روايات

رواية الصندوق الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق البارت التاسع والثلاثون

رواية الصندوق الجزء التاسع والثلاثون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة التاسعة والثلاثون

#قيد_الاعتقال
دخل منصور بك العربة الثانية فسألته ثريا بالطبع عن السبب
قائلة : لماذا تركت كاريمان و جئت إلي هنا يا أبي؟!!
منصور بك بوجه قلق : أصرت كاريمان علي العودة فهناك شئ هام قد نسته و ستتبعنا إلي أسوان لاحقاً
فاضل أفندي : و لكن الجو متوتر جداً و الانجليز مستنفرين و منتشرين بكل مكان و سيكون الرجوع صعباً و الإجراءات دقيقة ..
منصور بك : حاولت منعها و لكنها أصرت
نظرت ثريا من نافذة العربة فرأت عربة كاريمان تعبر الحواجز التي وضعها الانجليز فقالت : كاريمان لا يصعب عليها شئ فها هي قد عبرت و في طريقها للعودة
أشار الجنود لهم بالنزول لتفتيش العربة فنزلوا و هنا قال منصور بك : قلبي غير مرتاح، سأذهب خلفها لأطمئن ثم سنأتي معاً لاحقاً بإذن الله
ثريا بانفعال: هل نذهب نحن أولا و صاحبة الاحتفال هي من تأتِ أخيراَ .. هل هذا يجوز يا ابي ؟!
فاضل : هناك بالتأكيد سبب قوي دفعها للعودة و في مثل تلك الحالة يجب أن نذهب و نتمم علي كل شئ كما لو انها هناك حتي تأتي
ثريا : دعنا من نصائحك أيها الحكيم !! إن عدت يا أبي سنعود جميعاً معك و بعد ان نطمئن عليها ننطلق معاً جميعاً من جديد !!
منصور بك بغضب: هذا ليس وقت فرض سيطرتك يا ثريا … افعلي كما قال فاضل، لقد قال الصواب
نظرت ثريا لفاضل بغيظ فطأطأ رأسه لأسفل ربما لانه اعتاد معها علي التنفيذ و ليس علي التفكير و الاقتراح !!
غادر منصور بك نحو الخلف و وقف للتحدث مع أفراد الحراسة و التفتيش، عرّفهم بنفسه و علل عودته من الطريق بأمر طارئ خاص بابنته فأوقفوه جانباً حتي يتم تفتيشه و استجوابه لأن الوضع كان حرج جداً و القوات في حالة طوارئ ..
___________بقلم elham abdoo
جمدت كاريمان في مكانها بعينين خائفتين و يدين مرتعشتين و قلبِ تسارعت دقاته و لم تنطق بحرف واحد، لاحظ سالم حالتها تلك فسحبها بيده للداخل و أغلق الباب بسرعة ..
جلس علي كرسي و بينما هي واقفة بجمود قال لها : أستجلسين أم ستبقين واقفة هكذا ؟!
ابتلعت ريقها ثم رمشت عيناها و قالت بصوت خافت متقطع : أنت …. الانفجارات .. أليس كذلك ؟!
سالم : نعم …
نظرت كاريمان للدم الكثير الذي يغطي قميصه الأبيض و قالت : و ما هذا الدم ؟! و كيف تتحدث و تقف بشكل عادي ؟!
سالم بأسي : هذا ليس دمي بل دم رياض !!
كاريمان : هل أصيب؟!
سالم : لا .. بل استشهد !!
اتسع بؤبؤ عينيها بقوة و قالت : ماذا ؟! و أين هو الآن؟!
أشار سالم باصبعه للخلف علي اريكة و قال : ها هو ..
استدارت كاريمان و رأت رياض ملقي و الدماء تغطي صدره أيضا فلم تستطع المقاومة و أغشي عليها في الحال من الصدمة ..
__________________بقلم elham abdoo
ذهب عزيز بعد أن ودع عائلته لأحد النوادي الليلية و لكنه دخل من باب خلفي صغير اعتاد الدخول منه للعب الأوراق ” المقامرة ” ..
ألقي التحية علي أفراد الحراسة الذين يعرفونه جيداً فسمحوا له بالدخول و بعد ممرين يشكلان حرف L وصل لمكتب يسري حسين صديقه السابق و عدوه الحالي، جلس أمام مكتبه دون أن يصافحه أو يلقي عليه التحية و قال
عزيز : هناك كلام هام سيقال بيننا الآن لذا أري أنه من المهم بقاؤنا بمفردنا .. قل لرجالك هؤلاء لينصرفوا
يسري بابتسامة استخفاف : ليكن
أشار لرجاله الجالسين حوله بالانصراف و بقيا بمفردهما بالفعل
عزيز: لدي اتفاق كبير أود عقده معك
يسري : ادلي بما عندك يا عزيز .. قبل أن أصاب بالملل !!
استاء عزيز من أسلوب الحوار هذا و قال : ألم تكن تجمعنا ذات يوم صداقة، هل أصبح الحال هكذا الآن ؟؟
يسري : كان هذا قبل أن يصبح بيننا دم !! أنت من جعلتني أمسح تلك الصداقة فلا تلومني الآن!!
عزيز : لا تلعب تلك الألعاب عليَّ فلو كان دم أخيك غاليا هكذا لم تكن لتبتزني بالمال كلما احتجت !!
يسري بغضب : الم تركع أنت هنا تحت قدمي و ترجوني كي لا اقتلك و قلت بلسانك أنك ستسدد أي مال أطلبه منك كفدية عن دم المرحوم .. ألم تقل هذا ؟!!
عزيز : بلي .. قلت و لكن لم أكن متخيلاً أنك ستطلب مالا كل أسبوعين أو ثلاث !!
يسري : المال لا يعوض الدم أبداً لكنني ارتضيت لأن أخي كان قد تركني بالفعل فما الفائدة من قتلك ؟!!
عزيز : بل قل الحقيقة .. أنت تحب الأموال أكثر من أي شئ في هذه الدنيا حتي أخيك !!
يسري : نعم .. لن أنكر هذا أيضاً و لكن هل جئت اليوم لفتح الملفات القديمة و النبش بها أم أنك تخيلت أنه بعد جملتين عاطفيتين سأقول لك أنني عفوت عنك و لن أطلب المال مجدداً ..
ضحك عزيز بسخرية و قال : لا ..أنا أعرفك جيدا و اتوقع منك ما أراه أمامي، لدي عرض جيد جدا و لكن لاتمامه هناك شرطين اثنين إن وافقت عليهما يتم
يسري : إئتني بما عندك لنري !!
عزيز : علمت بالطبع بما فعله رجالك مؤخراً في أسوان
يسري : نعم و لكنني لم أكن علي علم بما جري
عزيز : ما حدث كان حماقة كبيرة !!
يسري : و لكنك لست بريئاً كعادتك، هاجمته و أوشكت علي قتله لولا أن أحدهم جاء و أنقذه
عزيز : قصة خطف خطيبتي أصبح خلفها خطر كبير و يجب أن نصده بأي شكل !!
يسري مستفهماً : كيف ذلك ؟!
عزيز : عملية الخطف أثارت خوف خالة خطيبتي فعينت محققاً أجنبياً للبحث في الموضوع و تقديم كافة المعلومات لها لتعرف ما عليها فعله و إن عرفت ما حدث ستكون الطامة الكبري !!
يسري : و ماذا تريد مني ؟! تلك مشكلتك انت
عزيز : لا تكن متسرعا فأنا سأخبرك بما سيجعلك تساعدني . الآن أنت تري أن لعبة الابتزاز هذه لن تكون عاقبتها خيراً لي و لك و يجب أن تنتهي و أنا سأقدم لك عرض مرضي جداً و لكن كما قلت لك هناك شروط
يسري : قل لي أولا ما هو العرض ؟!
عزيز بتفاخر : أيكفيك خمسون كيساً من القطع الذهبية؟!!
يسري بتعجب : دفعةً واحدةً
عزيز : نعم ..
يسري : هل تريد مقابلها ما يضمن لك ألا أحاول ابتزازك مرة أخري !!
عزيز : نعم .. و لكن اريد حل موضوع المحقق أيضاً ضمن شروط الاتفاق !!
يسري : كيف؟!
عزيز : ستعاقب رجلك الاحمق ذاك الذي فعلها دون علمك و سأتخلص انا مما يهددني
يسري: هل تريد تقديمه كفدية أمام نسيبتك ؟!
عزيز : نعم و لكنه لا يكفي فحتماً ستبحث أيضاً عن المحرض و لذا سيكون هناك اثنان كفدية، شخص من عندك و شخص من عندي
يسري باستغراب : كيف سيكون هذا ؟!
عزيز : سنجعل رجلك يقع في طريق المحقق و بعد التخلص منه سنجد معه ما يشير علي كبش الفداء الأصلي اي من سيقع عليه دور المحرض
يسري : من يكون ؟!
عزيز : شخص مجهول بالنسبة لك و لكنه يستحق ما سيحدث له بسبب أفعاله !!
يسري: يبدو أنه أغاظك كثيراً
عزيز : و أي اغاظة
يسري : كيف اذن سنبدأ المهمة ؟!
عزيز : أخرج عزيز كيسين من القطع الذهبية ثم وضعهم علي المكتب أمام يسري و قال : في البداية ستأخذ عربوناً
أخذهم يسري و قال : جيد .. هكذا يكون المتبقي ٤٨ كيساً !!
ابتسم عزيز و قال : النقطة الثانية هي رجلك الأحمق .. سترسله خلفي إلي أسوان لطلب مبلغ كما في المرات السابقة
يسري : ثم ؟!
عزيز : ثم اترك الباقي لي
يسري : أنت حقاً خطير يا عزيز .. كان يجب أن أحترس منك علي اخي قبل أن يقتل !!
عزيز : أنت تعرف أنني لم أكن أريد قتله أبدا لكنه هو من بدأ و هجم علي و أراد قتلي
يسري : كل ذلك من أجل المقامرة .. عليها اللعنة!!
عزيز : من يراك تتحدث هكذا لا يقول انك تفتح مكانك هذا و تربح الكثير من وراء طاولات اللعب و المقامرة!! بل و تلعب و تقامر أيضا مثلي و مثل أخيك عليه رحمة الله !!
يسري : لم أكن اتوقع أن يكون الضحية ذات يوم هو أخي !!
عزيز بتهكم : ما نهاية تأثرك هذا .. لا أفهم، هل تنوي التوبة بعد تسلمك باقي المبلغ ام ماذا ؟!
ضحك يسري و قال : ربما …
عزيز بسخرية : اذا قررت ذلك .. بع لي هذا المكان فأنا أحب أعمال الظلام هذه كثيراً !! سأرحل الآن..
أومأ يسري برأسه دون أن يرد و بعد ذهاب عزيز بشكل كامل فتح الأكياس و عد النقود ثم أشار لأحد رجاله ليضعهم في مكان النقود ..
__________بقلم elham abdoo
فتحت كاريمان عينيها لتجد نفسها علي سرير في أحد الغرف و أمامها سالم الذي كان يغلق آخر أزرار قميصه النظيف بعدما استبدل الاخر الملطخ بالدماء به !!
الخادم كان واقفاً علي الباب ممسكاً بكوب من الماء، حاولت أن تنهض و ترفع جسدها لتجلس علي السرير فأخذ سالم كوب الماء و أعطاه لها فارتشفت منه رشفة في ارتعاش ثم أعطته الكوب فأعاده للخادم الذي اخذه و ذهب
جلس سالم علي حافة السرير و قال لها : هل أنت بخير الآن؟! هل استعدتِ وعيك ؟!
ردت كاريمان بعينين متعبتين: هل تسألني أنا عن حالي ؟! ما الذي حدث انا لا أفهم؟!!
سالم : أتقصدين الدماء .. و رياض رحمه الله ؟!!
قالت كاريمان و هي تحملق في وجهه: لا يصعب عليَّ تخمين أنكما من قمتما بالتفجير و لكن لماذا ؟! و كيف و متي ؟!
سالم: للأسف يا أميرة ليس ذلك هو الوقت المناسب للخوض بالتفاصيل فلدي الآن مهمة مستعجلة جدااا يجب أن أنهيها قبل أن يأتي هؤلاء و يفتشون في كل منزل و خلف كل ثغرة!!
كاريمان : عن أي مهمة تتحدث؟! أما يكفي ما فعلتموه؟!!
سالم : لا أقصد مهمة قتالية و لكنني يجب أن أعيد رياض لمنزله لتلقي عائلته نظرة الوداع عليه ثم ندفنه بإكرام فهو شهيد الوطن الآن!!
كاريمان : هذا خطر جداااا .. الجو في الخارج مستنفر تماما و الانجليز منتشرين بكل مكان، تكبدت عناءا كبيرا حتي استطعت الوصول إليك
سالم: مثلما حملته و أتيت به إلي هنا في وسط الموت و النيران سأستطيع بإذن الله إيصاله لأهله و لو كلفني ذلك حياتي !!
اتسع بؤبؤ عيني كاريمان و قالت في عجب : ماذا ؟!! ألم يكفيك ما حدث و الذي لن يمر مرور الكرام علي الانجليز بل ستذهب بنفسك للهاوية مرة أخري .. هذا غير معقول و لن يتم .. لا يمكن أن اتركك !!
سالم : ما كل هذا الخوف يا أميرة !! عهدتك قوية فكوني كعادتك
كاريمان : هذه الأمور ليست لعبة أطفال بل تتقصد روحك بشكلٍ مباشر !! أرجوك لا تكن متهوراً
سالم : اذن ما الحل الذي ترينه مناسباً ؟؟!
كاريمان : يمكننا تقليل الخطر قليلا ..
سالم : كيف ؟!
كاريمان : نلف جسد الشهيد الراحل جيدا و نخفي آثار الدماء ثم أذهب أنا به كأنه زوجي و بهذا قد لا يشك الانجليز بنا و نوصله بسلام ..
رد سالم بإنفعال : لا يمكنني المخاطرة بكِ هكذا .. لا يمكن
كاريمان : و ما الذي تراه ممكناً ؟! أن تذهب أنت فتثير الشكوك و التساؤلات و يتم القبض عليك ثم يع….
لم تكمل كاريمان جملتها فقال سالم: يعدمونني!!
أغمضت كاريمان عينيها غضباً و قالت : لا تقل تلك الكلمة رجاءً و ليكن بعلمك سآتِ معك إن أصررت علي الذهاب فأيا كان الحل الذي تختاره سأكون معك به !!
سالم بتعجب : لم تفعلين هكذا ؟! لا تضعي نفسك بالخطر فذلك القتال كان خيارنا نحن و انت لست منوطة بالبحث عن حلول .. سأذهب الآن كي لا نضيع الوقت
وقفت كاريمان و أمسكت ذراعه بقوة ثم نظرت لعينيه مباشرة و قالت : لا أود فقدانك أبدااا .. أرجوك اتركني أذهب بدلا عنك فهذا يعد أقل خطراً … أرجوووك
نظر لها سالم بحب ثم قال : إذن لنعده جيداً و بعدها يذهب معكِ رجلين من الخدم ليحملانه و خادمة كي تقف بجوارك للتمويه ..
كاريمان : هذا جيد .. لنذهب حالا كي لا نضيع الوقت ..
__________بقلم elham abdoo
عاد منصور بك لقصره بعد معاناة غلق الطرق و الاستجوابات المتكررة في كل مكان، سأل الخدم عن ابنته فعلم أنها لم تعود إلي هنا حتي الآن و هو ما أقلقه كثيراً و جعله يلوم نفسه لتركه لها من البداية، الأسوأ أنه إن خرج للبحث عنها في هذا الوقت سيثير حولهما الشكوك و التساؤلات و هذا سيضر بابنته بالطبع فجلس مكمداً و مهموماً ينظر للباب بين ثانية و أخري لعلها تأتي !!
________بقلم elham abdoo
أما كاريمان فقد ارتدت ثياب سوداء من ملابس الخدم في سابقة لم تحدث من قبل لكن معطيات الموقف هي من فرضت هذا، نظر سالم لوجه صديقه رياض بعد أن تم لفه في قماش أبيض ناعم كثيف كي يحتوي الدماء، أمسك بقطعة قماش صغيرة و وضعها في الماء و حاول تنظيف وجهه الذي لحقت به بعض الدماء حتي يظهر وجهه طبيعياً، لم يتمالك نفسه او يستطيع أن يحبس دموعه و جلس يبكي واضعاً كفيه علي عينيه، رأته كاريمان هكذا منهاراً فجلست بجواره و حاولت تهدئته رغم أنها كان تبكي أيضا
كاريمان : تمالك نفسك يا سالم فرياض ذهب لمكان أفضل .. هو شهيد الآن.. لعل ما فعله عندما فاضت روحه من اجل وطنه سيبقي خالداً لا يموت و سيكون مدعاة للفخر و ليس للبكاء و الدموع
رفع سالم وجهه و قال : لفظ انفاسه الأخيرة بين يدي، آخر جملة قالها لي كانت : لحسن الحظ أنك صديقي و لحسن الحظ أننا تقابلنا .. أعدني لوالدتي كي تراني للمرة الأخيرة !!
و لا تتركني بين ايديهم كانت تلك هي وصيته …
تساقطت دموع سالم المنهمرة و تبعتها دموع كاريمان التي قالت : سنحقق له ما أراد و سننجح بالأمر إن شاء الله
سالم : كنت أرغب في تسليم جثمانه لعائلته بنفسي و لكن هناك خطر شديد كما قلتِ
كاريمان : لا تقلق .. سيتم الأمر علي أكمل وجه ..
حمله سالم بإعزاز ووضعه داخل صندوق خشبي جلبه أحد الخدم، بكي عليه مجدداً و قبّل رأسه ثم وضع غطاء الصندوق و أشار للخدم بأن يحملوه فقالت كاريمان : ماذا سنقول إن قابلنا أحد منهم .. ليكن كلامنا موحداً
سالم : ستسلكون طريقاً غير مألوفاً بين الزراعات و لن تقابلوا احداً إن شاء الله و لكن إن قابلتم فستقولين أنه زوجك و انكِ خادمة بأحد القصور و هؤلاء زملائك بالعمل و لا تعرفون القراءة و الكتابة ..
أومأت كاريمان بقبول الخطة فذهبت خلف النعش و معها خادمة بينما جلس سالم ليبكي فراق صديقه من جديد !!
_____________بقلم elham abdoo
عاد عزيز للقصر في وقت متأخر من الليل فوجد والده جالس علي كرسي في الردهة قبالة الباب بوجه مهموم و قلق بالغ
عزيز بتفاجؤ: أبي .. ألم تسافر معهم في أول المساء ؟!!
منصور بك : لا .. عدنا من بداية الطريق
عزيز : عدتم .. جميعكم ؟!
منصور بك : لا .. فقط أنا و كاريمان أما ثريا و زوجها و ابنتها فسافروا و سنلحق بهم فيما بعد
عزيز بتعجب : لمَ؟! هل حدث شئ ؟!!
منصور بك : عندما سمعت كاريمان صوت التفجير تغير وجهها ثم أصرت علي النزول من العربة و العودة من الطريق و لا أدري كيف سمحت لها بالعودة بمفردها في مثل هذا الظرف و عندما عدت خلفها جئت إلي هنا فلم أجدها .. لا أحد من الخدم رآها مطلقاً
عزيز: إلي أين ذهبت تلك المجنونة؟!! الأجواء في الخارج صعبة جدا فماذا تفعل هي الآن.. الوقت قارب علي منتصف الليل !!
منصور بك : أخشي ان يكون أصابها مكروه أو أن يكون الانجليز احتجزوها أو ما شابه.. لا أود لفت أنظارهم بالسؤال عنها و لا استطيع البقاء هكذا دون فعل شئ، يدي مغلولة فما العمل .. قل لي ؟!
عزيز بإنفعال : أشك في شئ و لكنني لست واثقاً مئة بالمئة
منصور بك : ما هو .. قل سريعاً يا بني
عزيز : سالم … هل يكون هو خلف تلك العملية ؟! .. إن كان هو فحتما كاريمان عنده
منصور بك بتفاجؤ : ماذا تقول أنت ؟! كلامك كله مبهم !! لماذا يقوم سالم بعمل كهذا و لماذا تذهب كاريمان إلي عنده و تلغي السفر بآخر وقت …
صمت دقيقة ليعيد التفكير في كل شئ خطوة خطوة ثم قال : هل يكون فعل هذا انتقاما من الانجليز لما فعلوه معه ؟!
عزيز : محتمل بشكل كبير
منصور بك : و كاريمان … هل هما عاشقان!!
عزيز : يعتبر كذلك !!
منصور بك : ما هذا الذي اسمع .. في كل مرة تصلني الأخبار في وقت متأخر جداا .. حاولت أن أفهم سبب أنها باهتة و فاترة في الفترة الاخيرة و لكنها لم تصارحني !! إلي هذه الدرجة انا ع هامش حياتكم .. لا أصدق
عزيز : يا أبي .. لا وقت الآن للبكاء علي ما حدث و لكن وجودها هناك عنده خطر كبير فمتوقع جدا أن يقوم الانجليز بالبحث و التحري عن كل شئ و في كل مكان .. يجب أن نذهب و نحضرها سريعاً
منصور بك : هيا إذن ..
___________بقلم elham abdoo
خرج الركب الذي يحمل جثمان الشهيد بهدوء من أسوار المنزل الخلفية لأن المنزل ينفتح من الخلف علي حقول و مزروعات فسيكون أكثر هدوءا و أماناً، سار الخادمين بالجثمان في الخلف بينما تقدمت كاريمان بمسافة تسبقهما بعدة أمتار لتأمين الطريق و اتفقت معهما علي إطلاق صافرة للاختباء في حالة الخطر فرؤيتها وحدها اقل وطأة من رؤيتهم مع صندوق به متوفي .. الظلام كان دامساً و هذا ساعدهما كثيراً
رأت علي مرمي البصر ضابطا انجليزياً و بصحبته مجموعة من الجنود و الأفراد يبحثون بين الحقول بالمشاعل، أضاؤوا المكان كنهار فأطلقت صفارتها كصوت طائر يغرد فتقهقر الركب الحامل للصندوق للخلف و ابتعدوا عن بؤرة الضوء و عندما حاولت العودة للخلف و الاختباء مع الخادمة وجّه احد الجنود شعلته ناحيتهما و لاحظهما فناداهما ليوقفهما فتوقفتا ثم أقبل الضابط و سألهما باللغة الإنجليزية فتظاهرت بعدم الفهم فأشار لأحد الجنود و كان مصريا فسألها قائلا: يقول لكما : ماذا تفعلان هنا في هذا الوقت ؟!
اشارت كاريمان علي الخادمة و قالت : أنا اعمل في أحد القصور القريبة من هنا مع زميلتي و لكنها شعرت بألم في معدتها فقررنا الذهاب للمبرة لطلب العلاج
الجندي : و لماذا تذهبا من تلك الطريق المقطوعة و تتركا الطريق العام ؟!!
كاريمان: الطريق العام مليئة بالجنود بسبب حادثة التفجير فقررنا الذهاب من هنا كي لا نتأخر
تظاهرت الخادمة بالتوعك فنظر لهما الجندي في شك فقالت كاريمان : هل تعود معنا للقصر للتأكد
الجندي : عند من تعملان؟!
كاريمان : عند سالم الأسواني
أشار الضابط و قال للجندي ليترجم له ما تقول و بعدما سمع قال لها : اذن لنعود للمنزل الذي تعملان به للتحري!!
_________بقلم elham abdoo
وصل منصور بك و عزيز لمنزل سالم و طرقا عدة مرات حتي فتح سالم الباب لهما حيث أنه كان في الداخل يحرق أي ملابس أو أثار بقيت عليها علامات دماء أو ما شابه، عندما رآهما فهم منذ اللحظة الاولي سبب مجيئهما فقال : أهلا بكما
منصور بك : ابنتي عندك يا سيد سالم ؟!!
سالم : لا ..
اندفع عزيز و دخل إلي الداخل و قال : لا تكذب.. أين ستذهب في هذا الظلام سوي إلي عندك؟!
دخل منصور بك ثم سالم خلفه و أغلق الباب و قال : أنا لا أكذب لكنها ليست هنا .. حقاً
قال منصور بك بقلق بالغ: كان أملنا كله ان تكون هنا .. أين نبحث عنها الآن؟!
عزيز : هل صدقته يا أبي.. لنفتش عنها جيداً و سنجدها .. انا متأكد
ذهب عزيز و دخل و خرج من عدة غرف حتي خرج من احداها و في يده ملابس كاريمان التي أبدلتها قبل خروجها
وضعهما في وجه سالم و قال : ما هذا اذن أيها الصادق ؟! أين أختي ؟! ماذا فعلت بها ؟!
منصور بك بتفاجؤ: لم أكن أتوقع منك الكذب و الحماقة و أفعال الشر يا سالم .. أين ابنتي ؟!!
سالم: أنا لم اكذب.. كانت هنا قبل قليل لكنها ذهبت !!
منصور بك : إلي أين ؟!!
سالم : قلت لها ألا تذهب و سأذهب أنا لكنها أصرت
عزيز : قل الحقيقة دون مقدمات .. أين هي ؟!
سالم : استشهد رياض صديقي في عملية التفجير و انا حملت جثمانه إلي هنا لأسلمه لعائلته، كاريمان أتت هنا و اقترحت أن تذهب بدلا عني كي يبدو الأمر أكثر طبيعية !!
عزيز: و انت وافقت علي الفور بالطبع .. هل هذه محبتك لها يا هذا؟!
سالم بانفعال : عزيز .. حاولت ان احتملك منذ مجيئك لصعوبة الموقف و لكن يكفي ..
منصور بك : هل ذهبت منذ زمن كثير؟!
سالم : لم تكمل نصف ساعة بعد!!
منصور بك : و كم سيستغرق الوقت بالتقريب لذهابها و عودتها ؟!
سالم : سيمشون بين الحقول بالجثمان فقد يستغرق الأمر ساعتين او يزيد !!
منصور بك : اذا لنجلس و ننتظر في هدوء و لندعو الله أن تعود سالمة مع من معها
عزيز : السبب كله منك .. استغللت حبها لك ووضعتها ضمن خططك .. ما أدخلها هي في انتقامك هذا
منصور بك : اصمت يا عزيز .. هذا ليس عدوه وحده بل عدونا جميعاً .. لتعود ابنتي سالمة و ينتهي الأمر دون إطالة… سالم يا بني .. لتسلم يداكم التي سحقت معسكرات العدو و ليعظم الله اجر الشهداء
سالم : سلمت يا منصور بك
منصور بك : هل تعرف ما حدث لرفاقك؟! او ماذا حصدتم من أرواح الأعداء؟!
سالم : كان الانفجار مروعاً و سمعت صوت الانفجار الاخر و كان عاليا جدا أيضا لكن ليس لدي اي معلومات .. الجميع مختبأ في هدوء الآن حتي تهدأ الأجواء..
منصور بك : سمعت عند قدومي أن السير آرثر لقي حتفه و أن المعسكر القريب من هنا احترق بالكامل و مات أغلب من به
ابتسم سالم : اخبار جيدة جدا .. لتستريح روحك يا رياض
عزيز : ظهر ذئب من داخلك أيها الجنوبي !! لن أقول أحسنت طالما اختي مازالت غائبة!!
منصور بك: لتعد سالمة أولا بعدها لا شئ آخر يهم ..
سالم : بإذن الله
__________بقلم elham abdoo
في طريق السفر استمرت ثريا في نظراتها الغاضبة و كلما التقت عينيها بعيني زوجها فاضل أفندي هَرب من مواجهتها لأنها سليطة اللسان، قوية و حادة في النزاع و المناقشة، ظلت صامتة بغضبها المكتوم حتي قال فاضل لابنته هدي : هل أحببتِ المكان هناك يا عزيزتي في زيارتك الاولي ؟!
و قبل أن تجيب هدي اندفعت ثريا و قالت : لعلك أنت من تشتاق كثيراً لرؤية المكان لذا قلت كلماتك التي بلا معني أمام أبي و جعلته يصر علي سفرنا
فاضل أفندي: و ما بها فكرة السفر ؟! أراها واجبة و مناسبة ..
ثريا بانفعال : ما بها ؟! .. بسببك سأكون هناك و لن أعلم بما يحدث في المنصورة . لا اعرف لماذا عادت كاريمان و لا اعرف ماذا فعل ابي عند ذهابه اليها؟!! بسببك جميعهم هنا و انا التي سأصبح هناك .. ألم تستطع أن تبقي فمك مغلقاً؟!!
لم يرد فاضل و أمسك بيد ابنته هدي و قبّلها قائلا: أميرتي …
_________بقلم elham abdoo
في منزل سالم و بعد مرور عشر دقائق من انتظار ثلاثتهم لعودة كاريمان سمعوا صوت طرق الباب فانتبهوا ووقفوا حائرين
سالم : من يطرق الباب يا تري في ذلك الوقت ؟!
منصور بك : هل تكون كاريمان ؟!
سالم : لازال الوقت باكراً علي عودتها !!
عزيز : اذن من ؟!
سالم : محتمل يكون الانجليز جاؤوا للتفتيش، لنفتح سريعاً كي لا نثير شكوكهم ..
اتجه سالم نحو الباب و عندما فتح وجد كاريمان و الخادمة و الجمع الذي يضم الضابط و جنوده !!
ذُهل الثلاثة من ذاك المنظر و سقطت قلوبهم داخلهم و لم ينطق أيا منهم ببنت شفه !!
تقدم الضابط و تبعه الجنود بضعة خطوات داخل المنزل ثم أشار لهم علي الخادمتين في الخلف و قال : هل تعرفون هاتين ؟! ..
نظر سالم لكاريمان بعينين حائرتين و لم يرد أما منصور بك وعزيز فحملقا بها محاولان فهم الموقف دون الوقوع في خطأ ..
تعجب الضابط الانجليزي من صمتهم و ظن انهم لا يعرفون الإنجليزية فأشار للجندي المصري ليترجم لهم فقال : يقول لكم هل تعرفون هاتين ..لأنبهكما هما قالتا أنهما خادمتين ..
قال هذا الجندي الوطني كلمة السر المنقذة فرد سالم بارتياح و قال : نعم .. نعرفهما.. هما خادمتان لدينا
قال الظابط : أساله .. هل أنت صاحب المنزل فاجاب سالم بنعم فعاود السؤال و قال : اسأله هل كان ع علم بخروجهما فأجاب سالم : لا فقال الجندي : هما ادعتا ذهابهما للمبرة من اجل العلاج ثم قال : لحسن الحظ أنك قلت لا تعلم بخروجهما كي لا تقع في فخ لماذا ذهبتا ؟!!
شعر الضابط بأن هناك جملا اضافية تقال فاشار للجندي بالسكوت ثم أمر جنوده بتفتيش المكان و أثناء ذلك خبأ عزيز ملابس كاريمان التي كان الاريكة الصغيرة بجلوسه عليها ..
ظل جميعهم ينظرون بخوف و ترقب حتي انتهاء التفتيش و أثناء ذلك نظر سالم للجندي المصري الذي خرج من غرفة سالم و قال انه لم يجد شيئا بامتنان، لانه قال هذا بالرغم من وجود منديل ملطخ بالدماء كان قد وضعه علي إصابة سطحية في كتفه الأيمن حدثت أثناء الانبطاح و الوثب في العملية، هذا الجندي البسيط أنقذ جميعهم بوطنيته و وفاءه!! ذلك الوفاء الذي لا يقدر بثمن
أشار الضابط للجنود بالانصراف للخارج بينما قال محذراً : إن كان هناك شئ آخر خلاف ما قلتموه فستكون العواقب وخيمة !! ترجم الجندي تلك الجملة ثم هم بالانصراف خلف الضابط ..
__________بقلم elham abdoo
بعد انصراف الضابط و رفاقه تنفس جميعهم الصعداء ثم جلست كاريمان لتلتقط أنفاسها التي حُبست من الخوف، ذهب نحوها والدها و احتضنها بشدة و قال : الحمدلله علي سلامتك ثم قبّلها عزيز أيضاً و قال : الحمدلله عبرت تلك العاصفة !!
قال سالم : ماذا حدث معكم في الطريق و اين الخادمين و الجثمان ؟!
كاريمان : امسكوا بنا و لكن الجثمان و حامليه اختبآ في الظلام قبل أن ينكشفا و لا اعرف هل استطاعا الوصول إلي ذويه ام لا ؟!!
سالم : هل حقاً قلت أنكِ خادمة؟!
كاريمان : نعم .. لم يأتِ ببالي شيئا آخر
سالم بقلق : الضابط لا يصدقنا إلي حد كبير !!
عزيز : المهم انه لا يملك دليلا ضدنا
منصور بك : أري أن الخطر قريب منا
سالم : ليهدأ الامر و في الصباح سأرسل خادماً لقصر رياض ليطمئننا علي وصول الجثمان او ربما يعودا الخادمين في اي وقت و نعرف موعد اقامة العزاء !!
منصور بك : ليكن .. لنذهب الآن إلي بيتنا
سالم : استأذنك يا منصور بك أن تبقوا عندي ريثما تهدأ الأمور خشية حدوث أمر آخر و في الصباح نري ما سيحدث و نتحرك وفقا له
منصور بك بعد تفكير : و هو كذلك ..
_________بقلم elham abdoo
ذهب الجميع للنوم بينما بقي سالم في الحديقة حتي طلوع الفجر، لم تنم كاريمان سوي ساعتين ثم قلقت و قامت لتنظر من الشرفة بالطابق الثاني علي الحديقة فرأته جالس هناك بوجه حزين فنزلت و ذهبت إليه و قالت
كاريمان : ألم تنم ؟!
سالم : مطلقاً .. وجه رياض لا يفارق مخيلتي
كاريمان : اقتربتما كثيرا من بعضكما في الآونة الأخيرة
سالم : نعم .. كان شغوفا للعملية أكثر مني و قبل البدء قال لي ان فارق أحدنا الحياة يحمله الاخر و يسلمه لذويه .. لن نترك أجسادنا بين يدي الأعداء فكان جسده هو الذي سيُحمل!!
اغرورقت عيناه بالدموع فقالت كاريمان : هل ذهبت للقاهرة لهذا السبب
سالم : نعم .. بقينا في بيت للتدريب لعدة أيام ثم عدنا هنا
كاريمان : هل فعلت كل هذا و ألقيت بنفسك للخطر من اجل مشروع الغزل هذا ؟!
سالم : لا .. بل من أجل تعنتهم و استغلالهم و سلبهم لحقوق شعب بأكمله .. فعلتهم معي هي نقطة من محيط !! ليعرفوا أن وجودهم هنا يعني موت عدد منهم كل يوم حتي لا يجدوا راحة و يرحلون عنا
كاريمان : و ماذا سنفعل إن انكشف الأمر !! هناك خطورة بالغة
سالم : لا أعرف.. لنترك ما في الغيب لله و هو كفيل به
كاريمان : ذلك الضابط تركنا و لكنه يشك بنا بشكل واضح !! ترك لنا رسالة تهديد !!
سالم : لم ينطلي عليه ما قلناه فالاميرة غير مناسبة في دور الخادمة !!
كاريمان : هل هناك ما يمكن فعله أم سبق السيف العزل؟!!
سالم : لا أعرف فكل شئ مبهم حاليا .. حتي باقي الرفاق لا أدري ماذا حل بهم .. لننتظر قليلا حتي تتضح الأمور
كاريمان بقلق : ليكن …
_________________ بقلم elham abdoo
في الصباح خرج الجميع من غرفهم و كان الإفطار معد علي المائدة، دعاهم سالم للجلوس و البدأ في تناول الطعام بينما بقي هو علي كرسيه ينتظر في قلق المرسال الذي ذهب لقصر عائلة رياض
بالرغم من جلوس كاريمان ووالدها و أخيها علي المائدة لكن الوحيد الذي تناول افطاره كان عزيز أما هما فلم تكن لديهما شهية للأكل فقاما عن المائدة كما جلسا عليها ..
بعد قليل عاد المرسال مع الخادمين اللذين حملا الجثمان ليلا و اخبروهم أنهم اوصلها الجثمان أمس دون أن يتم الإمساك بهما و لكن والدة رياض ابقتهما للصباح من اجل خطورة الوضع و اما عن العزاء فسيقام مساء اليوم بقصر العائلة..
حزن سالم لأن صديقه دفن و لم يتمكن هو من حمله علي اكتافه و إلقاء الثري عليه في قبره، دمعت عيناه فقالت له كاريمان : أعلم حزنك لغيابك عن دفنه لكنك حملته أولا إلي هنا من وسط النيران
نظر عزيز لنبرة كاريمان و مساندتها لسالم و لكنه صمت بصعوبة من اجل صعوبة الموقف !!
في المساء حضر جميعهم لقصر رياض و قدموا واجب العزاء لوالدته التي أظهرت قوة و صلابة نادرتين حيث قالت للمعزين أن ابنها شهيد سيفخر الوطن كله به و عند زوال ذلك الاحتلال سيسطر اسمه في تاريخ المقاومة و النضال !!
أقيم العزاء بقاعتين واحدة للرجال و أخري للنساء .. دخل الضابط ذاته لقاعة الرجال و فوجئ به سالم و منصور و عزيز الذين وقفوا لتلقي العزاء في فقيدهم، نظر لهم الضابط و سأل أقارب رياض عن ملابسات الوفاة و تصريح الدفن فقالوا أن الطبيب قال أنها وفاة بتوقف في القلب أثناء النوم !! و اعطوه التصريح لينظر به فأومأ برأسه ثم انصرف و بينما ظن الجميع أنه سيخرج و يغادر للخارج، اقتحم قاعة النساء و بحث بعينيه عن كاريمان حتي وجدها و في تلك المرة كانت في ثياب الأميرات و مختلفة تماما عن ما ظهرت عليه بالأمس، جالسة في رقي بجوار والدة الفقيد فوقف إلي جانبها و قال بالإنجليزية: من تكونين يا سيدة ؟! و أنا واثق انك تعرفين ماذا أقول.. لا داع للانكار !!
ابتلعت كاريمان ريقها و قالت : نعم .. أنا كاريمان الراعي .. أميرة من أسرة الراعي !!
قال الضابط : إذن انتِ قيد الاعتقال ..
أشار للجنود باعتقالها ثم عاد لقاعة الرجال و أشار إلي الثلاثة منصور بك و سالم و عزيز حيث تم اقتيادهم جميعا إلي قوة المخفر للتحقيق و الاستجواب !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *