روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل العشرون 20 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل العشرون 20 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها البارت العشرون

رواية عشقت خيانتها الجزء العشرون

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة العشرون

🔶🔸 لم الشمل ..🔸🔶
صباح اليوم التالى ….
وما كان من ساعات الليل إلا حملاً جثى فوق قلبه المحترق وهو جالس بشرفه شقته منتظراً حلول الصباح بصبر زهيد …
قطعت خطوط الشمس ذلك السواد الأعظم من الليل لتنجلى ببريق النور ليتحفز “عمر” أخيراً للذهاب لتلك المكتبه التى كانت تعمل بها “نسمه” ….
هبط درجات سلم بنايته بتعجل غير قادر على الانتظار أكثر من ذلك ، قابله “وائل” يقطع طريقه فهو يعلم صديقه جيداً وأنه لن ينتظر أكثر من ذلك …
_ إيه يا “عمر” حتروح من غيرى ولا إيه …؟!!
_ جاى معايا يلا بينا … أنا مفييش حمل للكلام …
تبعه “وائل” لاحقاً به وهو يسرع بخطواته فلا يمكنه تركه وهو بتلك الحاله المضطربه فربما يتصرف بتهور غير مطلوب بالمرة …
_ على مهلك يا “عمر” … أنتى بتجرى بسرعه كدة ليه …؟؟؟
_ بقولك إيه حتعطلنى إتكل أنت على الله أنا معدتش مستحمل …
_ ماشى حعديهالك المرة دى … بس خليك هادى مع الراجل ليخاف منك وميرضاش يقولك حاجه عنها …
_حاضر ..حاضر … أمشى بقى إتأخرنا ….
قطعا مسافه كبيرة حتى وصلا أخيراً لمكتبه العم “متولى” لينظر “عمر” نحوها بإحباط شديد وهو يرى أبوابها مازالت مغلقه ليهتف “عمر” بتذمر شديد ونبره صارخه لنفاذ صبره من الإنتظار …
_ اااااااه … إيه الحظ ده …!!!!!
_ معلش يا “عمر” .. أصبر شويه .. إحنا برضه جايين بدرى أوى ..
تهدج صدره بنهج شديد وهو ينظر بساعته قائلاً …
_ بدرى إيه دى الساعه بقت تسعه هو فيه مكتبه بتقفل لحد دلوقتى ….؟!!!!
_ الغايب حجته معاه … أصبر شويه …
____________________________________
بعد قليل ..
مع إنتظار “عمر” و “وائل” على مضض تقدم كهل كبير تجاه المكتبه مخرجاً سلسال تحمل العديد من المفاتيح ليبدأ بنزع الأقفال وفتح أبوابها ….
ضرب “عمر” “وائل” بظهر كفه منبهاً إياه للنظر تجاه المكتبه ليتجها صوبه من فورهما …
ألقى “عمر” التحيه بتلهف للحديث مع عم “متولى” …
_ السلام عليكم ..
إلتفت عم “متولى” تجاههم ظناً منه أنهم بعض الزبائن مردفاً …
_ وعليكم السلام … ثانيه واحده أفتح الباب و أجيب لكم إللى أنتوا عايزينه …
_ لا .. ااا … إحنا كنا عايزين حضرتك فى موضوع كده … ممكن ..؟!!
_ اه يا أبنى أهلاً وسهلاً … إتفضلوا …
فتح عم “متولى” أبواب المكتبه ليدلف بخطوته البطيئه إلى داخلها أولا وهو يدير مفاتيح إنارتها طالباً منهم الدخول إلى داخل المكتبه …
_ تعالوا … إتفضلوا ….
قرب عم “متولى” مقعدين من البلاستيك نحوهما ليجلسا أولاً ثم تبعهم هو الآخر بالجلوس بتحفز لما يريداه منه هذا الشابان الغريبان عنه …
أشار “وائل” لـ “عمر” بالصمت ليتولى هو الحديث مع عم “متولى” حتى لا يسترب فى أمرهما بسؤالهم عن “نسمه” ….
_ لو سمحت إحنا كان لينا طلب عند حضرتك … أو بمعنى أصح سؤال ….
_ إتفضل يا بنى … لو أعرف أجاوبك و أفيدك مش حتأخر …
تحفز “عمر” بجلسته ليتقدم بجزعه نحو عم “متولى” ليسأله بتوتر …
_ إحنا … أأأ …
قاطعه “وائل” على الفور …
_ إحنا زمايل “نسمه” فى الكليه وعرفنا إن حصلت مشكله مع أخوها وطردها لما البنات زمايلنا جم سألوا عليها … وكنا عايزين نعرف من حضرتك .. لو هى يعنى راحت عند حد من قرايبها … عشان نطمن عليها ونطمن أصحابها ….
أجابهما عم “متولى” بإشفاق كبير على حال “نسمه” فهى لا تستحق مثل تلك المعامله القاسيه التى تلقتها من “حسن” …
_ اه والله يا بنى كان فيه مشكله بينها وبين أخوها .. وللأسف هى راحت تقعد عند خالتها ..
تهللت أسارير “عمر” بإبتسامه رائعه وهو يرى تقلص المسافه بينه وبينها وأنه على مقربه أخيراً من إيجادها ليتسائل بتلهف …
_ خالتها .. !!! …طيب هى فين أو ساكنه فين يعنى ..؟؟
_ والله يا أبنى أنا مش عارف هى ساكنه فين ….
ليعود الإحباط واليأس مرة أخرى لقلبه و يضم شفتيه بضيق معقباً …
_ إيه …. متعرفش مكانها !!!! ؟؟
_ بس معايا رقم تليفونها لو حبيتوا تاخدوه تتصلوا بيها تتطمنوا على “نسمه” ….
عادت الإبتسامه مرة أخرى على ثغره هاتفاً بفراغ صبر …
_ اه طبعاً … ده كفايه اووووى .. بعد إذن حضرتك ممكن الرقم …
أخرج عم “متولى” هاتفه وأخذ يبحث عن رقم أم “ريم” خاله “نسمه” …
_ أهو يا أبنى .. هو الرقم ده …
تناول “عمر” الهاتف من عم “متولى” و سجل الرقم بهاتفه من ثم أعاد الهاتف مره أخرى لعم “متولى” الذى أتم مهمته بالنسبه إليه على خير وجه ليستأذن بالإنصراف مع “وائل” بعدما تحصل على مبتغاه ….
_ شكرا يا عم “متولى” … شكراً أوى ….
_ بعد إذن حضرتك …
_____________________________________
فى الطريق ….
كاد أن يقفز فرحاً بحصوله على رقم هاتف خالتها ، هو من يقال عنه الثقيل الرزين ، أودت “نسمه” بنقائها ورقتها بكل ذلك عرض الحائط بعد أن تملكت من قلبه الذى لم تجرؤ سواها على إقتحام قلاعه ….
هتف بسعاده غامرة …
_ أخيراً يا “وائل” حوصلها … مش قادر أستنى بصراحه …. أنا حكلم خالتها دلوقتى وأروح لها …. لازم أروح لها حالاً ….
كان وجود “وائل” إلى جوار عمر كناقوس محذر له عن تلك العاصفه الهوجاء التى أطاحت برزانته وسيطر قلبه المتلهف وبقوة ….
_ تروح فين ….؟؟؟ إهدى كدة وبالراحه … إحنا ليه بدرى أوى يا “عمر” … أصبر شويه دى الساعه مجتش عشرة ….
_ لا مش حقدر .. أنا حكلمها و إللى يكون يكون بقى …
أخرج هاتفه ليدق برقم الهاتف الخاص بأم “ريم” لتجيبه بعد عده دقات …
_ السلام عليكم …
_ وعليكم السلام … أم “ريم” معايا …؟؟؟؟؟
_ أيوه … مين معايا …؟!!!!
_ اااا … إحنا زمايل “نسمه” فى الكليه وجبنا الرقم من عم “متولى” .. وكنا عايزين نيجى لحضرتك ممكن بس العنوان …
_ اااه …حاضر … العنوان هو ………
_ تمام إحنا جايين لحضرتك على طول ….
بمجرد إنهاء “عمر” للمكالمه توجه على الفور بصحبه “وائل” إلى عنوان أم “ريم” الذى لم يبعد الكثير عنهم ….
____________________________________
بنفس الوقت تفكرت أم “ريم” عمن يكون هؤلاء اللذين يسألون عن “نسمه” لتتوقع بذكاء بعدما عرفته من “نسمه” أن هذا لابد أن يكون “عمر” لتهمس لنفسها بتمعن …
” شكله هو ده (عمر) … مش عارفه أقوله مكانها ولا لأ ؟؟؟ … بس هى كانت مش حابه خالص إنها تشوفه تانى …. وأنا مينفعش أتعبها .. طالما كان بيلعب بيها مش حسمح له إنه يلعب بيها تانى …. مش حقوله مكانها .. وهى لازم تنساه وتعيش حياتها مع الأحسن منه ….. ماله (ياسر) إبنى .. حيحفظها ويصونها ….بس يا ريت توافقى يا (نسمه) .. يا ريت …”
____________________________________
المنيا …
الحديقه …
جلس الحاج “صالح” على أحد تلك المقاعد الخيرزان المرتبه بعنايه وقد توسطت تلك الجلسه منضده دائريه مصنوعه أيضاً من نفس النوع تعلوها دائره زجاجيه زادت من جمالها …
نظر “صالح” للأعلى تجاه شرفه الغرفه التى تقيم بها “نسمه” الآن والتى كانت غرفه والدها من قبل ….
تملكه شعور بالسعاده فأخيراً حفيدته عادت مرة أخرى إلى أحضان عائلتها لتحيطها برعايه و إهتمام حرمت منه عمرها كله …
قرر الحاج “صالح” تعويض هذه الفتاه اليتيمه عن كل ما حرمت منه ..
بدايه بالملابس والإحتياجات الخاصه والمال … وأشياء أخرى أيضاً يرتبها برأسه .. لكن لم يحن وقتها بعد ….
صاح الحاج “صالح” منادياً بتساؤل …
_ها يا “مدحت” عملت إيه فى إللى قلت لك عليه ….؟؟
_ بالنسبه لشهاده الميلاد الجديده للأنسه “نسمه” … هى إن شاء الله حتتعمل بس حتاخد شويه وقت .. بس متقلقش يا “صالح” بيه … وبالنسبه للحاجات إللى حضرتك طلبت إننا نشتريها … فالموضوع ده تم يا حاج وكله تمام وكل حاجه جاهزة فى العربيه ….
_ كويس أوى …
ثم إستدار نحو الباب الزجاجى الكبير منادياً …
_ يا “عبد القادر” …
أقدم “عبد القادر” تجاه الحاج “صالح” مهرولاً ملبياً لنداءه …
_ أفندم يا حاج ….
_ خد الحاجات إللى فى عربيه الأستاذ “مدحت” وطلعها أوضه الست “نسمه” أنت و”سعيده” مراتك وعلى الله أسمع إن “سعيده” أزعجت الست “نسمه” وصحتها من النوم … عايزكم تحطوا كل الأكياس دى فى الأوضه من غير ما تحس ….. فاهم ..؟!!!
_ فاهم يا حاج … ولا حتحس بينا واصل ….
صعد كل من “عبد القادر” وزوجته “سعيده” يضعان الحقائب البلاستيكيه العديده أمام غرفه “نسمه” …
وحين إنتهوا فتحت “سعيده” باب الغرفه بهدوء شديد لتتسلل إلى الداخل بخفه على أطراف أصابعها ، بدأت بوضع الحقائب واحده تلو الأخرى بهدوء تام إلى جوار خزانه الملابس …
أتمت مهمتها على أكمل وجه لتخرج من الغرفه متسلله مرة أخرى خوفاً من أن يعنفهم الحاج “صالح” إذا إستيقظت “نسمه” …
امتلأت أرضيه الغرفه عن آخرها بالعديد والعديد من الحقائب البلاستيكيه دون أن تشعر “نسمه” بشئ مطلقاً ….
____________________________________
شقه أم ريم …
فور أن وصلا “عمر” و “وائل” إلى تلك البنايه التى تقطن بها أم “ريم” صعد “عمر” درجات السلم راكضاً إلى الأعلى ومن خلفه “وائل” يحاول لحاقه لاهثاً ….
بعد أن دق “عمر” جرس الباب فتحت إمرأه أربعينيه الباب تشبه “نسمه” إلى حد بعيد ، تطلعت بهم جيداً ثم رحبت بهم على الفور …
_ أهلاً وسهلاً .. أنتم زمايل “نسمه” … صح .. ؟؟!!!
_ أيوة …
_ إتفضلوا …
أشارت لهم أم “ريم” بالدخول ليدلف “عمر” إلى الداخل بتلهف شديد وهو يتسائل عنها …
_ أمال فين “نسمه” ؟!!! … اا .. إحنا بس عايزين نطمن عليها …..
نظرت لهم أم “ريم” بتفحص …
_ مش أعرف أنتوا مين طيب الأول ….؟؟
_ أنا “عمر” … وده “وائل” … زى ما قلنا لحضرتك إننا زمايل “نسمه” فى الكليه …
بعد تأكدها من هويه “عمر” وأنه بالتأكيد “عمر” الذى تقصده “نسمه” أردفت بإصطناع عدم المعرفه …
_ اااه … طبعاً طبعاً …. بس أنا مش عارفه فين “نسمه” ..
وقف “عمر” مندهشا مصدوماً ….
_ إيه … ؟؟ … إزاى يعنى .. عم “متولى” قال إنها جايه لحضرتك … أمال حتكون راحت فين يعنى …؟؟
_ هى جتنى فعلاً .. بس مشيت تانى يوم .. ومعرفش هى فين …
علا صوت تنفسه الناهج فلم بحثه عنها كقبضه على الماء أو الركض خلف السراب وكلما ظن أنه أقترب منها يسقط ببئر سحيق والعوده مرة أخرى لنقطه الصفر ، إبتلع ريقه الجاف وهو يتسائل بإحباط بالغ …
_ متعرفيش راحت فين خالص ؟؟!! … تفتكرى تكون راحت فين بس …؟؟
_ معنديش فكرة بجد .. أنا لو أعرف حقول على طول … بس هى مقالتش ….
_طيب ممكن لو عرفتى أى حاجه … أى حاجه عنها أو عن مكانها .. ممكن تبلغينى …. وأنا رقمى مع حضرتك أهو …
_ حاضر .. أكيد لو عرفت حاجه حبلغكم …
أمسك “وائل” بذراع “عمر” يسحبه نحو الخارج فقد أغلق هذا الباب أيضاً بوجوههم ….
_ شكراً لحضرتك … بعد إذنك .. لازم نستأذن إحنا دلوقتى … يلا يا “عمر” …
_ مع السلامه …..
رافق “عمر” صديقه إلى الخارج وقد تمكن اليأس منه تماماً ليحل الصمت عليه حتى وصلا إلى شقه “عمر” …
____________________________________
نسمه ….
إستيقظت بتثاقل تشعر بإرهاق من سفر الأمس ، نهضت من فراشها بتكاسل لترفع جسدها لتعتدل بجلستها فوق هذا الفراش الوثير ….
وقعت عيناها على تلك الحقائب الموضوعه أرضاً تكاد تمتلئ بها أرضيه الغرفه …
نهضت مسرعه لتتفحص ما بداخل هذه الحقائب لتجد ملابس من كل الأنواع والأشكال وحقائب و أحذيه وأشياء كثيره لم تكن تدرى ما هى حتى …. فهى لم تشترى مثل هذه الأشياء يوماً ….
حلت إبتسامه واسعه بسعاده قائله …
” ياااااه … كل الحاجات الحلوة دى ليا أنا … جبتها إمتى بس …. يا حبيبى يا جدو ….”
خرجت إلى الشرفه لتنظر إلى الحديقه الواسعه لتقع عيناها على جدها الجالس بالأسفل وهو يطالعها بإبتسامه حانيه لم تر مثلها منذ وفاه والدتها ….
لوحت له بقوة وقد أشرقت إبتسامتها لتضئ عيناها ذات اللون المميز ببريق متوهج فيبدو أن هذا الجد سيسرق قلبها وتتعلق به كأمل وحيد بآخر من بقى من عائلتها ويعوضها عن حرمانها من هذا الحنان والإهتمام …
إستدارت بسرعه لتخرج من غرفتها وهى تركض هابطه فوق السلالم الكبيره المنحنيه لتجد نفسها أمام البوابه الزجاجيه الكبيرة …
خرجت مسرعه من الباب الزجاجى لتجد جدها يجلس أمامها مباشره ….
أقبلت نحوه “نسمه” بإبتسامه محبه لتحتضن جدها بغبطه ….
_ شكراً يا جدو على الحاجات الجميله أوى إللى أنت جبتهالى دى … ده كتير أوى أوى عليا …..
“صالح” وهو يربت على ذراعها بحنان أبوى إشتاقت له للغايه ….
_ ده لا كتير ولا حاجه دى أأقل حاجه ممكن أعوضك بيها ..ولسه ياما حتشوفى ويجيلك كل إللى بتحلمى بيه … أنتى بنت “محمد سليمان” .. وحفيده “صالح سليمان” .. يعنى منتيش قليله أبداااا … أنتى ست البنات …
لأول مره تشعر بأن لها قيمه بهذا الشكل ، إحساسها بعباراته الصادقه التى خرجت من قلبه مباشرة عصف بها لتشرق بسعاده حقيقيه …
سعاده تخطت كل ما كانت تتخيله يوماً ، حتى مع فرحتها بكل تلك الهدايا إلا أن شعوره الصادق نحوها كان أجمل بكثير من كل شئ مادى …
فاليوم تشعر بأن هناك من يحبها حب حقيقى ويخاف عليها وعلى مصلحتها … لأنها من دمه … هو فقط من لها بالدنيا جدها ….
جلست إلى جواره دون أن تتخلى عن تلك الابتسامه المشرقه ، مع هبوب بعض نسمات الرياح النقيه والتى أخذت تداعب شعرها وهى تلملم خصلاته بإنتشاء حقيقى ، رفعت بصرها تنظر إلى السماء لتشكر الله على كل نعمه التى وهبها إياها بعد حرمانها الطويل …..
___________________________________
نظر “عمر” إلى السماء وقد غامت عيناه بعبرات متألمه لشعوره بخيبه الرجاء ، فبعد كل تلك المحاولات لإيجادها إلا أنه شعر بها تضيع من بين يديه للأبد ….
” يا ترى أنتى فين ومع مين ؟!!! …. يا ترى جرى لك إيه ؟!!! … يا رب .. يا رب رجعهالى يارب …. يا رب .. دى خلاص بقت بعيد أوى عنى ومش عارف أوصل لها إزاى …. يا رب إجمعنى بيها … أطمن بس إنها بخير …..”
تقدم “وائل” لبضع خطوات وهو يسند كفه على كتفه من الخلف يشد من أزره …
_ متعملش فى نفسك كده … “نسمه” مش طفله صغيره .. أكيد هى كويسه فى المكان إللى هى فيه …
_ أنت متعرفش “نسمه” كويس … “نسمه” قلبها فعلا قلب طفله … بريئه زى الأطفال بجد …. متستحملش البهدله والمرمطه دى … ممكن أى حد يستغلها أو يؤذيها بسهوله … أنا خايف عليها أوى …. أنت عارف يا “وائل” … إنها تكون حواليا ورافضانى أحسن عندى من أنى مش عارف هى فيه ولا جرى لها إيه ….
_ إن شاء الله حتطمن عليها … وبإذن الله فى أقرب وقت حتسمع خبر يطمنك …
_ يااااارب يا “وائل” … ياااارب …
دق هاتفه برقم جده ليزفر بهدوء محاولاً تمالك نفسه المحطمه حتى لا يسبب لجده القلق …
_ السلام عليكم … إزيك يا جدى عامل إيه …؟؟
_ وعليكم السلام … أنا مفيش أحسن من كده الحمد لله …
_ الحمد لله ..
شعر “صالح” بنبره مختنقه بصوت “عمر” ليتسائل بإستراب …
_ مالك يا بنى فيك إيه …؟؟
_ مفيش يا جدى .. متشغلش بالك …
_ إزاى بس … إتكلم يا إبنى !!! .. أوعى يكون فيه عندك مشكله ولا حاجه وأنت مش راضى تقولى ….؟!!!!
_ لا أبداً يا جدى … موضوع كده شاغلنى ححكيلك عليه أول ما أشوفك …
_ ماشى يا بنى … عموماً أنا عايزك تجيلى فوراً …
توجس “عمر” قلقاً من طلب جده للحضور بتلك السرعه …
_ خير يا جدى فيه حاجه ولا إيه ….؟؟؟
_ أخييييراً يا أبنى لقينا بنت عمك “محمد” ….
_ بجد … بنت عمى !!!!!! … الله … هو مش إبن عمى …؟!!!!
_ لا .. دى بنت .. وزى القمر أخلاق وجمال ما شاء الله عليها …
_ الحمد لله يا جدى … الحمد لله … ربنا جمع شمل عيلتنا من تانى …
_ الحمد لله … المهم أنا عايزك تيجى عشان تتعرف على بنت عمك …
_بس يا جدى !!!!!!! .. أنا هنا ورايا موضوع مهم أوى .. أخلصه بس وأجى …
أردف “صالح” بصرامه فلا يمكن التهاون بأمر له خاصه بما يخص العائله …
_ مفيش حاجه أهم من العيله ولا نسيت … فوراً تكون عندى …
لم يجد “عمر” بُداً من الإنصياع مجبراً لأمر جده مردفاً بقله حيله ….
_ حاضر يا جدى … حركب قطار بكره الصبح أوصل بكرة بالليل إن شاء الله …
_ مستنيك يا أبنى متتأخرش ….
أنهى “عمر” مكالمته مع جده ليكمل بحزن مع “وائل” ….
_ أنا لازم أسافر لجدى يا “وائل” … بالله عليك يا “وائل” دور على “نسمه” عقبال ما أرجع .. إسال فى المستشفيات وأقسام الشرطه .. أى حاجه .. أى حاجه .. يمكن نلاقيها …
_ هو أنت لازم تروح يعنى …؟!!!
_ لازم يا “وائل” لسببين .. أولهم إن أنت عارف إن جدى تعبان قد إيه ومش عايز أزعله خالص ليجرى له حاجه وهو مش حيستحمل .. وتانى حاجه أنا من يوم وفاه عمى و وراه بابا وهو مالهوش أحفاد غيرى أنا وبنت عمى دى وهو حالف إن مفيش حاجه أهم من العيله بعد كده … ونفسه يكفر عن إللى عمله مع عمى .. ومش حينفع أكسر كلمته … لازم أروح …
____________________________________
المنيا ….
أغلق الحاج “صالح” الهاتف بعد حديثه مع “عمر” …
كانت “نسمه” تنظر إليه بإعجاب شديد وهى ترى كيف أن لجدها هذه الهيبه فى الحديث والأمر المطاع …
_ كنت بتكلم مين يا جدو …؟؟
_ ده “عمر” إبن عمك الوحيد .. ولازم ييجى يتشرف بيكى طبعاً …
_ كمان إبن عم !!! … ياااه أخيراً ليا عيله كبيره …
_ طبعا كبيره .. ولسه حعرفك على كل العيله بعيال أعمام أبوكى وخيلانهم … حاجه كده تشرف …
_ جدو هو ممكن أسأل سؤال ….؟؟
_ إتفضلى يا بنتى …..؟
_ أصل أنا أعرف إن الناس فى الصعيد بيبقى ليهم أولاد كتير وكده … أمال فين ولاد عمى الكتير … مفيش غير إللى إنت كنت بتكلمه فى التليفون دة …؟؟!!
_ أبوكى يا بنتى إتوفى بدرى … الله يرحمه … عمك بقى ربنا ما أردش بقى إنه يكون له ولاد غير “عمر” … بس والله أنتى وهو عندى بالدنيا …
_ ربنا يخليك لينا يا جدو ….
_ أنا تعبان شويه حطلع أرتاح .. وأنتى حضرى نفسك بكرة بقى إبن عمك جاى من السفر …
ضحكت “نسمه” برقتها التلقائية وهى تردف …
_متخفش يا جدو ححضر له التشريفه …
ضحك “صالح” مستغرباً من نفسه فقد مر العمر ولم يشعر بالفرحه ولا الضحكه من سنوات عديده مرت …
ضحك اليوم فرحاً بإلتئام الشمل مره أخرى ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *