رواية الصندوق الفصل الأربعون 40 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق الفصل الأربعون 40 بقلم الهام عبدو
رواية الصندوق البارت الأربعون
رواية الصندوق الجزء الأربعون
رواية الصندوق الحلقة الأربعون
#آن_الأوان
تم اقتياد كاريمان و الثلاثة رجال إلي المخفر و هناك برغم وجود اليوزباشي جلال لكن الضابط هوارد الذي أمر باعتقالهم هو من تولي كل شئ فالسلطة المصرية موجودة و منتشرة لكنها محاصرة و مقيدة تحت إمرة الاحتلال بحيث لا تحدث كبيرة او صغيرة دون اذنٍ منهم !!..
أشار للعسكر بوضع الثلاثة رجال في غرفة الحجز بينما نظر لكاريمان في خبث و قال : سنحقق مع الأميرة أولاً .. أئتوني بها .
جذبها الجنود و اوقفوها أمامه فنظرت له بقوة و تحدي فقال لها : ما تلك النظرات يا أميرة !! تلك مختلفة تماما عن نظرات عيني خادمة الأمس !! هل لديك تبرير منطقي لما حدث ؟!
نظرت له كاريمان بغضب و قالت : لا … ليس لدي
هوارد : اذن لأسالك و تردين عليَّ: ما علاقتك بالسيد سالم ؟! و لماذا إدعيتِ أنكِ خادمة لديه ؟!!!
صمتت كاريمان و لم ترد فاستطرد هوارد و قال : إلي أين كنتِ ذاهبة مع تلك الخادمة في ذلك الوقت المتأخر يا أميرة ؟!!
استمرت كاريمان في صمتها و لم ترد أيضاً فغضب هوارد و قال بلهجة حادة محذراً: لا تظني أن الصمت سينقذك فأنتم هالكون لا محالة و سكوتك سيطيل مدة التحقيق لا أكثر و ستعترفون عاجلا ام آجلا .. سأسألك سؤالا أخيراً من مصلحتك الإجابة عليه بدلا من أن ابحث عن الإجابة بنفسي : هل لذلك المتوفي علاقة بما حدث في المعسكرين ؟!
نظرت له كاريمان بابتسامة متهكمة و للمرة الثالثة لم ترد فزاد غضبه و انفعل عليها قائلا : اذن .. انتِ من اخترتِ .. لتجلسي في محبسك لتفكري يا أميرة و قد تقل عقوبتك إن ساعدتنا بمعلومات !! من الأفضل أن تراجعي نفسكِ
أشار لهم باقتيادها لحجز النساء فيما جلس اليوزباشي جلال غاضباً مرة لأن هؤلاء المحتلين سيطروا علي سلطاتهم و حولوهم لخيال مآته و مرة ثانية لأنهم يستعبدون الشعب و يفرضون عليهم احكامهم بالرغم من أنهم لم يفعلوا سوي الواجب فمقاومة المحتل ضرورة !!!
نظر له هوارد و قد قرأ الغضب في عينيه فقال له : أرجو ألا تطغي مصريتك علي ضرورة وفاءك تجاه عملك فهولاء يخفون أمرا خطيراً .. أريد منك إطلاق مخبرين في كل مكان ليعرفوا كل ما يخص هولاء الأربعة و عد لي بالتفاصيل في أقرب وقت
نظر له جلال و أوما له بالقبول علي مضد ..
أما الثلاثة فجلسوا إلي جوار بعضهم في الحبس بقلق شديد لازمه صمت إلي أن نظر سالم لعزيز الذي جلس بجواره مباشرةً و قال له : رغم وضعنا شديد السوء لكننا نجلس جنباً إلي جنب و بقينا في نفس كفة الميزان للمرة الاولي !!
رد عزيز بضيق : لولا أن ابي أصر علي حضور ذلك العزاء لما كنت معكم الآن في هذا السجن .. هل نفعنا أداء الواجب و مساندة اهل الشهيد الآن؟!
سالم : لديك حق في ذلك، كان يجب أن نحذر و لكن لا فائدة من الندم الآن، علينا التفكير في حل لنخرج من هنا
ضحك عزيز بتهكم : و هل هناك حل يمكن أن يخرجنا من هنا، ليكن بعلمك الأسوأ قادم .. سينبش ذلك الضابط في كل شئ و سيكشف تورطك في التفجير و سنعدم جميعا لمساندتنا لك و في المقدمة كاريمان التي ارتضيت وضعها بمرمي النيران !!
امتعض سالم و عض علي شفتيه من الندم و قال : لا .. لن يحدث لها شئ .. إن اضطررت سألفق اي سبب يخلي مسؤوليتها و سأتحمل أنا العقوبة كاملة
عزيز : و هل سينطلي ذلك عليهم .. أراهن علي أنهم قد بدأؤو بالبحث و التحري الآن
سالم : لنتفق اذن علي الكلام الذي سنقوله في التحقيق
منصور بك بأسي : ذلك الضابط ذكي جدا و لن ينفع معه ذلك الأسلوب.. إن صمتنا هم .. و إن تحدثنا هم آخر !!
سالم : لا نعرف أيضا ماذا قالت كاريمان في التحقيق !! نحن في ورطة كبري !!
عزيز : هلا أدركت ؟! نحن هلكنا و اعدامنا هو مسألة وقت .. أنا لا أصدق ما حل بي !! هل سأموت لأجل فعل لم أفعله!!
سالم بسخرية : لعله يعادل أفعال أخري فعلتها !!
عزيز : وجدت فرصتك و استغللتها فرميت بالكلام !!
سالم : اعذرني فلم أعتاد عليك في أدوار وطنية بل اعتدت علي أمور أخري منك فحدث لي بعض التشوش !!
عزيز : ليتني ما طاوعتك يا أبي و ذهبت معكم لهذا العزاء
منصور بك : و هل تظن أنه لو وجد كاريمان فقط لما أتي بنا لهنا .. كان من المفروض بقاء كاريمان بعيدا حتي تهدأ الأجواء و لكنها رفضت !!
سالم : كفي من الندم .. ليفكر كلُ منا في طريقة للخروج أو حتي لتخفيف الأمر
منصور بك : لنفكر ….
__________بقلم elham abdoo
بعد قليل طلب هوارد استدعاء سالم للتحقيق و ظل اليوزباشي جلال حاضراً .. جاء العسكر بسالم فقال له
هوارد : سيد سالم .. أنت رجل ذو جاه و مال و لا تود بالطبع أن يتم معاملتك بشكلٍ سئ فلا تضطرنا لذلك
سالم: هل هذا تهديد ؟!
هوارد : نعم .. بالضبط .. أجب عن أسئلتي حتي لا تتعب معنا
سالم : ماذا تريد أن تعرف ؟!
ابتسم هوارد و قال : حسناً . اري أنك استجبت للتحذير .. لنبدأ إذن
السؤال الأول: لماذا تظاهرت الأميرة كاريمان بأنها خادمة و لماذا تسترت عليها أنت بقول أنها تعمل لديك ؟!
سالم : طلبت منها الحضور لدي بسبب مشكلة طارئة حدثت بيننا في العمل فربما عندما علمت انكم منتشرون في الشوارع ارتادت ذلك الطريق لتتجنب تفتيشكم و أسئلتكم
ابتسم هوارد بغير اقتناع و قال : جيد !! إذن لماذا ارتدت كالخدم ؟! ماذا كانت الحاجه لذلك ؟!
سالم : ربما خافت أن يطمع أحد بها أو يعترض طريقها ليلا فارتدت كالخادمة للأمان ليس أكثر !!
ضحك هوارد و قال : و تلك أيضا جيدة !! إذن ما هي المشكلة الطارئة التي استدعت خروجها في الطريق إليك في مثل ذلك الوقت !!
سالم :هناك مشفي بأسوان سنفتتحه قريبا .. تفاصيل مالية ضرورية وجب مناقشتها .. احتاجت مني مالا اضافياً
هوارد: لم لم تطلب من والدها أو تأخذ مما لديها ؟!
سالم : لا أعرف دواخلهم لكنني أروي ما حدث
ابتسم هوارد ثانيةً بخبث و قال : دعني أخبرك، لقد كانت محاولة جيدة لكن للأسف لم تنطلي عليَّ .. ابحث عن أخري جديدة ربما تقنعني
سالم : هذا كل ما عندي !!
هوارد : أما أنا فلدي الكثير .. مثلا هل نسأل عن علاقتك برياض ؟! سنتحري أيضا عن كل ما فعلته قبل أيام!! بعدها إن تأكدت شكوكنا سننبش قبر صديقك لنري بأعيننا إن كان توفي بشكل طبيعي ام لا !! هناك أيضاً الأميرة التي سنحتجزها هنا بالشكل اللائق!!
سالم : من فضلك .. ليس لها أي ذنب . اتركها تذهب بسلام
هوارد : يمكنني تركها في حالة واحدة
سالم : ما هي ؟!
هوارد : الاعتراف !! و عندها يتبين لنا أنها ليست مذنبة كما قلت فسيطلق سراحها علي الفور !!
بدي علي سالم التفكير فقال له هوارد : لأتركك تلك الليلة لتفكر و بعدها .. لا تلومن إلا نفسك !!
نظر سالم لليوزباشي المصري المستاء لما يحدث و تبادلا النظرات بحزن لكنه لا يستطيع قول أو فعل أي شئ أمام هيمنة الانجليز!!
بعد ذلك جاء الدور علي عزيز الذي قال لهوارد عندما احضره للتحقيق : اختي يجمعها عمل مع ذلك الرجل الجنوبي و قد كانت في طريقها للسفر مساء اليوم بشهادة جميع من بالقصر و لكنها تراجعت و ذهبت له ..
هوارد : لماذا برأيك ؟!
عزيز : لأن بينهما عمل طارئ كما قلت سابقا
هوارد : و لذا ارتدت ملابس خادمة!!
عزيز : لا أعرف لأنني لم أكن معهم لكن ربما خافت من القلق المنتشر في كل مكان !!
هوارد : لأقول لك نفس الكلام إذا.. إن كنت تريد حريتك و حرية أختك .. اعترفا بالحقيقة قبل أن أجدها بنفسي و تتلقون اقصي عقوبة !!
عزيز : و ما الحقيقة التي تود سماعها ؟!
هوارد: أظن أن وفاة صديقكم رياض في وقت متزامن مع حادث التفجير و خروج اختك هكذا بسكل متخفي ليلا في نفس الليلة و تجمعكم في منزل سالم .. كل ذلك لا يمكن أن تنتجه صدفة !!
لا أخفي عليك .. لم نتحقق بعد من رياض و سالم و ما سينتج عن البحث خلفهما لكننا قريبون من معرفة الحقيقة و كلما تعاونتما كلما قلت العقوبة التي تنتظركم ..
عزيز : ليس لدي غير ذلك ليقال!!
هوارد : سأتركك للصباح مثل الذي سبقك و لتفكر جيداً قبل انتهاء المهلة .. لمصلحتك !!
أما منصور بك فلم يقل شيئا مختلفاً عنهما فأعطاه نفس المهلة و عاد الثلاثة ليتجمعوا و يحاولوا التفكير فيما يمكن قوله أو فعله !!
بعث لهم اليوزباشي جلال طعاماً و ماءاً و محارم فقال سالم للحارس :ممن هذا ؟!
الحارس : من اليوزباشي جلال
منصور بك : أبلغه جزيل شكرنا
بعد خروج الحارس قال سالم بحسم : لا أجد طريق لنجاتكم سوي اعترافي بكل شئ فكل ما حل بكم كان بسبب موافقتي علي ذهابها لاعادة جثمان رياض لأهله !!
منصور بك : هكذا سيعدمونك لا محالة و لن يكتفوا بذلك بل لن يتركونك قبل أن تشي بكامل الفريق و يمكن ألا يتركونا بعد كل ذلك أيضا
عزيز : بالطبع .. لن يقتنعوا أن من قام بكل ذلك فردين فقط !!
سالم : لا يمكنني أن اشي بهم تحت أي ظرف .. غالبيتهم لديهم زوجات و أطفال.. هذا مستحيل !!
منصور بك : ما العمل الان .. يا الله معونتك !!
_______بقلم elham abdoo
ظل جميعهم بلا نوم حتي حل ضوء الصباح و بالطبع أصبح القبض عليهم حديث المدينة بأكملها فوصل الخبر لقصر ياقوت بك و علمت فاتن و خالتها بما حدث فهرعتا للمخفر من اجل عزيز ..
فعلت حفيظة هانم جهود مضنية مستخدمة علاقاتها بكل من تعرفهم في هذا المجال حتي سمحوا لعزيز بأن يخرج لمقابلتهما، عندما أقبل عزيز من الخارج بصحبة الحارس لم تستطع فاتن البقاء ساكنة حتي يعبر تلك الخطوات إليها بل ذهبت إليه مسرعة بدموع و قالت
: عزيز .. ماذا أصابك ؟! سمعت حديثاً من الناس حولكم اخافني كثيراً !!
عزيز : للأسف .. ما سمعته صحيح و نحن في خطر جم !! ليس بوسعنا فعل شئ !!
حفيظة هانم : أنا سأساعدكم و لكنني أحتاج أولا لمعرفة كل شئ بالتفصيل .. هل فعلا أنتم مشتبه بكم في ما حدث لمعسكرات الانجليز ؟!
عزيز : نعم .. لا تدعيني أتحدث هنا الآن.. ربما يسمعنا أحد
حفيظة هانم : لم يعد هناك داع فأنا فهمت ما عليَّ فهمه .. قل لي ماذا حدث بالضبط و ماذا أمسك عليكم ذلك الضابط ليحتجزكم هنا ؟!
عزيز : لنجلس ثم سأقص عليكِ ما حدث
__________بقلم elham abdoo
أقبل هوارد من زيارته لقصر الراعي بعد استجواب كل العاملين به و الذين أكدوا صلة سالم بكاريمان في العمل و انها بالفعل غادرت امس في الطريق لأسوان مع عائلتها فيما عدا عزيز أما عن عودتها للقصر فقالوا أنها لم تعد بعد!!
استدعاها هوارد مجدداً فرآها تقف شامخة بعيون مرهقة لكنها لازالت تحمل نفس العند و التعالي فقال : صدقتِ يا أميرة فأنت بالفعل كنتِ علي طريق السفر، خدمكم و حراس الطريق أكدوا ذلك و كانت عودتك بعد التفجير بقليل !! هذا ما قاله حراس الطريق إذن هل عدتِ للاطمئنان أم للمساعدة ؟!! اشرحي لي ما حدث و أنا أعدك بشرفي أنك ستخرجين و تعودين حرة طالما انكِ لستِ متورطة مع الفعلة !!
نظرت له بسخرية و لازمت الصمت من جديد مما استفزه كثيرا فقال : صمتك يورطك أكثر يا أميرة …
قبل أن يكمل كلماته دخل أحد المخبرين و أشار له بأخبار و تحريات فأمر الحارس بإعادتها للحبس من جديد !!
________بقلم elham abdoo
بعد انصراف المخبر استدعي سالم كي يحاصره بما جد من تطورات، وقف سالم أمامه في تحدٍ واضح غير خائف أو نادم فقال هوارد : علاقتك كانت وثيقة برياض !! ذهبتما للقاهرة قبل الأحداث مباشرةً .. لمَ يا تري ؟!
سالم : و هل ممنوع أن نسافر .. لأي سبب .. للتنزه مثلا
نظر له هوارد باحتقار و قال : قتلتما أكثر من خمسين شخص و المصابين ضعف هذا العدد و تقول لي للتنزه ؟! لن أترككم حتي تصبحون عبرة و سأجعلك تعترف علي جميع من كانوا معك !!
سالم : هل لديك دليل أنني قمت بهذا أم أنك تتهمني علي سبيل التخمين ؟!
هوارد : سأستحضر أمراً بفتح القبر و سيكون علي جثته دليلا كافياً .. أليس كذلك ؟!
نظر له سالم بقلق و قال : لنري هل تخمينك صحيحا أم أنه مجرد ادعاء !!
قال ذلك و قلبه يعتصره الخوف من مصير كاريمان و اسرتها الذي أصبح علي المحك
________بقلم elham abdoo
عاد مرةً أخري للحبس وجلس بجوار منصور بك الذي إظلمَ وجهه و تعبت عيناه من البقاء دون نوم
منصور بك : هل من جديد ؟!
سالم : نعم .. و لكن الجديد أسوأ .. نتجه نحو الهاوية بمعدل سريع للغاية .. الرجل ينوي فتح القبر للتاكد من سبب الوفاة !!
تفاجأ منصور بك و فغر فاه من الصدمة و لم يعلق بينما دخل عزيز و علي وجهه ملامح حل محتمل !!
جلس عزيز عن يمين والده الذي بقي في الوسط بينه و بين سالم ثم قال : ما بالكما قد ازددتما قلقاً و خوفاً .. هل جد جديد ؟!
منصور بك : نعم .. سيستخرجون إذنا بفتح قبر رياض للتأكد من انه لم يمت قتلاً !! اذا حدث ذلك فقد انتهي أمرنا !!
عزيز : ناقشت الأمر برمته مع حفيظة هانم و هي تري حلا للأمر و لكن تطبيقه ربما يكون صعبا
سالم باهتمام : ما هو؟! لنحاول تنفيذه مهما كان صعباً لعله ينجح !!
عزيز : هناك محورين للحل، الأول هو موضوع فتح القبر فسنعرقله بحشد عائلة و معارف الشهيد رياض و سيكون هناك اعتراض و ثورة كبيرة علي نبش قبره حتي لا يتم اعطاء التصريح
سالم : و المحور الثاني .. ما هو ؟!
عزيز : السبب الذي سنبرر به للضابط ما رآه علي كاريمان في ليلة التفجير .. سبب خروجها و ما ارتدته و تلك التفاصيل !!
منصور بك : ماذا سنقول ؟!
عزيز : اقترحت حفيظة هانم اقتراحاً جيداً لكنه صعب التنفيذ!!
سالم : قل مباشرةً يا عزيز .. لا وقت او صبر لدينا …
عزيز : سنقول أنه بينك و بين كاريمان قصة عشق و انك تقدمت لخطبتها قبل أيام و لكن والدي رفض لاختلاف المستوي الاجتماعي و …..
ارتفع حاجبي سالم و قاطعه قائلا : ماذا؟!!! اختلاف ماذا؟!!
عزيز : لاحظ أنها مجرد رواية سنقصها عليه .. لا داعي لاعتراضك الآن!!
سالم بتأفف : إكمل و لنري
عزيز : ثم في مساء يوم السفر تراجعت كاريمان لأنها قررت أن تعود إليك و تتزوجك و هربت من الموكب مستغلة موضوع الانفجارات كي لا يلحق بها ابي ثم أتت إلي عندك
سالم بتعجب : ثم ؟!
عزيز : ثم أبي لحق بها و لذا اختبأت حاولت الهرب و ارتدت مثل الخدم كي لا نستطيع الإمساك بها و عندما هاجمتموها اضطرت للعودة
سالم :قصة مختلقة رائعة !! لكن لدي سؤال واحد : من أين أتيت أنت حينها ؟!
عزيز بعد تفكير : لنقل أنني جئت لأتشاجر معك بسبب تقدمك لطلب اختي و الخلافات التي حدثت بسببك لكنني وجدت أبي عندك ووجدتها مختفية !!
سالم : علة منطقية حقاً !!
منصور بك بتفاجؤ : هل وافقت يا سيد سالم علي حلٍ كهذا ؟!!
سالم مستنكراً : بالطبع لا… هذه فضيحة و ليست حل !!
منصور بك لعزيز : سيسمع القاصي و الداني بهذا الكلام .. هل جننت انت و نسيبتك تلك كي تقولون مقترحاً مثل هذا ؟!!
عزيز : العنترية هذه ليست في محلها الآن.. تسوء سمعتنا قليلا ثم يتزوجان و ينتهي الأمر بدلا من ان نعدم جميعنا علي ذات المشنقة!!
سالم : و هل سيصدق الانجليز رواياتك الحمقاء هذه؟!
عزيز : إن تم منع نبش القبر سيكون مازال هناك انل في النجاة بعدها حفيظة هانم ستعين لنا وكيلاً ” محامياً ” للدفاع عنا و سيتولي هو شرح كل ذلك للمحكمة و اقناعهم به و بعدها نخرج من هنا و تتزوجان و ينتهي الأمر …
سالم : لن توافق أختك علي فضيحة مثل هذه مطلقاً و لن تسامحنا إن اقترحنا عليها الأمر مجرد اقتراح !!
عزيز : ليذهب غرورها للجحيم الآن!!
منصور بك : هذا ليس غرورا يا عديم الكبرياء فسمعة اختك هي الأهم و لن نلطخ اسمها بفعل مشين لأجل البراءة.. هل ستتحمل أن يشاع عن اختك انها عاشت علاقة غير مشروعة؟ !!
عزيز : لم اقل شيئا كهذا !!
منصور بك : بل قلت أنها ذهبت لمنزل سالم في منتصف الليل و هربت من أهلها لأجله و نحن كنا نطاردها مثل المراهقة الهاربة !! ماذا بقي ليظن الناس بها السوء .. سنقع تحت السنة الناس و هذا شئ لا يصلحه زواج أو غيره .. كاريمان التي ظللت طوال عمري فخوراً بها . هل سأسمح بتلويث سمعتها هكذا … مستحيل
سالم: و انا أري ذلك تماما .. انس مخطط تلك العجوز و لنفكر في حل آخر
عزيز بسخرية : من يراكم هكذا يظن أن بحراً من الحلول بإنتظارنا !!
___________بقلم elham abdoo
بينما ذهب هوارد لاستخراج تصريح من رؤساءه بفتح القبر ذهبت حفيظة هانم للسيدة إحسان والدة الشهيد رياض و طلبت منها جمع كل من يعرف الشهيد و أن يتجمهروا أمام مكتب السير ابراهام المفوض البريطاني في المنصورة و ما حولها !!
و بالفعل ذهبت السيدة و معها الجمع الغفير و صنعوا ضجيجاً كبيراً في محاولة لتعطيل و إلغاء الأمر لكن السير ابراهام خرج لهم و قال ” أيها الناس تعلمون ما حدث مؤخراً في المعسكرين التابعين لنا و لذا من حقنا البحث عن هؤلاء المجرمين و معاقبتهم ، فتح قبر المتوفي لن يسبب اي اهانه لجثمانه فنحن سنرسل من يعطينا تأكيداً لسبب وفاته و هو في داخل قبره بكل إكرام لذا لا أري داع لوقفتكم هذه و لاحتجاجكم..
أرجو أن ينصرف جميعكم و الا لن يكون هناك حديثا آخر يخرج مني إليكم و لكن سيكون هناك أفعال لن تسركم ”
صمت الجمع بأكمله بعد تلك الكلمات و ظلوا بأماكنهم ثم بعد دخول السير للداخل رفع الجنود بنادقهم و أطلقوا الطلقات التحذيرية في عنان السماء فتفرق الجمع و ذهب كلٌ منهم إلي بيته !!
_________ بقلم elham abdoo
علمت حفيظة هانم بما جري أمام مكتب ابراهام و بأن التصريح قد صدر و في صباح الغد سيتم فتح القبر، بدأت فاتن في البكاء و النحيب من اجل عزيز فطمأنتها خالتها أنه لازال هناك حلاً في عقلها قد يخلصهم من السجن و لكن ثمنه باهظاً فهدأت فاتن و قالت : لنفعله مهما كان باهظاً .. أرجوكِ يا خالتي لننقذهم
احتضنتها حفيظة هانم و قالت : الخطورة بالغة و لكن لا مفر من ذلك !!
__________بقلم elham abdoo
وصل ركب ثريا و عائلتها إلي أسوان ثم استقروا في منزل كاريمان و بعدما استراحوا قليلا ذهبت ثريا مع زوجها فاضل أفندي لمتابعة ما يحدث في المشفي ريثما تأتي اختها،
رأت إيفان يقف و يباشر وضع اللمسات الأخيرة و يعطي التعليمات للجميع و إلي جانبه وقفت بسمة التي كانت تشير لطاقم التمريض ليفعلوا هذه أو تلك أو لطاقم الخدمة و النظافة بنقل ذلك الغرض أو جلب الاخر فامتعضت ثم ذهبت ووقفت أمامهم مباشرةً و قالت : مرحباً ..
رد إيفان بفتور : مرحباً .. أين كاريمان ؟!
ثريا : لم تأت بعد فهي ستلحق بنا في ركبٍ آخر
تعجب إيفان و قال : كيف ؟! لم يتبقى ع الافتتاح سوي الغد ؟!
ثريا : هكذا اقتضت الظروف و ستلحق بنا بإذن الله دون تأخير
بسمة : قد أعددنا كل شئ تقريبا .. لم يتبقى سوي أقل القليل
ثريا بسخرية : لم أفهم سبب وجودك هنا و ارتدائك هكذا و تدخلك في أعمال لا تخصك . هل بقي للخدم تنظيم أعمالنا؟!
إيفان بغضب : بسمة لم تعد خادمة بل هي ضمن طاقم التمريض، رأيت بها روح فنية في التنظيم فطلبت منها مشاركتي .. ما سبب اعتراضك؟!
ثريا : بصراحة كل ما تم عمله هنا لا يعجبني !! الذوق صفر .. الترتيب صفر .. الرؤية الفنية ثلاثة أصفار !!
إيفان: و لكنني بصفتي مديرا هنا فأنا أري أن كل شئ مناسب !
ثريا : لكن اختي .. ممولة و صاحبة فكرة المشفي و مديرته العامة أيضا أعطتني تفويضاً بإدارة المكان لحين عودتها و بناءا عليه سيتم تغيير كل هذا .. للأسف!!
نظر لها إيفان بتهكم و قال : إذن سأترك لكِ المجال هنا ليبقي ما ستفعلينه تحت مسئوليتك وحدكِ لحين عودة كاريمان و مراجعة الأمر معها ..
ثريا بتحدٍ : علي الرحب و السعة
إيفان: و سيبقي نجاح الحفل أو فشله ع عاتقك !!
ثريا : لا تقلق بشأني أيها الطبيب .. اطمئن و لا تنس معاد الافتتاح كي تستعد لشئ راقٍ و مبهر !!
قال إيفان: أتمني ذلك ..
ثم أشار لبسمة و قال : اتبعيني، اما ثريا فنظرت من خلفهم بسخرية و قالت لزوجها الصامت : يسحبها خلفه كأنها زوجته .. ما هذه المهزلة !!
فاضل أفندي: و هناك زوجات لا يأتين خلف أزواجهن مطلقاً
ثريا بغضب : هل تقصدني بكلامك هذا ؟!!
فاضل أفندي: بالطبع لا .. هذا مجرد كلام عابر !!
ثريا : اذن هيا للعمل فسنغير كل شئ هنا .. لا وقت لدينا لنضيعه ..
__________بقلم elham abdoo
أرسل هوارد أربعة جنود لحراسة الفسقية التي بداخلها جثمان رياض تحسباً لأي محاولة ل اللعب بالأدلة ..
مع أول خيط من خيوط الفجر جاءت العربة التي تحمل فناطيس الماء للمخفر و أخري لمؤن الغذاء، من المعتاد السماح لتلك العربات بالدخول للساحة التي أمام المخفر ثم يقوم الجنود و الانفار بنقل الماء و المؤن للداخل، داخل فنطاسين من الفناطيس كان هناك اربعة رجال، كل اثنين جلسا في واحد، دخلا مع المؤن بشكل عادي ثم غادرت العربات و كانت هناك عربة أخري بالخلف في الانتظار ..
خرج الأربعة رجال بهدوء و تحركوا بدقة لأنهم يعرفون جيدا تقسيم المخفر و ما به، عبروا الممرات حتي وصلوا لغرفتي الحجز المتجاورتين و خلال نوم الحراس أخذوا منهم المفاتيح و بسهولة اخرجوا كافة المحتجزين و ليس فقط الأربعة المنتظرين و من الباب الخلفي الصغير خرج الجميع، اما الأربعة فركبوا في العربة التي اخذها زوجي الخيل بعيدا في وسط المزروعات و الحقول حتي توقفت بهم أمام بيت صغير بعيد عن الأعين علي أطراف المنصورة …
في ذات الوقت استيقظ هوارد و ذهب مباشرة لبيت الطبيب شاهين علم الدين الذي عٌرف بمهارته و نزاهته و لذا تم اختياره، اصطحبه إلي مكان مدفن عائلة رياض فوجدوا السيدة إحسان واقفة أمام المكان بدموع و لكنها متماسكة فقال هوارد للطبيب : لن يطول عملنا فأنا سأدخل معك لمعاينة الجثمان خلال أقل من دقيقة ثم سنخرج علي الفور ثم التفت للسيدة إحسان و قال : تُري هل ابن سيادتك سيحل لنا اللغز ام لا ؟!
نظرت له السيدة إحسان دون رد فقال شاهين: السيدة احسان لا تفهم الإنجليزية
اومأ هوارد له بالدخول للقبر فأعطتهم السيدة إحسان مفتاح المدفن، فتحت المدفن و دخلت معهم و حين هبطوا السلم ووصلوا للجثة التي وضٌعِت حديثاً ارتدي الجميع الكمامات ثم كشف شاهين الغطاء عن الوجه ففوجئ بأنه ليس رياض الذي يعرفه فنظر للسيدة إحسان التي حاولت افهامه بعينيها وجوب سكوته عن الأمر دون لفت النظر فأكمل فحص الجثة الظاهري فقد كانت جثة لشاب في نفس عمر رياض توفي منذ يومين ايضاً، ظهرت الجثة سليمة بلا اي جروح أو أي اصابات أو ما شابه و لكنها بدأت قليلا بالانتفاخ لبدء عملية التحلل، ربما الجو الشتوي هو ما أرجأها قليلا ..
قال شاهين لهوارد بالإنجليزية: كما تري .. الجثمان نظيف !!
رد هوارد بخيبة امل : نعم … لنذهب إذن
اعاد الطبيب شاهين كل شئ كما هو في الجثمان ثم صعد ثلاثتهم السلم ليصلوا للباب و منه للخارج و هنا شكرت السيدة إحسان شاهين بعينيها لفعلته الوطنية العظيمة..
_________________ بقلم elham abdoo
المشكلة التي تواجه أي احتلال هي انهم يحاربون شعباً بأكمله فكيف سينتصرون؟! سيجدون في كل شخص نوعا من المقاومة فإن لم يكن بالسلاح كسالم و رياض و غيرهم فسيكون بالمساعدة ككاريمان ووالدها أو بطمس الأدلة كالطبيب الذي استخرج تصريح الدفن أو كشاهين الذي أخفي الحقيقة الآن و تظاهر بأن كل شئ طبيعي و حقيقي!!
لن ننسي أيضا الجندي الذي قدم المساعدة لكاريمان ليلة الحادث فالجميع يساعد بقدر ما يستطيع و تلك هي العثرة التي تقابل أي محتل و تصيب قوته و نفوذه بشلل في اطرافه الأربعة!!
__________بقلم elham abdoo
نزل الأربعة من العربة التي اختفت علي الفور مع الحوذي الذي يقودها، دخلوا للمنزل الذي كان مجهزاً لقدومهم ثم جلسوا في الردهة بين حيرة و قلق و برغم انهم تحرروا من قبضة السجن لكنهم لم يشعروا أنهم أصبحوا احرارا فشعور الهرب لا يترك مكاناً للشعور بالحرية !!
قال سالم : ما هذا الذي فعلناه ؟! هل افادنا الهرب أم أضرنا؟!
عزيز : ألم تسمع الذين حررونا عندما قالوا ان فتح القبر سيتم .. هل كنا سنتتظر حتي يتم اعدامنا؟!
سالم : و الآن.. هل سنعيش مطاردين ؟!
منصور بك : الوضع سئ في جميع الأحوال، داخل السجن أو خارجه ..
نظر سالم لكاريمان التي ظلت صامته طوال الطريق و حتي بعد وصولهم و دخولهم هذا المنزل و قال : ماذا بكِ؟!
أجابت كاريمان : فقط احاول استيعاب ما يحدث !!
سالم : ماذا قلتِ لهوارد خاال التحقيق ؟!
كاريمان : لم أقل شيئا قط !!
سالم : هذا أفضل ..
_______بقلم elham abdoo
ذهب هوارد للمخفر بإستياء و إحباط فوجد مصيبة اكبر تنتظره، رأي اليوزباشي جلال واقف و أمامه الحراس يسألهم عما حدث و عن ملابسات هروب جميع المحتجزين فسأله بانفعال : هل تمزح .. كل المحتجزين هربوا ؟! كيف ؟!
جلال : لا أعرف.. لم أكن موجوداً لكنه إهمال جسيم
هناصرخ هوارد بأعلى صوته و قال : ستحاسبون جميعا علي فعلتكم هذه .. ارسل الآن اشارة للفرق بالمعسكر لبدء البحث عن أثر هؤلاء الأربعة الهاربين و ايجادهم فوراً مع إعطاء نشرة بأوصافهم
جلال : علم و سينفذ
انصرف جلال لابلاغ الفرق بينما بقي هوارد الذي كان غضبه وصل حد الجنون!!
_________بقلم elham abdoo
داخل المنزل الذي يتوسط الحقول سمعوا صوت مفتاح يدور في قفل الباب فوقفوا ينتظرون فإذ هي حفيظة هانم و معها فاتن التي دخلت مباشرة ً وصافحت عزيز قائلة : الحمدلله انك سالم
قالت حفيظة هانم : الحمدلله علي سلامة وصولكم جميعاً
منصور بك : سلمتِ
سالم : أشكرك يا حفيظة هانم و لكن فكرة الهروب هذه و جلوسنا هنا .. هل يعد هذا حلاً ؟!
حفيظة هانم : و من قال أنكم ستبقون هنا . يجب أن تتحركوا في أسرع وقت لأن الانجليز سيبحثون في كل مكان عنكم
كاريمان : إلي أين سنذهب ؟!
حفيظة هانم : إلي الخارج .. هناك سفينة ستأخذكم من ميناء الإسكندرية إلي ميناء جزيرة كريت و ستقيمون هناك حتي نري أين ستستقرون ..
سالم : ماذا ؟! هل هذا هو الحل ؟! أن نهرب للأبد من وطننا لنتركه لهؤلاء يتمتعون به!!
حفيظة هانم : للأسف.. ليس هناك حلا آخر الان حتي مع فشل هوارد في إثبات مقتل رياض
انتاب الجميع الغرابة لما سمعوا فقالت كاريمان : ماذا ؟! هل فشل ؟!
ردت حفيظة هانم بثبات : نعم.. وصلني الخبر للتو قبل أن آتي إليكم .. هو خبر جيد بالطبع و لكن الهرب سيجعلنا في مشكلة أخري أمام سلطات الاحتلال إلي جانب أن هوارد سيظل وراءكم للنهاية .. لا داعِ للبقاء تحت طائلة الظروف !!
سالم : هربنا كان خطئاً كبيراً
حفيظة هانم : ما حدث في قضية القبر لم يكن متوقعاً و لا اعرف كيف تم ذلك و لكن لا فائدة من تحليل كل ذلك، لا يمكن التراجع الآن ..
منصور بك : و هل سيكون الثمن هو أن نغادر و نصبح غرباء في تلك الجزيرة لبقية العمر !!
عزيز بك : لنسافر يا أبي و عندما تهدأ الأجواء يمكننا أن نعود .. من يعلم ماذا سيحدث و كيف ستتغير الأحوال ..
حفيظة هانم : بالضبط … الوقت ضيق الآن.. لتأكلوا شيئاً ثم سأرسل عربة أخري لتأخذكم و تذهبون للإسكندرية في أسرع وقت ..
سالم : و أمي .. لا يمكنني تركها هكذا
حفيظة هانم : لا نملك وقتا لنحضرها لتكون معكم .. يمكنني أن اخبرها في خطاب ثم تلحق بك إذا أرادت في أي وقت بعدما تهدأ الأجواء
سالم بأسي : امي لن تقبل بهذا و لن تترك مكانها .. سيكون ذلك الخبر كخنجر في قلبها !!
كاريمان : هل نسلم أنفسنا؟!!
فاتن : بالطبع لا.. هذا جنون
كاريمان : أنت بالطبع لا تفكرين سوي بوجودك مع عزيز و باقي الأمور لا تهمك !!
فاتن : بل كان يجب عليكِ أن تفكري أنتِ أولا.. مرة عندما ذهبتِ لايصال الجثمان و مرة اخري عندما ذهبتِ للعزاء و جلبتِ المتاعب للجميع !!
انتهرها سالم و قال : كفي يا فاتن .. مساعدة كاريمان لا تعد مسألة ل اللوم ثم إن ما حدث قد حدث و انتهي ..
فاتن : هي من بدأت بانتقادي فرددت علي كلامها ليس إلا..
حفيظة هانم : دعكم من كل ذلك الآن و لتنطلقوا للطريق بعد ساعة واحدة من الآن.. سأذهب أنا و فاتن .. ودعي خطيبك يا فاتن
فاتن بتفاجؤ : الن أذهب معهم ؟!
حفيظة هانم : هل ستتركيني ؟! هذا خطر كبير عليكِ .. عودي معي ثم بعد هدوء الأجواء سنري حلاً بالتأكيد يجمعكما
ردت فاتن ببكاء : لا .. لن أستطيع .. لنذهب معاً و نعود معاً
حفيظة هانم : اختفاءك سيثير الشكوك و سيعرضني أنا للخطر.. اعملي عقلك يا صغيرتي.. من فضلك تعالي معي ..
نظرت لها كاريمان و كأنما أحبت عدم مجيئها معهم
قالت حفيظة هانم لهم : ستجدون كل شئ مدبر علي أكمل وجه علي السفينة و في الجزيرة .. أراكم علي خير ..
ودعت فاتن عزيز بدموع بينما كان هو في داخله مسرورا لأنه سيأخذ هدنة من رؤيتها ربما لباقي العمر !!
___________بقلم elham abdoo
جلس الأربعة علي المائدة المعدة في الداخل، إفطار جيد تم اعداده لهم لكن لم تبقي لديهم شهية فالرحيل أفقدهم الرغبة في تناول الطعام من الأساس، نظر سالم داخل عيني كاريمان فوجد شيئاً جديداً خلاف ما اعتاد عليه، نظرة خلّفها الشعور بالحنين للوطن قبل مغادرته و استصعاب ما آلت إليه الأحوال، لام نفسه كثيراً لأنه السبب الأساسي في دخولها لتفاصيل ذلك الأمر، اطلق زفيراً قوياً و ترك الخبز بعدما أمسك به ثم تذكر والدته، السيدة القوية بثينة.. كم ستحزن عندما تعرف بما جري و كم سيتوجع قلبها .. هل سيراها مجددا ام ماذا سيحدث ؟!! الوضع صعب و معقد للغاية !!
ترك المائدة و ذهب للخارج ليشم هواءا بين الزروع، رأته كاريمان من النافذة فلحقت به ووقفت خلفه و قالت: هل أنت حزين لفراق السيدة بثينة !!
التفت سالم اليها و قال : نعم .. سيصعب فراقها عليَّ كثيراً .. لم أكن مستعدا لشئ كهذا أبداً .. لم يخطر علي بالي أن أتركها يوماً و لا اعرف كيف ستستقبل الخبر ؟!!
كاريمان : ما يحدث مؤلم للغاية و صدقني ليس الهم الوحيد هو الاهل فبالنسبة لي عائلتي ستسافر معي لكنني أتألم أيضاً، سأترك وطني و بيتي و اماكني التي اعتدت عليها .. لمَ نصبح أغراباً عن وطننا بينما يسكنه و يتحكم به الغرباء ؟!!
سالم : آسف جداا يا أميرة .. أنا من وضعتك بهذا الوضع الصعب .. تفجير المعسكرين كان فكرتي فمات رياض و تأذيتم أنتم .. ليتني ما فكرت أو فعلت !!
كاريمان : لا تأسف و لا تفكر هكذا.. ما فعلته كان ضروريا فمقاومة المحتل واجب علينا جميعا كي يعرفون انه لا راحة سيعرفونها علي ارضنا و بالنسبة لي فأنا جئت إليك بإرادتي و ساهمت بنقل جثمان رياض بإرادتي ايضاً و لست نادمة بل لي الشرف بعمل هذا و إن عاد بي الزمن فسأفعله مجددا
رد سالم بابتسامة داخلها ألم: لطالما أحببت قوتك و صمودك .. لكن لمَ جئت في ذلك اليوم و اقتحمتِ المنزل حتي فتحت لكِ ؟! كيف عرفتِ أنني ممن قاموا بالتفجير؟!
كاريمان : مجرد شعور .. أحسست أن بقاءك هنا لسبب هام و انك لن تترك ما فعله معك آرثر دون رد فعندما سمعت الانفجارات أيقنت انه انت فأتيت علي الفور لأطمئن ..
سالم : هل نسيت إسائتي لكِ يوم الدعوة و أتيتِ ؟!!
كاريمان : مثلما نسيت أنت خطابي الأخير لك !!
سالم : الشدة تنسي الانسان أمورا كثيرة
كاريمان : لا .. بل المحبة، أتعرف ..سأل أحدهم حكيما كيف هو الحب فقال له : الحب هو أن تمسك بيد من تحب عندما تلفها الأشواك و بالرغم من الألم تتشبث بها و لا تتركها الا و قد نبتت علي ايديكما الورود ..
سالم : كلماتك جميلة و مؤثرة رغم كل ما يحدث حولنا ..
أمسكت كاريمان بيديه و قالت : دعني أكمل لك .. يقولون أيضا أن الحب هو حديقة أزهار تراها في عين من تحب حتي و إن احترقت من حولكما الأرض بأكملها
سالم : أري أن ما حدث أخرج كلمات الحب من قلبك اخيراً
ابتسمت كاريمان و قالت : نعم … فقد آن الأوان !!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)