
قال “غسان” : الاكل مش عجبك يا دكتور
: لا خالص، أنا بس… بقالى كتير مكلتش اكل من البيت فعجبنى طعمه اوى
نظرت له “ليا” حين قال ذلك
قالت “هاجر” : مش بيطبخلك
صمت لكن نفى برأسه فى ابتسامه ياسه تشوبها الحزن، ناويتها اللحم وضعته فى طبقه بابتسامه وقالت
: خلص اكلك كله، عشان عايزه اعرف رايك فيه
: شكرا
: انا إلى عايزه اشكرك، عشان ساعدت “لينا” فى دراستها.. كنت قلقانه عليها اوى بس هى طمنتنى بسببك
نظر إلى “لينا” التى اشاحت عيناها بعيدا بحرج، ابتسم وقال
: معملتش حاجه
قال “غسان” : ممكن تسبيه ياكل يا ” هاجر”
: اه معلش
ابتسمت وعادت الى مكانها لياكلون مستمتعين بوجبتهم، لاحظت “لينا” ابتسامه الصادقه الذى لا تفارق وجهه، يبدو سعيدا بين عائلتها كثيرا.. كأنه لا يعرف ذلك الشعور قط، انه مع ناس غرباء لكن احب بقائه معهم… دفأ الطعام ليس مثل الاكل فى المطاعم الساخن لكنه ينزل فى معدته كالثلج.. لا يعلم مذاق الروح والمحبه الذى تضع فى يد من يعد الطعام لاحبابه… كوالدة “لينا” بضبط، اعدته بكل حب
كانت واقفه عند الشرفه تنظر فى الحديقه لرؤية عائلتها التى اعتادت ” معتز” بسهوله لتكلمه معه با باريحايه، “حسام” يبدو وكأنه صديقه يعرفه منذ يوم ولادته
: يعنى لو جيتلك زياره فى ندوه فى كنده، هترحب بيا
: اكيد
: خلاص يبابا انا هتجوز واروح اعيش هناك
قالت “هاجر” : لما اموت ابقى اسافر
: لى كده يماما، معلش اصل انا ابنها الوحيد وكده
ضحكو عليها ونكزته والدته من كلامه، ابتسمت “لينا” وعادت إلى الاب توب الخاص بها فلقد انتهت من الفصل الجديد وشارفت بإرساله… كان منتهى بكلمه موضوعه وتعلو عنوان الصفحه “رزان”
خرجت لتحدث اخاها لكن وجدتهم واقفين متمسكين ببقاء “معتز” فعلت انه سيغادر
: فرصه تانيه، تسلم ايد حضرتك على الاكل
ابتسمت بخجل وقالت : العفو
قال “حسام” : استنى هوصلك
: مفيش داعى، معايا عربيتى
: اه منا شوفتها، أنا بقول اوصلك عشان متروحش لوحدك.. عيبه فى حقى احنا بقينا صحاب
ابتسم وذهب سويا لكن قابلا “لينا” عند الباب ظنو انها اتيت لتوديع “معتز” لكن قالت
: “حسام” كنت محتجاك تاخدنى لدار للفصل الجديد
تعجب كثيرا من حديثها امام “معتز” عن قصتها قال
: هاتى انا هوديهالك
: لا عايزه اروح أنا
تعجب منها تدخل “معتز” وقال : تعالى معانا، ادينى العنوان بس
: تمم فكره كويسه
سبقهم للخارج نظر اخيها إليها باستغراب لم تهتم وذهبت جلست فى السياره من الخلف واخيرا بجانبه، تابعت الطريق عبر النافذه متجاهله حديثهم، لقد كذبت عليهم انها ارسلت الفصل للدار بالفعل لكن لم تكن تريد ترك اخيها معه.. او لعل الفصول اخيها لمعرفة اي النقاشات ستأخذهم
قال “حسام” : انت ساكن فين يا “معتز”
قالى”معتز” : المعادى
: فين المعادى، عارف الشوارع كلها
قبل ان يتحدث رن هاتفه برقم غريب حين رد تبدلت ملامحه فتعجبو من ما يسمعه
: تمم شكرا انا جاى
أنهى مكالمته ليساله “حسام” : فى ايه
: اتصل جارى وبيقول ان سمعو صوت من البيت وشافو ميا متسربه، انا بعتذر بس انا مضطر اروح تقدرو تاخدوا العربيه وأنا هاخد تاكسي
: ناخد اى يابنى استنى هنيجى معاك، مش مستعجلين بس نطمن الدنيا عندك عامله ازاى
نظر إلى “لينا” اومات بموافقة وقالت : “حسام” بيتكلم صح
صمت من اصرارهم اوما له وقاد سيارته متوجه إلى منزله، ترجل ليدخل سريعا برفقة “حسام”
ترجلت “لينا” ولحقت بهم وجدت الحديقه مغترقه بالماء، ذهب “معتز” ليعرف مصدر تلك الحادثه فوجد أنحد الانابيب قد تلفت واحدثت تلك الفوضى
قال “حسام” : هتصل بشركة التأمين بس لازم نوقف الميا دى
: هروح اقفل المحبس
اوما له بتفهم وذهب، تابعتهم “لينا” من بعيد وهى تسير تعثرت فى الطين الرخو واتسخ حذائها، تنهدت ورات “معتز” مشغولا مع اخيه فذهبت هى للحمام التى تعرف طريقه منذ المره الفائته، غسلت يدها جيدا واخذت ممحاه
خرجت من هناك وظلت تنظر إلى المنزل قليلا وكانها تلتمس شيئا نحوه، كأنها ليست المره الأولى تدخله.. بل هناك علاقه قويه تربطها هنا
ذهبت من هناك لكن رأت غرفه اخذتها قدماها لهناك، وكان يبدو أنها غرفة “معتز” حين رات مكتبه يتوسطه هيكل لكره الارضيه على المنضده، ادارته باستمتاع وسارت قليلا لتجد مضرب تنس خلف الكمود، امسكته وهى تمرر اناملها عليه لكن سكعت صوت جعلها تتركه وتعيده إلى مكانه مجددا
التفت لتغادر لكن توقفت قدماها امام ذلك الكمود الذى تقف بجانبه حيث كان برواز صوره مستند عليه، امسكتها لتلقى نظره عليها لكن تحجرت عيناها وتحولت معالم وجهها لصدره تحتاجها لدرجه ان انفاسها كادت ان تنقطع من هذا الوجه الذى تراه
فتاه فى العقد العشرين مع طفل فى الخامسه من عمره… لم تكن الفتاه غريبه عليها، انها تعرفها جيدا لكن مع اختلاف تلك النظره اللطيفه الذى فى الصوره… أنها “رزان”
: “لينا”
رفعت اعينها لتجد “معتز” واقف عند الباب ينظر ألمها باستغراب والى الصوره الذى تمسكها بقوه مع ارتجاف يدها
: بتعملى اى هنا
: مين دى الى فى الصوره، الطفل الى فى الصوره دى انت
اقترب منها بعدم فهم ليلقى نظره قال : اه
: تعرفها منين، قريبتك؟!!
مع دقات قلبها الخائفه تنتظر رده لكنه نظر لها بنظره لم تفهمها وقال
: اختى
وقع البراوز من يدها بصدمه فتهشم الزجاج.. لقد حدث ما لم تتوقعه يوما، شقيق “رزان” انه ذلك الطفل… انه “معتز” الآن

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سرداب غوانتام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *