روايات

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الخامس عشر 15 بقلم رحمة سيد

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الخامس عشر 15 بقلم رحمة سيد

رواية حورية بين يدي شيطان البارت الخامس عشر

رواية حورية بين يدي شيطان الجزء الخامس عشر

حورية بين يدي شيطان
حورية بين يدي شيطان

رواية حورية بين يدي شيطان الحلقة الخامسة عشر

كان علي متصنمًا مكانه وجملة عاصي تتردد على اذنيه كالرعد الذي يدوي مفجرًا شظاياه
” طفلي.. هي لا تعني لي شيءً !! ”
حقيقة كان يعلمها الجميـع… ولكن عندما سقطت مصطدمة بصخرة الواقع اصدرت ضيجًا عاليًا قاسيًا……!!
ثم صرخ فيه بانفعال :
-ماذا تريدون ومن انتم من الاساس ؟؟!
جاءه الرد باردًا هادئًا :
-لا يهم مَن نحن.. اما ماذا نريد فـ لا شيء !!!!
كز عاصي على اسنانه بعنف يحاول تمالك اعصابه التي كادت ان تنفجر من كثرة الانفعال :
-ماذا تريدون لتتركوها ؟؟!!!!!
-لا شيء… السيدة ستعود قريبًا جدًا لكم
وببساطة أغلق الخط… لنقض علي على عاصي يمسكه من تلابيبه وهو يصرخ فيه مزمجرًا بجنون :
-طفلك ؟!!! أوتختار طفلك ببساطة ايها اللعين ؟؟
زفر عاصي ببرود وهو يرد مجادلاً :
-هو سألني أنا سيد علي وانا أجبت بكل سهولة وبساطة !!!
الغضب يتزايد ويتزايد مسببًا ضجيجًا واضحًا بين جوارح علي الذي احتدت نظراته وازدادت شراسة ذئبًا يشهر عن انيابه !!….
فلم يستطع سوى ان يقسم :
-قسمًا بربي ما إن استعيد شقيقتي لن اجعلك تراها مرة اخرى هي او ذلك الجنين
ابتسم عاصي بسماجة محاولاً اسكات ما يرتجف داخله :
-يبدو أنك لم تسمعني.. شقيقتك لا تعني لي شيء اما طفلي سآخذه رغمًا عنكم جميعًا !!!
ظل علي يومئ عدة مرات وهو يتوعده داخله… ليستدير عاصي ليدلف ساحبًا والدته… فكانت أسيل نظراتها معلقة بـ علي الذي كان يتنفس غيظًا….. ليزجرها عاصي بعصبية :
-اسيل هيا الى الداخل
حملت نظراتها رجاءًا حارًا وهي تهمس له :
-ارجوك اخي.. سأفتح له مع فاطمة الغرفة التي تكمن بالحديقة تلك وسآتي خلفك على الفور
قالت اخر حروفها وهي تشير نحو غرفة صغيرة منزوية في اخر الحديقة… ليهدر علي بعنف وهو يخرج من المنزل بأكمله :
-شكرًا جزيلاً لكرمكِ انا سأذهب لابحث عن شقيقتي لن انتظر ذلك الجلف حتى يتحرك مع الشرطة
وبالفعل غادر ليتنهد عاصي وهو ينظر لوالدته بهدوء مغمغمًا :
-يجب انا اذهب انا يا امي.. اهتمي بنفسك واسيل لحين عودتي ربما اتأخر !!!!
…………………………………..
اما عند حور كانت في غرفة صغيرة مغلقة من كل جانب… مُعتمة قاسية على قلب نقي برئ يعكس عتمتها المُخيفة!!….
كانت دموعها تهبط بصمت وهي تهمس بسرها بقلب يرتجف حرفيًا
“اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه” !…
وجدت الباب يُفتح رويدًا رويدًا فبدأت دقات قلبها تتسابق مع عقارب الساعة…. إلى ان وجدت شخص غريب يدلف فسألته بتلقائية :
-من انت وماذا تريد مني ؟؟
هز رأسه نافيًا ببساطة :
-لا اريد منكِ شيء ابدًا
عقدت ما بين حاجبيها وهي تسأله مرة اخرى بتوتر :
-لماذا اختطفتني اذن ؟؟
تجهمت ملامحه المخيفة وهو يخبرها :
-لا يهم… ستعودين لمنزلك قريبًا ولكن يجب ان اتأكد انكِ ستفعلين ما سأقوله لكِ
هزت رأسها بسرعة بلهفة لم تستطع محو سيطرتها:
-سأفعل بالتأكيد إن تركتني !!
لم تهتز ملامحه ولو بشعرة وهو يأمرها بصوت جامد حاد :
-ستبتعدين عن زوجكِ نهائيًا وإن لم تفعلي سأحضرك لهنا مرة اخرى ولكن……
مد يده يتحسس بطنها بطريقة مقززة وهو يهمس بنبرة ضمن أنها تتلاعب بتور حساس داخلها جعل كيانها يرتجف استجابة :
-لن نتجاهل وجود ذلك الصغير مرة اخرى !! أسمعتيني جيدًا ؟؟؟
اومأت مؤكدة بسرعة وهي تستطرد بصوت مختنق :
-نعم سمعت.. سأبتعد
ابتسم ساخرًا ثم تشدق بانتصار :
-جيد
ثم استدار ليغادر تاركًا اياها تبكي بدلاً من الدموع المقهورة دم ملتهب بحرارة وقسوة المشاعر التي تصفعها…..
*****
وصلت “ريم” امام منزل “ظافر” الذي يأتي له احيانًا ليجلس بمفرده دون تدخل والداه…..
كانت تلهث وهي تحدق بالباب المغلق… لم تكن ريم يومًا متهورة او بلهاء بدرجة تجعلها تذهب لمصير ذو طابع جهنمي بقدماها !!…..
تنهدت ثم بدأت تطرق الباب اكثر من مرة…
دقيقة ووجدت الباب يُفتح وظافر يطل بملامحه الجامدة فكادت تنطلق ريم في الحديث :
-ظافر لقد آآ…..
ولكن الحروف سقطت عن وضع الاستعداد بمجرد أن رأت كابوسها الدنيوي “أطياف” امامها……
فلم تستطع سوى ان تنطق مستنكرة :
-ماذا تفعل هذه هنا يا ظافر ؟؟؟!!!!!
كان ظافر صامت… كان كالذي تدور حرب عنيفة فكرية داخله فأصبحت النهاية والحكم هدف صعب المنال….!!
ولكنه قال واخيرًا بهدوء به لفحة باردة :
-المحكمة حددت الجلسة بعد غد يا ريم واطياف اتت بنفسها لتخبرني ذلك !!
هزت ريم رأسها ببلاهه تردد :
-يعني ؟؟؟؟؟
استقام في وقفته وهو يخبرها بوضوح قاسي :
-قررت أن ارد اطياف لعصمتي.. ولكن هذه المرة قرار لا رجعة فيه…. يمكنكِ ان تقرري ايضًا ماذا تريدين الاكمال هكذا ام الانفصال!!!!!
وعندما وجد ريم متصنمة مكانها اكمل بنفس النبرة :
-لا يمكنني خسارة طفلي وعملي وكل شيء فقط لأجلك ريم !!!!!
ظلت ريم تهز رأسها نافية وهي تعود للخلف ببطء فبدأت تصرخ فيه بهيسترية :
-اللعنة عليك وعلى عملك وعلى تلك الحقيرة !
ثم استدارت لتغادر راكضة وهي تحبس تلك الدموع بصعوبة….. ايًا كانت اسبابه.. طرق تفكيره…او حتى مسالكه واهدافه لا يحق له وضعها في ذلك الموقف ابدًا ……..
وعندما كانت تركض اصطدمت بصديقها القديم “اسامة” الذي صُدم وهو يسألها :
-ريم ما بكِ ؟؟؟!!!!
وريم زادت “الطين بلاً” كما يقولون وزادت صدمته رنينًا وهي تخبره :
-هل تتزوجني اسامة ؟؟؟؟!!!!!!…….
*****
بعد ساعات عديدة………
وصل علي لمنزل “عاصي” بعد ان هاتفته أسيل تلح عليه أن يأتي لتخبره بشيء ثم يغادر لأينما يريد….!
ولم يستطع سوى الخضوع لألحاحها المُحبب لقلبه الملتاع بعشق كاد ان يٌذاب…….!!!
دلف الى الغرفة معها فأغلقت هي الباب بسرعة ليسألها هو :
-خيرًا اسيل ماذا حدث ؟؟؟
بللت شفتاها المكتنزة بتوتر… جالت عيناها تتفحص ملامحه الجامدة بصلابة رجولية اسقطت قلبها في رعشة سببها مجهول….. ثم هتفت اخيرًا بتوجس تسأله هي :
-لو آآ… اقصد عندما تعود حور.. وتتحدث انت واخي عن وضعنا،،، ستطلقني كما قلت له ؟؟!
في البداية كاد علي ان يتوتر… أن يسارع لينفي تلك التهمة عنه صارخًا بعشقها الأزلي…. ولكن بمجرد ان يتذكـر شقيقته… أن يتذكر الكره الذي كان يضخ من عينـا عاصي له…. أن يتذكر عدم ثقة اسيل به وتفضيلها الهرب على الاقامة معه يعود لخشونته ويجيب :
-نعم اسيل سأفعل
لم يتوقع اهتياجها وصراخها المجنون وهي تضرب صدره بيداها :
-ماذا تعني ستفعل ؟؟! ماذا عن ذلك العشق والغرام الذي كنت تتغنى به ؟؟؟!!!! ذهب في مهب الريح ؟
امسك يداها بقبضتاه معًا وهو يصرخ مقابلاً لها :
-لا لم يذهب ولكنه يجب ان يختفي قليلاً حتى يجد له مقابل.. انا تعبت من المجازفة وحدي يا اسيل.. تعبت من عدم ثقتك بي وكرهك لقربي !!!
فلتت منها التواءة ثغر ساخرة وهي تهمس بصوت يحمل بحة ضعف اتضحت كعين الشمس :
-وانا ألا اتعب يا علي ؟!!! ألا أستحق أنا يجازف شخصًا ما لأجلي وعندما اخطئ التصرف يجبرني على العودة تحت ضلوعه؟!!! يخبرني انه لن يتركني مهما حدث ومهما حاولت الهرب ؟؟؟
كانت تتحدث عن امنياتها التي بدت له بدأت تتصدع بقبضة اليأس….!!
وخاصةً عندما بدأت تكمل :
-استحق فقط الذي يهتم لنفسه ؟؟؟ يهتم بذاته وكيانه..!؟
ثم عادت لتضربه على صدره باهتياج مزمجرة :
-لمَ خُلقت اذن يا علي ؟!!!!
وبلحظة واحدة حدث كل شيء… جذبها من ذراعاها له ليبتلع باقي حروفه بين شفتاه التي ماتت شوقًا لتقابل شفاه جعلت الشوق يذيبها لوعًا وعشقًا……
كان يقبلها بجنون وكأنه يُثبت لها أنها خُلقت لتكون له..جواره… بين ذراعاه شاءت ام ابت كما كانت تقول ؟!!!……
النار تلتهم المتبقي من ثباته واستجابتها الطفولية لا تعاونه على الاستكانة ابدًا بل تشعل داخله مشاعر كالأعصار……
واخيرًا استطاع الابتعاد ليسند جبينه على جبينها ويردد بصوت لاهث :
-خُلقتي لأسحق شفتاكِ بين شفتاي عشقًا ثم اخبركِ أنكِ لن تبتعدي عني مهما فعلتي اسيل……….!
*****
بعد ساعات اخرى…….
عاد عاصي واخيرًا بعد يأس تملك منه وبعد اصرار الجميع ليرتاح قليلاً ثم يعاود البحث مرة اخرى….
ولكن فجأة وجدوا حارس المنزل يصيح بصوت عالي مهللاً :
-سيد عاصي… لقد أتت السيدة يا سيد عاصي !!!!
شعر عاصي في تلك اللحظات أن عقله الباطن يحقق له احدى امنياته ليس إلا…. ولكن عندما دلفت حور بالفعل لتخترق الساحة بهيئتيها المزدردة هب متتصبًا يركض نحوها بلهفة اثبتت للجميع انه مجرد كاذب بشأن ما قاله للمتصل ولــ علي !!…..
وهي الاخرى بمجرد ان لامست يداها يده الممدودة له وارتمت بين احضانه اخذت تشهق ببكاء عنيف تُخرج به كل كتمان الساعات الماضية……..
احضتنها بعنف… يود لو يخبئها بين ضلوعه… يشم رائحتها التي غابت عنه لساعات مرت عليه كالدهر الطويل…. يشبع الشوق الذي اضناه في بعدها القصير……..
بينما هي تبكي وتبكي وهي تردد بلا توقف :
-عاصي… عاصي……
ليتابـع هو بتلقائية متأوهًا :
-يا قلب عاصي وروحه التي غابت عنه…..
في خضم المشاعر والاشتياق والجنون لم تنتبه لمَ قاله… ولكن علي واسيل ووالدته الذين كانوا يراقبون ذلك المشهد اخترقت تلك الجملة اذنيهم…….!!
دفن عاصي وجهه عند رقبتها ينعم بدفئها وهو يهمس لها بصوت اجش :
-هل انتِ بخير ؟؟ هل لمسك احدهم ؟؟ طفلنا بخير ؟!!!
اومأت مؤكدة بسرعة وهي تعود لتدفن نفسها بأحضانه… حينها استطاع علي استعادة نفسه والتدخل ساحبًا حور نحوه بلهفة :
-ماذا حدث حبيبتي ؟؟ هل اذاكِ احدهم ولو بالحديث ؟؟؟
بدت وكأنها ادركت وجوده للتو فهمست مذهولة :
-علي….
ثم رمت نفسها بأحضانه وهي تكمل بكاءها…….
استمر المشهد هكذا ما بين صامت شارد كعاصي مذهول مما نطقه قلبه دون ارادة عقله فبدا وكأنه يعيد حساباته…. وما بين صامت ساكن كأسيل ووالدتها يراقبان فقط…….
واخيرا انتهى ليتنهد علي وهو يمسك يد حور قائلا بجدية :
-ستأتين معي لنعود لن تظلي هنا دقيقة اخرى واريد ان ارى من سيجرؤ على المعارضة
حينها نطق عاصي ببرود ينافي فورة مشاعره منذ قليل :
-لو على الجرأة لدينا ولكني لم اعد اريدها !!
فأردف علي بتحدٍ :
-ارمي يمين الطلاق اذن؟!!!!
ابتسم عاصي بسماجة خبيثة ثم قال ببساطة :
-شقيقتك طالق يا علي………
*****

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية حورية بين يدي شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *