رواية الأميرة والمغترب الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم آلاء اسماعيل البشري
رواية الأميرة والمغترب الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم آلاء اسماعيل البشري
رواية الأميرة والمغترب البارت الثالث والخمسون
رواية الأميرة والمغترب الجزء الثالث والخمسون
رواية الأميرة والمغترب الحلقة الثالثة والخمسون
-خااالد !!
قالتها سحر بدهشة و هي تنهض عن الارض مسرعة
فاتن بصدمة؛ بتقول ايه يا صالح !! طلبها امتى!! و هو من شوية بس كان ….
قاطعها صالح : عارف.. خالد حكالي على كل حاجة
فلاش
كان خالد يعرف المقهى الذي يجلس فيه والدها في هذا الوقت قبيل مغادرته للعمل..كان يقع بالقرب من منزلهم لذا وضعها بعيدا و انطلق مسرعا بإتجاهه :
مساء الخير يا عم صالح
– استاذ خالد!! !هتف صالح بتساؤل
خالد : انا كنت عايزك في موضوع يا عمي صالح
صالح : طبعا يا ابني اتفضل ..اقعد
خالد : بس قبل ما ابتدي أوعدني انك هتكون متفهم و تسمعني للنهاية لإني شخصيا هكون صريح معاك لأبعد
صالح بتعجب: تمام يا ابني أوعدك 🤨
عودة من الفلاش
فاتن بتعجب: و مع انك عارف جايبه بيتي عادي و لا كإنه هبب حاجة !! 😤
صالح بغضب : فاتن احترمي نفسك ده بيتي …و ده ضيفي انا 😡
– طب قول لضيفك اني مش موافقة يا بابا
قالتها سحر بإنهيار و هي تركض الى غرفتها و تغلق الباب على نفسها بقوة
صعق الجميع بهذا الرد و خصوصا خالد الذي ألجمته الصدمة في مكانه لا يصدق انها رفضته !!
نظرت فاتن بشماتة إلى خالد و هي تقول لزوجها : أظن انت سمعت ردها يقدر ضيفك يتفضل دلوقت بالسلامة
ثم دخلت غرفتها
صالح بإحراج : آسف عالموقف ده يا بشمهندس …انا متأكد انها مصدومة و محرجة منك مش اكثر …بنتي و انا عارفها مش بتحب تحس ان حد شفقان عليها
– بس يا عمي انا مش شفقا…..
صالح بمقاطعة: سحر بتحس بشفقة من أي حد و في اي موقف يا خالد يا ابني
الإحساس ده اتولد فيها من كثر ما بتلاقي شفقة في كل مكان تقع فيه كل ما تجيلها ازمة ربو
و من و هي صغيرة و هي تكره لما اي حد يقولها يا حرام يا عيني يا مسكينة …ده اللي خلاها تتعقد و تفسر كل حاجة من الزاوية دي … عموما انت روح دلوقت و اتطمن …و انا اول ما ترتاح هأكلمها و هافهمها الموضوع ..عارف انها هتفهمني …
اومأ خالد بقلة حيلة : اللي تشوفه يا عمي 😮💨
فاتن في غرفتها تطويها ذهابا و إيابا بغل
-اتجوزت !!! و دفع 3 مليون عشان بس يطلعها ؟؟ اومال عنده كام ده !!! و دفع فيها مهر كام؟؟ معقولة البت السهتانة دي تتجوز ملياردير و انا بنتي يطلبها الشوفير بتاعه؟؟
تذكرت حنان فتنهدت بحزن : ولا الثانية …😓 يا حسرتي عليها و على شبابها اللي ضايع في الزرايب و لا قادرة اتواصل معاها و اعرف أخبارها حتى ….لا و العقربة ام جابر كل كام يوم تتصل تشمت فيا و هي بتحكيلي بيحصل معاها ايه من ضرايرها 😥😓 … كله بسببك يا أميرة لو مكنتيش جيتي عندنا مكانش كل ده حصل و كانت بنتي فضلت في حضني 😭
في تلك اللحظة دخل صالح بغضب
– ايه الموقف الباي”خ اللي انتي حطيتينا فيه ده ؟؟ حد يقابل ضيفه بالطريقة الماسخة اللي انتي قابلتيه بيها دي!! ده لو جاي يشحت منك مش هتعامليه كدة!!😤
فاتن بتهكم – يا ريته كان جاي يشحت كنت اديته لقمة و قرشين و عطفت عليه ..بس ده جاي يطلب ايد بنتي …هو انت فاكر اني ممكن أديها لاي حد !! مش فاضل غير الخدامين يناسبونا 🙄
– خدامين ايه يا ولية انتي بتتكلمي عن مين ؟؟🤨🤔
فاتن : خالد ده .. مش يبقى سواق ياسين بيه اللي واخذ السنيورة بنت خالتها معاه و قال ايه متجوزها من ورانا كلنا؟؟
– إتجوزها ؟؟.. اتجوزها امتى !!
–مش عارفة. ..و مش ده موضوعنا .. المهم انا بنتي مش أقل منها عشان تتجوز الصبي بتاعه
صالح بغضب: صبي ايه يا غبية ده مهندس قد الدنيا و ماسك إأدارة مصنع الخشب اللي في اوتاوا
فاتن بتفكر : قلت مهندس؟ ثم عادت للتجهم : برضو يفضل شغال عند سيده.
اومأ صالح بيأس و قال : مفيش فايدة فيكي …انا رايح عالشغل ..
كان سيأخذ ملابسه و يتوجه الى الحمام لكنه تذكر شيئا فإلتفت إليها و قال بحدة : وسيبي البنت ف حالها إياكي تهوبي ناحيتها او تضايقيها بكلمة واحدة فاهمة ؟ لما أجي بكرة هاتكلم معاها انا
خرج و غمغمت فاتن و هي تنظر خلفه و تكرر جملته بتهكم :لما أجي هاتكلم انا معاها ! يا اخوي اتنيل انت و هي …عيلة فقر 😏
كان ياسين في مكتبه حين جاء بيتر : سيدي لقد جاءت المرأة التي تنتظرها
-دعها تدخل
قالها و هو يتذكر حديثه مع منذر
فلاش
كان في المصنع يفكر في وضعه الحالي ..أميرة مريضة و تحتاج المساعدة و هو مشغول طول الوقت و هاهي الآن في صدمة نفسية ..لا يعلم ان كانت ستخرج منها سريعا ام لا.
لا يستطيع أن يواجهها لكنه لا يستطيع تركها بلا طعام ولا متابعة
كان ينظر الى العمال بشرود و فجأة سمع منذر يتذمر من ذلك الفراش الجديد و هو يقول
-كم علي أن اخبرك. ..قهوتي سادة …لاااا سكر هل تفهم !!
ثم أردف بحزن
-الله يرحمك يا عم سليمان….كنت بتفهمنا من غير ما نطلب حتى !!
نعم لقد وجدها !! أم أحمد !
كيف نسيها !! تلك المرأة الطيبة التي كانت تأتي بين الحين و الآخر لتساعد زوجها فتوزع حبا و اهتماما للجميع و كأنهم كلهم ابناؤها ..فيشعر الجميع بدفء العائلة و تؤنس وحدتهم فلا يحس أحدا بالغربة في وجودها ..ليس هذا فحسب ..لقد كانت امراة ذكية فطنة تحمل الكثير من الحكمة و البصيرة و لها لرؤية واسعة لكل شيء تقريبا و كل من كان يقع في مشكلة يلجأ إليها فقد كان لديها تقريبا حلول لكل احد
لقد توفي زوجها منذ بضعة أشهر لكن كثرة المشاكل و الهموم انسته السؤال عليها و تفقد اخبارها
ياسين بتفكر- منذر هي اخبار خالتي ام أحمد ايه ؟؟
منذر بشفقة :هيكون ايه يعني .. المسكينة من لما اتوفى جوزها و هي قاعدة لوحدها ….انت عارف ان ابنها ما يقدرش يعيش معاها هنا لإنه بيشتغل في ميناء الكيبك و عايش هناك هو و مراته
-طب ما تروحش هي تعيش معاهم في الكيبك ليه ؟
-تعيش ازاي في البرد اللي هناك اذا كانت مش قادرة عالبرد اللي هنا ! الولية عندها روماتيزم
– مادام كدة ما رجعتش مصر ليه ؟؟
– ترجع لمين ..المسكينة ما لهاش حد بعد ربنا وعمي سليمان الله يرحمه غير إبنها …اهو اقله هنا بيزورها كل شهر
فكر ياسين قليلا ثم قال : طب اسمعني كويس يا منذر
عودة من الفلاش
دخلت امراة في أوائل الستينات من عمرها تبدو عليها ملامح الطيبة و السماحة و الحكمة
-اتفضلي يا خالتي ام أحمد ..نورتي بيتي
– منور باصحابه يا ابني
-ازيك يا ست يا طيبة…
-الحمد لله على كل حال يا ابني
-اعذري تقصيري يا خالتي المفروض اسأل عنك بس مشاغل الدنيا نستنا
-معذور يا ابني… عارفة انك صاحب مسؤوليات كثير و ليك حياتك و مشاكلك …كفاية انك صرفتلي معاش المرحوم زي ما هو هعوز ايه اكثر من كدة!؟
-العفو يا خالتي …المهم ندخل في موضوعنا …أظن منذر فهمك المطلوب منك كويس
– ايوة يا ابني … فهمني على كل حاجة
– خالتي ام أحمد انا مش بأثق ف اي حد و خصوصا لما يتعلق الامر بالبنت دي…عشان كدة وصيت عليكي انتي بالذات .. احنا نعرفك من زمان و عمي سليمان الله يرحمه كان صديق ابوي مش موظف عنده بس
– الله يرحمه… ربنا يكرم اصلك يا ابني … و ما تخافش عالمحروسة هي هتبقى في عينيا..
-انا معتبرك من العائلة عشان كدة اعتبريني زي أحمد ابنك و اعتبري نفسك في بيتك …بيتر هيوريكي اوضتك وظبي هدومك بعدين حضري العشاء و اتعشوا انتي و هي انا هأتاخر
– حاضر يا ابني ربنا يسهلها معاك
كان ياسين يهم بالخروج من القصر حين رن هاتفه
– الو أهلا يا حاتم
– انت فين من زمان يا راجل !!
– مشاغل الدنيا بس يا حاتم…خير فيه حاجة؟؟
– مش المفروض النهاردة دفنة صاحبنا منير ؟ ولا انت مش جاي!؟ احنا في المدافن
– لا طبعا جاي … شوية و هألحقكم
نادى بيتر فجاء إليه مسرعا
– لست مضطرا لشرح ما سيحدث ان حصل لها مكروها هل هذا مفهوم؟؟ …
-مفهوم سيدي. ..لن يحلق طائر فوق القصر بدون علمي
– حسنا اذن ..انا ذاهب .
…
في تلك اللحظة وصلته رسالة نصية ما إن قرأها حتى جز على أسنانه بغضب و هو يقول : حسابك ثقل اوي يا دانيال الگلب انا هأعرف أحطك عند حدك ازاي
ثم انطلق إلى المدافن و هو يتصل بخالد
خالد : الو
ياسين : انت فين يا بني أدم ! كرم بيقول انك ما رجعتش من يوميها ..حصل ايه مش كان المفروض ترجع على اول طيارة !!
خالد بحزن: كان عندي مشكلة لازم أحلها هنا في مونتريال
و لو اتصلت بيا عشان كرم قالك فأنا ….
ياسين :انا أولا اتصلت النهاردة عشان عيد ميلاد صديقي الوحيد .. كل سنة و انت طيب يا لودة
–و انت طيب يا اخوي
قالها خالد بتنهيدة
ياسين بشك ؛ مالك ؟؟ مش على بعضك يعني ؟
-مفيش 😮💨😔
ياسين بمزاح: سحر مش كدة ؟؟😉
تنهد خالد بحزن و لم يجب
ياسين : على فكرة كان واضح اوي انك بتحبها …بس محبتش اضغط عليك لما كنا هناك… كنت عاوزك انت اللي تحكيلي
خالد بضيق : هأحكيلك ايه ولا ايه بس ..😮💨
ياسين بمزاح : انا مش عارف انت عملت ايه بالضبط بس من صوتك شكلك هببت الدنيا
خالد : انا طلبت ايدها من ابوها بس هي رفضت 😥😓
ياسين : طلبت ايدها مرة وحدة !! مش كنت تستنى نتيجة الثانوية العامة الاول !!اهو يبقى اسمها بتدرس في الجامعة 🙄😂
-مش وقت تريقتك ياسين ..شفت ما حكيتلكش ليه؟
ياسين : باهزر يا عم مالك !! عايز اطلعك من المود الز”بالة اللي انت فيه مش اكثر 😁
خالد بحزن : مفيش حاجة هتقدر تطلعني من المود ده ..ما تحاولش 😓
ياسين : ليه هي كانت نهاية الكون !! ما تجمد اومال يا صاحبي مش متعود عليك ضعيف كدة !
خالد بحزن : مش مسألة ضعف ولا حاجة…انا بس تعبان
تعبان اوي يا ياسين …
– اومال انا اعمل ايه ؟؟
– تعمل ايه في ايه !! اه صحيح انا نسيت اسألك عن بنت خالتها انت قلتلها ؟؟
– كنت هاقول…بس الگلبة اللي اسمها ليليان طينت الدنيا
– يا ساتر ! ايه اللي حصل ؟؟
-. بعثت گلب يغت”صبها و انا صحيح لحقتها في آخر لحظة …بس اعصابي سابت و اتسحبت من لساني قدامها و أكيد سمعتني
–ها ايه اللي حصل ؟؟
-ولا حاجة ..من وقتها و هي ف صدمة نفسية مش بتتكلم مع حد
-ياساتر …و انا اللي يقول مصيبتي كبيرة !
-لمهم خلينا فيك ..تقدر تقولي وحدة زي سحر ترفض عريس لقطة زيك ليه ؟!
خالد : بلا لقطة بلا نقطة… اهو في اول طلوعة طلعناها سوا خربت الدنيا زي ما حصل لي مع مها زمان 😥
ياسين بضحك :زي مها .. لا ..اوعة تقولها !! 😂
-لا مش بالضبط ..بس يعني كنت متوقع إنها ترفض بعد اللي انا هببته معاها في الشلال 😓
ياسين بضحك :لالا ده شكله الموضوع كبير اوي !! هات احكيلي انت هببت ايه بالضبط يمكن اساعدك ؟
خالد : محدش هيقدر يساعدني في الموضوع ده الا جراح دماغ …يمحيلها الذكرى الز”فت دي من ذاكرتها
فهم ياسين أنه شيء خاص و لذلك يشعر بالإحراج من ذكره فقال بمواساة : خليها على الله يا صاحبي .. قول بس يا رب
خالد بصدق: يااا رب …
ياسين :قل لي … انت في مونتريال مش كدة!!
خالد : ايوة هنا بس بكرة الصبح راجع تاني أصل كرم قار”فني كل وقت بيسأل هارجع امتى !
–هاااايل … يبقى تركز معايا و تسيبك من كرم عشان انا محتاجلك هناك يا صديقي ..
خالد : محتاجلي في ايه اوعة تقولي شغل !! هو انا قادر اتلم على نفسي لما اشتغل!!
ياسين : ده شغل من نوع خاص …انا هافهمك هتعمل ايه و اهي فرصة تفضل لك يومين كمان هناك. .. ثم أردف بمكر
ياكش تصلح فيهم اللي انت هببته ده .. ما تنساش نتيجة الثانوية العامة بعد يومين 🙄🙂
تذكر خالد فقال : و الله معك حق ..هات ايه الموضوع ؟
– الگلب الي اسمه دانيال هنا في تورنتو
-بجد !! هو ابن الوا’طي ده مش ناوي يتعدل ؟
– اومال انا محتاجلك ليه؟؟
– انت ناوي على ايه بالضبط ؟؟
ياسين بتفكير: ناوي أقطع ذيله نهائي
وصل ياسين فركن السيارة مسرعا و قال : بص انا وصلت المدافن هأبقى اكلمك بعد ما اطلع
-اه جنازة منير النهاردة.. الله يرحمه و يسامحه بقى
وصل بدر مع حنان الى بيت العائلة الكبير و كانت والدته تجلس في فناء البيت الخلفي مع جدته بعض نسوة العائلة حين سمعت صوته
-سلام عليكم يا أهل البيت
تهلل وجهها بسعادة و قامت مسرعة و هي تقول
– ده صوت بدر
دخلت المنزل لإستقباله بالاحضان كعادتها
– أهلا بالغالي نورت البيت و الدوار كله يا بدر
– بنورك يامة
نظرت الى حنان و سلمت عليها بحب : ازيك يا حنان
– الحمد لله يا مرات عمي
ما بلاش مرات عمي دي .. ما تقوليش امة ليه زي ما بدر بيقول هو انا غريبة ! ده انا اللي مربياكي
بدر : سيبيها على راحتها يامة ..هو احنا هنفضل واقفين عالباب ولا ايه!
– لا طبعا ..اتفضلوا بيتك و مطرحك يا ولدي
نظرت الى الارض فوجدت حقيبة كبيرة فقالت بدهشة
– شنطة مين دي يا بدر !🤔
– دي شنطة حنان يمة … جايبها تعيش هنا معاكي
هنادي بخوف : اوعة يكون جرى حاجة ما بينكم !
-لا يمة مفيش
-يبقى الحرباية الي اسمها سنية عملتلها حاجة انا عارفاها كيادة و سمها قا”تل
-ولا سنية عملتلها حاجة .انا بس حبيت انها تقعد عندك و تبعد عن سنية و شرها لفترة
تهلل وجه هنادي بفرح : بجد يا بدر ! يا دي الهناء .. تشرف و تنور البيت بيتها ثم نادت بأعلى صوتها
– فرحة …بت يا فرحااااا
شعرت حنان بالإطمئنان من استقبالها الدافيء و قالت بإمتنان : ربنا يخليكي ..
جاءت الخدامة مسرعة: انتي ناديتيني يا ستي
– ايوة يا بنتي خذي شنطة ستك حنان فوق و روقي لها اوضة بدر القديمة
– لا يامة حنان هتقعد في اوضة عمي صالح القديمة اللي جنب اوضتك
حملت فرحة الحقيبة و ذهبت و توجه بدر و حنان مع امه الى المندرة
جلسوا ثلاثتهم وسط تعجب والدته
– ليه بس يا ابني ! ما اوضتك شرحة اكثر و واسعة و بعيدة عن اي دوشة ..عاوز تحشرها في اوضة ابوها ليه؟
– انا مش عاوزها تطلع سلالم …اوضة ابوها هتبقى احسن لها في الوضع ده و كمان عشان تبقى حداكي على طول
نظرت إليه بتعجب بمعنى مش فاهمة!! فنظر الى حنان التي ابتسمت بسعادة و قال : حنان حبلى يمة ☺️
تهللت أسارير هنادي و قالت بسعادة غامرة : بتتكلم بجد الف ألف مبرووووك يا رب يكون الولد اللي مستنيينه بقالنا زماااان يا ولدي
قامت إليها ثم احتضنتها بحب : مبروك يا بنتي ربنا يتمم لك بخير 🥰
ثم اطلقت زغروووودة عالية هزت أرجاء المنزل و نادت بصوت عال : منييييرة …تعالي يا بت بلي شربااات للبيت كلووو
سمعت النسوة الزغاريد و خرجن يستطلعن الأمر
و بعد لحظات أتت جدته بعكازها تمشي الهوينى
اسرع نحوها بدر و قبل يدها بإحترام و تبعته حنان
-اخبارك ايه يا تيتة
– الحمد لله يا ولدي انت اخبارك ايه و حريمك عاملين معاك ايه
– الحمد لله يا تيتة
حنان : ازيك يا تبتة و ازاي صحتك
– الحمد لله … قالتها بدون نفس
ثم نظرت الى كنتها و قالت بتساؤل : خير يا هنادي شايفاكي مبسوطة و بتزغردي ايه اللي حصل؟
هتفت هنادي بسعادة: حنان جايبالنا خبر حلو يامة 🥰 انا بقول تقولهولك بنفسها
تمتمت الجدة حسنات بتذمر: ياما جاب الغراب لأمه 😏
ثم قالت بصوت أعلى : حنان جايبة خبر حلو ! هاتي فرحينا معاكم 🤨
شعرت حنان بالتوتر و احتمت ببدر و هي تنظر اليه برجاء ان يخرجها من هذا الموقف المحرج
تدخل بدر قائلا : حنان حبلى يا تيتة
و اردفت هنادي: يمكن يجيلنا الولد اللي مستنيينه منها 😊
لوت حسنات فمها و قالت : ولد ايه اللي تستنيه من بنت فاتن …قال على رأي المثل : اقلب القدر على فمها…😒
ثم تركتهم و ذهبت و هي تقول : يا حسرتي عليك يا بدر يا ولدي الظاهر نصيبك في الدنيا زي نصيب عمك صالح 😣
شعرت حنان بالضيق فحاولت هنادي تغيير الموضوع : انا هأخلي البنات يحضرلونا قهوة و بالمرة اشوف اذا كانت الاوضة جاهزة عشان حنان ترتاح
غادرتهما مسرعة فأقترب منها و احتضن يديها بحب
ما تاخذيش في بالك من كلام جدتك .انتي عارفاها بتلقح في الكلام بس..لكن مستحيل تأذيكي … اهم حاجة انك في أمان من سنية
اومأت له بإستسلام فنظر الى جهة الباب ثم اقترب منها و هو ينظر إلى شفاهها برغبة قائلا
– بقولك ايه ؟؟
حنان ببلاهة : ايه ؟ 🙄
بدر : البنت فرحة زمانها روقت الاوضة و انتي كدة كدة مش بتشربي قهوة..
اقترب من اذنها و همس: ما تقومي تتصلي بأمك تطمنيها عنك بعدها تضبطي نفسك كدة على ما اجيلك ..😉
نظرت إليه حنان بتساؤل فأكمل و هو يغمز لها بمكر : مش انتي كنتي عاوزاني تقريبا كدة في موضوع لما كنا في اوضتك ؟؟ 😉
شعرت حنان بالإحراج .. لقد فهم حقا ما كانت تريد
نهضت مسرعة و هي تقول بلجلجة :لا اا.. انا .. هاغير هدومي … و أنام …تعبانة 😰
بدر بإبتسامة ماكرة : براحتك …اه انا نسيت أقولك ان انا من النهاردة هأغير برنامج النوبات بتاعكم : هيبقى ثلاث ايام لكل واحدة 🙄
حنان بدهشة : ليه ؟؟؟
استلقى بدر براحة على الوسادة و هو يقول : الظروف اتغيرت …انتي دلوك قاعدة هنا و مشوار الطريق طويل انا ما اقدرش كل يومين اسيب شغلي و مصالحي و اجيلك و ارجع تاني يوم متصربع …كدة احسن …هابقى أضبط أمور الشغل و اعمل حسابي عشان لما أجي هنا مرة كل أسبوع اقعد براحتي
ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت بدون وعي : يعني مش هشوفك اسبوع بحاله!!
ضحك بدر بصوت عال : و مالك اتفزعتي اكدة ؟؟
انتبهت لما قالت فإنكمشت على نفسها بضيق و قالت بتوتر :لا يعني انت عارف اني حامل و …احم…يمكن أحتاج حاجة ..و انت مش موجود ..،
فأردف بدر مازحا : اكونش وحشتك من دلوك !! 😂
-لا وحشتني ايه 😥..انا قصدي بس ..😓..يعني انا هأقعد هنا لوحدي معاهم 😰…
-مش هتكوني لوحدك امة معاكي 🙄🙂و بعدين انتي وسط اهلك و ناسك
-طب و جدتك …انت سمعتها 😓
-ماهي جدتك انتي كمان🙄.. و لما تسمعيها طنشي و خلاص ..وعموما ما تقلقيش انا هأتكلم معاها و افهمها ان اللي قاعدة معاكم دي مش حنان بنت فاتن اللي ابنك خرج عن طوعك بسببها و انك تبقي حنان مرات بدر الراوي ..انا هأبقى اوصيها عليكي و جدتي مش بترفضلي طلب ..ها..عندك حجة تانية ؟؟
هربت الكلمات من لسانها لم تعد تدر ماذا تقول اصلا
وقف بدر و احتضنها من الخلف و هو يقول :طب ليه اللف و الدوران يا بت عمي؟ هو عيب لما تقولي لي هتوحشني؟
ثم همس بأذنها: ما انتي كمان هتوحشيني و قوي كمان
في تلك اللحظة دخلت فرحة بالقهوة فإرتبكت حين رأتهما و ابتعدت حنان بتوتر
وضعت فرحة الصينية بإحراج دون ان تنظر إليهما و هي تقول : الاوضة جاهزة يا ستي 😓
خرجت فرحة مسرعة و همت حنان بالخروج خلفها : احم انا رايحة الاوضة
صاح بدر بصوت عال و هو يضحك : تعالي هنا …مش هتاخذي التلفون ؟؟
عادت بتوتر و امسكته فاحكم قبضته عليه و هو يقول بعبث:
مش هأتاخر ..أشرب فنجان القهوة بس و احصلك 🙂😉
توجهت نحو غرفتها و قلبها يخفق طربا : هل حقا هذا زوجها الجلف او المتخلف كما كانت تسميه دوما !! كيف تحول بين عشية و ضحاها من رجل قاسي متحجر القلب الى رجل يمتلك مزيجا متناغما ما بين الرومنسية و الحنان و الرجولة الطاغية
لا …من المؤكد انه لم يكن هو الذي تغير …كانت هي العمياء منذ البداية …كيف اضاعت رجلا مثله كانت تحلم به كل النساء في البلد بينما لا يحلم هو بسواها؟ كيف اضاعت كل تلك السنين من عمرهما بسبب غرورها الغب’ي و حماقتها!!
وضعت يدها على بطنها و قالت بحب : يا رب يكون ولد عشان اقدر اعوضه عن العمر اللي ضاع منه بسببي 😔
ثم تذكرت شيئا فأمسكت هاتفه و إتصلت
سحر في غرفتها لا تتوقف عن البكاء و هي تتذكر ما حدث
-يعني ايه طلب ايدي من بابا ؟؟ ده..انا حتى ما اعرفش مشاعره ناحيتي ايه !!
-ما انتي اللي غب’ية…رايحة تحكيله قصة حياتك بتاع ايه؟؟
كنتي مستنية ايه بعد اللي حكيتيه ده كله… استعطفتيه لدرجة أنه قرر يتنازل و يضحي بحريته عشان ينقذك من جحيم أمك…مبسوطة كدة !! 😭
-يا بنتي ارحمي نفسك من الافكار السودة دي ما يمكن الراجل بيحبك هو كمان !! ليه متسربعة على طول كدة !!
اهو اللي حصل بقى !!! دلوقت متأكدة اأنه ركب طيارة و رجع تاني بيته و هو بيقول الحمد لله انها رفضت و ابقى كدة عملت اللي عليا و زيادة و العيب جيه منها هي 😭
رن هاتفها و كانت ساندي
وقت رغيك انتي كمان …هتسألبني كذبتي ليه و قلتي انك جاية عيد ميلادي و رحتي فين ومع مين.. و عملتو ايه
رن ثانية فاقفلته و رمته ارضا و غطت راسها بوسادتها كي لا يسمع نحيبها.
كانت فاتن تحضر طعام العشاء حين رن هاتفها برقم غريب
فاتن بتساؤل : الو !
– ايوة يا ماما انا حنان ..بأكلمك من تلفون بدر
فاتن بلهفة: حنان !! ازيك يا حبيبتي عاملة ايه !!! اخبارك ايه طمنيني عنك
حنان : الحمد لله يا ماما انا بخير ..وحشتييييني اوي
فاتن : انتي اللي وحشتييييني اكثرررر يا روووحي و قلبي متشحتف عليكي يا ترى عاملين فيكي ايه الحيات ضرايرك ام جابر كل شوية تكلمني عشان تنقطني…قال ايه بتنظفي الزريبة و كل شوية تاخذي علقة
-انتي عارفة ان مرات عمي شاهين بتزود من عندها كثير ما تاخذيش على كلامها انا كويسة
-اومال مش بتكلميني ليه ؟؟ سايبة قلبي محر”وق ليه؟
-انتي عارفة اني ممعيش تلفون و اديني خذت التلفون من بدر و كلمتك اهو… و هأبقى كل أسبوع اطمنك عليا لما يجيلي
-اه فكرتيني في الحيو”ان ده …عامل معاكي ايه !! اوعة يكون ييضربك !! جاه كسر ف رقبته
شعرت بالضيق من كلام والدتها و بنغزة في قلبها و قالت : ليه بس كدة يا ماما .. ده حتى بدر جابني أعيش هنا في بيت العيلة عشان يبعدني عن نسوانه و شرهم …و بيعاملني كويس و وصى عليا كل اللي في البيت كمان 😔
-اومال كان سايبك. تنظفي الزرايب ليه قبل كدة ؟؟ عمل كل ده ليه دلوقت؟؟
حنان بسعادة : لإني حامل يا ماما 😊
فاتن بدهشة :-حامل؟؟ يعني كان بيقرب منك يا بت !؟؟ 😳
حنان بتعجب : ايه السؤال ده يا ماما …و ما يقربش مني ليه مش مراته ؟؟ ولا كنتي عايزاني امنعه عن حقه ؟ و بعدين ده اللي همك!! أنه لم”سني !! ده بدل ما تباركيلي اني هأبقى أم و اجيبله العيل اللي نفسه فيه !
فاتن : طب ألف مبروك و ربنا يهني سعيدة بسعيدة… انا بس كان قلبي عليكي .. ازاي تخلفي من واحد زي بدر ده
-و ماله بدر ؟؟ مش راجل يعني ولا ايه !!
فاتن بشك : مالك يا بنت انتي بتتكلمي بطريقة غريبة كدة ليه ! متأكدة انك بتتكلمي عن بدر ابن عمك؟؟ اللي كنتي تطيقي العمى ولا تطيقهوش؟؟ مش ده بدر ابن عمك المتخلف ابو دم ثقيل !
-بدر دلوقت مش ابن عمي و بس .. ده جوزي و ابو ابني
و من فضلك يا ماما انا اتصلت اطمنك قبل ما الرصيد يخلص و اتطمن عليكم انتي و بابا و سحر ..
فاتن : كدة يا حنان !
حنان بضيق : ايوة ..و أبقي سلمي على بابا و سحر و طمنيهم عني
اقفلت الخط دون ان تنتظر ردها
-حرام عليكي …اتصلت افرحك معايا قومتي نكدتي عليا في اجمل يوم في حياتي 😔😣
ثم رمت الهاتف بضيق غافلة عمن يراقبها بشغف بالقرب من الباب و قد سمع كل ما دار بينهما و همس بشفقة عليها
-امك الكره و عدم الرضا جواها ملهمش حدود و اي حد يقرب منها يتسمم منها بسببهم.. للأسف ورثتك كل حاجة وحشة فيها لوقت طويل بس انا هأخليكي تتغيري و تبقي حنان تانية متعرفش غير الحب و التسامح و القناعة .. أوعدك يا قلبي
مضى يوم طويل على أبطالنا حافل بالاحداث و تلاه ليل اطول عليهم ما بين تفكير و اشتياق و تخطيط و مكر
فمنهم المشتاق و منهم المستاء و الحاقد و العاشق و المتألم و المحب و الناقم و الحسود و حتى التائه في احاسيسه
في اليوم الموالي
حضرت الطبيبة في الموعد
كان ياسين قد غادر في الصباح الباكر
ام أحمد : انتي الدكتورة داليا مش كدة
الدكتورة : ايوة يا خالتي ..انتي مين !؟
أنا خالتك ام أحمد اعتبريني مدبرة البيت الجديدة
-تشرفنا يا خالتي …أميرة صاحية ؟
-ايوة يا دكتورة …بس يا حبة عيني زي ما هي
-انتي جيتي امبارح… احكيلي حصل ايه !!
-دخلت و حاولت اكلمها بس مسهمة و مش بترد..غلبت معاها اكلمها ما نطقتش بحرف… ده حتى الاكل اكلت بالعافية و هي يا كبدي و لا كإنها في الدنيا
-طب يا خالتي انا داخلة عندها
بعد مدة
خرجت الطبيبة ثانية
توجهت إليها ام أحمد : طمنيني ردت عليكي ؟؟
-للأسف لا يا خالتي …شكل الصدمة مطولة معاها
ام أحمد : بس انا حاسة حاجة مش عارفة اذا كان عندي حق ولا لا
-حاجة ايه يا خالتي
صمتت قليلا ثم قالت :انتي بسم الله ماشاء الله دكتورة مش مسألة أقلل من قيمتك …بس بحكم خبرتي في الحياة انا حاسة انها مستنية حد تاني عشان تتكلم
– ازاي يا خالتي
-مع اني ما عشتش معاهم غير يوم واحد
بس انا عرفت من منذر بإختصار اللي حصل معاهم قبل كدة و قدرت استنتج شوية حاجات
-طب احكيلي يمكن نستفيد من خبرتك 😊
-البيه عاشقها و الظاهر هي كمان ….هو بيحاول يهرب منها ليه مش فاهمة … و ده اللي مخليني استنتج إن البت مصدومة من حاجة تانية تخصه هو و مستنياه هو اللي يكلمها مش حد تاني .. ما لاحظتيش كل ما يتفتح الباب بتبص بلهفة ازاي !
-صح لاحظت كدة
-تبقى مستنية طبيب القلب يا دكتورة ☺️
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الأميرة والمغترب)