رواية إلى لقاء آخر الفصل الخامس 5 بقلم آية محمد
رواية إلى لقاء آخر الفصل الخامس 5 بقلم آية محمد
رواية إلى لقاء آخر البارت الخامس
رواية إلى لقاء آخر الجزء الخامس
رواية إلى لقاء آخر الحلقة الخامسة
” كنت مستني المكالمه دي يا ياسر “..
” بقولك اي يا أدهم، أنا مبحبكش وعمري ما حبيتك يا أخي و بصـراحه بكـره اليوم اللي الشله بتتقابـل فيه بسببك و كنت مستحملك بالعافيـه، بس لحد زينـة وخلاص ملكش اي قيمـة عندي، قسما بالله لو ما بعدت عنهـا لأخليها تقرف تبص في وشك حتي وبالصور اللي معايـا دي أنا هقنعهـا اني مكنتش الجاني الوحيد يومهـا و هلبسك انت القضيه، أنت وصاحبك الدكتور اللي سابها بتنـازع و خدك ومشي، أنا وراها بقـالي سنين والزوق مكـانش نافـع معاها و بصراحه بقي اللي مبيمشيش معايا بالذوق باخده بالعافيـه و زينـه أخدتهـا عافيـه وهاخدها بـاقي عمـري عافيـه، أوعي تلعب معايا عشان هتتعـب أوي “..
” أنت اللي زيك نهايته هتبقي وحشـه أوي يا ياسـر، وصدقني طول ما أنا عايش أنت مش هتلمح طيفهـا وخاف مني علشان أنا مش ناويلك علي خير ابدا “..
أنهي أدهم المكالمه فنـظر له سليـم بسخـريـه وسأله بتعجب:
” بس كدا!؟ هو دا ردك علي موضوع التعبير اللي قاله دا؟! “..
” واحد زي ياسر دا يا سليـم مش هينفع معـاه الزق والعصبيـه، أنا هدخله السجن، بس مش في قضيـة الإغتصا’ب، هدخله السجن في قضيـة مخد’رات “..
قال سليم بإستمتاع:
” دي سهله أوي علفكـرا، لكن المشكله الحقيقـة في أبوه نفسـه، بيطـلعه يا ابني بسهـولة “..
قال أدهم:
” هنبلغ عنه هو وأبوه متلبسين يا حبيبي، و بعد ما كل دا يخـلص فكرني أرنك علقه علشان عرفتني علي الأشكـال دي “..
ضحك سليم وقال مدافعا عن نفسه:
” والله يا أدهم مكنتش أعـرف انه ضايع أوي كـدا ”
“المهم، انا بكرا عندي شغل ف عـاوز اجي الاقيك انت و ماما و بابا جـاهزين بالعربيـة تحت وهنروح علطـول علي بيت زينـة.. مش عاوز تأخير وانا مش هتأخر ان شاء الله”..
” ماشي متقلقش هاجي انا كمان من الشغل و نجهز و نقعد نستنـاك “..
” يلا قـوم بقي روح عشان هنـام شويـة بقالي فترة مبنامش كـويس “..
” هي بقت كـدا، عامة نام انا هخرج اشوف خالتي عملالنا اي علي العشاء اكله “..
” والله ما حد مخلص علي التلاجه بتاعتنا غيرك يا اخي “..
ضحك سليم ثم تحـرك بخـفه للخـارج و استلقي أدهم علي فراشـه براحـه وأخيـرا، برغم قلقه وخوفه علي ذكريـاته ولكنه يشعـر ببعض الراحـه، هو ليس آثم علي الأقـل…
…………………………………..
في اليـوم التالي..
” نقي خاتم كمان يا زينة”..
“لا لا كفايـة، خاتم واسورة والدبله كتير اصلا”..
” لا هتنقي خـاتم و لو سمحتي هاتي محبس للدبلة كمـان، يـلا بدل ما انقيهم انا وانا زوقي مش حلو زيك “..
قالت ليلي بإبتسـامة:
” نقي يا حبيبتي مفيش حاجه تغـلي عليكي.. “..
نظـرت لوالدها فاومأ لها بإبتسامة هادئـه فأخذت خاتم رقيق وقالت بهدوء:
” كدا حـلو.. متضغطش عليا أكتر من كدا “..
قال بإبتسامة:
” طيب نقـي معايا دبـلتي بقي “..
قالت بهدوء:
” بصراحه الدبلة دي أكتر واحده لفتت انتبـاهي من أول ما شوفت الدبـل، جـربها عليك “..
قال بإبتسـامة:
” طالمـا لفتت انتبـاهك يبقي لبسيهـالي بقي “..
ابتسمت وأخذتهـا ثم وضعتهـا بهدوء في يده دون ان تلمسـه وكذلك فعـل هو بإبتسامة وتعال صوت التصفيـق و المبـاركات..
قال أدهم بإبتسامة:
” لبسيها يا ماما باقي الشبكة “..
وأخيـرا رأي توريد وجنتيها الباهتـه وهي ترتدي شبكـتها و قد بدت السعادة علي وجهها و رأي انسجـام بينهـا وبين والدتـه…
تقدم والده يمد يـده بسلسله ذهبيه رقيقـه لزوجته وقال بإبتسامة:
” دي هدية مني ليـا للعروسـة “..
قالت زينة بإحراج:
” بس يا عمي كدا كتير والله”..
قال علي بإبتسامة:
“يا بنتي أنا معنديش غير ابن واحد ودلوقتي فرحتي مش سيعاني ان هيجيلي بنت تانيه، مش من حقي اهاديهـا؟! بعدين شكلك مبتحبيش الدهب مش مشكله متلبيس اللي أدهم جايبة والبسي السلسه اللي انا جايبها عادي مفيش فرق”..
قال أدهم بضحك:
” انا ملاحظ انـك بتاخدها لصفك بدري اوي كدا يا حاج!!!
“أنت مين اساسا أنا معرفكش”..
ضحك الجميـع ونظر أدهم لوالده بصدمـه مع ضحكـاته هو أيضـا…
استضـافهـم والد زينـة في منزلـه المتواضـع و انضمـوا جميعا حـول طـاولة العشاء و قال بإبتسامة:
” زينة هي اللي مجهزة كـل الأكل دا “..
نظر أدهم لها بصدمه وسألها:
” بجد؟! قولي اني حظي حلو اوي كدا!! “..
ابتسمت بخجـل ثم قالت والدتـه:
” بصراحة يا بنتي اكـلك حلو اوي تسلم ايدك “..
أجابتهـا بهدوء:
” شكـرا يا طنط “..
نظـر والدها بسعـادة لأجل عوض ابنته التي عانت، دمعت عيناه لسعادتها الباديه علي وجههـا و راحتها و راحته ايضا لأدهم وعائـلته و همس بتمني:
” ربنا يشفيه ويعافيـه يا رب “..
بعـد ساعة رحـل الجميـع وظل أدهم يجـلس مع زينـة في التراث يستمتع بالنسمات الباردة برغم حرارة الأيام بهذا الشهـر..
” طبعـا هواء اسكندريه أحسن من القاهرة، خصوصا في الصيف “..
” بصـراحه الجو في القاهرة حر أوي، هنا في تكييف بس انا بتعب منـه فمبشغلهوش غير قليل.. انا بصراحه بحب الشتاء أكتر بكتير من الصيف “..
” عندك حق والله هو دا كلام الناس العاقـله “…
” يعني انت بتحب الشتاء بردو! “..
” اه طبعا.. “..
ابتسمـت له وقدمت له من الكعك الموضوع علي الطاولة أمامهم، قال بإبتسامة:
” عاوزك تبقي تيجي انتي و والدك تشوفي الشقـة علشان لو عاوزة تغيـري حاجه اجهز نفسي و ابدأ فيها بعد ما العملية تعدي علي خير “..
” ان شاء الله هتعدي علي خيـر، بس الشقة خلاص اللي اتعمل فيها اتعمـل، التكلفه هتكون عاليه انك تغير حاجه “..
” مش مشكـلة بس أنا حابب انها تكون علي زوقك، ولسه بردو في حاجات مخلصتش نبقي نختارها نع بعض “..
” ماشي هقول لبابا، المهم لما تيجي تروح للدكتور تكـلمني علشان هاجي معـاك “..
” والله؟ اكلمك علي اي وهو انا كنت خدت رقمك كل دا اصلا “..
ضحكـت و أخذت هاتفـه تقول بإبتسامة:
” والله ممكن اكتبلك رقمي عادي “..
” يا ريت والله “..
” تمام يبقي كـدا اتفقنا اني هاجي معـاك و…امممم تصدق الدبلة حلوة في ايديك “..
ابتسم أدهم ابتسامة واسعـه:
” والله انا حاسس اجمل احساس وانا شايف دبلتك دي في ايدك و انا بقي خطيبك، كان نفسي نعيش شوية جو المخطوبين دا، بس معتقدش اني كنت هسلك فيه “..
” اشمعنا بقي؟! “..
” عشان أنا مبحبش تلزيق المخطوبيـن، في الأول وفي الأخر أنتي لسه مش مراتي فمش صح اننـا نستفيض في مشاعرنا لبعض، مش صح مسك الأيادي و التلامس العجيب اللي بقي يحصل دلوقتي بين اي اتنين “..
” عندك حـق.. وبعدين شهر خطوبة حلو بردو مش أنت قولت كدا “..
” ايـوا صح.. قـوليلي بقي يا زينـه تـزعلي لو قولتلك نعمل فرح اسلامي، نجيب فيه القريبيـن لينا بس واللي هيفرحولنا وبس، الموضوع مش فلوس والله يعني احنا ممكن نسافر عادي بفلوس الفرح ونعمل حاجه علي قدنا “..
قالت بإبتسامة:
” لا معنديش مانع ابـدا.. بس قولي هتسفرني فين؟! بلاش برا مصر طبعـا “..
” لا مهو انا مش وزير هو جـوا مصر، اعتقد غالبا فرحنا هيكون في الشتاء، تفتكري!! “..
” الشتاء؟! ليه أنت عاوز تعمل فرحنا بعد تلات شهور ولا اي؟! لا يا أدهم اقل حاجه سنه “..
” كتييير، كتير والله “..
” لا مش كتيـر، احنا نتجوز علي بداية الشتاء، بس مش اللي جاي دا لا، اللي بعده، انت لسه دافع قد كدا في الدهب هتجيب منين تجهز الشقه؟! “..
” يا ستي أنتي مالك انتي الله أكبر أنا معايا فلوس “..
قالت بضحك:
” مش بحسدك والله بس أنا بجـد مش هيكون سهل عليا أسيب بابا بسرعه كدا.. ”
دلف والدها وهو يحمـل اكواب الشاي وقال بهدوء:
“سيبها علي راحتهـا يا ابني و اديها وقتهـا”..
تفـهم أدهم حديثه ف غير مجري الحديـث قـائلا بمزح:
” المهم يعني مقولتليش عاوزة تسافري فين؟! “..
” امم بصراحه مش عارفه، ممكن نروح الغردقـه، او نروح الساحل الشرير “..
” يدوب ابدأ احوش من دلـوقتي.. ”
ضحكت زينـة وكذلك والدها الذي انضم لهم لبقيه الأمسيه حتـي عاد أدهم لبيتـه..
وكذلك مرت الأيام التاليـه هي تهتم بـه و بمرضـه و تبحث بكـل شئ يخص حالته، تمتلك نسخه من كل ورقة تحاليل او اشعـه معها تحسبا لاي ظرف و هـو يبحث في قضيتهـا يبحث لأجـل حقها المسلوب، حتي آتي يومهـم الموعـود و عُقد قـرآنهم و حان وقت ذلك الفيديو الذي وعدها بـه…
جلست بجـواره وتلك المره علي مقربه منه، ابتسم لها بحب وأمسك بيدهـا، كانت تلك المره الأولي فابتسمت بخجـل وسرت في جسدها قشعريره وشعور جميل تحياه المره الأولي…
“أنا بسجـل الفيديو دا، وأنا في ايدي أحلي حاجه حصلتلي في حيـاتي، زينة قلبي..
زينـه.. كان مجيئك مجيئ السلام لقلبـي، اختطفتني عيناكِ من الوهلة الأولـي ومعكِ اختبـرت امورا لم أعهدها من قبـل، رأيت بكِ طفلة أحببتها وبشده وأخذتني خيالاتي لطفلتنا يوما ما و حينهـا شعرت قلبي يكاد يقفز من سعادته للتفكيـر في الأمر، مهجة عيني و دواء علتي ومرضي، اليوم وبكـل سرور اودع ضوابط الخطبـه.. الحمد لله دي محتاجه ركعتين شكـر والله” ..
كانت تنظر له ببلاهه و قلبها يكاد يقفز خارج صدرها من شدة الفرحة و السعـادة و الخجل الذي بدا واضحا علي وجهها فقالت بهمس:
” احنا متفقناش علي كدا علفكرا “..
غمزها وقال بمكر:
” لا مهو انا مكنتش مأجل الفيديو دا لبعد كتب الكتاب من فراغ.. زينة أنا بكرا هدخل العملية ومش عارف لو خرجت هعرفك ولا لا، بس علشان خاطري بلاش تزعلي مني لو دا حصل و خليكي عارفه انك موجوده في قلب عمره ما ينسي حبك.. كمـان حاجه انا كنت وعدتك ارجع وأدور في قضيتك و بالفعل خدت منه اعتراف و كمـان كان في صفقه هيعملها كمان كام يوم وكنت هبلغ خلاص بس شعور والدك كان حقيقي و ياسر مات بسبب جرعة مخد’رات زيادة و ابوه اتقبض عليه كمـان.. ربنا مبيضيعيش حق حد ابدا “..
قالت بحب:
” وأنا كمان بحبك يا أدهم “..
قال بخبث:
” اي دا بس انا مقولتهاش لسه “..
قالت بإبتسامة:
” بتقولها دايما بافعالك يا أدهم وبشوفها في عينيك، ومتأكده انك حتي لو بكرا مفتكرتنيش أنا هشوف الكلمه دي في عينيك زي ما انا شايفاها دلوقتي “..
ابتسم لها بحـنان وضمهـا برفق ومضي معها بعض الوقت ثم عاد لبيته يتجـهز للمشفـي..
………………………………………………..
” عدي أربع ساعات يا عمي ولسه محدش خرجـلنا ولا طمنا عليه “..
امسك علي بيدها وسحبهـا تجلس وقال بهدوء:
” اقعدي يا زينـة واهدي يا بنتي، أدهم هيكون كويس.. ”
قـالت ليلي بدموع:
” بس كان حد خرج طمـنا عليه يا علي!! ما تعمل حاجه يا سليم هو أنت مش دكـتور؟! “..
كـان سليم شاردا يحـاول كتم خوفه وقلقـه عن الجـميع، تحرك يقف أمام الغرفـة وهو يتمالك نفسه عن البكاء بصعوبـة بالغه:
” يا رب عديها علي خير يا رب “..
بعـد نصف ساعـة أخيـرا خرج لهم الطبيب:
” الحمد لله العملية نجحت، أدهم كويس واتنقل اوضـة تانيـه تقدروا تقعدوا جمبوا لحد ما يفـوق..
بالفعـل جلسوا جميعـا حولـه ينتـظرونـه و القلق والتوتر بـادي علي وجوههم..
كانت زينة ممسكـه بهاتفـه تعـبث به حتـي ظهرت أمامها تلك الصور.. نفسها التي أرسلها له ياسر قبل شهر كامل وقد احتفظ بهـم علي هاتفه لأجل القضيه..
سألت بخفوت:
” اي دا؟!! “..
لم ينتبه لها فكـان كل تركيزهـم مع أدهم الذي فتح عيونه للتـو ونظر لهـم بتعب وإرهـاق وسأل بتعجب:
” انا في المستشفي؟!! “..
قال علي بهدوء:
” اه يا حبيبي، عملت عملية صغيرة كدا و لسه بتفـوق أهوه “..
” عملية اي يا بابا؟! ”
اقتـرب سليم ليتحدث له:
” متشغلش نفسك يا أدهم دلوقتي ارتاح و بعدين هنبقي نقـولك كل حاجه “..
أقتـربت زينـة بقـلق تجاهه وعيناها مليئـه بالدموع اثر ما رأتـه، وقفت أمامه فنـظر لهـا بتمعن ولكنه لم يتعرف عليها أبدا..
” أنتي مين؟! “..
ولشده غضبها لم تهتم له و لصحتـه او احتماليه تأثره ومعرفته بفقدانه لذاكرته وقالت بكل قـوة:
” أنا.. مراتك. “
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية إلى لقاء آخر)