روايات

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الفصل الأول 1 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الفصل الأول 1 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) البارت الأول

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الجزء الأول

سهم الهوى (امرأة الجاسر)
سهم الهوى (امرأة الجاسر)

رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر) الحلقة الأولى


السهم الأول
#سهم_الهوي_إمرأةالجاسر
❈-❈-❈
مدريد”اسبانيا”
الثامنة مساءً
أغلق قفل تلك الحقيبة الكبيرة ثم حركها بجانب بعيدًا عن الفراش الذي تمدد عليه يضع رأسه فوق مِعصميه ينظر الى سقف الغرفه، شرد قليلًا يشعر بحنين، رغم عدم غيابه كثيرًا عن موطنه لكن يشعر بالإشتياق للعودة، أربع سنوات قضاها فى التنقُل بين عِدة دول أجنبية، ربما كان يعمل بعمل غير مُرهق جسمانيًا لكن ذلك النابض بداخله يشعر بالإرهاق… أو ربما الإشتياق… ساعات قليلة تفصله عن بداية مشوار آخر بحياته… عودة لماذا… للحنين الذي مازال يسكن قلبه… فتح هاتفه ينظر الى صاحبة تلك الصورة… كل تفصيلة بها مازالت تسكن برأسه
عسل عينيها، شعرها الأسود الشبيه بجدائل الخيل الثائرة.. وجنتيها المكتنزة، شفاها ولونها الوردي وتنهيدة إشتياق لرؤيتها بعد تلك السنوات التي مرت بالتأكيد لها تأثير عليهما الإثنين، كل منهما سار فى إتجاه مُعاكس للآخر، هل حان الوقت أن يعود ربما يلتقي الطريقين
في خِضم شروده سمع طرق على باب الغرفه نهض من فوق الفراش وتوجه نحو الباب فتحه بإبتسامه لذلك الكهل الذي تبسم له هو الآخر مُتحدثًا بالاسبانية وهو يشعر بالإحتقان فى قلبه:
توقعت أن تكون مُستعدًا للمغادرة… كنت أتمني أن تبقي هنا أكثر من ذلك،لكن أعلم أنك تشتاق الى بلدك.
تبسم جاسر وهو يربت على كتفه قائلًا:
سبتبقى أفضل شخص قابلته بحياتي “مانويل”
تعلمت منك أشياء كثيرة، كذالك سأبقى مُمتنًا لك لما قدمته لى من مُساعدة كبيرة.
لمعت عين مانويل بدمعه قائله:
أنت من قدمت المعروف اولًا جاسر، لن انسى أن بفضلك عادت سُمعة “مانويل سيلڤا” كأشهر مُربي خيول بعد ان كانت إنتهت، وعادت تجارتي تزدهر لولا فوزك بذلك السباق لكنت أعلنت إفلاسي، أشكرك جاسر وتأكد دائمًا أن لديك منزل صديق مفتوح لك.
إبتسم جاسر بألفه قائلًا:
أعلم ذلك، أنت سبق وقدمت لى الكثير، لا تعتقد إنى سانساك أيها الكهل، سأعود لهنا مره أخري كزائر أستمتع بالسياحة، فلقد إنشغلت بالعمل ونسيت أن أستمتع بالتنزه، أعدك ان آتى كضيف.
إبتسم مانويل قائلًا:
أعتقد انه ستعود مره أخري، وستكون بصُحبتك حبيبتك التى مازالت تتحكم بقلبك أيها الفارس،عِيش الحُب ولا تدع أضغان الماضي تُفسد قلبك الجسور.
لمعت عينيه ببسمه قائلًا:
سأنتظر قدومك الى مصر كما سبق ووعدتني.
إبتسم مانويل قائلًا:
بالتأكيد سأتي مع زوجتي،لا تنسي أن تعزمنا بعُرسك.
أومأ جاسر قائلًا:
ستكون أول المدعوين مانويل.
تنهد مانويل قائلًا:
لم يبقى سوا ساعتين وترحل من هنا،سأشتاق لك صديقي،لا بل إبني الذي لم أنجبه كنت اتمني أن يرزقني الله بصبيًا مثلك،لكن شاء القدر أن أرزق بفتاتين،ليتهن ما تزوجن قبل أن تأتي لهنا ما كنت أختارت لإحداهن زوج أفضل منك،لكن للآسف قلبك ايضًا مشغول بفتاة أخري أتمني لك كُل السعادة وتفضل هذا هدية مني لك أو إعتبرها مكافأة نهاية العمل معًا.
نظر جاسر الى تلك الورقة وكاد يرفض، لكن مانويل وضعها بجيبه قائلًا:
لا داعي للرفض صديقي الجاسر المُغامر، سأتركك الآن لا أحب لحظات الوداع، سنلتقى مرة أخري وأنت أسعد، وستنسي تلك الأيام الذي عشتها بائسًا.
غادر مانويل جلس جاسر على أحد المقاعد يتنهد بمشاعر مُختلطة تراكمت فى قلبه لكن هنالك شعورًا واحد يضغي عليه، هو شعور حان وقت
“رد الكرامة المهدورة”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ مصر بالجيزة
منزل كبير يتوسط مزرعة كبيرة
كانت بغرفتها تقوم بالعمل على حاسوبها الخاص، حتى فُتح باب الغرفه، رفعت رأسها عن الحاسوب ونظرت نحو الباب، تبسمت بمرح حين سمعت:
هاي” تاج”.
أومأت له ثم لاحظت إرتدائها لزي خروج فسائلتها بإستفسار:
خارجه رايحه فين دلوقتي يا “فيري”.
أجابتها بمرح وهي تتفتعل بعض الحركات الراقصه:
رايحه الديسكو
عيد ميلاد واحد من شِلة النادي، صحيح واد غلس بس انا حاسه بملل، هروح أرفه عن نفسي شوية، ما تجي معايا.
خلعت نظارتها الطبية قائله:
والله أنا فعلًا محتاجه أرفه عن نفسي، بس للأسف إنت عارفة إنى بفكر أنشأ أوتيل فخم،وهعمل إعلان عن مناقصة وأختار شركة مناسبة تبقي مسؤولة عن الإنشاءات،بظبط الشروط … روحي إنتِ وإنبسطي.
توقفت للحظة ثم غمزت بعينها بمرح قائله:
بس حاذري من الواد ده ليتحرش بيكِ.
ضحكت فريال قائله:
لاء متخافيش،لو فكر هكا ولا هكا معايا
Self defense
(صاعق دفاع)
ضحكت تاج قائله:
Have a nice time
(وقت رائع).
إبتسمت فريال قائله:
يلا مش هعطلك، أروح أتنطط شويه فى الديسكو بقالي فترة مخرجتش
(ليلة سعيدة) Good night
غادرت فريال بينما ظلت تاج
تقوم بتقويم الشروط التى تودها، شعرت ببوادر صداع كذالك نُعاس، ازاحت الحاسوب جانبًا على الفراش ونهضت تتمطئ بيديها قائله:
هنزل أفُك رجليا شويه وأطلب من الشغاله قهوة، أخد وقت مُستقطع.
بالفعل هبطت للأسفل وقبل أن تطلب من الخادمة صُنع القهوة، كان هنالك خادمة أخري تُرحب بتلك الضيفة التى آتت بوقت غير مناسب،زفرت تاج نفسها بضجر وهمست قائله:
يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين.
بينما إقتربت الأخري قائله بنفاق:
تاج حبيبتي من زمان مشوفتكيش،كان قلبي حاسس إنى هشوفه الليلة.
تأففت تاج وهي تحتضن تلك الآفاقه المُنافقة كما تنعتها داىمًا،لكن حاولت التحدث بإحترام:
أهلًا يا عمتوا “سماح” البيت نور.
إبتسمت برياء قائله:
حبيبتي، أومال جنات فين، أنا عارفه إنها مش بتنام بدري.
أجابتها تلك التى أصبحت خلفهم:
لاء لسه منمتش يا سماح نورتي.
ببسمة رياء تفوهت سماح:
هنفضل واقفين كده، أنا خلاص كِبرت ورِجليا مبقتش تتحمل.
أجابتها جنات:
لساكِ شباب يا سماح، خلينا نقعد فى الصالون.
تبسمت سماح وتمسكت بيد تاج قائله:
تعالى أقعدي معانا، من زمان مقعدتيش مع عمتك، إنتِ حبيبتي أغلى واحده فى عيال فريد أخويا ربنا يرحمه.
تهكمت تاج بين نفسها بسخريه، لكن طاوعتها وسارت معها الا أن جلسن جوار بعضهن فوق آريكة بغرفة المعيشه، جلسن كانت تتحدث بإقتضاب شبه صامته حتى لم تنتبه الى احاديث سماح المُتشعبة، الى أن عن قصد منها قالت وهي تنظر الى وجه تاج بترقُب:
من يومين كنت قابلت والدة جاسر صدفة وقالتلى إنه راجع مصر بعد يومين، الست جالها هوس فى دماغها مفكره نفسها من مستوايا، قولت لها ينزل ولا لاء هو حر، ده كان مجرد سايس فى مزرعة أخويا، لمحت لى إنه بقى مستوى تاني، وبتفكر تجوزه، قولت لها وإنتِ مفكراني خاطبة ولا عندي بنات أساسًا، كنت عاوزه أقولها الفلوس مش بتمحي أصل البنى آدمين، بس قولت بلاش أنزل من مستوايا واقف معاها كتير… معتوهه… مفكره إن الفلوس هتعلى من مقام إبنها مهما كان فى النهاية كان سايس يحمي الخيول و…
قاطعتها تاج وهي تنهض بتعسُف:
جاسر مكنش سايس يا عمتي، ده كان مروض خيول، ويرجع أو لاء هو حر ده شآن خاص بيه هو، أنا عندي شغل مهم لازم يخلص، هسيبك مع مامي تتسايروا براحتكم، تصبحوا على خير.
غادرت تاج بينما لمعت عين سماح بظفر فلقد أصابت هدفها، بينما إبتئس قلب جنات،فـ تاج مازال قلبها يئن من ندوب سهام الماضي.
بينما دخلت تاج الى غرفتها القت بجسدها فوق الفراش تنظر للا شئ ثم اغمضت عينيها شرد عقلها وجمله واحدة تتردد
” بلاش تستسلمي تعالي معايا خلينا نهرب من هنا “.
فتحت عينيها ودمعه مُتحجرة بين أهدابها تأبي الهطول من جفنيها، تشعر بآسف فلقد كان الخُذلان منها، خُذلان دفعت ثمنه مرتين بزيجتين أسوء من بعضهما، وبالنهاية المكسب الوحيد أنها مازالت عذراء الجسد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد الملاهي الليلية
أثناء تمايُلها
شعرت بأنفاس ذلك المُتحرش لإقترابه منها بتلك الطريقة الحميمية يكاد يحتضنها زفرت نفسها بجمود وإستدارت تنظر لإقترابه هكذا منها عادت للخلف خطوة لتتأكد من شكوكها فعاود يقترب عليها لم تنتظر كثيرًا حين وضع يديه على خصرها ونظرت له، ثم لم تُفكر كانت صفعة قويه تدوي صداها فى المكان بسبب توقف صوت الموسيقى فجأة.
وضع يده مكان الصفعة مذهولًا، وقبل أن يتحدث بعصبية سبقته هي:
وقح قليل الادب.
وصفعة أخري، لكن ذلك الوضيع لا يمتلك أخلاق وكاد يصفعها، لكن قبل أن تصل يده لها شعر بالم يسحقها، نظر الى ذلك الذى يقبض على يده بقوة، إغتاظ وكاد يصفعه بالاخري لكن قبض على يده الأخري ونظر له بحنق وبرود قائلًا:
مش عيب تمد إيدك على واحدة بِنت.
تهكم ذلك الوضيع وضحك بإستهزاء وإستغباء قائلًا:
بِنت… فى بنت محترمه تسهر مع شباب فى ديسكو بعدين إنت مش عارف ماسك إيدين مين.
كانت صفعة أخري منها ردًا وهي تقول:
محترمة غصب عنك يا حقي، إغتاظ بشده وحاول التخلص من قبضة يدي ذلك الآخر لكن إشتدت قبضة يديه،فقامت فريال بصفعة أكثر من مره،،ثم نظر له قائله:
خليك ماسكه ثواني وراجعه،عادت بعد لحظات،أخرت ذلك الصاعق وقامت بوضعه بصدر ذلك الوضيع فتشنج جسده،فقام بفك قبضة يديه وتركه ليهوا جسده أسفل قدميها،نظرت له بتعالي قائله بتشفي:
عشان تفكر بعد كده قبل ما تتحرش باللى قدامك.
أنهت قولها وقامت بركله بقدميها عِدة ركلات…ضحك الآخر ومد يده لها قائلًا بمرح:
الشو خِلص يلا بينا.
نظرت ليده الممُدوة وتبسمت وضعت يدها بيده وغادروا ذلك الملهي وقف الإثنين بمرآب الملهي،سُرعان ما ضحك
وهو يمد يده للمصافحه أولًا قائلًا بتعريف:
“صهيب جنيد”.
صافحته مُبتسمه تقول:
فريال مدين.
إبتسم لها قائلًا:
أعتقد لازم نمشي دلوقتي قبل البغل اللى جوه ما يفوق والحرس بتوعه يستغبوا علينا.
أومأت برأسها ضاحكة،قائله:
عندك حق،هتصل على تاكسي.
قبل أن تضع يدها بحقيبتها، قال لها:
معايا عربيه ومتخافيش أنا مش مُتحرش.
ضحكت وهي تُشير الى ذلك الصاعق قائله:
متفكرش، الصاعق شاحن عالآخر.
ضحك وهو يسير نحو سيارته قائلًا:
وعلى إيه الطيب أحسن.
إبتسمت وهي تصعد لجواره بالسيارة التى لم تكُن ذات ماركة شهيرة لكن بحاله جيدة، تجاذب الإثنين الحديث معًا حول ذلك المُتحرش وما أصابه، الى أن وصل بها أمام تلك المزرعة، توقف بالسيارة،ترجلت ثم هو خلفها وإقترب منها،تبسمت له قائله:
متشكره جدًا.
إبتسم لها قائلًا:
العفو،وبعد كده بلاش سهر فى أماكن زي دي واضح إنك بنت ناس محترمين.
إومأت له مُبتسمه وضعت يدها بالحقيبة ثم أخرجها،لاحظ ذلك فضحك مازحً:
انا واقف بعيد اهو.
ضحكت وفهمت قصده ظنها ستُخرج ذلك الصاعق لكن مدت يدها له بقطعة حلوى قائله:
متخفش، ده مش الصاعق، ده بنبوني طعمه لذيذ أوي.
إبتسم وأخذه منها قائلًا:
بنبوني مقبول، وحمدالله عالسلامه.
إبتسمت وهي تتوجه الى باب المزرعة دلفت وهي تنظر نحوه تُشير له بيدها وهو كذالك الى أن دخلت وأغلقت خلفها الباب، صعد الى سيارته ينظر الى قطعة الحلوى بيده وتبسم وهو يضعها بفمه يستسيغ طعمها قائلًا:
فعلًا طعمها لذيذ، ياريت كانت جابت كمان.
ضحك على حاله ونمي لقلبه أمنية رؤيتها مرة أخري… تنهد ينطق إسمها مرارًا
“فريال مدين”.
وهي دخلت الى الڤيلا كان الصمت والهدوء ذهبت نحو غرفتها مباشرة، وضعت الحقيبه وإضحعت على الفراش وتنهدت ببسمه وهي تنطق إسمه
” صهيب جنيد ”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد الاماكن الراقيه بالقاهرة
ڤيلا متوسطة الحجم
بدلال وهي تتعمد إثارته بفتنة جسدها المُصطنع،كان ذلك ياتي بمفعول وهو يلهث خلف قُبله من شفتيها وهي تتلاعب به بإجادة تقترب وتبتعد بالوقت الحاسم،الى أن سمحت له بنيل قُبلة شبه عنيفه منها هي،وهو يتشوق للمزيد وهي تقضم بأسنانها فوق شفتاه تحرض رغبته المتوجهه بها حتى تصل الى ما تبغي دون عناء منها وها هو يُسلم لها بعدما تحدثت له:
وفيها إيه لما تبيع نصيبك من المزرعة وكمان ربع الأسهُم بتاعتك فى شركة العقارات،فكر فى المبلغ اللى هنكسبه من الصفقة دي،ده هيخلينا نقدر نشتري قطعة الارض اللى قولتلك عليها،إنت بنفسك شوفت مكانها كويس،فكر الارض دي منجم دهب لينا،هنشتريها ويتوفر معانا مبلغ كمان نعمل هناك قرية سياحية كامله،حتى لو المبلغ اللى هيفيض معانا مش هيكمل تجهيزات القرية السياحية ممكن ناخد بسهوله قرض من البنك بضمانها ونكملها،والحكومة بتوقف جنب المُستثمرين الكُبار.
مازال حائرًا وراغبًا بدلالها الذي يُثيره بشده،لكن تفوه:
طب ما نعرض قطعة الارض على تاج وممكن تدخل معانا شريكة.
تمنعت وبعدت عنه بغضب مُصطنع:
تاج مش بيهمها غير مصلحتها وممكن تاخد الارض والمشروع كله ووقتها تنفذه لحسابها لوحدها، زي ما عملت فى كذا صفقة إستغلتها لمصلحتها،مش شايف بقى لها إسم فى سوق العقارات،دي معانا فى الشركه مجرد واجهه.
تعمدت إغراؤه وهي تتمدد على الفراش كاشفه معظم ساقيها،وجسدها الشبه عاري،قائله بإمتثال واهي:
عالعموم براحتك يا آسر،أنا عارفه إنها لها تأثير عليك،مش كانت مراتك،بس إفتكر كويس لما وصلت لغرضها طلبت الطلاق،وإنت شكلك كده كان نفسك جوازكم يستمر.
لهثت عيناه على جسدها الفاتن،وفكر هو حقًا كان يود إستمرار ذلك الزواج لكن رغبة تاج دائمًا جعلته يمتثل كذالك رغبته بتلك الفاتنه التى سهلًا ما تُثير عقله بالضغط على غرائزه الذكوريه، وها هي عيناها تلمع بظفر وهو يقترب منها يُلاصقها بجسده راغبًا وموافقًا على ما أرادت قائله:
تمام هبيع نصيبي فى المزرعة وكفايه عشره فى الميه من أسهمي فى الشركة.
بدلال وهي تضع يدها فوق صدره تتغنج قائله:
لاء تلت الأسهُم بتاعتك عشان يكون معانا سيولة كافيه ونستغني عن قرض البنك.
كاد يرفض، لكن قُبلاتها وغنجها جعله يمتثل، وهي تشعر بزهو وها هي معركة أخرى تجعلها تشعر بالإنتصار على تلك المُتعاليه “تاج”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجرًا
حين خرج من المطار كان هنالك سيارة فارهة فى إنتظاره، أخذ مفاتيحها من ذلك السائق ورحل بينما هو قاد السيارة حتى وصل الى
مشارف تلك البلده
توقف فجأه بسيارته
كآنه سمع صوت صهيل ذلك الحِصان،نظر حوله كان المكان ساكنًا،لكن تبسم وذكرى أمامه يتخيلها
والحصان يغضب يصهل ويرفع ساقيه الامامتين بالهواء، وكادت تقع من تمتطيه لكنها تعاملت مع الحصان بحنكه وإستطاعت السيطره عليه،وهو يهرول بالحصان خلفها،يشعر بسعادة وهي تهرول سريعًا فرسها يشق ذلك الطريق الترابية
فتح عينيه وإختفت الذكرى
أخذ نفسه وزفرهُ برويه، ينظر امامه أين أختفى هذا الحصان بتلك السرعه الرهيبه، علم أنها كانت ذكرى عابره
نفض عن رأسه ذالك وسار بسيارته بذلك الطريق الذى تترك عجلات السيارة خلفها أثر عاصفه ترابيه خفيفه… شوقًا أم قدرًا سار نحو تلك المزرعة، مازالت مثلما تركها يعلم معالمها ومداخلها،وعبر أحد المداخل توغل الى داخلها،يقترب من تلك الشجرة القريبه من غرفة تاج وقف خلفها وإحساس قلبه يؤكد له أنها سوف تطل مثل ذاك القمر،وقد كان
بينما تاج رغم إرهاقها لكن تحكم السُهد بها، حاولت النوم وقلبها يئن من ندبات الماضي، فتحت عينيها
شعرت بالضجر
نهضت من على الفراش وأرتدت مئزر شفاف فوق منامتها المكونه من جزئين…الجزء العلوى كنزه بأحبال رفيعه بدوران يكشف اكثر من نصف ظهرها وجزء من صدرها،وبنطال قصير.
خرجت الى شُرفة غرفتها تتنفس نسمة هواء لطيفه هبت بـ تلك الليله الصيفيه… تنظر نحو القمر البازغ، وأحلام كانت أوهام
وكلمة عمتها تطن براسها أن والدته تبحث له عن زوجة، وهل ذلك سهلًا عليها تحمُله أن يصير لغيرها، ولما تشعر بالألم الم تفعل ذلك سابقًا، وخذلت غرامهم،
عذاب سهام مسمومه إنغرست فى قلبها لا تلوم عليه هي من إختارت إجبارًا عليها ورضاءًا منها،لهدف ظنت أنه كُل مُبتغاها،وماذا وصلت
أصبحت إمرأة بلا روح…ظلت واقفه وذكريات من الماضي لـ صبي وفتاة يُعلمها الفُروسية وهي ذات قلب مُغامر تعشق التحدي والمُغامرة،وكُل شئ بحياتها أصبح مُغامرة…
شعرت ببعض النسائم الهادئه،توجهت الى تلك الأؤرجوحه بالشُرفه جلست عليها تضم يديها لصدرها غلبتها النسائم ولطفت قليلّا من ندوب قلبها،رغمً عنها غفت،
لم تلاحظ ذالك الذى يقف خلف إحدى أشجار الحديقه والذى وقع بصرهُ عليها كآن القدر إستجاب لرغبته الليلة،غزي قلبه شعور كآنه يراها لأول مره
فالأول مره يراها هكذا
بذلك الثوب الشفاف وشعرها الطويل التى تركته مُنسدل يتطاير على جيدها يُشبه أمواج الشلال، تحت هالة ضوء القمر المُسلطه عليها مازلت فاتنته الذي مازال عشقها يسري بوتينه
لكن هنالك شعور آخر غزى عقله تلفت حوله بالمكان تنهد هامسًا لنفسه:
من الجيد أن لا أحد يراها الآن والإ كان أصابه الغضب، رأها تبتعد خفق قلبه ظنًا انها ستدخل، لكن غفت على تلك الأؤرجوحه، إقترب أكثر وأكثر يراها يحاول إشباع عينيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
صباحً
بـ شقه بمنطقة شبه راقيه
دلفت تنظر الى تلك الغافية تزفر نفسها بغضب قائله:
بلوة ربنا بلاني بيها يارب.
إنحنت توكزها فى كتفها تحسها على الإستيقاظ قائله:
ليان… ليان قومي الساعة بقت تمانيه ونص.
تذمرت ليان وهي تبتعد عن يدها تضع الوسادة
فوق رأسها بلا رد، إغتاظت منها بزهق جذبت الوسادة ووكزتها بقوة قائله:
قومي إصحي كفايه نوم، إنتِ إيه مش بتشبعي نوم، إنت من يوم ما إتخرجتي مقضيه معظم الوقت، نوم.
لم ترد ومازالت غافيه، تضايقت بشده خرجت وعادت بعد لحظات تسكب محتوي تلك الزجاجه فوق راس ليان، التى شهقت بفزع وفاقت من النوم تنظر لها قائله:
الميه تلج إنتِ مطلعاها من الفريزر.
نظرت لها بإحتقان قائله:
عشان تفوقك يلا قومي وكفايه نوم.
نظرت لها ليان بغيظ قائله:
أهو انا صحيت عاوزه إيه بقى.
نظرت لها قائله:
عاوزاكِ تشوفي مستقبلك بدل قعدتك فى البيت كده زي الوقف.
تهكمت ليان قائله:
وقف… عاوزانى أعمل إيه أتمشي.
نظرت لها بسحق وجذبت شعرها بقوة قائله:
بتتريقي، عاوزاكِ تشتغلى زي بقية البنات يمكن ربنا يرزقك بإبن الحلال… بدل ما أنتِ عامله زي اللى عليها عفريت النوم.
نظرت لها وسلتت خصلات شعرها وعادت تتمدد على الفراش قائله:
بصي بقي يا ماما انا قعدت ستاشر سنه فى التعليم
سته إبتدائى وتلاته اعدادي وتلاته ثانوي، وأربعة فى الجامعه، ناويه أخد قدهم نوم لحد ما اعوض وأشبع نوم.
شهقت بفزع قائله:
إنتِ عاوزه تنامي ستاشر سنه وتقعدلى فى الشقة زي البيت الوقف، لاء فوقي، قومي كان فى شركه عملت إعلان عالنت طالبين محاسبين وانا قدمت لك، بس لازم لقاء مُباشر قومي فوقي اللقاء فاضل عليه تلت ساعات.
فتحت عينيها قائله:
بتقدمي من ورايا ليه، انا مش عاوزه اشتغل، وبعدين الوظايف دي بتبقي محجوزة، الاعلان فبركه إعلانيه.
نظرت لها بغضب:
وماله مش هتخسري وقومي خدي شاور وإجهزي وروحي اللقاء اهو حتى تتهوى شويه.
نظرت لها ليان بتحدي قائله:
هروح وهتشوفي إعلان وهمي وهفشل وهرجعلك وهنام وبعد كده متقدميش من ورايا تاني.
اومات لها قائله:
ان شاء الله، بس قبل ما تاخدي شاور، افتحي شباك الاوضة للهوا يدخله ينشف المرتبه.
نظرت ليان بغيظ قائله:
وهغير والبلكونه مفتوحه الجيران يتفرجوا عليا من البلكونات.
تهكمت والدتها:
هيشوفوا ايه يا بلوة، إخلصي وانا هبقي أفتح البلكونه لما تغوري.
بعد قليل
ترجلت ليان من سيارة الاجرة أمام تلك الشركة، نظرت لها بتقييم قائله:
إن شاء الله هيخيب أملك يا ماما، بقى شركة زي دي هيوافقوا على خريخة بمقبول تشتغل فيها وعندهم طلبات لخريجين بإمتياز وتلاقى منهم معاهم كورسات دولية، يلا أهو ادخل أتمشي شويه فى الشركه وارجع لها بخيبتي.
بالفعل دخلت الى مبني الشركة، سألت مجرد فضول عن مكان الإختبار، دلها احد العاملين انها بالطابق السادس… توجهت نحو المصعد الكهربائي ودخلت إليه وكادت تضغط على ذر الصعود، لكن هنالك من قال:
لو سمحتي إستني.
نظرت له بتقيم، كان شابً يافعًا يبدوا وسيمًا لكن ملابسه شبابيه ظنته جاء من أجل نفس الغرض، فلم تبالي به وقالت له وهي ترفع يديها تصفقهما ببعض:
خلاص جبرنا، إركب اللى بعده.
لم تنتظر وضغط ذر الصعود… بينما وقف الشاب بغضب وهو يود سحقها، ولكن لم ينتظر صعد للدور الثاني، وصل قبل المصعد ضغط على ذر التوقف توقف المصعد وفُتح الباب، نظرت له قائله:
إنت مش كنت لسه تحت وقولتلك جبرنا إيه الرخامه دي.
لم تنتظر حتى يدلف وضغطت على ذر الصعود.. إزداد غضبه وتكرر ذلك لاكثر من دور الى ان وصلت الى الدور السادس فتحت المصعد وجدته أمامها نظرت له بنزق قائله:
خلاص انا نازله، إطلع إنت بقى براحتك.
نظر له بتمعن وهو يشعر بغيظ ساحق، يتمني أن يُلقيها من أقرب شباك، نظر نحو توجهها، علم الى أين دخلت، همس بظفر قائلًا:
والله ووقعتي تحت إيدي يا غبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشهر العقاري
تم إنهاء إجراءات نقل مِلكية نص المزرعة كذلك قيمة تلك الاسهم من آسر الى جاسر، وتوثقت بالسجلات الرسمية
بعد الإنتهاء من ذلك تحدثت ميسون بغنج توجه حديثها لـ جاسر:
مبروك يا مستر جاسر،الصراحة المزرعة دي غاليه وإتعرض فيها تمن أعلى من كده، بس النصيب.
تهكم بداخله يشعر بإشمئزاز منها قائلًا:
طبعًا أنا أكتر واحد عارف قيمة المزرعة،وزي ما قولتي النصيب.
إبتسمت له قائله:
أكيد هتبقي تعزمنا نقضي وقت لطيف فى المزرعة.
اومأ بمجاملة:
أكيد طبعًا.
بنفس الوقت وقف آسر جوار ميسون، ينظر لـ جاسر ومد يده له بالمصافحة قائلًا:
مبروك يا جاسر… جاسر بيه.
نظر جاسر ليد آسر شعر بالإحتقان وهو يتذكر أن تلك اليد يومًا ما وضعت بيد تاج
تاج… أه يا قلبي مازالت تنبض حين تنطق إسمها،لكن بمجاملة أيضًا صافح آسر وهو ينظر له بسخريه وإستهزاء فيبدوا أنه مسلوب الإرادة وبالتأكيد شخصية كهذه لن تُغرم بها تاج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرًا
بغرفة المكتب التنفيذي للشركة
زفرت تاج نفسها بضجر حين دخل آسر، وكما توقعت معه تلك الرقطاء ميسون تتغنج عليه…
نظرت لهما بإشمئزاز قائله:
أظن إنى متصله عليك يا مستر آسر وحددت ميعاد وإنت إتأخرت أكتر من نص ساعة.
أجابتها ميسون بدلًا عنه قائله:
آسر مش موظف عندك عشان يلتزم بميعاد.
إستنشقت تاج نفسًا مطولًا، ثم نظرت لها قائله:
أعتقد إن آسر له لسان يرد عن نفسه يقدم تبرير،أو إعتذار وعالعموم هدخل فى الموضوع مباشرةً عشان الوقت، سبق وعرضت عليك أشتري نصيبك فى المزرعه وقدمت مواقفة وأنا جهزت العقود ويادوب عالتوقيع و…
قاطعتها ميسون بشماته:
للآسف فى مُشتري تاني عرض مبلغ أكبر من اللى سبق عرضتيه ودي فرصه.
نظرت لها بإستهجان قائله:
قصدك إيه، أنا سبق وطلبت خبير مُتمن وهو اللى قال سعر المزرعة وعالعموم قولت اللى هتطلبه يا آسر.
أخفض آسر وجهه بخزي، بينما بضجر تفوهت ميسون:
والله انا قولت دي فرصه وجت لينا وخلاص بيعنا نص المزرعة.
ذُهلت تاج وشعرت بالغضب قائله بنزق:
ويا ترا مين اللى عرض الفرصة الذهبيه دي وإشترى نص المزرعه وهو عارف إن فى شريك.. هو الأحق.
أجابتها ميسون بتشفي وشماته:
اللى إشتري المزرعة،شخص لطيف عارف إن فى شريك وقابل بكده، هو حُر، ده حتى كمان عرض علينا نبقي ضيوف عنده وقت ما نحب.
بغضب ونزق قالت تاج:
ضيوف… ويا ترا مين المشتري اللطيف ده.
أجابتها ميسون:
“جاسر محمد الهواري”.
إعتلت الصدمة وجه تاج وسألت بتأكيد:
مين!.
كان رد آسر متوافقًا مع ميسون:
” جاسر محمد الهواري “.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل جاسر القريب من المزرعة
جلس خلف مكتبه يقرأ ويتمعن تلك الأوࢪاق التى أمامه، سندات مِلكيته لنصف مزرعة” آل مدين”
ترك النظر لتلك المُستندات وإضجع بظهره على المقعد مُتنهدًا يضجع بظهره يضع يده فوق المُستندات متفوهًا بحنين وتعهد لنفسه:
من هنا كانت بداية حكايتنا يا أميرتي
“تاج فريد مدين”
ومن هنا هنرجع بس للآسف
“الجاسر” إتغير وإنتِ…. أسيرتي.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سهم الهوى (امرأة الجاسر))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *