روايات

رواية حب مقيد الفصل الرابع 4 بقلم سمية أحمد

رواية حب مقيد الفصل الرابع 4 بقلم سمية أحمد

رواية حب مقيد البارت الرابع

رواية حب مقيد الجزء الرابع

حب مقيد
حب مقيد

رواية حب مقيد الحلقة الرابعة

_عجبك كده يا نوح!.
بصلَها بطَرفَ عُيُّونهُ وقال بإبتسامة:
_”كُنت بحاول أفُض الخناقة مش قصدي أتخانق وأخربها”.
حركت رأسها بيأس بسبب مُشاكستهُ رغم إنهُ كُبر إلا أنهُ مازال نفس الشخصية، بدأت تعقم الجرح فيّ صمت تام منها ومنهُ في وجُود مامت نوح و أختهُ وهبة.
_”قُولنا بَقِيّت شاب عاقل، لكن لسه زي ما أنتَ أول ما تحصل خناقة تروح تجري، يبني أنتَ جسمك متعبكش من كُتر الجُروح اللِّي فيه!.
هدرت بِتلك الجُملة فاطمة مامت نوح بضيق، أبتسم نوح بِحُب لها وقال بُهدوء ومشاكسة:
_”يا فطوم الخناقات عايزة رجالة وأنا دمي حامي يعني أي أشوفهُم بيتلموا علىٰ الولد وأسكت، أنتِ مربتنيش علىٰ إني أشوف ضعيّف محتاجني ومحتاج المُساعدة وأمشي، قولتي مد إيدك يبني مش ده كلامك يا فطوم ولا بيتغير لما بتعب!.
ضيقت عُيُّونها، وقالت بيأس من طبعهُ مُصاحبه لإبتسامة:
_”اه اه منك يا بكاش، بتعرف تأكل بعقلي حلاوة زي أبوك، عيلة بكاشة بصحيح.
ضحك بِكُل صوتهُ وقال بهزار وغزل:
_”دي حلاوتك يا فطوم، والله طلع كُل ما بِتَكبر بتحلو فعلًا يا فطوم!.
برقت بصدمة وقالت بتحذير:
_”أحترم نفسك يا قليّل الأدب.
ضحك الكُل فيّ أجواء دافئة، خلصت ليلىٰ تعقيم الجرح قالت وهيا بتقفل علبة الأسعافات:
_”بُكرة الصُبح هاجي أغيرك علىٰ الجرح، وبليّل مرة وبأذن الله تخف بسُرعة، متنساش تأخد العلاج اللِّي جبتهُ، تتعشي وتأخد العلاج وتنام تمام!.
_”ما أغسل سناني بالمرة وأشرب لبن علشان أكبر بِسُرعة.
همست بتحذير:
_”نوح!.
_”هو أي اللِّي نوح هو أنا أبنك، أنا خطيّبك كُلها أسبوع وهبقي جوزك متشليش اللِّي جابوني أنتِ التانية.
غمضت عُيُّونها وأخدت نفس عميّق قالت بهُدوء:
_”عايّز أي يا نوح.
_”توافقي نكتب الكتاب قبل ما أنزل الخدمة.
وسعت بؤبؤ عيّنيّاها بصدمة، قالت بتهته:
_”ء ء ء ء أنتِ بتقول أي!.
أوما بهدُوء لِيقُول بأبتسامة مُستفزة:
_”معلش أصل أنا بتكلم فرنكوا.
_”أنتَ شايف ده وقت هزار.
_”أنا شايف إنك لو مسكتيش هقوم أعجنك فيّ بعضك يا ليلىٰ.
تأففت ليلىٰ بضيق، وهمست بصوت مُنخفض:
_”همشي ونشوف الكلام ده بعديّن يا نوح!.
مستنش ردوه وسحبت هبة من إيّديّها ومشيّوا من غِيرّ أي كلمة زيادة.
…………………………..
_”أنتِ غبية يا ليلىٰ.
هو في راجل بيتعاند يبنتي!.
نفخت بضيق وقالت بنرفزة:
_”هو اللِّي بيعصبَنِي يا ماما، يّعني ملبسِين الدبل أمبارح يقولي النهاردة عايّزين نكتب الأسبوع اللِّي جاي.
هيا وكالة من غِير بواب ولا سلق بيض هو.
قربت مِنها عائشة وهمست بضيق من بنتها:
_”أنتِ ليكِ خال أهبل يا بت!
أنتِ عبيطة صح!
أكيّد طالعة عبيطة وغبية لعمتك هيكون لمين يعني.
ربعت إيّديّها بضيق وبصت قُصادها، رن المُوبيل وكان نوح، سحبت من جنب مامتها بِهُدُوء، دخلت أُوضتها وقفلت علىٰ نفسها.
_”عامل أي دلوقتي طمني عليك.
سند ظهرهُ علىٰ السرير وقال بإبتسامة:
_”الحمدلله بخير، أنتِ أخبارك أي يا باشا.
أبتسمت بِغُلب من طريقة أسلوبهُ اللِّي مُستحيّل تتغيّر:
_”الحمدلله كويسة.
_”بُكرة بعد ما تغيريلي علىٰ الجرح هننزل نجيب الحاجات علشان كتب الكتاب.
كورت إيّديّها بضيق:
_”برضو يا نوح!
طب أستني لما تنزل الأجازة اللِّي جاية.
مينفعش نتسرع فيّ حاجة زي دي.
حاول يتحكم فيّ أعصابهُ وقال بِهُدُوء مُصطنع:
_”مفيّش تسرع ولا حاجة يا ليلىٰ وإحنا مش بنعمل حاجة غلط ولا حرام إحنا هنكتب الكتاب، علشان متقوليّش ضوابط الخطوبة أو غيرهُ، أنا واخد الحركة دي علشان فاهم دماغك فَـ بلاش عناد.
_”أنا مش بعند يا نوح، بس مينفعش كُل حاجة تيجي بالسُرعة دي!.
نوح إحنا الخطوبة كانت أمبارح لو مش مُتخيّل يعني، يعني لسه محتاجين وقت علشان نأخد خطوة كبِيّرة زي دي.
بدأت قشور هدُوء تختفي تدريجيًا ليهدر بغضب من عنادها:
_”ليلىٰ إحنا منعرفش بعض من أمبارح ولا من كام ساعة!.
هو اي اللِّي محتاجين وقت نعرف بعض يا بنت الناس اوزني كلامك وقولي كلام يدخل العقل!.
هو أنا بقولك تعالي نكتب من ورا اهلك ولا بقولك الفرح بُكرة!
بدأت الدموع تتكون فيّ عَيّناها لِتقول بصوت مكتوم بالبُكاء:
_”الخطوة كبيرة اوي عليّا يا نوح.
انا حاليًا مش جاهزة للخطوة دي.
قدر الخوف اللِّي جوايّا شوية لو سمحت.
غمض عُيُّونهُ بضيق من نفسهُ لِيقول بجدية:
_”أنا لسه قافل مع عمي مُحمد، و وافق علىٰ الموضوع ومعندوش مانع محدش مُعترض غيرك يا ليلىٰ.
برقت بصدمة لِتقول بضيق:
_”أنتَ كلمت بابا من قبل ما أوفق او تقولي!.
ضيق عُيُّونهُ بأستغراب:
_”وفيها أي يا ليلىٰ بعرف باباكِ لحد ما ترضي عليّنا يا بنت الناس.
كورت إيّديّها بعصبية وقالت بخفوت وضيق:
_”هو أنتَ هتتجوزني ولا هتتجوز بابا؟!
مش المفروض تكلمني الأول علشان تاخد الخطوة دي.
بتعمل الخطوة دي من غير ما تعرفني ليه؟!.
زعق بضيق بسبب أسلوبهُ المّستفز:
_”ليلىٰ أتعدلي بدل ما اعدلك مالك فيّ أي؟!.
نزلت الدموع من عيناها وقالت بِكُي:
_”ماشي يا نوح اعمل اللِّي أنتَ عاوزه سلام.
قفلت الخط فيّ وشهُ، حدفت المُوبيل علىٰ السرير بعصبية، بدأت تعيط بضيق منهُ ومن أسلوبهُ المُتحكم الخنيق، سمعت صوت المُوبيل بيرن وكان نوح، قفلت المُوبيل نهائي وقعدت علىٰ السرّير بضيق.
خبطت عائشة علىٰ ليلىٰ، دخلت وقالت بهدُوء:
_”قفلتي المُوبيل ليه؟!.
مطلعة روح الولاه ليه؟!.
رفعت حاجبها وقالت بتوجس:
_”لاقيتيني علىٰ أنهي باب جامع يا شوشو!.
بجد أعترفي!.
_”أعقلي وبلاش تأخدي الموضوع علىٰ صدرك أوي.
مش هيحصل حاجة لو كتبتي الكتاب.
حاولي تفهميه وجهة نظرك وبلاش عند علشان لو عنادتي هيعند هو كمان.
خد الأمُور بسلاسة وهدُوء وهتلقيه زي الخاتم فيّ صُابعك، هُما كده الرجالة تِيّجي معاهُم بالموسايّسة والهدُوء يبقي كلامك أوامر، لو حاسوا بنبر أمر أو إجبار فيّ كلامك أو حتي بتعندي فَـ وقتها هتأخدي علىٰ دماغك.
غمزت ليلىٰ بمرح وقالت:
_”خبرة يا شوشو.
وأنا بقول بابا مش بيرفض طلب لماما ليه يا خلبوصة أنتِ.
قلعت الشبشب من رجليّها وحدفتهُ علىٰ ليلىٰ:
_”يا قليلة الأدب أتلمي.
مسكتهُ ليلىٰ بمهارة أطلقت ضحكة رنانة وقالت:
_”مش بقول الحقيقة؟!.
_”قومي أنزلي نوح تحت البيت مستنيكِ.
رفعت كتافها ببرود:
_”مش نازلة خليّه يمشي.
ضربت عائشة كف بكف وقالت بصدمة:
_”شوف الغبية.
بقالي ساعة بكلم الحيّطة يبنتي أنتِ بيجري فيّ دمك العند مرة.. مرة أعملي حاجة من غيّر ما توجعي قلبي.
_”يا ماما مش عايزة انزل بجد، لو نزلت هنيل الدنيا وهنتخانق اكتر.
_”وهو مش راضي يسيبك تتخمدي زعلانة.
_”بابا عارف؟!.
_”إخد الأذن منهُ معاكِ عشرة دقايق لو اتأخرتِي ثانية هتترني علقة أنتِ وهو.
لبست الإسدال ونزلت والعصبية ظاهرة علىٰ ملامحها.
_”بتقفلي المُوبيل فيّ وشي يا ليلىٰ!.
ربعت إيّديّها بضيق وقالت:
_”عايز أي؟!.
_”بلاش قلبة الوش دي علشان مش هتجيب معايا نتيجة بالعكس هتخليني انكد عليكِ.
بصت عليّه بضيق وقالت:
_”أرقعلك هنا ضحكة علشان تتبسط صح؟!.
_”والله يا مُزة هتأكلي وقتها قفا يخليكِ تلبسي فيّ الحيّطة.
ضغطت علىٰ أسنانها بعضبية وقالت بتحذير:
_”نوح؟!.
غمز بمرح وقال بِمُشاكسة:
_”يا باشا بحب أرخم عليكِ، وبعدين والله متربي بس لساني ده مجهود شخصي مني مالوش علاقة بتربية أهلي.
ضربت كف بكف وقالت بقلة صبر:
_”ربنّا يهديك يا نوح.
قال بجدية وصرامة:
_”تعالي نتكلم بالعقل والمنطق.
مش موافقة ليه!.
أي السبب اللِّي مخوفك من الخطوة دي!.
غمضت عُيُّونها ورجعت فتحتها تاني، أخدت نفس وحبستهُ جواها قالت بتوهان:
_”أنا خايفة.
خايفة من العلاقات الفاشلة اللِّي بشوفها حواليًا.
خايفة أشيل أسم مُطلقة وأنا متجوزتش أصلًا!.
خايفة من المسؤولية دي، خايفة أفشل فيّ الجواز.
خايفة أبقي زوجة فاشلة أو ام فاشلة الشعور ده جوايا بيطردني علطول يا نوح.
أنا وافقت علىٰ الخطوبة علشان خايفة تضيع مني زي زمان، بس أنا لسه جوايا الخوف ده ومش عارفة أتغلب عليّه.
أنا آسفة بس مش قادرة أتحكم فيّ خوفي.
أبتسم وهو بيحاول يبث الطمأنينة جواها:
_” العلاقات اللِّي حواليكِ مش شبهنا.
السحبة مش زي حسبتنا.
أنا وأنتِ غير.
أنا فاهم ومقدر خوفك يا ليلىٰ وطبيعي أي حد بيخاف من الخطوة دي لإنها بداية حياة جديدة.
ليلىٰ هو أنتِ عُمرك فشلتي فيّ حاجة.
قالت بتردد:
_”فيّ حاجات ولا حاجات.
قال بنفي وتأكيد:
_”ابدًا يا ليلىٰ.
أنتِ أشطر واحدة عرفتها.
علاقتك مع أهلك صُحابك قرايبك مع عائلتي وجدو ومعايا تحديدًا.
أعتقد مفيّش حد بالشطارة دي كُلها هتكون أم و زوجة فاشلة خالص.
بُصي علىٰ علاقاتك مع أطفال العيلة وشوفي نفسك حنينة عليهُم وبتحبيهُم أزاي، دول بتحبيه وحنينة عليهّم وهما مش ولادك ما بالك لو ولادك وحتة منك، أكيد هتبقي أحن.
ليلىٰ أنا واثق فيكِ وهفضل جمبك لحد ما يختفي الخوف اللِّي جواكِ لو وصلت إنك تتعرضي علىٰ مُعالجة نفسيّة علشان تحاربي خوفك هنأخد الخطوة دي، ليلىٰ لو وقعتي فيّ يوم فَـ أنا جنبك كصديق وحبيب قبل ما أكون زوج.
أبتسمت بِحُب وقالت:
_”هو مُمكن أعترف وأقولك بحبك؟!”.
أبتسم نوح وقال بنفس نبرة الصوت:
_”كُل الأوقات مُتاحة لكُل ما هو لطيف.
مُمكن أوي.
_”هروح أجيب حاجة من العربية وراجع بِسُرعة خليكِ هنا.
أومات بِهُدُوء وفضلت مكانها، رجع بعدها بتلات دقايق وفي إيّده ورد.
وقف قُصادها وقال بحنية:
_”اللِّي ميدهيش ورد وقت الخناقات ومن غير أسباب لحبيبهُ مَيّعرفش يعني أي حُب.
أبتسمت بِحُب عرف أزاي يطمنها ويحتويها، قدر يمتص غضباها وعصبيتها وعنادها بكام كلمة بس! الحيّاة بتبقي أخف وأحن وأجمل لو مليانة حنية غاية المرء إنهُ يقابل حد حنية عليّه أكتر من نفسهُ.
_”واللِّي متحابشّ بعيُون نوح ميعرفش يعني أي حُب وحنية وأمان.
أبتسم ويدوب هيتكلم، جت بنت وقفت جنبهُ وقالت بإبتسامة وفرحة:
_”نوح!.
أزيك عامل أي؟!.
برقت ليلىٰ بصدمة وقالت بصدمة وغيّرة:
_”إزيك وعامل أي فيّ جُملة واحدة!!!!!.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حب مقيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *